تفسير ابن كثير

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 4- سورة الفجر| من الأية 21 إلى 30

عبدالرحمن العجلان

والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم بالله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الا اذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا - 00:00:01ضَ

وجيء يومئذ بجهنم يقول يا ليتني قدمت لحياتي فيومئذ لا يعذب عذابه احد. ولا يوثق وثاقه احد يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية ادخلي في عبادي وادخلي جنتي - 00:00:28ضَ

هذه الايات الكريمة هي خاتمة سورة الفجر جاءت بعد قوله جل وعلا بل لا تكرمون اليتيم ولا على طعام المسكين وتأكلون التراث اكلا لما وتحبون المال حبا جما هل اذا دكت الارض دكا دكا الايات - 00:01:08ضَ

قوله جل وعلا كلا ردع وزجر عما هم عليه وتعودوا عليه من عدم اكرام اليتيم ومحبتهم للمال حبا شديدا سواء كان من حلال او حرام يقول جل وعلا كلا ما ينبغي ان يكون الامر كذلك - 00:01:45ضَ

فامامكم امر فظيع وشأن عظيم ما ينبغي ان تناسوه تذكروا ما امامكم وانتم في الدنيا مهما جمعتم من الاموال لن تخلدوا لها اما ان تذهب من ايديكم وانتم احياء واما ان تذهبوا عنها وتتركوها لمن بعدكم - 00:02:18ضَ

وانما الشأن كل الشأن في الاستعداد للحياة الباقية الحياة المستمرة الحياة التي هي الحياة الحقيقية وهي السعادة الابدية او الخسران الابدي والعياذ بالله كلا اذا دكت الارظ دكا دكا. تذكروا هذه الحال - 00:02:49ضَ

يوم القيامة تدك الارض والدك معروف واكده بقوله دكا عين تواسى بعضها ببعض تدك جبالها في منخفضاتها فتكون كالكف لا ارتفاع فيها ولا ولا انخفاض لا عوج فيها ولا امتى مستوية - 00:03:20ضَ

كالخبزة ودك هو الكسر والدق الظغط على الارظ بان تكون مستوية بما تدك به والله جل وعلا يأمرها بذلك فتندك حتى تكون كلا اذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا - 00:03:53ضَ

يجيء الله جل وعلا لفصل القضاء بين عباده حينما يحشر الناس في القيامة وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق ويشتد الكرب يقول بعضهم لبعض الا تنظرون من يشفع لكم الى ربكم ليريحكم من هذا الموقف - 00:04:31ضَ

السعداء والاشقياء كلهم يحبون الانتهاء من هذا الموقف لانه موقف حرج موقف فظيع وشديد فيقول بعضهم لبعض اولى من يكون لذلك ابوكم ادم خلقه الله جل وعلا بيده واسجد له ملائكته - 00:05:00ضَ

ونفخ فيه من روحه ايذهبون الى ادم فيقولون له ما يقولون من الثناء عليه فيقولون يا ابانا اشفع لنا الى ربنا ليريحنا من هذا الموقف ويقول لست بذاك وذكر معصيته لربه - 00:05:27ضَ

ان الله نهاه عن الاكل من الشجرة فاكل فيقول نفسي نفسي اذهبوا الى غيري اذهبوا الى نوح اول رسول ارسله الله الى اهل الارض فيذهبون الى نوح ويثنون عليه خيرا ويطلبون منه ان يشفع لهم الى ربهم - 00:05:50ضَ

ويقول لست بذاك اني دعوت على قومي نفسي نفسي اذهبوا الى غيري اذهبوا الى ابراهيم خليل الرحمن فيذهبون الى ابراهيم عليه السلام ويثنون عليه خيرا ويقولون له ما يقولون فيقول - 00:06:14ضَ

نفسي نفسي ويذكر كذباته الثلاث عليه الصلاة والسلام وكلها في ذات الله اذهبوا الى غيري. اذهبوا الى موسى الرحمن فيذهبون الى موسى ويقولون له ما يقولون فيقول نفسي نفسي اني قتلت نفسا لمؤمر بقتلها - 00:06:38ضَ

اذهبوا الى غيري اذهبوا الى عيسى ويذهبون الى عيسى ويقولون له ما يقولون بعد ما يثنون عليه ويقول نفسي نفسي اذهبوا الى غيري اذهبوا الى محمد عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر - 00:07:05ضَ

ولم يذكر عيسى عليه السلام خطيئة ولا معصية يقول صلى الله عليه وسلم فيأتون الي فأقول انا لها انا لها ثم يذهب صلى الله عليه وسلم ويسجد تحت العرش ويفتح الله عليه بمحامد - 00:07:27ضَ

لم يكن يستحضرها في وقت حديث يبي هذا الحديث عليه الصلاة والسلام ويقال لي ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطى واشفع تشفع ويسأل الله جل وعلا ان يجيء لفصل القضاء بين العباد - 00:07:50ضَ

فيقول الله جل وعلا انا ات ثم تنزل الملائكة وتحيط باهل الارض كما قال الله جل وعلا والملك صفا صفا تنزل ملائكة الدنيا ملائكة السماء الدنيا فيحيطون باهل الارض كلهم - 00:08:11ضَ

ثم تنزل ملائكة السماء الثانية ويحيطون بهم من خلفهم وهكذا حتى تنزل ملائكة السماء السابعة فيحيطون بجميع الملائكة وباهل الارض ثم يأتي الجبار جل جل وعلا لفصل القضاء بين العباد - 00:08:32ضَ

وجاء ربك والملك صفا صفا وهذا فيه اثبات صفة المجيء لله جل وعلا على ما يليق بجلاله وعظمته والناس في اثبات الصفات ثلاث فرق طرفان ووسط طائفتان ضالتان ووسط هم اهل السنة والجماعة - 00:08:56ضَ

طائفة اثبتت الصفة لكنها شبهت صفات الله من صفات المخلوقين تعالى الله وهذا ظلال والله جل وعلا يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير اثبتوا لكنهم ظلوا التشبيه والتمثيل وطائفة اخرى ظلت - 00:09:29ضَ

بزعمها التنزيه الذي ال بها الى التعطيل فروا من التشبيه بزعمهم انهم نزهوا الله عن التشبيه ولكنهم عطلوا الله من صفاته قالوا لو اثبتنا المجيء معنى او شبهناه بخلقه لو اثبتنا السمع والبصر - 00:10:03ضَ

وغير ذلك من الصفات شبهناه بخلقه فنفوا الصفات وعطلوا الله جل وعلا من صفاته فظلوا وهم ما عطلوا الا بعد ما شبهوا تصوروا في اذهانهم التشبيه ففروا منه الى ما هو اعظم منه واشنع وهو التعطيل - 00:10:33ضَ

وهم كالمستجير من الرمظاء بالنار واهل السنة والجماعة وسط بين الطائفتين اثبتوا اثباتا بلا تشبيه ولا تمثيل ونزهوا الله جل وعلا عن مشابهة المخلوقين تنزيهم بلا تعطيل فهم وسط بين الطائفتين - 00:11:01ضَ

واخذوا ما عند كل طائفة من الحسن وتركوا ما عندها من القبح والمشبهة عندهم الاثبات لكنهم غلوا في الاثبات حتى شبهوا وظلوا اهل السنة والجماعة اثبتوا اثباتا بلا تشبيه الاخرون بزعمهم انهم نزهوا نزهوا الله عن صفات المخلوقين وهذا حسن. لكنهم ما وقفوا عنده - 00:11:31ضَ

نزهوا في زعمهم فعطلوا. قالوا نم في الصفة اطلاقا اهل السنة والجماعة نزهوا الله عن صفات المخلوقين واثبتوا الصفة لله على ما يليق بجلاله وعظمته ولهذا قال بعض علماء السلف - 00:12:06ضَ

المشبهة عبدوا وثنى والمعطلة عبدوا عدم يعني معدوم لا شيء لا سميع ولا بصير ولا عليم ولا جليل ولا كذا ولا كذا ينفون عنه جميع الصفات معناه عدم ما في شي - 00:12:27ضَ

واهل السنة والجماعة عبدوا الها واحدا احدا فردا صمدا اثبتوا له جل وعلا الصفات على ما يليق بجلاله وعظمته ولزهوه جل وعلا عن صفات المحدثين صفات الخلق على حد قوله جل وعلا ليس كمثله شيء - 00:12:46ضَ

وهو السميع البصير ليس كمثله شيء نفي للتشبيه وهو السميع البصير اثبات للصفة المؤولة في هذه الاية يقولون وجاء ربك والملك صفا صفا. يعني جاء امره امره يجي في كل وقت جل وعلا - 00:13:11ضَ

وفي ذلك اليوم فقط وفي ذلك اليوم يجيء لفصل القضاء جل وعلا بين عباده وجاء ربك والملك صفا صفا صريح الله جل وعلا يقول وجاء ربك والملك يعني الملائكة وقلنا ما يجي - 00:13:41ضَ

واعلم جل وعلا بذاته واعلم الخلق به جل وعلا رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهو ذكر انه يجيء جل وعلا لفصل القضاء وجاء ربك في ذلك اليوم العظيم. وجاء ربك والملك صفا صفا. يعني صفوف بعضها خلف بعض - 00:14:04ضَ

كل اهل السماء صف يحيطون باهل الارض والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الامام مسلم وغيره من اهل السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - 00:14:31ضَ

عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بجهنم يومئذ يعني يوم القيامة في ذلك اليوم لها سبعون الف زمام مع كل زمام سبعون الف ملك يجرونها - 00:15:00ضَ

لها سبعون الف زمام كل زمام مسك به سبعون الف ملك يجرونها وكما قال الله جل وعلا وبرزت الجحيم للغاوين بعد قوله وازلفت الجنة للمتقين وبرزت الجحيم للغاوين وجيء يومئذ يعني يوم القيامة ذلك اليوم - 00:15:26ضَ

في جهنم يومئذ يتذكر الانسان وانا له الذكرى يومئذ في ذلك اليوم يتذكر الانسان يصير عنده ذكرى وعظة ويندم على ما فرط منه ويتأسف على انه ضيع الدنيا بلا فائدة - 00:15:59ضَ

فهو وجد في الدنيا ليزرع للاخرة فهو ضيع الدنيا وبهذا يقول ضيع الاخرة يومئذ يتذكر الانسان قيل المراد بالانسان هنا الكافر وبعيد ان يستفيد من هذا التذكر وقيل المراد الانسان مطلقا البر والفاجر - 00:16:27ضَ

حتى من امضى حياته كلها في طاعة الله يتمنى ويتأسف لا لو زاد كل واحد يتذكر ويتأسف على ما فرط كيف ما استغل الوقت اكثر من كذا كيف ما قدم من الاعمال الصالحة اكثر من كذا - 00:16:55ضَ

وقيل المراد بالانسان الكافر وقيل المراد بالانسان مطلقا البر والفاجر لانه كلهم يتأسفون المؤمن يتأسف كيف ما زاد في الاعمال الصالحة. كيف ظيع بعظ الساعات وبعظ الاوقات بدون فائدة يتأسف عليها ويتذكر يا ليته قدم فيها عمل صالح - 00:17:18ضَ

ما ظيعها والفاجر يتمنى ان لو اطاع الله جل وعلا واطاع الرسول وانى له الذكرى انا له يعني بعيد عنه التذكر والاستفادة كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل - 00:17:43ضَ

يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا ربي يا ربي معه من اسباب الاجابة الشيء الكثير ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فانى يستجاب لذلك يقول بعيد ان يستجاب له - 00:18:06ضَ

بعيد ان يتذكر هذا الانسان في ذلك اليوم لانه انتهى وقت التذكر حينما يقول رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها يتمنى الرجوع للدنيا لعله يعمل صالحا - 00:18:33ضَ

وانا له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي ياء للتنبيه وليت للتمني يتمنى ان قدم عملا صالحا لهذه الحياة لان هذه هي الحياة الحقيقية هذه هي الحياة الابدية. حياة الاخرة - 00:18:57ضَ

يقول يا ليتني قدمت لهذه الحياة عملا صالح يا ليتني قدمت لحياتي. هذا قول جمهور المفسرين وقيل اللام هنا بمعنى في يقول يا ليتني قدمت في حياتي في الدنيا عملا صالحا - 00:19:25ضَ

يقول يا ليتني قدمت لحياتي. يعني ان الحياة الحقيقية هي حياة الاخرة لانها ما بعدها موت واستمرار بخلاف الحياة الدنيا فهي يعترضها الموت وتنتهي فيومئذ يعني ذلك اليوم لا يعذب عذابه احد - 00:19:49ضَ

ولا يوثق وثاقه احد لا يعذب الفاعل فيه يعذب ضمير يعود الى الله جل وعلا لا يعذب الله احدا مثل عذابه هو جل وعلا وهو الذي يتولى العذاب يتولى محاسبة خلقه - 00:20:16ضَ

يتولاهم جل وعلا ويومئذ لا يعذب عذابه احد. يعني عذاب فظيع عذاب الله شديد هذا قول كثير من المفسرين وقيل الظمير يعود الى الانسان ويومئذ لا يعذ على البناء للمفعول - 00:20:49ضَ

فيومئذ لا يعذب عذابه يعني هذا الانسان الكافر بالله لا يعذب عذابه احد يعني يكون عذاب الكافر شديد وفظيع ما يكون عذاب لغيره لان عذاب الكفار متميز ومختلف عن عذاب العصاة من المسلمين - 00:21:18ضَ

لان الله جل وعلا اذا شاء عذب اهل الكبائر من المسلمين لكن ما يكون عذابهم مثل عذاب الكفار ويومئذ لا يعذب عذابه احد او لا يعذب عذابه احد ولا يوثق او ولا يوثق وثاقه احد. ولا يوثق للبناء للفاعل الفاعل هو الله جل وعلا - 00:21:45ضَ

والايثاق هو الربط وهم يربطون بالسلاسل والاغلال من النار ويومئذ ذلك اليوم لا يعذب عذابه احد ولا يوثق وثاقه احد والله جل وعلا يذكر لعباده ما اعده للكفار في ذلك اليوم عظة لهم وذكرا - 00:22:17ضَ

والايات نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم يخاطب بها كفار قريش يخاطب بها الناس عامة بان امامكم هذا اليوم الفظيع فاستعدوا له ويومئذ لا يعذب عذابه احد ولا يوثق وثاقه احد - 00:22:43ضَ

يخبر تعالى عما يقع يوم القيامة من الاهوال العظيمة فقال تعالى اي حقا اذا دكت الارظ دكا دكا قيل في معنى كلا حقا وقيل ردع وزجر للكفار عن عملهم السابق - 00:23:08ضَ

الذي درجوا عليه وتذكير لهم بمآلهم اذا دكت الارض دكا دكا. نعم. اذا دكت الارض دكا دكا اي وطأت ومهدت وسويت وسويت الارض والجبال وقام الخلائق من قبورهم لربهم وجاء ربك يعني لفصل القضاء بين خلقه - 00:23:30ضَ

وذلك بعدما يستشفع هذا كلام كثير رحمه الله وهو من تلامذة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمهم الله فكلامه كلام سلف الامة كلام اهل السنة والجماعة وجاء ربك بذاته جل وعلا لفصل القضاء - 00:23:54ضَ

خلافا لما يقوله بعض المؤولة يقولون وجاء امره وهذا خطأ. لان امر الله جل وعلا يجيء في كل وقت وليس في ذلك اليوم فقط وذلك بعد ما يستشفعون اليه بسيد ولد ادم على الاطلاق محمد صلوات الله وسلامه عليه - 00:24:14ضَ

وافضل ولد ادم هو محمد صلى الله عليه وسلم ولذا قال صلى الله عليه وسلم انا سيد ولد ادم ولا فخر عليه الصلاة والسلام لا يفخر وانما يخبر بنعمة الله جل وعلا عليه - 00:24:36ضَ

ولولا انه اخبرنا صلى الله عليه وسلم بذلك ما علمنا لانه قد يقول قائل مثلا كيف يمدح الرسول نفسه عليه الصلاة والسلام؟ نقول لو لم يخبرنا بهذا منين نخبر؟ منين - 00:24:54ضَ

نعلم وهو يعلمنا بما اعطاه الله جل وعلا وتفضل عليه وفظله به ما نعلم بهذا الا منه من طريقة واخبرنا عليه الصلاة والسلام بذلك واذا قال صلى الله عليه وسلم انا سيد ولد ادم يوم القيامة ولا فخر - 00:25:10ضَ

اتدرون بما ذلك؟ ثم قص عليهم صلى الله عليه وسلم حديث الشفاعة بعد ما يسألون اولي العزم من الرسل واحدا بعد واحد فكلهم يقول لست بصاحب ذاكم حتى تنتهي النوبة الى محمد صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها انا لها - 00:25:34ضَ

فيذهب فيشفع. ان الله جل وعلا وعده ذلك وهو عليه الصلاة والسلام لا يشفع مباشرة ان الله جل وعلا يقول من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه هو عليه الصلاة والسلام ما يشفع حتى يستأذن - 00:25:59ضَ

فسجوده هذا ليس شفاعة. وانما سجوده استئذان وخضوع لله تبارك وتعالى. ثم يقال له يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطى واشفع تشفع فيشفع صلى الله عليه وسلم في الناس ليريحهم الله من هذا الموقف - 00:26:19ضَ

ولا يقال انه يشفع مباشرة ثم ان طلب الشفاعة ما يجوز ان تطلب في حال الدنيا من النبي صلى الله عليه وسلم. وانما تطلب من الله جل وعلا لان الرسول عليه الصلاة والسلام يشفع لاهل الكبائر من امته - 00:26:44ضَ

ويشفع للناس في الموقف العظيم ويشفع في اهل الجنة ان ترفع درجاتهم ويشفع في اهل النار من العصاة ان يخرجوا منها ويشفع في اناس استحقوا الدخول النار فلا يدخلونها من عصاة المسلمين - 00:27:06ضَ

وانواع الشفاعة اوصلها العلماء رحمهم الله الى ثمانية انواع ثمانية انواع من الشفاعة. منها الشفاعة العظمى هذه مختصة به ومنها الشفاعة في دخول الجنة وهذه مختصة به دخول الناس عامة دخول المؤمنين عامة الجنة. هو الذي يستفتح لهم صلى الله عليه وسلم - 00:27:27ضَ

وشفاعته في من هو في النار من الكفار ان يخفف عنه وهذه خاصة به شفاعته في عمه ابي طالب لان ابا طالب مات على الشرك على الكفر على ملة عبدالمطلب - 00:27:56ضَ

وسئل صلى الله عليه وسلم هل نفعت عمك وكان يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم شفعني الله فيه له شراكان من نار. يغلي منهما دماغه. هو اخف اهل النار عذابا - 00:28:14ضَ

اخف اهل النار يعني من الكفار عذابا له شراكان من نار يغلي منهما دماغه. وهذه خاصة به صلى الله عليه وسلم ثلاث انواع من انواع الشفاعة الثمانية خاصة به. والبقية يشركه فيها الملائكة والانبياء والصالحون والشهداء - 00:28:31ضَ

هادا والعلماء يشفعون ولكنها لا تطلب الشفاعة لا من النبي نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم. اللهم لا تحرمني شفاعة نبينا اللهم لا تحرمني شفاعة انبيائك ورسلك وعبادك الصالحين اللهم لا تحرمني شفاعة افراطي - 00:28:53ضَ

اللهم شفع في افراطي. يعني اولادي الذين ماتوا قبل الحلم وهم صغار. هؤلاء يشفعون باذن الله جل وعلا ولهذا اذا دعونا للصغير في صلاة الجنازة نقول اللهم اجعله فرطا واللهم اجعله ذخرا لوالديه وفرطا وشفيعا مجابا - 00:29:21ضَ

بمعنى يتقدم عليهم ويسأل لهم الله جل وعلا ونسأل الله الا يحرمنا شفاعة افراطنا. ولا نسأل الشفاعة من افراطنا وانما نسألها الله جل وعلا فيذهب فيشفع عند الله تعالى في ان يأتي لفصل القضاء فيشفعه الله تعالى في ذلك وهي اول الشفاعات - 00:29:49ضَ

وهي المقام المحمود كما تقدم بيانه في في سورة سبحان فيجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء كما يشاء. والملائكة كما يشأ انتبه يعني المجي كما يشاء جل وعلا لا نكيف المجيء - 00:30:18ضَ

ولا نشبه المجي ولا ندري ما صفته وشكله وانما المجي معلوم. المعنى معلوم. كما قال الامام ما لك رحمه الله في الاستواء لما سئل كيف استوى سكت رحمه الله حتى علاه الرحماء يعني العرق - 00:30:40ضَ

من فظاعة هذا السؤال وتجرؤ هذا السائل الى ان يسأل مالك عن كيفية صفة من صفات الباري جل وعلا علاه العرق وسكت ساعة ثم قال الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به يعني بالاستواء واجب - 00:31:04ضَ

والسؤال عنه بدعة. وما اراك الا رجل سوء فامر به ان يخرج من المسجد. رحمه الله قال هذا رجل سوء جاء ليعلن بدعته ليوجد الشك عند الناس ورؤي مثل هذا الكلام عن ام سلمة ام المؤمنين رضي الله عنها وارضاها - 00:31:29ضَ

وهكذا يقال في كل صفة قالوا مثلا السمع معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب. والسؤال عن كيفية السمع بدعة والسؤال عن كيفية النزول بدعة والسؤال عن كيفية المجيء بدعة لان السؤال عن الكفية يسأل عن الكفية من اطلع عليها - 00:31:54ضَ

ومن اطلع على صفات الباري جل وعلا واطلع عليها والصحابة رضي الله عنهم اعلم الامة بما ينبغي ان يسأل عنه ما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الكيفية عرفوا ان هذا ما يمكن يسأل عنه في الدنيا - 00:32:25ضَ

وسألوا الرسول كيف استواء الله؟ كيف سمع الله؟ كيف بصر الله؟ تعالى الله. كيف مجيء الله؟ كيف الله لا ما سألوا اللي يعرفون ان هذا ما يسأل عنه لان المسؤول عن كيفية عن شيء اطلع عليه - 00:32:43ضَ

يقول كيفك يا محمد مثلا جا راكب ولا ماشي يقول لك المسؤول مثلا اذا كان اطلع يقول جا راكب جاء ماشي جاء وحدة جاء معه كذا الى اخره لان قال عن الكيفية عن من اطلع على ذلك - 00:33:02ضَ

السلام ورحمة الله عليهم يقولون المجيء معلوم والكيف مجهول يجيء على يجيء كيف كيف يشاء سبحانه يجيء كيف يشاء هذا كلام العماد ابن كثير رحمه الله كيف يشاء ما نتدخل في هذا ولا نبحث فيه - 00:33:22ضَ

ليس هذا لنا وانما علينا الايمان ان الله يجيء لفصل القضاء والملائكة يجيئون بين يديه صفوفا صفوفا. يجيئون يحيطون باهل الخلق سبعة صفوف يحيطون باهل الخلق باهل الدنيا كل اهل سما - 00:33:49ضَ

يحيطون بمن بعدهم فاهل السماء الدنيا يحيطون باهل الارض واهل السماء الثانية يحيطون باهل السماء الدنيا وهكذا. نعم وقوله تعالى وجيء يومئذ بجهنم قال الامام مسلم عن ابن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون الف زمام - 00:34:15ضَ

مع كل زمام سبعون الف ملك يجرونها. هذا في صحيح مسلم وعند الترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم وابن مردوي كلهم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:34:44ضَ

يجيء يومئذ بجهنم تقاد بسبعين الف زمام الزمام الذي يجر به زمام الناقة والبعير يقاد به بالف سبعين الف زمام كل زمام بيد سبعين الف ملك والملائكة قوتهم لا يعلمها الا الله جل وعلا - 00:35:04ضَ

وجبريل عليه الصلاة والسلام اقتلع قرى قوم لوط بطرف جناحه وكانت سبع مدائن جميع منطقة كاملة اقتلعها بطرف جناحه ورفعها حتى اوصلها الى قرب السماء سمع الملائكة نباح كلابهم وصياح ديكتهم. ثم قلبها بامر الله - 00:35:33ضَ

هذه قوة واحد من الملائكة وقوله تعالى يومئذ يتذكر الانسان اي عمله وما كان اسلفه في قديم دهره وحديثه وانى له ما صار عنهم بالدنيا ويتذكر تفريطه واهماله وتساهله وانا له الذكرى نعم - 00:35:58ضَ

وانا له الذكر اي وكيف تنفعه الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي قال الامام احمد يقول يا ليتني قدمت لحياتي يعني يندم على ما كان سلف منه من المعاصي ان كان عاصيا ويود لو كان ازداد من الطاعات - 00:36:26ضَ

وان كان حتى لو كان يشتغل بالطاعات يقول يا ليتني زدت كما قال الامام احمد بن حنبل عن محمد ابن عمرة كان كان من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:36:48ضَ

قال لو ان عبدا خر على وجهه من يوم ولد الى ان يموت في طاعة الله لحقره يوم القيامة ولو ولود انه رد الى الدنيا كي ما يزداد من الاجر والثواب - 00:37:03ضَ

يعني لو مضى الدنيا كلها من يوم ولد الى ان مات وهو في سجدة واحدة لله نتمنى ان لو زاد على ذلك وقوله تعالى فيوم فيومئذ لا يعذب عذابه احد - 00:37:18ضَ

اي ليس احد اشد عذابا من تعذيب الله من من عصاة ولا يوثق وثاقه احد اي وليس احد اشد قبضا ووثقا من الزبانية لمن كفر بربهم عز وجل وهذا في حق المجرمين من الخلائق والظالمين - 00:37:37ضَ

اما في حق المؤمنين فيقول الله جل وعلا يا ايتها النفس المطمئنة جرت سنة الله جل وعلا في كتابه انه اذا ذكر حال الظالمين ذكر بعدها مباشرة حال المؤمنين واذا ذكر جل وعلا حال المؤمنين اولا ذكر بعدها حال الظالمين ثانيا. ليكون المؤمن المرء بين الخوف والرجاء - 00:37:58ضَ

لينتبه هذي حال الكفار وهذي حال المؤمنين واختر لنفسك اعمل هذا او اعمل هذا والله جل وعلا اقام الحجة على الخلق بارسال الرسل وانزال الكتب والله جل وعلا يعلم ما العباد عاملون قبل ان يخلقهم - 00:38:27ضَ

وعلى العبد ان يسأل الله جل وعلا التوفيق يلح على الله جل وعلا بالتوفيق والسداد والثبات على الحق والتثبيت بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. الالحاح النبي صلى الله عليه وسلم افضل الخلق واحب الخلق الى الله. تقول عائشة رضي الله عنها كان اكثر دعاءه اللهم - 00:38:47ضَ

يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت اوتخشى يا رسول الله؟ قال اما علمت يا عائشة ان قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن اذا اراد ان يقلب قلب عبد قلبه او كما قال صلى الله عليه وسلم - 00:39:13ضَ

فالمؤمن يخاف على نفسه. يخاف على نفسه من سوء الخاتمة. حتى وان كان راض عن عمله حاليا فهو يسأل الله الثبات يخاف من الزيغ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة - 00:39:32ضَ

اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. وامرنا النبي صلى الله عليه وسلم في كل صلاة ان بالله من اربع اقول اعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح - 00:39:50ضَ

الدجال الثالثة من فتنة المحيا والممات. فتنة ابتلاء وامتحان قد يكون العبد على حال حسنة. ثم ينعكس والعياذ بسم الله ويستعيذ بالله جل وعلا من مظلات الفتن يا ايتها النفس المطمئنة - 00:40:10ضَ

يبين جل وعلا حال الفريق الثاني المؤمن انه ينادى تأتي الملائكة عنده ويدنو منه ملك الموت. ويقول يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فتخرج تسهيل كما تسيل القطرة من في السقاء - 00:40:35ضَ

بسهولة لانه يناديها بهذا النداء الكريم واما نفس الفاجر والعياذ بالله يقال لها ايتها النفس الخبيثة في الجسد الخبيث فتتفرق في جسده ثم ينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول. السفود الشوكة ذات الاطراف المتعددة - 00:40:58ضَ

ايه ده اذا صارت في صوف ومبلول يكون نزعها فيه مشقة ولا تنتزع الا باخذ شيء من الصوف ما تنتزع بسهولة يا ايتها النفس المطمئنة المطمئنة الامنة الراضية المؤمنة بالله - 00:41:25ضَ

وبرسوله يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية ينادى بهذا النداء قال العلماء رحمهم الله كما جاء في الحديث في ثلاث مرات وتطمئن وتطمئنها الملائكة عند الاحتضار وفي القبر - 00:41:49ضَ

وعند القيام من القبور يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية. ولهذا يرى كثير من المحتضرين من من اهل الحق والدعوة الى الله ومحبة الله ورسوله عند الاحتضار يتهلل وجهه - 00:42:12ضَ

ويسفر ولا يستطيع ان يتكلم لانه يسمع البشارة ومن حوله لا يدرون عن شيء ويرى ملائكة الرحمة ومن حوله لا يدرون عن شيء وبعضهم يخاطبهم يقول هلموا تعالوا قربوا. فيقول من حوله يظن انه يخرف - 00:42:34ضَ

وهو يخاطب الملائكة لكنه يرى ما لا يرون هلموا تفضلوا تعالوا قربوا هؤلاء يخاطبونه بهذا الخطاب من الله جل وعلا. يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راظية بما اعد الله لها من الثواب العظيم. مرظية يعني مرظيا عنها - 00:42:57ضَ

قد يكون العبد مثلا في بعظ الاحوال راظي عن وضعه وعن ما هو فيه لكن غير مرضيا عنه والله جل وعلا يخاطب هذه النفوس الطيبة الطاهرة المؤمنة يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى - 00:43:27ضَ

ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي الى هذه نزلت في ابي بكر الصديق وقيل في عثمان بن عفان رضي الله عنهم وقيل في غيرهم من الصحابة وقال العلماء العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فهي تقال لكل مؤمن ارجو الله جل وعلا ان يجعلنا واياكم من - 00:43:48ضَ

بمنه وكرمه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاية وابو بكر حوله يسمع قال ما احسن هذا يا رسول الله قال اما انك منهم. بشارة من النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر بانه سيقال له ذلك - 00:44:15ضَ

اما انك ممن يقال له ذلك يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي في جملة عبادي وادخلي جنتي مع المؤمنين وادخلي في عبادي وادخلي جنتي. هذا قول جمهور المفسرين رحمهم الله وقيل في معنى الاية - 00:44:37ضَ

يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك قالوا ما المراد بربك يعني صاحبك جسمك الذي كنت فيه وهذا حينما تطاير الارواح للاجساد يوم القيامة ارجعي الى ربك يعني صاحبك الذي كنت فيه في الدنيا - 00:45:09ضَ

ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي في قراءة لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما فادخلي في عبدي. يعني الخطاب للروح يوم القيامة قبل ان تتطاير عند تطاير الارواح الى الاجساد - 00:45:32ضَ

ويقال للروح الطيبة يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك جسمك الذي كنت فيه في الدنيا راضية مرضية فادخلي في عبدي قراءة ادخلي في عبدي يعني ادخلي في جسم العبد الذي كنت معه في الدنيا - 00:45:56ضَ

وادخلي بعد هذا بعد ما تدخلي في العبد ادخلي جنتي ومن بلاغة القرآن وفصاحته انه يجوز فيه عدد من المعاني ولا ينفي بعضها بعضا وقوله تعالى يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك اي الى جواره وثوابه. وما اعد لعباده في جنته - 00:46:18ضَ

راضية اي في نفسها مرضية اي قد اي قد رظيت عن الله ورظي عنها وارضاها ادخلي في عبادي اي في جملتهم وادخلي في جنة وادخلي جنتي وهذا يقال لها عند الاحتضار وفي يوم القيامة ايضا عند الاحتضار يعني عند الفزع والخوف - 00:46:52ضَ

والخوف من ما بعد الموت تطمئن تبشر بهذا وعند القيام من القبور. وكما قال الله جل وعلا ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة - 00:47:15ضَ

ولكم فيها يعني في الحياة الاخرة ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون ضيافة نزولا من غفور رحيم تبشر بهذه البشارة في ثلاثة المواطن الحرجة الفظيعة الشديدة عند الاحتظار قبل خروج الروح - 00:47:44ضَ

وعند السؤال في القبر وعند القيام من القبور ارجو الله جل وعلا بمنه وكرمه ان يجعلنا واياكم جميعا ووالدينا ممن يقال له هذا القول ويعطى هذه البشائر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:48:11ضَ