التفريغ
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يوم تبلى السرائر فما له من قوة ولا ناصر. حسبك هذه الايات الكريمة من سورة الطارق جاءت بعد قوله جل وعلا فلينظر الانسان مما خلق - 00:00:00ضَ
خلق مما ان دافق يخرج من بين الصلب والترائب انه على رجعه لقادر الايات لما لفت نظر الانسان الله نظر الانسان الى مبدأه واصلح ونشأته وتكوينه الاول في قوله تعالى فلينظر الانسان مما خلق - 00:00:34ضَ
خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب استدل جل وعلا بقدرته على النشأة استدل بها على قدرته جل وعلا على البعث انه على رجعه لقادر انه الظمير في انه يعود الى الله جل وعلا - 00:01:11ضَ
فلينظر الانسان مما خلق من مما خلقه الله ثم قال انه اي الله جل وعلا على رجعه الظمير يعود الى الانسان انه هذا قول كثير من المفسرين انه جل وعلا على رجع الانسان واعادته وبعثه بعد موته - 00:01:43ضَ
لقادر انه على رجعه لقادر قول اخر فلينظر الانسان مما خلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب انه على رجعه يعني على رجع هذا الذي يخرج من بين الصلب والترائب لقادر - 00:02:16ضَ
يرجعه الى مجراه الاول يرجعه بان يمنعه في موقعه في مكانه فلا يصل الى الرحم انه على رجعه لقادر والقول الاول هو المشهور وهو المناسب لسياق الاية ولقوله جل وعلا فيما بعد - 00:02:48ضَ
يوم تبلى السرائر انه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر قادر على رجعه يوم تبلى السرائر تبلى بمعنى تختبر السرائر الظمائر والقلوب يظهر الخفي والمكنون يتبين ويظهر وذلك اليوم يوم القيامة - 00:03:13ضَ
يوم تبلى تختبر السرائر ما اسر الانسان يظهر عيانا بيانا يجازى عليه لان المحاسبة في الدنيا على عمل الجوارح دون عمل القلوب والمحاسبة في الدار الاخرة على ما في القلوب دون الجوارح - 00:03:45ضَ
كيف هذا المنافقون الذين اخبر الله جل وعلا عنهم ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار كانوا يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم ويخرجون معه للجهاد. ويعطونه زكاة اموالهم - 00:04:15ضَ
ويتصدرون المجالس ويؤخذ برأيهم يستشارون وبعضهم يعتبر من اهل الحل والعقد وهم منافقون قلوبهم خراب لكن اعمالهم الظاهرة مثل المسلمين مثل المؤمنين فالنظر في الدنيا الى عمل الجوارح القلوب لا يعلمها الا الله جل وعلا - 00:04:38ضَ
وهو الذي يطلع رسوله صلى الله عليه وسلم على من شاء من خلقه يطلعه على ان هذا منافق وهذا غير منافق والرسول عليه الصلاة والسلام لا يعرف المنافقين كلهم النظر في الدنيا - 00:05:11ضَ
الى عمل الجوارح لانه يصلون ويصومون ويخرجون مع النبي لكن قلوبهم خراب فمشت امورهم في الدنيا فلهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين وهكذا الحال الى يوم القيامة الى ان يرث الله الارض ومن عليها - 00:05:35ضَ
تجد بعض المنافقين يتصدرون المجالس ويقولون الرأي ويؤخذ برأيهم الى اخره وقلوبهم خراب من الايمان والعياذ بالله واما في الدار الاخرة والله جل وعلا يحاسب العباد على ما في القلوب - 00:05:59ضَ
على ما في القلوب. المؤمن مؤمن يعلم الله جل وعلا ايمانه وان قل عمله ولا لا بد من العمل الا الذين امنوا وعملوا الصالحات والمنافق والفاجر يعلم الله جل وعلا ما في قلبه من النفاق والفجور والكفر - 00:06:22ضَ
وان كثر عمله الذي ظاهره الصلاح من الصدقة والاعمال الخيرية وغير ذلك ليس لها قيمة مع عدم الايمان هذه تنفع مع الايمان بالله فالمجازاة في الدار الاخرة على ما في القلوب لا على ما في الاعمال لان - 00:06:51ضَ
الحال في الدنيا ما يظهر الا عمل الابدان عمل الجوارح ترى الرجل نقول هذا يصلي هذا فيه خير وربما يكون فاجر لكن يظهر عليه العمل انا اقول فيه خير ولا نعلم ما في قلبه - 00:07:19ضَ
وقد يكون الرجل مقتصر على الواجبات فقط اما الواجبات لابد منها وليس له اعمال زائدة لكن قلبه طيب مؤمن بالله جل وعلا وربما اتهمه الناس بالتقصير والله جل وعلا يعلم من قلبه الاخلاص له - 00:07:42ضَ
رب اشعث اغبر ذي طمرين مدفوع بالابواب. لو اقسم على الله لابره وذكر صلى الله عليه وسلم الخوارج انهم يحقر احدكم احدكم الخطاب من لمن الصحابة رضي الله عنهم خيار الامة - 00:08:06ضَ
يحقر احدكم صلاته عند صلاته وقيامه عند قيامه يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية يعني الخوارج اهل صلاة وقيام ليل وصيام واعمال صالحة عظيمة ظاهرها - 00:08:31ضَ
لكنهم اخبر الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه انهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الروي من يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم فهم من حيث الظاهر عملهم حسن لكن اخبر انهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية يعني هنا ما ليس معهم شيء من الدين - 00:08:57ضَ
خارجين عن الدين وهم في العبادة يحقر الصحابة رضي الله عنهم اعمالهم عند اعمال هؤلاء الظاهرة وكما قال الحسن البصري رحمه الله والله ما سبقهم ابو بكر بكثرة صيام ولا صلاة - 00:09:26ضَ
ولكن بما وقر في قلبه ايمانه رضي الله عنه لو وزن بايمان الامة كلها لرجح يقول انه ما سبقهم بكثرة صلاة ولا صيام ما كان يصلي اكثر منهم او يصوم اكثر منهم - 00:09:49ضَ
ولكن شيء وقرأ في قلبه وهو الايمان بالله يوم تبلى السرائر تختبر ويظهر ما فيها المؤمن ينال الثواب العظيم وان قل عمله والكافر والفاجر والمنافق والمرائي لا قيمة لعمله وان كثر - 00:10:06ضَ
وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا الى ما عملوا من عمل ظاهره الصلاح اعمال كالجبال تكون هباء منثورا لانه ما اريد بها وجه الله والله جل وعلا يقول انا اغنى الشركاء - 00:10:32ضَ
عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه يوم تبلى السرائر يختبر في ذلك اليوم العظيم الله جل وعلا ينبه عباده في هذا اليوم العظيم الذي ما ينفع فيه الا الاخلاص - 00:10:57ضَ
الا من اتى الله بقلب سليم يوم تبلى السرائر فما له للانسان من قوة والعناصر ليس له قوة في نفسه وفي بدنه ولا ناصر من الخارج الانسان احيانا يعتمد على قوته - 00:11:26ضَ
وانه قادر على ان يتخلص من هذا العدو الذي امامه يقول هذا ما يغلبني يكون قادر بنفسه واحيانا يكون الانسان يعرف من نفسه انه ضعيف. ليس بقادر لكنه معتمد على من ينصره - 00:11:56ضَ
من جنده وجيشه وماله واعوانه الخارجين فنفى الله جل وعلا هذا وهذا احيانا يقول المرء انه قادر على التخلص من هذا العدو بنفسه ما يبالي به واحيانا يعرف من نفسه انه غير قادر على التخلص من العدو لكن - 00:12:21ضَ
واثق ان اعوانه وجيشه وحزبه لن يفلتوه ولن يسلموه للعدو ينتصر بهم فنفى الله جل وعلا في الدار الاخرة هذا وهذا القوة الخاصة بالانسان والقوة النافعة له من خارجه فما له من قوة ولا ناصر - 00:12:49ضَ
والله جل وعلا يخبر عباده بهذا في الدار الاخرة ليستعد من يريد نجاة نفسه بعمله الصالح وايمانه بالله ويسعى المرء جاهدا لاصلاح قلبه قبل اصلاح عمله نحن في حاجة ماسة - 00:13:23ضَ
الى اصلاح القلوب الاخلاص لله جل وعلا وان قل العمل ولسنا بحاجة الى كثرة العمل مع فساد القلوب ما تنفع اذا كثر العمل والذي ظاهره الصلاح لكن القلب فاسد ما نفع العمل - 00:13:53ضَ
والله جل وعلا يبين لعباده ان النجاة الاخلاص والايمان بالله وان العمل الثواب والجزاء والمحاسبة في الدار الاخرة على ما في القلوب الا من اتى الله بقلب سليم. سليم من الشرك - 00:14:20ضَ
يوم تبلى السرائر فما له من قوة ولا ناصر يقول الله عز وجل انه على رجعه لقادر فيه قولان احدهما على رجع هذا الماء الدافئ الى مقره الذي خرج منه - 00:14:49ضَ
لقادر على ذلك قال هو مجاهد والقول الثاني انه على رجع هذا الانسان المخلوق من ماء دافق اي اعادته وبعثه الى الدار الاخرة لقادر لان من قدر على البداية قادر على الاعادة - 00:15:12ضَ
وقد ذكر الله عز وجل ان المشركين استبعدوا قالوا اذا متنا وكنا ترابا وعظاما ائنا لمبعوثون يعني نكون تراب ثم نعاد فبين الله جل وعلا انظر الى اصلك. اصلك ما هو - 00:15:33ضَ
ماذا كنت وصرت بهذا الشكل من الذي اوجدك؟ هو الله اليس القادر على ايجادك من العدم من هذا المبدأ وهذا الاصل المهين قادر على اعادتك مرة ثانية من باب اولى - 00:15:50ضَ
القدرة على الاعادة اسهل بكثير من تكوين الشيء من اول وهلة. والله جل وعلا لا يعجزه شيء وقد ذكر الله عز وجل هذا الدليل من القرآن في غير ما موضع - 00:16:10ضَ
وهذا القول قال به الضحاك واختاره ابن جرير ولهذا قال تعالى يوم تبلى السرائر اي يوم القيامة على القول الثاني الذي ذكر ابن كثير رحمه الله ان المراد يوم القيامة - 00:16:31ضَ
انه على رجعه يعني بعثه لقادر قادر يوم تبلى السرائر يوم تختبر يوم القيامة واذا كان على القول الاول الذي ذكره ابن كثير رحمه الله فيوم تبلى السرائر منصوب معمول لفعل - 00:16:50ضَ
قدر تقديره اذكر يوم تملى السرائر يوم تبلى السرائر اي يوم القيامة تبلى فيه السرائر. اي تظهر وتبدو ويبقى السر علانية والمكنون مشهورا وقد ثبت في الصحيحين عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - 00:17:08ضَ
يرفع لكل غادر لواء عند يقال هذه غدرة فلان ابن فلان. يعني تظهر المكنونات الدنيا قد يغدر الانسان ويخون ويغش وينافق ولا يظهر امره. وربما ذكر بخير ومدح في المجالس واثني عليه - 00:17:35ضَ
والله جل وعلا يعلم ما في قلبه من النفاق والريا والسمعة فيفضحه يوم القيامة ينصب لكل غادر لوا يعلن عنها هذه غدرة فلان ابن فلان الانسان ما ينظر الى حال الدنيا لان حال الدنيا قد يسود الفاجر والمنافق ويقال السيد - 00:18:03ضَ
والكبير والعظيم الى اخره وهو فاجر عند الله فيفتضح يوم القيامة وفي هذا تأكيد للعباد بان يسعوا في صلاح قلوبهم والايمان بالله جل وعلا ان العبد اذا اصلح ما بينه وبين الله اصلح الله ما بينه وبين الناس - 00:18:32ضَ
واذا فسد ما بينه ما بينه وبين الله افسد الله ما بينه وبين الناس. فظحه قد يفتضح حال حياته وقد يفتضح بعد مماته وقد يكون الفظيحة يوم القيامة التي هي اعظم وافظى - 00:19:02ضَ
فماله اي للانسان يوم القيامة من قوة ولا ناصر اي في نفسه ولا ناصر اي من خارج منه. اي لا يقدر على ان ينقذ نفسه من عذاب الله. ولا يستطيع له احد - 00:19:19ضَ
ذلك سائل يسأل كيف التوجيه في ان المخفف من الثقيلة متى تكون؟ ان المخففة من الثقيلة وكيف تكون؟ ومتى تكون النافية ان كل نفس لما عليها حافظ ان كل نفس لما عليها حافظ - 00:19:40ضَ
ان كل نفس لما عليها حافظ قراءتان ان هنا تكون هي المخففة من الثقيلة بقراءة لما لما عليها حافظ ان كل نفس لما عليها حافظ. اللام هذه المؤكدة وما زائدة - 00:20:08ضَ
وليست للنفي يعني كل نفس عليها حافظ انه اي الحال والشأن كل نفس عليها حافظ واذا قرأت ان كل نفس لما عليها حافظ تكون هذه ان النافية ما كل نفس الا - 00:20:35ضَ
عليها حافظ والمعنى صحيح الا كلا التقديرين وهي قراءة بالتخفيف والتشديد. ان كل نفس لما عليها حافظ تكون ان هذه من الثقيلة واسمها ضمير الشام محذوف او ان كل نفس لما عليها حافظ تكون ان هذه نافية - 00:21:01ضَ
المخففة من الثقيلة مؤكدة ويصلح ان تكون نافية. يصلح ان تكون مؤكدة وتكون نافية. وهذه من بلاغة القرآن ان اللفظ يأتي يصح ان يكون تأكيدا ويصح ان يكون نفيا ان كل نفس لما عليها حافظ يعني - 00:21:29ضَ
كل نفس عليها حافظ لان اللام هذه مؤكدة والميم زائدة ليست للنفي وان كل نفس لما عليها حافظ ان هذه تكون النافية ولما عليها حافظ بمعنى الا الا عليها حافظ يعني ما كل نفس - 00:21:56ضَ
الا عليها حافظ والاية في اثبات الحفظ للنفس انها محفوظة بحفظ الله جل وعلا وان الله توكل بها حفظة يحفظونها او الله جل وعلا هو الحافظ كما تقدم الكلام في التفسير المراد بالحافظ هو الحفظة او - 00:22:20ضَ
المراد بالحافظ الله جل وعلا او المراد بالحافظ العقل الذي وهبه الله الانسان ليميز به هذا وهذا والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:22:47ضَ