التفريغ
نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ما يجادل في ايات الله الا الذين كفروا فلا يغررك فلا يغررك تقلبهم في البلاد كذبت قبلهم قوم نوح والاحزاب من بعدهم - 00:00:01ضَ
وهمت كل امة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فاخذتهم فكيف كان عقاب وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا انهم اصحاب النار هذه الايات الكريمة من سورة غافر - 00:00:36ضَ
وتسمى سورة المؤمن وسورة الطول ذكر الله جل وعلا كتابه في ثاني اية من هذه السورة اميم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم ثم وصف نفسه جل وعلا بقوله غافر الذنب - 00:01:10ضَ
وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا اله الا هو اليه المصير ثم جاءت هذه الايات بعد هذه المقدمة ما يجادل في ايات الله الا الذين كفروا المجادلة المخاصمة والمحاجة - 00:01:44ضَ
والمداحظة والمراد والمجادلة نوعان مجادلة لرد الحق واظهار الباطل مجادلة في ايات القرآن بضرب بعضها ببعض وايجاد الخلافات وتوليدها للنيل من كتاب الله عز وجل وذلك كفر لقوله تعالى ما يجادل في ايات الله الا الذين كفروا - 00:02:18ضَ
وقوله جل وعلا وان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد المجادلة الاخرى الثانية قلنا نوعان مجادلة لاحقاق الحق وازهاق الباطل مجادلة لفهم الايات مجادلة لاظهار معاني الايات مجادلة لرد اعتراض المعترضين - 00:03:20ضَ
ولاظهار زيغ الزائغين وهذا محمود ومأمور به شرعا في قوله جل وعلا وجادلهم بالتي هي احسن وهذه الاخيرة وظيفة العلماء الربانيين الذين اخذوا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:04:03ضَ
يدعون اليهما وينفون عنهما انتحال المبطلين وزيغ الظالين قال ابو العالية رحمه الله ايتان ما اشدهما على الذين يجادلون في القرآن قوله جل وعلا ما يجادل في ايات الله الا الذين كفروا - 00:04:38ضَ
فلا يغررك تقلبهم في البلاد. هذه الاية التي معنا والاية الاخرى في سورة البقرة وان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان جدالا في القرآن كفر - 00:05:10ضَ
وقال عليه الصلاة والسلام فيما اخرجه ابو داوود وغيره المراء في القرآن كفر يعني ظرب بعظ الايات ببعظ لاجل ابطال الايات او اظهار الخلاف بينها والتعارض ونحو ذلك واما على سبيل الاستفهام - 00:05:38ضَ
والاستشكال ازالة هذه الشبهة عن المرء فذلك من طلب العلم المأمور به ما يجادل يخاصم في ايات الله القرآن. لان الله جل وعلا اثنى عليه في صدر السورة واخبر انه تنزيل منه - 00:06:07ضَ
الا الذين كفروا قد يقول قائل هؤلاء الكفار المعاندون المجادلون في القرآن نراهم في سعة من العيش وفي صحة من ابدانهم وفي سلامة لاموالهم ويتاجرون ويربحون ونرى لهم ظهور في الدنيا - 00:06:31ضَ
فما وجه هذا وهم اعداء الله واعداء رسوله صلى الله عليه وسلم نقول نعم قال الله جل وعلا لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم فلا يغررك تقلبهم في البلاد - 00:07:07ضَ
وقال في الاية الاخرى في سورة ال عمران لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد الله جل وعلا يملي للظالم فاذا اخذه لم يفلته - 00:07:32ضَ
ويمهل له ولا يهمله الاهمال منفي عن الله جل وعلا والامهال وارد يمهل جل وعلا ولا يهمل وهو يمهل لان العباد في قبضته وفي سيطرته وفي تصرفه جل وعلا ابن ادم من طبيعته يستعجل لما - 00:07:59ضَ
يخاف الفوات من اراد الانتقام يستعجل ويتمنى العجلة ويحرص عليها لانه يخاف ان يفوت عليه من يريد الانتقام منه واما الله جل وعلا فلا يفوت عليه شيء ولذا قال تعالى - 00:08:36ضَ
فلا يغررك تقلبهم في البلاد. لا يغررك فيها قراءتان ولا يغررك بفك الادغام وبالادغام فلا يغرك تقلبهم في تقلبهم في البلاد فلا يغرك تقلبهم في البلاد يعني انت يا محمد ترى كفار قريش - 00:08:57ضَ
يتقلبون في البلاد بالتجارة ويربحون وتسلم لهم اموالهم وتسلم لهم ابدانهم وتزيد اموالهم وفي صحة من ابدانهم فلا تظن ان هذا لمحبة الله لهم او انهم يستحقون ذلك او لفعلهم - 00:09:31ضَ
والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وهو لكل واحد من امته لا تغتر لان الله جل وعلا يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء - 00:10:01ضَ
لكن الله جل وعلا يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب فالعطاء من الدنيا لا يدل على المحبة كما انه لا يدل على الكراهية فاعطى جل وعلا خيار الصحابة كثيرا من الاموال - 00:10:29ضَ
وانعم عليهم وهم من خيار الامة واعطى الكفار كذلك من الدنيا ما احبوا كما انه جل وعلا حرم من الدنيا من خيار الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم يربط على بطنه الحجر والحجرين من شدة الجوع - 00:10:48ضَ
وهو اكرم الخلق على الله كما انه افقر كثيرا من الكفار والغنى لا يدل على المحبة كما لا يدل على الكراهية والبغض والفقر لا يدل على المحبة كما انه لا يدل على الكراهية والبغض - 00:11:22ضَ
وانما الذي يدل على المحبة من اعطاه الله جل وعلا الايمان والعمل الصالح هذا هو حبيب الله ومن حرمه الله جل وعلا من الايمان والعمل الصالح وجعله يتخبط في ظلمات الجهل والضلال فذلك البغيض عند الله - 00:11:47ضَ
ولذا قال قال جل وعلا لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم فلا يغررك تقلبهم في البلاد قال نمتعهم قليلا ثم نضطرهم الى عذاب الجحيم وقال لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل. ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد - 00:12:16ضَ
ثمان الله جل وعلا سل رسوله صلى الله عليه وسلم وعزاه وادخل عليه السرور والانس وتوعد كفار قريش بذكر حال الامم وقال جل وعلا كذبت قبلهم كذبت قبلهم قوم نوح - 00:12:44ضَ
قبلهم قبل كفار قريش كذبت قبلهم قوم نوح قوم يصح ان يؤتى بفعله مذكرا ومؤنثا. ولذا انثه على تأويل الجماعة القوم الجماعة ولذا قال كذبت ولم يقل كذب كذبت قبلهم قوم نوح والاحزاب الاحزاب - 00:13:16ضَ
المتحجبون المجتمعون المتعاونون ضد الحق والاحزاب من بعدهم من بعدي قوم نوح كذبت قبل قريش قوم نوح وهو اول رسول ارسله الله جل وعلا الى اهل الارض لانه كان بين ادم عليه السلام - 00:13:46ضَ
ونوح عليه السلام عشرة قرون يعبدون الله وحده ثم دخل ثم دخلهم من الشرك بسبب التصوير فبدأوا بعبادة الاوثان والاصنام فارسل الله جل وعلا اليهم نوحا عليه السلام وهو اول رسول - 00:14:15ضَ
وكان بين ادم ونوح عدد من الانبياء عليهم الصلاة والسلام لكن الرسل اولهم نوح كذبت قبلهم قوم نوح والاحزاب من بعدهم يعني من بعد قوم نوح وهمت كل امة برسولهم ليأخذوه - 00:14:36ضَ
همت الامم لرسولهم ليأخذوه ليقتلوه تعبر عن الاخذ بالقتل كما قال الله جل وعلا فاخذتهم فكيف كان نكير اخذتهم بمعنى اهلكتهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل. وليأخذوه والاخذ يؤتى به ويراد به الحبس - 00:15:04ضَ
همت كل امة برسولهم ليأخذوه ليقتلوه او ليحبسوه وقد قتل قتلت بعض الامم انبيائها وبعضهم ضربوه واذوه وحبسوه وهمت كل امة لرسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل وجادلوا بغير حق بل بالباطل - 00:15:42ضَ
والمجادلة الممدوحة المجادلة بالحسنى وجادلهم بالتي هي احسن لاحقاق الحق وهنا جادلوا بالباطل جادلوا الكفر والضلال ينصر الكفر يهزم التوحيد وجادلوا بالباطل ليدحضوا ليزيلوا به الحق يدحضوا به الحق والادحاض - 00:16:19ضَ
ازالة الشيء ويقال هذه ارض اي مزلة اي مزلقة ما يثبت عليها القدم ليدحضوا به الحق يعني ليزيلوا به الحق وقال الله جل وعلا فاخذتهم وكيف كان عقاب فعلوا هذه الافعال فماذا كانت النتيجة - 00:16:52ضَ
فاخذهم الله يعني اهلكهم وفي هذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم بانه اذا لم يؤمن قومك وسيكون مئالهم مئال السابقين وفي هذا وعيد للكفار بانكم ان لم تؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم اتاكم ما اتى - 00:17:23ضَ
من قبلكم من الامم لا محالة وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فاخذتهم فكيف كان عقاب فكيف كان عقابي فيها الياء فحذفت الياء واكتفي عنها بالكسرة لانها رأس اية وغالبا ما اذا كان - 00:17:47ضَ
المضاف الى ياء المتكلم رأس اية يقتصر فيه على الكسرة فكيف كان عقاب اي كان عقابي اياهم شديد لان الله جل وعلا يمهل للظالم فاذا اخذه لم يفلته فاخذتهم فكيف كان عقاب - 00:18:22ضَ
يقول الله جل وعلا وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا هذي نذارة كفار قريش كذلك مثل حال من سبق حقت معنى وجبت ولزمت كلمة ربك عذاب ربك على الذين كفروا - 00:18:52ضَ
حقت عليهم وجبت عليهم كلمة ربك بالعذاب انهم اصحاب النار انهم وقرأ انهم اصحاب النار انهم بفتح الهمزة قال علماء اللغة لانها بمعنى لانهم لانهم اصحاب النار. وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا. لانهم اصحاب النار - 00:19:25ضَ
لانهم اهل النار حقت عليهم كلمة العذاب وسيأتيهم العذاب في الدنيا لانهم اصحاب النار في الاخرة اهل النار الله جل وعلا يعلم انهم اهل النار فحقت عليهم جل وعلا كلمته - 00:20:00ضَ
وحق بمعنى وجبت وثبتت ولزمت يقال حق الشيء اذا لزم وثبت والمعنى وكما حقت على الامم المكذبة لرسلهم كلمة العذاب كلمة ربك اي وعيده على الذين كفروا الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم - 00:20:25ضَ
وجادلوه بالباطل الاية الكريمة والايات والاية الاولى ما يجادل في ايات الله الا الذين كفروا فيها التحذير من المجادلة بالباطل ورد ايات الله وضرب بعضها ببعض كما هي حال كثير من المعاندين - 00:20:55ضَ
يحاول ان يضرب بعض الايات ببعض والايات القرآنية يصدق بعضها بعضا ويؤيد بعضها بعضا فلا تخالف بينها وانما من في فكره شيء ومن لم يطمئن للايمان يرى ان بعض الايات كانها يخالف بعض والحقيقة ليست كذلك - 00:21:27ضَ
وانما ذلك لقصور فهمه ولعمى بصيرته والا فايات القرآن كلها يصدق بعضها بعضا. ويؤيد بعضها بعضا والاية دلت على كفر من جادل بالباطل ليرد الحق والعياذ بالله كما ان الحديثين السابقين يدلان على ذلك ان جدالا في القرآن كفر وفي قوله صلى الله - 00:22:01ضَ
عليه وسلم المراء يعني المخاصمة بالقرآن المراء في القرآن كفر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:22:40ضَ