التفريغ
لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم انا انزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ظل فانما يظل عليها - 00:00:00ضَ
وما انت عليهم بوكيل الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ايمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الى اجل مسمى ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون - 00:00:29ضَ
هاتان الايتان الكريمتان من سورة الزمر يقول الله جل وعلا انا انزلنا عليك الكتاب عليك الخطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم وقوله جل وعلا انزلنا يدل على علو الله جل وعلا - 00:00:54ضَ
فهو جل وعلا له العلو المطلق علو القدر وعلو القهر وعلو الذات فالانزال يكون من اعلى بادنى انا انزلنا عليك الكتاب والمراد به القرآن العظيم للناس اي لاجل الناس لهدايتهم - 00:01:22ضَ
ولبيان ما يحتاجون اليه في امور في نهم ودنياهم في شؤون الدنيا والاخرة انا انزلنا عليك الكتاب للناس انزلناه من اجل الناس. والمراد هنا الثقلان الجن والانس. لان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:52ضَ
مرسل الى الثقلين صلوات الله وسلامه عليه للناس بالحق بالحق كائنا بالحق حال من الفاعل او حال من المفعول حال من الفاعل انزلناه حالة كوننا محقين انزلنا عليك الكتاب للناس - 00:02:23ضَ
بالحق حال من الفاعل حالة كوننا محقين في ذلك او حال من المفعول انزلنا عليك الكتاب للناس حالة كونه متلبسا بالحق وقوله جل وعلا بالحق يصلح ان يكون حالا من انزلنا - 00:02:57ضَ
انزله الله حالة كونه محق في ذلك او حال من الكتاب انزلنا عليك الكتاب حالة كونه متلبسا بالحق انزلنا عليك الكتاب للناس بالحق الكتاب نزل من اجل الناس متلبسا هذا الكتاب بالحق - 00:03:29ضَ
او ان الله جل وعلا محق في انزاله ولا منافاة بينهما فمن اهتدى فلنفسه من اتبع الهدى واتبع الكتاب واخذ بالحق واستبصر به فمصلحة ذلك عائدة الى نفسه لان الله جل وعلا لا حاجة به الى طاعة المطيع - 00:04:06ضَ
كما انه جل وعلا لا تضره معصية العاصي المطيع اطاع لنفسه فمن اهتدى يعني اتبع الهدى اتبع القرآن اخذ بالقرآن جعل القرآن له اماما فاتبعه فنفع ذلك عائد اليه لا الى الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:04:43ضَ
ولا الى الكتاب ولا الى الحق ولا الى الله جل وعلا لان الله جل وعلا غني عن خلقه وانما من اتبع الهدى فقد نفع نفسه وقد اعطى نفسه من كلف نفسه - 00:05:17ضَ
بطاعة الله جل وعلا وقد اراد النجاة لنفسه اراد السعادة لنفسه يعني عملك ايها العبد يعود اليك انت تعمل لنفسك في الطاعات ثمرة ذلك عائدة اليك تكاسل اترك ضرر ذلك عائد عليك - 00:05:43ضَ
فمن اهتدى فلنفسه ومن ظل انحرف على الصراط المستقيم وابتعد عن الحق ولم يرفع به رأسا ولم يتبع الهدى الذي انزل الله ولم يتابع النبي صلى الله عليه وسلم فانما يظل عليها - 00:06:14ضَ
ضلاله هلاك لنفسه اذا ظل اين يكون مآله؟ النار واذا اهتدى واتبع الحق اين يكون مآله؟ الجنة دخوله الجنة ثمرة ذلك لنفسه هو المتمتع ودخوله النار والعياذ بالله عذاب ذلك على نفسه - 00:06:38ضَ
هو الذي لم يقدم لنفسه خيرا وعسى الله ولم يتبع المرسلين فهلك فصار من اهل النار فانما يضل عليها ذاك قال جل وعلا فلنفسه يعني له اهتداؤه له وهذا ضلاله ما قال جل وعلا له وانما قال عليه يعني وبال ذلك - 00:07:06ضَ
راجع عليه وانما يضل عليها وما انت يا محمد عليهم بوكيل انت لست بمكلف بان يتبع الصراط المستقيم انما انت مكلف بالدلالة والارشاد والايضاح والدعوة وقد قمت بما اوجب الله عليك - 00:07:36ضَ
والله جل وعلا ولي عباده وهو المتكفل بهم فيه دلالة على ان من لم يهتدي ولم يتبع الحق من الكفار ان ذلك ليس بتقصير من جانب الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:08:09ضَ
ولا بتقصير من جانب البلاغ والدعوة وانما انت يا محمد اديت ما عليك وما انت عليهم بوكيل لست بمكلف بان يتبعوا الصراط المستقيم وانما انت مكلف بان تدلهم عليه ثم ينقسم الناس الى قسمين - 00:08:32ضَ
قسم يتبع الحق دللتهم على الحق فاتبعوه وقسم دللتهم على الحق فاعرضوا عنه وتركوه قال بعض المفسرين هذه الاية منسوخة باية السيف يمر علينا كثير من كلام المفسرين رحمهم الله قالوا هذه منسوخة باية السيف اي اية هذه - 00:09:04ضَ
هذه ليست اية وانما هي ايات كثيرة ايات كثيرة وانما يعبر عنه العلماء رحمهم الله باية السيف يعني الامر بالقتال يا ايها الذين امنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة وغيرها من الايات كثير - 00:09:28ضَ
التي فيها الامر بالجهاد. قالوا هذه الاية منسوخة بالامر بالجهاد لان من المعلوم ان هذه السورة كما تقدم كما لنا انها مكية نزلت بمكة الا ايات منها وهي قوله جل وعلا قل يا عبادي الذين اسرفوا - 00:09:50ضَ
انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم الى اخر الايات الثلاث او السبع هذه نزلت بالمدينة قيل انها نزلت في وحشي قاتل حمزة - 00:10:10ضَ
لانه قتل حمزة حال كون وحشي كافر رضي الله عن حمزة وارضاه هم من الله على وحشي بالهداية فاهتدى واسلم وجاهد في سبيل الله وقتل مسيلمة الكذاب وقال انني قتلت خير الناس وقتلت شر الناس - 00:10:28ضَ
والله جل وعلا انزل قوله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله يعني كل من اسرف على نفسه عمل بالمعاصي واكثر منها واعرظ عن طاعة الله ثم من الله عليه بالهداية فاهتدى فانه - 00:10:52ضَ
ييأس من رحمة الله فالله جل وعلا يغفر الذنوب جميعا. وكما قال العلماء العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب يعني وان كانت نزلت في شخص معين الا ان العبرة بعموم اللفظ فهي لكل من اسرف على نفسه بالمعاصي ثم من الله عليه بالهداية ومن وقع - 00:11:12ضَ
المعاصي لا ييأس من رحمة الله لا يقول وقعت في معاصي كثيرة وما بقي من العمر الا قليل فما يصلح ان اتوب او ان توبتي مردودة او مقبولة والله جل وعلا يقبل توبة العبد ما لم يغرغر - 00:11:38ضَ
اذا غرغر اذا ارتفعت النفس ووصلت الى الحلقوم عند الخروج حينئذ لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا فرعون ما نفعه حينما قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل. لانه امن لما عاين العذاب - 00:11:58ضَ
بخلاف من امن قبل ان ينزل به العذاب قبل ان يعاين ملك الموت فان الله جل وعلا يقبل توبته كما قال الله جل وعلا الا قوم يونس لما امنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم الى حين - 00:12:24ضَ
الايمان يقبل من العبد ما لم يغرغر فهذه السورة كما هو معلوم مكية يعني نزلت بمكة والنبي صلى الله عليه وسلم بمكة لم يؤمر بالجهاد وانما امر بالجهاد بعد ما استقر صلى الله عليه وسلم بالمدينة - 00:12:47ضَ
فانما يضل عليها وما انت يا محمد عليهم بوكيل يعني بمسلط عليهم انت لا تستطيع هدايتهم هداية القلوب وكما تقدم لنا ان الهداية نوعان بداية دلالة وارشاد وهداية توفيق والهام - 00:13:10ضَ
بداية الدلالة والارشاد الله جل وعلا دل عباده وهداهم بالكتاب العزيز والرسل صلوات الله وسلامه عليهم دلوا اممهم على الصراط المستقيم وهدوهم والدعاة الى الله جل وعلا على بصيرة يهدون الناس الى الصراط المستقيم يعني يدلونهم - 00:13:33ضَ
هذه هداية الدلالة والارشاد. وهي وهي لله جل وعلا. ولعباده الدعاة الى سبيله. على بصيرة من الرسل والانبياء والصالحين واولي العلم ودلالة وهداية توفيق والهام وهذه لله جل وعلا وحده لا يستطيعها سوى - 00:14:00ضَ
فالمرء لا يستطيع ان يوفق اقرب قريب اليه الى الصراط المستقيم. الرسول صلى الله عليه وسلم ما استطاع ان يهدي ابا طالب مع حرصه صلى الله عليه وسلم على ذلك فانزل الله جل وعلا عليه انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء. فالهداية - 00:14:27ضَ
التي يد التوفيق والالهام والتمسك بالصراط المستقيم هذه لله جل وعلا واما هداية الدلالة والارشاد فهي لله ولعباده فانما يضل عليها وما انت عليهم بوكيل لا تستطيع ان تهديهم لست بمسلط - 00:14:51ضَ
ولم يحصل تقصير منك فقد بلغت بسم الله الرحمن الرحيم يقول يقول تعالى مخاطب رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم انا انزلنا عليك الكتاب يعني القرآن للناس بالحق اي لجميع الخلق من الانس والجن لتنذرهم به - 00:15:18ضَ
فمن اهتدى فلنفسه كيف انما يعود نفع ذلك الى نفسه ومن ظل فانما يظل عليها اي انما يرجع وبال ذلك على نفسه وما انت عليهم بوكيل اي بموكل ان يهتدوا - 00:15:44ضَ
انما انت نذير والله على كل شيء وكيل اي انما عليك البلاغ وعلينا الحساب. ثم قال تعالى مخبرا عن نفسه الكريمة بانه المتصرف في الوجود بما يشاء وانه يتوفى الانفس الوفاة الكبرى بما يرسل من الحفظة. قوله جل وعلا الله - 00:16:05ضَ
توفى الانفس حين موتها ويتوفى الانفس التي لم تمت في منامها الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها اذا الوفاة وفاتان وفاة صغرى ووفاة كبرى الوفاة الصغرى بالموت - 00:16:30ضَ
والوفاة الكبرى التي تفارق الروح الجسد فيموت الجسد وهذا من كمال قدرة الله جل وعلا يتوفى الانفس حين موتها وقت وفاتها هذا حي تخرج روحه فلا تعودوا اليه في الدنيا - 00:17:08ضَ
والاخر حي تخرج روحه خروجا مؤقتا ثم تعود اليه باذن الله وقد تجتمع هذه الانفس وتتساءل انفس الاحياء وانفس الاموات والرؤية التي يراها المرء او يرى شخصا قد مات فيتحدث معه - 00:17:46ضَ
من هذا القبيل ورد انها تلتقي وتتساءل قال سعيد ابن جبير احد سادتي التابعين رحمه الله ان الله يقبض ارواح الاموات اذا ماتوا وارواح الاحياء اذا ناموا فتتعارف ما شاء الله ان تتعارف - 00:18:24ضَ
فيمسك التي قضى عليها الموتى ويرسل الاخرى فيعيدها ترجع للدنيا وقال ابن عباس رضي الله عنهما تلتقي ارواح الاحياء وارواح الاموات في المنام فيتساءلون بينهم ما شاء الله ثم يمسك الله ارواح الاموات ويرسل ارواح الاحياء الى اجسادها الى اجل مسمى - 00:18:52ضَ
لا يغلط بشيء منها اخرجه عبد ابن حميد وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما فهذا من كمال قدرته جل وعلا يقبض ارواح العباد ارواح تبقى ولا تعود وارواح تعود - 00:19:31ضَ
ولا يحصل الغلط بين روح وروح ولا ترجع روح الميت الى غيره ولا تبقى روح من اراد الله حياته ولا تعود اليه بل تعود اليه كيفما شاء جل وعلا وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال - 00:19:59ضَ
نفس وروح بينهما مثل شعاع الشمس فيتوفى الله النفس في منامه ويدع الروح في جوفه يتقلب ويعيش فان بدا له ان يقبضه قبض الروح فمات يقول نفس وروح بينهما مثل شعاع الشمس. يعني اتصال - 00:20:26ضَ
الروح تصعد والنفس تبقى في الجسد بينهما اتصال الله اعلم بصفته اذا اراد الله جل وعلا عودة الروح الى الجسد عادت بلحظة وان اراد الله جل وعلا بقاء الروح لديه - 00:21:03ضَ
اجتذب ما كان في الجسد من بقية فينام الرجل النوم قد تعود اليه روحه بعد صعودها وقد لا تعود ينام الرجل صحيح سليم تصعد روحه كما تصعد ارواح الاحياء ويستيقظ من اراد الله حياته - 00:21:35ضَ
وبقي في عمره شيء وتبقى رح من انتهى اجله وقد ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اوى احدكم الى فراشه - 00:22:02ضَ
فلينفضه بداخلة ازاره فانه لا يدري ما خلفه عليه. يعني قد يكون في فراشه شيء لا يدري عنه لكن اذا نفضه بشيء ما اخلى الفراش باذن الله فانه لا يدري ما خلفه عليه ثم ليقل - 00:22:26ضَ
يعني من اراد النوم باسمك ربي وضعت جنبي وباسمك ارفعه فان امسكت نفسي فارحمها وان ارسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين وهذا تفويض من العبد لله جل وعلا ودعاء وتضرع - 00:22:53ضَ
لا يدري هل يدعو ربه بعد هذا او تكون هذه اخر دعوة باسمك ربي وضعت جنبي افراد الله جل وعلا بالعبادة يختم يقظته وحركته بتوحيد الله جل وعلا وباسمك ارفعه - 00:23:26ضَ
وضعت جنبي باسمك وباسمك اذا اردت ارفعه ان امسكت نفسي لان العبد لا يدري هل تعود اليه نفسه او لا تعود ان امسكت نفسي فارحمها. يتضرع الى الله جل وعلا بان يرحم نفسه - 00:23:57ضَ
وان ارسلتها الى جسدي مرة اخرى احفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين لان الله جل وعلا يحفظ من شاء من خلقه بتوفيقه وهدايته وسلامته من الاثام كما ورد في الحديث الصحيح - 00:24:21ضَ
ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه هذا حديث قدسي فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها - 00:24:46ضَ
يعني يحفظ الله جل وعلا حواسه من كل مكروه يحفظها من الاثام فلا يجعلها تمتد الى اثم الله يتوفى الانفس حين موتها هذه الموتة الكبرى الموتة الاخيرة كما قدر بعض المفسرين رحمهم الله - 00:25:08ضَ
ويتوفى الانفس التي لم تمت في منامها الانفس التي والتي لم تمت يعني ويتوفى الانفس التي لم تمت في من امها يتوفاها بماذا؟ في نومها وهي الوفاة الصغرى الدنيا التي هي النوم - 00:25:36ضَ
في منامها اي التي لم يحضر اجلها يعني الله يتوفى الانفس عموما التي ماتت حين موتها ويتوفى الانفس التي لم تمت بماذا النوم في منامها ذكر هذا دلالة على حكمة الله جل وعلا واتقان الصنعة - 00:26:00ضَ
ودقيق لطف الله جل وعلا وتصرفه في عباده. هذا كذا وهذا كذا هذا تخرج روحه ولا تعود. وهذا تخرج وتعود. فيعود كما كان وهل الروح تبقى في الجسد بعد النوم؟ في اثناء النوم؟ ام انها ترتفع ويبقى لها اثر - 00:26:40ضَ
كلام طويل في هذا ذكره بعض العلماء رحمهم الله وممن ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله في كتاب له يسمى كتاب الروح كتاب مؤلف كامل يتعلق بالروح في حال الحياة وبعد الممات - 00:27:04ضَ
الله يتوفى الانفس حين موتها ويتوفى الانفس التي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت يعني تلتقي الانفس هذه وهذا عند الله جل وعلا فيمسك التي قضى عليها الموت التي هي حكم الله جل وعلا وقدر عليها الموت فيمسكها - 00:27:29ضَ
فيها قراءتان البناء للمعلوم والبناء للمجهول التي قضى عليها الموت هذه قراءة الجمهور القراءة الاخرى التي قضي بالبناء المجهول فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى. اي الانفس التي اماتها بالنوم فقط - 00:28:00ضَ
ويرسل الاخرى اي النائمة الى بدنها عند اليقظة الى اجل مسمى اجل معلوم يعلمه الله جل وعلا لا يعلمه غيره ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام - 00:28:27ضَ
وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض هذه الخمس مما استأثر الله جل وعلا بعلمها فلا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل حتى ملك الموت لا يدري - 00:28:50ضَ
حتى يؤمر روي ان احد الناس من عمري فقال له خمس فلا يدري هذا هل هي خمس ساعات او خمسة ايام او خمسة اشهر او خمس سنين وخاف ان تكون قريبة - 00:29:06ضَ
فسأل احد العلماء عن تعبير هذه الرؤيا فقال نعم اخبرك في الصحيح قال خمس هذه يعني هذه واحدة من الخمس التي لا يعلمها الا الله جل وعلا لان ملك الموت - 00:29:34ضَ
نفسه لا يدري متى يؤمر بقبض هذا العبد انما يعلم عند ارادة الله جل وعلا قبض روحه يأمره الله جل وعلا لان الله جل وعلا هو الذي يتوفى الانفس بامره جل وعلا - 00:29:52ضَ
الرسل الذي هم ملك الموت واعوانه الى اجل مسمى وهو الوقت المحدد موت المرء موتا حقيقيا كاملا ان في ذلك اي هذا التصرف وهذا الاحكام وهذا التدبير لايات علامات على قدرة الله جل وعلا - 00:30:14ضَ
وعلى عظمته وعلى اتقان صنعته تعالى وتقدس لايات لمن؟ لكل الناس؟ لا لقوم يتفكرون لاهل الفكر واهل التأمل والتدبر ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب. لاصحاب العقول - 00:30:43ضَ
والله جل وعلا امر العباد بالتفكر في مخلوقاته. وكما ورد تفكروا في مخلوقات الله ولا تتفكروا في ذات الله لان المرء لا يحيط ولا يستطيع ان يحيط في ذات الله جل وعلا - 00:31:16ضَ
وانما يتفكر في مخلوقات الله والتفكر في مخلوقات الله توحيد وعبادة لله جل وعلا لان الله جل وعلا امر العباد بالتفكر والتأمل وكما قال جل وعلا وفي انفسكم افلا تبصرون - 00:31:38ضَ
يتفكر الانسان في نفسه في حواسه في حركاته في يديه في رجليه في قضائه الحاجة في اكله في شربه في تصريف هذه الامور في المخارج التي تخرج منه فيما اودع الله جل وعلا فيه من الايات العظيمة الدالة على قدرته سبحانه وتعالى - 00:32:00ضَ
المؤمن مأمور بالتفكر في مخلوقات الله جل وعلا لانه كلما تفكر في مخلوقات الله هذا توحيده وايمانه بالله جل وعلا. ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون ايات دلالات علامات على قدرة الله جل وعلا يدركها من - 00:32:25ضَ
اصحاب الفكر اصحاب الفكر هم اصحاب العقول السليمة الذي يعمل فكره في مخلوقات الله فيستدل بذلك على حكمة الله جل وعلا وعلى اتقانه في صنعته سبحانه وتعالى. نعم ثم قال تعالى مخبرا عن نفسه الكريمة - 00:32:52ضَ
بانه المتصرف في الوجود بما يشاء وانه يتوفى الانفس الوفاة الكبرى بما يرسل من الحفظة الذين يقبضونها من الابدان والوفاة الصغرى عند المنام كما قال تبارك وتعالى وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار. يتوفاكم بالليل هذه الوفاة الصغرى وفاة النوم. نعم. ثم - 00:33:18ضَ
يبعثكم فيه ليقضي ليقضى اجل مسمى ثم يبعثكم يعيدكم الى اجسامكم حتى الاجل الذي حدد الله جل وعلا لكم ثم اليه مرجعكم في الوفاة الكبرى. نعم. ثم ينبئكم بما كنتم تعملون. في الحساب - 00:33:46ضَ
وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى اذا جاء احدكم الموت توفته رسلنا وهم لا نعم توفته رسلنا وهم لا يفرطون. قد يقول قائل كيف قال الله جل وعلا الله يتوفى الانفس حين موتها - 00:34:12ضَ
وقال في هذه الاية الاخيرة توفته رسلنا وهم لا يفرطون هل بينهما تعارض؟ لا انه لا يوجد في ايات القرآن تعارظ ابدا نعم نقول الله جل وعلا يتوفى الانفس هو الذي يتوفاها هو الذي يميتها - 00:34:36ضَ
من الذي يباشر هذه الوظيفة بامر الله جل وعلا؟ الرسل الرسل نعم ومن هم الرسل ملك الموت واعوانه لان له اعوان فذكر الوفاتين الصغرى ثم الكبرى نعم الصغرى في النوم والكبرى وفاة الموت - 00:34:58ضَ
وفي هذه الاية ذكر الكبرى ثم الصغرى. ذكر الكبرى في قوله الله يتوفى الانفس حين موتها. هذه الكبرى والصغرى ويتوفى التي لم تمت في منامها. يتوفاها من من ام نعم - 00:35:22ضَ
ولهذا قال تبارك وتعالى الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الى اجل مسمى. يعني يتوفى الانفس كلها الموت والنوم - 00:35:41ضَ
وتجتمع هذه الانفس بامر الله جل وعلا فيمسك التي قضى عليها الموت التي ماتت يمسكها جل وعلا عنده ويرسل الاخرى اي التي لم يقضي عليها الموت الى اجسادها. نعم فيه دلالة على انها تجتمع في الملأ الاعلى - 00:36:01ضَ
كما ورد بذلك الحديث المرفوع الذي رواه ابن مندث وغيره وغيره وفي صحيح البخاري ومسلم من حديث عبيد الله ابن ابن عمر عن سعيد ابن ابي سعيد عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال - 00:36:25ضَ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اوى احدكم الى فراشه بل ينفضه بداخلة ازاره فان ينفضه بازاره لا يكون في شيء ما يدري عنه فانه لا يدري ما خلفه عليه. ما خلفه عليه يعني ما من كان فيه - 00:36:45ضَ
نعم لانه قد يكون فيه شيء لا تراه انت ان الجن والشياطين يروننا من حيث لا نراهم ثم ليقل باسمك ربي وضعت جنبي وبك ارفعه ان امسكت نفسي فارحمها. وان ارسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين - 00:37:06ضَ
وقال بعض السلف يقبض ارواح الاموات اذا ماتوا. وارواح الاحياء اذا ناموا فتتعارف ما شاء الله تعالى ان تتعارف قد تتعارف ويخاطب بعضها بعض ويسأل بعضها بعض وتتعارف على انها كلها احياء او تتعارف على انه يعرف الحي يعرف الميت. ويسأله ما فعل الله بك - 00:37:33ضَ
نعم فيمسك التي قضى عليها الموت اي التي قد ماتت ويرسل الاخرى الى اجل مسمى قال السدي الى بقية اجلها وقال ابن عباس رضي الله عنهما يمسك انفس الاموات ويرسل انفس الاحياء - 00:38:00ضَ
ولا يغلط لا يخطئ جل وعلا في ذلك نعم مع كثرة الارواح ان في ذلك لايات لقوم يتذكرون وفي هذه الاية العظيمة دلالة على كمال قدرة الله جل وعلا وعلى حكمته - 00:38:21ضَ
واحكام صنعته جل وعلا وتفننه في هذه الارواح وما اودع الله جل وعلا فيها من الامور التي عجز الناس ان يدركوها كما سأل الناس او اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح - 00:38:42ضَ
في قوله جل وعلا ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا ما يدرك الانسان هذه الروح له شيء محسوس يعني يرى او يمسك او - 00:39:02ضَ
هذي روح الجسم يتحرك ويعمل ويدبر وتسلم منه الروح في لحظة فيبقى جثة هامدة والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:39:18ضَ