التفريغ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم امنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه الذين امنوا منكم وانفقوا لهم اجر كبير - 00:00:00ضَ
ومالكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد اخذ ميثاقكم وقد اخذ ميثاقكم ان كنتم مؤمنين هو الذي ينزل على عبده ايات بينات وان الله بكم لرؤوف رحيم وما لكم الا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والارض - 00:00:41ضَ
لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا والله بما تعملون خبير من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له؟ فيضاعفه - 00:01:24ضَ
فيضاعفه له وله اجر هذه الايات الكريمة من سورة الحديد جاءت بعد قوله جل وعلا هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها - 00:01:57ضَ
وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير له ملك السماوات والارض والى الله ترجع الامور يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور امنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه - 00:02:38ضَ
الايات يقول جل وعلا امنوا بالله ورسوله الخطاب لعموم الثقلين للمؤمن والكافر يأمر الله جل وعلا كفار قريش بان يؤمنوا الله ورسوله كما يأمر المؤمنين بالثبات والاستمرار على الايمان ومحاولة - 00:03:15ضَ
الزيادة من والتمكن فيه لان الايمان يزيد وينقص يزيد بالطاعة كلما جد المسلم في الطاعات وابتعد عن المحرمات والمكروهات زاد ايمانه وقوي وكلما تساهل في الواجبات ووقع في المحرمات والمكروهات - 00:04:09ضَ
نقص ايمانه حتى يضمحل ولا يبقى منه شيء ولذا امر الله جل وعلا المؤمنين الايمان يعني بالثبات عليه والزيادة فيه والتمكن منه وامر الكفار بالايمان بالله ورسوله والايمان هو التصديق - 00:04:55ضَ
بوحدانية الله جل وعلا وربوبيته والتصديق لمحمد صلى الله عليه وسلم واتباعه بهذا يحصل الايمان الايمان بالله بتوحيده وافراد العبادة له فلا يكفي الاعتراف بربوبيته وكفار قريش معترفون بربوبية الله - 00:05:34ضَ
لكنهم اشركوا معه في الوهيته. تعالى وتقدس فالايمان بالله افراده بالعبادة. وحده لا شريك له فمن زعم الايمان ولم يفرغ الله جل وعلا بالعبادة ايمانه كذب وليس بصحيح لان الايمان - 00:06:21ضَ
هو افراد الله جل وعلا بالعبادة فمن عبد الله وتوجه الى غيره من ملك او نبي او رسول او عبد صالح او صنم من حجر او شجر او اي وسن - 00:07:00ضَ
فهو مشرك وان عبد الله مع هذا ان عبادة الله مع عبادة غيره لا تنفع لان الله جل وعلا يقول في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري - 00:07:32ضَ
تركته وشركه فمن توجه الى من يزعم انه ولي او سيد او كان وليا من اولياء الله الصحابة ومن شهد لهم رسول صلى الله عليه وسلم بالجنة فقد كفر بالله وان زعم انه مسلم - 00:08:01ضَ
لان التوجه الى غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله شرك اكبر مخرج من الملة وصاحبه كافر خالد مخلد في النار. وان صلى وصام وزعم انه مسلم لان الزعم لا يكفي - 00:08:30ضَ
وادعاء الاسلام لا يكفي. بل لا بد من تحقيقه والاسلام ما هو هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك اذا اتصف بهذه الصفة فهو المسلم حقا واما اذا لم ينقد الى الله بالطاعة - 00:08:59ضَ
او لم يفرد الله جل وعلا بالعبادة ولم يخلص نفسه من الشرك فهو الكافر فبعض الجهلة يصلي وربما صلى في الصف الاول ثم بعد الصلاة يرجع الى الورى الى قبر السيد او الولي او من يزعم انه ذلك - 00:09:31ضَ
ويخضع له ويتذلل بين يديه ويسأله ما يسأله بهذا يكون احبط عمله كله وابطل صلاته وصيامه وسائر القربات التي تقرب بها الى الله لان الله جل وعلا قال لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم - 00:10:01ضَ
الذي هو افضل الخلق على الاطلاق ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك والله جل وعلا يعلم ازلا ان محمدا صلى الله عليه وسلم لا يشرك - 00:10:32ضَ
وهو معصوم عليه الصلاة والسلام ولكن الله جل وعلا يعلم عباده ان محمد وهو افضل الخلق ان اشرك حبط عمله فمن دونه من باب اولى وبهذا يعلم انه لابد من الايمان بالله - 00:10:56ضَ
معه من الخلاص من الشرك البعد عن الشرك اول ما فرض الله على العباد الكفر بالطاغوت والايمان وقد تضمنتها كلمة التوحيد لا اله الا الله لا اله هذي الكفر بالطاغوت - 00:11:23ضَ
الا الله الايمان بالله امنوا بالله ورسوله. والايمان بالرسول صلى الله عليه وسلم تجريد المتابعة له لتحقيق شهادة ان محمدا رسول الله وذلك بتصديقه فيما اخبر وامتثال ما امر به - 00:11:53ضَ
واجتناب ما نهى عنه وان لا يعبد الله الا بما شرع فان عبد الله بغير ما شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم فمن يتوجه الى اصحاب القبور فقد عبد الله بغير ما شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم فهو لم يشهد شهادة ان محمدا رسول الله - 00:12:22ضَ
امنوا بالله ورسوله وهما متلازمان لا يتم ايمانه بالله حتى يؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم ولا يتم ايمانه بالرسول حتى يؤمن بالله جل وعلا ويفرده بالعبادة امنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه - 00:12:50ضَ
حث على الانفاق في سبيل الله صدق المرأة في ايمانه ان ينفق يعطي لله ولهذا سميت الزكاة صدقة وسميت زكاة صدقة لانها تبرهن عن صدق الايمان وزكاة لانها تزكي النفس - 00:13:26ضَ
وانفقوا الايمان مع الانفاق متلازمان لمن قدر على ذلك كما قال ابو بكر رضي الله عنه والله لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة بعض المرتدين قالوا نصلي ونصوم ونشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ونحج لكن زكاة لا - 00:14:02ضَ
ما ندفع المال غالي ما ندفع فجهز ابو بكر رضي الله عنه الجيوش لقتالهم فقال له بعض الصحابة رضي الله عنهم يا خليفة رسول الله كيف تقاتل من يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويصلي ويصوم ويحج - 00:14:39ضَ
قال رضي الله عنه والله لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة الله جل وعلا في كثير من ايات القرآن يأمر بالايمان والانفاق يأمر بالصلاة والزكاة وقرنهما جل وعلا في كتابه - 00:15:09ضَ
وقرنهما الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وانفقوا اعطوا من مالكم - 00:15:34ضَ
طيبة بها نفوسكم ابتغاء وجه الله لان الله جل وعلا ابتلى الاغنياء بالمال وقد ينجح المرء بهذا الابتلاء ويحوز الدرجات العلى وقد يخفق المرء في هذا الامتحان فيخسر الدنيا والاخرة - 00:15:55ضَ
وجعل جل وعلا للفقراء حقا معلوما لا منة فيه في اموال الاغنياء واذا اعطى الغني الفقير حقه برئ من النفاق وبرئ من الشح البخل وادى حق الله وان لم يعطه ذلك - 00:16:36ضَ
طالبه الفقير به في الدار الاخرة يوم القيامة وفي ذاك اليوم لا درهم ولا دينار وانما هي الحسنات والسيئات المقاصة يؤخذ من حسنات المرء فاذا نفذت حسناته اخذ من سيئات المظلوم - 00:17:07ضَ
المبخوث حقه وطرحت على الظالم التحلل من المظالم في الدنيا خير للعبد وسلامة له يوفي الحقوق من مال هو تاركه وذاهب ومخلفه ويسلم والا يترك المال وتبقى الحقوق على رقبته - 00:17:34ضَ
وانفقوا من ماذا مما جعلكم مستخلفين فيه في هذه الاية تحريض وحث على الانفاق ما قال جل وعلا انفقوا من اموالكم ويأتي في ايات انفقوا مما كسبتم. قال لا. انفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه - 00:18:02ضَ
مستخلفين لها معنيان عند المفسرين رحمهم الله انفقوا مما جعلكم مستخلفين يعني المال مال الله جل وعلا وانما جعلكم خلفاء وكلاء عليه المال ليس بمالك تبخل فيه المال لله جل وعلا. والله جل وعلا جعله تحت يدك - 00:18:29ضَ
وقال تصرف في تصرف شرعي المال انت موكل عليه انفق منه على نفسك انفق منه على ولدك انفق منه على من تعول. انفق منه في سبيل الله اخرج الزكاة واخرج صدقة التطوع وهكذا في كل من شرع الله - 00:18:57ضَ
انت وكيل والواجب على الوكيل ان يؤدي ما اؤتمن اؤتمن على هذا بان يفعل فيه كذا واحذر ان تنفق منه شيئا فيما حرم الله المال ليس لك لست حرا في التصرف لا - 00:19:21ضَ
انت مقيد باوامر من استخلفك عليه وهو الله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه وهذا تحريض وحث على الانفاق الله جل وعلا وكلك واستخلفك على هذا المال لتنفق فيه منه. فبادر - 00:19:43ضَ
الله جل وعلا قال لك انفق صاحب الحق وصاحب المال والمالك لكل شيء قال لك انفق يقول لا اذا قلت لا خسرت والمال ستذهب وتتركه او ينزع منك في حال حياتك - 00:20:09ضَ
وتتحسر لكن اذا انفقت لو ذهب عنك ما تتأسف ولا تتحسف لانك اديت الواجب ولو ذهبت وتركته لاهلك تكون تركت لهم مالا طيب نظيف ما خالطه مال وحق للغير. لا للفقراء ولا للعمال ولا لغيرهم من الناس. المال نظيف تركته لورثتك - 00:20:32ضَ
يستعينون به على طاعة الله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه. فانتم خلفاء الله لان كل ما في الكون لله جل وعلا انت وما تملك ملك لله جل وعلا مثل العبد الرقيق - 00:21:03ضَ
ليكون لك ملك لك وتعطيه مال هو وماله ملك لك وانت وما بيدك ملك لله جل وعلا وعلى هذا المعنى في حث وتأكيد على الانفاق لان المالك الحقيقي يأمرك بذلك - 00:21:28ضَ
وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه معنى اخر قاله بعض العلماء رحمهم الله ولا منافاة بينه وبين هذا قال انت بالنسبة لهذا المال خلف لمن قبلك ولست مستقر سيخلفك غيرك سيكون المال مروره بيدك مرور - 00:21:56ضَ
من ابيك اليك ومنك الى ولدك ومن ولدك الى ولده وهكذا فانت خلفت فيه من قبلك وسيخلفك فيه من بعدك فاحسن الخلافة ما دام بيدك لا تكن محروم لا تحرم نفسك - 00:22:28ضَ
هذا المال الذي وصل اليك وسينتقل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ايكم ما لو وارثه احب اليه من ما له قالوا يا رسول الله ما منا احد الا ما له احب اليه من مال وارثه - 00:22:54ضَ
قال انما لك ما انفقت. وما الوارث كما ابقيت فلتبقي هو للوارث وهو ان كان من حلال وطيب وهم يستعينون به على طاعة الله جل وعلا وانت مأجور عليه وانك ان تذر ورثتك اغنيها خير من انتظرهم عالة يتكففون الناس - 00:23:13ضَ
وان كان من مال حرام فهم انتفعوا به وانت تضررت انفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه. انتم خلفاء في هذا المال لابائكم وسيخلفكم ابناؤكم ليس المال لك مستقر لا جاءك وسينتقل منك الى غيرك - 00:23:37ضَ
وكلا المعنيين صحيح وقد قال بكل واحد جمع من المفسرين رحمهم الله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه الذين امنوا منكم وانفقوا لهم اجر كبير الذين امتثلوا امر الله وامر رسوله - 00:24:04ضَ
بالايمان بالله والانفاق اذا زعم الايمان وحدة بدون انفاق ما هو بصادق واذا انفق بدون الايمان فهو المنافق. ما ينفعه فالذين امنوا منكم وانفقوا لهم اجر كبير. والله جل وعلا الكبير المتعالي يقول اجر كبير - 00:24:34ضَ
وما دام ان الله جل وعلا يقول اجر كبير فهو ما تتصور كبره وعظمته ان الله الكبير العظيم يقول اجر كبير وهو نعيم الجنة. نسأل الله الكريم من فضله لهم اجر كبير - 00:25:06ضَ
عظيم جنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء الايات فهو جل وعلا يأمر بالايمان والانفاق مرغبا في هذا حاثا عليه ثم يعد الوعد العظيم لمن امتثل - 00:25:27ضَ
ومن لم يمتثل الويل له المال سينتقل منه ويحرم من فائدته ويكسب ضرره فقط بس يقول ظرر المال عليه. لانه سيسأل عن كسبه وعن انفاقه كسبه من الحرام وتركه لمن بعده هذه جريمة - 00:25:59ضَ
كسبه من الحرام وانفقه في الحرام هذه اشد كسبه من الحلال مأجور فيه انفقه فيما امره الله مأجور فيه فالله يعطي الجزيل ويطلب من عبده الشيء اليسير ليضاعف له الاجر - 00:26:32ضَ
فمن فعل استجاب للطلب اصيب ولا ينقص ماله باذن الله حتى لو اخرج اكثر يعود لان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما نقص مال من صدقة وتجد من ينفق الان اموالهم باذن الله تتكاثر - 00:26:58ضَ
والممسك هو ماله ان لم تحصل عليه افة تجتاحه. وتهلك اكثره. ما نقص مال من صدقة فهو اعطى وتفظل وطلب منه شيئا ووعد عليه الاجر العظيم. وهو كله منه تعالى - 00:27:27ضَ
والذين امنوا منكم وانفقوا لهم اجر كبير لما حث النبي صلى الله عليه وسلم مرة وكثيرا ما يأمر بهذا عليه الصلاة والسلام على الصدقة ورغب في العطاء ذهب الصحابة رضي الله عنهم كل يلتمس ما عنده - 00:27:52ضَ
فذهب ابو بكر رضي الله عنه وجاء بكل ما له كل ما يملك ووضعه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ثم ان عمر رضي الله عنه جاء بنصف ماله - 00:28:18ضَ
ووضعه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فاراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يسألهم ماذا ابقوا؟ لاهليهم وعيالهم قال ماذا ابقيت يا عمر؟ قال النصف الشطر قال ماذا ابقيت يا ابا بكر؟ قال ابقيت لهم الله ورسوله - 00:28:32ضَ
وعد الله جل وعلا ووعد رسوله صلى الله عليه وسلم ما ابقى شيء وحث النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة تجهز عثمان رضي الله عنه جيش العسرة بثلاث مئة بعير - 00:28:55ضَ
بكل ما تحتاج قدمها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم للجهاد في سبيل الله في غزوة تبوك وجاء بالف دينار ذهب. ووضعها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم. فتهلل وجه رسول الله صلى الله عليه - 00:29:16ضَ
وسلم وسر بهذا وقال ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم هذي تكفيه مع انه رضي الله عنه كثير الانفاق في سبيل الله وعبدالرحمن بن عوف ويخرج النصح في سبيل الله ويبقي النصح. فاذا به بعد ايام قليلة يعود النصف اكثر مما كان اولا - 00:29:36ضَ
وهكذا وكان عليه الصلاة رضي الله عنه عبد الرحمن بن عوف موفق في تجارته قالوا لو جلب التمر الى هجر لربح فيه فاراد ان يجرب مرة يجلب التمر الى هجر هجر محل التمر - 00:30:00ضَ
تمون الجزيرة العربية كلها تحمل احمال من المدينة تمر الى حجر يريد بيعه الى وصول هذه التجارة وهذا التمر الى هجر حصل ما حصل في تلك البلاد في هجر وقالوا علاج هذا هو تمر من تمر المدينة. فاذا تجارة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه تصل الى هجر - 00:30:22ضَ
سيبيعها باظعاف مظاعفة وربح في جلبه التمر الى هجر ويستنقصونه الشخص يقولون كجانب التمر الى هجر لان هذا مسكين ما يعرف اللي يجلب التمر الى هجر هذا جاهل وجاءه تجارة رضي الله عنه وارضاه - 00:30:53ضَ
والناس في امس الحاجة اليها والتجار تسارعوا اليه ليشترون منه اجزاءها ليربحوا من ورائها وكلما عرضوا عليه سعر قالوا اعطيت اكثر وكلما عرضوا عليه سعر قال اعطيت اكثر قالوا يرحمك الله ما جربنا عليك كذب - 00:31:17ضَ
ونحن تجار المدينة من اعطاك اكثر من هذا قال اعطاني الله جل وعلا هل تعطونني بالدرهم سبع مئة درهم؟ قالوا لا هذا ما هو بمعقول وقال اعطاني الله اشهدكم اني تصدقت بها لله - 00:31:39ضَ
ووزعها في فقراء المهاجرين والانصار وامهات المؤمنين رضي الله عن الجميع. اغتنم فرصة حيث انها تجارة ورابحة واراد ان يربح فيها اكثر من ربح الدنيا ربح الاخرة وهكذا كانوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:32:00ضَ
ورضي الله عنهم الى هذه الاية والذين امنوا منكم وانفقوا لهم اجر كبير نزلت في ابي بكر الصديق رضي الله عنه. وقيل نزلت في عثمان بن عفان رضي الله عنه - 00:32:24ضَ
والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب سواء كانت نزلت في ابي بكر او في عثمان او في غيرهم من الصحابة فهي للامة كلها. فالذين امنوا منكم وانفقوا لهم اجر كبير. من اول الدنيا الى - 00:32:40ضَ
اخرها امر تبارك وتعالى بالايمان به وبرسوله على الوجه الاكمل والدوام والثبات على ذلك والاستمرار وحث على الانفاق مما جعلكم مستخلفين فيه اي مما هو معكم على سبيل العارية فانه قد كان في ايدي من قبلكم - 00:33:00ضَ
ثم صار اليكم وارشد تعالى الى استعمال ما استخلفهم فيه من المال في طاعته وان يفعلوا والا حسابهم عليه وعاقبهم لتركهم الواجبات وقوله تعالى مما جعلكم مستخلفين فيه فيه اشارة الى انه سيكون مخلفا عنك - 00:33:28ضَ
فلعل وارثك ان يطيع الله فيه فيكون اسعد بما انعم الله به عليك منك المراد بالانفاق هنا الانفاق في الزكاة. يعني اعطاء الزكاة الواجبة وقيل المراد الانفاق في مرضاة الله. فيما يرضي الله من صدقة واجبة - 00:33:55ضَ
ومن صدقة تطوع ومن انفاق على الاهل والولد وما يحتاجون اليه لا يقتر عليهم وكما قال عليه الصلاة والسلام كفى بالمرء اثما ان يضيع من يعول يعني انفاقه على اهله - 00:34:20ضَ
وولده انفاق في سبيل الله يؤجر عليه وكما قال عليه الصلاة والسلام دينار تنفقه في سبيل الله ودينار تنفقه على مسكين ودينار ينفقه على اهلك افضلها الذي تنفقه على اهلك. اذا كانوا في حاجة - 00:34:43ضَ
لكن ما ينبغي للانسان ان يتوسع التوسع الزائد في الانفاق على اهله. ويقتر على نفسه في الانفاق في سبيل الله يعطي اهله ما يحتاجون اليه ولا يتوسع لان التوسع بالمباحات - 00:35:05ضَ
يجره الى الوقوع في المحرمات والعياذ بالله لانه اذا توسع في المباحات شيئا فشيئا حصل الاسراف وحصل التبذير وكما قال الله جل وعلا ان المبذرين اخوان الشياطين فالانفاق والله اعلم هنا في الزكاة وفي غيرها - 00:35:26ضَ
رأى كثير من المفسرين انه لا ينبغي حصر الانفاق هنا في الزكاة فقط بل في كل ما يرضي الله جل وعلا او يعصي الله فيه ستكون قد سعيت في معاونته على الاثم والعدوان - 00:35:51ضَ
وقوله تعالى والذين امنوا منكم وانفقوا لهم اجر كبير ترغيب في الايمان والانفاق في الطاعة ثم قال تعالى وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وما لكم لا تنفقوا لا تؤمنون بالله - 00:36:13ضَ
والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد اخذ ميثاقكم ان كنتم مؤمنين وما لكم هذا استفهام قال العلماء استفهام توبيخ وتقريع اي شيء يمنعكم من الايمان بالله ما الذي يمنعكم من الايمان بالله والرسول بين اظهركم - 00:36:37ضَ
ويدعوكم الى الله ويرغبكم في الخير ويعدكم على الايمان الثواب الجزيل وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول مستأنف مبتدأ ليس المراد وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول لا والرسول يدعوكم - 00:37:07ضَ
اي شيء يمنعكم عن الايمان وعندكم رسول الله وعندكم رسول الله يدعوكم الى الايمان به يعني انتم على بصيرة وعلى علم بين اظهركم رسول الله فهذه ميزة لكم وحث لكم على الايمان - 00:37:35ضَ
وان لم تؤمنوا فلا عذر لكم لستم في شك او في جهالة من الامر وانما عندكم الرسول والرسول يدعوكم يأمركم الايمان بالله لتؤمنوا بربكم وقد اخذ ميثاقكم. وقد اخذ الله - 00:38:01ضَ
الاخذ اخذ الله وقد اخذ ميثاقكم. يعني اخذ الله عليكم الميثاق ان تؤمنوا بربكم اخذ الله عليكم الميثاق بالايمان متى هذا الميثاق للعلماء رحمهم الله فيه قولان الميزات قالوا هذا الميثاق الذي اخذه الله جل وعلا على ذرية ادم - 00:38:29ضَ
في عالم الذر حينما استخرج ذرية ادم من ظهره وقال لهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا قالوا في عالم الذر اخذ الله الميثاق على الناس على ذرية ادم بالايمان بالله تعالى - 00:39:03ضَ
وقيل وقد اخذ ميثاقكم اخذ الله عليكم الميثاق ليس هناك في عالم الذر وانما بما وهبكم جل وعلا من العقول واقام لكم من الادلة الواضحة على وحدانية الله جل وعلا في عبادته - 00:39:27ضَ
ووحدانيته في ربوبيته اقام لكم الادلة التي لا تدع مجالا للشك والريب فلا عذر لكم في ترك الايمان لامرين عظيمين اولا ان الرسول بين اظهركم يدعوكم ثانيا ان الله جل وعلا - 00:39:54ضَ
وهبكم العقول واقام الادلة الواضحة على وحدانيته تعالى وانتم معترفون بربوبيته ولا يليق بالعاقل ان يعترف بالربوبية وينكر الالوهية ما دام انك معترف ان الله ربك وهو الخالق وهو الرازق وهو المحيي وهو المميت - 00:40:24ضَ
وهو المتصرف في الكون فهل يليق ان تعترف بهذا وتجعل عبادتك لمن لا ينفعك ولا يضرك لا يستطيع نفعك لو اراد ولا يستطيع ظرك لو اراد ليس بيده من الامر شيء - 00:40:59ضَ
العاقل اذا اعترف بربوبية الله اعترف في الوهيته تعالى وجعل عبادته لله وحده وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد اخذ ميثاقكم ان كنتم مؤمنين ان كنتم تزعمون الايمان حقا فامنوا - 00:41:21ضَ
ان كنتم مصدقين بهذا وهبكم العقول تستعملوا عقولكم فيما ينفعكم لان المرء اذا استعمل عقله مع النظر في الادلة الشرعية اهتدى باذن الله اما اذا غطى على عقله واتبع من قبله على الظلال هلكه - 00:41:52ضَ
كما روي عن عمرو بن العاص رضي الله عنه انه قيل له ما الذي ابطأ بك عن الاسلام يا عمرو ونراك عاقلا مدركا تعرف حسن الاسلام وكماله وجماله وصلاحه الدنيا والاخرة. ما الذي ابطأ بك - 00:42:24ضَ
لانه ما اسلم الا قبيل الفتح رضي الله عنه تأخر اسلامه فقال كان لنا اشياخ قلدناهم يعني ما نظرنا ولا تأملنا انما متابعة للاباء فلما ولوا نظرنا فادركنا لما ذهب الاباء الضالون - 00:42:48ضَ
لان موقف والد عمرو الذي هو العاص بن وائل موقف عدائي للرسول صلى الله عليه وسلم شديد العداوة فلما ولوا نظرنا فادركنا فعرفنا الاسلام دين الفطرة وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد اخذ ميثاقكم اي اخذ - 00:43:18ضَ
الله عليكم الميثاق اما في عالم الذر حينما اخرج جل وعلا ذرية ادم من صلبه واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا او وهبكم من العقول واقام الادلة الدالة على ربوبيته ووحدانيته سبحانه وتعالى - 00:43:50ضَ
وقد اخذ ميثاقكم ان كنتم مؤمنين. اقرأ وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم اي واي شيء يمنعكم من الايمان؟ والرسول صلى الله عليه وسلم بين اظهركم يدعو الى ذلك - 00:44:17ضَ
ويبين لكم الحجج والبراهين على صحة ما جاءكم به وقد روينا في الحديث من طرق في اوائل شرح كتاب الايمان في صحيح البخاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لاصحابه - 00:44:40ضَ
اي المؤمنين اعجب اليكم ايمانا قالوا الملائكة قال وما لهم لا يؤمنون وهم عند ربهم قالوا فالانبياء قال وما لهم لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم قالوا فنحن قال وما لكم لا تؤمنون وانا بين اظهركم - 00:44:58ضَ
ولكن اعجب المؤمنين ايمانا المؤمنين ايمانا يعني اللي ايمانه عجب هو الذي بلغه عن الرسول صلى الله عليه وسلم فامن ولم ير الرسول صلى الله عليه وسلم. نعم ولكن اعجب المؤمنين ايمانا - 00:45:23ضَ
قوم يجيئون بعدكم يجدون صحفا يؤمنون بما فيها وقد اخذ ميثاقكم كما قال تعالى واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي وافقكم به اذ قلتم سمعنا واطعنا ويعني بذلك بيعة الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:45:45ضَ
وزعم ابن جرير ان المراد بذلك الميثاق الذي اخذ عليهم في صلب ادم وهو مذهب مجاهد هو الذي ينزل الله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:46:11ضَ
وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:46:31ضَ