تفسير ابن كثير | سورة الحج

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 29- سورة الحج | من الأية 63 إلى 66

عبدالرحمن العجلان

لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم المتر ان الله انزل من السماء ماء فتصبح الارض مخضرة ان الله لطيف خبير - 00:00:00ضَ

له ما في السماوات وما في الارض وان الله لهو الغني الحميد الم ترى ان الله سخر لكم ما في الارض والفلك تجري في البحر بامره ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه ان الله بالناس لرؤوف رحيم - 00:00:29ضَ

وهو الذي احياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ان الانسان لفور في هذه الايات الكريمة استدلال على ما تقدم من الايات قبلها وهي قوله جل وعلا ذلك بان الله هو الحق - 00:00:55ضَ

وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير هذه الاية العظيمة التي اخبر الله جل وعلا لانه هو وحده الحق وان كل ما يدعى من دونه باطل - 00:01:25ضَ

اتباع للهوى والشيطان ولا اصل له ولم يرد في دين من الاديان ولا في كتب من من الكتب السماوية ان مع الله الها اخر بل هو وحده المستحق للعبادة دون غيره - 00:01:53ضَ

وان عبادة غيره باطل اتباع الهواء والشيطان والشيطان يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير ذلك بان الله هو الحق. وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير - 00:02:24ضَ

قال جل وعلا بعد هذه الاية الم تر ان الله انزل من السماء ماء فتصبح الارض مخضرة من يستطيع ذلك غير الله لا احد الم تر الاستفهام هنا التقرير كما قاله - 00:02:51ضَ

ائمة اللغة الخليل ابن احمد وسيباويه رحمهم الله وهنا ترى علمية وليست بصرية وان كان المطر يرى ونزوله لكن هذه علمية لان انزاله لا يرى من اين الم تعلم ان الله انزل من السماء ماء - 00:03:19ضَ

وهذا الماء هو المطر فتصبح الارض مخضرة ينزل المطر فتحيا الارض اخظر بالنبات بقدرته جل وعلا وامره تخضر بالنبات او تخضر بنزول المطر عليها قبل ان ينبت النبات كما قال الله جل وعلا - 00:04:02ضَ

فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت تتحرك وتزيد وتربو فتصبح الارض مخضرة اي ذات خضرة في النبات فيها ذات خضرة كما يقال الارض مشبعة بمعنى ذات السباع وصيغة الاستقبال هنا - 00:04:37ضَ

نصبح فتصبح الارض مخضرة استحضار السورة والاستمرار في ذلك وان هذه الخضرة تستمر باذن الله تعالى وهنا ذكر جل وعلا ستة نعم عظيمة تفظلا منه واحسان للخلق مستدلا بها جل وعلا على انه هو الحق - 00:05:14ضَ

وانه هو صاحب النعم والمتفضل على خلقه في قوله جل وعلا الم تر ان الله انزل من السماء ماء الثانية قوله جل وعلا له ما في السماوات وما في الارض - 00:05:59ضَ

الثالثة قوله جل وعلا المتر ان الله سخر لكم ما في الارض والرابعة وسخر والفلك تجري بامره والخامسة قوله ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه والسادسة قوله جل وعلا وهو الذي احياكم - 00:06:19ضَ

ثم يميتكم ثم يحييكم ان الانسان لكفور خمسة ادلة وخمس وستة ادلة وست نعم عظيمة امتن بها جل وعلا على عباده استدلالا بانه جل وعلا هو الحق وحده لا شريك له - 00:06:46ضَ

فتصبح الارض مخضرة ان الله لطيف خبير لطيف يصل جل وعلا علمه الى كل دقيق وجليل لا تخفى عليه خافية الخبير هو الذي احاط بكل شيء علما وان دق وخفي - 00:07:11ضَ

على الناس وقيل لطيف هنا بمعنى انه لطيف بارزاق عباده يلطف جل وعلا بعباده فيرزقهم من حيث لم يحتسبوا وقيل لطيف بمعنى استخراج النبات الخفي من باطن الارض بلطفه جل وعلا - 00:07:42ضَ

وعلمه بما دق وخفي خبير اي صاحب خبرة بتدبير شؤون عباده جل وعلا فهو جل وعلا يعلم ما ظهر وما خفي وقيل معنا هنا خبير في هذه الاية بانه جل وعلا يعلم يعلم ما تنطوي عليه - 00:08:19ضَ

قلوب العباد من استبطاء الرزق استبطاء المطر وهو جل وعلا موصوف في هذين الوصفين وهذين الاسمين الكريمين على ما يليق بجلاله وعظمته على نحو ما تقدم من غير مشابهة لخلقه جل وعلا - 00:08:56ضَ

على له ما في السماوات وما في الارض ما في السماوات وما في الارض ملك له يتصرف فيه جل وعلا كيفما شاء فهم عبيده وهو ربهم جل وعلا وان الله لهو الغني الحميد - 00:09:24ضَ

هو الغني عن خلقه فهم ملك له وهو جل وعلا غني عنهم الحميد المستحق للحمد وحده لا شريك له فله الحمد المطلق له الحمد من جميع الوجوه له الحمد باسمائه وصفاته - 00:09:55ضَ

له الحمد بخلقه ورزقه له الحمد بالوهيته وعظمته جل وعلا فهو المحمود بكل لسان وعلى كل حال المتر ان الله سخر لكم ما في الارض هذه هي النعمة الثالثة والدليل الثالث - 00:10:22ضَ

على انه اله الحق وحده لا شريك له سخر لكم ما في الارض جعل كل ما في الارض مسخرا لبني ادم يستفيدون منه ويقضون منه مصالحهم ومآربهم سخر لهم ما خلقه في هذه الارض - 00:10:49ضَ

من الاشجار والجبال والدواب والطير وسائر الحيوانات كلها لمصالح العباد هيأها وذللها ويسرها لهم تفضلا منه واحسان جل وعلا وسخر لهم الشيء العظيم الذي لا يستطيعون الاستفادة منه لولا تسخير الله جل وعلا - 00:11:22ضَ

كالحديد القوي وكالنار الشديدة المحرقة سخرها جل وعلا لعباده ينتفعون بها كيفما شاءوا ويسلمون من ضررها باذنه تعالى والفلك تجري في البحر بامره الفلك داخل تحت عموم قوله سخر لكم ما في الارض - 00:12:03ضَ

ولكن لكون تسخيرها نعمة عظيمة تستحق الانتباه والشكر لله جل وعلا على خلاف معتاد الناس الفلك تطلق كلمة الفلك على السفينة الواحدة وعلى السفن بلفظ واحد لا يتغير فولك يقول هذه - 00:12:40ضَ

السفينة فلك فلان وهذه السفن فلك فلان وكلمة فلك تطلق على المفرد وعلى الجمع مفرد على وزن قفل فولك جمع على وزن بدن جمع مثلها فلك والمراد بها السفن التي في البحر - 00:13:18ضَ

وهذه السفن العظيمة في الماء بقدرة الله جل وعلا لا تنزل في الماء وتمشي بقدرة الله جل وعلا حسب ما يوجهها قائدها وتحمل الاثقال العظيمة ولا تنزل في قعر البحر - 00:14:03ضَ

النعمة الخامسة يمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه السمع هذه الاجرام العظيمة الثقيلة كما قال عليه الصلاة والسلام حطت السماء وحق لها ان تعض والاطيق صوت الحمل الثقيل - 00:14:34ضَ

فهي اجرام ثقيلة لو نزلت على الارض لاهلكت اهل الارض ولكنها بقدرة الله جل وعلا امسكها فلا تنزل الا باذنه تعالى وذلك يوم القيامة ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه - 00:15:09ضَ

ويمسك السماء لان لا تقع على الارض ويصح من ان لا تقع على الارض ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه. اذا اراد جل وعلا وقوعها على الارض وقعت - 00:15:38ضَ

وذلك يوم القيامة حين يأمر الملائكة بالنزول الى الارض تزال باذنه جل وعلا السماء باذنه اي بارادته ومشيئته. متى شاء نزولها على الارض نزلت باذنه تعالى ان الله بالناس لرؤوف رحيم - 00:16:00ضَ

فهو جل وعلا كثير الرأفة والرحمة للعباد حيث سخر لهم هذه الامور وهيأ لهم اسباب المعاش وامسك السماء ان تقع على الارض فتهلكهم تفظلا منه على عباده جل وعلا ثم ذكر النعمة السادسة - 00:16:31ضَ

في قوله جل وعلا وهو الذي احياكم بعد ان كنتم عدما غير موجودين اوجدكم ثم مآلكم الى الموت بعد انقضاء اجالكم ثم يميتكم ثم يحييكم عند البعث بالحساب والجزاء ان الانسان لكفور - 00:17:01ضَ

طبيعة الانسان وجل الانسان واكثر الانسان متصف بهذه الصفة ويصح ان يطلق اللفظ على العموم فيوصف الجنس بصفة يتصف بها الكثير وان كان هناك اعداد ليسوا بهذه الصفة ليس كل الناس - 00:17:34ضَ

بهذه الصفة فعباد الله جل وعلا المعترفون بفضله المؤمنون به ليسوا بهذه الصفة وانما الاكثر بهذه الصفة فصح ان يطلق هذا الوصف على الجنس وكما قال الله جل وعلا وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين - 00:18:06ضَ

وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله وكثير من الناس الكثرة والجل من الناس على الظلال وعلى الكفر كفر النعمة والكفر بالله جل وعلا ويعدون المصائب وينسون النعم - 00:18:32ضَ

وذلك بما اتصفوا به من صفة كفر النعمة ان الانسان لكفور بنعم الله جل وعلا وهو لا يستحق ذلك سبحانه وتعالى فنعمه لا تعد ولا تحصى كما قال الله جل وعلا وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها - 00:18:57ضَ

وهي مع العباد من حين ان كانوا في بطون امهاتهم الى ان ينتهون من هذه الدنيا ثم نعمه بعد ذلك تختص بعباده المؤمنين بدخولهم الجنة واما من عصاه جل وعلا وكفر به فذلك يعامله جل وعلا بعدله ويرفع عنه فضله واحسانه - 00:19:23ضَ

لانه لا يستحق ذلك ان الانسان لكفور يا حوت لنعم الله جل وعلا وهذه الايات العظيمة فيها الاستدلال على قدرة الله جل وعلا وعلى عظمته وعلى تفضله على عباده وعلى انه المستحق - 00:19:55ضَ

للعبادة وحده لا شريك له القادر على هذه الاشياء والمتفضل بها هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له واما من لا يستطيع شيئا من ذلك فلا يصلح للعبادة ولا يستحق شيئا منها وعبادة عبادة - 00:20:22ضَ

مع الله جل وعلا او عبادته دون الله جل وعلا كفر وظلال وجهل من العابد لانه وصرف الحق لغير مستحقه تعالى وتقدس والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:20:46ضَ

وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:21:06ضَ