التفريغ
العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم هنا لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير - 00:00:00ضَ
فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. لكم فيها النافع الى اجل مسمى ثم محلها الى البيت العتيق هذه الايات الكريمة - 00:00:28ضَ
جاءت بعد قوله جل وعلا ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه واحلت لكم الانعام الا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به - 00:01:00ضَ
فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله حنفاء لله حال من الواو في قوله جل وعلا فاجتنبوا الرجس. فاجتنبوا حالة كونكم حنفاء لله وحنفاء حنفاء جمع حنيف وكلمة حنيف - 00:01:32ضَ
من الاضداد من الكلمات التي تطلق على الظدين تطلق على الاستقامة وتطلق على الميلان فيقال مائل ومنحرف عن كل معبود سوى الله ويقال حنفاء لله مستقيمين على عبادته وحده لا شريك له - 00:02:12ضَ
حنفاء لله مائلين عن كل معبود سوى الله مستقيمين على عبادة الله وحدة غير مشركين به حال اخرى كحنفاء حنفاء لله حالة كونكم غير مشركين به مجتنبين للشرك كل صغيره وكبيره - 00:02:51ضَ
امر بالاستقامة جل وعلا على الحنيفية والابتعاد عن عبادة ما سواه ثم بين جل وعلا حال المشرك الهلاك والضياع في مثل محسوس كانه يرى بالعين فقال جل وعلا ومن يشرك بالله - 00:03:34ضَ
فمثله فكأنما خر من السماء كأنما خر بمعنى سقط من السماء اي جهة العلو او السماء المعروفة فتخطفه الطير اولا كلمة خراء سقط والساقط بخلاف النازل لم يقل جل وعلا نزل من السماء - 00:04:11ضَ
قال فكأنما خر والنازل قد يتحكم في نفسه ويوجه نفسه الى المكان الذي يريد النزول فيه لكن الساقط والخار لا يملك من نفسه شيء فكأنما خر من السماء وهو لا يخلو من امرين - 00:04:50ضَ
اما ان تتخطفه الطير في الهواء وتمزقه قطع صغيرة تأكله في حواصلها فيذهب ويظمحل او لا تعترضه الطير فتتولاه الريح وترمي به في اسفل مكان وابعده فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير. تأكله - 00:05:27ضَ
تمزقه او تهوي به الريح تقذفه وتلقيه في مكان سحيق بعيد القعر والتارك لمنهج التوحيد الذي فيه الاستقامة وفيه الاستقرار وفيه الثبات وفيه الطمأنينة والرضا والقناعة التارك لذلك والتوحيد كانه في القمة - 00:06:09ضَ
في اعلى مكان التارك له كالساقط من السماء اما ان تخطفه الطير وكل طائر يأخذ منه وصلة وتمزقه وتتلاعب به الاهواء مرة مشرق ومرة مغرب على غير استقرار او ترمي به - 00:06:49ضَ
الريح الشديدة وورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا هبت الريح قال اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا والرياح تأتي بالرحمة وتسوق السحاب والمطر والريح تأتي بالعذاب - 00:07:29ضَ
او تهوي به الريح ولم يقل جل وعلا الرياح في مكان سحيق بعيد قعره في مستنقع من المستنقعات او هاوية بعيدة القاع فهو في هذه الحال والعياذ بالله لا يصل اليه اسعاف ولا انقاذ - 00:08:01ضَ
ولا احد يستطيع يخلصه مما هو فيه اذا وقع في هذه الحال اما ان يتفرق لحمه في حواصل الطير واما ان يكون في بعيد في بعيد قعره في مكان بعيد لا يستطاع الوصول اليه - 00:08:38ضَ
وهكذا التارك للاستقامة التارك لمنهج الرسل التوحيد توحيد الله جل وعلا هذا مثله قال الزمخشري رحمه الله في هذا تشبيه يجوز في هذا التشبيه ان يكون من المركب والمفرق فان كان تشبيها مركبا فكأنه قال من اشرك بالله - 00:09:04ضَ
فقد اهلك نفسه اهلاك ليس بعده هلاك بان صور حاله بصورة حال من خر من السماء فاختطفته الطير متفرقا موزعا في حواصلها وعصفت به الريح حتى هوت به في بعض الاماكن البعيدة - 00:09:38ضَ
وان كان التشبيه مفرقا فقد شبه الايمان في علوه بالسماء والذي ترك الايمان واشرك الله بالساقط من السماء والاهواء المرضية بالطير المختطفة له والشياطين الموقع في الظلال بالريح التي تهوي بما عصفت به في بعظ في بعظ المهاوي المختلفة - 00:10:03ضَ
ذلك ومن يعظم شعائر الله ذلك كما تقدم لنا امس بان ذلك اشارة كأنه قال الامر ذلك او ذلك الامر او افعلوا ذلك فهو مبتدأ او خبر او مفعول به - 00:10:33ضَ
ويؤتى بها بها للفصل بين الكلامين او بين فقرات الكلام الواحد ومن يعظم شعائر الله شعائر جمع شعيرة جمع شعيرة وهي العلامة او العلامات التي وضعها الله جل وعلا لطاعته ولما امر به - 00:11:05ضَ
او جمع شعارة على وزن ميلاده وشعائر الله شرائعه التي شرعها وتطلق على جميع الشعائر الاسلامية ويجوز ان يراد بها هنا الهدي خاصة من البدن ونحوها فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال - 00:11:47ضَ
الشعار البدن والاستثمار والاستحسان والاستعظام وينبغي للانسان ان يترك المشاحة في ثمنها يعني يحرص على الطيب وان كان ثمنه غالي لانه مقدم لله جل وعلا النبي صلى الله عليه وسلم اهدى - 00:12:27ضَ
مائة بدنة ويكفي في هدي التمتع او القران شاة واحدة والنبي صلى الله عليه وسلم حج قارنا على الصحيح واهدى مائة بدنة وعمر رضي الله عنه اراد ان يهدي ناقة له - 00:12:57ضَ
طلبت منه بثلاثمائة دينار وهي قيمة عالية فيها عدد من البدن فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ايهديها ام يبيعها ويشتري بثمنها هدي مجموعة من البدن فامره النبي صلى الله عليه وسلم ان يقدمها هي - 00:13:27ضَ
لانه كلما كانت عظيمة وغالية الثمن ومحبوبة عند الناس فهو افضل في تقديمها ومن يعظم شعائر الله يعني اوامر الله جل وعلا ونواهيه في فعل ما امر به ويترك ما نهي عنه - 00:13:55ضَ
او يهدي ما يهدي من النعم من خيراتها وحسانها وما كان اغلى ثمنا وارغب عند الناس فانها اي تعظيم شعائر الله جل وعلا من تقوى القلوب يعني تعظيم الشعائر يدل على شيء في القلب - 00:14:24ضَ
ايمان بالله جل وعلا. يدل على تقوى لله جل وعلا لكم فيها اي هذه البدن التي تهدونها لكم فيها منافع تنتفعون بها اما قبل ان تشعر واما بعد اشعارها عند الحاجة لذلك - 00:15:00ضَ
الركوب والدر والنسل والصوف والوبر وغير ذلك. لكم فيها منافع الى اجل مسمى الى وقت محدد وهو ذبحها بالنسبة للحج يوم النحر وثلاثة ايام بعده وبالنسبة للعمرة بعد اكمال السعي - 00:15:32ضَ
الى اجل مسمى ثم محلها اي الوقت الذي يحل فيه نحرها الى البيت العتيق الى البيت العتيق والمراد الحرم عموما لانه لان الهدي ينحر في الحرم ولا ينحر عند الكعبة - 00:16:12ضَ
ولعل هذا من الادلة التي استدل بها العلماء على ان الحرم كله يطلق عليه المسجد الحرام ويطلق عليه البيت العتيق يعني البيت وما حوله ثم محلها اي هذه الهدي التي تهدونها الى البيت العتيق التي هي الكعبة شرفها الله - 00:16:42ضَ
وما حولها ومكان نحر الهدي هو الحرم ولا ينحر خارجه ومزدلفة ومن من الحرم. واما عرفة فليست من الحرم ولا ينحر بها الهدي وفي هذه الايات الثلاث الامر بتوحيد الله جل وعلا - 00:17:11ضَ
وتمثيل من اشرك به في هذا المثل البشع سيء النتيجة والعياذ بالله ثم رغب جل وعلا بتعظيم شعائر الله والاهتمام بها استسمانها اذا كانت في البدن والتماس الخيار منها لانها مقربة لله جل وعلا - 00:17:40ضَ
وان الاهتمام بالهدي واختياره دليل على تقوى العبد وايمانه بالله جل وعلا. وان الله جل وعلا اباح الانتفاع بالهدي الى ان يحينا وقت نحره وهل هو انتفاع مطلق كما قال بعض العلماء او انتفاع بمقدار الحاجة عند الضرورة الى ذلك. والله اعلم وصلى الله وسلم - 00:18:14ضَ
وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:18:44ضَ