التفريغ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وان من المرسلين اذ نجيناه واهله اجمعين. الا عجوزا في صابرين. ثم دمرنا الاخرين - 00:00:01ضَ
لتمرون عليهم افلا تعقلون هذه الايات الكريمة من سورة الصافات في بيان قصتي لوطا على نبينا وعليه افضل الصلاة والسلام مع قومه لوط عليه السلام هو ابن اخي ابراهيم عليه الصلاة والسلام - 00:00:36ضَ
قال الله جل وعلا عنه في ايات اخر فامن له لوط اهتدى على يد ابراهيم وذهب معه الى الشام ثم ان الله جل وعلا اوحى اليه وارسله الى قومه في سبع قرى قوم لوط - 00:01:14ضَ
وقص الله جل وعلا علينا في ايات سابقة ما حصل بينه وبين قومه وانهم تميزوا وحصل منهم ما لم يحصل من احد قبلهم وهو اتيان الذكران من الرجال رغبة عن النساء - 00:01:47ضَ
عندهم خسة ودناءة بالطبع والخلق والميول عزفوا عن النساء وتوجه بعضهم الى بعض فانذرهم لوط عليه السلام فلم يستجيبوا له فانجاه الله جل وعلا واهل بيته الا امرأته كانت مجرمة - 00:02:17ضَ
متمالئة مع قومها اهلكها الله جل وعلا مع قومها كانت تدل قومها على اضياف لوط اذا جاء الى لوط عضياف فاجعل لهم علامة فيأتون اليهم فاهلكها الله جل وعلا مع من اهلك - 00:02:47ضَ
ودمر القوم الذين كفروا به واهلكهم بمكانهم وورد ان جبريل عليه السلام رفع سبع القرى بمن فيها بطرف جناحه حتى سمعت الملائكة صياح ديكتهم ونباح كلابهم ثم قلبها غارة الارض وكانت بحيرة - 00:03:19ضَ
وهي بحيرة مالحة ميتة لا يوجد فيها حيوان لخبث مائها ونتنة فلا يعيش فيها حيوان وهي معروفة لدى العرب وكانوا يعرفونها ويمرون عليها كما قص الله جل وعلا في هذه الايات - 00:03:55ضَ
قال ابن كثير رحمه الله تعالى يخبر تعالى عن عبده ورسوله لوط عليه السلام انه بعثه الى قومه فكذبوه فنجاه الله تعالى من بين اظهرهم هو واهله الا امرأته هو واهله الا امرأته - 00:04:21ضَ
فانها هلكت مع من هلك من قومها فان الله تعالى اهلكهم بانواع من العقوبات وجعل محلتهم من الارض بحيرة منتنة قبيحة المنظر والطعم والريح وجعلها بسبيل مقيم يمر بها المسافرون ليلا ونهارا - 00:04:43ضَ
وان لوطا لمن المرسلين. خبر من الله جل وعلا بان لوط عليه السلام رسول من المرسلين والرسول نبي كذلك فكل رسول نبي وليس كل نبي رسول وقد يكون نبي وليس برسول - 00:05:07ضَ
واذا كان رسولا ما هو نبي وان لوطا لمن المرسلين اذ نجيناه واهله نجاه الله جل وعلا واهله اجمعين ثم استثنى منهم جميعا امرأته اذ نجيناه واهله اجمعين الا امرأته - 00:05:39ضَ
في هذا قطع لاطماع من يتعلق في ذويه من الصالحين ولا يسوغ للمرء ان يعتمد على صلاح ابيه اوصلاح ابنه او المرأة تعتمد على صلاح زوجها او الزوج يعتمد على صلاح زوجته - 00:06:09ضَ
بل لكل عمله ولا ينفع قريب قريبة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ونادى قرابته ومن ضمنهم فاطمة يا فاطمة بنت محمد سليني من ما لي ما شئت لا اغني عنك من الله شيئا - 00:06:44ضَ
وقال لصفية عمته لا اغني عنك عنك عنك من الله شيئا. وقال للعباس وغيره من اسرته عليه الصلاة والسلام بانه لا يغني عنهم من الله شيئا. فكل له قد يكون الرجل صالح - 00:07:13ضَ
وذريته صالحة ولم تصل الى مرتبته فيكرم الله جل وعلا الاباء بان يرفع الابناء من منزلتهم الى منزلة الاباء لتقر عين الاباء بهم وهذا في حق من اتصف بالصلاح اما من كان كافرا فلا تنفعه شفاعة الشافعين. لا يشفع فيه احد - 00:07:38ضَ
اذ نجيناه واهله اجمعين الا عجوز العجوز المرأة الكبيرة في الغابرين وكلمة الغابرين من الكلمات التي تطلق على الاضداد تطلق على الماضي وعلى الباقي قالوا غابر بمعنى مضى وانتهى ويقال غابر بمعنى باقي ومستمر - 00:08:11ضَ
وهي من الكلمة التي تطلق على الظدين الا عجوزا في الغابرين في الماظين مع من مظى وهلك الا عجوزا في الغابرين باقية مع الهالكين ثم دمرنا الاخرين ان مسكنا الله جل وعلا - 00:08:43ضَ
وسلم لوطا واهله واستثنى منهم المرأة الظالمة اخبر بانه دمر القوم اجمعين ثم دمرناهم ثم دمرنا الاخرين الذين كفروا بلوط عليه السلام ولم يستجيبوا له وانكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل افلا تعقلون؟ نعم - 00:09:07ضَ
يقول الله جل وعلا وانكم يا كفار قريش او يا كفار العرب او يا معشر العرب تمرون عليهم يمرون على اثارهم يمرون على ديارهم وتشاهدونها ويعرفها الكثير منكم لو سئلوا ما هذه البحيرة؟ قالوا هذه التي اهلك فيها قوم لوط. هذه منازل قوم لوط وما كانت - 00:09:38ضَ
بحيرة كانت ارض يابسة لكن لما اقتنعها جبريل عليه السلام من اسفل السافلين ورفع الى فوق ونكسها اصبحت بحيرة خبيثة منتنة وانكم لتمرون عليهم مصبحين في حال الصباح وبالليل تمرون عليهم بالليل - 00:10:10ضَ
يمرون عليهم يعني صباحا ومساء. يعني تشاهدونهم لا تمرون عليهم بالليل فيخفى عليكم حالهم ولا تمرون عليهم بالنهار فلا تدركون شيئا من امرهم امرهم واظح وجلي تعرفون ذلك حالا لمروركم عليهم بالليل وحال مرور - 00:10:35ضَ
عليهم بالنهار فانتم يا معشر العرب يا كفار قريش يا كفار العرب تعرفونهم وتشاهدونهم الا تعتبرون الا تتعظون افلا تعقلون افلا تعقلون حالكم وامركم فتتبعون محمدا صلى الله عليه وسلم - 00:11:00ضَ
خوفا من ان يحل بكم ما حل بمن قبلكم وكما ورد السعيد من وعظ بغيره العاقل من يتدبر حال من مضى ويعتبر بانجاء الله جل وعلا لمن اتبع الرسل ويستفيد من هذا - 00:11:23ضَ
ويعتبر باهلاك الله جل وعلا وعقابه لمن خالف الرسل وينظر في عاقبة الامر ينظر ماذا حصل سيكون المآل مثل من سبق سواء بسواء ينجي الله المتقين ويهلك الله الظالمين افلا تعقلون - 00:11:52ضَ
افلا ترشدون حالكم وامركم وتتدبرون وتنظرون في مآلكم ان امنتم او في مآلكم ان كفرتم عاقبة الكافرين معلومة وعاقبة المؤمنين معلومة والله جل وعلا يعظ عبادة ويذكرهم ويوجههم للنظر في حال من مظى ففيه العبرة - 00:12:19ضَ
وهذا من اقامة الحجة على العباد المرء ليس هو اول شيء اول مخلوق لا يدري وعرف عاقبة الصادقين المؤمنين وعرف عاقبة الظالمين الكافرين عليه ان يتدبر وينظر ايهما اسلم طريق السعادة - 00:12:57ضَ
عن طريق الهلاك والضلال شتان بينهما والعاقل من يسأل الله جل وعلا التوفيق والهداية. والا فالمرء لا يستطيع ان يهدي نفسه الهداية بيد الله جل وعلا لكن العاقل يقبل على الله جل وعلا - 00:13:25ضَ
ويسأله الهداية. يسأله التوفيق. يسأله السداد والله جل وعلا اذا رأى من عبده الرغبة في الخير وفقه وفقه للخير واذا رأى منه الاعراض والادبار والبعد عن الحق اظله واهلكه والعبد هو الذي اوقع نفسه في الهلاك بالاعراظ عن طاعة الله جل وعلا - 00:13:48ضَ
وكما قال الله جل وعلا وانكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل افإ تعقلون؟ وانها لبسبيل مقيم. يعني في طريق واضح بين لا تخفى عليكم فتدبروا وانظروا في حالكم. والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:14:18ضَ
وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:14:41ضَ