تفسير ابن كثير | سورة الفرقان

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 4- سورة الفرقان | من الأية 25 إلى 34

عبدالرحمن العجلان

الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا - 00:00:00ضَ

ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا - 00:00:42ضَ

وقال الرسول يا رب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة - 00:01:11ضَ

كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا الذين يحشرون على وجوههم الى جهنم اولئك شر مكانا - 00:01:37ضَ

اولئك شر مكانا واظل سبيلا في قوله جل وعلا ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا بيان من الله جل وعلا لبعض الاحوال يوم القيامة وقوله ويوم ظرف منصوب بفعل - 00:02:17ضَ

مقدر اذكر واذكر يوم تشقق السماء بالغمام تشقق فيها قراءتان سبعيتان تشقق للتخفيف وتشقق التشديد والادغام والتشقق هو التفتح وفتحت السماء فكانت ابواب ويوم تشقق السماء بالغمام الغمام سحاب ابيض - 00:02:58ضَ

خفيف ومعنا بالغمام يوم تشقق السماء بالغمام يصح ان تكون الباء شبابية تشقق السماء بسبب الغمام ويصح ان تكون عن بمعنى عن والباء وعن الجارتان يتناوبان تقول رميت بالقوس ورميت عن القوس - 00:03:56ضَ

تشقق تشقق السماء الغمام هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وهذا الغمام ينزل بامر الله ليغشى ارض المحشر ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا - 00:04:40ضَ

نزل تشديد والبنا للمجهول والملائكة نائب فاعل وفي قراءة وننزل الملائكة تنزيلا باسناد الفعل الى الله جل وعلا وفي كل الحالين الفاعل الحقيقي هو الله جل وعلا وننزل الملائكة والملائكة ينزلون - 00:05:13ضَ

يوم الحشر ليحيطوا بالخلائق وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا قال يجمع الله الخلق يوم القيامة في صعيد واحد - 00:05:59ضَ

الجن والانس والبهائم والسباع والطير وجميع الخلق وتنشق السماء الدنيا فينزل اهلها وهم اكثر ممن في الارض من الجن والانس وجميع الخلق فيحيطون بالجن والانس وجميع الخلق ويقول اهل الارض افيكم ربنا - 00:06:31ضَ

فيقولون لا ثم تنشق السماء الثانية وذكر مثل ذلك ثم كذلك في كل سماع الى السماء السابعة وفي كل سماء اكثر من السماء التي قبلها ثم ينزل ربنا في ظلل من الغمام وحوله الروبيون - 00:07:07ضَ

وهم اكثر من اهل السماوات السبع والانس والجن وجميع الخلائق وهم تحت العرش لهم زجل بالتسبيح والتهليل والتقديس لله تعالى ما بين اخمص قدم احدهم الى كعبه مسيرة خمسمائة عام - 00:07:37ضَ

ومن كعبه الى فخذه مسيرة خمسمائة عام ومن فخذه الى ترقوته مسيرة خمسمائة عام وما فوق ذلك مسيرة خمسمائة عام اورد هذا الاثر عن ابن عباس رضي الله عنهما جمع من المفسرين رحمهم الله - 00:08:07ضَ

وهذا دليل على كثرة خلق الله جل وعلا وعلى كثرة سكان السماوات السبع وعلى عظم خلقهم والله جل وعلا اكبر واعظم ونزل الملائكة تنزيلا يعني نزل الملائكة من السماوات ليحيطوا باهل الارض - 00:08:43ضَ

ويحيط باهل الارض اهل السماء الدنيا واهل السماء الثانية يحيطون باهل السماء الدنيا وهكذا والكروبيون يحيطون من الجميع فيأتي الله جل وعلا لفصل القضاء بين خلقه وفي قوله جل وعلا تنزيلا - 00:09:21ضَ

تأكيد للفعل ونزل او وننزل وهذا يدل على ان هذا التنزيل نوع غريب ونمط عجيب قال اهل العلم رحمهم الله ان هذا تنزيل رضا ورحمة لا تنزيل سخط وعذاب لانه اكد - 00:09:58ضَ

وتأكيده يدل على عظم شأنه وهم ينزلون ليحيطوا باهل المحشر ونزل او ننزل الملائكة تنزيلا الملك يومئذ الحق للرحمن الملك مبتدأ وخبره للرحمن والحق صفة الملك ويومئذ ظرف اي يوم القيامة - 00:10:31ضَ

والله جل وعلا هو مالك الدنيا والاخرة وله الملك المطلق والتصرف المطلق في الدنيا والاخرة فلما قال جل وعلا الملك يومئذ يعني في ذلك اليوم خاصة نعم قال ذلك لانه في الدنيا - 00:11:16ضَ

يوجد ملوك الدنيا ولهم تصرف حسب استطاعتهم وقدرتهم وتصرفهم داخل تحت ارادة الله جل وعلا لكن في ذلك اليوم لا احد يتسمى بهذا الاسم ولا احد يظهر الملك او بالامر - 00:11:49ضَ

او بالتصرف حتى وان كان صوري وان كان قليل وان كان ضعيف فالكل بين يدي الله جل وعلا لا تشرف لاحد في ذلك الموقف اذا الملك الثابت والحقيقي والكامل الخالي - 00:12:28ضَ

من المشابهة ولو بالاسم ولو بالصورة في ذلك اليوم لله جل وعلا لانه لا ملوك ولا جبابرة ولا متسلطون في ذلك اليوم وانما الامر لله وحده لا شريك له ولذا قال جل وعلا الملك يومئذ يعني يوم القيامة الحق - 00:13:10ضَ

الثابت لا مشاركة فيه ولو بالاسم لمن للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا وكان يوما على الكافرين عسيرا تقديم الجار والمجرور يفيد الحصر اذا العسر في ذلك اليوم على من - 00:13:45ضَ

على الكافرين واما المؤمنين فليس بعسير عليهم بل هو كما ورد في الحديث اخف على المؤمن من صلاة مكتوبة لانه وقت صلاة ورد في بعض الاثار انه على المؤمن مثل ما بين صلاة العصر الى المغرب - 00:14:27ضَ

وعسره على الكافرين لما يرون من الاهوال والشدائد والاهانة والاحتقار والجام العرق ودنو الشمس منهم وعدم الستر بينهم وبين الشمس ويرون انواع العذاب والشدائد والكروب فهو يوم عسير عليهم ويوم يعض الظالم على يديه - 00:14:54ضَ

يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتاه ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا ويوم يعظ الظالم معطوف على - 00:15:37ضَ

يوم المتقدمة والعظ معلوم للاسنان ويعض على يديه يعض على انامله روي انه يعض على انامله ويأكلها حتى يصل الى المرفقين ثم تنبتان كما كانتا ثم يعض عليهما ويأكلهما حتى يصل الى مرفقيه وهكذا - 00:16:04ضَ

من شدة الهول وهذه الاية نزلت فيما ثبت عقبة ابن ابي معيط وكان اذا قدم من سفر وهو من ابناء عمومة النبي صلى الله عليه وسلم يجتمع معه في عبد مناف - 00:16:42ضَ

وكان اذا قدم من سفر صنع طعاما ودعا اليه وجهاء قومه وانه قدم من سفر وصنع الطعام كما كان يصنع فدعا وجهاء قريش ومن ضمنهم النبي صلى الله عليه وسلم دعاه - 00:17:23ضَ

فحضر النبي صلى الله عليه وسلم فلما قرب الطعام قال النبي صلى الله عليه وسلم لا اكل من طعامك حتى تشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله وكان فيما روي - 00:17:54ضَ

يحظر مجالس النبي صلى الله عليه وسلم ويسمع منه لكنه لم يؤمن قبل فلما قال له النبي صلى الله عليه وسلم هذا القول قال اشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله - 00:18:19ضَ

فاكل النبي صلى الله عليه وسلم من طعامه وسر عليه الصلاة والسلام وباسلامه كما يسر باسلام اي مسلم عليه الصلاة والسلام وسر المسلمون بذلك لان له شأن من وجهاء قريش - 00:18:36ضَ

وبقي على هذا اياما حتى قدم امية ابن خلف او ابي ابن خلف احدهما رؤيا هذا ورؤيا هذا وكان صديقا لهما وهما اخوان وسأل القادم عن اصحابه فقيل له ان عقبة ابن ابي معيط قد صبأ - 00:18:59ضَ

وترك دينك ودين ابائك واجدادك وتغيظ لذلك وغظب غظبا شديدا وجاءه عقبة ليسلم عليه لما قدم من السفر وقال لا ارد عليك وقد صبأت وتركت دين قريش وقال ما صبأت - 00:19:29ضَ

وما اتبعت محمد ولكن رجل دخل بيتي وقد خرب الطعام فامتنع ان يأكل حتى اشهد له فاستحييت ان يخرج قبل ان يأكل وشهدت له قال اذا كلامك علي حرام حتى تأتي محمدا - 00:19:57ضَ

وتبزق في وجهه وتشتمه باشد ما تعلم من الشتائم والسباب قال لك ذلك والعياذ بالله فذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم ليبزق في وجهه فبزق فعاد البصاق على وجهه هو على عقبة - 00:20:29ضَ

واحترق خداه وشتم النبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم لا القاك خارج جبال مكة الا قتلتك وارتد ما اظهر من الاسلام فانزل الله جل وعلا - 00:20:58ضَ

ويوم يعظ الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا وهذه الاية الكريمة وان كانت نزلت في هذا الخصوص والعبرة كما قال المفسرون رحمهم الله في عموم اللفظ لا بخصوص السبب - 00:21:25ضَ

فهي تعم كل ظالم في هذه الدنيا وامتنع عن الاسلام فهي تعمه وهذا عقبة ثبتت في ذهنه كلمة النبي صلى الله عليه وسلم لا القاك خارج جبال مكة الا قتلتك - 00:21:47ضَ

علوتك بالسيف وصار يتخوف خوفا شديدا من الخروج خارج مكة فلما كان يوم بدر وجاء النفير الصراخ لاجل ان ينفروا فنفر الناس وامتنع هو فقيل له ولم تمتنع قال توعدني محمد - 00:22:13ضَ

ان يقتلني ان خرجت ان لقيني خارج جبال مكة ولا اخرج لبدر وقالوا له عندك جمل احمر يكون عليه فان كانت الهزيمة علينا تركب جملك وتذهب ولن يستطيعك محمد ولا غيره - 00:22:45ضَ

والمراد بالاحمر هنا ليس الوصف فقط بل هو معنى فيه انه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم خير لك من النعم الابل الحمر تطلق على الابل الجيات فخرج اغرؤوه فخرج معهم - 00:23:16ضَ

وكانت الهزيمة للكفار بحمد الله والنصر للمؤمنين في بدر يظن انه ينجو واسر فكان من عداد الاسرى السبعين واتي به مع الاسرى سبعين منهم من قبل النبي صلى الله عليه وسلم الفداء منه - 00:23:43ضَ

وكان من ضمنهم العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه واوقف عقبة ابن ابي معيط بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد تقتلني من بين هؤلاء؟ قال نعم - 00:24:07ضَ

وامرا وقتله النبي صلى الله عليه وسلم صبرا يعني وذكره النبي صلى الله عليه وسلم بما قال له من قبل ومات كافرا والعياذ بالله ويوم يعظ الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا - 00:24:23ضَ

يقول ليتني استمررت على الاسلام ليتني سلكت مسلك الرسول واتبعت يا ويلتا يدعو على نفسه بالويل والثبور. وحق له ذلك يا ويلتا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا ليتني لم اتخذ الكافر - 00:24:53ضَ

العنيد صديقا وصاحبا والله جل وعلا حكيم عليم وهو نطق بالشهادتين اولا لكنه لم يثبت على ذلك بسبب جليس السوء والعياذ بالله وصاحب السوء وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من جليس السوء - 00:25:26ضَ

ورغب في جليس الخير الجليس الصالح الجليس الصالح لا ينالك منه الا خير. تسمع ذكر الله اسمع الكلام الطيب تسمع الترغيب في الخير اسمع النهي عن الشر تسمع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر - 00:25:51ضَ

النصيحة يرغبك في الطاعات يثبتك عن المعصية وجليس السوء والعياذ بالله يأمر بالشر وينهى عن الخير يثبت عن الطاعة ويقوي على المعصية يشجع على الفحش وعلى الغيبة والنميمة وكلام الزور وشهادة الزور - 00:26:15ضَ

والاسم والبغي والعدوان ويثبت عن الطاعات ويدعو الى البخل ويحذر من الانفاق في مرضاة الله ويتوعد بالفقر والورق والمرض والمصائب وقد مثل النبي صلى الله عليه وسلم الجليس الصالح بحامل المسك - 00:26:49ضَ

الطيب الفاخر اما ان يحذيك واما ان تبتاع منه فانت على خير معه دائما ومثل صلى الله عليه وسلم جليس السوء بنافخ الكير انت معه على شر اما ان يحرق ثيابك بنفخه لان النفخ تتطاير الشرر - 00:27:26ضَ

فتصيب ما حوله اما ان يحرق ثيابك واما على اقل الاحوال ان سلمت من الحرق ما سلمت من الرائحة الخبيثة ما دمت عنده. جالس معه والعاقل يختار لنفسه هذا او هذا - 00:27:59ضَ

شتان بينهما فهذا يدعو على نفسه بالويل والثبور حيث اتخذ فلانا اخذه صاحب ابي بن خلف او امية بن خلف وكذا كل ظالم يندم على مصاحبته للصاحب الشرير الفاسق الفاجر - 00:28:21ضَ

وكما قال الله جل وعلا الاخاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين المتقون تدوم خلتهم ومحبة بعضهم لبعض ويثيبهم الله جل وعلا على ذلك بان يظلهم تحت ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله - 00:28:57ضَ

الى السبعة الذين يظلهم الله جل وعلا تحت ظل عرشه رجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه واما الصداقة على غير محبة الله جل وعلا فهي تظمحل يقول - 00:29:28ضَ

يا ويلتا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا يتمنى حين لا ينفعه الندم وفلان جناية عن علم من يعقل وفلانة علم على الاناث يقول فلان جناية عن رجل عاقل لا ترغب ان تسميه - 00:29:51ضَ

وقال بعض اهل اللغة انه لم يثبت استعمال فلان الفصيح الا حكاية هذا القول حكاية يعني ما تقول انت في نفسك لصاحبك تقول جاءني فلان ما يصلح انت تخبر تقول جاءني فلان وانما تحكي عن غيرك - 00:30:25ضَ

يقول قال محمد جاءني البارحة فلان هذا الحكاية يعني انك تحكي عن غيرك. انه يقول جاءني فلان واما كلمة الفلان والفلانة قالوا لنكرة من يعقل مذكرا او مؤنثا وفل قالوا لا تستعمل الا - 00:30:53ضَ

في النداء الا في ضرورة الشعر ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا يعني خليلا بمعنى صاحبا لانه - 00:31:26ضَ

انصرف عن الحق بسبب صحبته لاحد هذين الاشقياء لقد اظلني عن الذكر بعد اذ جاءني الذكر القرآن الاسلام او الهدى ولا منافاة بينهما بينها لقد اظلني بمعنى صرفني ومنعني كدت ان اسلم لكن - 00:31:49ضَ

صرفني عن ذلك فقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني جاءني عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم وكان الشيطان للانسان خذولا قال بعض المفسرين يصح ان تكون وكان الشيطان للانسان خذولا من قول - 00:32:22ضَ

الظالم مما حكى الله جل وعلا عن الظالم انه يقول يقول يا ليتني ويقول وكان الشيطان للانسان خذولا يصح ان يراد به الشيطان ابليس ويصح ان يراد به الشيطان قرين هذا الذي اتخذه - 00:32:49ضَ

سماه شيطان انه اتضح له الامر انه شيطان ويصح ان هذه الكلمات ختم بها هذا القول من كلام الله جل وعلا التقرير اللي ما سبق والتأكيد له وهذا طبع الشيطان - 00:33:09ضَ

سواء كان من شياطين الانس او من شياطين الجن والشيطان يخلل واصحابه احوج ما يكون اليه يتبرأ منهم لان هدفه اظلالهم وقد حصل ولا يبالي بهم باي واد هلكوا واما الصاحب - 00:33:37ضَ

الصديق المخلص فهو ينفع باذن الله وقت الشدة ووقت الحرج وكان الشيطان للانسان خذولا يعني يخذله ويزيد يحاول ان يزيد في مصيبته لا يخفف عنه كما قال الله جل وعلا - 00:34:07ضَ

عن ابليس حينما يتخذ كرسيا في نار جهنم يخطب على اهلها وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي. فلا تلوموني ولوموا انفسكم. ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخي - 00:34:37ضَ

وهو يتبرأ من عابديه وكما فعل مع قريش في وقعة بدر وشجعهم على الخروج ورغبهم في القضاء على محمد فلما رأى الملائكة نقص على عقبيه وهرب وذهب الى البحر وتخلى عنهم - 00:35:04ضَ

قال اني ارى ما لا ترون لانه يرى الملائكة وقال الرسول يا رب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا - 00:35:34ضَ

وقال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يا ربي متى هذا القول في الدنيا يشكو الامر الى الله جل وعلا وقيل هذا في ذلك اليوم يوم القيامة لان الكلام صدر الايات في يوم القيامة - 00:36:01ضَ

الرسول يقول ذلك القول الى الله جل وعلا يوم القيامة وقال الرسول يا ربي اعطاف واسترحام وعندما يدعو المؤمن ينادي الله جل وعلا يا ربي يا رب وذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان من مسببات الاجابة - 00:36:33ضَ

النداء والدعاء يا رب يا رب يا ربي ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا يعني اعرضوا عنه ولم يقبلوا الى الحجر وهو الترك والقرآن كلام الله جل وعلا انزله الله جل وعلا - 00:37:06ضَ

تشريعا للعباد يدلهم على ما فيه صلاح دينهم ودنياهم صلاح الدنيا والاخرة كله في القرآن ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا متروكا معرضا عنه وقيل المراد بقوله مهجورا من الهجر - 00:37:38ضَ

وهو الكلام السيء اي انهم اذا سمعوا القرآن تكلموا بكلام سيء يسبون القرآن ومن يتلو عليهم القرآن ويكثرون اللغط والضجاج حتى لا يستفاد من قراءة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن - 00:38:09ضَ

كما قال الله جل وعلا وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون اللغو واللغط حتى تصرفوا الناس عن ان يسمعوا لقراءة محمد ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا - 00:38:44ضَ

وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين. وكفى بربك هاديا ونصيرا في هذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم الله جل وعلا يصلي نبيه ويدخل السرور عليه ويحثه ويأمره بالصبر - 00:39:10ضَ

وان الامر الذي حصل لك من كفار قومك ليس لك وحدك بل لك في من سبقك من الرسل اسوة فاصبر كما صبروا كما قال الله جل وعلا واصبر كما صبر اولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم - 00:39:38ضَ

لا تستعجل لكفار قريش الله جل وعلا لهم بالمرصاد يقول وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكثيرا ما يكون العدو من القرابة واكثر من تسلط على النبي صلى الله عليه وسلم - 00:40:05ضَ

بعض قرابته ابي جهل لعنه الله وتسلط على موسى قارون قالوا انه ابن عمه ابن عم موسى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا الله جل وعلا يمتحن العباد بعضهم ببعض يمتحن الاخيار - 00:40:34ضَ

للاشرار ويمتحن الاشرار بالاخيار وجعلنا بعظكم لبعظ فتنة كما تقدم قريبا وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا. فالهداية بيد الله جل وعلا ومن اعتمد على الله جل وعلا كفاه - 00:41:06ضَ

ومن استهدى به هداه ومن سأله اعطاه كما قال الله جل وعلا واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون وكفى بربك قيل الباع هنا - 00:41:40ضَ

وكفى ربك وحده هاديا ونصيرا وهو جل وعلا يهدي من شاء وكما ورد في الحديث القدسي استهدوني اذا سأل العبد ربه جل وعلا الهداية بصدق واخلاص واطمئنان هداه الله جل وعلا ووفقه - 00:42:09ضَ

وكفى به جل وعلا نصيرا لاولياءه فهو ينصرهم في الدنيا والاخرة وان اصابهم ما اصابهم كتب الله لاغلبن انا ورسلي انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد - 00:42:47ضَ

النصر والتعييد لمن اطاع الله حتى وان اوذي وان عذب الذكر الحسن له ثم قال جل وعلا وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا - 00:43:20ضَ

وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا وقال الذين كفروا هذا من جملة ما حكى الله جل وعلا عن الكفار من تعنتهم - 00:43:51ضَ

وسؤالهم النبي صلى الله عليه وسلم يحرجوه ويلقوا عليه كثيرا من الاسئلة من باب التعنت ويرغبون اظهار عدم قدرته ويسألونه الاسئلة لعله لا يستطيع لها جوابا ولكنه عليه الصلاة والسلام - 00:44:18ضَ

مؤيد من ربه جل وعلا وقالوا له كما قال الله وقال الذين كفروا المراد بالكفار هنا كفار قريش وقيل المراد بهم اليهود لولا بمعنى هلا نزل عليه القرآن جملة واحدة - 00:44:50ضَ

قالوا من تعنتهم لم كل يوم ينزل اية او سورة ويوزع لمدة ثلاثة وعشرين سنة ينزل القرآن لم لم يأتي دفعة واحدة قرآن متكامل من اول الامر رد الله جل وعلا عليهم - 00:45:19ضَ

وقالتهم هذه واقتراحهم تعنت لانهم يقولون ان الكتب السابقة نزلت دفعة واحدة الانجيل جاء به عيسى عليه السلام والتوراة جاء بها موسى عليه الصلاة والسلام والزبور جاء به داوود عليه الصلاة والسلام - 00:45:49ضَ

لم لم يأتي القرآن مثل هذه الكتب لم لم يأتي دفعة واحدة وقال الله جل وعلا كذلك فعلنا نزلناه هكذا لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا - 00:46:27ضَ

فعلنا ذلك لامور اولا كما قال بعض المفسرين ان الانبياء السابقين عليهم الصلاة والسلام كانوا يقرأون ويكتبون ومحمد صلى الله عليه وسلم من حكمة الله جل وعلا ان جعله امي - 00:47:03ضَ

لا يقرأ ولا يكتب ليكون القرآن اكبر معجزة له امي لا يقرأ ولا يكتب ولا يعرف كلمة اسمه مكتوبة صلى الله عليه وسلم واستمر على ذلك في صلح الحديبية لما - 00:47:31ضَ

قال عليه الصلاة والسلام لعلي بن ابي طالب وهو يكتب الصلح اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله لو نعلم انك رسول الله ما ما رددناك عن مكة ولكن - 00:47:58ضَ

قل محمد ابن عبد الله هذا الذي نعرف نحن يقول كفار قريش وقال الرسول صلى الله عليه وسلم رغبة في اتمام الصلح امسحها يا علي واعتذر علي رضي الله عنه - 00:48:15ضَ

اعتذر ان يمسح كلمة رسول الله لانه يؤمن بذلك انه رسول الله قال عليه الصلاة والسلام ارنيها ومسح عليه الصلاة والسلام بيده كما نقل ذلك ارنيها ما يعرفها عليه الصلاة والسلام كلمة رسول الله مكتوبة ما يعرفها - 00:48:33ضَ

وجاء بهذا القرآن العظيم المرتب القرآن نزل ايات لحكم بليغة لنثبت به فؤادك ليزيد به ايمان النبي صلى الله عليه وسلم ينزل احكام وتشريع واخبار عن مغيبات وتقع كما اخبر بها - 00:48:57ضَ

في هذا تثبيت في قلب النبي صلى الله عليه وسلم وتثبيت لايمانه وتثبيت للمؤمنين وارغاما للكافرين بصدق ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وكلما تعنت عليه الكفار بسؤال او نحوه - 00:49:37ضَ

ما يحفز لذلك النبي صلى الله عليه وسلم ولا يهتم ولا يشتد الكرب عنده يأتيه الامر من الله جل وعلا يثبت به فؤاده يجيب الله جل وعلا عنه بالايات القرآنية - 00:50:12ضَ

ورتلناه ترتيلا اية بعد اية سورة بعد سورة او رتلناه ترتيلا احكاما واتقانا وايظاحا وبيانا واحكام ثم ينسخها الله جل وعلا فما يصلح ان يأتي دفعة واحدة يأتي احكام بامر الله جل وعلا - 00:50:35ضَ

تستمر فترة ثم تنسخ بامر الله جل وعلا بايات قرآنية وفي القرآن ناسخ ومنسوخ والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا وصية لازواجهم متاعا الى الحول غير اخراج هذه الاية في عدة الوفاة - 00:51:10ضَ

فنسخ الله جل وعلا باية الاربعة اشهر وعشرة ايام وبالقرآن ناسخ ومنسوخ فما يصلح ان يأتي دفعة واحدة ولا يأتونك بمثل في سؤال او شبهة او تعنت الا جئناك بالحق - 00:51:34ضَ

بينا الحق واظهرناه يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا. فيذرها قاع صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا امتا المؤمنون يسألون ويأتي الجواب من الله جل وعلا. والكفار يسألون ويأتي الجواب من الله جل وعلا - 00:52:02ضَ

واليهود يسألون ويأتي الجواب من الله جل وعلا ويسألونك عن ذي القرنين قل ساتلو عليكم منه ذكرا ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا - 00:52:29ضَ

ويسألونك ماذا ينفقون؟ قل العفو ويسألونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا وبيانا ومن حكمة الله جل وعلا ومن لطفه بهذه الامة - 00:52:53ضَ

ان نزل القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم في مدة ثلاث وعشرين سنة ثلاث عشرة سنة في مكة وعشر سنوات بالمدينة والقرآن ينزل ايات وسور وليسهل حفظه على الصحابة رضي الله عنهم - 00:53:16ضَ

ولحكم عظيمة رد الله عليهم جل وعلا تعنتهم ذلك ثم قال جل وعلا الذين يحشرون على وجوههم الى جهنم اولئك شر مكانا واظلوا سبيلا تحذير لهم وتخويف وختم لهذه الايات - 00:53:41ضَ

بهذا النذارة كما ختم الايات السابقة بقوله جل وعلا اصحاب الجنة يومئذ خير - 00:54:08ضَ