تفسير ابن كثير | جزء عم

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 4- سورة النبأ | من الأية 23 إلى 30

عبدالرحمن العجلان

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان جهنم ان جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا فيها احقابا - 00:00:00ضَ

لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا الا حميما وغساقا جزاء وفاقا انهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا باياتنا كذابا وكل شيء احصيناه كتابا فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا هذه الايات الكريمة - 00:00:37ضَ

من سورة عم يتساءلون جاءت بعد قوله جل وعلا يوم الفصل كان ميقاتا يوم ينفخ في الصور فتأتون افواجا وفتحت السماء فكانت ابوابا وفتحت السماء فكانت ابوابا وسيرت الجبال فكانت سرابا - 00:01:18ضَ

ان جهنم كانت مرصادا للطاغين مئابا لابسين فيها احقابا الايات تقدم الكلام على صدر الايات وان الله جل وعلا يقول ان يوم الفصل كان ميقاتا لان صدر السورة في تساؤل - 00:01:55ضَ

الكفار عما يقوله محمد صلى الله عليه وسلم من امر البعث والجنة والنار وما يدعو اليه عليه الصلاة والسلام من توحيد الله جل وعلا والتصديق برسالته صلى الله عليه وسلم - 00:02:26ضَ

ولان صدر السورة الاستدلال على الكفار بقدرة الله جل وعلا وعظمته ولفت الانظار الى عظيم مخلوقاته سبحانه وتعالى توعدهم جل وعلا بقوله ان يوم الفصل كان ميقاتا الى ان قال - 00:02:57ضَ

ان جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا وهذا تقدم الكلام عليه امس قوله جل وعلا لابسين فيها احقابا لابسين بمعنى مقيمين هي مأواهم ان جهنم كانت مرصادا للطاغين ما ابى. يعني يرجعون اليها ويؤوبون اليها - 00:03:27ضَ

لكن هذه الاوبة ها هي ايام كما جاء من اليهود من تمسنا النار الا اياما معدودة ام هي اشهر ام سنين ام ماذا ستكون قال جل وعلا لابسين فيها احقابا - 00:04:03ضَ

اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في الحقب ما هو الاكثر على ان الحقب ثمانون سنة والسنة اثنا عشر شهرا والشهر ثلاثون يوما واليوم من تلك الايام كالف سنة مما تعدون - 00:04:30ضَ

ثم هل لها نهاية هل قال جل وعلا في عدد الاحقاب ما تنتهي ما يفهم منه النهاية عقابا كلما انتهى حقب عاقبه حقب اخر وهكذا حقب وحقب عقب مفرد وحقب - 00:05:00ضَ

واحقابا جمع الجمع الحقب الواحد مفرد لحقب مجموعة والحقب تجمع على احقابا اي انها احقاب كثيرة لا حصر لها ولا عد ولا يفهم منه انها تنتهي لانه ما ذكر عدد الاحقاب جل وعلا وانما ذكرها احقاب كثيرة - 00:05:33ضَ

والكثيرة لا حصر لها قال بعض العلماء مهما كثرت لا بد ان تنتهي الاحقاد. يقال ما تنتهي ما عددها جل وعلا وقال عشرة عشرون مئة احقاب وقيل هذه الاية منسوخة بقوله تعالى فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا يعني استمرار - 00:06:11ضَ

وعن ابي امامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحقب الف شهر والشهر ثلاثون يوما والسنة اثنا عشر شهرا ثلاثمئة وستون يوما كل يوم الف سنة مما تعدون - 00:06:40ضَ

والحقد على هذا ثلاثون الف الف سنة قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه لو علم اهل النار انهم يخرجون منها بعدد حصى الدنيا لفرحوا انه لابد تنتهي ولو علم اهل الجنة - 00:07:05ضَ

انهم يخرجون منها بعدد حصى الدنيا لحزنوا لان ما كان معدود لا بد ان ينتهي اذا حدد بعدد لكن الاية ما فيها تحديد لعدد وانما هي احقاب يعني متوالية متتابعة - 00:07:36ضَ

لابسين فيها احقابا ازمانا طويلة مستمرة لا تنتهي ردا لما يقوله اليهود لن تمسنا النار الا اياما معدودة قالوا بقدر عبادتنا العجل قال الله جل وعلا لا يذوقون فيها اي في النار - 00:08:00ضَ

جهنم ان جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا لابسين فيها احقابا. لا يذوقون فيها اي في جهنم بردا ولا شرابا لا يذقون فيها برد شي بارد تفيدهم من حر جهنم ولا شرابا - 00:08:32ضَ

يفيدهم من عطش هم فيه لا يأتيهم شيء بارد ولا شراب الا ما استثنى الله جل وعلا في الاية بعدها فقيل المراد بالبرد الشيء البارد الذي يخفف عنهم حرارة جهنم - 00:09:01ضَ

والشراب الذي يخفف عنهم العطش وقيل المراد بالبرد لا يذوقون فيها بردا النوم ويأتي في لغة بعض العرب يسمون النوم برد لما قالوا لان المرء اذا عطش ثم نام خف عنه العطش - 00:09:24ضَ

البرد المذكور في هذه الاية النوم قال الزجاج اي لا يذوقون فيها برد ريح ولا ظل ولا نوم وجعل البرد يشمل هذه الامور واطلاق البرد على النوم لغة هذيل وسمي بذلك لانه يقطع سورة العطش يعني شدة العطش - 00:09:56ضَ

فالعطشان اذا نام ثم بعد استيقاظه يكون اخف عطشا من قبل يخفف لان الجسم يستريح يقول الا ترى ان العطشان اذا نام سكن عطشه ولانه يبرد صاحبه يكون يعني يكون فيه برودة - 00:10:24ضَ

ويكون برودة الجسم تخفف العطش وجاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل هل في الجنة نوم وقال لا النوم اخو الموت والجنة لا موت فيها وكذلك النار - 00:10:48ضَ

لا موت فيها قال الله جل وعلا لا لا يقضى عليهم فيموتوا وقال جل وعلا ونادوا يا ما لك ليقضي علينا ربك. قال انكم ماكثون يتمنون الموت في النار لانه لانهم يستريحوا من العذاب - 00:11:14ضَ

الا حميما لا بردا ولا شراب الا حميما وغساقا. الحميم الماء الحار وورد انه اذا قربه من وجهه صاحب النار سقطت فروة وجهه من حرارة الماء الا حميما وغساقا. هذا شرابهم - 00:11:43ضَ

وهذا طعامهم الغشاق هو القيح والصديد الذي يسيل من اهل النار يجتمع في مكان فيرد عليهم يشربونه الا حميما وغساقا كأن قائلا يقول يا ربي ما هذا العذاب الاليم وقال الله جل وعلا - 00:12:14ضَ

جزاء وفاقا موافق لذنبهم وعملهم السيء اعظم ذنب هو الشرك بالله فاستحقوا عليه اعظم العذاب في نار جهنم جزاء وفاقا بخلاف عطاء الله جل وعلا لاهل الجنة عطاء حسابا كرم وجود - 00:12:50ضَ

اما هذا جزاء وفاقا. موافق لعملهم عسى الله جل وعلا باعظم ذنب فاستحقوا اعظم العقاب وهو نار جهنم والعياذ بالله جزاء وفاقا. لان الله جل وعلا لا يظلم الناس شيئا - 00:13:28ضَ

وقد اقام جل وعلا الحجة على العباد وبين لهم المآل وبين لهم الطريق الموصل الى الجنة وبين لهم الطريق الموصل الى النار ووهب جل وعلا العقول التي يميز بها المرء - 00:13:55ضَ

في امور دنياه لا يغلب وارسل جل وعلا الرسل وانزل الكتب لئلا يكون للناس على الله حجة ما يستطيع ان يحتج فيقول ما انذرت ما علمت ان هذا مال الكافرين والا كان ما كفرت - 00:14:20ضَ

بين جل وعلا المآل لذي البصيرة كانه رأي عيب فاقام جل وعلا الحجة على الخلق بارسال الرسل وانزال الكتب والبيان والايضاح وهبة العقل انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا - 00:14:43ضَ

وهديناه ان نجدين بينا له طريق الخير وطريق الشر جزاء وفاقا اي موافقا لاعمالهم على قدر عملهم. على قدر الجرم والذنب الذي اقترفوه وهو مقترف اعظم ذنب استحقوا اعظم عقاب - 00:15:12ضَ

يقول تعالى ان جهنم كانت مرصادا يعني انه لا يدخل احد الجنة حتى يجتاز بالنار فان كان معه جواز نجا والا احتبس لابثين فيها احقابا اي ماكثين فيها احقابا وهي جمع حقب - 00:15:38ضَ

وهي المدة من الزمان وقد اختلفوا في مقداره فقال ابن جرير قال علي ابن ابي طالب لهلال الهجري ما تجدون الحقب في كتاب الله قال نجده ثمانين سنة كل سنة اثنا عشر شهرا - 00:16:06ضَ

العقبة الواحد ثمانون سنة والسنة اثنى عشر شهر والشهر ثلاثون يوما. واليوم كالف سنة من ايام الدنيا ان يوما عند ربك الف سنة مما تعدون كل سنة اثنا عشر شهرا - 00:16:28ضَ

وكل شهر ثلاثون يوما وكل يوم الف سنة وهكذا روي عن ابي هريرة وقال بشير ابن كعب ذكر لي ان الحقب الواحد ثلاثمائة سنة اثنى عشر شهرا كل سنة ثلاثمائة وستون يوما كل يوم منها كالف سنة - 00:16:51ضَ

وقال السدي لابثين فيها احقابا سبعمائة حقب كل حقب سبعون سنة كل سنة ثلاثمئة وستون يوما. وكل يوم كالف سنة مما تعدون وقد قال مقاتل بن حيان ان هذه الاية منسوخة بقوله تعالى فذوقوا فلم نزيدكم الا - 00:17:18ضَ

يقول ليس المراد انها اشياء معدودة نسخت هذه بقوله تعالى فذوقوا فلم نزيدكم الا عذابا وورد ان هذه اشد اية في كتاب الله على الكفار لان المرء العذاب يتمنى ويود - 00:17:46ضَ

يتمنى التخفيف فاذا به كل وقت يكون اسوأ واشد مما قبله كل ما مضى وقت يقوم الاتي بعده اشد يعني العذاب فيه زيادة اليس في تخفيف فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا - 00:18:10ضَ

قال الله جل وعلا انهم كانوا لا يرجون حسابا انهم كانوا اي الكفار هؤلاء الذين هم الطاغون انهم كانوا لا يرجون حسابا. هذا تعليل لدخولهم جهنم وتعذيبهم فيها لانهم كانوا لا يرجون حسابا. ما حسبوا حساب ليوم القيامة - 00:18:33ضَ

ولا رجوه ولا استعدوا له كما يقال للطالب مثلا قبيل الامتحان وهو مهمل اما تخاف الامتحان ما حسبت للامتحان حساب يعني ما عندك استعداد للامتحان فهؤلاء كانوا لا يرجون حسابا يعني ما امنوا بالحساب - 00:19:05ضَ

ولا بالجنة ولا بالنار وانما عملوا لدنياهم فقط انهم كانوا لا يرجون حسابا. ما استعدوا للحساب الذي اعده الله جل وعلا لخلقه في الدار الاخرة الحساب يكون للمؤمن والفاجر والكافر - 00:19:32ضَ

كلهم يحاسبون ان ولكن هؤلاء ما استعدوا للحساب اصلا. انهم كانوا لا يرجون حسابا وكلموا باياتنا كذبوا باياتنا بالايات القرآنية النازل على محمد صلى الله عليه وسلم كذابة او كذبوا باياتنا عامة. الايات الدالة على وحدانية الله جل وعلا - 00:19:59ضَ

الايات الدالة على وجود الله تبارك وتعالى الايات الدالة على عظمة الله جل وعلا. وعلى انتقامه ممن عصاه. كذبوا بها يستهزؤون بالنبي صلى الله عليه وسلم اذا تلا عليهم القرآن يستهزئون به - 00:20:36ضَ

واذا خوفهم بيوم القيامة سخروا منه انهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا باياتنا القرآنية او الايات العامة على وحدانيته سبحانه وكذبوا باياتنا كذابا كذابا مصدر مؤكد بدل تكذيب ويأتي مصدر هذا الفعل على هذا الوزن - 00:21:00ضَ

كذابا. وجاء في لغة العرب من هذا النوع وفعال فعال كذاب من من مصادر التفعيل قال الفارة هي لغة فصيحة يمانية يقول كذبت كذابا او كذبت كذابا وخرقت القميص خراقا. يعني خروقا - 00:21:33ضَ

رأى الجمهور كذابا بتشديد الذال وقرأ بالتخفيف كذابا وكذبوا باياتنا كذابا. قراءة مروية عن علي ابن ابي طالب رضي الله التخفيف والتشتيت لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا اي لا يجدون في جهنم بردا لقلوبهم - 00:22:02ضَ

ولا شرابا طيبا يتغذون به ولهذا قال تعالى الا حميما وغساقا قال ابو العالية استثنى من البرد الحميم ومن الشراب الغساق وكذا قال الربيع بن انس تأمل حميم فهو الحار الذي قد انتهى حره - 00:22:32ضَ

اشد ما يكون حرارة اذا قرب من وجهه سقطت فروة وجهه والعياذ بالله وبقيت عظام تتقارع والعياذ بالله نعم والغساق هو من صديد اهل النار وعرقهم ودموعهم وجروحهم فهو بارد لا يستطاع من بروده - 00:22:58ضَ

ولا يواجه من نتنه وقد قدمنا الكلام على الغساق في سورة صاد بما اغنى عن اعادته اجارنا الله من ذلك بمنه وكرمه نعم لا يذوقون فيها بردا يعني بالبرد النعاس والنوم هكذا ذكره - 00:23:23ضَ

وقد رواه ابن ابي حاتم من طريق السدي وحكاه البغوي جزاء وفاقا اي هذا الذي صاروا اليه من هذه العقوبة وفق اعمالهم الفاسدة التي كانوا يعملونها في الدنيا قال هو مجاهد وقتادة - 00:23:47ضَ

ثم قال تعالى انهم كانوا لا يرجون حسابا اي لم يكونوا يعتقدون ان ثم دارا يجازون فيها ويحاسبون وكذبوا باياتنا كذابا اي كانوا يكذبون بحجج الله ودلائله على خلقه التي انزلها على رسوله - 00:24:12ضَ

التي انزلها على رسوله صلى الله عليه وسلم فيقابلونها بالتكذيب والمعاندة اذاب اي تكذيب وهو مصدر من غير الفعل وكل شيء احصيناه كتابا وكل شيء وكل شيء احصيناه كتابا قراءة الجمهور بالنصب - 00:24:38ضَ

وكل شيء منصوب على الاشتغال يعني ان الفعل الذي بعده اشتغل بالظمير وكل شيء احصيناه وكل احصيناه احصينا هذا الفعل ولم يفعل في في الاسم السابق وانما انشغل بالظمير عنه احصيناه الهاء هاء الظمير - 00:25:10ضَ

قال منصوب على الاشتغال او بالرفع على الابتداء يعني انه مبتدأ وكل شيء احصيناه يكون الواو حرف عطف جملة على جملة كل مستأنفة يعني كل مبتدأ شيء مضاف اليه احصيناه هذا الخبر. كل شيء احصيناه كتابة - 00:25:40ضَ

يعني ان الله جل وعلا احصى اعمالهم وضبطها واطلع عليها سبحانه وتعالى وجازاهم بها ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يرى. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره والله جل وعلا لا يظلم الناس شيئا - 00:26:07ضَ

ولا يظلم مثقال ذرة سبحانه وتعالى. وانما يجازي العبد في عمله والحسنات يزيد فيها جل وعلا لانه كرم والسيئات لا يزيد فيها. وانما يعطي مقابل السيئة بقدرها وحسبها عقوبة والحسنة يضاعفها سبحانه وتعالى - 00:26:34ضَ

لان مضاعفة الحسنات كرم ومضاعفة السيئات ظلم. والله جل وعلا منزه عن الظلم وكل شيء من الاعمال التي عملوها في الدنيا هي محصاة. احصيناه ظبطناه مدون كتابا يعني مكتوب مكتوب في اللوح المحفوظ - 00:27:03ضَ

او مكتوب كتبه الحفظة الذين مع الانسان يصاحبونه يكتبون الحسنات والسيئات وكل شيء احصيناه كتابا وكلمة كتابا منصوبة والنصب عليه اي احصاء لان كتابة بمعنى احصاء يعني كتابة لان الاحصاء يكون بالكتابة - 00:27:30ضَ

فجاء المصدر من المعنى لا من اللفظ مصدر مؤكد وكل شيء احصيناه بدا الاحصاء قال جل وعلا كتابا وكل شيء احصيناه يعني في الكتابة او منصوب على الحال وكل شيء احصيناه - 00:28:04ضَ

حالة كونه مكتوب مدون ما في مجال للزيادة والنقص او النسيان وكما قال الله جل وعلا وكل شيء فيه ما احصيناه في امام مبين يعني مكتوب واضح جلي محصن على العباد - 00:28:27ضَ

فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا فيها تبكيت وتوبيخ للكفار وزجر لهم عن طلب التخفيف فذوقوا العذاب الذي تستحقونه فلن نزيدكم الا عذابا. يعني لا نخفف عنكم ولا تستحقون شيئا من التخفيف - 00:28:52ضَ

لانكم عصيتم الله جل وعلا باعظم ذنب وهو الشرك واظلموا الظلم الشرك لان صرف حق المخلوق لمخلوق اخر ظلم ولا شك تأخذ حق زيد وتصرفه لعمرو هذا ظلم واظلم منه اشد - 00:29:24ضَ

ان تصرف حق الله تعالى لمخلوق صرف حق المخلوق للمخلوق ظلم وصرف حق الله جل وعلا لمخلوق اظلموا الظلم واشده وافظعه فاستحقوا اشد العذاب فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا. في هذه الاية قال العلماء مؤكدات - 00:29:55ضَ

اولا التأكيد بلن فلن نزيدكم الا عذابا الثاني المخاطبة بدل الغيبة ان جهنم كانت مرصادا للطاغين مئابا لابسين فيها احقابا لا يذوقون كلها غيبة جاء في هذه الاية فذوقوا فلن نزيدكم - 00:30:24ضَ

في التفات من الغيبة الى الخطاب بالتبكيت وقوله فذوقوا فذوقوا يعني ذوقوا العذاب هذا الذي انتم فيه لن يخفف عنكم هذه تسمى السببية يعني ان ما بعدها مسبب عما قبلها يعني انه حصل منهم الكفر والضلال - 00:30:50ضَ

فاستحق ما بعد الفاء فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا وكل شيء احصيناه كتابا اي وقد علمنا اعمال العباد كلهم وكتبناها عليهم وسنجزيهم على ذلك. ان خيرا فخير وان شرا فشر - 00:31:18ضَ

فذوقوا فلم نزيدكم الا عذابا يقال لاهل النار ذوقوا ما انتم فيه فلن نزيدكم الا عذابا من جنسه واخر من شكله ازواجا قال قتادة كما قال الله جل وعلا كلما خبت - 00:31:48ضَ

زدناهم سعيرا كلما ضعف حر النار زادت وكلما نضجت جنودهم بدلناهم جنودا غيرها قال قتادة عن عبد الله بن عمرو لم ينزل على اهل النار اية اشد من هذه الاية - 00:32:09ضَ

فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا وقال ابن ابي حاتم سئل عن اشد اية في كتاب الله على اهل النار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا - 00:32:33ضَ

كلما استغاثوا من نوع من انواع العذاب زيدوا باشر شد منه واحر والعياذ بالله والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:32:56ضَ