تفسير ابن كثير | سورة الدخان

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 4- سورة الدخان | من الأية 30 إلى 37

عبدالرحمن العجلان

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولقد نجينا بني اسرائيل من العذاب المهين فرعون انه كان عاليا من المسرفين - 00:00:01ضَ

ولقد اخترناهم على علم على العالمين واتيناهم من الايات ما فيه بلاء مبين ان هؤلاء ليقولون ان هي الا موتتنا الاولى وما نحن بمنشرين فاتوا بابائنا ان كنتم صادقين اهم خير ام قوم تبع - 00:00:32ضَ

والذين من قبلهم اهلكناهم انهم كانوا مجرمين هذه الايات الكريمة من سورة الدخان جاءت بعد قوله جل وعلا فاسري بعبادي او اسري بعبادي ليلا انكم متبعون واترك البحر رهوا انهم جند مغرقون - 00:01:11ضَ

كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم. ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك واورثناها قوما اخرين فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين ولقد نجينا بني اسرائيل من العذاب المهين - 00:01:50ضَ

لما ذكر جل وعلا قصة فرعون وعتوة وعنادة وتكذيبه لموسى عليه الصلاة والسلام وان فرعون كان هو اعتى اهل الارض في وقته واشدهم تجبرا وتكبرا فهو اشدهم تكبرا وتجبرا على الحق - 00:02:27ضَ

وردا له ماذا كانت نتيجته ما نفعه استكباره ولا تعاظمه بل اهلكه الله جل وعلا وانجى بني اسرائيل في قوله تعالى ولقد نجينا بني اسرائيل من العذاب المهين ما كان يتصور في وقته - 00:03:09ضَ

انه يهلك ويغرق ويحتقر ويرفع شأن بني اسرائيل. لان بني اسرائيل كانوا خدما لفرعون واعوانه فانجاهم الله جل وعلا منه ومن عذابه واعطاهم كل ما كان بيد فرعون وقومه ولقد نجينا بني اسرائيل من العذاب المهين - 00:03:46ضَ

للقسم وقد حرف تحقيق وكأن الله جل وعلا يقسم على هذا الخبر واقسام الله جل وعلا واخباره كلها حق وصدق ولو لم يقسم عليها وكذلك اخبار رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:04:30ضَ

ولكن الله جل وعلا يقسم اذا شاء زيادة في الاطمئنان وقال ولقد نجينا بني اسرائيل من العذاب العذاب المهين. العذاب نوعان عذاب مؤلم لكن لا اهانة فيه وعذاب مؤلم مع الاهانة والاحتقار والاذلال - 00:04:53ضَ

فمثلا الاعمال الشاقة الشريفة مؤلمة ومعذبة لكن لا اهانة فيها والاعمال الشاقة الحقيرة المهينة فيها مع المشقة اذلال وكذلك كان بنو اسرائيل كانوا مع فرعون يعملون الاعمال الشاقة مع الاهانة والاحتقار - 00:05:29ضَ

وكانوا في المهن الخسيسة الذليلة فهو يشق عليهم ويعذبهم مع الاحتقار والمهانة من العذاب المهين. ما نوع هذا العذاب؟ قال جل وعلا من فرعون انه كان عاليا من المسرفين من فرعون - 00:06:05ضَ

بدل من العذاب المهين على تقديري مضاف اي من عذاب فرعون وهو ذبح الابناء واستخدام النساء وتشغيل الرجال الاعمال الشاقة الحقيرة الخسيسة انه كان عاليا متكبرا متعاظما مترفعا من المسرفين - 00:06:38ضَ

المتجاوزين للحد الاسراف هو التجاوز في الحد التعاظم وتعالي فرعون بغير حق لانه لا يستحق ذلك من فرعون انه كان عاليا متكبرا متعاظما من المسرفين المتجاوزين الحد في هذا يقول تعالى - 00:07:14ضَ

ولقد نجينا بني اسرائيل من العذاب المهين من فرعون انه كان عاليا من المسرفين يمتن عليهم تعالى بذلك حيث انقذهم مما كانوا فيه من اهانة فرعون واذلاله لهم وتسخيره اياهم في ادنى الاعمال - 00:07:52ضَ

المهينة الشاقة وقوله من فرعون انه كان عاليا من المسرفين اي مستكبرا جبارا عنيدا كقوله ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا فاستكبروا وكانوا قوما عاليين وقوله واستكبروا في الارض وما كانوا سابقين - 00:08:13ضَ

وكان فرعون في امره تخيف الرأي على نفسه ولقد اخترناهم على علم على العالمين. ولقد اخترناهم اخترناهم الظمير يعود الى بني اسرائيل اختار الله جل وعلا مؤمني بني اسرائيل ففظلهم - 00:08:41ضَ

وميزهم ولقد اخترناهم على علم يعني مع علم منا بحالهم فهو جل وعلا اختارهم مع علمه جل وعلا بحالهم فجعلهم يستحقون ذلك بفظله ومنته على علم على هنا بمعنى مع اي مع علم - 00:09:11ضَ

فانهم فان مؤمنيهم يستحقون ذلك لايمانهم وتصديقهم واتباعهم لموسى عليه الصلاة والسلام على العالمين على العالمين العالمين كل ما سوى الله جل وعلا فهو عالم كما قال تعالى الحمدلله رب العالمين رب العالمين - 00:09:42ضَ

اختارهم الله جل وعلا على علم على العالمين. ما المراد بالعالمين اختارهم الله على جميع العالمين لا على الثقلين الثقلين الجن والانس ولم يختارهم جل وعلا على الملائكة وليسوا مفظلين على الملائكة - 00:10:23ضَ

على علم على العالمين العالمين السابقين واللاحقين لا على عالم زمانهم على عالم زمانهم لان الله جل وعلا قال عن هذه الامة كنتم خير امة اخرجت للناس تميز جل وعلا هذه الامة بانها افضل الامم - 00:10:50ضَ

خير امة اخرجت للناس خير الامم هي امة محمد صلى الله عليه وسلم اذا تفضيل بني اسرائيل ليس على العالمين مطلقا وانما على عالم زمانهم هذا قول الجمهور وقيل على العالمين - 00:11:27ضَ

يعني عالمي الثقلين الجن والانس يقول لصاحب هذا القول حتى على امة محمد صلى الله عليه وسلم يقول نعم نقول لما يرحمك الله الم يقل الله جل وعلا كنتم خير امة اخرجت للناس - 00:11:55ضَ

يقول بلى لكن ما في بني اسرائيل من الانبياء الكثر جعلهم يتميزون لكثرة انبيائهم والا فعامة الامة امة محمد افضل منها لكن مع انبيائهم هم افظل لكثرة الانبياء فيهم لان - 00:12:17ضَ

بني اسرائيل فيهم انبياء كثير وهذا القول قول ضعيف لان الله جل وعلا قال لهذه الامة كنتم خير امة اخرجت للناس هذه الامة الامة هي خير الامم ولقد اخترناهم على علم على العالمين - 00:12:48ضَ

قال مجاهد اخترناهم على علم على العالمين على من هم بين ظهريه وقال قتادة على اهل زمانهم ذلك وكان يقال ان لكل زمان عالما وهذه كقوله تعالى قال يا موسى اني اصطفيتك على الناس - 00:13:15ضَ

اي اهل زمانه وقوله لمريم واصطفاك على نساء العالمين. واصطفاك لمريم السلام واصطفاك على نساء العالمين وليست مصطفاة على خديجة ولآسيا امرأة فرعون هؤلاء مثلها وقد تكون خديجة افضل منها بما ورد من الاحاديث في فضلها - 00:13:40ضَ

وفضل عائشة على النساء كفضل السريد على سائر الطعام فهي مفظلة عليها السلام على عالم زمانها مريم ابنة عمران اي في زمانها فان خديجة افضل منها وكذا اسيا انت مزاحم امرأة فرعون - 00:14:07ضَ

ماشي يا بنت مزاحم امرأة فرعون التي قال الله جل وعلا عنها انها قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين واتيناهم من الايات المعجزات - 00:14:34ضَ

الدالة على صدق موسى عليه الصلاة والسلام ما فيه بلاء مبين. يعني اختبار ظاهر كبار بين اعطى الله جل وعلا موسى من الايات الشيء الكثير الذي امتحن فيه بني اسرائيل - 00:14:56ضَ

والممتحن قد ينجح في الامتحان وينال الدرجات العلى والنعيم المقيم في هذا الامتحان وقد يخفق والعياذ بالله فيخسر الدنيا والاخرة والله جل وعلا يختبر العباد ويبتليهم بالخير والشر يبتلى العبد بالنعمة - 00:15:25ضَ

هل يقوم بحقها ويشكرها ويؤدي حق الله فيها ويثيبه الله جل وعلا مع ما اعطاه من النعمة ويبتلي الاخر بالنعمة فيخفق ويخسر ويستعين بنعم الله على معصية الله ويخسر الدنيا والاخرة - 00:15:57ضَ

ويبتلي العبد الاخر بالمصائب فيصبر ويحتسب ويرضى بقضاء الله وقدره وينال الثواب العظيم انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ويبتلي الاخر بالمصائب ويتشخط ويغضب ويعترض على تصرف الله جل وعلا وارادته - 00:16:24ضَ

فيكفر ويخسر الدنيا والاخرة والله جل وعلا يبتلي بالنعم كما يبتلي بالمصائب كما قال الله جل وعلا ونبلوكم بالشر والخير فتنة. اختبارا وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا يختبرهم اختبارا حسن - 00:17:00ضَ

واتيناهم من الايات ما فيه بلاء مبين نعم واتيناهم من الايات اي من الحجج والبراهين وخوارق العادات ما فيه بلاء مبين اختبار ظاهر جلي لمن اهتدى به ان هؤلاء ليقولون ان هي الا موتتنا الاولى - 00:17:29ضَ

وما نحن بمنشرين ان هؤلاء من هم؟ كفار قريش ان الكلام فيهم كما قال الله جل وعلا في اول الايات في قوله ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون. قال الله جل وعلا انا كاشف العذاب قليلا انكم يا كفار قريش - 00:18:02ضَ

عائدون يوم نبطش البطشة الكبرى انا منتقمون ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم موسى عليه السلام. يقول ولقد فتنا قبلهم يعني قبل كفار قريش قص الله جل وعلا قصة موسى عليه الصلاة والسلام مع فرعون وما حصل - 00:18:30ضَ

ثم قال ان هؤلاء ليقولون ان هؤلاء الذين هم كفار قريش ان هؤلاء ليقولون ان هي الا موتتنا الاولى وما نحن بمنشرين ليقولون ان هي ان هنا نافية ما هي - 00:18:59ضَ

الا موتتنا الاولى ما المراد بالموتة الاولى قولان للعلماء رحمهم الله موتتنا الاولى اي الموتى التي تنتظرنا ليس هناك بعدها شيء الموتة الاتية التي تلي اعمارنا هذه فيها اخر شي وهي المنتهى - 00:19:26ضَ

في اخر الشدائد لا شدة بعدها تنتهي الحال ان هي ايما الحال الا موتتنا الاولى نموتها ولا بعث ولا نشور قول اخر لبعض المفسرين رحمهم الله ان المراد بالموتة الاولى - 00:20:01ضَ

الموتى حينما كانوا لطفاء يقول ان هي ما هناك موتى يعقبها حياة الا الموتة السابقة التي كنا فيها نطف ثم حيينا ثم انتهى الامر يموت الموتى القادمة ولم تذكر هنا - 00:20:22ضَ

ولا بعث ولا نشور والمعنى واحد بان قصدهم من هذا هو انكار البعث كما قال الله جل وعلا عنهم في ايات كثيرة زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير - 00:20:47ضَ

ان هي الا موتتنا الاولى يعني السابقة على القول الاخر والموتة الاولى الاتية وما نحن بمنشرين. يعني لا نشور ولا بعث. والنشور هو البعث والاخراج. يعني لا اخراج من القبور - 00:21:17ضَ

بعد الموتة الاتية ثم قال تعالى منكرا على المشركين في انكارهم البعث والمعاد وانه ما ثم الى هذه الحياة الدنيا ولا حياة بعد الممات ولا بعث ولا نشور ويحتجون بابائهم بابائهم الماظين - 00:21:35ضَ

الذين ذهبوا فلم يرجعوا وان كان البعث حقا فاتوا بابائنا ان كنتم صادقين قال مؤمن النبي صلى الله عليه وسلم امرا من الامور قالوا ان كنت صادق لان هناك باعث - 00:21:59ضَ

تبعث لنا اباءنا الان وهذه حجة داحضة ان النبي صلى الله عليه وسلم ما قال انكم تبعثون في هذه الدنيا حتى يقولون ائت لنا بابائنا نسألهم. النبي صلى الله عليه وسلم اخبرهم بان البعث والنشور في الدار الاخرة - 00:22:19ضَ

ما جاء وقته ولا يتسنى الان فهم من جهلهم يظنون ان حجتهم هذه تنفع وهي حجة داحضة باطلة وانما قالوا فاتوا بابائنا يعني يا محمد احيي اباءنا او يا محمد ومن معك من المسلمين احيوا اباءنا حتى نسألهم - 00:22:46ضَ

هل هناك بعث او نشور؟ لو جاء اباؤهم بالامكان ان يقولوا جاءوا هؤلاء عادوا للدنيا ولا بعث ولا نشور في الدار الاخرة ان النبي صلى الله عليه وسلم ما توعدهم بالبعث في الدنيا - 00:23:22ضَ

وانما توعدهم في الدار الاخرة والدار الاخرة ما حان وقتها الى الان فاتوا بابائنا ان كنتم صادقين. هناك بعث فاحيوا اباءنا قال الله جل وعلا متوعدا لهم ومنذرا لهم لم تنفعهم النذارة - 00:23:38ضَ

بما قص الله جل وعلا عن فرعون ومن معه لما كلموا موسى لم تنفعهم وقص الله جل وعلا عليهم قصة قوم اخرين هم قريبون منهم من ولد قحطان وانتم يا قريش من ولد عدنان - 00:24:05ضَ

اولئك مشركون وانتم مثلهم اولئك اعطوا من الدنيا والقوة والعظمة ما لم تعطوه انتم اولئك كانت اعمارهم اعمار طويلة من الف سنة واكثر من الف سنة وتتبع هذا يقال ان عمره ثلاث مئة ثلاث مئة سنة وزيادة - 00:24:32ضَ

وانه سار في الدنيا من شرقها الى غربها خرج من اليمن الى المدينة الى مكة الى المشرق شمرقند وما ورائها والعراق وما وراءه وسار في الدنيا شرقا وغربا وملك واتسع ملكه - 00:25:07ضَ

وقال الله جل وعلا اهم اي اكفار قريش خير يعني اقوى واعظم واكثر قوة القوم تبع اقوى واعظم هم يعرفون قوم تبع ويسمعون عنهم لانهم يذهبون الى اليمن وقوم تبع في اليمن - 00:25:32ضَ

وتبع من حمير اهل سبأ وصى الله جل وعلا اخبارهم وهم من العرب العاربة من قحطان وقريش من العرب المستعربة من بني عدنان خير ام قوم تبع قال الله جل وعلا ام قوم تبع - 00:26:00ضَ

فلم يذم جل وعلا تبع وانما ذم ام قوم تبع والذين من قبلهم اهلكناهم تبع هذا كما ذكر المؤرخون انه كان ملك من ملوك اليمن وملوك اليمن يسمى الملك منهم تبع - 00:26:30ضَ

كما يسمى ملك الفرس يسرى ويسمى ملك الروم قيصر ويسمى ملك مصر من الفراعنة من الكفار فرعون ويسمى الوالي في الاسلام خليفة الخليفة فتبع ملك اليمن سمي بهذا الاسم لكثرة اتباعه - 00:27:00ضَ

لانه دانت له الدنيا او جلها وقيل تبع بان بعضهم يتبع بعض. لانه يتبع من سلفه من سبق وهو ملك اليمن وخرج الى المدينة واراد محاربة اهلها فكان اهلها يحاربونه على ما نقل نهارا - 00:27:35ضَ

ويقرونه ليلا يقدمون له القرى والضيافة فاستحيا منهم وتركهم وخرج اليه عالمان من علماء اليهود وقال له لا سبيل لك على اهلاك اهل هذه البلدة لان هذه البلدة مهاجر نبي - 00:28:10ضَ

وستبقى كما كانت سيكون في اخر الزمان فترك المدينة واخذ العالمين من علماء اليهود استصحبهم اخذهم معهم لان عندهم من العلم ما ليس عنده فتوجه الى مكة اعترضه اناس من المشركين - 00:28:40ضَ

اعداء لاهل مكة واعداء لهذا الرجل فقالوا له ان هنا في هذا الوادي بيت بني على الذهب والفضة والياقوت فاذا هدمته وحفرت ما تحته استوليت عليه فيه من الغنائم الشيء الكثير - 00:29:07ضَ

فعزم على ان يفعل ذلك بهذه الكعبة المشرفة ليهدمها ان هؤلاء اعداء لك وانه لا سلطان ولا سبيل لك الى هذا البيت ولن تستطيع وان اردته بسوء اهلكك الله فهم ارادوا هلاكك - 00:29:40ضَ

فاخذ من اشار عليه بهدم الكعبة وقتله وجاء للكعبة وطاف بها وكساها فيقال انه هو اول من كسى الكعبة الحرير والحبر اللباس الحسن وقال له العالمين ان هذا البيت له شأن وانه بناه ابراهيم - 00:30:11ضَ

الخليل وسيكون له شأن على يد اخر الانبياء محمد فيبعث فيها ومهاجره المدينة وهو اخر الانبياء ويقال انه اسلم وطاف بالبيت وشهد ان محمدا رسول الله ثم ذهب الى قومه يدعوهم الى الاسلام - 00:30:38ضَ

فابوا عليه فعاقبهم الله جل وعلا بما قص علينا ولهذا ثبت عن عائشة رضي الله عنها انها قالت لا تسبوا تبع فانه رجل صالح قال علماء السلف ذم الله قومه ولم يذمه - 00:31:14ضَ

وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا ادري هل تبع صالح او طالح ورد في حديث اخر لا ادري عن تبع اهو رجل صالح ام نبي ولهذا قال الله جل وعلا اهم خير ام قوم تبع - 00:31:38ضَ

وكان موته بين موته وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم على ما قال المؤرخون الف سنة يعني بعد بعثة موسى عليه الصلاة والسلام لان اليهود من قوم موسى ممن امن بموسى - 00:32:03ضَ

بني اسرائيل وقبل ان يبعث ويولد المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام كان بين موته وبعثة محمد صلى الله عليه وسلم على ما ذكر المؤرخون الف سنة. وقيل سبعمائة سنة والله اعلم - 00:32:28ضَ

والله جل وعلا هنا يتوعد كفار قريش فيقول اانتم يا كفار قريش خير ام قوم تبع اعطوا من القوة والمنعة والعظمة والشأن العظيم ما لم تعطوا واهلكهم الله جل وعلا لما كفروا - 00:32:48ضَ

خير ام قوم تبع والذين من قبلهم عاد وثمود ومن بعدهم من ومن قبلهم من الامم والذين من قبلهم اهلكناهم كل من عصى الرسل معارضهم ولم يقبل الحق اهلكه الله جل وعلا - 00:33:13ضَ

اهلكناهم انهم كانوا مجرمين كما نفعتهم قوتهم لما اجرموا واتوا وعارضوا رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم اهلكهم لان الله جل وعلا لا يعجزه شيء انهم كانوا مجرمين وفي هذا وعيد - 00:33:40ضَ

جديد لكفار قريش وتسلية النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين وادخال للسرور عليهم بان الله جل وعلا ناصرهم على عدوهم قال سعيد بن جبير تبع الكعبة وكان سعيد ينهى عن سبه - 00:34:07ضَ

وتبع هذا هو تبع الاوسط واسمه اسعد ابو كريب اليماني ذكروا انه ملك قومه ثلاث مئة سنة وست وعشرين سنة ولم يكن في حمير اطول منه مدة وتوفي قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:34:34ضَ

بنحو من سبع مئة عام واذكروا انه لما ذكر له الحبران من يهود المدينة ان هذه البلدة مهاجر مهاجر نبي اخر اخر الزمان اسمه احمد قال في ذلك شعرا واستودعه عند اهل المدينة - 00:34:57ضَ

وقال ابن ابي حاتم قال سمعت سهل بن سعد الساعدي يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا تبع فانه قد كان اسلم ورواه الامام احمد في مسنده - 00:35:21ضَ

عن ابن عن ابن لهيعة به وقال الطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا تبعا فانه قد اسلم انه قد اسلم ينقل بعض المؤرخين انه كتب رسالة الى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:35:40ضَ

واودعها اهل المدينة فيها شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويخبر الرسول بانه مؤمن به. وانه من اتباعه الله اعلم بذلك وهو قد جابت الديار كلها يعني ذهب بعيدا وهو الذي حير الحيرة - 00:36:02ضَ

كما قال المؤرخون يعني انشأها وكذلك اقام مدينة سمرقند في المشرق كان له اتباع كثير. والله اعلم والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:36:25ضَ