تفسير ابن كثير

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 17- سورة البقرة | من الأية 23 إلى 24

عبدالرحمن العجلان

محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم بالله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا بسورة من مثله فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين - 00:00:01ضَ

ان كنتم صادقين فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي نقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين الايتان الكريمتان من سورة البقرة جاءتا بعد قوله جل وعلا يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون - 00:00:33ضَ

الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء. وانزل من السماء اخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا - 00:01:12ضَ

فاتوا بسورة من مثله الايتين الايات الايتان السابقتان في تقرير الالوهية وانه لا يصح ان يعبد الا الله وحده لا شريك له وهاتان الايتان في تقرير النبوة واثبات ان محمدا - 00:01:40ضَ

رسول الله وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا محمد صلى الله عليه وسلم فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين يخاطب الله جل وعلا - 00:02:18ضَ

الناس كلهم اهل مكة واهل المدينة من الكفار من المشركين واليهود والنصارى يقول ان كنتم في شك مما جاء به محمد وان ما جاء به في زعمكم انه من قوله - 00:02:52ضَ

او من قول بشر سواه اخر فهي انتم فصحاء ملوك الشعر والنثر يميزون بين الغث والسمين يميزون بين الفصيح والاعجمي فاتوا بسورة من مثله هذا تعجيز وتحدي يزعمون ان محمدا - 00:03:27ضَ

جاء بهذا الكلام من عنده او من عند بشر يعلمه لسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين محمد عليه الصلاة والسلام لطيف ورفيق ورحيم بالملوك والمملوكين بالاحرار والارقة - 00:04:15ضَ

ما يتكبر عن مجالسة الضعيف لضعفه ولا يهاب نصيحة الملك والكبير لكبريائه عليه الصلاة والسلام كان عليه الصلاة والسلام يجلس الى رقيق من ارق اهل مكة وهذا الرقيق اعجمي قالوا القرآن يتلقاه من هذا الرجل الاعجمي - 00:04:49ضَ

يجلس عنده يتلقى القرآن ثم يأتينا به لسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين ما يستطيع لا هذا ولا غيره ان يأتي بمثله وان كنتم في شك يعني عندكم شك على انه ليس من كلام الله - 00:05:28ضَ

ولم يرسل من قبل الله فهيا فاتوا بسورة واحدة من مثل القرآن كلكم الشعرا والخطبا وغيرهم يأتوا بسورة والسورة الجزء من القرآن المعروف اولها واخرها واقل سور القرآن ثلاث ايات - 00:05:55ضَ

انا اعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر ان شانئك هو الابتر والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فاتوا بسورة واحدة ما يستطيعون تحداهم الله جل وعلا - 00:06:31ضَ

واخبر بانهم لا يستطيعون لا حاضرا ولا مستقبلا فان لم تفعلوا ولن تفعلوا اولا تفعلوا مما نزلنا على عبدنا والمراد بالعبد هنا محمد صلى الله عليه وسلم وعبادة الله تشريف للمرء - 00:07:17ضَ

والله جل وعلا وصف محمدا صلى الله عليه وسلم بالعبودية في اشرف مواطن من مخاطبته ومنازله عليه الصلاة والسلام وقال تعالى الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا - 00:07:51ضَ

وقال تعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى وقال تعالى وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا وقال تعالى وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا - 00:08:20ضَ

فالعبودية تشريف للمخلوق اذا وصفه الله جل وعلا بعبوديته ومحمد صلى الله عليه وسلم يقول انما انا عبد. فقولوا عبد الله ورسوله فهو عليه الصلاة والسلام عبد لا يعبد لا يصح - 00:08:56ضَ

ان يصرف له شيء من انواع العبادة ورسول لا يكذب رسول صادق عليه الصلاة والسلام فهو الصادق المصدوق مما نزلنا دل على علو الله جل وعلا وان الله جل وعلا له العلو المطلق - 00:09:35ضَ

علو القدر وعلو القهر وعلو الذاته علو القدر في القلوب وعلو القهر قاهر لعباده جل وعلا ما احد يستطيع ان يفلت من قبضة الله تبارك وتعالى وعلو الذات فهو مستو على عرشه فوق سماواته جل وعلا - 00:10:05ضَ

والتنزيل يكون من اعلى لادنى مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله فاتوا بسورة واحدة من سور القرآن ان استطعتم ولن تستطيعوا لانه شتان بين كلام الله وكلام الخلق - 00:10:39ضَ

فرق بعيد بين كلام الخالق جل وعلا وكلام العباد يختلف ولولا ان الله جل وعلا يسره وسهله ما استطاع العباد ان يفهموه وان يقرؤوه لكن الله جل وعلا يسره وسهله - 00:11:14ضَ

ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر يسره الله جل وعلا وسهله فاتوا بسورة من مثله تحداهم جل وعلا بانواع من التحديات قال اتوا بمثله واتوا بسورة واتوا بعشر وما استطاعوا - 00:11:39ضَ

فاتوا بكتاب من عند الله هو اهدى منه ما اتبعه ان كنتم صادقين وقال تعالى قل لان اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا يعني عويم كلهم - 00:12:18ضَ

تعاونوا على ان يأتوا بمثل هذا القرآن ما يستطيعون ام يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين ام يقولون افتراه - 00:12:47ضَ

قل فاتوا بسورة من مثله وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين الايتان في سورة هود وفي سورة يونس في سورة يونس فاتوا بسورة في سورة في في سورة هود فاتوا بعشر سور مثله - 00:13:18ضَ

ما استطاعوا ما يقدرون وهنا قال والايات السابقة كلها مكية وليس التحدي لاهل مكة فقط بل لجميع الناس فهذه الاية التي معنا مدنية نزلت في المدينة وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله - 00:13:43ضَ

وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين. في زعمكم ان هذا القرآن ليس من عند الله فيكون التحدي للعموم لعموم العرب اميهم وكتابيهم من يقرأ ومن يكتب ومن لا يقرأ ولا يكتب - 00:14:16ضَ

فاتوا بسورة من مثله الظمير في مثله يعود الى القرآن سورة من مثل سور القرآن هذا قول الجمهور وقيل من مثله الظمين يعود الى النبي صلى الله عليه وسلم يعني - 00:14:55ضَ

فاتوا بسورة يصوغها شخص مثل محمد امي لا يقرأ ولا يكتب وايهما ابلغ في التحدي القول الاول لان الاول التحدي للناس قاطبة فاتوا بسورة من مثل القرآن اهل مكة اهل المدينة الامي والكاتب والقارئ وكل الناس - 00:15:24ضَ

وعلى هذا القول الاخير من مثل محمد يعني هل ممكن ان يأتي رجل مثل صفة محمد عليه الصلاة والسلام لا يقرأ ولا يكتب ولا يقول الشعر يأتي بسورة كرة من مثل هذه السور التي اتى بها محمد - 00:16:03ضَ

هذا قال به بعض المفسرين رحمهم الله والقول الاول اعم وابلغ في التحدي لان المقام مقام تحدي وهذا يكون التحدي ان يأتي شخص مثل محمد لا يقرأ ولا يكتب بسورة من القرآن - 00:16:31ضَ

وهذا اقل في التحدي. يعني كأن الذي يقرأ ويكتب غير متحدى في هذه الاية وعلى القول الاول يكون التحدي للعموم وهذا هو الابلغ فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله - 00:16:51ضَ

وادعوا شهداءكم يقول ابن عباس رضي الله عنهما شهداءكم اعوانكم وقال بعضهم وادعوا شهداءكم الهتكم التي تعبدونها شهداءكم اعوانكم شهداءكم الهتكم التي تعبدونها هل تعينكم قول ثالث وادعوا شهداءكم يعني ائتوا بسورة - 00:17:20ضَ

وادعوا الحكام حكام البلاغة والفصاحة حظروهم واسمعوهم السور التي اتى بها محمد والسورة التي تأتون بها انتم مثلها وليحكموا وادعوا شهدائكم حكامكم شهداء حكام البلاغة والفصاحة ليحكموا وادعوا شهداءكم من دون الله - 00:17:59ضَ

ان كنتم صادقين فافعلوا ذلك. ان كنتم صادقين فاتوا وادعوا فاتوا بسورة وادعوا شهداءكم وهذا تحد وتعجيز وهم معارضون للقرآن ومعارضون ومعادون للنبي صلى الله عليه وسلم فلو كانوا يستطيعون - 00:18:34ضَ

او فكروا انه بامكانهم ان يأتوا بشيء قريب منه لحاولوا لكن ما حاولوا اذعنوا وسكتوا فاتوا بسورة من مثله ان كنتم صادقين وجمهور المفسرين على ان الاعجاز بلفظ القرآن ومعناه - 00:19:06ضَ

كله او عشر سور او سورة واحدة ولو من اقصر السور ولو ثلاث ايات والاعجاز اي انهم يعجزون ان يأتوا بمثل هذا القرآن باللفظ والمعنى قول لبعض المفسرين ان الاعجاز - 00:19:42ضَ

في بعض السور القصيرة اعجاز بالصرف من الله جل وعلا يعني الله صرفهم عن ان يأتوا او يحاولوا والقول الاول ابلغ وهو قول جمهور المفسرين بان الله تحدى العرب قاطبة - 00:20:22ضَ

بان يأتوا بسورة ولو من اقصر السور ولو ثلاث ايات وانهم لا يستطيعون ابدا وليس للصرف عن ذلك. وانما لانهم ما يقدرون ان يأتوا بمثله وهذا اولى مما ورد عن الامام الشافعي رحمه الله - 00:20:52ضَ

انه قال في سورة العصر لو ما انزل الله على خلقه حجة الا هذه السورة لكفته هذه حجة والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر - 00:21:39ضَ

فالاعجاز في القرآن بلفظة ومعناه لفظه ما يستطيعون ان يأتوا بمثله وبمعنى ما دل عليه من الاوامر والنواهي والاخبار عن المغيبات والاخبار عما مضى ونسي والاخبار عما سيأتي كل هذا لا يتأتى على الوجه الاكمل الا بالقرآن وحده - 00:22:15ضَ

والقرآن وحده هو المعجز بخلاف الكتب السابقة على ما قرر كثير من العلماء ان الاعجاز كان في القرآن دون التوراة والانجيل من الكتب السماوية وذلك ان الله جل وعلا اراد بحكمته بقاء القرآن واستمراره - 00:22:50ضَ

ولم تكن معجزات السابقين بالتوراة والانجيل ولكن كانت بامور اخرى اما معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهي كثيرة واعظمها القرآن وتتميز معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم - 00:23:19ضَ

لان معجزات الانبياء عليهم الصلاة والسلام تنتهي بوفاتهم وموتهم معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم باقية الى ان يرث الله الارض ومن عليها فهي باقية القرآن بايدينا محفوظ بحفظ الله جل وعلا كما انزله الله جل وعلا على محمد - 00:23:51ضَ

صلى الله عليه وسلم وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين. ان هذه شرطية وكنتم صادقين فعل الشرط - 00:24:26ضَ

وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم قال رحمه الله تعالى ثم شرع تعالى في تقرير النبوة بعد ان قرر انه لا اله الا هو - 00:24:52ضَ

فقال مخاطبا للكافرين وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا يعني محمدا صلى الله عليه وسلم فاتوا بسورة من اي من مثل ما جاء به ان زعمتم انه من عند غير الله - 00:25:16ضَ

فعارضوه بمثل ما جاء به واستعينوا على ذلك بمن شئتم من دون الله فانكم لا تستطيعون ذلك قال ابن عباس شهداءكم اعوانكم وان كنتم في ريب اي شك مما نزلنا على عبدنا يعني محمدا صلى الله عليه وسلم - 00:25:33ضَ

فاتوا بسورة من مثله يعني من مثل القرآن قاله مجاهد وقتادة واختاره ابن جرير والطبري والزمخشري والرازي ونقله عن عمر وابن مسعود وابن عباس والحسن البصري واكثر المحققين. ورجح ذلك بوجوده بوجوه من احسنها انه تحداهم كلهم - 00:25:56ضَ

متفرقين ومجتمعين سواء في ذلك اميهم وكتابيهم وكذلك اكمل في التحدي واشمل من ان يتحدى احدهم الاميين ممن لا يكتب ولا يعاني شيئا من العلوم واستمر التحدي من نزول القرآن - 00:26:20ضَ

الى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة وحتى في ايام حياته في المدينة التحدي. والى ان يرث الله الارض ومن عليها. تحداهم من يستطيع ان يأتي وبدليل قوله تعالى فاتوا بعشر سور مثله - 00:26:39ضَ

وقوله لا يأتون بمثله وقال بعضهم من مثل محمد صلى الله عليه وسلم يعني رجل امي مثله مثله مثل محمد هل يأتي احد منكم برجل مثل محمد امي لا يقرأ ولا يكتب يأتي بسورة مثل سور القرآن - 00:27:01ضَ

ما يستطيع والامية صفة لم احيانا الا في حق محمد صلى الله عليه وسلم فهي صفة مدح لانه امي اتى بهذا القرآن العظيم ولله في ذلك حكمة لو كان يكتب او يقرأ قيل قرأها من الكتب السابقة استنسخها كتب - 00:27:27ضَ

كتبت له وقرأها علينا ونحو ذلك وهو عليه الصلاة والسلام من ضمن معجزاته انه امي لا يقرأ ولا يكتب. اسمه عليه الصلاة والسلام ما يعرفه لما كتب علي رضي الله عنه الصلح - 00:28:00ضَ

بين النبي صلى الله عليه وسلم وكفار قريش في صلح الحديبية قال هذا ما صالح عليه محمد رسول الله اه قال سهيل بن عمرو وكان يمثل كفار قريش قبل ان يسلم رضي الله عنه - 00:28:22ضَ

والا فقد اسلم وحسن اسلامه رضي الله عنه قال قف لو كان لو كنا نعلم انه رسول الله ما حاربناه لكن لا نقول هو رسول الله ما ما يتم صلح بيني وبينك وانت تكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله. لا - 00:28:40ضَ

اكتب اسمك واسم ابيك الذي نعرف محمد بن عبدالله قال علي قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي امسحها لانه عليه الصلاة والسلام حرص على الصلح بحكمة يريدها الله جل وعلا - 00:29:04ضَ

قال يا رسول الله والله لا امسحها امسح رسول الله وانا اؤمن انك رسول الله وامسحها قال ارني اياها. ما يقرأها عليه الصلاة والسلام فمسحها بيده عليه الصلاة والسلام ارني اياه ما عرف كلمة رسول الله لانه ما ما قرأ الحروف اطلاقا - 00:29:23ضَ

وهذه معجزة عظمى. ان يأتي بهذا القرآن العظيم وهو لا يقرأ ولا يكتب ويفتخر بانه الرسول النبي الامي ويأتي بهذا القرآن هذا دليل على صدقه عليه الصلاة والسلام والا ما يستطيع احد مثله ان يأتي بمثل هذا القرآن - 00:29:49ضَ

والصحيح الاول لان التحدي عام لهم مع انهم افصح الامم وقد تحداهم بهذا في مكة والمدينة مرات مرات عديدة مع شدة عداوتهم له وبغضهم لدينه. ومع هذا عجزوا عن ذلك. ولهذا قال تعالى فان لم تفعلوا ولن تفعلوا - 00:30:16ضَ

يقول تعالى فان لم تفعلوا ولن تفعلوا وان لم تفعلوا ما تستطيعوا ولن في المستقبل ولن تفعلوا هذا خبر من الله جل وعلا بانه ما يمكن احد من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم الى ان يرث الله الارض ومن عليها ما يمكن احد ان يقوم يقول انا اتي بمثل هذا القرآن او اتي - 00:30:38ضَ

بسورة واحدة ما يمكن خبر عن المستقبل بانه لا يمكن ان يعارض القرآن هذا احد ما يمكن ان يقول انا اتي بمثله تعرض للقرآن متعرضون وكف الله شرهم على ايدي اناس من عباده - 00:31:08ضَ

لكن ما قام من بعثته صلى الله عليه وسلم الى الان الى ما بعد لهذه الاية الكريمة. ما قام احد يقول انا اتي بمثل القرآن او اتي بسورة مثل القرآن ابدا - 00:31:36ضَ

من اشتهر جنونه او كذبه او عرف انه كاذب معلوم لدى الخاص والعام هذا يمكن ان يكون مخرف يقول هذا قرآن يأتي بكلام هذيان ويقول هذا قرآن مثل ما ورد ان مسيلمة - 00:31:51ضَ

الكذاب لما نزل به عمرو بن العاص رضي الله عنه قبل اسلامه نزل ضيفا عند مسيلمة لانه معروف عمرو من قادة ومن كبراء قريش فقال له مسيلمة الكذاب ماذا نزل على صاحبكم؟ اخيرا؟ قال نزل عليه سورة عظيمة - 00:32:10ضَ

قليلة الايات عظيمة الاعجاز ما هي؟ قال والعصر ان الانسان لفي خسر. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. وفي رواية انه قال قال انا اعطيناك الكوثر فصلي لربك وانحر ان شانئك هو الابتر - 00:32:36ضَ

فصمت مسيلمة ساعة كانه يوحى اليه وقال رفع رأسه وقال انا انزل علي مثلها قال ماذا قال نزل علي يا وبر يا وبر انما انت جناحان وصدر وسائرك حقير نقر - 00:32:59ضَ

ماذا تقول يا عمرو؟ اي قرآن وقرآن صاحبكم هو ضيف عنده عمرو لكن عربي ماذا تقول؟ ايهم احسن انا والله انك تعلم اني اعلم انك تكذب ما يحتاج اه ما جامله وهو في داره وفي ظيافته - 00:33:22ضَ

عارف فرقا شتان بين هذا هذا هذيان كلام سخيف فقد يقوم انسان مثلا مجنون او في عقله شيء ويأتي بكلام يقول هذا قرآن او هذا مثل القرآن او نحو ذلك هذا - 00:33:47ضَ

لكن ممن ينظر اليه قادر على اه نظم الكلام الحسن ما يأتي احد يقول انا اتي بمثل القرآن ابدا والله جل وعلا حمى هذا القرآن وحفظه من كل من اراد ان - 00:34:07ضَ

يمد يده اليه بسوء لانه جل وعلا تكفل بحفظه في قوله تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون من ذلك ما يروى ان شخص جاء الى احد الامراء فقال له ان عندي مشروع - 00:34:33ضَ

اختصار القرآن حتى يسهل حفظه ويكون في متناول اليد لان فيه ايات مكررة وفي قصص مكررة انا اريد ان اختصره قال اقدم لنا ما عندك لينظر فيه فان استحسنناه قدمناه للعلماء لينظروا فيه - 00:34:56ضَ

وقدم ما عنده باختصار ايات كثيرة من القرآن بزعمه انها مكررة ولا حاجة الى تكرارها فنظر اليه وقال قبل ان نقدم مشروعك هذا للعلماء نريد ان نطبقه على نفسك انت اول - 00:35:29ضَ

انت احق به قبل الناس كلهم لك عينان واحدة اخلع واحدة خلعها المأمور لك يدان تكفي واحدة اخلع واحدة ايها المأمور يخلع في يدك الاخرى خمس اصابع ما في حاجة الى خمس اصابع تكفي واحدة - 00:35:53ضَ

اخلع الاربع الزائدة المكررة لك رجلان نقطع واحدة وتكتفي بواحدة ما يحتاج الى ثنتين مكررة وهكذا بدأ به شيئا فشيئا حتى قضى عليه في مجلسه فمن اراد ان يفكر بالتعرظ للقرآن فالله جل وعلا يهلكه - 00:36:25ضَ

ويقضي عليه ويفضحه ويسلط عليه من شاء من عباده مؤمنا او كافرا فان لم تفعلوا ما تستطيعوا ان تأتوا بسورة ولن تفعلوا يقول ما فان لم تفعلوا ولن خبر الاول يقول انكم - 00:36:53ضَ

ما تستطيعون لن تستطيعوا ولن تستطيعوا في المستقبل ابدا اولا للنفي في المستقبل ولن تفعلوا فاتوا بسورة وهذي فيها اعجاز وفيها تحدي واعلام بالغيب ولن تفعلوا ما فعل احد فاتقوا النار - 00:37:24ضَ

احذركم واخوفكم النار التي وقودها الناس والحجارة ليست كنار الدنيا وقودها الحطب والخشب لا هذي وقودها الناس والحجارة وما هذه الحجارة يقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه حجارة الكبريت - 00:37:54ضَ

حجارة شديدة الحرارة منتنة سوداء حرها شديد اعدت هيئت وجعلت للكافرين وهذه الاية فيها دليل لما قاله اهل السنة والجماعة من ان الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الان والله اعلم بمكانهما - 00:38:21ضَ

اعدت للكافرين اعدت هيأت وجاء احاديث صحيحة تدل على ذلك في مثل قوله صلى الله عليه وسلم احتجت الجنة والنار يعني تناظرتا قالت الجنة في الضعفاء والمساكين وقالت النار فيا الجبابرة والمتكبرون - 00:39:00ضَ

فقال الله جل وعلا للجنة انت رحمتي ارحم بك من اشاء من عبادي وقال للنار انت عذابي اعذب بك من اشاء من عبادي ولكليكما ملؤها وجاء في الحديث الاخر ان النار - 00:39:32ضَ

اشتكت الى ربها في قوله اشد حري واكل بعظي بعظا فاذن الله لها بنفسين. نفس في الشتاء وذلك اشد ما تجدون من البرد ونفس في الصيف وذلك اشد ما تجدون من الحر - 00:39:56ضَ

واذا اشتد الحر قال عليه الصلاة والسلام فابردوا بالصلاة فان شدة الحر من فيح جهنم وجاء عنا الجنة في السماء وان النار في اسفل السافلين وفي هذا تخويف من الله جل وعلا - 00:40:17ضَ

لعبادة وانذار لهم بانهم ان لم يطيعوه ويعبدوه ويتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم فمآلهم مآل الكافرين فان لم تفعلوا ولن تفعلوا اولا للنفي لنفي التأبيد في المستقبل اي ولن تفعلوا ذلك ابدا - 00:40:43ضَ

وهذه ايضا معجزة اخرى وهو انه اخبر خبرا جازما قاطعا مقدما غير خائفين ولا مشفق ان هذا القرآن لا يعارض بمثله ابد الابدين ودهر الداهرين وكذلك وقع الامر لم يعارض من لدنه الى زماننا هذا ولا يمكن - 00:41:14ضَ

وان يتأتى ذلك لاحد والقرآن كلام الله خالق كل شيء وكيف يشبه كلام الخالق كلام المخلوقين ومن تدبر القرآن وجد فيه من وجوه الاعجاز فنونا ظاهرة وخفية من حيث اللفظ ومن جهة المعنى - 00:41:37ضَ

قال تعالى الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير احكمت اياته ثم فصلت اياته محكمة ومفصلة وهو قد جاء من حكيم خبير. الحكيم الذي يضع الاشياء - 00:41:56ضَ

موضعها الخبير العالم بدقائق الامور جل وعلا وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا اي صدقا في الاخبار وعدلا في الاحكام فكله حق وصدق وعدل وهدي ليس فيه مجازفة ولا كذب ولا افتراء. كما يوجد في اشعار العرب وغيرهم من الاكاذيب والمجازفات - 00:42:21ضَ

التي لا يحسن شعرهم الا بها كما قيل في الشعر ان اعذبه اكذبه الشعر يقال اعذبه اكذبه. يعني كل ما كان ابلغ في الكذب يكون احلى. واحسن عند الناس وتجد القصيدة الطويلة - 00:42:49ضَ

المدينة قد استعمل غالبها في وصف النساء او الخيل او الخمر او في مدح شخص معين او فرس او ناقة او حرب او كائنة او مخافة او سبع او شيء من المشاهدات المتعينة - 00:43:07ضَ

التي لا تثير شيئا الا قدرة المتكلم المعين المعين على شيء ثم تجد له فيه بيتا او بيتين او اكثر هي بيوت القصيد هي بيت القصيد وسائرها هذا هذر لا طائل تحته. يعني القصيدة الطويلة العريظة - 00:43:22ضَ

تجد فيها بيت واحد يخبر عن المراد كله ويكفي والباقي كله حشو واما القرآن فجميعه فصيح في غاية في غاية نهاية البلاغة عند من يعرف ذلك تفصيلا واجمالا ممن فهم كلام العرب - 00:43:42ضَ

وتصاريف التعبير فانه ان تأملت اخباره وجدتها في غاية الحلاوة سواء كانت مبسوطة او وجيزة وسواء تكررت ام لا وكلما تكرر حلا وعلا لا يخلق عن كثرة الرد عن كثرة الرد يعني ما يتغير مهما تردد القرآن - 00:44:02ضَ

تزداد بلاغته وفصاحته وحسنه عندك. وشوقك اليه ولا يمل منه العلماء وان اخذ في الوعيد والتهديد جاء منهما تقشعر منه الجبال الصم الراسيات فما ظنك بالقلوب الفاهمات وان وعد اتى بما يفتح القلوب والاذان - 00:44:25ضَ

ويشوق الى دار السلام ومجاورة عرش الرحمن كما قال في الترغيب. فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء كانوا يعملون وقال وفيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين وانتم فيها خالدون - 00:44:51ضَ

وقال في الترهيب افأمنتم ان يخسف بكم جانب البر وقال امنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور ام امنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف - 00:45:12ضَ

الى غير ذلك من انواع الفصاحة والبلاغة والحلاوة وان جاءت الايات في الاحكام والاوامر والنواهي اشتملت على على الامر بكل معروف حسن نافع طيب محبوب والنهي عن كل قبيح رذيل دنيء - 00:45:27ضَ

كما قال فانه خير خير يؤمر به يا ايها كما قال ابن مسعود وغيره من السلف اذا سمعت الله تعالى يقول في القرآن يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك فانها خير يؤمر به - 00:45:45ضَ

او شر ينهى عنه يقول عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك انتبه يعني هذا خطاب لك ولاخوانك المؤمنين فرعها سمعك انه اما خير تؤمر به او شر تنهى عنه - 00:46:03ضَ

يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم - 00:46:23ضَ

واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة الى اخر الايات فيها الامر بالخير والنهي عن الشر وان جاءت الايات في وصف المعاد وما فيه من الاهوال وفي وصف الجنة والنار وما اعد الله فيهما لاوليائه واعدائه من النعيم والجحيم - 00:46:41ضَ

والملاذ والعذاب الاليم بشرت به وحذرت وانذرت ودعت الى فعل الخيرات واجتناب المنكرات وزهدت في الدنيا ورغبت في الاخرة وثبت على الطريق وثبتت على الطريقة المثلى. وهدت الى صراط الله المستقيم. وشرعه القويم - 00:47:06ضَ

ونفت عن القلوب رجس الشيطان الرجيم ولهذا ثبت في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه قال ما من نبي من الانبياء الا قد اعطي من الايات ما امن على مثله - 00:47:28ضَ

بشر يعني ما من نبي بعث الا ويعطيه من الايات ما يدل على صدقه كل نبي ما يجرده الله جل وعلا من الايات والمعجزات يقول وانما الذي اوتيته وحي اوحاه الله الي فارجو - 00:47:40ضَ

ان اكون اكثرهم ان اكون اكثرهم تابعا لان معجزة النبي صلى الله عليه وسلم القرآن وهي معجزة خالدة بخلاف معجزات الانبياء فهي علامة على النبي حال حياته. وبعد مماته تنتهي. معجزة نبينا صلى الله عليه وسلم باقية. الى ان يرث الله الارض ومن - 00:48:00ضَ

من عليها والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:48:26ضَ