تفسير ابن كثير | جزء عم

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 2- سورة البروج| من الأية 4 إلى 9

عبدالرحمن العجلان

والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد. سم بالله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قتل اصحاب الاخدود ذات الوقود اذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود - 00:00:01ضَ

وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السماوات والارض والله على كل شيء شهيد. حسبوك هذه الايات الكريمة من سورة البروج جاءت بعد فاتحة السورة - 00:00:36ضَ

وهي قوله جل وعلا والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود قتل اصحاب الاخدود الايات تقدم الكلام على اول السورة وان الواو في قوله تعالى والسماء ذات البروج واو قسم - 00:01:06ضَ

وهي حرف جر والسماء والسماء مقسما به مجرور الواو والله جل وعلا يقسم بما شاء من خلقه للفت نظر العباد الى هذه المخلوقات العظيمة وان خالقها جل وعلا اعظم واجل - 00:01:39ضَ

وما عطف عليه وهو مقسم به ولم يأتي جواب القسم بعد والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود. هذه كلها مقسم بها قتل اصحاب الاخدود اين جواب القسم قتل اصحاب الاخدود - 00:02:10ضَ

قيل جواب القسم قوله تعالى قتل اصحاب الاخدود رد بعض المفسرين بقوله قتل بمعنى لعن وهو دعاء والدعاء لا يصلح ان يكون جواب قسم جواب القسم الجملة جملة خبرية انا - 00:02:39ضَ

يجوز مثلا ان يأتي المرء بقسم ثم يأتي بدعاء بعده والله اغفر لي وارحمني مثلا ما يصح والقسم واظح وجلي وقتل بمعنى لعن وطرد من رحمة الله القتل هنا المقصود به الطرد - 00:03:08ضَ

والابعاد من رحمة الله وهذا دعاء عليهم والدعاء ما يصلح ان يكون جواب قسم قالوا ليس هذا دعاء وانما هو جاء خبر خبر والجواب القسم يكون خبر وهذا خبر الا انه حذف - 00:03:36ضَ

بعض شيء منه والتقدير لقد قتل اصحاب الاخدود لقد والله لقد قتل طرد اصحاب الاخدود من رحمة الله فاذا كانت خبرية فنعم فيصح ان يكون جواب قسم وقيل جواب القسم - 00:04:00ضَ

قوله بعده ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات والسماء ذات البروج الايات والجواب ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات وقيل الجواب بعده وهو قوله ان بطش ربك لشديد هذه ثلاثة اقوال والقول الرابع - 00:04:29ضَ

ان جواب القسم محذوف دل عليه هذه الجملة الدعائية والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود هذه مقسم به ان كفار قريش في النار او مطرودون من رحمة الله او سيعذبون كما عذب - 00:04:59ضَ

اصحاب الاخدود وجواب القسم فيه اقوال انه قتل اصحاب الاخدود على تقدير انها خبرية وليست طلبية دعائية لقد قتل اقسم الله جل وعلا بان اصحاب الاخدود مطرودون من رحمة الله - 00:05:32ضَ

وفي هذا حث لكفار قريش بالايمان بالله جل وعلا وبمحمد صلى الله عليه وسلم لان لا ينالهم ما نال اولئك وفيه تسلية لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لان عليكم الصبر - 00:05:59ضَ

وتحمل ما ينالكم من كفار قريش ففي قصة اصحاب الاخدود تسلية للمؤمنين وعلى المؤمن ان يتحمل ما يصيبه في ذات الله ولا يذكر ولا ييأس ولا يظن ان ما اصابه لان الله غير راض عنه. لا - 00:06:24ضَ

قد يبتلى العبد بالمصائب والله جل وعلا راض عنه ان عظم الجزاء مع عظم البلاء. وان الله اذا احب قوما ابتلاهم والابتلاء يكون بالنعم ويكون بالمصائب والعذاب فيبتلي الله جل وعلا من شاء من عباده - 00:06:50ضَ

بمعنى يختبرهم فمن العباد من ينجح في هذا الابتلاء سواء كان الابتلاء بالنعمة او بالمصيبة ومن العباد من يخفق في هذا الابتلاء سواء كان بالنعمة او بالمصيبة الابتلاء بالنعمة ينعم الله جل وعلا على عبده بالمال والجاه - 00:07:16ضَ

والعطاء الجزيل ليمتحنه فان استعان بما اعطاه على محبة الله جل وعلا وعلى مرضاته نال السعادة والفوز في الدنيا والاخرة وان استعان بما اعطاه الله جل وعلا في الدنيا على ما يسخط الله جل وعلا - 00:07:42ضَ

فقد اخفق وخسر الدنيا والاخرة كما انه يبتلي العبد بالمصائب في الدنيا المؤمن يصبر ويحتسب ويرضى بما قسم الله له ويتحمل هذا ويتقبله بصدر رحب محتسبا ثوابه عند ربه وينال بهذا الدرجات العلا - 00:08:05ضَ

ومن الناس من يقابل هذه المصائب والبلايا التسخط وعدم الرضا والاعتراظ على الله جل وعلا يقول كيف يبتليني الله جل وعلا بهذا وانا احسن من فلان واحسن من فلان وفلان منعم عليه. وانا مبتلى بالمرظ مبتلى بالفقر مبتلى بكذا مبتلى بالحبس مبتلى - 00:08:29ضَ

اي نوع من انواع الاذى فيخفق ويخسر والعياذ بالله وتحصل عليه البلية ويحرم الاجر الابتلاء يكون بالنعم ويكون بالمصائب وينجح العبد في الابتلاء بالنعم وينجح العبد المؤمن بالابتلاء بالمصائب ويخفق - 00:08:55ضَ

العبد بالابتلاء بالنعم كما يخفق بالابتلاء في المصائب والله جل وعلا يذكر عباده بما حصل على من قبلهم يبتلي الله جل وعلا العباد ويبتلي المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم وهم - 00:09:21ضَ

افضل خلق الله المرسلون هم افضل بني ادم وافضل الخلق ومع ذلك يبتلون بما يبتليهم الله جل وعلا به وقد ابتلي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بانواع البلايا والمصائب فصبر عليه الصلاة والسلام فكان هو - 00:09:42ضَ

امام الصابرين صلوات الله وسلامه عليه قتل اصحاب الاخدود قتل بمعنى لعن وطرد من رحمة الله جل وعلا اصحاب الاخدود اصحاب الاخدود الاخدود الاخدود خدود جمع خد وهو الحفر الواسع في الارض - 00:10:08ضَ

يحفر في الارض كمجرى النهر او كالخندق ونحو ذلك ونسبهم الله جل وعلا الى هذا لانهم فعلوه فعلوا الحفر في الارض والخدود هذه حصلت في اقطار متعددة حصلت في الشام - 00:10:38ضَ

وحصلت في اليمن وحصلت في نجران يسلط الله جل وعلا من شاء من عباده على من شاء ليمتحن الجميع بذلك اصحاب الاخدود هؤلاء خدوا حفروا في الارض حفرا اه طرقا واسعة - 00:11:00ضَ

وخنادق واججوها نار وقد جاءت قصة اصحاب الاخدود في صحيح مسلم وفي مسند الامام احمد وعند اهل السنن وقد اخرج عبد الرزاق وابن ابي شيبة واحمد في المسند وعبد ابن حميد ومسلم - 00:11:26ضَ

الامام مسلم رحمهم الله جميعا والترمذي والنسائي والطبراني رحمة الله عليهم عن صهيب صعيب الرومي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - 00:11:50ضَ

كان ملك من الملوك فيمن كان قبلكم وكان لذلك الملك كاهن الملك اتخذ كاهن يتكهن له يدعي انه يعلم الغيب وادعى علم الغيب كفر ومن اتى كاهنا فصدقه بما تقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم - 00:12:12ضَ

لان الكاهن يدعي علم الغيب ومن ادعى علم الغيب فقد كفر فكان له كاهن يخبره بزعمه وهو على سبيل التخرص قد يصدق في واحدة ويكذب معها مئة كذبة كان له كاهن يتكهنونه - 00:12:39ضَ

فقال له ذلك الكاهن انظروا لي غلاما فهما او قال فطن القنه واعلمه علمي فاني اخاف ان اموت فينقطع منكم هذا العلم اش يعني انقطع علم الكهانة من هذا من منهم بموته - 00:12:58ضَ

لانه ما يوجد من يعرفه عندهم الا هذا الكاهن اللعين الذي يدعي علم الغيب فينقطع منكم هذا العلم ولا يكون فيكم من يعلمه قال فنظروا له على ما وصف. يعني تلمسوا غلام ذكي - 00:13:22ضَ

يحسن التعلم فامروه ان يحضر ذلك الكاهن وان يختلف اليه يعني يتردد عليه يأخذ العلم علم الكهانة من هذا الكاهن وان يختلف عليه فجعل الغلام يختلف اليه. وكان على طريق الغلام راهب - 00:13:45ضَ

الرهبان عباد النصارى كان منهم اناس على الحق قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم كانوا متمسكين بنصرانيتهم ويعبدون الله وهم على الحق بعضهم وببعثة محمد صلى الله عليه وسلم نسخت الاديان كلها سوى الدين الاسلامي - 00:14:10ضَ

قال الله جل وعلا ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين وكان بعض الرهبان يعبدون الله عبادة صحيحة قبل معرفة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:14:39ضَ

كما انه نصح بحيرا راهب لابي طالب ان يرجع النبي صلى الله عليه وسلم لما اصطحبه ابو طالب الى الشام وكان يطلع على الركب المقبل فرأى غمامة تظل النبي صلى الله عليه وسلم - 00:14:58ضَ

وكان ما ينزل من صومعته هذا الراهب لكن لما رأى هذه المعجزة للنبي نزل مستقبل هؤلاء الرهط واكرمهم وضيفهم وما من عادته يستقبل احد لانه منصرف للعبادة توسم في النبي صلى الله عليه وسلم - 00:15:19ضَ

وقال من ابو هذا؟ قالوا ابوه ميت قال من معه؟ قالوا مع عمه جاء الى عمه ابي طالب وقال انصح ان ترد هذا الرجل في اني اخشى عليه من النصارى واليهود في الشام - 00:15:41ضَ

لان فيه علامات شيء من علامات النبوة واخشى ان يتعدوا عليه يقتلوه وانصح به ان تعيده الى الى ان يحين وقت خروجه وانه سيكون له شأن وقبل ابو طالب نصيحة هذا الراهب ورجع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يذهب الى الشام. ولله في ذلك حكمة - 00:16:00ضَ

ما ذهب الى الشام لاجل الا يرى بيت المقدس فلو وصفه لكفار قريش في الاسراء والمعراج قالوا ايه كان سبق راح الى بيت المقدس واطلع عليه وهو يكذب علينا ويصف ما اطلع عليه في حال صغره - 00:16:26ضَ

فلحكمة يريدها الله جل وعلا رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الطريق ما وصل الى بيت المقدس واسري بالنبي صلى الله عليه وسلم الى بيت المقدس وعرج به الى السماوات العلى وهو في مكة قبل هجرته الى المدينة - 00:16:48ضَ

اخبر قريش فكذبوه وقالوا ان كنت صادق فصف لنا بيت المقدس يعرفون انه ما ذهب اليه فوصفه صلى الله عليه وسلم وصفا حقيقي ما يستطيع ان يصفه من اقام فيه - 00:17:06ضَ

ومع ذلك ما صدقوه لان عندهم من العناد والغطرسة والكبر الشيء الكثير فكان بعض الرهبان على الحق ويعبدون الله فامره ان يحضر ذلك الكاهن وان يختلف اليه. فجعل الغلام يختلف اليه وكان على طريق الغلام وهو ذاهب الى الكاهن - 00:17:25ضَ

راهب في صومعته وكان هذا الغلام كما وصف ذكي ويحب ان يطلع ويحيط باشياء ما كان يعرفها بنوا جنسه فدخل على الراهب فسأل عن حاله فخشي ان يدل عليه وهو مختف عن الناس - 00:17:50ضَ

لما استوثق منه ورأى انه سيستفيد مما سيعلمه طلب منه الا يدل عليه علم وبين له العبادة وانه ينبغي الا يعبد الا الله وحده لا شريك له وهو المستحق للعبادة - 00:18:13ضَ

والله جل وعلا خلق الخلق لعبادته وعبادة غير الله باطلة والكهان والسحرة والفجرة كلهم على ظلال واطمأن هذا الغلام الى هذا الراهب ورأى بذكائه وادراكه ومع توفيق الله جل وعلا له - 00:18:37ضَ

ان يستفيد من الراهب اكثر مما يستفيد من الكاهن فجعل الغلام يسأل ذلك الراهب كلما مر به. فلم يزل به حتى اخبره. يعني لما اطمئن اليه الراهب اخبره طريقته وقال انما اعبد الله - 00:18:59ضَ

وجعل الغلام يمكث عند هذا الراهب ويبطئ عن عن الكاهن يعجبها الجلوس مع الراهب فيجلس معه ويذهب الى الكاهن قليلا ويعود وكان يمر بالراهب اذا راح للكاهن مر به وجلس عنده. واذا خرج من الكاهن يريد اهله مر الراهب وجلس عنده - 00:19:19ضَ

واستفاد من هذا الراهب وارسل الكاهن الى اهل الغلام انه لا يكاد يحضرني يقول انتم اتفقتم مع الملك على انه ابنكم يجي عندي يتعلم. وابنكم ما يجي ما يجي الا اوقات قليلة - 00:19:45ضَ

ما تكفي للتعلم نؤكد عليه انه يحظر عندي باستمرار فاخبر الغلام الراهب بذلك. قال ان الكاهن اشتكاني على اهلي. كيف اتخلص فقال له الراهب اذا قال لك اين كنت فقل عند اهلي - 00:20:04ضَ

حتى ما يشتكيك على اهلك قل ان اهلي اخروني لامر ما واذا قال لك اهلك اين كنت فاخبرهم اني كنت عند الراهب عند الكاهن يقول اذا سألك اهلك لما تأخرت - 00:20:27ضَ

قل انا عند الكاهن اللي ارسلتوني اليه واذا سألك الكاهن لم تأخرت علي؟ قل اهلي اخروني حتى كل واحد ما يشتكيك على الاخر وبينما الغلام على ذلك اذ مر بجماعة من الناس كثير قد حبستهم دابة يقال انها كانت اسد - 00:20:45ضَ

فاخذ الغلام حجرا فقال اللهم ان كان ما يقول ذلك الراهب حقا فاسألك ان تقتله اهذا ان تقتل هذه الدابة. وان كان ما يقول الكاهن حقا فاسألك الا تقتلها يعني هو اعجب بالراهب ولم يكلف بالذهاب اليه - 00:21:07ضَ

ومتخوف من الكاهن ما يدري ماذا تكون النتيجة فتوجه الى الله جل وعلا بفطرته وبما علمه هذا الراهب فاراد ان يجري الله جل وعلا على يده معجزة وعلامة واية على صدق احدهما - 00:21:36ضَ

انه متردد كل واحد يدعي انه هو الذي على الصواب واخذ حجرا وقال اللهم ان كان الراهب احب اليك فاقتل بهذا الحجر هذه الدابة وان كان الكاهن احب اليك فلا تقتلها. لاجل يتميز - 00:21:57ضَ

الحجر فقتل الله جل وعلا به الدابة فسر بذلك الغلام واعجب به من حوله لان هذه الدابة دابة عظيمة ما يستطيع مثل هذا الغلام ان يقتلها الا بمعونة الله جل وعلا - 00:22:21ضَ

ثم رمى فقتل الدابة فقال الناس من قتلها؟ قالوا الغلام ففزع الناس وقالوا قد علم هذا الغلام علما لم يعلمه احد يعني قالوا هذا عجيب من هذا الغلام يرمي بهذا الحجر مثلا وبهذا الشيء فيقتل هذا الاسد الذي عجز الناس - 00:22:41ضَ

عن آآ صده ومنعه وهذا الغلام يقتله بهذا الاداة السهلة الناس بهذا الغلام وقالوا هذا عنده علم ليس عند احد من الناس فسمع اعمى فجاءه فقال له ان انت رددت علي بصري فلك كذا وكذا. وكان هذا الاعمى جليس للملك - 00:23:05ضَ

الملك الجبار وقال الغلام لا اريد منك هذا. يعني ما اريد منك ان تعطيني شيء ما اريد ان تعطيني شيء من الدنيا ولكن ارأيت ان رجع عليك بصرك ان تؤمن بالذي رده عليك - 00:23:35ضَ

قال نعم اذا رد علي بصري اؤمن بالذي رده علي. قال الذي يرده عليك هو الله ما هو انا فدعا الله فرد عليه بصره فامن الاعمى امن بالله موجب الشرط وفا بالشرط الذي اتفق عليه هو والغلام - 00:23:58ضَ

فبلغ الملك امرهم فبعث اليهم فاوتي بهم وهو الحديث هذا جاء بطرق متعددة وروايات مختلفة في اللفظ الا انها متقاربة في المعنى وجاء في بعض الطرق ان الملك سأل جليسه هذا الاعمى. قال كيف - 00:24:21ضَ

كنت اعمى من رد عليك بصرك قال ربي قال انا قال لا ربي وربك الله لانه كان يتصور الملك انه ورب رعيته جميع قال انا رددت عليك؟ قال لا. ربي وربك الله - 00:24:45ضَ

واخذه وعذبه لما قال ربي وربك الله وطلب منه ان يدل على من فعل هذا فدل على الغلام اوتي بالغنم فعذب وطلب منه ان يدل على من فعل من دله على هذا فدل على الراهب - 00:25:04ضَ

اضطرارا وعذب الاعمى والراهب عذابا شديدا لاجل ان يرجعوا فابوا فبعث اليهم فاوتي بهم فقال لاقتلن كل واحد منكم قتلة لا اقتل بها صاحبه فامر بالراحب والرجل الاعمى الذي كان اعمى - 00:25:24ضَ

ووضع المنشار على مفرق رأسه وقتله وقتل الاخر بقتلة اخرى. يعني المنشار وضع على المفرق الرأس فرقه قسمين وهو يقول له في عند وضع هذا الشيء تؤمن بي ولا افعل؟ قال افعل ما شئت - 00:25:47ضَ

الايمان اذا خالط بشاشة القلوب سهل كل امتحان وكل مصائب وكل قتل وكل اذى كما قال سحرة فرعون لما امنوا بموسى وهارون عليهم الصلاة والسلام قالوا اقض ما انت قاض - 00:26:09ضَ

افعل ما شئت ما يهمنا وكانوا قبل سويعات يقولون بعزة فرعون انا لنحن الغالبون يقسمون بعزة فرعون لكن ظهر لهم من الايات الباهرة التي ساقتهم الى الايمان بالله جل وعلا فاستسهلوا كل مصيبة - 00:26:28ضَ

في ذات الله وهكذا المؤمن وهكذا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمنون الشهادة ويسألون الله جل وعلا الشهادة يسألونه القتل ووضع المنشار على مفرق احدهما فقتله وقتل الاخر بقتلة اخرى - 00:26:49ضَ

ثم امر بالغلام فقال انطلقوا به الى جبل كذا وكذا. فالقوه من رأسه وانطلقوا به الى ذلك الجبل. فلما انتهوا الى ذلك المكان الذي ارادوا ان يلقوه منه جعلوا يتهافتون من ذلك الجبل ويتردون حتى لم يبق منهم الا الغلام - 00:27:08ضَ

لان الغلام دعا الله جل وعلا في بعض الروايات اللهم اكفني اياهم بما شئت ما طلب شيئا معين الا ان يكفيه الله شرهم. تساقطوا هم وسلم هو بامر الله جل وعلا - 00:27:34ضَ

الذي ذهبوا اليه به ليرموه ويرجعوا هم رموا انفسهم ورجع هو سليم ثم رجع الغلام وامر به الملك ان ينطلقوا به الى البحر فيلقوه فيه فانطلقوا به الى البحر وغرق الله الذين كانوا معه وانجاه - 00:27:51ضَ

غرقوا انكفأت بهم السفينة فغرقوا كلهم الا الغلام. بقي سليم وقال الغلام للملك ان كنت اذا رميتني بسم الله رب الغلام قوة الايمان يدل على الطريقة التي يرى انها ينشر بها عقيدته وتوحيده - 00:28:15ضَ

ولو بسفك دمه وصلبه لانه اراد ان ينشر الملك كلمة التوحيد. بسم الله رب الغلام ويسمع الناس ذلك فيقولون امنا بسم امنا بالله وامنا برب الغلام وقال الغلام للملك انك لن تقتلني حتى تصلبني وترميني وتقول - 00:28:42ضَ

اذا رميتني بسم الله رب الغلام فامر به فصلب لانه يريد ان يستريح منه يظن انه يستريح وهو الان يشقى فامر به فصلب ثم رماه وقال بسم الله رب الغلام - 00:29:11ضَ

فوقع السهم في صدقة. صدق الغلام هذا الصدق جانب بين الوجه والرأس ووضع الغلام يده على موضع السهم ثم مات وضع يده هكذا على مضربة ضرب السهم ومات من هذه الظربة - 00:29:28ضَ

فقال الناس لقد علم هذا الغلام علما ما علمه احد فانا نؤمن برب الغلام نؤمن بربي هذا الغلام وامن الناس الحاضرون كلهم وقيل للملك اجزعت ان خالفك ثلاثة فهذا العالم كلهم قد خالفوك - 00:29:53ضَ

انت جزعت لما خالفك الراهب والاعمى والغلام ثلاثة جزعت من هذا الان وقعت في ان العالم خالفك كله بفعلتك هذه الشنيعة قال فخد اخدودا ثم القى فيه الحطب والنار ثم جمع الناس. فقال من رجع عن دينه - 00:30:29ضَ

تركناه ومن لم يرجع القيناه في هذه النار فجر على يلقيهم في تلك الاخدود فقال يقول الله تعالى قتل اصحاب الاخدود النار ذات الوقود اذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود - 00:30:57ضَ

حتى بلغ قوله تعالى العزيز الحميد وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد فاما الغلام فانه دفن ثم اخرج يقال انه نبش من قبره او خرج او اخرج من قبره النبش فوجد - 00:31:30ضَ

كهيئته يوم مات ووضع في قبره ما تغير ويذكر انه خرج في زمن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه واصبعه على صدقه كما وظعها حين قتل ولهذه القصة الفاظ فيها بعض اختلاف - 00:31:55ضَ

وقد رواها مسلم في اواخر الصحيح من عن هذبة ابن خالد عن حماد ابن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن ابن ابي ليلى عن صهيب رضي الله عنه واخرجها احمد من طريق عفان عن حماد به واخرجها النسائي عن احمد بن سليمان عن حماد بن سلمة واخرجها الترمذي عن محمود بن - 00:32:17ضَ

وعبد ابن حميد عن عبد الرزاق عن معمل عن ثابت به وعن علي ابن ابي طالب في قوله تعالى اصحاب الاخدود قال هم الحبشة وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال هم ناس من بني اسرائيل - 00:32:42ضَ

خدوا اخدودا في الارض اوقدوا فيه نارا. ثم اقاموا على ذلك الاخدود رجالا ونساء فعرظوا عليها اخرجه ابن جرير وقال مقاتل كانت الاخاديد ثلاثة واحدة بنجران وباليمن والاخرى بالشام واخرى بفارس - 00:33:00ضَ

يعني باليمن بنجران بفارس وبالشام حرق اصحابها بالنار. فاما التي بالشام فهم ابطال الرومي. واما التي بفارس فمختن ويزعمون انهم اصحاب دانيال واما التي باليمن فذو نواس اما التي في الشام وفارس فلم ينزل الله فيهم قرآنا - 00:33:25ضَ

وانزل في التي بنجران وذلك لان هذه القصة كانت مشهورة عند اهل مكة. لانها قريبة منهم وفي جزيرة العرب وسمعوا عنها فذكرها الله تعالى لاصحاب رسوله يحملهم بذلك على الصبر. وتحمل المكاره في الدين - 00:33:57ضَ

فيها تقوية لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحث لهم على الصبر وتحمل ما يصيبهم في ذات الله جل وعلى النار ذات الوقود النار بدأ الاشتمال من الاخدود قتل اصحاب الاخدود الناري - 00:34:20ضَ

ذات الوقود يعني الموقدة بالحطب الجزر اذ هم عليها قعود يعني جالسون حولها اصحابها جالسون حولها ويفتنون الناس من رجع عن دينه تركوه من اصر على التمسك بدينه وهو توحيد الله القوه في النار - 00:34:42ضَ

فيقول الله جل وعلا لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اصبروا على ما يصيبكم. اولئك صبروا على النار يقذفون في النار وكانت هذه السورة كما سبق من السور المكية - 00:35:03ضَ

اذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود يعني فيها منتهى الوحشية منتهى القساوة منتهى الغطرسة والجبروت بين من مثلا يقول لشخص ما خذ هذا عذبه وبين من يشهد عذابه يقول زد - 00:35:20ضَ

عزب اضرب القه في النار وهكذا فهم امروا بالتعذيب وشهدوا يتفرجون يعني منظر ما يتحمله المرء مهما يكن من قساوة القلب الا من اعمى الله بصيرته والعياذ بالله صار قلبه اشد قساوة من الحجر - 00:35:47ضَ

والا المرء يتأثر حتى لو عذب من يستحق العذاب وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود يعني يشهدون ما امروا بالعذاب وهم بعيدون وانما يتفرجون ويتلذذون بمنظر تعذيب المؤمنين وما نقموا منهم - 00:36:13ضَ

ما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد يعني ذنبهم الوحيد هو الايمان بالله وهذا ليس بذنب هذا كرامة والمؤمن بالله يستحق التكريم وعلى العبد مثلا ان يحب من يطيع معبوده ويعبد الله - 00:36:38ضَ

ما يليق به ان يعذبه. وانما التعذيب لائق بمن اعرض عن طاعة الله وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله. يعني هذي الشيء الذي نقموه عليهم هو مدحة لهم الايمان بالله جل وعلا مدحة يستحقون عليها الثناء ويستحقون عليها الاكرام وهم جعلوه هو ذنبهم الوحيد والعياذ - 00:37:02ضَ

بالله وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد اخبر جل وعلا من صفاته العزيز العزة يعني مع هذا التعذيب لاولياءه هو جل وعلا عزيز ولكن لحكمة لينال المعذب هذا الدرجات العالية - 00:37:32ضَ

ولينال المعذب العذاب الاليم الحكمة يريدها الله جل وعلا. والا فهو عزيز لا يغالب وجل وعلا قادر على ان يلقي الكفار واحدا واحدا في النار وينجي المؤمنين قادر على ذلك فهو عزيز - 00:37:59ضَ

لا يغالب ولا يضام سبحانه وتعالى كما فعل بابراهيم عليه السلام من اراد ان يتقرب الى النمروذ كان يأتي بالحطب حتى اججوا نارا فقط الطيور في الجو في النار من وهج النار وشدتها - 00:38:19ضَ

ثم القوا ابراهيم فيها ظنا منهم انه في اول لحظة تأكله النار وينتهي وما استطاعوا ان يقربوا من النار الا بعد فترة بعد زمن طويل اطلوا فاذا ابراهيم في نعمة وفي جنة - 00:38:38ضَ

وسلم من النار والله جل وعلا اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. كما قال الله جل وعلا فقلنا يا نار كوني بردا وسلم على ابراهيم فهو لا يعجزه شيء لكنه جل وعلا قد يسلط بعض خلقه على بعض عباده - 00:38:56ضَ

لحكمة يريدها الله جل وعلا ويكون فيها خير للمعذب المعذب له خير مع الصبر والايمان والاحتساب ينال الدرجات العلى من الجنة الا ان يؤمنوا بالله العزيز اثبت وصفه جل وعلا واسمه العزيز - 00:39:19ضَ

بجانب تعذيب اولياءه لانه جل وعلا قادر على انقاذهم لكنه لم يرد ذلك سبحانه لحكمة العزيز الحميد المحمود جل وعلا فهو محمود على جميع افعاله سبحانه وتعالى. يحمد على كل حال - 00:39:40ضَ

ثم وصف نفسه جل وعلا بقوله الذي له ملك السماوات والارض له ملك السماوات والارض. هؤلاء الفجرة الكفرة ملك له. والارض والاخيار والاشرار والسماوات ومن كلها ملك لله جل وعلا يتصرف فيها تصرف المالك في ملكه - 00:40:03ضَ

وملك غيره لشيء ما ملك مجازي ما هو بملك حقيقي مولف مو حقيقي المالك الحقيقي هو الله جل وعلا ويضرب لهذا بعض العلماء مثل يقول ملكك لمالك مثلا انت مو حقيقي - 00:40:28ضَ

لانه ليس لك التصرف فيه. التصرف في وجوه التصرفات لا. تصرف فيه في حدود المعقول اذا اراد المرء ان يتصرف في ماله تصرف غير لائق يترك يحجر عليها اهله ويرفعون امره الى الحاكم والحاكم يحجر عليه - 00:40:49ضَ

يقول ما لي القي في البحر يقول لا. هذا افساد يحجر عليه الحاكم عن ماله لا يتصرف فيه تصرف سيء وملك اي مخلوق لملكه ملك ليس بملك حقيقي. ما هو بمالك لان الله جل وعلا له - 00:41:08ضَ

التصرف الكامل لكن المخلوق في ماله مانع التصرف الكامل ما لها التصرف الكامل في ولده؟ يستطيع ان يذبح ولده؟ لا يستطيع ان يغرق ماله في البحر؟ لا يملك ان يقذف مماليكه واملاكه في البحر؟ لا - 00:41:27ضَ

ويطاع يحجر عليه يمنع لو قتل مملوكا من مماليكه يؤخذ به هو ميكو لكنه ملك مهو بحقيقي ملك مجازي المالك الحقيقي هو الله جل وعلا الذي له ملك السماوات والارض - 00:41:49ضَ

والله على كل شيء شهيد. انظر الى حسن الختام لهذه الاية الكريمة اولا اثبات القوة لله جل وعلا واثبات الملك ثم الاطلاع انه لا تخفى عليه خافية مطلع على هذه التصرفات ويرى جل وعلا بمشيئته ان يستمر فيها لحكمة يريدها الله - 00:42:09ضَ

وكما قال الله جل وعلا لموسى وهارون عليهم الصلاة والسلام لما خاف من فرعون قال انني معكما اسمع لا تخافوا انا معكم الله جل وعلا يقول اسمع ما يقال لكم وارى - 00:42:37ضَ

ما تواجهون به وهنا يقول جل وعلا الذين هم ملك السماوات والارض والله على كل شيء شهيد مطلع هذه التصرفات ما غابت عنه جل وعلا وانما اقرها بمشيئته الكونية جل وعلا وان كان لا يرضاها - 00:42:59ضَ

فما يحدث في الكون شيء يخفى على الله ابدا وما يحدث في الكون شيء يخرج عن مشيئة الله جل وعلا الكونية وانما قد يخالف محبته جل وعلا لكن ما يخرج عن مشيئته - 00:43:25ضَ

وكفر الكافر ما يحبه الله جل وعلا. لكن الله جل وعلا اراده كونا وقدرا ايمان المؤمن اراده الله جل وعلا كونا وقدرا واحبه دينا وشرعا وكما سيأتينا ان شاء الله في العقيدة الوسطية. الكلام على المشيئة والارادة - 00:43:44ضَ

وان الارادة ارادتان كونية قدرية وارادة دينية شرعية واحدهما تلازم المشيئة والاخرى تلازم مع المحبة ختم الله جل وعلا هذه الاية الكريمة بهذا الختام الحسن في قوله والله على كل شيء شهيد. ما غاب عنه - 00:44:07ضَ

اطلع لكن لحكمة اقره جل وعلا وان كان لا يحبه اقره سبحانه وتعالى والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:44:34ضَ