تفسير ابن كثير | سورة الزمر

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 18- سورة الزمر | من الأية 60 إلى 61

عبدالرحمن العجلان

الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة اليس في جهنم مثوى للمتكبرين - 00:00:00ضَ

وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون هاتان الايتان من سورة الزمر يقول الله جل وعلا ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة اليس في جهنم مثوى للمتكبرين - 00:00:32ضَ

جاءت هذه الاية بعد قوله جل وعلا واتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم من قبل ان يأتيكم العذاب بغتة وانتم لا تشعرون ان تقول نفس يا حسرتاه على ما فرطت في جنب الله - 00:01:07ضَ

وان كنت لمن الساخرين او تقول لو ان الله هداني لكنت من المتقين او تقول حين ترى العذاب لو ان لي كرة فاكون من المحسنين بلى قد جاءتك اياتي فكذبت بها واستكبرت - 00:01:33ضَ

وكنت من الكافرين في تلك الايات بين الله جل وعلا حال الظالمين حال المعرضين عن طاعة الله ان منهم من يقول كذا ومنهم من يقول كذا ومنهم من يقول كذا - 00:01:58ضَ

او انه يتمنى هذا فاذا لم يحصل له تمنى الذي بعده واذا لم يحصل تمنى الذي بعده الذي هو العودة الى الدنيا فيقال له بلى قد جاءتك اياتي فكذبت بها - 00:02:23ضَ

اي امكنك التوبة امكنك الرجوع الى الله فلم تفعل واستكبرت وكنت من الكافرين ثم بين جل وعلا عاقبة الكافرين بعد ذلك فقال ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة - 00:02:48ضَ

تسود وجوه الظالمين لما يروا من العذاب والنكال والخزي لما يقابلهم من الشقاء والبؤس ما تكون اي وجوههم مظلمة كظلامة الليل ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة - 00:03:18ضَ

وجوههم مهتدا ومسودة خبره والجملة اما حال واما خبر ترى فاذا جعلنا ترى بصرية وهذا اولى كانت جملة ووجوههم مسودة جملة حالية لان رأى البصرية تحتاج الى مفعول واحد. وقد حصل وهو قوله الذين - 00:03:49ضَ

على الله واذا قلنا ان ترى هذه من رأى العلمية فحينئذ تكون جملة المبتدأ والخبر في محل نصب محل المفعول الثاني ترى وكونها بصرية اولى والله اعلم لان هذا شيء يعتمد على النظر - 00:04:29ضَ

والسويداد الوجوه وظلمتها يرى بالبصر. لا يعلم بالقلب. وانما يرى بالبصر ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله منعوا هذا الكذب كذبوا على الله زعموا ان لله ولدا. تعالى الله - 00:04:58ضَ

زعموا ان له شريكا في الملك تعالى الله زعموا ان له صاحبة تعالى الله افتروا على الله الكذب في هذه الاشياء العظائم او نسبوا الى الله جل وعلا ما لا يصح ان ينسب اليه - 00:05:23ضَ

حللوا ما حرم الله او حرموا ما احل الله ونسبوا ذلك الى الله افتراء وكذبا ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة اليس في جهنم مثوى للمتكبرين اليس فيها بلى - 00:05:51ضَ

فيها مثوى مأوى مقر للمتكبرين الذين تكبروا عن الايمان بايات الله تكبروا على عباد الله تكبروا عند عرض الحق عليهم فلم يقبلوه من ردوه ولم يؤمنوا به والله جل وعلا - 00:06:23ضَ

بين ان المتكبرين خاسرون في الاخرة وقال جل وعلا تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين الايات وقال تعالى ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الارض مرحا - 00:06:57ضَ

ان الله لا يحب كل مختال فخور وفي الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر - 00:07:28ضَ

فقال رجل يا رسول الله الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونحله حسنا. فقال عليه الصلاة والسلام ان الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس مطر الحق بمعنى رده وعدم قبوله - 00:07:53ضَ

وغمط الناس احتقارهم وازدراؤهم هذا هو الكبر وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه الا اخبركم باهل النار كل عتل جواظ مستكبر يعني متكبر على الحق متكبر على عباد الله - 00:08:21ضَ

والله جل وعلا وصف المؤمنين بانهم اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يعني يكون المرأة المسلم مع اخوانه المسلمين متواضع كالذليل ويكون مع الكفار قوي شديد حديث ابي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم - 00:08:52ضَ

لا ينظر الله يوم القيامة الى من جر ازاره بطرا. يعني تكبرا وحديث ابي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر اليهم ولهم عذاب اليم - 00:09:22ضَ

شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر لان هؤلاء اتصفوا بهذه الصفات الذميمة وهم في غنى عنها الزنا محرم في حق كل احد لكنه في حق الرجل الكبير اشد بعدما بلغ من السن ما بلغ - 00:09:53ضَ

وعقل وادرك يرجع الى الجهالة والظلالة فيقع في الزنا والملك لا حاجة به الى الكذب وانما يكون صريحا مع رعيته ناصحا لهم والعائل الفقير فقير متكبر الكبر مذموم في حق كل احد - 00:10:25ضَ

وفي حق الفقير اشد ذما ما الذي يدعوه الى الكبر والتعاظم والله جل وعلا وعد المتكبرين ما وعدهم من العذاب والخزي وحذر منه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:10:52ضَ

ورد ان المتكبرين يحشرون يوم القيامة امثال الذر يطأهم الناس مثل ما تكبروا في الدنيا يريهم الله الذلة والمهانة ويحقرهم ويريهم ما يذلهم اليس في جهنم مسوى للمتكبرين لما ذكر جل وعلا حال المتكبرين - 00:11:16ضَ

بين جل وعلا حال المؤمنين وقال تعالى وينجي الله الذين اتقوا فيما فازتهم ينجي الله الذين اتقوا ينجيهم جل وعلا من هم الذين اتقوا اتقوا الله جل وعلا فحذروا الشرك - 00:11:55ضَ

اتقوا الله بفعل الاوامر واجتناب النواهي تقوى الله جل وعلا جعلوا بينهم وبينما يسخط الله وقاية يعني حاجز ابتعدوا عما يسخط الله واتوا ما يرضي الله جل وعلا والتقوى وصية الله جل وعلا للاولين والاخرين من خلقه - 00:12:23ضَ

ووصية النبي صلى الله عليه وسلم في مواقف كثيرة يوصي صلى الله عليه وسلم بالتقوى وهي فعل الاوامر ابتغاء مرضات الله واجتناب النواهي حذرا من سخط الله وعقابه وينجي الله الذين اتقوا بما فازتهم - 00:12:58ضَ

بفوزهم في مكان فوزهم في الجنة لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون حال حسنة ومستقبل احسن المرء في الدنيا قد يكون في حال حسنة ولكنه يتخوف من المستقبل ما يدري ماذا يقع فيه مرظ فقر حاجة - 00:13:28ضَ

حرج مشقة واولئك عند الله جل وعلا لا يمسهم السوء حالا ولا هم يحزنون لا يخافون على مستقبلهم فمستقبلهم خير من حاضرهم. فالناس في عرصات القيامة يفزعون. وهؤلاء مطمئنون مطمئنون عند فزع الناس - 00:14:03ضَ

ومطمئنون على مستقبلهم بدخول الجنة وينجي الله الذين اتقوا فيما فازتهم يعني بفوزهم وبعدهم عما يزعجهم لانهم امنون مطمئنون في عرصات القيامة يردون حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم فيشربون منه شربة هنيئة - 00:14:35ضَ

بريئة لا يظمأون بعدها ابدا فيهم من يظله الله جل وعلا تحت ظله في عرصات القيامة فيهم من توضع لهم موائد الاكل والشرب والناس في عرصات القيامة متعبون فيقال لهم كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية - 00:15:10ضَ

وينجي الله الذين اتقوا بما فازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون يذكر جل وعلا حال المؤمنين بعد ذكر حال اولئك الظالمين المتكبرين ينظر العاقل وليقارن ما دام في دار المهلة - 00:15:40ضَ

ايهما احسن له التكبر والتعاظم ورد الحق وجر الثوب خيلاء والاعراض عن طاعة الله ام التواضع لاوامر الله جل وعلا واوامر رسوله صلى الله عليه وسلم والتواضع لاخوانه المسلمين وقبول الحق - 00:16:07ضَ

وتقديمه على ما يهواه ويريده فالمرء قد يهوى شيئا لكنه بخلاف الحق فيترك ما يهواه ويقبل الحق نفسه تأمره وتطلب منه الدعة والراحة وعدم القيام بالتكاليف الشرعية وهو يلزم نفسه بطاعة الله - 00:16:37ضَ

اه ويمنعها عن معصية الله نفسه ترتاح الى النوم اخر الليل وعند صلاة الفجر تريد ان تبقى في فراشها وهو يجاهد نفسه ويلزمها بالقيام لطاعة الله حتى يسعد في الدار الاخرة - 00:17:00ضَ

وهكذا تأمره نفسه بالتكاسل عن الطاعات او تسول له الوقوع في شيء من المحرمات وتسوف له بانه سيتوب بعد ما يبلغ كذا بعد ما تكبر سنه بعد ما كذا يتوب والله يتوب عليه - 00:17:26ضَ

وقد يباغته الاجل وهو على معصية الله فلا يمهل للتوبة اذا استهتر باوامر الله جل وعلا واستخف بها. واستمرأ المعصية واقبل عليها فالله جل وعلا يذكر حال الفريقين لينظر العاقل ما دام في دار المهلة ودار العمل - 00:17:50ضَ

التوبة ويمكنه الندم والرجوع الى الله جل وعلا يمكنه ان يستقيم على طاعة الله بعد ان يسأل الله جل وعلا التوفيق والثبات والهداية. لان المرء لا يهدي نفسه وانما الله - 00:18:18ضَ

جل وعلا هو الذي يهدي من يشاء ويظل من يشاء فالمرء يسأل ربه جل وعلا الهداية والاستقامة على الحق ويسأله بحضور قلب واخلاص في كل صلاة اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين - 00:18:38ضَ

انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:19:01ضَ