تفسير ابن كثير | سورة سبأ

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 13- سورة سبأ | من الأية 40 إلى 42

عبدالرحمن العجلان

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد بالله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء اياكم هؤلاء اياكم كانوا يعبدون - 00:00:01ضَ

قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون اليوم لا يملك بعضكم لبعض نفع ولا ضرا ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون - 00:00:39ضَ

في هذه الايات الكريمة من سورة سبأ فيها تقريع وتوبيخ لمن يعبد غير الله جل وعلا في ذلك المشهد العظيم يوم القيامة على رؤوس الملأ يقول الله جل وعلا ويوم يحشرهم جميعا. وفي قراءة نحشرهم جميعا ثم نقول - 00:01:11ضَ

وفي اية سابقة يقول جل وعلا ولو ترى اذا الظالمون موقوفون عند ربهم ولو ترى اذ الموقوء ذي الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم الى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا انتم لكنا مؤمنين - 00:01:53ضَ

الايات ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة قال المفسرون هذه الاية ويوم يحشرهم معطوفة على قوله جل وعلا ولو ترى اذ الظالمون موقوفون عند ربهم ولو تراعد الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم الى بعض القول اين جواب لو - 00:02:25ضَ

ولو لرأيت امرا فظيعا. وكذلك هنا ويوم يحشرهم لو رأيت يوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون الايات لرأيت امرا عظيما او فظيعة توبيخ للكفار ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة - 00:03:00ضَ

الله جل وعلا يخاطب الملائكة عليهم الصلاة والسلام يقول لهم اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون هل انتم ايها الملائكة الكرام امرتم هؤلاء بعبادتكم هل انتم راضون في عبادتهم اياكم والتوبيخ للكفار - 00:03:34ضَ

والسؤال للملائكة لان الكفار بالحقارة والدناءة في ذلك الموقف لا يستحقون ان يخاطبوا وانما يخاطب الله الملائكة فيقول هل انتم امرتموهم بعبادتكم هل انتم راضون بعبادتهم اياكم فهؤلاء اياكم كانوا يعبدون - 00:04:07ضَ

يعبدون اين مفعولها الواو في يعبدون الفاعل والمفعول الظمير اياكم اصلها يعبدونكم لكن لما تقدم الظمير انفصل ويفهم من تقديم الظمير المنفصل المنصوب الحصر كما نقول اياك نعبد اي نعبدك - 00:04:44ضَ

اياك نعبد لا نعبد سواك هؤلاء اياكم كانوا يعبدون هل هؤلاء يعبدونكم انتم راضون بعبادتهم وكما يقول الله جل وعلا لعيسى ابن مريم على نبينا وعليه افضل الصلاة والسلام. اانت قلت للناس اتخذوني - 00:05:22ضَ

وامي الهين من دون الله قال سبحانك ما قلت هذا القول ولا يمكن ان يصدروا مني والله جل وعلا يعلم انه لم يقله لكن هذا فيه توبيخ للعابدين توبيخ للكفار - 00:05:49ضَ

اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ ماذا اجابت الملائكة قالوا سبحانك اول كلمة تنزيه الله جل وعلا وتقديسه وتعظيمه من ان يعبد معه سواه قالوا سبحانك ما قالوا لا يا ربنا اولا نزهوا ربهم جل وعلا عن ان يكون له شريك - 00:06:12ضَ

قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم. نحن لا نتولى هؤلاء ولا نلتفت اليهم فانت الواحد الاحد انت ولينا انت الذي نتوجه اليك وانت الذي نعبدك وانت الذي نخافك ونرجوك اما هؤلاء - 00:06:40ضَ

فلا علم لنا بعبادتهم ولم نأمرهم بذلك وسيأتي انهم لا يعبدون الملائكة حقيقة وان انما يعبدون الشياطين قالوا سبحانك انت ولينا اولا نزهوا ربهم جل وعلا ثم برأوا انفسهم من عبادة هؤلاء ثم - 00:07:10ضَ

تكلموا عن هؤلاء العابدين انت ولينا من دونهم. بل الاضراب كانوا يعبدون الجن كانوا يعبدون الجن. يعبدون الشياطين من يعبد عيسى عليه الصلاة والسلام ومن يعبد الملائكة هؤلاء لا يعبدون الملائكة ولا يعبدون - 00:07:38ضَ

عيسى ولا يعبدون غيره من الصالحين. وانما يعبدون الشياطين لان الصلحاء والملائكة ما امروهم بعبادتهم ولا عبدوهم طاعة لهم وانما طاعة للشياطين وهو في الحقيقة يعبدون الشياطين لان من يطاع - 00:08:10ضَ

هو المعبود كما قال الله جل وعلا اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله قال علي ابن حاتم يا رسول الله ما كنا نعبدهم انه تنصر كان على دين النصرانية - 00:08:38ضَ

فهداه الله للاسلام ما كنا نعبدهم يعني ما نعبد الاحبار والرهبان ونسجد لهم ونصلي لهم ونصوم لهم لا قال الرسول عليه الصلاة والسلام اليسوا يحللون لكم ما حرم الله فتحلونه - 00:08:59ضَ

ويحرمون عليكم ما احل الله فتحلونه يحللون لكم الحرام فتطيعونهم ويحرمون عليكم الحلال فتطيعونهم. قال بلى كنا كذلك قال فتلك عبادتهم فاذا امر الامر بشيء ما فان كان من حقه - 00:09:21ضَ

فتلك طاعة ولا حرج في ذلك وان امر بشيء ليس من حقه فتلك عبادة والعبادة لا تصلحوا لمخلوق بل كانوا يعبدون الجن يعني يعبدون الشياطين وان الشياطين يصور لهم صور - 00:09:50ضَ

وتقول هؤلاء الملائكة ينفعون ويشفعون فاعبدوهم وهم يدخلون في اجواء تلك الصور فتكون العبادة لهم العبادة للشياطين حقيقة وذكر جمع من المفسرين رحمهم الله ان حيا يقال لهم بنو مليح - 00:10:19ضَ

من خزاعة كانوا يعبدون الجن ويزعمون ان الجن تتراءى لهم وانهم ملائكة وانهم بنات الله وذلك ما دل عليه قوله جل وعلا وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا يعني قالوا الملائكة بنات الله - 00:10:48ضَ

وقالوا الجن هؤلاء الفخذ من الجن بنات الله الله فجعلوا بين الجنة وبين الله جل وعلا نسب يعني صلة قرابة تعالى وتقدس بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون بل كانوا يعبدون الجن - 00:11:20ضَ

يعني يطيعون الجن فيما يأمرونهم بهم بهفة كعبادتهم ثم قال اكثرهم يعني كأنه لا كلهم فيهم مؤمنون قال بعض المفسرين اكثرهم هنا بمعنى كلهم يعني جميعهم وذكر بعض المفسرين لطيفة في هذا المعنى - 00:11:51ضَ

وقال قوله تعالى بل كانوا يعبدون الجن اتى بلفظ الجمع يعني كلهم كانوا يعبدون الجن ثم قال اكثرهم بهم مؤمنون. ولم يقل كلهم قال العبادة الظاهرة يدركونها تراها الملائكة ولهذا قالوا يعبدون الجن - 00:12:26ضَ

وعند ذكر الايمان الذي هو عمل القلب لا يعلمه حقيقة الا الله جل وعلا فلم يجمعوا ولم يقولوا الجميع لانهم غير محيطين ومدركين لما في القلوب فقالوا اكثرهم اكثرهم بهم - 00:13:02ضَ

يعني بالجن مؤمنون يعني مصدقون وتابعون لهم ومنقادون لهم ثم قال الله جل وعلا بعد ان وبخ الكفار وتبرعت الملائكة منهم وتقطعت الاسباب ونادي مو حين لا ينفع الندم وفقدوا - 00:13:30ضَ

المعين احلك وقت واحوجه تبرأت منهم الملائكة وغيرهم والخطاب هذا في هذه الاية للملائكة واتى لغيره في خطابه جل وعلا لعيسى ابن مريم انت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله - 00:13:56ضَ

والذين عبدوا من دون الله كثير لكن هؤلاء يصلح ان يخاطبوا ويخاطبهم الله جل وعلا توبيخا للكفار واما كثير من المعبودات التي عبدت من دون الله فهي لا تصلح للخطاب اما ان تكون جمادات واما ان تكون شياطين - 00:14:23ضَ

واما ان تكون جن او غير ذلك قال الله جل وعلا اليوم يوم القيامة لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا يعني كل من عبد من دون الله جل وعلا - 00:14:44ضَ

لا يملك لغيره لا يستطيع ان ينفعه كذلك لا يستطيع ان يظره ان النفع والضر بيد الله جل وعلا لا يملك بعضكم لا يملك المعبودون للعابدين نفعا ينفعونهم في ذلك الموقف - 00:15:08ضَ

ولا يملكون ظرا لا يستطيعون ان يظروهم ولا يستطيعون ان يعاقبوهم يقولون لما عبدتمونا؟ لا ما يستطيعون لا الملائكة ولا غيرهم لان النفع والضر بيد الله وحده لا يملك بعضكم لبعض ولا ضرا - 00:15:37ضَ

ونقول للذين ظلموا تسجيل الظلم عليهم ولم يقل جل وعلا ونقول لهم ولان لا يدخل المسؤولون الذين هم الملائكة وانما قال ونقول للذين ظلموا الذين ظلموا انفسهم بعبادة غير الله جل وعلا - 00:16:00ضَ

فالظلم محرم واظلموا الظلم الاشراك بالله جل وعلا كما قال لقمان عليه السلام يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم اظلموا الظلم وابشعه واكبر الكبائر هو الاشراك بالله - 00:16:26ضَ

اكبر منه ولا اعظم منه ولغلبة الجهل في هذا الزمان نرى كثيرا ممن يدعي الاسلام يتنجح ويتحاشى عن السرقة ويتحاشى عن شرب الخمر ويتحاشى عن الزنا ويبتعد عن المحرمات هذه ويقع فيما هو اعظم وافظع الذي هو الشرك - 00:16:52ضَ

ويصلي ويصوم ويعبد غير الله وما ذاك الا لغلبة الجهل وهؤلاء قد يكون ابو جهل وابو لهب افقه منهم واعقل منهم الذين يتوجهون الى الاموات والى اصحاب الاضرحة ونحو ذلك هؤلاء وان قالوا لا اله الا الله بالسنتهم وصلوا وصاموا - 00:17:24ضَ

ابو لهب وابو جهل افقه منهم واعقل لان ابو جهل وابو لهب ابوا ان يقولوا لا اله الا الله لانهم عرفوا معناها كما قالوها قالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب - 00:17:58ضَ

ومن يتردد على الاضرحة ويسألها امورا لا يقدر عليها الا الله جاهل واجهل من المشركين. مشرك وهو لا يدري تجده يتوجه الى الله جل وعلا في الصلاة فيصلي ويتوجه الى الله جل وعلا بالصيام - 00:18:15ضَ

ثم بعد هذا او في اثناء هذا يتوجه الى صاحب الضريح فيسأله يسأله الشفاعة يسأل رد الغائب يسأله الكسر ونحو ذلك وهذه لا تسأل الا من الله جل وعلا ونقول للذين ظلموا - 00:18:43ضَ

قال عموما ظلموا انفسهم والا فانهم لا يستطيعون ظلم الله جل وعلا والله جل وعلا لا تنفعه طاعة المطيع ولا تضره معصية العاصي والمشرك والظالم والجاهل والفاجر لا يظر الا نفسه لا يظر الله شيئا - 00:19:10ضَ

ونقول للذين ظلموا ذوقوا هم في النار ويقال لهم هذا القول توبيخا يعني مع وقوعهم في النار يقال لهم على سبيل التوبيخ واللوم ذوقوا عذاب النار هذا عذاب النار التي كنتم بها في الدنيا - 00:19:32ضَ

يكذبون يقولون لا جنة ولا نار ينكرون البعث الكفار ينكرون البعث واما اهل الكتاب اليهود والنصارى فهم يقرون بالبعث من يعمل ويعرف كتبهم يقرون بالبعث وهؤلاء كفار بانكارهم عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم - 00:20:00ضَ

اليهود والنصارى كفروا بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم والمشركون كفروا بانكارهم لتوحيد الالوهية وانكارهم للبعث ينكرون البعث وينكرون الجنة وينكرون النار ويقولون الموت والنهاية وكلمة المتداول عند كثير من الناس - 00:20:35ضَ

نقل فلان الى مثواه الاخير هذا هذا تعبير غير صحيح ولا يصلح ان المسلم يقوله لان هذا المسكن والمقر الذي هو القبر ليس الاخير الاخير الجنة او النار واما هذا مسكن البرزخ اللي بين الدنيا والاخرة - 00:21:13ضَ

مسكين وسط هذا مرحلة منزلتين وانما هذه من الكلمات الوافدة الشائعة على الالسنة وافدة ممن ينكر البعث يقولون خلاص انتهى. هذا اخر مكان له الحفرة. وليس كذلك ويحسن التنبه لبعض الكلمات التي - 00:21:43ضَ

معناها غير صحيح. وتدرج على كثير من الالسنة تقليدا ومتابعة لمن لا يؤمن بالبعث ولا يدري كثير من الناس حينما يقول ذلك ان معنى هذا انه لا بعث لان هؤلاء كالذين قالوها يعني - 00:22:12ضَ

لانه لا بعث ولا حساب ولا جنة ولا نار ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي اي النار التي كنتم بها يكذبون تنكرونها الان هي حقيقة واقعة انتم فيها خلود دائما وابدا بلا موت - 00:22:33ضَ

والله جل وعلا يصور للعباد تلك المواقف ليتعظ بها من كان له قلب او القى السمع وهو شهيد. لينتبه لها تصورها جل وعلا لعباده كانها رأي عين هذا ما يقولون وهذا ما يقال لهم وهذا ما تقوله الملائكة - 00:22:57ضَ

والمؤمن يؤمن بما جاء عن الله جل وعلا في كتابه العزيز او عن رسوله صلى الله عليه وسلم ويجزم بذلك وهو جل وهو عليه الصلاة والسلام من صفته انه الصادق المصدوق - 00:23:25ضَ

اي لا يخبر الا بصدق ولا ينقل الا شيء صدق. لانه يخبر عن الله جل وعلا كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فهو صدق لا محالة والله جل وعلا يصور تلك المواقف ويبين النزاع الذي يحصل بينهم قبل وقوعه - 00:23:46ضَ

ليتعظ بذلك من له قلب. من يدرك يسلك سبيل النجاة لينجو مع الناجين فان اعطى نفسه هواها وتمنى على الله الاماني واعرض عن طاعة الله هلك يا مع الهالكين والهالكون - 00:24:11ضَ

اكثر من الناجين يوم القيامة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم بعث الجنة من كل الف واحد وتسعمائة وتسعة وتسعون الى النار فجأر الصحابة رضي الله عنهم بالبكاء خوفا - 00:24:33ضَ

من هذا الواحد فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرة الناس وخاصة يأجوج ومأجوج وكلهم الى النار وعد النبي صلى الله عليه وسلم صحابته وامته خيرا والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:24:54ضَ

وعلى اله وصحبه - 00:25:21ضَ