تفسير ابن كثير | جزء المجادلة

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 3- سورة الممتحنة | من الأية 7 إلى 9

عبدالرحمن العجلان

نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم بالله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم - 00:00:01ضَ

ان الله يحب المقسطين انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم. ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون هذه الايات الكريمة من سورة - 00:00:39ضَ

الممتحنة جاءت بعد قوله جل وعلا لقد كان لكم فيهم اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر ومن يتولى فان الله هو الغني الحميد ما شاء الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاذيتم منهم مودة والله قدير والله غفور - 00:01:16ضَ

الرحيم الايات لما نهى الله جل وعلا عن موالاة الكفار وان كانوا اقرب قريب وان كانوا اباء او امهات او اخوة او اخوات او ابناء او بنات امتثل الصحابة رضي الله عنهم - 00:01:48ضَ

وسارعوا في الامتثال قالوا سمعنا واطعنا رضي الله عنهم وارضاهم اسماء بنت ابي بكر الصديق رضي الله عنها وعن ابيها مع زوجها الزبير بن العوام وابيها ابو بكر الصديق في المدينة - 00:02:21ضَ

جاءت امها من مكة وهي كافرة في وقت الهدنة والصلح الذي ابرم بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين كفار قريش في صلح الحديبية في السنة السادسة من الهجرة جاءت لزيارة بنتها - 00:02:50ضَ

اسماء مع هالهدايا وفي شوق الى ابنتها فارادت ان تدخل عليها فابت اسماء رضي الله عنها ابت ان تدخل امها دارها وابت ان تقبل منها اي هدية لانها كافرة والله جل وعلا يقول - 00:03:13ضَ

لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء رضي الله عنها بالامتثال وقالت ما تدخل ولا اقبل منها هدية لانها كافرة حتى اسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وارسلت الى عائشة ام المؤمنين اختها - 00:03:42ضَ

سلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته فانزل الله جل وعلا لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين لكن الشاهد سرعة امتثال الصحابة رضي الله عنه مع ما في نفوسهم من المشقة - 00:04:07ضَ

ان كون الانسان لا يكلم امة او لا يكلم اباه ولا يوده فيها مشقة على النفس فيها احراج صعوبة لكن طاعة الله مقدمة على كل شيء اذا قضى الله ورسوله امرا - 00:04:34ضَ

ما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امره. ما في خيار ما دام جاء امر الله فلا نظر ولا خيار فانزل الله جل وعلا - 00:05:00ضَ

بشارة للمؤمنين وتأنيسا لهم وتخفيفا اما اصابهم قال جل وعلا عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة وعسى من الله جل وعلا كما يعبر عنها العلماء يقول واجبة - 00:05:16ضَ

لان عسى من المخلوق ترجي لا يدري يحصل او لا يحصل يقول عسى ان يأتي زيد مثلا عسى ان تنفرج هذه الكربة ما ادري هل تنفرج او لا اما اذا جاءت عسى من الله جل وعلا فهي واقعة - 00:05:46ضَ

وهذي فيها بشارة للمؤمنين عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم عاديتموهم لماذا لله جل وعلا ولدين الله عسى الله ان يجعل بينكم وبينهم مودة وتم وحصل اقرت العيون - 00:06:12ضَ

بما بشر الله جل وعلا به عبادة. عباده المؤمنين ابو سفيان ابن حرب الذي قاد الجيوش بحرب النبي صلى الله عليه وسلم وما ترك طريقا او امرا يقدر عليه في عداوة النبي صلى الله عليه وسلم الا وسلكه - 00:06:37ضَ

ورد انه هو اول من قاتل عن دين الله في الردة لما مات النبي صلى الله عليه وسلم ورد انه جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم قال يا يا رسول الله - 00:07:07ضَ

امرني على جيش اقاتل الكفار مثل ما كنت اقاتل المسلمين وامره النبي صلى الله عليه وسلم على جهة نجران واليمن وكان الد اعداء النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي قاد الجيوش لحرب النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:23ضَ

فجعل الله جل وعلا بينه وبين رسول الله وبين المؤمنين المودة ذلك لما فتح الله لرسوله صلى الله عليه وسلم مكة وحقنا الله الدماء يوم فتح مكة بفضله واحسانه ثم بسعي العباس ابن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه - 00:07:47ضَ

كان من المعظمين في الجاهلية والاسلام وكان له مواقف مشرفة رضي الله عنه حتى انه في الجاهلية في حق وقت كفره ما سمح ان النبي صلى الله عليه وسلم يلتقي بالانصار - 00:08:17ضَ

الا وهو معه ليستوثق له وحضر بيعة العقبة وهو على كفره لكن من باب الحمية والنخوة والدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ضبط الامر لما كان فتح مكة ذهب العباس رضي الله عنه يتحرى ويبحث من يجد من اهل مكة - 00:08:36ضَ

يأمرهم بان يأتوا الى النبي صلى الله عليه وسلم ويسلموا فوجد ابا سفيان فقال له اركب واركبه على بغلته وذهب به الى النبي صلى الله عليه وسلم كان ابو سفيان عنده استعداد للحرب - 00:09:07ضَ

وللقتال فاخبره العباس بانه لا يتمكن ان الامر فوق ما يستطيع ولا قدرة له به وما بقي عليه الا ان يسلم ويذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم ويضع يده في يده - 00:09:25ضَ

ولعل النبي صلى الله عليه وسلم يجعل له من الامر شيء اجعل له شيء يطيب خاطره فذهب به الى على بغلته الى النبي صلى الله عليه وسلم وسارع الصحابة رضي الله عنهم يريدون قتل ابا سفيان - 00:09:41ضَ

انه الد اعداء النبي صلى الله عليه وسلم لكن ما دام قرب من النبي صلى الله عليه وسلم فهم ينتظرون امره لا يفتاتون عليه رضي الله عنهم وارضاهم ومنهم عمر ابن الخطاب رضي الله عنه سل سيفه مسرعا - 00:10:02ضَ

يريد ان يقتله ويستأذن من النبي صلى الله عليه وسلم في ان يقتله قال مهلا يا عمر عليه الصلاة والسلام واسلم ابو سفيان امره النبي صلى الله عليه وسلم ان يذهب الى اهل مكة ويقول من دخل المسجد الحرام فهو امن ومن دخل دار ابي سفيان فهو امن ومن اغلق - 00:10:18ضَ

عليه داره فهو امن فدخل ابو سفيان على اهل مكة واخبرهم بما امره به النبي صلى الله عليه وسلم قال من دخل دار ابي سفيان فهو امن قالوا اخزاك الله اه ابعدك الله وما تغني عنا دارك ما - 00:10:47ضَ

هذا الناس قال ومن دخل المسجد فهو امن ومن اغلق عليه بابه فهو امن بامر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان الد اعداء النبي صلى الله عليه وسلم فقلب الله جل وعلا - 00:11:08ضَ

العداوة السابقة الى مودة لانه هو والد ام المؤمنين. ام حبيبة رضي الله عنها عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة وجعل الله جل وعلا ذلك وهذه الاية نزلت متقدمة ثم جعل الله ذلك عند فتح مكة - 00:11:27ضَ

والله قدير والله غفور رحيم لا تستبعد قد يستبعد المرء يقول كيف يسلم ابو سفيان ما استبعدوا قالوا لو اسلم حمار ما اسلم عمر لما يرون من شدة عداوته النبي صلى الله عليه وسلم في اول الامر - 00:11:55ضَ

قالوا لعل عمر يسلم قال لو اسلم قال احدهم لو اسلم حمار الخطاب ما اسلم عمر اسلم عمر رضي الله عنه وصار افضل الامة بعد نبيها وابي بكر الصديق وكذلك اسلم ابو سفيان الذي قاد الجيوش لقتال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:12:20ضَ

والله قدير على ذلك لا يعجزه شيء انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون يكون في الصباح الذ الاعداء وقبل الظهر يكون اقرب قريب واصدق صديق واحب حبيب لانه شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله - 00:12:47ضَ

والعداوة الحقيقية هي العداوة بين المسلم والكافر والله قدير على ذلك فلا تستبعدوه والله غفور رحيم ما تظن ان الله لا يغفر لفلان او لا يغفر لفلان لانه عمل وعمل ضد النبي صلى الله عليه وسلم - 00:13:08ضَ

مهما عمل الله جل وعلا اذا شاء المغفرة له غفر والله قدير والله غفور يرحم عباده يرحم من تاب اليه يقول تعالى لعباده المؤمنين بعد ان امرهم بعداوة الكافرين عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين منهم مودة - 00:13:34ضَ

اي محبة بعد البغض ومودة بعد النفرة بعد النفرة والفة بعد الفرقة والله قدير اي على ما يشاء من الجمع بين الاشياء المتناثرة والمتباينة والمختلفة ويؤلف بين القلوب بعد العداوة والقساوة - 00:14:03ضَ

فتصبح مجتمعة متفقة كما قال تعالى ممتنا على الانصار واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم. فكانت اشد العداوة بين الانصار رضي الله عنه الاوس والخزرج وهم ابناء رجل واحد - 00:14:29ضَ

ابناء رجل واحد صار بينهم التنازع الشديد والحرب شدة العداوة جمع الله بين قلوبهم والفها على الاسلام. كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمة اخوانا. نعم فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها. الحمد لله - 00:14:51ضَ

وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال اول من قاتل اهل الردة على اقامة دين الله ابو سفيان ابن حرب وفيه نزلت هذه الاية عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة. هذا كلام ابي هريرة رضي الله عنه - 00:15:24ضَ

وعن الزهري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل ابا سفيان ابن حرب على بعض اليمن جهات نجران فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم اقبل جاء رضي الله عنه - 00:15:44ضَ

فلقي ذا الخمار مرتدا فكان اول من قاتل في الردة وجاهد عن دين الله لما رآه مرتد عن الاسلام بخبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قاتله ابو سفيان قال - 00:16:02ضَ

وهو في من قال الله فيه عسى الله ان يجعل بينكم وبينهم مودة ثم قال جل وعلا لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في ولم يخرجوكم من دياركم من تبروهم - 00:16:24ضَ

وتقسط اليهم ان الله يحب المقسطين وفي صحيح البخاري ومسلم وغيرهما عن اسماء بنت ابي بكر قالت اتتني امي راغبة وهي مشركة في عهد قريش اذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:16:48ضَ

يعني بين عام ستة من الهجرة وعام ثمانية اللي فتحت فيه مكة هذا وقت الهدنة فسألت النبي صلى الله عليه وسلم يعني اسمى سألت النبي ااصلها فانزل الله جل وعلا لا ينهاكم الله الاية. فقال نعم صلي امك - 00:17:15ضَ

وعن عبد الله بن الزبير الذي هو ابن اسماء بنت ابي بكر الصديق رضي الله عنهما وعن عبدالله بن الزبير قال قدمت قتيلة بنت عبد العزى الذي هي جدته تكون - 00:17:44ضَ

على ابنتها اسماء بنت ابي بكر التي هي امه بهدايا ضباب واقط وسمن وهي مشركة فابت اسماء ان تقبل هديتها او تدخلها بيتها انظر الحب في الله والبغض في الله - 00:18:02ضَ

ما بالك بامها ولا التفتت لها لانها مشركة ما اسلمت ابت وان تدخلها بيتها حتى ارسلت الى عائشة التي هي اختها انسلي عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:18:26ضَ

فسألته فانزل الله هذه الاية فامرها ان تقبل هديتها وتدخلها بيتها اخرجه احمد والبزار وابو يعلى وغيرهم وزاد ابن ابي حاتم في المدة التي كانت بين قريش ورسول الله صلى الله عليه وسلم. لانها قبل هذا ما كانت تستطيع ان تأتي للمدينة - 00:18:46ضَ

لانه ما كان فيه هدنة ولا فيه عهد بين الرسول صلى الله عليه وسلم وقريش لكن لما حصل العهد والصلح في صلح الحديبية انطلق اناس من المدينة الى مكة وانطلق اناس من مكة الى المدينة - 00:19:13ضَ

وحصل اختلاط بعضهم ببعض ببركة هذا الصلح قال الله جل وعلا لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم المراد بهؤلاء يعني الاشخاص الذين لم يقاتلوا قيل المراد النساء والصبيان - 00:19:30ضَ

يعني انها في اسماء ونحوها المراد النساء والصبيان لانهم لا يقاتلون وقيل المراد بها خزاعة التي كانت على عهد مع النبي صلى الله عليه وسلم وكانت موالية للنبي مسلمها وكافرها - 00:19:54ضَ

وكانوا ضد قريش فهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وقيل المراد بهم من لم يقاتل حتى من كفار قريش من لا يعرف له انه مقاتل او مؤذي وقيل ان هذه الاية - 00:20:20ضَ

كانت اولا ثم نسخت فهي منسوخة لماذا منسوخة؟ قال المفسرون منسوخة باية القتال والمراد باية القتال ليست اية واحدة يعبر عنها المفسرون رحمهم الله يعني الايات التي فيها الامر القتال - 00:20:40ضَ

قوله تعالى اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم وقدير. وقوله جل وعلا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم اقتلوهم حيث وجدتموهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وهكذا الايات التي فيها الامر بالقتال قيل منسوخة - 00:21:02ضَ

والصحيح انها ليست منسوخة وانها في حق من لم يقاتل من الكفار انه لا بأس ان يعامل وان يحسن اليه وان يتصدق عليه من غير صدقة الزكاة الواجبة يعني من صدقة التطوع. لان زكاة الواجبة للمسلم تؤخذ من اغنيائه - 00:21:23ضَ

فترد على فقرائهم. لكن صدقة التطوع يعطى منها الكافر ترغيبا له في الاسلام وتأليفا لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين. ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم. يعني تحسنوا اليهم - 00:21:48ضَ

وتتصدق عليهم وتعطوهم ومن جاءكم من مكة يريد المعونة والعطاء فاعطوه مثل ما تقدم لنا في المرأة التي جاءت من مكة غير هذه المرأة التي حملت خطاب ابن ابي بلتعة رضي الله عنه - 00:22:08ضَ

ذهبت به وهي جاءت من مكة وهي كافرة تستعين بالرسول صلى الله عليه وسلم وبالصحابة لانها كانت مولاة لهم يعني رقيقة لابائهم فجاءت تستعينهم ولم يخرجوكم من دياركم وفي هذا - 00:22:33ضَ

لوم لحاطب رضي الله عنه يعني الموالاة تصلح للذي لم يقاتل ولم يخرج واما خطاب حاطب رضي الله عنه فكان لكفار قريش الذين قاتلوا النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلوا الصحابة واضطروهم الى الخروج هؤلاء لا تصلح - 00:22:53ضَ

ولا تهم ولا تجوز فلتعلن عداوتهم لا ينهاكم الله عن عن الذين لم يقاتلوكم في الدين. ما قاتلوكم في دين الله ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم يعني احسنوا اليهم واعدلوا فيهم - 00:23:16ضَ

ان الله يحب المقسطين حتى مع الكفار يكون المرء سمح مشاهد ويدعو الى الاسلام بفعله وسماحته وحسن معاملته حتى مع الكفار كما انتشر الاسلام في الصدر الاول في اقاصي الدنيا بمعاملة التجار - 00:23:38ضَ

كانت معاملتهم مبنية على الصدق والامانة والاخلاص وعدم الغش مع امكانهم ان يخادعوا وان يغشوا وان يخونوا وان يسرقوا لكن يقولون لا. ديننا يأمرنا بالعدل والانصاف والصدق والامانة والبيان وعدم الغش - 00:24:06ضَ

فيقول الناس ما احسن هذا الدين الذي يأمر بكذا فاعتنق كثير من الناس الاسلام بحسن معاملة التجار المسلمين لهم ان الله يحب المقسطين والمقسطون الذين يعدلون في حكمهم وما ولوا - 00:24:28ضَ

وهم كما ورد في الحديث على منابر من نور عن يمين الرحمن جل جلاله وتقدست اسماؤه قال بعض المفسرين هذه الاية في وقت الصلح الذي كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وكفار قريش - 00:24:53ضَ

فلما زال الصلح بفتح مكة نسخ الحكم وقيل هي خاصة في حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم. من بينه وبينه عهد قاله الحسن وقال الكلبي هم خزاعة وبنو الحارث ابن عبد مناف - 00:25:14ضَ

وقال مجاهد هي خاصة في الذين امنوا ولم يهاجروا وقيل هي خاصة بالنساء والصبيان وحكى القرطبي رحمه الله عن اكثر اهل التفسير انها محكمة وليست منسوخة وانما هي عامة في كل من لم يقاتل - 00:25:30ضَ

لا يعامل بالحسنى وفي هذه الاية ترخيص للفئات المسلمة المحكومة من قبل الكفار ان عليهم ان يصانعوهم وان لا يحاربوهم ما داموا لا يستطيعون ذلك وان يعاملوهم بالحسنى يعاملوهم بالحسنى حتى لا يتعبوهم ولا يؤذوهم - 00:25:55ضَ

فمن لم يستطع الهجرة من بلاد الكفار الى بلاد المسلمين فله ان يعامل الكفار بالحسنى ليعاملوه بالمثل لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم - 00:26:27ضَ

ولم يظاهروا اي يعاونوا على اخراجكم اي لا ينهاكم عن الاحسان الى الكفرة الذين لا يقاتلون في الدين للنساء والضعفاء ان تبروهم اي تحسنوا اليهم. وتقسطوا اليهم اي تعدلوا. ان الله يحب المقسطين - 00:26:51ضَ

قال الامام احمد حدثنا ابو معاوية عن فاطمة بنت المنذر عن اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها قالت قدمت امي وهي مشركة في عهد قريش اذ عاهدوا فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ان امي قدمت وهي راغبة افاصلها؟ قال نعم - 00:27:16ضَ

امك انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين هذا لا يتوهم انه نسخ النهي الاول بقوله لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم - 00:27:43ضَ

امر بالاحسان اليهم لا يتوقع انه في حق كل كافر. قال الله جل وعلا لا انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين الذين اعلنوا العداوة واذوكم وقاتلوكم لاجل دينكم - 00:28:05ضَ

انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم. يعني عاونوا وساعدوا ولو لم يخرجوا هم لكن ساعدوا على الاخراج تظاهروا على اخراجكم ان تولوهم - 00:28:23ضَ

يا حاطب ومن كتب لهم لا لا تتولى هؤلاء من تولوهم ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون. ظلموا انفسهم يعني الظلم الذي ليس بعده ظلم موالاة الكفار الموالاة شيء والمعاملة شيء اخر - 00:28:41ضَ

ثم ان المحبة في القلوب الافضاء اليهم بالاسرار هذا غش وخيانة للنبي صلى الله عليه وسلم وللامة وانما الرجل يعاملهم معاملة حسنة مثل ما عمل النبي صلى الله عليه وسلم اليهود - 00:29:10ضَ

البيع والشراء كما عرفنا انه مات عليه الصلاة والسلام ودرعه مرهونة عند يهودي في اصع اشتراها لاهله من عليه الصلاة والسلام ما كان عنده نقد سداد معاملة اهل الكتاب والكفار - 00:29:36ضَ

والا فالصحابة رضي الله عنهم يسارعون يعطون النبي صلى الله عليه وسلم ما يريد لكنه لا يريد ذلك ولا يريد ان يأخذ من احد شيئا ويريد ان يشتري ويسدد ما عليه عليه الصلاة والسلام لانه كلما جاءه مال لا يبقيه - 00:29:59ضَ

وهو ليس بمعدم صلى الله عليه وسلم وانما ما هل في يده ما ابقاه عليه الصلاة والسلام اعطى رجلا مائة من الابل ثم اعطاه مئة من الابل ثم اعطاه مئة من الابل - 00:30:20ضَ

رجل واحد اعطاه ثلاث مئة من الابل ورجل اخر اعطاه غنما بين جبلين ما يحصيها عد يعطي في الاسلام عليه الصلاة والسلام ذهب الرجل الذي اعطي الغنم فقال يا قومي اسلموا. فان محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر - 00:30:39ضَ

اعطاه هذه الغنم الكثيرة ومات ودرعه مرهونة عند يهودي في اصعب من شعير ما وجد له سداد عليه الصلاة والسلام. لانه لا يبقي المال بيده والصلاة والسلام فتولي الكفار شيء - 00:31:03ضَ

يعني الاصرار اليهم واظهار المودة والمحبة هذا محرم واما حسن المعاملة فهذا مأمور به عاملهم بالحسنى وهذا ينطبق في حق مثلا من هو تحت ولايتهم ومضطر لهم وهو يعاملهم بالحسنى - 00:31:22ضَ

ولا يغش ولا يخون ولا يسرق ولا يؤذي فيؤذى اكثر. هو واخوانه المسلمون اما المحبة في القلب فلا لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله - 00:31:48ضَ

مثل ما قال زيد رضي الله عنه لاهل اه خيبر قال ما من احد ابغض الي منكم لكن برظي اياكم ما يحملني على ان اظلمكم بتمرة واحدة افرظ عليكم شيء ليس لكم؟ لا اليس عليكم لا - 00:32:11ضَ

ما اظلمكم وانتم اخوان القردة ابغض شيء عندي رضي الله عنه بهم لكن يقول بغظي اياكم ما يحملني على ان اظلمكم بتمرة واحدة اخذها منكم واعطيها الرسول عليه الصلاة والسلام لا - 00:32:35ضَ

ما اظلمكم ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون. تحذير للامة الاسلامية من تولي الكفار والافظاء اليهم باسرار المسلمين هذا خيانة عظمى وانما حسن المعاملة مطلوب مع البغض والكراهية وعدم افشاء اسرار المسلمين اليهم - 00:32:51ضَ

انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم اي انما ينهاكم عن موالاة هؤلاء الذين ناصبوكم بالعداوة فقاتلوكم واخرجوكم وعاونوا على اخراجكم - 00:33:26ضَ

ينهاكم الله عز وجل عن موالاتهم. ويأمركم بمعاداتهم ثم اكد الوعيد على موالاتهم فقال ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون لقوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء - 00:33:52ضَ

بعضهم اولياء بعض. ومن يتولهم منكم فانه منهم. ان الله لا يهدي القوم الظالمين الله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:34:15ضَ