التفريغ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وان يونس لمن المرسلين اذ ابق الى الفلك المشحون. فساهم فكان من المدحض - 00:00:01ضَ
فالتقمه الحوت وهو كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون فنبذناه بالعراء وهو سقيم. وانبتنا عليه شجرة من يقطين وارسلناه الى مئة الف او يزيدون فامنوا فمتعناهم الى حين - 00:00:28ضَ
في هذه الايات الكريمة من سورة الصافات يقص الله جل وعلا علينا قصة نبيه ورسوله يونس عليه السلام يقول الله تعالى وان يونس لمن المرسلين يونس ابن متى يا منسوب الى امه - 00:01:08ضَ
وقيل منسوب الى ابيه لمن المرسلين فهو يخبر تعالى انه رسول من المرسلين وذكر جل وعلا في الايات اللاحقة قصته مع قومه وخروجه من بينهم وركوبه السفينة وما حصل عليه من المحنة - 00:01:43ضَ
العظيمة فانجاه الله جل وعلا وخلصه لانه كان من المسبحين كان من الذاكرين الله كثيرا كان من المصلين المداومين على الصلاة كان من المتعرفين الى الله جل وعلا بالرخاء عرفه الله جل وعلا وانقذه في الشدة - 00:02:15ضَ
نعم قال ابن كثير رحمه الله تعالى قد تقدمت قصة يونس عليه عليه الصلاة والسلام في سورة الانبياء وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ما ينبغي لعبد ان يقول انا خير من يونس ابن متى نسبه الى امه وفي رواية الى ابيه - 00:02:49ضَ
يعني لا يفضل عليه غيره عليه الصلاة والسلام لان الله جل وعلا قال فالتقمه الحوت وهو مليم ولا ينبغي ان يقال عنه شيء من باب التقليل من شأنه عليه الصلاة والسلام. فهو رسول من رسل الله جل وعلا - 00:03:14ضَ
وقوله تعالى اذ ابق الى الفلك المشحون قال ابن عباس رضي الله عنهما هو الموقر اي المملوء بالامتعة اذ ابق الاباق الهروب والاصل ان يقال ابقى العبد العبد اذا هرب من سيده - 00:03:47ضَ
يقال له ابق ومن باب الاستعارة عبر عن يونس عليه السلام بانه ابغ يعني خرج من قرية قومه قبل ان يأذن الله جل وعلا له بذلك فكأنه عبد هرب عن سيده - 00:04:13ضَ
خرج من البلدة قبل ان يأذن الله له بذلك فقال الله جل وعلا عنه اذ ابقى ابى قائل الفلك والفلك السفينة والمشحون المملوء البضائع والامتعة ومن قصته فيما ذكر المفسرون - 00:04:42ضَ
انه خرج انه اخبره الله جل وعلا بان العذاب واقع على قومه حيث لم يستجيبوا له فاخبرهم بذلك فقال بعضهم لبعض ارقبوا فان خرج عن البلدة في الليلة التي قال ان العذاب نازل بها - 00:05:11ضَ
وهو صادق وان لم يخرج فليس بصادق فخرج فايقنوا ان العذاب نازل بهم ان لم يتوبوا الى الله فخرج القوم وفرقوا بين الوالدة وولدها من الدواب والنساء وجأروا الى الله جل وعلا بالتوبة - 00:05:48ضَ
والندم واستغفروا الله تأخر الله جل وعلا عنهم العذاب رحمهم كما قال الله جل وعلا الا قوم يونس لما امنوا كشفنا عنهم العذاب وصار يتحرى اخبار قومه فجاءه رجل من بينهم - 00:06:25ضَ
فقال له يونس عليه السلام ما خبر هذه القرية وقال كان فيهم نبيهم ووعدهم العذاب انه نازل بهم ورقبوه فوجدوه قد خرج فايقنوا ان العذاب سينزل بهم فخرجوا الى الفضاء - 00:07:01ضَ
بدوابهم ونسائهم واطفالهم وجاءوا الى الله فتاب الله عليهم واخر عنهم العذاب فعند ذلك قال يونس عليه السلام لن اعود اليهم اعود اليهم يكذبونني ويعتبرونني كاذب فتوجه عليه السلام الى جهة البحر - 00:07:29ضَ
فوجد سفينة على الساحل فركب معهم مشوا في البحر توقفت السفينة فقال قادة السفينة لا تتوقف في هذا الموطن بدون سبب الا ان في السفينة ابق وسنخرجه بالقرعة ونرميه في البحر - 00:08:06ضَ
يغرق واحد ولا تغرق السفينة بمن فيها فاستهموا ليخرجوا الابق فخرج السهم على يونس فرفقوا به واعادوا القرعة مرة ثانية فخرج ليونس فرفقوا به لعله يخرج لغيره فاستهموا مرة ثالثة فخرج ليونس - 00:08:45ضَ
وقال انا الابق ورمى بنفسه بالبحر وكان الله جل وعلا قد امر سمكة عظيمة ان تأتي فاغرة فاها متحرية متى يلقى هذا العبد الصالح في البحر وامرها الله جل وعلا - 00:09:23ضَ
بان لا تهشم له لحما ولا تكسر له عظما فالتقمه الحوت لما رمى بنفسه في البحر التقمه الحوت فنادى عليه السلام لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين - 00:09:56ضَ
يقول الله جل وعلا كما في الايات الاخر فاستجبنا له وارتفع نداؤه تحت العرش وقالت الملائكة يا ربي يا ربنا هذا صوت ليس بغريب في مكان غريب وقال الله جل وعلا لهم اما تعرفونه - 00:10:21ضَ
قالوا لا قال هذا عبدي يونس وقالت الملائكة يا ربنا له دعوات مستجابة واعمال متقبلة فانجاه الله جل وعلا بعمله السابق وتسبيحة وصلواته التي كان يؤديها حال الرخاء وكما ورد في الحديث - 00:10:51ضَ
تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة فانقذه الله جل وعلا بهذا الحوت وصار يسبح ويذكر الله جل وعلا في جوف البحر في جوف الحوت حتى امر الله جل وعلا الحوت - 00:11:27ضَ
ان تقذفه على الساحل فقذفته هناك وقد صار اسمه كالفرخ المنتوف اوكل كالوليد من ساعته من يومه لا يتحمل فانبت الله عليه شجرة التي قال الله عنها شجرة من يقطين - 00:11:53ضَ
وهي شجرة القرع او الدب لانها معروفة لانها شجرة تنبت بسرعة وورقها عريظ مظلل وباردة ولا يقربها الذباب لان جسم يونس لا يتحمل شيئا يمر عليه فانبتها الله عليه وهيأ الله له وعله - 00:12:23ضَ
يمر عليه صباح ومساء فيرضع من لبنها تسقيه من لبنها حتى قوي وتحمل فنشفت الشجرة ويبست وماتت فارسله الله جل وعلا الى قومه او الى غيرهم كما سيأتينا الان ان شاء الله - 00:12:55ضَ
ساهم اي قارع فكان من المدحضين اي المغلوبين وذلك ان يعني ما عرف العابق من اهل السفينة الا بالسهم المقارعة يميز بها ويرجع اليها الامور الشرعية وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا اراد سفرا - 00:13:26ضَ
اقرع بين نسائه فايها خرجت لها القرعة خرج بها صلى الله عليه وسلم وكذا اذا طلق الرجل امرأة من نسائه ولم يعلم عينها فيقرأ بين نسائه فايها خرجت لها القرعة فهي المطلقة - 00:13:58ضَ
ويرجع اليها في كثير من الامور الشرعية عند الاشتباه فساهم فكان من المدحضين يعني من المغلوبين من الذي وقعت عليه القرعة بان يرمى في البحر وهذا الكلام المنصوص عليه في هذه الايات الكريمة - 00:14:27ضَ
كلام حق لانه كلام الله جل وعلا اما ما يذكر قبله وبعده فيحتمل هذا ويحتمل غيره. والله اعلم لكن ما نص عليه في الاية لا يجوز ان يشك فيه لانه كلام الله جل وعلا وكلام الله جل - 00:14:53ضَ
قال لا مجال للشك فيه. لا يظن انه من القصص المحتمل على الصدق والكذب تعالى الله وانما ما يقال قبل وبعد من حواشي ربط وكلام يحتمل والله اعلم كما يقال دحظت حجته يعني انهزم - 00:15:16ضَ
وكان من المدحضين يعني من المهزومين من الذي وقع عليه الرمي في البحر نعم وذلك ان السفينة تلعبت بها الامواج من كل جانب واشرفوا على الغرق فساهموا على من تقع على من تقع عليه القرعة يلقى في البحر لتخف بهم السفينة - 00:15:43ضَ
فوقعت القرعة على نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام ثلاث مرات وهم يظنون به ان يلقى من بينهم فتجرد من ثيابه يعني لا يحبون ان يلقوه كانهم احترموه اكرموه بهذا - 00:16:07ضَ
والا لو كان غيره لالقي من اول مرة ولكنهم اعادوا المقارعة ثانية وثالثة لعلها تخرج لغيره فتجرد من ثيابه ليلقي نفسه وهم يأبون عليه ذلك وامر الله تعالى حوتا من البحر الاخضر ان يشق البحار وان يلتقم يونس عليه السلام يعني هذه الحوتة جاءت - 00:16:25ضَ
من بعيد امرها الله جل وعلا ان تأتي لتلتقم يونس عليه السلام الا يهشم له لحما ولا يكسر له عظما فجاء ذلك الحوت يعني ابتلعه بكامله ليخرج سليما باذن الله - 00:16:55ضَ
نعم فجاء ذلك الحوت والقى يونس عليه السلام نفسه فالتقمه الحوت وذهب به فطاف به البحار كلها ولما استقر يونس في بطن الحوت حسب حسب انه قد مات ثم حرك رأسه ورجله يعني حينما - 00:17:19ضَ
شعر بالظلمة ظلمة البحر مع ظلمة بطن الحوت ظن ان هذا هو الموت وانه مات وانتهى وبدأ يحرك اجزاء من جسمه فوجدها تتحرك والميت ما يحرك شيء فعرف انه لا زال حيا عليه السلام - 00:17:39ضَ
ثم حرك رأسه ورجليه واطرافه فاذا هو فاذا هو حي فقام فصلى في بطن الحوت وكان من جملة دعائه يا رب اتخذت لك مسجدا في موضع لم يبلغه احد من الناس - 00:18:00ضَ
واختلفوا في مقدار ما لبث في بطن الحوت اختلفوا في ماذا بقي في بطن الحوت. فقيل بقي في بطن الحوت اربعين يوما وقيل عشرين يوما وقيل سبعة ايام وقيل ثلاثة ايام - 00:18:18ضَ
واخيرا التقمه صباحا ولفظه مساء والله جل وعلا لم يتعبدنا بذلك وانما نعلم يقينا بان الحوت التقمه وانه بقي فيهم فترة وان هذه الفترة اضعفت جسمه واصبح جسمه كالفرخ وانه لا يتحمل - 00:18:38ضَ
الشمس ولا الهوى فانبت الله جل وعلا عليه هذه الشجرة لاجل ان تظله حتى يقوى جسمه نعم واختلفوا في مقدار ما لبث في بطن الحوت وقيل ثلاثة ايام قاله قتادة - 00:19:05ضَ
وقيل سبعة قاله جعفر الصادق رضي الله عنه وقيل اربعين يوما قاله ابو مالك وقال مجاهد عن الشعب التقمه ضحى ولفظه عشية. والله تعالى اعلم بمقدار ذلك وفي شعر امية ابن ابي الصلت - 00:19:26ضَ
وانت بفضل منك نجيت يونس. وقد بات في اضعاف حوت الليالي يا امية بن ابي الصلت هذا الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم امن شعره وكفر قلبه يعني كان عنده علم - 00:19:46ضَ
من الكتب السابقة وهو شاعر وجئت فكان يتحرى ان تكون النبوة له بالعرب ويتحرى ذلك وكان عنده شيء من الايمان بما علم من المعلومات السابقة ويعرف الله جل وعلا لكنه لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم - 00:20:05ضَ
ولم يكن تكن النبوة له السرقة بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يؤمن وقوله تعالى فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون. فالتقمه الحوت وهو مليم. التقمه يعني - 00:20:37ضَ
ابتلع وهو مليم يعني معلوم يعني ملوم في خروجه لانه خرج عليه السلام بدون ان يأذن له ربه خرج من قريته والنبي صلى الله عليه وسلم كما عرفنا انه كان يتحرى عليه الصلاة والسلام ان يؤذن له بالهجرة الى المدينة ولم يخرج - 00:20:58ضَ
بل بقي بمكة وكان يأتيه من يستأذنه من الصحابة رضي الله عنهم فيأذن لهم في الهجرة فلما جاء ابو بكر رضي الله عنه يستأذنه مع مثل من يستأذن قال له النبي صلى الله عليه وسلم انتظر لعلك تجد لك صاحبا - 00:21:33ضَ
النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى ان يؤذن له ولم يؤذن له بالهجرة فلم يخرج وكان يرغب في صحبة ابي بكر في هجرته عليه الصلاة والسلام بفضل ابي بكر الصديق رضي الله عنه - 00:22:00ضَ
امره النبي صلى الله عليه وسلم بان ينتظر لعله يكون له صاحب فلما اذن له اخبره بذلك صلى الله عليه وسلم وخرج ابو بكر رضي الله عنه بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم وكان من - 00:22:20ضَ
امرهما ما كان مما اكرم الله جل وعلا به رسوله صلى الله عليه وسلم وصاحبه وكان كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لابي بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما - 00:22:41ضَ
نعم قيل لولا ما تقدم له من العمل في الرخاء قاله الضحاك ابن قيس وابو العالية ووهب ابن منبه وقتادة وغيره واحد واختاره ابن جرير. اي الذاكرين لله او المصلين له - 00:23:01ضَ
او من الذين يذكرون الله في قوله لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين وقيل كان من العابدين يعني من المسبحين من الذاكرين او من المسبحين المصلين او من المسبحين العابدين ولا منافاة بينها. لان الذاكر عابد - 00:23:21ضَ
والمصلي عابد والمصلي مسبح والمسبح مصلي فلا منافاة بين هذه الاقوال وقال ابن عباس رضي الله عنهما كل تسبيح في القرآن فهو صلاة وقد ورد في الحديث الذي سنورده ان شاء الله تعالى ما يدل على ذلك ان صح الخبر - 00:23:47ضَ
وفي حديث ابن عباس تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة وقال ابن عباس المؤمن اذا تعرف الى الله في الرخاء يعني اجتهد في الاعمال الصالحة وقت الرخاء وقت الصحة وقت العافية - 00:24:15ضَ
وقت سعة الرزق والله جل وعلا يعرفه اذا احتاج والعبد محتاج الى الله جل وعلا لكن عند البلاء يكون اشد حاجة بخلاف حال كثير من الناس يتعرف الى الله عند الشدة - 00:24:36ضَ
يجأر الى الله في الشدة. واما في الرخاء فتجده يسرح ويمرح ويترك العبادة وقد يفسق وقد يفجر وقد يؤدي بعض يقوم ببعض المحرمات ينسى ما اوجب الله عليه تنسيه النعمة تنسيه الصحة - 00:24:58ضَ
ما يجب عليه فهذا اذا تعرف الى الله وقت الشدة قد يلطف الله جل وعلا به وقد يعاقبه لاعراضه عنه اما المؤمن فهو الذي يتعرف الى الله في الرخاء في حفظ الله جل وعلا له ذلك حال الشدة - 00:25:24ضَ
فاذا جاء الى الله جل وعلا استجاب له ولطف به وقال ابن عباس رضي الله عنهما وسعيد بن جبير والضحاك وعطاء بن السائب والسدي والحسن وقتادة فلولا انه كان من المسبحين يعني المصلين - 00:25:48ضَ
وصرح بعضهم بانه كان من المصلين قبل ذلك يعني مصلين قبل ذلك ما هم مصلين في وقت الشدة. في بطن الحوت والا ورد انه يصلي في بطن الحوت لكن الافضل - 00:26:10ضَ
والاطيب للعبد ان يتعرف الى الله جل وعلا في وقت الراحة والرخاء والامن والاستقرار وسعة الرزق لا ينسى حق الله جل وعلا لا تنسيه النعمة ولا تنسيه الصحة ما اوجب الله عليه - 00:26:27ضَ
يؤدي حق هذا وهذا يشكر الله جل وعلا. يستعين بالنعمة على طاعة الله. يستعين بالصحة قوة البدن على الطاعة ويجتهد في الاعمال الصالحة في حال قدرته فاذا عجز عن الطاعة والعبادة اجرى الله جل وعلا له ما كان يعمله في وقت الصحة - 00:26:50ضَ
والقدرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اغتنم خمسا قبل خمس ومنها اغتنم شبابك قبل هرمك يعني قوتك وقدرتك على العمل اجتهد في الاعمال الصالحة فاذا ظعفت فالله جل وعلا يجري لك ما كنت تعمل من قبل - 00:27:17ضَ
وحياتك قبل موتك وصحتك قبل مرضك لان لكل شيء ضد فانت اذا اغتنمت الصحة تكون مرتاح وقت المرض لانك قدمت العمل الذي تستطيع وتقدر عليه ويجرى لك في حال المرض - 00:27:42ضَ
العمل الصالح الذي كنت تعمله في قدرتك وان لم تعمله الان وهذا ثابت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم اذا مرض العبد او سافر كتب له ما كان - 00:28:05ضَ
كان يعمل صحيحا مقيما العبد في حال الصحة يعمل الاعمال الصالحة. يصوم يصلي يقوم الليل يصلي صلاة الضحى يتقرب الى الله جل وعلا بالمساعدة يساعد هذا ويعين هذا وهكذا حسب استطاعته يجتهد في ان ينفع - 00:28:21ضَ
في حال لزومه الفراش ما يستطيع يعمل شيء والله جل وعلا من فظله واحسانه يجري له كل ما عمله حال نشاطه وقدرته. ولو لبث في الفراش سنوات فاعماله الصالحة تجرى له باذن الله - 00:28:50ضَ
هذه نعمة عظيمة يغتنمها العبد في حال صحته ليجرى له يكتب له صيامه يكتب له قيامه من الليل تكتب له صلاته يكتب له خطواته التي يخطوها الى المسجد وهو على فراشه - 00:29:10ضَ
لان الله جل وعلا لانه علم من عبده الرغبة في ان يؤدي العمل الصالح فاجراه الله جل وعلا له اغتنم خمسا قبل خمس اذا مرض العبد او سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما - 00:29:31ضَ
وقال بعضهم كان من المسبحين في جوف ابويه يعني كان من المسبحين منذ ان اوجده الله جل وعلا وهذا يعني كونه يكون من المسبحين في جوف ابويه لا شك انه معترف بوحدانية الله جل وعلا - 00:29:57ضَ
مع حينما اخرج من صلب ادم ذريته فهو من الذاكرين من الاخيار من اصحاب اليمين لكن تسبيحه الذي يحاسب عليه يثاب عليه ويعاقب على ترك الاعمال الصالحة بعد ولادته ونشره - 00:30:20ضَ
واما ذاك ففي علم الله جل وعلا وقيل المراد فلولا انه كان من المسبحين هو قوله عز وجل فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين - 00:30:44ضَ
له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين. يعني في حال مناداته وهو في بطن الحوت تضرع الى الله جل وعلا بهذا وهذا حسن لكن ذاك اقرب الى موافقة الاحاديث الصحيحة - 00:31:04ضَ
كان من المسبحين في وقت الرخاء ولطف الله جل وعلا به حال الشدة قاله سعيد بن جبير وغيره وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابو عبيد الله ابن اخي وهب حدثنا عمي حدثنا ابو صخر ان يزيد الرقاشي حدثه انه سمع انس بن مالك رضي الله عنه ولا اعلم - 00:31:23ضَ
الا يرفع الحديث الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. انظر الى تحفظ اهل العلم يقول هذا مروي عن انس ولا نظن بانس الا انه يرفعه لكن ما ثبت عندنا انه رفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم وهذا - 00:31:50ضَ
الحديث الذي وعد به ابن كثير رحمه الله قبل قليل قال الذي سنرده ان صح الخبر يعني محتمل للصحة وعدمها والله اعلم. نعم ان يونس النبي عليه الصلاة والسلام حين حين بدا له ان يدعو بهذه الكلمات وهو في بطن الحوت - 00:32:09ضَ
فقال اللهم لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين فاقبلت الدعوة فاقبلت الدعوة تحن بالعرش قالت الملائكة يا ربي هذا صوت الدعوة تحت العرش يعني متوجهة الى الله جل وعلا - 00:32:31ضَ
نعم فاقبلت الدعوة تحت العرش فقالت الملائكة يا ربي هذا صوت ضعيف معروف من بلد من بلاد بعيدة غريبة الصوت مهوب غريب عليهم الملائكة لكن لا يدرون من هو وهو صوت ضعيف - 00:32:53ضَ
ولا يدرون من اين جاء نعم فقال الله تعالى اما تعرفون ذلك قالوا يا رب ومن هو قال عز وجل عبدي يونس قالوا عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عمل متقبل ودعوة مستجابة قالوا يا رب اولا ترحم - 00:33:15ضَ
عما كان يصنع في الرخاء فتنجي فتنجي وتنجيه فتنجيه في البلاء قال بلى فامر الحوت فطرحه بالعراء ورواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب به زاد ابن ابي حاتم قال ابو صخر حميد ابن زياد فاخبرني ابن - 00:33:40ضَ
وانا احدثه هذا الحديث انه سمع ابا هريرة رضي الله عنه يقول طرح بالعراء وانبت الله عز وجل عليه اليقطينة قلنا يا ابا هريرة وما اليقطينة؟ قال شجرة الدب شجرة الدب يعني شجرة القرع - 00:34:03ضَ
قال ابو هريرة رضي الله عنه وهيأ الله له اروية وحشية تأكل من خشاش الارظ من شاعش او قال هشاش الارض. هشاش نعم. وعلاه يعني انثى الوعل نعم قال قال فتتفشح عليه فترويه من لبنها كل عشية وبكرة حتى نبت - 00:34:23ضَ
وقال امية ابن ابي الصلت في ذلك بيتا من شعره وهو فانبت فانبت يقطينا عليه برحمة من الله لولا الله القي ضاحيا وقد تقدم حديث ابي ابي هريرة رضي الله عنه مسندا مرفوعا في تفسير سورة الانبياء - 00:34:54ضَ
ولهذا قال تعالى فنبذناه اي القيناه في العراء قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره وهي الارض التي ليست قوله للبث في بطنه الى يوم يبعثون فلولا انه كان من المسبحين للبث - 00:35:16ضَ
لولا ما كان له من عمل صالح من قبل لبقي في بطن الحوت الى يوم البعث لبقي حيا او بقي ميتا فصار قبرا له قيل هذا وقيل هذا لكن الله جل وعلا لم يبقيه هكذا لما قدمه من العمل الصالح - 00:35:37ضَ
فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه بطن الحوت الى يوم يبعثون الى يوم القيامة ولكنه كان من المسبحين فلم يلبث في بطن الحوت. قال الله فنبذناه بالعراء وهو سقيم - 00:36:02ضَ
نبذناه اسند الفعل جل وعلا اليه والذي رمته في الساحل هي هي السمكة الحوت وهذا استدل به اهل السنة والجماعة على ان افعال العباد مخلوقة لله جل وعلا. وان الله جل وعلا خالق العباد - 00:36:22ضَ
واعمالهم نعم في العراء قال ابن عباس رضي الله عنه وغيره وهي الارض التي ليس بها بناء ليس بها نبت ولا بناء يعني الفظا نبذ بالعراء بالفظا في مكان ليس فيه ظل ولا شجر ولا جدار ولا بنى ارض فاظية - 00:36:45ضَ
وهو سقيم. يعني اصابه السقم والمرظ بعد خروجه من بطن الحوت ما يتحمل فلطف الله جل وعلا به واضله نعم قيل على جانب دجلة وقيل بارض اليمن فالله اعلم تحديد الموقع الله اعلم به. قيل في العراق وقيل في اليمن - 00:37:10ضَ
وهو ارسل الى جماعة من اهل العراق وهو سقيم اي ضعيف البدن. قال ابن قال ابن مسعود رضي الله عنه كهيئة الفرخ ليس عليه ريش كهيئة الفرخ ليس عليه ريش - 00:37:38ضَ
نجظ في بطن الحوت نعم وقال السدي كهيئة الظبي حين يولد يعني ساعة ولادته ما يتحمل لو ولد وطرح في الشمس مات نعم. وهو المنفوس وقال وقاله ابن وقاله ابن عباس رضي الله عنهما - 00:37:57ضَ
وابن زيد ايضا وانبتنا عليه شجرة من يقطين. قال ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما. ومجاهد وعكرمة وسعيد ابن جبير وهب ابن منبه وهلال ابن يساف وعبدالله ابن طاووس والسدي وقتادة والضحاك وعطاء الخرساني وغير واحد - 00:38:23ضَ
كلهم قالوا كلهم اليقطين هو القرع. واليقطين هو القرع. شجر الدبة نعم وقال هشيم عن القاسم ابن ابي ايوب عن سعيد ابن جبير وكل شجرة لا ساق لها فهي من اليقطين - 00:38:45ضَ
يقول القول الاخر هذا ذاك قول الجمهور من الصحابة والتابعين فمن بعدهم انه القرع والقول الاخر انه كل شجرة لا ساق لها او كل شجرة تنبت في سنة وتموت يعني ما تبقى اكثر من سنة - 00:39:04ضَ
ويشمل القرع وغير القرع هذا على القول الاخر. لكن ما دام قال القول الاول مجموعة من الصحابة والتابعين اليقطين القرع. نعم وفي رواية عنه كل شجرة تهلك من عامها فهي من اليقطين. تحدث من عامها يعني تكون سنوية - 00:39:26ضَ
ما تبقى للسنة الجاية يسمى يقطين مثل شجر القرى شجر الخيار شجر العلقم والشري ونحو ذلك من الاشجار التي سنوية نعم وذكر بعضهم في القرع فوائد منها سرعة نباته وتضليل انها تنبت بسرعة وتسير - 00:39:48ضَ
نعم وتضليل وتضليل ورقه لكبره ونعومته وانه لا يقربها ليس فيه شوك وورقه كبير يظلل ولا يقربه الذباب وجودة تغذية ثمره. نعم جودة تغذية ثمره انه كان مفيد وطيب وورد ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتتبع القرع في الصحفة - 00:40:16ضَ
يعجبه القرار نعم وانه يؤكل نيئا ومطبوخا وقشره ايضا يؤكل لي ومطبوخ نعم. وقد ثبت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب الدب ويتتبعه من نواحي الصحفة وقوله تعالى - 00:40:47ضَ
وارسلناه الى مئة الف او يزيدون روى شهر ابن حوشب عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال انما كانت رسالة يونس عليه الصلاة والسلام بعدما ما نبذه الحوت رواه ابن جرير - 00:41:09ضَ
هذا قول بان رسالة يونس عليه السلام كانت بعد ما التقمه الحوت يعني ما كان الرسول قبل ان يلتقمه الحوت هذا قول والقول الاخر ان رسالته عليه السلام كانت قبل وبعد - 00:41:27ضَ
ولعل هذا هو الاقرب نعم وقال ابن ابي نجيح عن مجاهد ارسل اليهم قبل ان يلتقمه الحوت قال ابن كثير قلت ولا مانع ان يكون الذي ارسل اليهم اولا امر بالعود اليهم بعد خروجه من الحوت فصدقوه - 00:41:47ضَ
كلهم وامنوا به نعم لانهم كانوا في الاول كذبوه وخرج من بينهم ثم رفع الله جل وعلا عنهم العذاب بكونهم جعروا الى الله جل وعلا رفع الله عنهم العذاب ثم - 00:42:08ضَ
حصلت المحنة على يونس عليه السلام ثم اعيد اليهم مرة اخرى فصدقوه نعم وحكى البغوي انه ارسل الى مئة الف بعد خروجه من الحوت كانوا مئة الف او يزيدون. يعني غير الاولين ما - 00:42:30ضَ
ما اخرجه البغوي قال انه ارسل الى ناس اخرين غير الاولين نعم وقوله تعالى او يزيدون قال ابن عباس رضي الله عنهما في رواية عنه بل يزيدون وكانوا مئة وثلاثين الفا. نعم. فكلمة او - 00:42:52ضَ
بمعنى بل ارسلناه الى مئة الف بل يزيدون. وهذه الزيادة قيل عشرة الاف وقيل ثلاثين الف وقيل اربعين وهذا ليس على سبيل الشك الا في جانب المخلوق والا فان الله جل وعلا لا تخفى عليه خافية - 00:43:13ضَ
يعلم كل شيء جل وعلا وانما على سبيل لو جاءت على سبيل الشك على سبيل او مثلا هذا في حق المخلوق عندما يتخرصهم يقول هل هم يبلغون مئة الف او يزيدون. فالمخلوق يشك هل هم مئة الف او يزيدون عن مئة الف؟ والا فالله جل وعلا - 00:43:37ضَ
يعلم العدد كما هو حقيقة وقيل او هذه بمعنى بل اي ارسلناه الى مئة الف بل يزيدون نعم وعنه مائة الف وبضعة وثلاثين الفا وعنه مائة الف وبضعة واربعين الفا والله اعلم - 00:43:59ضَ
وقال سعيد بن جبير يزيدون سبعين الفا وقال مكحول كانوا مئة الف وعشرة الاف. رواه ابن ابي حاتم وقال ابن جرير حدثنا محمد بن عبدالرحيم البرقي حدثنا عمرو عن ابي سلمة قال سمعت زهيرا يحدث عن من سمع ابا - 00:44:26ضَ
يقول حدثني حدثني ابي ابن كعب رضي الله عنه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى وارسلناه الى مئة الف او يزيدون؟ قال يزيدون عشرين الفا. ورواه الترمذي - 00:44:47ضَ
عن علي ابن حجر عن الوليد ابن مسلم عن زهير عن رجل عن ابي العالية عن ابي ابن كعب به وقال غريب رواه ابن ابي حاتم من حديث زهير به قال ابن جرير وكان بعض اهل العربية من اهل البصرة يقول في ذلك معنى - 00:45:06ضَ
الى المئة الالف او كانوا يزيدون عندكم. يقول كذلك كان كانوا عندكم ولهذا سلك ابن جرير ها هنا ما سلكه عند قوله تعالى ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة او اشد قسوة - 00:45:27ضَ
وقوله تعالى اذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله او اشد خشية. او اشد خشية اي بل اشد خشية وقوله تعالى فكان قاب قوسين او ادنى. بل ادنى المراد ليس انقص من ذلك بل ازيد - 00:45:46ضَ
وقوله تعالى فامنوا اي امن هؤلاء القوم الذين ارسل اليهم يونس عليه السلام جميعهم تمتعناهم الى حين اي الى وقت اجالهم كقوله جلت عظمته فلولا كانت قرية ثمنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما امنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم - 00:46:10ضَ
الى حين امنوا فمتعناهم الى حين امنوا صدقوا وقد يقول قائل كيف قبل الله جل وعلا منهم توبتهم عند نزول العذاب ولم يقبلها جل وعلا من فرعون لما قال امنت انه لا اله الا الذي امنوا - 00:46:41ضَ
به بنو اسرائيل قيل له الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين. فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك اية. ما قبل الله جل وعلا منه توبته. ما الفرق بينهم؟ نعم الفرق واضح - 00:47:10ضَ
وذلك ان قوم يونس امنوا لما عاينوا مقدمات العذاب ما عاينوا العذاب واما فرعون فهو قال ما قال لما عاين العذاب مسلم اذا تاب من معاصيه او الكافر اذا امن واسلم - 00:47:30ضَ
في حال مرضه يقبل الله جل وعلا منه اما اذا اسلم وتاب حال معاينة ملك الموت اذا بلغت الروح الحلقوم. فحينئذ لا ينفع التوبة عند وجود امارات العذاب تنفع باذن الله - 00:47:58ضَ
كمن يتوب حال المرض يقبل الله جل وعلا منه ما لم يغرغر اما من يتوب عند الغرغرة انما يرى ملائكة العذاب لا تنفعه التوبة وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان - 00:48:27ضَ
ولا الذين يموتون وهم كفار الذي يتوب عند معاينة العذاب لا تنفعه التوبة. والذي يتوب قبل ذلك تنفعه. فقوم يونس عليه السلام امنوا قبل معاينة العذاب وانما رأوا العلامات ومتعهم الله جل وعلا وقبل منهم - 00:48:54ضَ
واما فرعون فهو قال توبته لما عاين العذاب والله جل وعلا يعلم ازلا انه لو رفع عنه العذاب لعاد الى ما كان عليه وقال انا ربكم الاعلى والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:49:17ضَ
وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:49:42ضَ