التفريغ
هدى يعني علينا البيان علينا ان نبين ونقيم الحجة على العباد بارسال الرسل وانزال الكتب وما وهبه الله جل وعلا للعبد من العقل والادراك الله جل وعلا اقام الحجة على الخلق - 00:00:00ضَ
فليس للخلق على الله حجة بعد ارسال الرسل بما معهم من الكتب وما وهبه الله جل وعلا لعبده من العقل لانه اذا لم يكن له عقل فليس بمكلف والرسل ارسلهم الله - 00:00:27ضَ
والرسل يرشدون الناس ويدلون الناس ويبينون لهم فيقيمون عليهم بهذا الحجة ان علينا للهدى ونعلم ان الهدى والهداية نوعان هداية بمعنى الدلالة والارشاد وهداية بمعنى التوفيق والالهام وكلاهما جاء في - 00:00:50ضَ
في القرآن وقوله تعالى انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء والاية الاخرى قوله تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم قد يقول قائل اليس بين هاتين الايتين - 00:01:24ضَ
وتعارض اية تقول انك لا تهدي من احببت واية تقول وانك لتهدي الى صراط مستقيم فاثبت له الهداية في اية ونفاها عنه في اية كيف الجمع؟ نقول لا اشكال ولا تعارض والقرآن لا يعارض بعضه بعضا ابدا - 00:01:57ضَ
وانما اذا ظهر شيء من هذا فهذا نتيجة لقصور عقولنا وعدم ادراكنا والمدرك منا يعرف هذا ولا ولا يوجد عنده تعارض. لان القرآن كله كلام الله جل وعلا. ولا يمكن ان يعارض - 00:02:25ضَ
كلام ربنا كلامه سبحانه يقول هناك فرق بين الهداية المثبتة للنبي صلى الله عليه وسلم والهداية المنفية عنه صلى الله عليه وسلم الهداية المثبتة له الهداية بمعنى الدلالة والارشاد وانك لتهدي الى صراط مستقيم - 00:02:51ضَ
كل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني فدعوته صلى الله عليه وسلم هداية بمعنى الدلالة والارشاد وهدايته بمعنى الدلالة والارشاد للناس عامة ولكل من سلك سبيله صلى الله عليه وسلم - 00:03:24ضَ
بالدعوة الى الله يهدي الى صراط مستقيم يعني يهدي بمعنى يرشد ويدل يقول هذا الطريق الموصل الى الجنة فاسلكه وهذا الطريق الموصل الى النار ابعد عنه واحذره اذا عملت بطاعة الله - 00:03:51ضَ
فمآلك الى الجنة واذا عملت بمعصية الله فبحسب ما يقع منك من معصية ان كان كفر فهو الى النار ولا شك ولا يمكن ان يدخل الجنة وان كان دون الكفر فامره الى الله جل وعلا - 00:04:11ضَ
لكن يخشى على صاحب المعصية ويخاف عليه الدلالة المنفية عنه صلى الله عليه وسلم لما حرص صلى الله عليه وسلم كل الحرص على اسلام عمه ابي طالب حتى انه يدعوه ليل نهار في كل وقت حتى عند ساعة الموت - 00:04:30ضَ
جاءه يقول لعل وعسى لعل الله ان يهدي يا عمي قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله عنده قرناء سوء اثنان اذا قال له النبي هذا القول قالوا له اترغب عن ملة عبد المطلب - 00:04:59ضَ
تتبع محمد وتترك ملة ابيك عبد المطلب فقال يا عمي قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله كلمة التوحيد كلمة عظيمة قال له اترغب عن ملة عبد المطلب - 00:05:20ضَ
جاؤوه من جهة النخوة والانتماء الى الاباء والافتخار بهم. يعني كانك تزهد في طريقة ابيك وتتعب طريقة ابن اخيك اترغب عن ملة عبد المطلب؟ فاخر ما قال هو على ملة عبد المطلب. فمات كافرا - 00:05:38ضَ
فحزن لهذا صلى الله عليه وسلم وتأثر يحب ان لو اسلم عمه ويحب ان يسلم الناس كلهم لكن عمه خاصة كان يحميه ويذود عنه ويدافع عنه ويمنع عنه اذى الكفار - 00:05:58ضَ
فيحب ان يبره في الاسلام والايمان لعل الله ان يدخله الجنة فتأثر لهذا صلى الله عليه وسلم فانزل الله جل وعلا عليه انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي - 00:06:14ضَ
من يشاء الهداية بيد الله وهذه الهداية المنفية هي هداية التوفيق. يعني ادخال الايمان في القلب ما تستطيعه لا انت ولا غيرك انك لا تهدي من احببت هداية التوفيق والالهام - 00:06:31ضَ
واخذ الرجل من الكفر الى الاسلام وادخال الايمان في قلبه لا هذه ملك الله جل وعلا وحده وقال صلى الله عليه وسلم لاستغفرن لك ما لم انهى عنك فانزل الله جل وعلا ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين - 00:06:52ضَ
ولو كانوا اولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم فان علينا للهدى هنا الهدى بمعنى الدلالة والارشاد واقامة الحجة يقول علينا هذا واننا لا نؤاخذ الناس على غفلة وجهلة وجهل - 00:07:13ضَ
وبدون ان نقيم عليهم الحجة كما قال الله جل وعلا وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ان علينا للهدى قول اخر لبعض المفسرين رحمهم الله - 00:07:38ضَ
يقول معنى هذا ان علينا للهدى يعني اذا سلكت الطريق السليم الصحيح وصلت الينا الطريق الموصل الينا طريق الحق في طريق حق وطريق باطل انت اذا وصلكت السبيل الحسن سلكت السبيل الصحيح - 00:08:03ضَ
سلكت الاسلام والايمان وعملت بالطاعة واجتنبت المعصية هذا يوصلك الينا كما قال الله جل وعلا وعلى الله قصد السبيل السبيل القصد الحق الصحيح يوصل الى الله جل وعلا ان علينا للهدى - 00:08:29ضَ
وان لنا للاخرة والاولى يخبر جل وعلا ان الاخرة ملك لله وان الاولى التي هي الدنيا ملك لله الكل لله جل وعلا والخلق عبيد الله جل وعلا وهو المتصرف وحده جل وعلا في الدنيا والاخرة - 00:08:56ضَ
وان اعطى بعض الخلق بعض التصرف في الدنيا فهو يتصرف تصرفا بما حسب ما اراده الله جل وعلا وشاءه وان لنا للاخرة والاولى قد يقول قائل لما قدم تعالى الاخرة مع النهي المتأخرة - 00:09:25ضَ
واخر الاولى الدنيا لانها هي الحاضرة التي نحن فيها اولا للاهتمام بالاخرة وان الاخرة اهم من الدنيا فقدمت الاخرة لا شك هي حياة الدار الباقية وهي دار البقاء والاستمرار بخلاف الدنيا فالدنيا يعمر فيها الانسان مهما عمر مآله الى الفناء وينتهي - 00:09:51ضَ
والدور التي يمر بها الانسان اربع الدار الاولى الدار التي هي الرحم والتي تليها دار الدنيا والتي تليها دار البرزخ القبر وما فيه من روضة من رياض الجنة وحفرة من حفر النار - 00:10:20ضَ
والدار الرابعة هي الجنة او النار وكل دار من هذه الدور التي بعدها اوسع منها واضيقها الرحم ثم دار الدنيا بعده اوسع منه لكنه اضيق مما بعدها ثم دار البرزخ - 00:10:45ضَ
والمكث فيها اطول ثم الجنة او النار وهي الدار الحقيقية الباقية المستمرة وقدم جل وعلا الاخرة وان كانت هي المتأخرة نظرا لاهميتها ويقول بعض العلماء فيه ناحية لفظية التقديم تحسين لفظي - 00:11:09ضَ
لاجل مشابهة رؤوس الاي لو قدمت وقت الاولى على الاخرة ما صارت الايات متناسقة في المواقف وانما اخر الاولى لانها موقوف فيها على الالف وما قبلها ان علينا للهدى وان لنا للاخرة والاولى فانذرتكم نارا تلظى كلها على الالف - 00:11:38ضَ
فاخرت الاولى وهي الدنيا وقدمت الاخرة لاجل تناسق وتناسب رؤوس الاي وان لنا للاخرة والاولى يعني لا تطلب الاخرة الا من الله جل وعلا فهو المالك المتصرف فيها. ولا تطلب الدنيا الا من الله جل وعلا فهو المالك المتصرف فيها - 00:12:10ضَ
وهو المالك لجميع ما في السماوات والارض لا شريك له في ملكه سبحانه كما انه لا يجوز ان يشرك معه في الوهيته وكما انه المالك الخالق الرب لجميع العالم وكل من سوى الله عالم - 00:12:36ضَ
ما هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له وصرف شيء من انواع العبادة لغير الله ظلم وتعدي وطغيان ومجاوزة للحج لانه صرف الحق لغير صاحبه وصرف حق مخلوق لمخلوق اخر - 00:13:01ضَ
واظلم منه واشد صرف حق الله جل وعلا لمخلوق لعبد من عبيده وان لنا للاخرة والاولى لان لا تطلب الاخرة من غيره سبحانه وتعالى. فاللي يطلب الاخرة من المعبودات من دون الله ظال - 00:13:28ضَ
وظائع وطلب الشيء من غير مالكه. ومن غير القادر عليه قال قتادة ان علينا للهدى اي نبين الحلال والحرام وقال غيره من سلك طريق الهدى صلى الى وصل الى الله وجعله كقوله تعالى - 00:13:55ضَ
وعلى الله قصد السبيل وقوله تعالى يعني الهدى يوصل الينا وقوله تعالى ان لنا للاخرة والاولى الجميع ملك ملكنا وانا ملكنا وانا المتصرف في وانا لنا للاخرة الاخرة اسم اما - 00:14:20ضَ
والاولى معطوف عليها والجار والمجرور خبر مقدم وتقديم الجار والمجرور يفيد الحصر يعني الاخرة والاولى لنا لا لغيرنا. يقول تعالى يعني الاخرة والاولى لله جل وعلا على الجميع ملكنا وانا المتصرف فيهما - 00:14:43ضَ
وقوله تعالى فانذرتكم نارا تلظى. فانذرتكم نارا تلظى. لما بين جل وعلا انه بين طريق الخير وطريق الشر وان الطريق القصد الحسن هو الذي يوصل الى الله وان الاخرة ملك لله. وان الدنيا والاولى ملك لله - 00:15:11ضَ
فينذر عباده جل وعلا. يخوفهم وينذرهم ويقول احذروا ما امامكم. امامكم نارا ترضى والله جل وعلا يقيم الحجة على الخلق يعني ما يقول الانسان ما ادري ما الذي امامي ما اخبرت ما بين لي حتى اسلك طريق الخير او اسلك طريق الطاعة ما بين لي الله جل - 00:15:37ضَ
او على اقام الحجة يقول فانذرتكم نارا تلظى. اذا سلكت الطريق السوي المستقيم سلمت واذا سلكت الطريق المعوج وقعت في النار فاجعل الخوف من النار نصب عينيك حتى تسلم فانذرتكم نارا ترضى - 00:16:09ضَ
تتلهف وتتلهب وتتلهف وتطلب الزيادة ما يقال يكفيها ما جاءها لا يزال يلقى في النار كما جاء في الحديث وهي تقول هل من مزيد تطلب الزيادة فاذا انتهى اهل النار لان الله جل وعلا - 00:16:37ضَ
بفظله ورحمته وعدله واحسانه ما يزيد في اهل النار ولا يعذب في النار من لم يصدر منه العصيان ولا يملؤها من غير اهلها ما يعذب فيها الا من يستحق العذاب - 00:17:02ضَ
الجنة كما جاء في الحديث انه يبقى فيها فضله وسعة فينشئ الله اقواما يدخلهم الجنة بفضله واحسانه. هذا جود وكرم من الله جل وعلا لكن التعذيب لا الله عدل يعدل بين عباده ما ينشئ اقواما يعذبهم في النار وهو لم يعصوه - 00:17:22ضَ
لم يصدر منهم معصية فاذا طلبت النار زيادة طلبت طلبت تعطى افواج يقذفون فيها فاذا انتهى اهل النار يقال لها هل امتلأت؟ فتقول هل من مزيد. تريد لانها بعيد قعرها - 00:17:46ضَ
فيضع فيها الجبار جل جلاله قدمه فينزوي بعظها الى بعظ وتقول قط قطي يعني يكفي يكفي خلاص تنزوي وتتقارب وتكون ظيقة على اهل النار والعياذ بالله فانذرتكم نارا تلظى فهي - 00:18:06ضَ
تلظع تتلهب وتتلهف وتريد الزيادة ولا يخمدها من يلقى فيها وقودها كما قال الله جل وعلا وقودها الناس والحجارة نار الدنيا قد يطفئها الودك الذي يحصل من الانسان الشحم اذا ذاب من جسمه يطفئ النار - 00:18:28ضَ
وكان كفار قريش لقساوتهم وعداوتهم لكل مسلم كان المولى الرقيق منهم اذا اسلم اطفوا النار واوقدوها فاذا صارت جمر جاءتوا به وسحبوه عليها مثل بلال رضي الله عنه وغيره من الصحابة - 00:18:59ضَ
يقول ما كان يطفئ النار الا الودك الذي يخرج من جسمه رضي الله عنه منار الدنيا تختلف عن نار الاخرة نار الاخرة ما يطفيها الودك الذي يخرج من ابن ادم - 00:19:23ضَ
كما قال الله جل وعلا وقودها الناس والحجارة وصفها جل وعلا بانها تتلظى ليحذر العباد وبعد ما بين ان طريق السلامة يوصل الى الله وطريق الهلاك يوصل الى النار. بين هذه النار - 00:19:41ضَ
قال فانذرتكم نارا تلظى لا يصلاها الا الاشقى لا يصنعها لا يدخلها او لا يمكث فيها او لا يبقى فيها ابد الابدين لا يصنعها الا الاشقى في هذه الجملة من هذه الاية الكريمة - 00:20:03ضَ
اخذ المرجئة فئة من الناس من المسلمين عندهم مخالفات يقال لهم المرجئة وهم على طرفي نقيض مع الخوارج والمعتزلة الخوارج والمعتزلة طرف والمرجئة طرف واهل السنة والجماعة جعلنا الله واياكم منهم وسط - 00:20:34ضَ
على على الكتاب والسنة المرجئة يقولون اذا قال لا اله الا الله اذا شهد ان لا اله الا الله خلاص هو في الجنة يزني يسرق يشرب الخمر يعمل الماء يعمل من الكبائر - 00:21:04ضَ
هو مؤمن وايمانه كايمان جبريل وايمان محمد صلى الله عليه وسلم انه مسلم ما دام يشهد ان لا اله الا الله يكفيه وهذا خطأ يليق بالعاقل ان يقول الفاسق الذي يزني ويسرق ويشرب الخمر ويفعل المحرمات مثل جبريل ومحمد عليهما الصلاة والسلام - 00:21:23ضَ
السلام هؤلاء يسمون المرجئة يعني اهل الارجاء الطائفة الثانية المعتزلة والخوارج يقولون اذا حصل منه كبيرة هو خالد مخلد في النار وهذا ظلال يقول ان زنى ومات على الزنا شرب الخمر ومات على ما تاب منه هو مآله الى النار. خالد مخلد مثل الكفار سواء بسواء ولو كان - 00:21:48ضَ
يصلي ويصوم ويزكي ويحج هو خالد مخلد في النار وهذا ظلال لان الله جل وعلا يقول ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء والاية الكريمة هذه ترد على الفئتين - 00:22:17ضَ
نرد على الخوارج في قوله ان الله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وترد على المرجئة ان معناها يغفر لمن يشاء. ويشاء اناس لا يغفر لهم. ما يكون معاه لهم الى النار - 00:22:37ضَ
يدخلون النار ثم يخرجون منها بالتوحيد والايمان بالله يعني اثنان وقع في زنا ومات ما بدون توبة الله جل وعلا ان شاء غفر لهما وادخلهما الجنة وان جاء عذبهما بالنار ثم مآلهم الى الجنة ما داموا مسلمين - 00:22:54ضَ
وان شاء غفر لاحدهما وادخله الجنة ولم يغفر للاخر وادخله النار ثم يخرج من النار في بعد ما يطهر منها لان كونه المغفرة لمن يشاء ليست ملزمة. والله جل وعلا لا يسأل عما يفعل وهم يسألون - 00:23:23ضَ
يغفر ما دون ذلك لمن يشاء. دل على ان فيه انسان قد يغفر الله له. واخر لا يغفر له وفي الاية رد على الفئتين واهل السنة والجماعة يقولون اذا مات على الاسلام والتوحيد والايمان - 00:23:45ضَ
فهو اذا وقع في المعصية على خطر هذا داخل تحت المشيئة ان شاء جل وعلا غفر له وادخله الجنة من اوله واهله وان شاء عذبه لكبيرته ومعصيته في النار ثم يخرجه من النار ويدخله الجنة - 00:24:07ضَ
ويؤمنون بان هناك اناس يدخلون النار ثم يخرجون منها والنبي صلى الله عليه وسلم يشفع بعد اذن الله جل وعلا له لاناس دخلوا النار باخراجهم منها وادخالهم في الجنة لكن متى يكون؟ قد يكون بعد فترة وجيزة وقد يكون بعد الاف السنين - 00:24:31ضَ
ان الجنة والنار دائمتان وقد يخرج من النار اشخاص بعد سنين الطويلة فلذا المسلم يخاف من عقاب الله ان يستحق دخول النار ثم يدخل ويطول فاهل السنة والجماعة وسط بين الطائفتين - 00:25:00ضَ
الطائفة الارجاء يقولون لا يظر مع الايمان معصية وما دام مسلم مؤمن هذا قطعا الى الجنة ولا يدخل النار واستدلوا بقوله لا يصلاها الا الاشقى قالوا لا يدخل النار الا الكافر - 00:25:23ضَ
المسلم ما يدخل النار الاخرون المعتزلة والخوارج قالوا اذا مات وهو مصر على المعصية ما تاب منها فهو خالد مخلد في النار ويرد عليهم بقوله تعالى ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء - 00:25:43ضَ
كيف نرد على المرجئة في قولهم هذا يقول لا يصلاها الا الاشقى يقولون ما يدخل النار الا الكافر والا المسلم مهما عمل من المعاصي فهو يدخل الجنة نقول اولا بقوله تعالى ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء - 00:26:03ضَ
لان فيه اناس يشأ ان يغفر لهم واناس يشاء جل وعلا الا يغفر لهم ويعذبهم في النار هذي واحدة الثانية قوله تعالى لا يصلها الا الاشقى يعني لا يدخلها الدخول المؤبد - 00:26:21ضَ
الدخول الثابت الدخول المستمر الذي لا ينقطع هذه الاية النار لا يخلد فيها الا الكافر التخليد المستمر للكافر فقط لا يصلاها الا الاشقى والاشقى المتمكن في الشقاوة والعياذ بالله والمراد به هنا الكافر والمشرك - 00:26:39ضَ
لانه هو الاشقى اما من يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فهو وان وقع في المعصية فلا يقال له اشقى ليس باشقى الخلق ما دام يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويصلي ويصوم - 00:27:07ضَ
وان وقع فيما وقع فيه من المعاصي فليس بالاشقى هو فيه شيء من الشقاوة لكن ليس الاشقى الشقى الكامل وقيل في هذه الاية ذكر الاعلى والاتم من كل جهة فالاشقى - 00:27:26ضَ
اسوء حال اهل النار والعياذ بالله الذي هو الكافر والاتقى كما سيأتي هو احسن احوال اهل الجنة كما روي عنها نزلت في ابي بكر الصديق رضي الله عنه وسيجنبها الاتقى الذي يؤتي ما له يتزكى - 00:27:52ضَ
فذكر في هاتين الايتين الاشقى والاتقى الامثل من اهل الجنة والابعد والاخس والاشقى من اهل النار يعني من هو في منتهى الشقاوة والعياذ بالله لا يصلاها الا الاشقى النوع الثاني من هو في منتهى التقى والصلاح - 00:28:17ضَ
المراد بهما ابو جهل وابو بكر الصديق رضي الله عن ابي بكر افضل امة محمد صلى الله عليه وسلم وذاك فرعون هذه الامة ابو جهل كان يلقب ابو الحكم ولقب في الاسلام بابي جهل - 00:28:49ضَ
لو كان عنده حكم ومعرفة وتمييز اتبع محمدا صلى الله عليه وسلم ورفض اتباع محمد عناد وحسد لبني هاشم يقول لما تناظرنا وتفاخرنا حنا وبنو عمنا بنو هاشم قالوا منا كذا قلنا منا كذا. قالوا منا كذا قلنا منا نبي يأتيه الوحي من السماء. منين لنا هذا؟ والله لا نؤمن به - 00:29:11ضَ
عناده والعياذ بالله وكفره كفر عناد. لانه يعرف ان الرسول عليه الصلاة والسلام على حق فذكر في الايتين الاشقى الذي هو ابو جهل وفي الاية الاخرى الاتقى الذي هو ابو بكر الصديق رضي الله عنه ومن حذى حذوه من هذه - 00:29:42ضَ
لا يصلاها الا الاشقى الذي كذب وتولى هذا الاشقى كذب بالحق كذب التكذيب فعل القلب وتولى الجوارح يعني كفر بقلبه وابتعد ورفض العمل بجوارحه الذي كذب وتولى. اقرأ وقوله تعالى فانذرتكم نارا تلظى. قال الامام احمد - 00:30:09ضَ
عن النعمان بن بشير سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اهون اهل النار عذابا يوم القيامة رجل توضع في اخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه هذا اهون - 00:30:48ضَ
اهل النار عذابا والعياذ بالله في اخ مصيف في رجليه جمرتان يغلي منهما دماغه وجاء عنه صلى الله عليه وسلم انه لما ذكر عمه ابا طالب قال له شراكان من نار يغلي منهما دماغه - 00:31:07ضَ
ولهذا يقول الله جل وعلا فانذرتكم يعني خوفتكم نارا ترضى نعم وقوله تعالى لا يخلاها الا الاشقى اي لا يدخلها دخولا يحيط به من جميع جوانبه الا الاشقى ثم فسره فقال الاشقى اللي في منتهى الشقاوة هذا هو الذي تحيط به النار من جميع جهاته ويخلد فيها والعياذ بالله - 00:31:25ضَ
ثم فسره فقال الذي كذب اي بقلبه وتولى اي عمل العمل بجوارحه واركانه كذب بقلبه للكفر وتولى بجوارحه فلم يعمل بالطاعة قال الامام احمد عن ابي هريرة رضي الله عنه - 00:31:53ضَ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل امتي تدخل الجنة يوم القيامة الا من ابى كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى. يقول كل امتي لانه دعاهم الى دخول الجنة عليه الصلاة والسلام. يقول كلهم يدخلون الجنة الا من ابى. قيل يا رسول الله وكيف يأبى عن دخول الجنة - 00:32:15ضَ
وهل يعقل ان شخص يمتنع عن دخول الجنة؟ يقول تعال ادخل الجنة ويأبى؟ قال نعم من اطاعني يعني دعوته فاطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى هيا ابى ان يدخلن الجنة. يقال له تعال ادخل الجنة بماذا؟ بطاعة الله ورسوله - 00:32:37ضَ
هيا وامتنع ابى هذا يأبى عن دخول الجنة والعياذ بالله وقوله تعالى وسيجنبها الاتقى. وسيجنبها الاتقى مقابل الاشقى يجنبها يجنب النار ما يقرب حولها ولا يراها لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت انفسهم - 00:33:00ضَ
خالدون يعني قد يطلعون على اهل النار لاجل يتشفى يا انس بما يرى من تعذيب عدوه الذي عذبه اه مثل بلال وصهيب غيرهم من فقراء الصحابة رضي الله عنهم عذبوا - 00:33:27ضَ
وعودوا وضربوا الله جل وعلا يطلعهم على تعذيب من اذاهم لتقر اعينهم وسيجنبها الاتقى يعني يتجنب النار فلا يمر عليها ان المرور على الصراط والمرور على الصراط من الناس من يمر كلمح البصر. ومنهم كالبرق ومنهم كالريح ومنهم كاجاود الخيل - 00:33:57ضَ
ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم والعياذ بالله من هو مكردس في نار جهنم وسيجنبها الاتقى والاتقى يعني الامكن في التقى قل لان المرء كلما كان اتقى لله فهو ابعد عن النار - 00:34:29ضَ
وقد يكون المرء عنده تقى احيانا وعنده مخالفات احيانا فهذا قد تمسه النار التمسه النار ان لم يعفو الله جل وعلا عنه وسيجنبها يبتعد عنها ويجنب ولا يمر عليها الاتقى من هو - 00:34:53ضَ
الذي يؤتي ما له يتزكى بعكس ذاك هذا يعطي ما له يزكي قلبه لا كذب بقلبه وتولى بجوارحه هذا اعطى المال ليزكي نفسه الذي يؤتي ما له يتزكى والزكاة سميت زكاة لانها - 00:35:17ضَ
تزكي القلب وتطهره من النفاق وسميت صدقة لانها تدل على صدق مخرجها في الايمان لانه لو كان عنده شيء من عدم التصديق ما يطلع الزكاة لان الغالب ان المرأة اذا - 00:35:48ضَ
بدلا من ما له لان بذل شيء من البدن هذا يبذله المنافق وغيره ولا يبالي لكن بذل المال في صعوبة على الانسان ما يبذله الا الانسان التقي عنده ايمان بالله - 00:36:10ضَ
ولا يقول مثلا كيف مالي اتعب عليه واحرص على جمعه وابذل جهدي ثم اعطيه يميني وشمال قل يعطيه الاخرين طاعة لله جل وعلا وامتثالا لامره وتزكية لنفسه يزكي نفسه بما يعطي - 00:36:30ضَ
الذي يؤتي ما له يعني يعطيه يتزكى به عند ربه جل وعلا وقوله تعالى وسيجنبها الاتقى اي وسيزحزح عن النار التقي النقي الاتقى ثم فسره بقوله الذي يؤتي ما له يتزكى - 00:36:54ضَ
من يصرف ماله في طاعة ربه ليزكي نفسه وماله وما وما وهبه الله من دين ودنيا وما لاحد عنده من نعمة تجزى. وما لاحد عنده من نعمة تجزى. يعني هذا الذي يعطي - 00:37:18ضَ
مالح يعطيه زكاة زكاة لنفسه ولقلبه ولا يعطيه على سبيل المكافأة او المجازاة لمن احسن اليه او يبر به من احسن اليه. وانما يعطيه لله فيتساوى عنده العطاء لانه يعطي لربه - 00:37:37ضَ
يعطي القريب ويعطي البعيد. ويعطي من يعرف ويعطي من لا يعرف. لان عطاءه لله ولم يكن عطاؤه على سبيل المكافأة التكافؤ ورد الفضل مثلا والاعتراف بالنعمة هذا حسن لكن المتقي هو الذي يعطي لله. لا يعطي رجاء ان يرد عليه اكثر - 00:38:06ضَ
او يعطي مكافأة لمن اعطاه وانما هو يعطي لله وما لاحد عنده من نعمة تجزى هذا الذي يعطي المال يتزكى به ولا يعطيه مكافأة لمن احسن اليه نزلت هذه في ابي بكر الصديق رضي الله عنه - 00:38:33ضَ
حينما كان يشتري الاعبد المضطهدين رضي الله عنهم ايعتقهم فقيل انه يشتريهم ليعتقهم لانهم احسنوا اليه لانهم نفعوه ويريد ان يكافئهم قال الله جل وعلا وما لاحد عنده من نعمة تجزى. ما اعتق - 00:39:00ضَ
وما اعطى لاجل نعمة وصلت اليه منهم وانما اعطى لله وهو رضي الله عنه موصوف بانه صاحب فضل صاحب فضل على الكبير والصغير رضي الله عنه حتى رؤساء القبائل يعترفون بفضله رضي الله عنه وارضاه. يعني القادم الى مكة - 00:39:30ضَ
ينال من فضل ابي بكر ينال من عطاءه فهو صاحب نعمة على الكبير والصغير رضي الله عنه وارضاه حتى من كان خارج مكة اذا جاء الى مكة او طلب من ابي بكر شيئا اسداه اليه واعطاه - 00:39:59ضَ
والدليل على هذا ان عروة ابن مسعود لما جاء مندوب عن قريش في صلح الحديبية ما تعاون مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلح وتكلم كلاما غير مناسب فرد عليه ابو بكر رضي الله عنه - 00:40:22ضَ
ردا قوي ليظهر له القوة والشجاعة وانه لا ينبغي ان يصدر منه مثل هذا الكلام بين يدي محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو افضل الخلق وسيد ولد ادم رد عليه ابو بكر رضي الله عنه هكذا ينبغي للمؤمن حتى وان كان لين الخلق ان يكون قويا في جانب - 00:40:48ضَ
مع الكفار اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين فيكون في جانب مع الكفار في حال عزة فرد عليه ابو بكر رضي الله عنه ما تحمل ما صدر منه ورد عليه ردا قوي فالتفت قال من هذا؟ قال هذا ابو بكر - 00:41:13ضَ
قال والله لولا ان لك لي علي يد لم اكافئك بها لاجبتك فاعترف عروة ابن مسعود وهو في حال كفره بنعمة ابي بكر الصديق رضي الله عنه عليه وهو من اعيان الطايف ما هو من اهل مكة - 00:41:34ضَ
عروة ابن مسعود من اهل الطايف ثقفي فاعترف بنعمة ابي بكر رضي الله عنه عليه لولا ان لك علي يد لم اكافئك بها لاجبتك. لان ابو بكر رضي الله عنه رد عليه ردا قوي - 00:41:58ضَ
وما لاحد عنده من نعمة تجزى يعني هذا الذي يعطي والعبرة كما يقول العلماء رحمهم الله حتى وان كانت نزلت في ابي بكر خاصة فهي صفة لكل من اتصل بهذه الصفة - 00:42:19ضَ
العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. يعني يكون سبب النزول مثلا نزلت في ابي بكر رظي الله عنه وهو اهل لذلك فلان هو افضل امة محمد صلى الله عليه وسلم بعد نبيها - 00:42:34ضَ
اهل لذلك ولكنها تعم كل من اتصف بهذه الصفة وما لاحد عنده من نعمة تجزى يعني ما كان يجازي الناس في هذا العمل الذي يعمله لله الا ابتغاء وجه ربه يعني كان عمله - 00:42:50ضَ
في رضا الله عملوا فيما يطلب به ثواب الله ما يطلب من احد شيء انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا يقول ما اعطيناكم لاجل تعملوا لنا كذا او تعطونا كذا وانما اعطيناكم لوجه الله - 00:43:12ضَ
وهذا ما اعطى الا ابتغاء وجه الله وجه ربه وجه ربه الاعلى الموصوف جل وعلا بالعلو المطلق علو القدر وعلو القهر وعلو الذات الله جل وعلا له العلو علو القدر - 00:43:33ضَ
في القلوب علو القهر قاهر لخلقه علو الذات هو جل وعلا مستوا على عرشه بائن من خلقه فهو جل وعلا بائن من خلقه والعرش سقف المخلوقات ما فوق العرش مخلوق - 00:43:55ضَ
العرش هو اعلى شيء في المخلوقات. والله جل وعلا مستو على عرشه. سبحانه وتعالى ان ابتغاء وجه ربه الاعلى وعلو القهر القدر وعلو القهر وعلو الذات هذه قد يوجد بعضها لبعض الاشخاص مثلا ولا يوجد الاخر - 00:44:16ضَ
فمثلا شخص في الدور الثالث عشر وواحد في الارض اللي في الدور الثالث عشر فوقه علو لكن علو ذات بنفسه هو فوق. لكن قدره الله اعلم به علو القدر محبوب في القلوب - 00:44:37ضَ
تحبه وتعظمه وهو فقير مسكين لكن الناس يجلونه ويحترمونه لما فيه من الصلاح والتقى ومحبة الله وطاعة الله. يعني هذا محبوب لله يسمى عنده شيء من العلو لا في نفسه وانما علو عند الناس. يقدرونه ويعظمونه ويحبونه - 00:44:59ضَ
هذا علو القدم علو القهر المتسلط الحاكم المتسلط المتجبر المتعالي قاهر للناس لكن الناس يلعنونه ويبغضونه وليس فوقهم في درجات وانما هو معهم لكنه متسلط عليهم فهو قاهر للناس فهذا عنده علو القهر وليس عنده علو القدر والعلو الذاتي - 00:45:25ضَ
والله وهذا تقريب وتمثيل هذه الامثلة تقريب. والله جل وعلا له العلو الكامل علو القدر وعلو القهر وعلو الذات الا ابتغاء وجه ربه الاعلى ولسوف يرضى. اللام موطئة للقسم سوف يحصل له الرضا يعطيه الله جل وعلا حتى يرضى - 00:45:55ضَ
يعطيه جل وعلا العطاء في الدار الاخرة حتى يرظى. يعطيه العطاء الجزيل وقوله تعالى وما لاحد عنده من نعمة تجزى اي ليس بذله ماله في مكافأة من اسدى اليه معروفا - 00:46:22ضَ
فهو يعطي في في مقابلة في مقابل ذلك فهو يعطيه في مقابل في مقابل ذلك. وانما دفعه ذلك ابتغاء وجه ربه الاعلى طمعا في ان يحصل له رؤيته في الدار الاخرة - 00:46:43ضَ
في روضات الجنات قال تعالى ولسوف يرضى ولسوف يرظى من اتصف بهذه الصفات لقد ذكر فقد ذكر غير واحد من المفسرين ان هذه الايات نزلت في ابي بكر الصديق رضي الله عنه - 00:47:02ضَ
والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:47:21ضَ