تفسير ابن كثير | سورة الأنبياء
تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 21- سورة الأنبياء | من الأية 98 إلى 103
التفريغ
الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها واردون - 00:00:00ضَ
لو كان هؤلاء الهة ما وردوها وكل فيها خالدون لهم في هذا وهم فيها لا يسمعون ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون - 00:00:34ضَ
لا يحزنهم الفزع الاكبر وتتلقاهم الملائكة وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون لما حذر الله جل وعلا المشركين وخاصة مشركي قريش مما هو حاصل لهم عند قيام الساعة بين جل وعلا في هذه الايات - 00:01:09ضَ
مآلهم ومصيرهم وقال جل وعلا انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم والخطاب لمشركي قريش انكم وما تعبدون انكم وما عبدتموه من دون الله وقودوا جهنم وهم كانوا يعبدون - 00:02:03ضَ
الاصنام احجارا والواحا وتماثيل ولهذا قال جل وعلا انكم وما تعبدون ما هذه لغير العاقل فلا تدخل فيها العقلاء كعيسى وعزير والملائكة عليهم الصلاة والسلام فانهم عبدوا من دون الله - 00:02:49ضَ
فليسوا متوعدين في هذا الوعيد انما هذا الوعيد للاصنام ومن عبدها انكم وما تعبدون من دون الله انكم وما عبدتموه من دون الله حصب جهنم اي انتم واياهم حصبوا جهنم فالحصب - 00:03:36ضَ
ما يرمى ترمى به النار يحصد يرمى داخل النار ليشتعل حصدوا جهنم هذه المعبودات لا تعقل ولم تكلف بتكاليف شرعية وترفظ حتى تستحق التعذيب بالنار فما وجه رميها في النار - 00:04:16ضَ
وجه ذلك التبكيت لمن عبدها والا فانها هي لا تحس جماد يقال لمن عبدها انظر الهك الذي كنت تعبد معك في النار او انها تحمى في النار وتلصق على اجسامهم - 00:04:58ضَ
زيادة في تعذيبهم فيقال لهم هذه الهتكم التي تعبدون من دون الله اصبحت عذابا لكم في النار كما قال الله جل وعلا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة ووقود هذه النار - 00:05:42ضَ
الناس والحجارة والحجر اذا احمي يكون اشد حرارة من الحطب العادي انتم وما تعبدون من دون الله حصب. اي وقود وكل ما قذف في النار فهو حصبها وقرأ حطب جهنم بالطاء - 00:06:24ضَ
انكم وما تعبدون من دون الله حطب جهنم وقرأ حظب بالظاد قال الفر شكر لنا ان الحطب في لغة اهل اليمن الحطب وحصب وحطب كلها بمعنى واحد هي وقود النار - 00:07:05ضَ
وجهنم اسم من اسماء النار فلها اسماء كثيرة انتم لها انتم ايها المخاطبون مع معبوداتكم لها واردون يلقون فيها مقذوفون فيها انتم لها اللام في لها بمعنى على انتم عليها واردون - 00:07:49ضَ
ثم قال جل وعلا لو كان هؤلاء الهة ما وردوها لو ان ما عبدتم من دون الله يستحق العبادة وله حق في العبادة ما ورد النار لكن بهذا يتضح انه لا حق له في العبادة ولا يستحق ان يعبد - 00:08:30ضَ
ومن لا يدفع عن نفسه برا فمن باب اولى لا يدفع عن غيره فمن كان كذلك فلا يستحق ان يصرف له شيء من انواع العبادة لو كان هؤلاء التي عبدتم من دون الله - 00:09:12ضَ
الهة لها شيء من العبادة والالوهية ما وردوها يعني ما وردوا النار وكل فيها خالدون كل اي كل من اشرك بالله وما عبوداتهم التي عبدوها من دون الله فهم خالدون - 00:09:40ضَ
في النار ولا يدخل في ذلك من استثنى الله جل وعلا في الاية اللاحقة لهم فيها زفير الزفير الانين وخروج الصوت بشدة من شدة الالم والايجاع لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون - 00:10:24ضَ
ايها المعذبون في النار لا يسمعون فهم يحشرون يوم القيامة كما قال الله جل وعلا في سورة الاسراء ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما يحشرون عميا وبكما لا يتكلمون - 00:11:28ضَ
وصما لا يسمعون والعياذ بالله وكونهم لا يسمعون اشد في نكالهم وتعذيبهم لان المرء اذا تألم بشيء ووجد غيره يتألم مثل المه كان في ذلك تسليح له يعني ان المصيبة - 00:12:02ضَ
عام وليست خاصة به لكن اذا كان والعياذ بالله بهذه الصفة اعمى اصم ابكم لا يشعر ان احدا يعذب مثل فيتصور ان العذاب خاص به وحده وذلك اشد في النكال - 00:12:42ضَ
قال ابن مسعود رضي الله عنه في هذه الاية اذا بقي في النار من يخلد فيها جعلوا في توابيت من نار ثم جعلت تلك التوابيت في توابيت اخرى ثم تلك التوابيت في توابيت اخرى عليها مسامير من نار - 00:13:19ضَ
فلا يسمعون شيئا ولا يرى احد منهم ان في النار احدا يعذب غيره وفي قوله رضي الله عنه اذا بقي في النار من يخلد فيها وذلك ان النار يدخلها اصناف من الناس - 00:13:49ضَ
منهم من يخلد فيها وهم الكفار المشركون بالله الذين عبدوا الله وعبدوا معه غيره هؤلاء مخلدون في النار لا يخرجون منها ومن عاداهم من عصاة الموحدين ومرتكب الكبائر من الموحدين - 00:14:20ضَ
والواقعين في الاثام ممن افردوا الله جل وعلا بالعبادة اذا لم يعفو الله جل وعلا عنهم دخلوا النار وعذبوا فيها بقدر ذنوبهم ثم يخرجون يخرجون من النار بشفاعة الشافعين وبتجاوز الله جل وعلا عنهم - 00:14:58ضَ
فلا يخلد في النار الا الكفار واما العصاة من الموحدين فانهم ان دخلوا النار يبقون فيها ما شاء الله جزاء ذنوبهم ثم يخرجون منها الى الجنة فاذا اخرج من يريد الله جل وعلا اخراجه من النار - 00:15:37ضَ
جعل كل واحد من المعذبين في النار بهذه التوابيت التي ذكر ابن مسعود رضي الله عنه وقيل في قوله جل وعلا وهم فيها لا يسمعون اي لا يسمعون ما يسرهم - 00:16:12ضَ
والا فيسمعون ما يتوعدون به من العذاب ثم لما بين جل وعلا حال الاشقياء من المشركين وعبدة الاوثان بين جل وعلا حال السعداء حتى لا يتوهم ان جميع من عبد من دون الله يستحق العذاب - 00:16:36ضَ
فهناك من عبد من دون الله وهو لا يرضى بهذه العبادة فمن عبد من دون الله من العقلاء ان رضي بهذه العبادة فهو داخل في هذا الوعيد وان لم يرظ بهذه العبادة - 00:17:13ضَ
فليس بداخل في الوعيد وبين الله نجاته في هذه الاية في قوله تعالى ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون فمن عبد من دون الله وهو راض فهو من رؤساء الطواغيت - 00:17:41ضَ
وهو متوعد بالوعيد الشديد كالكبرا والعظماء اذا صرف لهم شيء من انواع العبادة ورضوا بذلك وهم داخلون في هذا الوعيد واما من عبد من دون الله من الصالحين وهو غير راض ولا يرضى الصالح بان يعبد من دون الله ابدا - 00:18:15ضَ
فهو مستسلم في قوله جل وعلا ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون ان ان هنا ان الذين قال بعض المفسرين رحمهم الله بمعنى الا في قوله جل وعلا - 00:18:53ضَ
لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون ان الذين سبقت لهم منا الحسنى. اي الا الذين سبقت لهم منا الحسنى اي وعدهم الله جل وعلا الوعد الجميل الحسنى الخصلة الحسنى - 00:19:28ضَ
وهم الذين وفقهم الله جل وعلا لعبادته وبشروا بالجنة او سبقت لهم منا الحسنى اي الجنة سبق في علم الله جل وعلا انهم من اهل الجنة ووفقوا للعمل الصالح الذي يرضي الله سبحانه وتعالى - 00:20:00ضَ
اولئك عنها مبعدون. اسم الاشارة للبعيد اشارة لعلو منزلتهم والضمير في عنها يعود الى جهنم اولئك عنها مبعدون اي بعيدين عن النار لا يسمعون حسيسها لا يسمعون حسها ولا صوتها - 00:20:32ضَ
لا يسمعون حركة النار ولا تقلبها باهلها لان المرأة اذا كان في نعيم وسمع تعذيب غيره قد يتألم لذلك وبين جل وعلا انهم بعيدون عن النار لا يسمعون حسيسها قال بعض المفسرين - 00:21:08ضَ
حشيشها حيات تلسع من امرت بلسعه من اهل النار تقول حسحس روي عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حيات على الصراط تقول حسحس - 00:21:48ضَ
وعن ابن عثمان النهدي قال حيات على الصراط تلسعهم فاذا لسعتهم قالوا حسحس وقال ابن مسعود ابن عباس رضي الله عنه لا يسمع اهل الجنة حسيس النار اذا نزلوا منزلهم من الجنة - 00:22:19ضَ
قد يرون تعذيبا الكفار في بعض الحالات كما الله جل وعلا في سورة الصافات قال هل انتم مطلعون فاطلع فرآه في سواء الجحيم قال تالله ان كدت لتردين ولولا نعمة ربي لكنت من المحظرين - 00:22:50ضَ
وقد يرى المؤمن تعذيب من اذاه في الدار الدنيا ليزداد سرور المؤمن وليزداد الم الكافر والفاجر فيطلع على ذلك المؤمن من باب التشفي والسرور بما هو فيه وما يكون عدوه فيه من العذاب الاليم - 00:23:22ضَ
لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون في مشاة اي تميل اليه انفسهم وتهواه خالدون مستمرون دائما وابدا فالمرء اذا كان في نعمة في الدنيا وتذكر انه تاركها منتقل عنها او مأخوذة من يديه - 00:24:02ضَ
تعلم لكنه في الجنة اذا كان في النعيم فانه موقن بانه مستمر بما هو فيه من النعيم وذلك زيادة في السرور والفرح وهم فيما اشتات انفسهم خالدون مستمرون دائما وابدا - 00:24:36ضَ
لا يحزنهم الفزع الاكبر لا يحزنهم الفزع الاكبر لا يتألمون ولا يحزنون ولا يخافون مما امامهم من اهوال يوم القيامة لانهم بشروا بالجنة قبل ان يفارقوا الدنيا عند الاحتضار كما قال الله جل وعلا - 00:25:10ضَ
ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون وذلك عند الاحتضار المؤمن يرى مكانه قبل ان يفارق الدنيا ولذا لا يحزن - 00:25:51ضَ
من اهوال يوم القيامة ولا يخاف لانه بشر بالنعيم لا يحزنهم الفزع الاكبر عند النفخة الثانية وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون تتلقاهم الملائكة عند القيام من قبورهم لتبشرهم بالجنة - 00:26:23ضَ
وتتلقاهم الملائكة عند ابواب الجنة لتهنئهم بذلك وتتلقاهم الملائكة قائلين لهم هذا يومكم الذي كنتم توعدون هذا اليوم الذي تسرون فيه وتفرحون فيه بالنعيم الذي وعدتم به في حال الدنيا - 00:27:01ضَ
وعملتم من اجله قبل ان تروه ايمانا بالله وبما جاء عن الله وايمانا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء عن رسول الله والايمان بالغيب فيما اخبر الله جل وعلا به - 00:27:30ضَ
احد اركان الايمان الستة لا يتم ايمان المرء حتى يؤمن بالغيب بما اخبر الله جل وعلا واخرج الامام احمد والترمذي وحسنه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:27:54ضَ
ثلاثة على كثبان المسك يعني ثلاثة اصناف لا يهولهم الفزع الاكبر يوم القيامة رجل ام قوما وهم له راضون ورجل كان يؤذن في كل يوم وليلة وعبد ادى حق الله وحق مواليه - 00:28:22ضَ
هؤلاء لا يهولهم الفزع الاكبر يوم القيامة وتتلقاهم الملائكة تستقبلهم عند قيامهم من القبور وعند دخولهم الجنة على ابواب الجنة والله جل وعلا يبين لعباده في هذه الايات الكريمة مآل الناس في الدار الاخرة - 00:28:53ضَ
وليس هناك الا جنة عرضها السماوات والارض او نار وقودها الناس والحجارة فبين جل وعلا ما توعد به من كفر به وبين جل وعلا عقب ذلك مآل من امن به - 00:29:36ضَ
وصدق رسله ليكون المرء على بصيرة من امره فان اطاع الله واتبع الرسل فمآله الى الجنة وان عصى الله واشرك به فمآله الى النار والمرء العاقل يحذر الشرك على نفسه - 00:30:01ضَ
وهناك شرك اكبر وشرك اصغر والشرك الاكبر صاحبه مخلد في النار دائما وابدا وقد يقع في الشرك الاكبر من يصلي ويصوم ويزكي ويحج اذا صرف شيئا من انواع العبادة لغير الله - 00:30:34ضَ
اذا توجه الى غير الله جل وعلا في طلب النفع او دفع الظر فيما لا يقدر عليه الا الله اذا اتخذ الشفعاء والوسطاء بينه وبين الله جل وعلا كما قال الله جل وعلا عن المشركين - 00:31:09ضَ
ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى فالمشركون يعلمون ان الله هو الاله الاكبر الاعظم لكنهم عبدوا الهة معه من دونه زعما منهم انها تقربهم الى الله وذلك زعم خاطئ كاذب باطل - 00:31:37ضَ
لان الله جل وعلا يقول ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ويقول في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من اشرك معي من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه - 00:32:08ضَ
ويقول الله جل وعلا في حق من يصلي ويصوم ويزكي ويحج وهو يعبد معه غيره وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا عمله هذا لا قيمة له والله جل وعلا لا ينفع عنده العمل - 00:32:36ضَ
الا اذا كان خالصا لوجهه صوابا على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم واما ما اريد به غيره فهو مردود على صاحبه كثير من الناس يقع في الشرك الاكبر من حيث لا يشعر - 00:33:08ضَ
كثير ممن يدعي الاسلام يقع في الشرك الاكبر وهو في شركه هذا اشد من مشركي قريش وما ذاك الا بسبب جهله جهله لحقيقة التوحيد فوقع في الشرك اذا توجه الى الولي الفلاني في زعمه - 00:33:40ضَ
او السيد الفلاني او الضريح الفلاني او من يستغاث به من الاموات اذا توجه اليه بطلب نفع او بدفع ضر او بشفاء مريظ او برد غائب فقد حبط عمله كله - 00:34:14ضَ
الا ان يتوب قبل الممات يقول الله جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء والعبادة لله وحده والتوجه الى غيره جل وعلا في اي نوع من انواع العبادة - 00:34:38ضَ
شرك اكبر والكثير منا يرى كثيرا من المسلمين الذين يدعون الاسلام يتزاحمون عند قبور الاولياء المزعوم انهم اولياء والا فالله جل وعلا اعلم بحالهم اهم اولياء لله في روضة من رياض الجنة - 00:35:10ضَ
ام اعداء لله في حفرة من حفر النار كثير ممن يدعي الاسلام يتزاحمون عند هذه القبور يطلبون منها النفع او يطلبون منها دفع الظر يطلبون منها شفاء المريض او رد الغائب - 00:35:39ضَ
او سلامة الولد او النجاح في الامتحان او ان يوجد له عمل يعيش منه او نحو ذلك من الطلبات التي لا يصح ان توجه الا الى الله جل وعلا فاذا توجه بها لغير الله فقد اشرك مع الله جل وعلا في عبادته - 00:36:01ضَ
فخسر حينئذ دنياه واخرته وحبط عمله كله يقول الله جل وعلا لافضل رسله واكرم خلقه ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولا تكونن من الخاسرين - 00:36:27ضَ
سل الله فاعبد وكن من الشاكرين ويقول صلى الله عليه وسلم الدعاء مخ العبادة وفي حديث الدعاء هو العبادة فاذا دعا المرء مخلوقا في اي نوع من انواع الدعاء سواء كان هذا المخلوق ميت او غائب - 00:36:50ضَ
فسأله شيئا من خصائص الله جل وعلا لا يقدر عليه الا الله فقد اشرك مع الله جل وعلا غيره وحينئذ يحبط عمله كله الا ان يستدرك ذلك بالتوبة فاذا وفق لاستدراك ذلك بالتوبة وتاب الى الله فالله جل وعلا يتوب على من تاب - 00:37:23ضَ
والتوبة تجب ما كان قبلها بحري بالمؤمن الذي يرجو ثواب الله جل وعلا ان يسعى جاهدا في تنبيه من يقع في مثل هذه الضلالات والجهالات العظمى التي تحبط العمل ينبه على ذلك ويدعو الى الله جل وعلا - 00:37:54ضَ
فيقول له ثواب دعوته ومثل ثواب من اهتدى على يديه من غير ان ينقص من اجورهم شيء ويوضح لهم بانه لا يصح التوجه الى غير الله جل وعلا فيما لا يقدر عليه الا الله - 00:38:27ضَ
ولا يصح ان نجعل وسطاء او شفعاء او وجهاء بيننا وبين الله جل وعلا فالله جل وعلا قريب من عباده وهو الذي يسمع الدعاء ومن غاب عنك لا يسمع ما تقول - 00:38:52ضَ
يقول الله جل وعلا واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون فهل يليق بالعاقل ان يترك دعاء من يقول هذا القول - 00:39:13ضَ
ويتوجه الى ميت او شجر او حجر او حيوان يسأله وهو لا يسمع ولا يدري عنه شيئا فمن في القبور لا يسمعون ولا يدرون من الامر شيئا ولا يسمعون من يناديهم - 00:39:38ضَ
وهم بين رجلين اما رجل في روضة من رياض الجنة لا يدري عنك شيئا او في حفرة من حفر النار مشغول بنفسه لو كان يملك من الامر شيئا ما صار في هذا العذاب - 00:40:03ضَ
فيجب على العاقل ان يتنبه لهذا الامر وان ينبه غيره ويدعو الى الله جل وعلا على بصيرة وعلم ومعرفة ليكون من اتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله جل وعلا قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله - 00:40:27ضَ
ايوة ما انا من المشركين هذا وارجو الله جل وعلا ان يمن علي وعليكم بالعلم النافع والعمل الصالح وان يرزقنا جميعا الفقه في الدين. لنعبده جل وعلا على بصيرة وعلم. وصلى الله وسلم وبارك على - 00:40:59ضَ
على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:41:21ضَ