التفريغ
الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد بالله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم الدنيا بزينة للكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يتسمعون الى الملأ الاعلى ويقذفون من كل جانب - 00:00:00ضَ
الا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب في هذه الايات الكريمة من سورة الصافات يقول الله جل وعلا انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يستمعون الى الملأ الاعلى - 00:00:41ضَ
يقذفون من كل جانب تقدم قبلها القسم في انواع واصناف من الملائكة عليهم الصلاة والسلام لان الله المعبود المستحق للعبادة واحد لا شريك له كما انه واحد في افعاله قهوة واحد في الوهيته - 00:01:21ضَ
وكما انه واحد في توحيد الربوبية قهوة واحد في توحيد الالوهية ثم بين جل وعلا انه زين السماء الدنيا بعد ما بين انه خلق السماوات والارض وانه ربهما وما بينهما ورب المشارق - 00:01:56ضَ
بين جل وعلا شيئا من كمال قدرته وقال انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد انا زينا السماء الدنيا فيها ثلاث قراءات بزينة انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب - 00:02:20ضَ
انا زينا السماء الدنيا بزينة للكواكب انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب التنوين مع النصب والجر وبدون تنوين مع الاضافة والمراد بالسماء الدنيا هي السماء الاولى وسميت دنيا لانها تلي الارظ - 00:02:57ضَ
فهي الاولى وهي المرئية بالنسبة لاهل الارض زينها الله جل وعلا بزينة الكواكب الله جل وعلا بين في هذه الاية الغرض من الكواكب بين امرين والثالث وارد في السنة وورد في اية اخرى من القرآن - 00:03:43ضَ
الكواكب انها زينة للسماء ورجوما للشياطين والثالثة علامات يهتدى بها في ظلمات البر والبحر فمن قال فيها غير ذلك فقد اخطأ وهلك وظل عن الصراط المستقيم لان من الناس من اعتقد - 00:04:17ضَ
ان للنجوم تدبير في الكون وانها لها في تغيير الاحوال وما الى ذلك والمدبر للكون كله هو الله جل وعلا وحده لا شريك له النجوم خلقها الله جل وعلا لثلاث - 00:04:50ضَ
زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها في ظلمات البر والبحر انا زينا السماء الدنيا بزينة بزينة الكواكب القراءة قراءة الجمهور اكثر القراء بالاضافة بزينة الكواكب يعني ان الله جل وعلا - 00:05:21ضَ
زين السماء الدنيا الكواكب هذه فجعلها زينة لها لانها لولا وجود الكواكب فاذا غربت الشمس كان الظلمة شديدة وترى السما وكأنها سوداء والله جل وعلا جمل السماء الاولى بهذه الكواكب - 00:05:58ضَ
والكواكب منها ما هو في السماء الدنيا ومنها ما هو في السماوات الاخرى العليا وترى لان اجرام السماوات شفافة رأى الجمهور باظافة زينة الى الكواكب والمعنى زيناها بتزيين الكواكب اي بحسنها - 00:06:32ضَ
وقرأ بتنوين زينة وخفض الكواكب على انها بدل من الزينة بزينة الكواكب. ما هي الزينة لان قائلا يقول ما هي الزينة؟ يقال الزينة الكواكب يعني صار الزينة للسماء والتقدير انا زينا السماء بالكواكب - 00:07:02ضَ
فان الكواكب في نفسها زينة عظيمة انها في الليلة المظلمة في اعين الناظرين لها كالجواهر المتلألئة على سطح ازرق وقرأ عاصم وهي القراءة التي نقرأ بها وقرأ عاصم في رواية ابي بكر عنه بتنوين زينة ونصب الكواكب - 00:07:26ضَ
زينة الكواكب على ان الزينة مصدر وفاعلها محذوف والتقدير بان الله زين الكواكب بكونها مضيئة يعني التزيين للكواكب زينها الله جل وعلا في كونها مضيئة حسنة في نفسها وحفظا من كل شيطان مارد - 00:07:55ضَ
يعني الغرض الثاني من الكواكب بعد الزينة حفظا من كل شيطان مارد حفظناها حفظا من كل شيطان مارد متمرد عنيد انه كما ورد في الحديث ان الشياطين يركب بعضها بعضا - 00:08:27ضَ
وشبك الراوي بين اصابعه هكذا يركب بعضها بعضا حتى يصل يصل الى السماء فيجتمع ما تتحدث به الملائكة من غير الوحي واما الوحي والله جل وعلا جعلهم لا يصلون اليه ولا يستمعونه - 00:08:57ضَ
انهم عن السمع لا معزولون يعني لا يستطيعون ان يسمعوا الوحي قبل ان ينزل وانما يجتمعون الى الملائكة ما يدور بينهم فيما سيكون في الارض فيسمعون الكلمة من السماء ثم يلقيها الاول على من تحته وهكذا حتى تصل الى الاخير ثم يلقيها - 00:09:26ضَ
في الساحر او الكاهن ثم يكذب معها مئة كذبة فيروج مئة الكذبة هذه بهذه الكلمة التي سمعت من السماء ثم يقال اليس قد قال لنا يوم كذا وكذا انه سيحصل كذا وكذا اذا فالساحر والكاهن يعلم - 00:09:57ضَ
الغيب ويدري عما يدور وهو علم وسمع كلمة واحدة من السماء وكذب بها مئة كذبة ليروج الكذبات التي يقولها ثم انه قد يسلم قد يسمعها ويلقيها الى من تحته ثم من تحته يلقيها الى من تحته وهكذا حتى تصل الى الساحر او الكاهن واحيانا - 00:10:19ضَ
يرسل الله عليه الشهاب ويقتله قبل ان يلقي الكلمة وحفظا من كل شيطان مارد وهذه الشهب تنفصل من بعض النجوم وليست النجوم هي التي يرمى بها وانما جزء من بعضها - 00:10:46ضَ
بعضها ثابت جعلها الله جل وعلا تسير بحكمة ويعرف بها الفصول السنة وبعضها ينفصل منه وصلة وتكون شهابا يرمى به الشيطان وحفظا من كل شيطان مارد. متمرد عاصي لا يستمعون الى الملأ الاعلى. ويقذفون من كل جانب. لا يتسمعون - 00:11:21ضَ
لا يسمعون الى الملأ الاعلى قراءة اخرى سبعية قرأتان سبعيتان لا يتسمعون الى الملأ الاعلى ولا يسمعون ولكل واحدة معنى والمراد بالملأ الاعلى ملأ الملائكة في السماء الدنيا لانهم اعلى - 00:12:10ضَ
بالنسبة لمن في الارض وفيه من هو اعلى منهم في السماوات الاخرى لا يجتمعون لا يسمعون لا يستمعون يعني نفي عن تسمعهم ونفي لسماعهم من باب اولى لا يسمعون نفي - 00:12:39ضَ
للسماع وليس نفيا للتسمع يعني يتسمعون لكن لا يسمعون وصدر هذه الاية يفهم منه انهم لا يتسمعون ولا يسمعون شيئا ثم استثنى جل وعلا في الاية التي بعد التي بعدها - 00:13:15ضَ
لا يستمعون الى الملأ الاعلى ويقذفون القذف الرمي الشاي يرمون بالشهب فتهلكهم او تذهب عقولهم او تحرق شيئا من اجسامهم لا يتسمعون الى الملأ الاعلى ويقذفون الشهب من كل جانب من جوانب السمع - 00:13:44ضَ
يعني لا يستطيعون ان يذهبوا الى ناحية يسلموا فيها من الشهب فاحيانا يكون موطن محظور اذا قرب منه الانسان اتاه البلاء اتته المصيبة لكنه يذهب الى موطن اخر ويصل الى ما يريد - 00:14:20ضَ
وليس الامر كذلك بالنسبة لهؤلاء لا يجتمعون الى الملأ الاعلى ويقذفون من كل جانب من اي جانب من جوانب السماء وصلوا اليه اتتهم القذائف والشهب سحورا سحورا يعني ابعادا بعدا لهم - 00:14:45ضَ
ويقال مدحور يعني مبعد والدحر هو الطرد سحرته دحرا بمعنى طردته وقرأ ويقذفون من كل جانب دحورا قرأ بالبنا للفاعل ويقذفون وهي قراءة ضعيفة انهم مقذوفون وليسوا بقاذفين ولهم عذاب واصب - 00:15:16ضَ
لهم عذاب دائم واصب بمعنى دائم واصب بمعنى شديد واصب بمعنى مؤلم واصب بمعنى متعب لا نصب فيه ولا وصب يعني لا تعب ولهم عذاب واصب كلمة واصب يفهم منها عدم الانقطاع بانه مستمر - 00:15:57ضَ
ويفهم منها الالم بانه مؤلم ويفهم منها الشدة بانه شديد ثم استثنى جل وعلا فقال الا من خطف الخطفة حكمة يريدها الله جل وعلا والا فالله جل وعلا قادر على منعهم منعا كليا - 00:16:29ضَ
لكنهم احيانا يصلون الى بعض الشيء فقال جل وعلا الا من خطف الخطفة ويفهم من معنى كلمة الخطفة وخطف بمعنى هو اخذ بسرعة وباختلاس نهب يعني كانه انتهب الكلمة انتهابا ثم القاها بسرعة الى من تحته خشية ان يأتيه ما كان يتوقع - 00:16:57ضَ
ثم ان الكلمة قد تنتقل من واحد الى واحد حتى تصل الى الكاهن او الساحر ثم يأتي الشهاب وقد يأتي الشهاب قبل ان تصل الكلمة. فيتلفون او يقبلون تذهب عقولهم - 00:17:28ضَ
والكلمة لم تصل الى من يريدون وقال جل وعلا الا من خطف الخطفة استثناء من قوله جل وعلا دحورا ولهم عذاب واصب الا احيانا يخطف الكلمة فتصل الى من يريدون ايصالها اليه قبل ان يأتيهم الشهاب - 00:17:48ضَ
الا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب يتبعه شهاب متقد شهاب ثاقب يعني مظي والشهاب لا يخطئ كما قال ابن عباس رضي الله عنهما عن ابن عباس رضي الله عنهما قال - 00:18:15ضَ
اذا رمي الشهاب لم يخطئ يعني ليس معنى ذلك انهم يسلمون ان الشهاب يخطئ لا الشهاب احيانا يرسله الله جل وعلا قبل ان تبلغ الكلمة من بلغت فيحرمون منها واحيانا لا يأتي الشهاب الا بعد ان تصل الكلمة وليس ذلك عن خطأ في - 00:18:42ضَ
فالشهاب لم يخطئ من رمي به وتلا اي ابن عباس رضي الله عنهما قوله تعالى فاتبعه شهاب ساقب وقال لا يقتلون بالشهاب ولا يموتون. ولكنها تحرق وتخبل وتجرح في غير قتل - 00:19:09ضَ
لحكمة يريدها الله جل وعلا وقال بعض العلماء ليس المراد انهم يرجمون باجرام الكواكب هل يجوز ان تنفصل منها شعلة يرمى بها الشيطان والكواكب باقية بحالها وهذا كمثل القبس الذي يؤخذ من النار وهي على حالها. ويعود الشيطان مرة اخرى مع انه - 00:19:37ضَ
اعلم انه يصاب ولا يصل الى مقصوده. رجاء نيل المطلوب وطمعا في السلامة. قال كراكب البحر فانه يشاهد الغرق احيانا. ولكن يعود الى ركوبه رجاء السلامة ونيل المقصود يعني كثيرا ما تأتيهم الشهب وتحرقهم. ومع ذلك يعودون - 00:20:12ضَ
وتأتيهم الشهب فتحرقهم فيعودون رجاء ان يسلموا وهم كثيرا ما يصاب بالشهب وفي هذه الايات بين الله جل وعلا الحكمة من خلق وايجاد هذه الشهب كما ان تراكم الشياطين بعظها فوق بعظ - 00:20:41ضَ
ووصولها الى السماء لحكمة يريدها الله جل وعلا ليفتتن بها من افتتن من العباد والله جل وعلا يبتلي العباد بالخير والشر فمن وفقه الله نجح في الخير وسلم من الشر - 00:21:12ضَ
ومن لم يرد الله جل وعلا له السلامة افتتن بالشر فهلك الحكمة من خلق الشيطان الله جل وعلا حكيم في افعاله يخلق ما يشاء لحكمة ينتفع بها من ينتفع ويتضرر بها من يتضرر - 00:21:34ضَ
والله جل وعلا اقام الحجة على العباد بارسال الرسل وانزال الكتب وبيان الحق من الباطل ووهب العقول التي تدرك النافع من الضار فمن وفقه الله جل وعلا اطاع اوامر الله جل وعلا في كتابه العزيز على السنة رسوله عليهم الصلاة والسلام - 00:21:58ضَ
وحكم عقله واستفاد مما دل عليه العقل مع ما دل عليه السمع فاستفاد فائدة عظيمة ومن الناس والعياذ بالله من زل وهلك وظل ولم يقبل الحق الذي جاءت به الرسل وقبل من الشيطان - 00:22:25ضَ
مع ان الشيطان الد اعداءه الا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب ثم يأتي بعد ذلك الاستدلال الواضح على قدرته جل وعلا على البعث فقال تعالى فاستفتهم اشد خلقا ام من خلقنا - 00:22:45ضَ
والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:23:13ضَ