تفسير ابن كثير | سورة الشورى

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 3- سورة الشورى | من الأية 9 إلى 12

عبدالرحمن العجلان

الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد بالله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ام اتخذوا من دونه اولياء فالله هو الولي وهو يحيي الموتى - 00:00:00ضَ

وهو على كل شيء قدير ذلكم الله ربي علي توكلت واليه انيب فاطر السماوات والارض جعل لكم من انفسكم ازواجا ومن الانعام ازواجا ومن الانعام ازواجا يذرأكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير - 00:00:29ضَ

له مقاليد السماوات والارض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر هذه الايات الكريمة من سورة الشورى يقول الله جل وعلا ام اتخذوا من دونه اولياء الله هو الولي وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير - 00:01:12ضَ

الايات هذه جاءت بعد قوله جل وعلا ولو شاء الله لجعلهم امة واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير - 00:01:49ضَ

لماذا لانهم اتخذوا من دونه اولياء والله هو الولي هو النافع وهو الضار وهو المحيي وهو المميت وهو الرازق وهو المتصرف جل وعلا كيفما شاء يقول الله جل وعلا ام اتخذوا من دونه اولياء - 00:02:18ضَ

ام هذه يسميها العلماء ام المنقطعة التي بمعنى بل والهمزة عن ما سبق للالتفات والاهتمام فيما بعدها بل اتخذوا من دونه اولياء والله هو الولي ام هذه هي المنقطعة المقدرة بل المفيدة للانتقال وبالهمزة المفيدة - 00:02:53ضَ

للانكار اي من اتخذ الكافرون من دون الله اولياء من الاصنام يعبدونها ويتوجهون اليها ويسألونها وعملهم هذا ضائع لان الله هو الولي فهو الذي يستحق العبادة وحدة والله هو الولي - 00:03:33ضَ

اي هو الحقيق بان يتخذ وليا واما اتخاذ الاولياء واتخاذ الاصنام اولياء فذلك لا يغني عنهم شيئا وهو جل وعلا المستحق للعبادة لانه هو الذي يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير - 00:04:04ضَ

والمستحق للعبادة فهو المحيي المميت القادر جل وعلا على كل شيء لا يعجزه شيء انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ثم بين جل وعلا ان مرد الجميع الى الله - 00:04:36ضَ

وان الحكم اليه وحده سبحانه وهو الذي يحكم بين العباد فيما اختلفوا فيه يحكم بينهم في الدار الاخرة بالحكم العدل جل وعلا وقال تعالى وما اختلفتم فيه من شيء ما حكمه الى الله - 00:05:05ضَ

كفار قريش يقولون نحن اهدى سبيلا من محمد واليهود يقولون انتم يا كفار قريش اهدى سبيلا من محمد من يحكم بين المسلمين والكفار الله جل وعلا وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله - 00:05:31ضَ

هل المراد الحكم في الدار الاخرة الى الله جل وعلا لانه هو الحكم وحده ام المراد في حال الدنيا كذلك فحكمه الى الله اي الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:06:02ضَ

ما اختلف الناس في شيء من في امر من الامور الا ويجب ان يرجع الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول - 00:06:27ضَ

ان تنازعتم في شيء واختلفتم في شيء فمن يحكم بينكم الله والرسول. اين حكم الله جل وعلا في كتابه العزيز واين حكم رسوله صلى الله عليه وسلم؟ في سنته الثابتة المطهرة - 00:06:51ضَ

ولا يرجع الى غيرهما لان من ابتغى الهدى وجده فيهما ذلكم الله ربي عليه توكلت واليه انيب ذلكم الذي اريد التحاكم اليه والرجوع اليه وهو مبتدع الله خبره ذلكم الله - 00:07:13ضَ

ربي خبر ثاني عليه توكلت خبر ثالث واليه انيب خبر رابع خاطر السماوات والارض خبر خامس وهكذا كلها اخبار عن الله جل وعلا اي الذي يتحاكم اليه الله المتفرد الالوهية - 00:07:47ضَ

الواحد الذي لا يشبهه احد ربي الذي رباني بالنعم لان الله جل وعلا يقول لمحمد صلى الله عليه وسلم كل الكفار ذلكم الذي اريد التحاكم اليه الله ربي والرب هو الذي ربى العباد بنعمه جل وعلا - 00:08:23ضَ

عليه توكلت يعني توكلت في جميع اموري عليه وقدم الجار والمجرور للحصر عليه لا على غيره توكلت اي اعتمدت عليه في جميع اموري واليه لا الى غيره انيب ارجع ارجعوا الى الله جل وعلا - 00:08:58ضَ

افوض ما كل امر لدي اليه وارجع اليه جل وعلا يقول تعالى منكرا على المشركين في اتخاذهم الهة من دون الله ومخبرا انه الوالي الحق الذي لا تنبغي العبادة الا له وحده - 00:09:33ضَ

فانه القادر على احياء الموتى وهو على كل شيء قدير ثم قال وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله مهما اختلفتم فيه من الامور وهذا عام في جميع الاشياء - 00:09:57ضَ

ما حكمه الى الله اي هو الحاكم فيه بكتابه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في قوله فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والى الرسول الى الله والرسول - 00:10:15ضَ

ذلكم الله ربي الحاكم في كل شيء عليه توكلت واليه انيب اي ارجع في جميع في جميع اي ارجعوا في جميع الامور وقوله فاطر السماوات والارض الفاطر هو الخالق المبدع للشيء - 00:10:35ضَ

الموجد للشيء يقول ابن عباس رضي الله عنهما ما عرفت كلمة فاطر حتى قال اعرابي لدي في بئر انا فطرتها يعني انا اوجدتها انا خلقتها انا احييتها الخالق المبدع جل وعلا للسموات - 00:11:03ضَ

والارض فاطر السماوات والارض مع عظمهما والقادر على خلق السماوات والارض الذي خلق الانسان قادر على بعثه واحيائه مرة اخرى فيستدل بعظم مخلوقات الله جل وعلا على عظمته وعلى كمال قدرته - 00:11:30ضَ

ثم ذكر جل وعلا شيئا مما امتن به على العباد وقال جعل لكم من انفسكم ازواجا جعل لكم اوجد لكم من انفسكم يعني من جنسكم على مستواكم ويتفاهمن معكم ويدركون ما تدركون - 00:12:02ضَ

فمن رحمة الله جل وعلا بالعباد ان جعل الازواج من جنس الازواج ولم يجعل ازواج بني ادم من الحيوانات من البهائم فهذه نعمة عظيمة من الله جل وعلا انعم بها على العباد - 00:12:32ضَ

يمتن بها عليهم قائلا جعل لكم من انفسكم ازواجا يحصل اليها السكن والراحة والانس ويخدم بعضهم بعضا كل بحسب ما هيأ له الرجل يعمل خارج ويكتشف ويأتي بالرزق والمرأة في البيت - 00:12:59ضَ

تخدم زوجها وتهيئ له ما يحتاج اليه فهم متبادلوا المنافع كل واحد منهما ينفع صاحبه فيما يحتاج اليه مما هو تحت قدرته جعل لكم من انفسكم ازواجا ومن الانعام ازواجا - 00:13:33ضَ

ومما امتن به على العباد ان جعل الانعام التي بين ايديهم ويستخدمونها وينتفعون بها جعل منها ازواجا. ليبقى هذا الشيء باذن الله يحصل التزاوج بين الذكر والانثى ويحصل التناسل وبقاء هذا النوع من بني ادم ومن البهائم والحيوانات - 00:14:05ضَ

ومن الانعام ازواجا يذرأكم فيه يعني يبثكم يذرأكم يبثكم او يكثركم او يبقي جنسكم والخطاب هنا للعقلاء والمراد فيما تقدم العقلاء والانعام. لكن جاء تغليبا للعقلاء يزرعكم في اقرأ فاطر السماء فاطر السماوات والارض - 00:14:40ضَ

فاطر السماوات والارض اي خالقهما وما بينهما. اي خوارج خالقهما وما بينهما جعل لكم من انفسكم ازواجا اي من جنسكم وشكلكم منة عليكم وتفضلا. جعل من جنسكم ذكرا وانثى ومن الانعام ازواجا - 00:15:18ضَ

وخلق لكم من الانعام ثمانية ازواج يذرأكم فيه يخلقكم فيه اي في ذلك الخلق على هذه الصفة لا يزال يذرأكم فيه ذكورا واناثا خلقا من بعد خلق وجيلا من بعد جيل. ونسلم من بعد نسل. من الناس والانعام - 00:15:45ضَ

وقال البغوي رحمه الله يذرعكم فيه اي في الرحم وقيل في البطن وقيل في هذا الوجه من من الخلقة قال مجاهد ونسلا بعد نسل من الناس والانعام وقيل في بمعنى الباء اي يذرؤكم - 00:16:10ضَ

ليس كمثله شيء هذا تنزيه لله جل وعلا لانه لا يشابهه احد جل وعلا ليس كمثله شيء ولم يكن له كفوا احد تنزيهه جل وعلا عن صفات المخلوقين لانه الخالق جل وعلا - 00:16:31ضَ

والخالق لا يشبه المخلوق ليس كمثله شيء قال العلماء رحمهم الله ليس كمثله شيء. الكاف هنا قالوا يصح ان تكون زائدة جيء بها للتوكيد ليس مثله شيء ليس مثل الله جل وعلا شيء - 00:17:01ضَ

وقيل كلمة مثل هي زائدة. ليس كهواء شيء تعالى وتقدس. والمعنى معلوم من هذه الجملة العظيمة تنزيه الله جل وعلا عن ان يشبهه احد ليس كمثله شيء وهو السميع البصير - 00:17:29ضَ

السميع لما يتكلم به وان خفي البصير لما يرى وان لم يرى الا بالمجهر ونحوه فهو جل وعلا يرى ويسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في ظلمة الليل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير - 00:18:00ضَ

ففي هذه الجزء في هذا الجزء من الاية العظيمة اثبات الصفات العظيمة لله جل وعلا ونفي المشابهة لله جل وعلا وفي هذا رد للمعطلة عن المعطلة كما فيها رد على المشبهة - 00:18:31ضَ

وفيها دلالة لصحة مذهب اهل السنة والجماعة اهل السنة والجماعة اثبتوا صفات الله جل وعلا على ما يليق بجلاله جل وعلا ونفوا عن الله جل وعلا كل صفة نقص وعيب - 00:19:00ضَ

وهنا طائفتان ضالتان فهما طرفان واهل السنة والجماعة وسط طائفة ظلت وغلت في التنزيه غلط يعني تجاوزت الحد فنفوا عن الله جل وعلا صفاته خشية ان يشبه المخلوقين وطائفة اخرى - 00:19:30ضَ

غلت في الاثبات وظلت عن الصراط المستقيم فاثبتوا الصفة لله وشبهوه بخلقه وقالوا يسمعك سمعي ويبصرك بصري تعالى الله اهل السنة والجماعة اخذوا الحسن من كل فرقة ونفوا عن الله جل وعلا القبيح مع كل فرقة - 00:20:07ضَ

لان الاثبات حسن لكن التشبيه باطل وقبيح هذا مع المشبهة المعطلة التنزيه حسن لكن النفي باطل والتعطيل باطل فاهل اهل الباطل مع كل طائفة منهم حق وباطل واهل السنة والجماعة - 00:20:45ضَ

اخذوا الحق من كل طائفة ونفوا عن الله جل وعلا الباطل المعطلة قالوا اذا اثبتنا السمع والبصر لله شبهناه المخلوق فننفي عنه الصفة حتى لا يشبه المخلوق قالوا ننزه ربنا عن مشابهة المخلوقين فننفي عنه الصفات - 00:21:21ضَ

عطلوه من صفات الكمال اهل السنة والجماعة قالوا ننزه ربنا عن صفات المخلوقين ونثبت له صفات الكمال اللائقة بجلاله وعظمته الطائفة الاخرى المشبهة قالوا نثبت الصفات لربنا ونحن معهم نثبت الصفات لربنا - 00:21:54ضَ

لكنهم من زيادة الاثبات شبهوه بالمخلوقين تعالى وتقدس وفي هذا نتخلى عنهم ونقول نثبت الصفات لربنا على ما يليق بجلاله وعظمته ننزه ربنا عن صفات المخلوقين ونثبت له صفات الكمال - 00:22:28ضَ

ونأخذ من كل فرقة من الطائفتين الظالتين ما معها من من الحق وننفي الباطل الذي معها ولا نريده المشبهة اثبتوا وشبهوا والاثبات حسن والتشبيه قبيح المعطلة نزهوا تعطلوا التنزيه حسن - 00:22:55ضَ

والتعطيل قبيح ليس كمثله شيء رد على المشبهة وهو السميع البصير. رد على المعطلة نثبت صفات الكمال لربنا جل وعلا على ما يليق بجلاله وعظمته وننفي عنه صفات النقص والعيب. كما ننفي عنه صفات مشابهته للمخلوقين - 00:23:27ضَ

ليس كمثله شيئا اي ليس كخالق الازواج كلها شيء لانه الفرد الصمد الذي لا نظير له وهو السميع البصير وقوله له مقاليد السماوات والارض. له مقاليد السماوات والارض. مقاليد جمع - 00:24:01ضَ

ومفردها مقلاة او مقليد او قليل والمراد بها المفاتيح. فهو مالك مفاتيح السماوات والارض ما لك خيرات السماوات والارض والمتصرف في خيرات السماوات والارض من خيرات السماوات المطر ومن خيرات الارظ النبات - 00:24:26ضَ

فهو جل وعلا المرسل للمطر اذا شاء والمنبت للارض اذا شاء. ولا يستطيع مخلوق بحوله وقوته ان يرسل المطر كما لا يستطيع مخلوق ان ينبت الارض له مقاليد السماوات والارض - 00:25:01ضَ

خزائن السماوات والارض او مفاتيح السماوات والارض او خيرات السماوات والارض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر البشت العطا بكثرة ويقدر يضيق يبسط الرزق يعطي العطاء الجزيل لمن شاء من العباد لحكمة - 00:25:28ضَ

ويضيق على من شاء جل وعلا لحكمة والعطاء لا يدل على الرضا كما ان التضييق لا يدل على السخط فالعطاء لا يدل على المحبة ولا يدل على الكراهية والتظييق لا يدل على المحبة - 00:25:54ضَ

كما لا يدل على الكراهية فالله جل وعلا قد يبسط الرزق لمن يحبه وقد يبسط الرزق لمن يكرهه والله جل وعلا يضيق ويقدر في الرزق لمن يحبه ويضيق في الرزق لمن يبغضه ويكرهه - 00:26:19ضَ

فهو جل وعلا يعطي العطاء الجزيل لمن احب ولمن كره كما انه يمنع الرزق لمن يحب كما يمنعه لمن كره لحكمة جل وعلا فهو يختبر العباد في العطاء والمنع يختبرهم بالسراء والضراء - 00:26:51ضَ

الرسول صلى الله عليه وسلم افضل الخلق واحب الخلق الى الله وتقول عائشة رضي الله عنها فصفحان بيوت النبي صلى الله عليه وسلم لاحد التابعين يا بني انا لنرى الهلال - 00:27:17ضَ

ثم نرى الهلال ثم نرى الهلال ثلاثة اهلة في شهرين وما اوقد في بيت من بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار ما عندهم شيء يطبخونه قلت يا اماه ما طعامكم - 00:27:39ضَ

قالت الاسودان التمر والماء الا انه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الانصار عندهم منح فيرسلون شيئا منه احيانا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في شرب منه ويطعمنا - 00:27:58ضَ

يعني قد يأتيهم احيانا هدية والرسول صلى الله عليه وسلم في حال الجهاد وقتال الكفار وحفر الخندق حماية للمدينة والصحابة رضي الله عنهم ربطوا على بطونهم اه حجر من الجوع - 00:28:21ضَ

والرسول عليه الصلاة والسلام ربط على بطنه حجرين من شدة الجوع ويستطيع ان يمشي حتى يربط الحجر او الحجرين على بطنه حتى يعتمد لان بطنه خاوي يسقط لو لم يربط الحجر على بطنه - 00:28:40ضَ

من شدة الجوع وخرج صلى الله عليه وسلم مرة من بيته ثم التقى بابي بكر ثم التقى بعمر فسألهم ما الذي اخرجكم؟ قالوا يا رسول الله والله ما اخرجنا الا الجوع - 00:29:01ضَ

شدة الجوع ما استطاعوا ان يجلسوا في بيوتهم ما عندهم شيء يأكلونه من الجوع وقال والذي نفسي بيده لاخرجني الذي اخرجكما. يعني الجوع ثم ذهب بهم الى احد الانصار فاضافوه فاكرمهم وفرح بهم رضي الله عنه وضيفهم - 00:29:22ضَ

وقدم لهم العذق الذي فيه التمر والبشر وذهب وذبح لهم شاة وقدم لهم فاكلوا وشبعوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر وعمر لتسألن عن هذا النعيم شبعة يوم - 00:29:44ضَ

ساعة يقول تسألون عنها نحتاج الى شكر هذا من ناحية من الناحية الثانية ما اعطى الله جل وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم من الخيرات والغنائم ولم يهتم بها ولم يدخرها لنفسه اعطى رجلا غنما بين جبلين - 00:30:05ضَ

وهو يبيت عليه الصلاة والسلام الليالي الطوال من الجوع اعطى رجلا غنما بين جبلين لا يحصيها عد واعطى رجلا اخر مئة من الابل ثم السزادة. فاعطاه مئة ثانية فاستزاده فاعطاه مئة ثالثة - 00:30:31ضَ

ثلاث مئة من الابل لرجل واحد يعطيها المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد ورد ان الله جل وعلا يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين والعلم الا من احبه - 00:30:51ضَ

ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر يقدر بمعنى يضيق كما في قوله صلى الله عليه وسلم لرؤيته وافطروا لرؤيته فان غم عليكم فاقدروا له. يعني ضيقوا عليه - 00:31:07ضَ

انه في كل شيء عليم فهو جل وعلا يعطي لحكمة وهذا المعطى احيانا ينال بهذا العطاء الدرجات العلى واحيانا ينال بها الحضيض والعياذ بالله في نار جهنم يعطى النعمة فيحمدها. ويشكر الله جل وعلا عليها - 00:31:33ضَ

ويقوم بحقها ويواسي منها وينال بذلك الدرجات العلى ويعطي الاخر الدنيا ويستعين بها على معصية الله ولا يؤدي حق الله منها ويخسر الدنيا والاخرة ويحرم الدنيا جل وعلا لعبد من من عباده - 00:32:01ضَ

فيصبر ويحتسب ويرضى بما اعطاه الله جل وعلا وبما حرم ويوقن بان ما فعل الله جل وعلا له خير له فينال بذلك الدرجات العلى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب - 00:32:29ضَ

ويحرم جل وعلا الدنيا عبدا فيتسخط ويسب ربه ويسب دينه ويسخط على ربه ان ينال بذلك نار جهنم والعياذ بالله الحظير ويخسر الدنيا والاخرة يكون لا حظ له في الدنيا - 00:32:54ضَ

والاخرة في نار جهنم والعياذ بالله لانه لم يرظى ولم يصبر بل جزع وتسخط كما يختلف الاثنان في حال المصيبة احدهم يصبر ويحتسب فيؤجر والاخر يجزع ويتسخط فيحرم الاجر ويأثم والعياذ بالله - 00:33:16ضَ

الله جل وعلا يختبر العباد ويبتليهم بالنعم كما يختبرهم ويبتليهم الفقر والحرمان والمنع لحكمة يريدها جل وعلا في ظهر الصابر والشاكر والبطر والجزع يظهر والله جل وعلا يعلم ذلك قبل ان يكون. لكن يظهر ظهورا يستحق عليه الثواب والعقاب - 00:33:42ضَ

الله جل وعلا يعلم ان هذا العبد اذا اعطي شكر وقام بحق النعمة فيعطيه جل وعلا ليظهر ما يعلمه الله جل وعلا من حاله ويعلم جل وعلا ان هذا العبد اذا اعطي بطر وتكبر وتجبر - 00:34:20ضَ

واستعان بهذه النعمة على المعصية فيعطيه جل وعلا هذه النعمة في ظهر ما في علم الله جل وعلا وينال العقوبة والنكال على ما صدر منه. وهكذا لان الله جل وعلا يختبر العباد وهو اعلم - 00:34:42ضَ

في مآلهم وحالهم لكن هذا الاختبار يستحقون عليه الثواب والعقاب يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر. انه بكل شيء عليم فهو يعطي عن علم وحكمة جل وعلا لا يعطي هكذا بدون علم وحكمة - 00:35:05ضَ

فهو جل وعلا بكل شيء عليم. يعلم الشيء قبل ان يكون جل وعلا ولكنه لا يعاقب العباد على ما في علمه وانما يظهر ذلك منهم جل وعلا فيستحقون عليه العقاب والاخيار - 00:35:32ضَ

يظهر اعمالهم الصالحة كما في علمه تعالى فيستحقون عليها الثواب الجزيل من الله جل وعلا وفي قوله جل وعلا يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر الى اخر الايات هذه كلها اخبار - 00:35:55ضَ

جاءت العاشر بقوله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر تبدأ من قوله تعالى ذلكم الله الله هو الخبر الاول والخبر العاشر يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:36:14ضَ