تفسير ابن كثير | سورة الجاثية

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 4- سورة الجاثية | من الأية 16 إلى 20

عبدالرحمن العجلان

اجمعين وبعد الحمد لله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولقد اتينا بني اسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين واتيناهم بينات من الامر فما اختلفوا الا من بعد ما جاءهم العلم - 00:00:00ضَ

الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ان ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون - 00:00:37ضَ

انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وان الظالمين بعضهم اولياء بعض والله ولي المتقين هذا بصائر للناس وهدى ورحمة هذه الايات الكريمة من سورة الجاثية يقول الله جل وعلا - 00:01:02ضَ

ولقد اتينا بني اسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين جاءت بعد قوله جل وعلا قل للذين امنوا يغفروا للذين لا يرجون ايام الله ليجزي قوما بما كانوا يكفرون - 00:01:40ضَ

من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها ثم الى ربكم ترجعون. ولقد اتينا بني اسرائيل الكتاب والحكم والنبوة هذه الايات في بني اسرائيل فيها بشارة وتأنيس للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:11ضَ

وللمؤمنين وفيها نذارة وتخويف لكفار قريش لان الله جل وعلا ناصر رسوله والمؤمنين وانه جل وعلا منتقم ممن خالف رسوله وعصى امره يقول تعالى ولقد اتينا بني اسرائيل الكتاب اللام هذه مقطعة للقسم يعبر عنها العلماء - 00:02:43ضَ

والله جل وعلا يقسم اخباره جل وعلا كلها صادقة ولا شك فيها وهو جل وعلا يقسم بما شاء من خلقه لزيادة التأكيد واما المخلوق فلا يجوز له ان يقسم الا بالله - 00:03:24ضَ

او بصفة من صفاته فلا يجوز للمخلوق للعبد ان يقسم بالاب ولا بالام ولا بالابوين ولا بالكعبة ولا بالرسول ولا باحد من الخلق كائنا من كان لان المقسم اذا اقسم بشيء ما - 00:03:46ضَ

وقد اعطاه منتهى التعظيم ولا يجوز ان يعطي العبد منتهى التعظيم الا لمن يستحقه وهو الله جل وعلا فانت اذا اذا اقسمت بشيء فقد عظمته التعظيم المطلق. ولا يجوز ان تعظم التعظيم المطلق الا الله جل وعلا - 00:04:08ضَ

والله جل وعلا يقسم بما شاء من خلقه ولقد اتينا اعطينا بني اسرائيل الكتاب الكتاب التوراة كما قال جمهور المفسرين وقيل المراد مطلق الكتاب ليشمل التوراة والانجيل والزبور الجمهور قالوا المراد الكتاب فقط التوراة فقط - 00:04:37ضَ

لا غيرها لانه هو الذي فيه الحكم لان الزبور دعاء وتضرع فقط واما الانجيل ففيه قليل من الاحكام جدا. قليل جدا من الاحكام وذلك ان عيسى عليه الصلاة والسلام مأمور بالحكم بالتوراة - 00:05:09ضَ

الكتاب المشتمل على الاحكام والتشريع هو التوراة اتينا ولقد اتينا بني اسرائيل الكتاب والحكم الفهم وادراك الامور والحكم بين الناس والنبوة جعل الله جل وعلا فيهم الانبياء كثر وما مات نبي الا وخلفه نبي - 00:05:38ضَ

وقد يكون في الزمن الواحد وفي البلد الواحد اكثر من نبي والله جل وعلا اكثر الانبياء في بني اسرائيل ولقد اتينا بني اسرائيل الكتاب والحكم والنبوة هذه فضائل اخروية تتصل بامور الاخرة - 00:06:10ضَ

ثم ذكر ما فظلهم به واعطاهم اياه في الدنيا فقال ورزقناهم من الطيبات وذلك ان اكثر بني اسرائيل في الشام والله جل وعلا جعل في الشام من الخير والبركة والانهار والفواكه والاطعمة ما لا يوجد في غيره - 00:06:38ضَ

وهي البلاد المباركة وسماها الله جل وعلا مباركة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين. فظل الله جل وعلا بني اسرائيل على العالمين في زمانهم على الامم من غير بني اسرائيل في زمانهم. وهذا التفضيل لا يشمل تفضيلهم على امة محمد صلى الله عليه - 00:07:02ضَ

عليه وسلم وذلك ان الله جل وعلا فضل امة محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الامم في قوله جل وعلا كنتم خير امة اخرجت للناس وهذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وامته - 00:07:34ضَ

والايات في تفضيل هذه الامة على سائر الامم كثير. اذا معنى قوله جل وعلا وفضلناهم على العالمين كما قال قال بعض المفسرين على العالمين اي عالم زمانهم لان في عالم زمانهم كثير - 00:07:57ضَ

من بني اسرائيل ومن غيرهم ففظل الله جل وعلا بني اسرائيل على غيرهم من الامم بما اعطاهم الله جل وعلا وفضلهم فيه من الكتاب والحكم والنبوة والطيبات رزقهم الله جل وعلا في الدنيا - 00:08:17ضَ

يذكر تعالى ما انعم به على بني اسرائيل من انزال الكتب عليهم وارسال الرسل اليهم وجل وجعله الملك فيهم ولهذا قال ولقد اتينا بني اسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات - 00:08:43ضَ

اي من المآكل والمشارب وفضلناهم على العالمين اي في زمانهم واتيناهم بينات واتيناهم بينات من الامر فما اختلفوا الا من بعد ما جاءهم العلم بينهم ان ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون - 00:09:04ضَ

واتيناهم بينات من الامر بينات شرائع واضحات بين بين الله جل وعلا الحلال وبين الحرام وبين العبادات التي يتعبدون بها الله جل وعلا وبين لهم ما يجب ان يحذروه ويجتنبوه - 00:09:33ضَ

لان الانبياء يبينون لهم حكم الله جل وعلا واتيناهم بينات من الامر. وماذا ينبغي لهم عند مبعث محمد صلى الله عليه وسلم ووصف الله جل وعلا لهم محمدا صلى الله عليه وسلم. اذا بعث فيهم وامرهم بان يتبعوه - 00:10:05ضَ

فهم على جادة واضحة مستقيمة لا اختلاف فيها وهذا مما امتن الله جل وعلا به عليهم واتيناهم بينات من الامر يعني جعلنا شرعهم واضحا بينا لا اختلاف فيه لكنهم اختلفوا. ومتى كان اختلافهم - 00:10:33ضَ

في وقت كان الاولى ان يكون الاتفاق فيه فما اختلفوا الا من بعد ما جاءهم العلم وهذه من المآخذ التي اخذت عليهم كان اختلافهم لما جاءهم الامر واضحا جليا اختلفوا فيه - 00:11:05ضَ

ولو كان اختلافهم قبل ذلك لكان لهم عذر فيه ولكن اختلافهم كان في وقت بعد ما اتضح الامر وظهر كما اختلفوا الا من بعد ما جاءهم العلم كان اختلافهم بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم - 00:11:30ضَ

وكانوا قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم يتوعدون المشركين من الاوس والخزرج وغيرهم يقولون قد حان وقت مبعث نبي يبعث فنتبعه كما امرنا الله ثم نقاتلكم معه وكانوا قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم يتوعدون الناس بمبعثه - 00:11:59ضَ

بعث اختلفوا فيه واختلافهم هذا ليس عن جهل ولا عن عدم علم ولا عن عدم وضوح وانما بغيا وحسدا كما قال الله جل وعلا فما اختلفوا الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم - 00:12:33ضَ

باغيا وحسدا للنبي صلى الله عليه وسلم والا فقد عرفوا النبي صلى الله عليه وسلم معرفة حقيقية كما اخبر الله جل وعلا انهم يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وعبدالله بن سلام رضي الله عنه وارضاه اليهودي الذي اسلم - 00:13:02ضَ

ساعة ما قابل النبي صلى الله عليه وسلم عرفة وامنا به بلا تردد لانه موفق وفقه الله جل وعلا وامن واتبع الرسول صلى الله عليه وسلم وكان من خيار اليهود قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وكان افضلهم بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:13:28ضَ

ولكنه رضي الله عنه يعرف انهم اهل بهت وكذب وافتراء قال يا رسول الله بعدما شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. قال يا رسول الله احب ان تسأل عني قومي قبل ان يعلموا باسلامي - 00:13:56ضَ

لاني اعرف اني اذا علموا باسلامي اتهموني باتهامات انا بريء منها وما يدريك عني يا رسول الله فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم لما حضروا عنده ما تقولون في ما منزلة عبد الله ابن سلام بينكم؟ قالوا افظلنا وابن - 00:14:19ضَ

وخيرنا وابن خيرنا وعالمنا واثنوا عليه خيرا وقال رضي الله عنه اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله عند ذلك انقلبوا عليه بالسب والاتهام وكذاب ومفتري وو الى اخره. فقال للنبي صلى الله عليه وسلم الم اقل لك يا رسول الله - 00:14:39ضَ

يعرف قومه انهم اهل كذب وافتراء وبغي وعدوان من هذا ان لا يطمئن اليها النبي صلى الله عليه وسلم وهو مسلم حقا رضي الله عنه وارضاه كما اختلفوا الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم - 00:15:02ضَ

لاجل البغي والحسد والمحافظة على رياستهم واموالهم يظنون انهم اذا اسلموا بخست اموالهم او انهم اذا اسلموا ذهبت الرئاسة عنهم او نحو ذلك مما يلقي الشيطان في نفوسهم يقول الله جل وعلا - 00:15:27ضَ

ان ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون هذا الاختلاف الذي حصل متى يكون الحكم يوم القيامة يوم يوفى كل انسان ما عمل ان خيرا فخير وان شرا فشر والعياذ بالله - 00:15:48ضَ

ان ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون فيما اختلفوا فيه لانه اختلفوا وتنازعوا في الحق واتيناهم بينات من الامر اي حجج وبراهين وادلة قاطعات فقامت عليهم الحجج - 00:16:14ضَ

ثم اختلفوا بعد ذلك من بعد قيام الحجج وانما كان ذلك بغيا منهم على بعضهم بعضا ان ربك يا محمد يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون اي سيفصل بينهم بحكمه وعدله - 00:16:36ضَ

وهذا فيه تحذير لهذه الامة ان تسلك مسلكهم وان تقصد من منهجهم. ولهذا قال ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها هذا تحذير - 00:16:56ضَ

لهذه الامة ان تسلك مسلك اليهود مسلك بني اسرائيل جاءهم العلم فاختلفوا وهذه الامة يحذرها الله جل وعلا من الاختلاف بعد العلم والبيان ثم جعلناك على شريعة. الشريعة في الاصل - 00:17:20ضَ

يا اما يكثر التردد عليه او هو المسلك الذي يوصل الى شيء ما او هو المغذي الذي يغذي ولهذا تسمى البركة التي تردها الدواب والادميون للسقي والشرب منها تسمى شريعة - 00:17:46ضَ

كل يرد اليها وكذلك الشريعة الاسلامية موصلة الى الجنة والى رضوان الله جل وعلا جعلناك على شريعة من الامر شريعة شأنها الوضوح والبيان والامر يطلق ويراد به معنيين المعنى الاول الشأن - 00:18:10ضَ

الامر الشام كما قال الله جل وعلا واتبعوا امر فرعون وما امر فرعون برشيد اتبعوا شأن فرعون وما شأن فرعون برشيد ويأتي الامر بمعنى مقابل النهي هذا مأمور به وهذا منهي عنه. اي جعلناك على امر على شأن واضح يصلح - 00:18:41ضَ

وجعلناك على شريعة من الامر انت مأمور بها منهي عن مخالفتها جعلناك على شريعة من الامر تبعها اعمل بها واحذر ان تزيغ عنها او ان تنصاع انت يا محمد لعروب الكفار لان الكفار حاولوا من النبي صلى الله عليه وسلم ان يترك دينه - 00:19:11ضَ

وعرضوا عليه عروضا كثيرة مغرية لعله يستجيب لهم فحذره الله جل وعلا وقال ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون اتبع الشريعة التي اوحى الله جل وعلا بها اليك وتمسك بها وهذا امر له صلى الله عليه وسلم وامر للامة. لان الله جل وعلا يعلم ازلا - 00:19:47ضَ

ان محمد لا يخالف شريعة الله قوله واتبعها يعلم الله ان محمدا يتبعها ولا يحيد عنها لكن هذا امر له صلى الله عليه وسلم وامر امة بالتمسك بالشريعة والعض عليها بالنواجذ والحذر من الزيغ - 00:20:19ضَ

عنها او تحريفها او تأويلها او البعد عنها كما فعلت الامم قبل هذه الامة ومن المعلوم انه سيوجد في هذه الامة كثر ينحرفون عنها ويزيغون عنها كما قال صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة - 00:20:41ضَ

حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه فاولئك حرفوا وبدلوا وغيروا وسيوجد في هذه الامة ووجد بالفعل من فعل ذلك. لكن هذا تنبيه للامة ان لا تسلك وقد خالف الكثير منهم امر الله جل وعلا - 00:21:07ضَ

فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون لا تتبع لا تطعهم انهم سيحاولوا وهم في كل زمان ومكان يحاولون ان يصرفوا اهل السنة والجماعة عن مبدأهم عن طريقتهم عن شريعتهم يحاولون ان يعرقلوا يحاولون ان - 00:21:28ضَ

يكرهونها للناس او يجعلونها قاسية شديدة لا تتحملها الامة ونحو ذلك مما يقولون ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون. ثم خوفه الله جل وعلا في قوله انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا - 00:21:53ضَ

ما يستطيعون لو اتبعتهم ما يستطيع ان يمنعوا عنك العذاب ما يستطيعون ان ينقذوك من عذاب الله جل وعلا. انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا. اذا عصيت امر الله جل وعلا - 00:22:20ضَ

لا احد يستطيع ان يحول بينك وبين عذاب الله. فليس بيدهم من الامر شيء وانما الامر كله لله تعالى ثم بين جل وعلا ان الظالمين يتولى بعظهم بعظا في الدنيا ثم تنقلب تلك - 00:22:41ضَ

والاية عداوة كما قال الله جل وعلا وان الظالمين بعظهم اولياء بعظ هذا في الدنيا وفي الاخرة كما قال الله جل وعلا الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين تنقلب المحبة والالفة اتفاق في الدنيا فيما بينهم ينقلب عداوة - 00:23:05ضَ

وبغضاء وكراهية. ويلعن بعضهم بعضا والعياذ بالله وان الظالمين بعظهم اولياء بعظ والله ولي المتقين. هو جل وعلا يتولى المتقين. الذين يتقون الشرك ويتقون المعاصي ويتقون ما يسخط الله والله جل وعلا يتولاهم في الدنيا والاخرة. يتولاهم في الدنيا بالتشديد. والتوفيق - 00:23:39ضَ

وتهيئة العمل الصالح لهم وتيسيره وسلامة قلوبهم وعمل ابدانهم في طاعة الله تولاهم في الاخرة بجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين وفي قوله جل وعلا والله ولي المتقين دليل على ان الظالمين لا ولي لهم في الدار الاخرة - 00:24:14ضَ

والله ولي المتقين خاصة. واما اولئك فهم يتولى بعضهم بعضا في الدنيا وفي الاخرة تنقلب هذه عداوة وبغضاء فيما بينهم ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها من يتبع ما اوحي اليك من ربك لا اله الا هو - 00:24:42ضَ

واعرض عن المشركين وقال ها هنا ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وان الظالمين بعضهم اولياء بعض وماذا تغني عنهم ولايتهم لبعضهم بعضا - 00:25:06ضَ

فانهم لا يزيدونهم الا خسارا ودمارا وهلاكا جل وعلا على كتابه العزيز الذي فيه سعادة الدنيا والاخرة ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. في امور الدنيا وفي امور الاخرة - 00:25:28ضَ

يهدي للتي هي اقوم مطلقا وقال جل وعلا هذا اي القرآن فصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون هذا بصائر يعني بصر بصيرة نور في القلب لمن وفقه الله جل وعلا - 00:25:53ضَ

ونور القلب وبصر القلب هو الاهم لانه اذا كان المرء اعمى في قلبه والعياذ بالله فما ينفعه بصر عينيه واذا كان بصيرا في قلبه فلا يظره عمى عينيه هذا بصائر - 00:26:20ضَ

نور وبشر في القلب وهدى واستقامة وصلاح هذا بصائر للناس. لعموم الناس لمن وفقه الله جل وعلا منهم وهدى دلالة وارشاد وايظاح ورحمة يرحم الله جل وعلا به من شاء من عباده. فمن سلك سبيل القرآن فهو مرحوم - 00:26:45ضَ

ومن حاد عنه ومال عنه يمينا او شمالا ظل ظلالا مبينا ورحمة لقوم يوقنون يعني من شأنهم الايقان وعدم الشك والثبات على الحق يعني ما يترددون اذا علموا امرا امر به القرآن اخذوا به وعظوا عليه بالنواجذ - 00:27:23ضَ

قال السالكون وشيء نهى عنه القرآن اجتنبوه وحذروا وان اخذ به الناس جلهم ولا تنظر الى من هلك كيف هلك. انما العبرة فيمن نجا كيف نجا العبرة في من وفقه الله لطريق السعادة والاستقامة وان قل معه السالكون - 00:27:51ضَ

هذا ثناء على القرآن وامر من الله جل وعلا للعباد بالاخذ به والعض عليه بالنواجذ وتحكيمه في شؤون الحياة والاستبصار به في كل شيء الصلاة والصيام والزكاة والحج والبيع والشراء والتعامل والسياسة وغير ذلك هو مرجع للمسلمين للمؤمنين في - 00:28:23ضَ

شؤونهم كما قال الله جل وعلا ما فرطنا في الكتاب من شيء كل شيء من عبادة او معاملة او اخلاق او اداب كلها موجودة في القرآن والحمد لله منها ما هو موجود بالتفصيل ومنها ما هو موجود اجمالا وفصله المصطفى صلى الله عليه وسلم - 00:28:56ضَ

فمن اخذ بالقرآن اهتدى وسعد في الدنيا والاخرة. ومن اعرض عنه ظل والعياذ بالله ضلالا مبينا والله ولي المتقين وهو تعالى يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اوليائهم الطاغوت ويخرجونهم من النور الى الظلمات - 00:29:26ضَ

ثم قال هذا بصائر للناس يعني القرآن هدى ورحمة لقوم يوقنون والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:29:52ضَ