التفريغ
محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم بالله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الانهار - 00:00:00ضَ
ذلك الفوز الكبير. حسبك هاتان الايتان الكريمتان من سورة البروج جاءت بعد قوله جل وعلا قتل اصحاب الاخدود عن مار ذات الوقود اذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود - 00:00:38ضَ
وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السماوات والارض والله على كل شيء شهيد ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلا هم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق - 00:01:13ضَ
الاية بعد ما بين جل وعلا ما فعله اصحاب الاخدود بالمؤمنين وانهم احرقوهم بالنار احياء وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد ما نقموا منهم الا ما هو مدحة لهم - 00:01:43ضَ
نقموا منهم الايمان بالله وهو واجب على كل عبد ان يؤمن بالله الذي خلقه ورزقه وبين انهم فعلوا ذلك غير مبالين وانهم يتفرجون على ما فعلوه بالمؤمنين في قوله تعالى وهم - 00:02:12ضَ
على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذين هم ملك السماوات والارض والمالك لما في السماوات وما في الارض وهو الخالق وهو الرازق - 00:02:42ضَ
وعلى هذا فهو المستحق للعبادة وحده لا شريك له قال تعالى متوعدا لهؤلاء ولامثالهم ممن يؤذون المؤمنين ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ان الذين فتنوا - 00:03:04ضَ
فتنوا يصلح فتنه بمعنى احرقه المؤمنين بمعنى احرقوهم ذوقوا فتنتكم ويقال فتنت الدرهم والدينار يعني احرقته بالنار لترى اهواء صافي فيه غش ويقال للصايخ الذي يفتن يحرق الذهب والفضة بالنار - 00:03:38ضَ
يقال له فاتن معنا فتنوا المؤمنين بمعنى احرقوهم ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات يعني احرقوهم في النار وتأتي الفتنة بمعنى الاختبار والامتحان في قوله تعالى انما اموالكم واولادكم فتنة فتنة هنا ليست احراق - 00:04:17ضَ
وانما هي ابتلاء والامتحان يبتلى المرء يعني يمتحن ويفتتن في اهله وماله فمن الناس من اذا امتحن في اهله وماله فاس وحاز على الدرجات العلى من الجنة سخر ما له - 00:04:51ضَ
في طاعة الله والزم اهله واولاده بطاعة الله وينال الفوز والسعادة في الدنيا والاخرة ومن الناس من يسخر ما له في الاستعانة به على معصية الله واقتراف المحرمات ويهمل ولده واهله - 00:05:16ضَ
فلا يأمرهم بخير ولا ينهاهم عن شر فيخفق ويخسر الدنيا والاخرة وقوله جل وعلا ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات فتنوهم بمعنى احرقوهم في النار. كما قال جمع من المفسرين وقيل فتنوهم بمعنى ابتلوهم وامتحنوهم - 00:05:47ضَ
واذوهم في دينهم يعني اوقفوهم على النار وقالوا ترجع عن دينك والا تقذف في النار هذا فتنة وابتلاء وامتحان للمؤمنين والقرآن العظيم يأتي باللفظ الواحد ويدل على معان عدة ويمكن ان يؤديها كلها اذا لم تكن - 00:06:18ضَ
متباينة يدل على هذا ويدل على هذا لانه كلام العزيز الحكيم جل وعلا ليس ككلام البشر له معنى فقط يأتي الكلام من الله جل وعلا ويحتمل ويدل على معان عدة - 00:06:49ضَ
يدل عليها ولا منافاة بينها فيكون وعيد لمن احرق المؤمنين بالنار ويكون وعيد لمن ابتلى وفتى واختبر المؤمنين على ايمانهم كما فعل كفار قريش يأتون بالفقير الضعيف المولى ممن امن بمحمد صلى الله عليه وسلم - 00:07:12ضَ
فيضربونه ويبطحونه بالرمظاء ويضعون على ظهره وبطنه الحجارة. ويقولون اكفر بمحمد والا هذا عذابك ومحمد صلى الله عليه وسلم في اول الامر ما يستطيع ان يفعل شيئا نحوهم والمؤمن يقول احد احد يعني لا يعبده الا واحدا لا يعبد الا الله - 00:07:46ضَ
فهؤلاء فتنوهم بمعنى امتحنوهم واذوهم واولئك فتنوهم بمعنى احرقوهم ولا منافاة بينها ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا. انظر الى كرم الله جل وعلا وجوده ثم لم يتوبوا. اما ان تابوا فالله جل وعلا يغفر لهم - 00:08:18ضَ
ويعوض اولئك المفتونين خيرا. يعطيهم اكثر مما يستحقون ثم لم يتوبوا قال بعض المفسرين بالاتيان بثم فائدة عظيمة وهي التراخي يعني انه اذا تاب قبل الممات فقد تاب ولو كان بين ايذائه للمؤمنين - 00:08:50ضَ
وبين توبته سنوات طويلة. فالله جل وعلا يتوب عليه ثم لم يتوبوا اما ان تابوا الله جل وعلا يتوب عليهم كما قال تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله - 00:09:22ضَ
فيغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. وانيبوا الى ربكم واسلموا له من قبل ان يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون. واتبعوا سنة ما انزل اليكم من ربكم من قبل ان يأتيكم العذاب بغتة وانتم لا تشعرون - 00:09:43ضَ
الله جل وعلا ينادي عباده ويرغبهم بالتوبة. وان عملوا ما عملوا من الجرائم والاعمال الفظيعة فهؤلاء ان تابوا قبل الممات فقد سلموا من العذاب ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا - 00:10:01ضَ
لهم هذا اذا لم يتوبوا. اما ان تابوا فيسلمون فلهم عذاب جهنم. يعني يعذبون في جهنم في النار والعياذ بالله المحرقة لهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق المفسرين رحمهم الله - 00:10:26ضَ
في خاتمة هذه الاية لهم عذاب جهنم لان جهنم مشتملة على انواع العذاب فيها عذاب الزمهرير البرد الشديد وفيها عذاب النار الحريق النار المحرقة لهم عذاب جهنم في الزمهرير ولهم عذاب الحريق الاحراق في النار - 00:10:49ضَ
ان يجمع لهم بين اصناف العذاب والعياذ بالله لهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق قال اخرون لهم عذاب جهنم الذي يستحقونه لكفرهم ولهم عذاب الحريق يعني عذاب زايد على عذاب جهنم لاحراقهم المؤمنين في النار - 00:11:20ضَ
لهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق يعذب مثل من يكون كافر ويفتن المؤمنين وكافر على نفسه ما يضر احد لا شك ان الكافر الذي يؤذي ويتسلط على المؤمنين اشد عذابا من كافر ما اذى - 00:11:46ضَ
والكفر يستحق به العذاب ولهذا خفف العذاب عذاب النار عن ابي طالب لكونه حمى النبي صلى الله عليه وسلم ودافع عنه وهو مستحق للنار لانه مات على الكفر. مات على ملة عبد المطلب - 00:12:12ضَ
فمن كان له اعمال سيئة مع كفره يستحق العذاب اكثر ولهم عذاب جهنم في كفرهم ولا هم عذاب بسبب احراقهم المؤمنين في النار قال اخرون لهم عذاب جهنم في الدار الاخرة - 00:12:34ضَ
ولهم عذاب الحريق في الدنيا جاء في الاثر ان الله رفع النار من الخنادق التي وضعوها فانقلبت على اهلها الذين اوقدوها فاحرقتهم واستحقوا عذاب الحريق في الدنيا واستحقوا عذاب جهنم في الدار الاخرة - 00:12:57ضَ
فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق وفي هذه الاية الكريمة تحذير لكل من تسول له نفسه اذى المؤمنين فان الله جل وعلا يسلط عليه وكما جاء في الحديث القدسي ان الله جل وعلا يقول من اذى لي وليا فقد اذنته بالحرب - 00:13:23ضَ
فمن اذى وليا من اولياء الله. وكل من اطاع الله جل وعلا ووحده فهو من اولياء الله. كما قال تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. من هم - 00:13:54ضَ
الذين امنوا وكانوا يتقون. امنوا بالله واتقوا الشرك والكفر هؤلاء اولياء الله. فكل مؤمن ولي من اولياء الله ويحذر الله جل وعلا من تسول له نفسه اذى عباد الله ان الله جل وعلا له بالمرصاد - 00:14:12ضَ
ولن يفلت من الله جل وعلا لان المخلوق اذا توعدك تستطيع ان تفلت منه تهرب تستطيع ان تستشفع باحد عزيز عليه فيشفع فيك فيشفع تستطيع ان تهادي مثلا فيسمح لكن الله جل وعلا بالمرصاد للعباد ما احد يستطيع ان يفلت من يده - 00:14:34ضَ
فهو جل وعلا يتوعد كل من اذى عبدا من عباد الله في هذا الوعيد الشديد ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق وهو بلطفه جل وعلا ورحمته ينادي من فتن واذى وتسلط هلم الى التوبة - 00:15:07ضَ
تب الى الله فيتوب الله عليك. وحق المظلوم لا يضيع. يعطيه الله جل وعلا يعوضه الله خيرا وجل وعلا ما يعفو عن الظالم ما يضيع حق المظلوم لا حق المظلوم مستوفى - 00:15:36ضَ
لكن الله جل وعلا يوفيه لعبده اكثر مما يستحق ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق والتوبة الصحيحة النصوح لها شروط اولا الاقلاع عن الذنب ثانيا الندم على ما فرط منه - 00:15:53ضَ
ثالثا العزم على الا يعود هذه ثلاثة شروط لابد منها يقلع من الذنب مثلا مرابي يقول استغفر الله واتوب اليه وهو مستمر في الربا هل هذه توبة صحيحة؟ لا كاذب - 00:16:22ضَ
يشرب الخمر ويقول استغفر الله واتوب اليه وهو مستمر. ما ينوي الانقطاع توبة توبة الكذابين هذه يفعل الجرائم وهو مستمر فيها ويقول استغفر الله. ارجو الله ان يعفو عني ونحو هذا الكلام هذا تلاعب - 00:16:42ضَ
الاقلاع عن الذنب يترك الصلاة ويقول استغفر الله واتوب اليه وهو مستمر على ترك الصلاة او ترك الجماعة او ترك الجمعة ما تصح التوبة الا بالاقلاع من الذنب ثانيا الندم على ما فرط منه - 00:17:02ضَ
لان من الناس من يتوب من يترك الذنب لكن يتبجح به ويمدح نفسه انا فعلت وانا فعلت ومسرور بافعاله السابقة يعتبرها ظفر وشجاعة وقدرة على الاحتيال ونحو ذلك هذا ما تاب - 00:17:22ضَ
لابد من الندم على ما فرط منه يعني الاعتراف بالخطأ السابق وانه نادم عليه ثالثا العزم على الا يعود اليه. اما اذا تاب لكونه في مكة فاذا خرج من مكة ينوي العودة - 00:17:42ضَ
او تاب لانه في رمظان فاذا انسلخ رمظان يعود الى ما كان عليه او تاب لانه في ايام الحج او في الايام الفاضلة تاب وهو ينوي العودة الى الفعل هذا مرة اخرى ما تاب حقيقة - 00:18:01ضَ
وانما هذا تلاعب الاقلاع عن الذنب يعني تركه والندم على ما فرط منه والعزم على الا يعود اليه مرة اخرى هذه ثلاثة شروط في التوبة من الذنب الذي يتعلق بحق الله جل وعلا - 00:18:18ضَ
بعض العلماء رحمهم الله يزيد فيها اثنان وهما لا بد منهما ومن لم يذكر الاثنين يعني ان هذان لا بد منهما وهما الاخلاص لله جل وعلا يعني ان يكون تائب - 00:18:41ضَ
لا حيا من الناس ولا خوفا من الولاية وانما تاب لوجه الله الخامس قال قبل ان الغرغرة قبل ان يعاين ملك الموت او قبل ان تطلع الشمس من مغربها لان الشمس اذا طلعت من مغربها في اخر الزمان امن الناس كلهم لكن ما ينفعهم - 00:18:59ضَ
ما ينفع الايمان الا من كان مؤمنا قبل هذه الاية العظيمة ان الشمس تطلع من المغرب وكما ذكر العلماء رحمهم الله تستمر من المغرب حتى تصل الى وسط السماء ثم تعود على هيئتها السابقة - 00:19:27ضَ
واذا طلعت الشمس من مغربها لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا او عاين ملك الموت اذا عاين ملك الموت يقبل الله توبة العبد ما لم يغرغر - 00:19:49ضَ
يعني تكون الروح في الحلقوم مثل من يتغرغر بالماء يشرب الماء ولا يبلعه وانما يمره على حلقه وهو يتغرغر به كذلك ان الروح تريد تخرج وما خرجت في هذه الحال ما تنفع التوبة - 00:20:06ضَ
لان توبة هذا وقت الغرغرة مثل توبة فرعون اللعين ما نفعته حينما قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل ما نفعه قيل له الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين - 00:20:29ضَ
الان تتوب ما ينفعك كذلك المرء اذا عاين ملائكة العذاب والعياذ بالله او عاين ملك الموت ما ينفعه لانه ما بقي له مهلة في الحياة لان التائب يريد ان يعزف عن الذنب ويتركه بقية حياته - 00:20:53ضَ
وهو يعمل البقى. اما اذا رأى ملك الموت عرف انه ما بقي له شيء معناه ما بقي له مجال للتوبة ويلزم شرط رابع او سادس على هذه الثلاثة او الخمسة - 00:21:13ضَ
فيما يتعلق بحق ادمي لابد من رد الحق اليه اذا ظلمته في ماله او في عرضه او في سبه لابد من ايصال الحق اليه او استحلاله يعني تطلب الحل منه - 00:21:30ضَ
ان حللك فحسن. وان لا ترضيه ان كان مال ترده علي ان كان قذف تمكنه من اخذ حقه بحد القذف قال بعض العلماء اذا كنت تتوقع ان صاحبك لا يحللك - 00:21:46ضَ
وربما تنشأ العداوة بينك وبينه من جديد. اذا قلت له اني سرقت من ما لك كذا ولا يقنع بما تعطيه من المال. او قلت له اني سبيتك في مكان كذا. او نلت من عرضك في مكان كذا فسامحني - 00:22:07ضَ
قال الله لا يسامحك مثلا وعرفت انه لا يسامح وربما نشأت العداوة بينك وبينه من جديد. قالوا في هذه الحال يحسن ان تدعو له وتستغفر له وتذكر محاسنه في الاماكن التي ذكرت فيه مساويا - 00:22:25ضَ
ولا تخبره لا تخبره ولعل هذا يكفي اما اذا كان مال فلا بد من رد المال الى صاحبه فان ما قدرت ان تقول له هذا سرقتك سرقته منك او هذا ظلمتك فيه او هذا اخذته من مالك - 00:22:45ضَ
او هذا خنتك فيه ونحو ذلك فقل هذا ارسله معي شخص اليك اخذه من ما لك وما احب ان يفضح نفسه وهو احب ان يستتر بستر الله ويرد الحق اليك - 00:23:07ضَ
او باي وسيلة مثلا تدخل المال عليه سواء يعني اعلنته بالحقيقة او اعطيته شيئا من الحقيقة ولم تعطه الخبر كله التوبة النصوح لابد لها من هذه الشروط حتى يعتبر المرء تائبا حقيقة - 00:23:25ضَ
اما اذا لم يستوفي شروطها فليست بتوبة كما قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه هذه توبة الكذابين. الذي يقول استغفر الله واتوب اليه وهو مصر على ذنبه يترك الصلاة او صلاة الجماعة ويقول استغفر الله واتوب اليه - 00:23:49ضَ
استغفر الله واتوب اليه. ومستمر على الترك. هذه كاذبة. استغفار وكاذب ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق يقول تعالى ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات - 00:24:10ضَ
اي حرقوا قاله ابن عباس ومجاهد والضحاك ثم لم يتوبوا اي لم يقلعوا عما يفعل ما فعلوا. ويندموا على ما اسلفوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق وذلك ان الجزاء من جنس العمل. قال الحسن البصري انظروا الى هذا الكرم والجود. قتلوا اولياءه - 00:24:36ضَ
وهو يدعوهم الى التوبة والمغفرة ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الانهار. ذلك الفوز الكبير جرت سنة الله جل وعلا اذا ذكر عذاب الكفار والظالمين والمعتدين ذكر ثواب المؤمنين - 00:25:05ضَ
واذا ذكر ثواب المؤمنين اولا ذكر بعده ما يستحقه من كفر بالله فهو جل وعلا يجمع بين التخويف والتبشير بين الوعيد والوعد الحسن يكون المؤمن على بصيرة من امره انه ان عصى الله جل وعلا فهذا مآله - 00:25:31ضَ
وان اطاع الله جل وعلا فهذا مآله والامر واضح بين ان الذين امنوا وعملوا الصالحات جمعوا بين الايمان والعمل الصالح والايمان والعمل الصالح مثل الاسلام والايمان اذا جمعا افترقا واذا فرقا اجتمعا - 00:25:58ضَ
اذا ذكر احدهما شمل الاخر واذا ذكر الاثنان معا الايمان شيء والعمل الصالح شيء اخر اذا ذكر الاسلام والايمان فالاسلام شيء والايمان شيء اخر واذا ذكر الاسلام وحده شمل الاسلام والايمان - 00:26:28ضَ
واذا ذكر الايمان وحده شمل الاسلام والايمان ان الذين امنوا وعملوا الصالحات ذكرا معا. ما المراد بالايمان؟ وما المراد بالعمل الصالح الايمان عمل القلب ايمان القلب وتصديقه الجازم واعتقاد وحدانية الله جل وعلا - 00:26:52ضَ
والعمل لوجه الله تبارك وتعالى والعمل الصالح عمل الجوارح من الصلاة والزكاة والصيام والحج وبر الوالدين وصلة الارحام والاحسان الى الغير وغير ذلك من الاعمال الصالحة عمل الجوارح واذا قيل الايمان - 00:27:16ضَ
للمؤمنين كذا شمل التصديق وعمل الجوارح. لان الايمان كما يفسره اهل السنة والجماعة بانه قول وعمل واعتقاد قول باللسان وعمل بالجوارح الصلاة والصيام والاعمال الصالحة واعتقاد بالقلب ايمان بوحدانية الله - 00:27:41ضَ
اذا كان عمل بدون ايمان هل ينفع؟ لا هذا عمل المنافقين المنافقون كانوا يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم ويخرجون معه للحج والعمرة ويخرجون معه للجهاد ويدفعون صدقات يعطونها النبي صلى الله عليه وسلم ليعطيها مستحقيها - 00:28:07ضَ
وهم يعملون الاعمال الصالحة ظاهرا لكن بدون ايمان هذا لا ينفع زعم المرء انه مؤمن بدون عمل صالح هذا زعم كاذب يقول قلبي نظيف قلبي طيب انا احب الله ورسوله واحب المؤمنين الى اخره لكن ما يصلي ولا يصوم - 00:28:30ضَ
هل هو صادق في قوله؟ هذا كاذب فلابد القرآن والذكر والاعمال الصالحة. الاقوال الصالحة وعمل صلاة وصيام وزكاة وحج وبر والدين وصلة الارحام والاحسان الى الغير واعتقاد. اعتقاد بالقلب بوحدانية الله جل وعلا. وعمل المرء لوجه الله. لا رياء ولا سمعة - 00:28:53ضَ
اذا اكتملت هذه الثلاثة صح ايمانه والا فلا قد يصح الايمان بالاعتقاد والقول مثلا دون عمل يعني اذا ما امكنه يوجد مثلا من يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويتقدم للقتال في سبيل الله - 00:29:22ضَ
فيقتل في سبيل الله وهو لم يصلي لله ركعة فيكون شهيد من اهل الجنة او امن في حال مرضه ثم مات فانه يكون من اهل الجنة وان لم يعمل شيء - 00:29:44ضَ
كحال الغلام الذي فقده النبي صلى الله عليه وسلم يهودي غلام يهودي كان يتردد على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على يهوديته ففقده النبي صلى الله عليه وسلم وهو الرؤوف الرحيم بالامة والحريص على ايمان كل احد - 00:30:04ضَ
فقدوا قالوا انه مريض. قال هل ام بنا لزيارته فزاره عليه الصلاة والسلام ورأى انه ميؤوس منه في حال الموت قال ناداه عليه الصلاة والسلام دعاه الى شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله - 00:30:24ضَ
فرفع الغلام رأسه الى ابيه المستشير له فقال له اطع ابا القاسم عرفة اليهودي ان طاعة محمد صلى الله عليه وسلم هي السعادة والخير والجنة وما احب ان يحرم ابنه وهو على يهوديته قال اطعم القاسم - 00:30:47ضَ
وشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ثم بعد هذا بقليل مات قال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه جهزوا اخاكم مسلم وقال الحمد لله الذي انقذه من النار بي - 00:31:10ضَ
وبزيارة النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته له انقذه الله جل وعلا من النار لانه مات على شهادة لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وهو ما صلى ولا صام - 00:31:28ضَ
فاذا لم يمكنه العمل فنعم يكفي الايمان والقول واما اذا امكن العمل فلا بد منه وكما جاء ان سحرة فرعون كانوا في اول النهار يقولون بعزة فرعون انا لنحن الغالبون - 00:31:43ضَ
وفي اخر النهار يتقلبون في انهار الجنة لانهم امنوا بموسى وهارون عليهم الصلاة والسلام فقتله فرعون قطع ايديهم وارجلهم من خلاف وصلبهم في جذوع النخل وهو قتلهم وبقتله اياهم شهداء - 00:32:04ضَ
وكانوا في الجنة وهم في اول النهار يحلفون بعزة فرعون لانهم رأوا شيئا بهر عقولهم ما هو من صنع البشر فسارعوا بالايمان بموسى وهارون عليهما الصلاة والسلام وقد يتخلف العمل عن عن القول والاعتقاد لعدم امكانه - 00:32:25ضَ
والا اذا امكن فلا بد من هذا. ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يعني صدقوا بقلوبهم وعملوا بجوارحهم ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الانهار يشمل هؤلاء المحرقين وغيرهم. وقال لهم جنات تجري من تحتها الانهار. يعني هم في جنات وهذه الجنات - 00:32:51ضَ
من تحتها الانهار ويأتيهم يتلذذون بجريان الانهار من تحت الجنات بالبرودة واللطافة وحسن الجو مقابل ما صبروا عليه من الاحراق في النار طاعة لله استسهلوا العذاب والنار في الدنيا لرظى الله جل وعلا فارضاهم الله جل وعلا واعطاهم اكثر مما يستحقون - 00:33:19ضَ
ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الانهار والانهار مذكورة في غير هذه الاية انهار من لبن لم يتغير طعمه انهار من خمر اللذة للشاربين وانهار من عسل مصفى وانهار من ماء غير اس - 00:33:51ضَ
وتجري بقدرة الله جل وعلا بغير اخدود يعني ما يلزم ان يوضع لها ساقي او يشق لها في الارض مجرى تجري على حسب ما يريده العبد المؤمن ترتفع معه اذا ارتفع وتنخفض معه اذا انخفض - 00:34:14ضَ
وما اعده الله جل وعلا في الجنة من النعيم ما يتصوره الانسان كما قال الله جل وعلا في الحديث القدسي اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا عذر سمعت ولا خطر على قلب بشر - 00:34:33ضَ
ما يخطر على قلب الانسان ولا يمكن ان يتصور نعيم الجنة ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الانهار. ذلك الفوز الكبير. هذا هو الفوز السعادة كما جاء في الحديث - 00:34:52ضَ
ان اشد الناس بؤسا في الدنيا بالفقر والجوع والمرض والذلة والعذاب يغمس في النار في الجنة غمسة او يصبغ في الجنة صبغة فيقال له هل مر بك سوء قط يقول لا والله ينسى كل ما مر به من السوء - 00:35:14ضَ
ويؤتى بانعم اهل الدنيا في الدنيا في ذاق حر النار والعياذ بالله فيقال له هل مر بك خير قط؟ فيقول لا والله ينسى كل ما مر به من النعيم في الدنيا كله يذهب ينساه - 00:35:38ضَ
ذلك الفوز هذا هو الصحيح. ذلك الفوز العظيم. واتى جل وعلا بذلك الاشارة الى البعد. يعني ما قال هذا هو الفوز العظيم. ذلك اشارة الى علو منزلتهم في الجنة ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الانهار. ذلك الفوز الكبير - 00:35:58ضَ
فهو فوز عظيم وكبير في الدنيا. السعادة الابدية التي لا تنقطع والله جل وعلا يقرن بين ايات الوعيد وايات البشارة يذكر ما اعده لاعدائه وما اعده جل وعلا لاوليائه. وعلى العاقل ان ينظر بعين البصيرة - 00:36:28ضَ
ويقارن بينهما والجنة طريق الجنة كما جاء في الاثر حف بالمكاره وطريق النار والعياذ بالله حف بالشهوات يعني ما تشتهيه الانفس وتميل اليه ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الانهار - 00:36:54ضَ
يخبر تعالى عن عباده المؤمنين ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار بخلاف ما اعد لاعدائه من الحريق والجحيم. ولهذا قال ذلك الفوز الكبير والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:37:20ضَ
وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:37:44ضَ