التفريغ
لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ووضع الكتاب وجيء بالنبيين وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون - 00:00:00ضَ
ووفيت كل نفس ما عملت وهو اعلم بما يفعلون وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا وقال لهم خزنتها الم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم يتلون عليكم ايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا - 00:00:46ضَ
قالوا بلى ولكن قيل ادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها هذه الايات الكريمة من سورة الزمر جاءت بعد قوله جل وعلا ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله - 00:01:29ضَ
ثم نفخ فيه اخرى. فاذا هم قيام ينظرون واشرقت الارض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون يقول الله جل وعلا واشرقت الارض بنور ربها. اشرقت - 00:02:07ضَ
بمعنى اضاءت اضاءت الارض ومن المعلوم في ذلك اليوم انه لا شمس ولا قمر ولا نجوم فهذا الاشراق الذي حصل قهوة من نور الله جل وعلا حينما يأتي جل وعلا لفصل القضاء - 00:02:38ضَ
بين العباد ام هو بنور العدل لان الله جل وعلا يحكم بين عباده في ذلك اليوم في حكم عدل لا جور فيه ولا ظلم ولا زيادة في السيئات ولا نقص من الحسنات - 00:03:11ضَ
ولا نسيان لشيء ولا اثبات شيء لم يكن بخلاف حال الدنيا النبي صلى الله عليه وسلم وهو افضل الخلق على الاطلاق. ويأتيه الوحي من السماء عليه الصلاة والسلام. يقول انما انا بشر - 00:03:35ضَ
انكم تختصمون الي وانما انا بشر ولعل بعظكم يكون الحن بحجتي من بعظ فاحسب انه صادق ويحصل في الدنيا الحكم احيانا على خلاف الواقع والحقيقة بسبب قوة الحجة من بعضهم - 00:03:57ضَ
وكونه مثلا يجادل والاخر ظعيف الجدال او يأتي ببينات مزورة الاول والثاني لا يستطيع ان يثبت حقه ونحو ذلك واما في الاخرة فالله جل وعلا يحكم بالعدل قال بعض المفسرين - 00:04:24ضَ
الاشراق هذا بنور العدل لان الظلم والجور ظلمات والعدل نور وبرهان وظياء شاطع وقيل ان هذا نور يوجده الله جل وعلا بامره تعالى والله جل وعلا يقول اشرقت الارض ومعنا اشرقت الارض اضاءت - 00:04:48ضَ
كما يقال اشرقت الشمس بمعنى اضاءت ويقال شرقت الشمس بمعنى طلعت سواء كان فيها ضوء او لم يكن فيها ضوء. فيها نور او لم يكن شرقت بمعنى طلعت واشرقت بمعنى اطاء اضاءت - 00:05:20ضَ
والله يقول تعالى واشرقت الارض. وهذه الارض ليست هي ارض الدنيا وانما هي ارض المحشر. لانها تبدل الارض غير الارض وذلك في عرصات القيامة واشرقت الارض بنور ربها اي يقول - 00:05:42ضَ
بعدل ربها قاله الحسن وغيرها الحسن البصري رحمه الله وقال الظحاك بحكم ربها والمعنى ان الارض اضاءت وانارت بما اقامه الله جل وعلا من العدل بين اهلها وما قضى به من الحق فيهم فالعدل نور والظلم ظلمات - 00:06:04ضَ
وقيل هذا نور حينما يتجلى الله جل وعلا للعباد للفصل بينهم والله جل وعلا في هذه الخلق خلق الناس للمرة الثانية يكون عندهم من القدرة ما يستطيعون به ان يشاهدوا نور الله جل وعلا - 00:06:30ضَ
واما في الدنيا فلا يستطيع البشر ان يدرك ويقوى على اطلاع على نور الله جل وعلا كما سأل موسى عليه الصلاة والسلام ربه رب ارني انظر اليك. قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل - 00:06:54ضَ
فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا والله يقول لن تراني اي في الدنيا. واما في الاخرة فالمؤمنون يرون الله جل وعلا ويتلذذون - 00:07:17ضَ
يتنعمون بذلك الذ شيء عند اهل الجنة النظر الى وجه الله الكريم جل وعلا اما الكفار فانهم محجوبون عن رؤية الله جل وعلا كما قال تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ - 00:07:40ضَ
محجوبون فهذا النور كما سمعنا قال فيه العلماء ثلاثة اقوال انه بالعدل والحكم بالصواب وقيل نور يخلقه الله جل وعلا في ارض المحشر وقيل هو من نور الله جل وعلا. والله جل وعلا كما قال في كتابه العزيز الله نور السماوات والارض - 00:08:00ضَ
وقرأ واشرقت بالبناء للمجهول وقراءة الجمهور واشرقت الارض بنور ربها وقرأ من القراءات السبع واشرقت الارض ووضع الكتاب؟ ما هذا الكتاب هو اللوح المحفوظ لان فيه اعمال بني ادم وفيه كل شيء - 00:08:33ضَ
سجله الله جل وعلا امر القلم ان يكتب فكتب ما هو كائن الى يوم القيامة وقال قتادة يعني الكتب والصحف التي فيها اعمال بني ادم فاخذ كتابه بيمينه واخذ كتابه بشماله ومن وراء ظهره - 00:09:08ضَ
وقيل هذا الكتاب هو كما يقال وضع المحاسب كتابة يعني وضع الكتاب لغرظ المحاسبة محاسبة العباد وجيء بالنبيين والشهداء يجاؤوا بالانبياء يسأل عن طاعة اممهم لله جل وعلا ايخبرونا بما اجابتهم به اممهم - 00:09:40ضَ
وجيء بالنبيين والشهداء ما المراد بالشهداء الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله يستشهدون يوم القيامة ويشهدون على من نصر دين الله جل وعلا وقيل المراد بالشهداء هم امة محمد صلى الله عليه وسلم - 00:10:21ضَ
وامة محمد صلى الله عليه وسلم شهداء على الناس لان بان انبيائهم قد بلغوهم كما قال الله جل وعلا وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا - 00:10:55ضَ
وكيف تشهد امة محمد صلى الله عليه وسلم وهي اخر الامم على ان نوح عليه السلام بلغ وعلى ان موسى بلغ وعلى ان ابراهيم بلغ كيف تشهد نعم يشهدون بان الانبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم بلغوا رسالة الله - 00:11:24ضَ
فيقال لهم ما شهادتكم؟ فيقولون اخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم بان الرسل صلوات الله وسلامه عليه عليهم اجمعين بلغوا اممهم فنحن نشهد على شهادة النبي صلى الله عليه وسلم المبلغ من الله جل وعلا - 00:11:49ضَ
وقيل الشهداء من الملائكة لان الملائكة شهداء على بني ادم في اعمالهم الحسنة والسيئة كما قال الله جل وعلا وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد سائق من الملائكة يسوقها الى ارض المحشر. وشهيد يشهد على عليها بعملها - 00:12:17ضَ
وجيء بالنبيين والشهداء. وقضي بينهم بالحق قضي بينهم بالحق الله جل وعلا يقضي بين العباد في ذلك اليوم بالحق والانبياء والشهداء لاقامة الحجة ولقطع حجة اولئك الذين كذبوا والا فالله جل وعلا لا يحتاج الى شهيد - 00:12:51ضَ
ولا الى مخبر ولا الى كتاب يرجع اليه فهو جل وعلا عليم بما قدم العباد من خير وشر شقيقه وجليله فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. فالله جل وعلا لا يخفى عليه شيء من اعمال العباد - 00:13:30ضَ
وهو جل وعلا محيط بذلك ولا يحتاج الى كتابة ولا الى شهداء ولا الى غير ذلك وانما يجاء بهذا هؤلاء لقطع حجة الظالمين وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون لا يمكن ان يظلموا لا ظلم اليوم - 00:14:05ضَ
الله جل وعلا لا يظلم العباد شيئا. ولكن الناس انفسهم يظلمون فلا ظلم لا زيادة السيئات ولا نقص من الحسنات ولا بخس من الثواب فليوفون اجورهم يعاقبون على سيئاتهم اذا لم يعفوا الله جل وعلا - 00:14:30ضَ
توفيت كل نفس ما عملت اعطيت كل نفس ثواب عملها الحسن وعقوبة عملها السيء ان لم يعفو الله جل وعلا فالثواب لا ينقص منه. بل يزاد فضل من الله واحسان - 00:15:02ضَ
والسيئات لا يزاد فيها بل ينقص منها ويعفو الله جل وعلا عن الكثير وتقدس فهو لجوده وكرمه يزيد في الحسنات ولا يزيد في السيئات. وينقص جل على من السيئات ولا ينقص من الحسنات - 00:15:30ضَ
وهو اعلم بما يفعلون. عليم جل وعلا بافعال العباد فليس بحاجة الى محاسبة ولا الى دفاتر ولا الى كتاب ولا الى شهداء بل هو محصن على العباد اعمالهم صغيرها وكبيرها - 00:15:57ضَ
وهو اعلم بما يفعلون. ثم ذكر جل وعلا المآل بعد ذلك بعد الحساب والنقاش سؤال والجواب قال تعالى وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا سيقوا الى جهنم بعنف وشدة وقسوة - 00:16:21ضَ
حال كونهم جماعات جماعات واصل الزمر الصوت الزمر الصوت وظهوره فلما كان الجماعات غالبا ما يكون لها صوت سميت بهذا الاسم هو انهم يساقون جماعات كل فريق مع فريقه كل اهل - 00:16:51ضَ
صنف مع صنفه حتى اذا جاءوها فتحت ابوابها هي مغلقة مغلقة الابواب فاذا جاءوها فتحت لهم ودفعوا لها قذفوا اليها بشدة والعياذ بالله وهنا قال فتحت ابوابها وهناك في اهل الجنة حتى اذا ما جاءوها كما سيأتينا ان شاء الله فتحت ابوابها. فكلاهما مغلقة - 00:17:22ضَ
الاماكن الخيرة والحسنة لا تترك مطلقة مفتوحة بل هي مغلقة كذلك الاماكن السيئة لا تترك مفتوحة هكذا بل هي مغلقة. فمثلا السجون لا تترك مفتوحة وانما هي مغلقة فاذا جيء بالسجين - 00:17:59ضَ
فتح له الباب وقذف فيه وكذلك القصور ومنازل الكرامات لا تترك مفتوحة وانما هي مغلقة فاذا جيء بالوفود اليها فتح لهم واذن لهم في الدخول وفتحت ابوابها وعندما يقذفون فيها يؤبخون - 00:18:22ضَ
ويلامون يجمع لهم بين عذاب البدن وعذاب الروح والنفس التوبيخ واللوم فتحت ابوابها وقال لهم خزنتها. خزنة جهنم من الملائكة كما قال الله جل وعلا عليها تسعة عشر قال لهم خزنتها الم يأتكم رسل منكم - 00:18:50ضَ
من جنسكم تعرفونهم وتعرفون صدقهم يتلون عليكم ايات ربكم. يتلون عليكم الايات المنزلة من الله جل وعلا الامر بعبادته وحده لا شريك له وترك عبادة ما سواه الم يحصل هذا - 00:19:22ضَ
ما الذي جاء بكم الينا الى هذا الموقف قالوا بلى قد جاءنا الرسل يتلون عليكم ايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا يخوفونكم مصيركم هذا قد خوفوكم واخبروكم عن النار واستهزأتم وسخرتم بهم - 00:19:49ضَ
كما قال احد كفار قريش يزعم محمد ان خزنت جهنم تسعة عشر انا اكفيكم سبعة عشر وعليكم يا بقية كفار قريش اثنين ما تعجزون عنهم والله جل وعلا وصفهم بانهم ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم - 00:20:18ضَ
ويفعلون ما يؤمرون لا يقوم لهم شيء وينذرونكم لقاء يومكم هذا يوم القيامة ومصيركم الى النار قد انذروكم. قالوا لكم ان اطعتم الله فلكم الجنة. واذا عصيتموه فلكم النار وخوفوكم النار - 00:20:46ضَ
الم يحصل هذا؟ قالوا بلى. قد حصل قالوا بلى يعني قد حصل وجاءتنا الرسل ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين ولكن حكم الله جل وعلا ازلا علينا بذلك فاستحققنا. ما استحققناه بمعصيتنا - 00:21:12ضَ
وهم بمعصيتهم عصوا الله جل وعلا فاستحقوا النار والله جل وعلا قال في كتابه لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين. يعني من الجن والانس وعد النار بملئها ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين - 00:21:36ضَ
ادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها. والابواب سبعة لكل باب منهم نصيب وهم ومنازل النار دركات بعضها اسفل من بعض والعياذ بالله ادخلوا ابواب جهنم ويبشرون بهذه البشارة التي هي الخلود - 00:22:02ضَ
المرء في حال الدنيا حينما يساق الى السجن يتوقع انه لن يدوم ولن يبقى ايام او اشهر او سنوات ويخرج لكن هنا والعياذ بالله يقال لهؤلاء حين دخولهم قبل ان يدخلوا ادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها. يعني مقيمين فيها دائما وابدا. مستمرين دائما وابدا - 00:22:32ضَ
خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين بئس مثوى المتكبرين اين المخصوص بالذم بئس كما هو معلوم من افعال الذنب بئس مثوى المتكبرين جهنم. لانه قال ادخلوا ابواب جهنم فبئس مثوى المتكبرين جهنم - 00:23:03ضَ
والمسوى هو مكان الاقامة بئس المقام مقامكم جهنم والله جل وعلا ينذر عباده في هذه الايات ويقيم عليهم الحجة ويصور جل وعلا احوال يوم القيامة كانها رأي عين. لمن وفقه الله للاعتبار والتبصر والنظر - 00:23:30ضَ
استعداد لذلك اليوم يصور جل وعلا عرصات القيامة ومآل الناس كأنهم يشاهدون ذلك قبل ان يحصل ليتعظ من له قلب من اراد الله جل وعلا هدايته وسأل الله جل وعلا الهداية والاستقامة على الحق - 00:24:01ضَ
والله جل وعلا يعطيه ما سأل ومن اعرض وتكبر وعصى الله جل وعلا فهذا المآل هو مآله لا محالة لانه لا منزلة في الاخرة سوى الجنة والنار فمن اطاع الله جل وعلا فله الجنة - 00:24:26ضَ
ومن عصى الله جل وعلا الذي لا يستحق ان يعصى فله النار ولا منزلة بينهما وصور الله جل وعلا وبين اهل الجنة وبين صفاتهم كما صور وبين اهل النار وصفاتهم - 00:24:47ضَ
ليكون المرء على اهبة واستعداد وحذر فيرجو رحمة الله جل وعلا والجنة ويهرب من سخط الله جل وعلا وعذابه والنار. والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:25:07ضَ
وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:25:29ضَ