تفسير ابن كثير | سورة الصافات

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 17- سورة الصافات | من الأية 161 إلى 170

عبدالرحمن العجلان

لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وما تعبدون ما انتم عليه بفاتنين. الا من هو صان الجحيم وان كانوا ليقولون لو ان عندنا ذكرا - 00:00:00ضَ

من الاولين لكن عباد الله المخلصين فكفروا به فسوف يعلمون هذه الايات الكريمة من سورة الصافات يقول الله جل وعلا فانكم وما تعبدون ما انتم عليه بفاتنين الا من هو صال الجحيم - 00:00:54ضَ

الخطاب بكفار قريش او كفار العرب فانكم ايها الكفار وما تعبدون من دون الله ما انتم ولا الهتكم في مظلة او فاتنة او صارفة عن طاعة الله الا من اراد الله جل وعلا اظلاله - 00:01:32ضَ

وعلم اجلا انه لن يهتدي والاية فيها بيان لحقارة الكفار مع الهتهم التي يعبدون من دون الله وانهم لا يستطيعون اظلال من اراد الله هدايته كما انهم لا يضلون الا من علم الله جل وعلا اجلا - 00:02:17ضَ

لانه يظل ويكون من اهل النار فانكم وما تعبدون وانكم والهتكم فانكم والهتكم على اسمي ان التي تعبدون من دون الله لستم بفاتنين على الله بافساد عبادة لا تظنون انكم تستطيعون اظلال من شئتم - 00:03:01ضَ

فانتم لا تضلون الا من اراد الله جل وعلا اجلا اظلاله يقال مات انا فلان على فلان امرأته بمعنى افسدها عليه فتنه بمعنى اضله او افسد او اغواه فلا يظن الكفار ان الهتهم تظل - 00:03:47ضَ

او تفسد على الله عبادة؟ لا فليس لهم من الامر شيء فهم لا يضلون الا من حكم الله جل وعلا عليه بالظلال اجلا قديما وعلم جل وعلا انه يضل انه يضل عن الصراط المستقيم - 00:04:27ضَ

فانكم وما تعبدون ما هنا يصح ان تكون موصولة وان تكون مصدرية انكم والذي تعبدون او وانكم ومعبوداتكم وعبادتكم ما انتم عليه اي على الله فاتنين بصارفي عباده عن طاعته - 00:04:54ضَ

ما انتم ما هذه نافية ما انتم وما تعبدون موصولة او مصدرية قال الزجاج اهل التفسير مجمعون فيما علمت ان المعنى ما انتم بمضلين احدا الا من قدر الله عز وجل عليه ان يضل - 00:05:41ضَ

فمن قدر الله جل وعلا عليه ان يضل فهو يضل ويتبع الالهة وليس تبعيته للالهة لان الالهة فعلت فيه شيء او استطاعت ان تضله ولكن لان الله جل وعلا علم ازلا انه يضل وانه يصلح - 00:06:18ضَ

الجحيم الا من هو صال الجحيم الا اداة استثناء الا من سبق له في علم الله الشقاوة والهلاك وانه سيدخل النار والاستثناء مفرغ ومن حيث اللفظ واما من حيث المعنى - 00:06:43ضَ

فالمستثنى من المفعول المقدر ما انتم عليه بفاتنين احدا الا من هو صال الجحيم قال ابن عباس رضي الله عنهما انكم يا معشر المشركين وما تعبدون يعني الالهة ما انتم عليه بمضلين الا من سبق في علمه انه سيصلى الجحيم - 00:07:13ضَ

وهم الكفار وعنه رضي الله عنه قال لا تفتنون الا من هو صال الجحيم يعني لا تستطيعون ان تصرفوا عن دين الله الا من علم الله جل وعلا انه صال الجحيم - 00:07:51ضَ

والقراءة المشهورة قراءة الجمهور صال الجحيم بكسر اللام لانه منقوص مضاف اصبح صالي حذفت الياء لالتقاء الساكنين وهو مفرد على لفظ من الا من قد تقدم لنا ان من مفرد - 00:08:17ضَ

ومعناها وقرأ بعض القراء بضم اللام مع واو بعدها الا من هو قالوا الجحيم اصلها صالون وحذفت النون لاجل الاظافة والواو هذه واو الجمع قالوا وقرأ الا من هو صال الجحيم - 00:08:49ضَ

بضمة فقط بدون واو وهذه اعتبرها بعض النحات لحن وفي هذه الاية اخبار من الله جل وعلا لان المشركين والهتهم لا يستطيعون ان يضلوا من اراد الله هدايته فلا يضلوا الا من اراد الله له الشقاوة اجلا - 00:09:31ضَ

وفي هذا تحقير لهم بانهم لا يستطيعون ان يفعلوا شيئا نعم قال ابن كثير رحمه الله تعالى يقول تعالى مخاطبا للمشركين فانكم وما تعبدون ما انتم عليه بفاتنين الا من هو صال الجحيم - 00:10:06ضَ

اي انما ينقاد لمقالتكم وما انتم عليه من الضلالة والعبادة الباطلة من هو اضل منكم ممن للنار لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها اولئك كالانعام - 00:10:31ضَ

بل هم اضل اولئك هم الغافلون. اي لا تستطيعون اظلال احد وانما يتبعكم من اظله الله جل وعلا وعلم ازلا انه يضل وهم الموصوفون بهذه الاية الكريمة لهم قلوب لا يفقهون بها الاية. نعم - 00:10:53ضَ

فهذا الضرب من الناس هو الذي ينقاد لدين الشرك والكفر والضلالة كما قال تبارك وتعالى انكم لفي قول مختلف يؤفك عنه من افك وليصرف عن الحق من صرف عنه ازلا في علم الله جل وعلا - 00:11:17ضَ

نعم اي انما يضل به من هو مأفوك مبطل ثم قال تبارك وتعالى منزها للملائكة مما مما مما نسبوا اليهم من الكفر بهم والكذب عليهم انهم بنات الله. وما منا الا له مقام معلوم - 00:11:40ضَ

اي له موضع مخصوص في السماوات ومقامات العبادات لا يتجاوزه ولا يتعداه وقال ابن عساكر في ترجمته لمحمد بن خالد بسنده الى عبدالرحمن بن العلاء بن سعد عن ابيه وكان من - 00:12:03ضَ

من بايع يوم الفتح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لجلسائه حطت السماء وحق لها ان ليس فيها بمعنى ظهر لها صوت من ثقل الحمل كما يقال الرحل بانه يعني اذا ثقل الحمل عليه صار له شبه صرير - 00:12:22ضَ

نعم ليس فيها موضع قدم الا عليه ملك راكع او ساجد. يعني ان السماء ملأى بالملائكة يعبدون الله جل وعلا ثم قرأ صلى الله عليه وسلم وما منا الا له مقام معلوم وانا لنحن الصافون وانا - 00:12:51ضَ

وما منا الا له مقام معلوم هذا من كلام الله جل وعلا اخبارا عن الملائكة لان الملائكة تقول نحن عباد لله جل وعلا تعبدنا الله جل وعلا بما جعل لنا من اماكن - 00:13:15ضَ

في العبادة ونوع من انواع العبادة نعبد الله عليه وهم يقولون نحن لا نتجاوز ما حد لنا وفي هذا رد على المشركين رد على الطائفتين طائفة عبد الملائكة وطائفة احتقروا الملائكة وقالوا هم بنات الله - 00:13:42ضَ

والله جل وعلا قال على لسان الملائكة وما منا ملك من الملائكة الا له مقام معلوم له مقام يعبد الله فيه له نوع من انواع العبادة موكل بكذا يعبد الله على كذا - 00:14:11ضَ

يمضي الوقت كله ساجدا يمضي الوقت كله راكعا يمضي الوقت كله في تدبير ما وكل اليه من الرياح والمطر والسحاب وغير ذلك من الامور التي جعلهم الله جل وعلا عليها - 00:14:36ضَ

وما منا ملك من الملائكة الا له مقام معلوم بين وقد ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم لما عرج به مع جبريل عليهم الصلاة والسلام. لما وصل الى سدرة المنتهى توقف جبريل عليه السلام - 00:15:02ضَ

وقال له النبي صلى الله عليه وسلم الان يخالفني او تتركني فانزل الله جل وعلا كما قال بعض المفسرين هذه الايات الثلاث وهو النبي صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى وما منا الا له مقام معلوم وانا لنحن الصافون - 00:15:24ضَ

انا لنحن المسبحون نعم وقال الضحاك في تفسيره وما منا الا له مقام معلوم قال كان مسروق يروي عن عائشة رضي الله عنها انها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من السماء الدنيا موضع الا عليه ملك ساجد او قائم فذلك - 00:15:49ضَ

قوله تعالى وما منا الا له مقام معلوم. يعني هذا عبادته الركوع وهذا عبادته السجود والسماء ملأى بالملائكة عباد لله. نعم وقال الاعمش عن ابي اسحاق عن مسروق عن ابن عباس رضي الله عنه قال ان في السماوات لسماء - 00:16:17ضَ

ما فيها موضع شبر الا عليه جبهة ملك او قدماه ثم قرأ عبد الله رضي الله عنه وما منا الا له مقام معلوم وكذا قال سعيد بن جبير وقال قتادة كانوا يصلون الرجال والنساء جميعا حتى نزلت - 00:16:45ضَ

وما منا الا له مقام معلوم فتقدم الرجال وتأخر النساء. نعم فتقدم الرجال وتأخر النساء وانا لنحن الصافون اي نقف صفوفا في الطاعة كما تقدم عند قوله تبارك وتعالى والصافات صفا - 00:17:08ضَ

هاي الملائكة تصف عند ربها نعم قال ابن جريج عن الوليد بن عبدالله بن ابي مغيث قال كانوا لا يصفون في الصلاة حتى نزلت وانا لنحن صافون فصفوا وقال ابو نظرة كان عمر رضي الله عنه اذا اقيمت الصلاة استقبل الناس بوجهه ثم قال اقيموا صفوفكم - 00:17:32ضَ

استووا قياما يريد الله تعالى بكم هدي الملائكة ثم يقول وانا لنحن الصافون تأخر يا فلان تقدم يا فلان ثم يتقدم فيكبر. رواه ابن ابي حاتم وابن جرير عمر رضي الله عنه كان اذا اراد الدخول في الصلاة - 00:18:01ضَ

كان يتأول هذه الاية الكريمة وكان يستقبل الناس بوجهه قبل ان يكبر ثم يقرأ عليهم هذه الاية ويحثهم على الاستواء كما تستوي وكما تصف الملائكة عند ربها ثم يكبر عليه الصلاة رضي الله عنه بعد ما يقول تقدم يا فلان يعني يسمي الرجل المتأخر - 00:18:24ضَ

ويسمي الرجل المتقدم فيقول تقدم يا فلان وتأخر يا فلان حتى يكون الصف معتدلا وثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم امر اصحابه بان يصفوا كما تصف الملائكة عند ربهم - 00:18:52ضَ

فقالوا يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربهم؟ قال يقيمون الصفوف المقدمة في الصف يعني يستوون ويقيمون اعتدال الصف ويتراصون يتقاربون ولا يتركون بينهم فرجا نعم وفي صحيح مسلم عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلنا على الناس بثلاث - 00:19:12ضَ

جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة وجعلت لنا الارض مسجدا وتربتها طهورا الحديث هذه ثلاث من امور فظل الله بها هذه الامة هذه الثلاث الاولى ان صفوف مسلمين في الصلاة كصفوف الملائكة عند ربها - 00:19:50ضَ

والثاني ان الارض كلها صالحة للصلاة فيها فهي مسجد الا ما استثني من الاماكن القذرة وان تربة الارض طهور للمسلم وان لم يجد الماء عشر سنين وانا لنحن المسبحون اين اصطفوا فنسبح الرب ونمجده ونقدسه وننزهه عن النقائص - 00:20:19ضَ

فنحن عبيد له. فقراء اليه خاضعون لديه يقولون الملائكة عن انفسهم وانا لنحن المسبحون. اي نحن ننزه الله ونقدس الله ونثني على الله جل وعلا بما هو اهله فهذا رد على الكفار والمشركين بانه ليس لنا من الامر شيء - 00:20:50ضَ

بل نحن نعبد الله لا نفتر نشتغل بالتسبيح والتقديس لله جل وعلا وقيل المراد المسبحون المصلون انه يصلون ويسبحون في صلاتهم نعم وقال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وما منا الا له مقام معلوم الملائكة - 00:21:17ضَ

وانا لنحن الصافون الملائكة وانا لنحن المسبحون الملائكة تسبح الله عز وجل قال مقاتل رحمه الله هذه الايات الثلاث نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى وتأخر جبريل فقال النبي صلى الله عليه وسلم اهنا تفارقني؟ فقال جبريل ما - 00:21:47ضَ

استطيع ان اتقدم عن مكاني هذا وانزل الله حكاية عن قول الملائكة وما منا الا له مقام معلوم الى اخر الايات الثلاث نعم وقال قتادة وانا لنحن المسبحون يعني المصلون يثبتون بمكانهم من العبادة كما قال تبارك - 00:22:20ضَ

وتعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون. لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون - 00:22:48ضَ

وهم من خشيته مشفقون اي انهم يخافون الله جل وعلا ويتضرعون اليه ويسألونه ويجأرون اليه فليسوا شركا لله تعالى الله نعم ومن يقل منهم اني اله من دونه فذلك نجزيه جهنم. كذلك نجزي الظالمين. لا احد من الملائكة يقول - 00:23:08ضَ

اني اله ولو على سبيل الفرض. لو قال احد منهم ذلك كان جزاؤه جهنم نعم وقوله جل وعلا وان كانوا ليقولون لو ان عندنا ذكرا من الاولين لكنا عباد الله المخلصين - 00:23:35ضَ

نعم وان كانوا ليقولون ان هذه المخففة من الثقيلة وانه اي الحال والشأن كانوا اي كفار قريش ليقولون اللام هذه دخلت على الخبر تفرق بين ان المخففة من الثقيلة كهذه والنافية - 00:23:54ضَ

وان كانوا ليقولون لو ان عندنا ذكرا من الاولين حينما عيرت قريش بالجهل وعدم العلم قالوا جاء منهم لو نزل علينا كتاب من السماء وجاءنا رسول من الله كما جاء لليهود والنصارى لكنا اهدى منهم - 00:24:21ضَ

ولا كنا احسن حال ولكنا مخلصين لله. لكننا لم يأتنا شيء من ذلك فكنا على هذه الحال فانزل الله جل وعلا وان كانوا ليقولون لو ان عندنا ذكرا من الاولين لكنا عباد الله - 00:24:54ضَ

المخلصين فلما جاءهم الرسول والذكر كفروا به الويل لهم فسوف يعلمون عاقبة كفرهم لو ان عندنا ذكرا من الاولين يعني كتاب ورسول كما جاء لليهود وكما جاء للنصارى لكنا من اخلص عباد الله لله - 00:25:15ضَ

لكن لم يأتنا شيء من ذلك نعم اي قد كانوا يتمنون قبل ان تأتيهم يا محمد لو كان عندهم من يذكرهم بامر الله وما كان من امر الاولى ويأتيهم بكتاب الله كما قال جل جلاله - 00:25:45ضَ

واقسموا بالله جهد ايمانهم لان جاءهم نذير ليكونن اهدى من احدى الامم. يعني اليهود والنصارى فلما جاءهم نذير ما زادهم الا نفورا. بعدا عن الحق واستكبارا عليه وقال تعالى ان تقولوا ان ان تقولوا انما انزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وان - 00:26:06ضَ

عن دراستهم لغافلين او تقولوا لو انا انزل علينا الكتاب لكنا اهدى منهم. فقد جاء كن بينة من ربكم وهدى ورحمة فمن اظلم ممن كذب بايات الله وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن اياتنا سوء العذاب بما - 00:26:35ضَ

كانوا يصدفون ولهذا قال تعالى ها هنا فكفروا به فسوف يعلمون وعيد اكيد وتهديد شديد على كفرهم بربهم عز وجل وتكذيبهم لرسوله صلى الله عليه وسلم. فكفر به الفا هذه يعبر عنها العلماء رحمهم الله بان افاء الفصيحة - 00:26:59ضَ

اي افسحت عن شيء محذوف دلت عليه لان الكلام لو ان عندنا ذكرا من الاولين لكنا عباد الله المخلصين فلما جاءهم الرسول والذكر كفروا به فلما جاءهم الرسول والذكر كفروا به - 00:27:25ضَ

نعم وكفروا به فسوف يعلمون. وعيد شديد لهم اي انهم سيعلمون وسيرون عاقبة كفرهم وعدوا من انفسهم انهم ان جاءهم رسول يؤمنون فلما جاءهم الرسول ما امنوا فسوف يعلمون عاقبة كفرهم - 00:27:52ضَ

حينما يصلون النار والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:28:20ضَ