تفسير ابن كثير | جزء عم

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 5- سورة البروج| من الأية 17 إلى 22

عبدالرحمن العجلان

على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم هل اتاك حديث الجنود فرعون وثمود بل الذين كفروا في تكذيب والله من ورائهم محيط بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ - 00:00:01ضَ

هذه الايات الكريمة هي خاتمة سورة البروج جاءت بعد قوله جل وعلا انه هو يبدع ويعيد وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد هل اتاك حديث الجنود؟ الايات - 00:00:41ضَ

الاستفهام هنا في قوله تعالى هل اتاك حديث الجنود استفهام تقرير وهو بمثابة التقرير لما سبق فهل هنا بمعنى قد اتاك حديث الجنود والاية وما بعدها التأكيد لقوله تعالى من بطش ربك لشديد - 00:01:15ضَ

وقوله تعالى فعال لما يريد قد اتاك واتى من حولك من كفار قريش ومن اليهود علمتم خبر من سبقكم لما عتوا على امر الله جل وعلا وعصوا رسله ما الذي حل بهم - 00:01:48ضَ

وذكر هاتين الامتين فرعون وثمود لان فرعون في مصر وهو قد عصى موسى عليه الصلاة والسلام واليهود يزعمون انهم اتباع موسى وهم لو اتبعوه حقيقة لا اسرع الى الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم - 00:02:20ضَ

لان من امن بنبي واحد لزمه ان يؤمن بجميع الانبياء ومن كفر او كذب نبيا واحدا لزمه ان يكون كافرا بجميع الانبياء حتى من يزعم انه قد اتبعه لان الانبياء - 00:02:57ضَ

ملة ملتهم واحدة ودعوتهم واحدة وكل واحد منهم يدعو الى ما دعا اليه الاخرون فمن كذب واحدة منهم فكأنه كذب الرسل كلهم اليهود يزعمون انهم اتباع عيسى هم اتباع موسى وان - 00:03:24ضَ

فرعون لما كذب موسى اهلكه الله جل وعلا وانتقم منه وهم يدركون ذلك فيحذرهم الله جل وعلا لانكم ان كذبتم محمدا صلى الله عليه وسلم سيحل بكم بمثل ما حل بمن كذب الانبياء السابقين - 00:03:51ضَ

وفرعون بالنسبة للامم السابقة يعتبر من المتأخرين وثمود من الامم السابقة المتقدمة لكنها كانت في ديار العرب في المنطقة التي ما بين المدينة وتبوك في تلك المناطق مدى ان صالح - 00:04:21ضَ

وثمود تلك مساكنهم وهم وان كانوا من الامم السابقة القديمة الا ان العرب يمرون بديارهم وعرفوا شيئا من تاريخهم وكفار قريش عارفون واليهود عارفون لحال فرعون والله جل وعلا يحذر - 00:04:49ضَ

الطائفتين اهل الكتاب والمشركين انهم ان لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وقد استحقوا العذاب كما استحقت الامم العذاب فانزل الله بهم ما يستحقون لما كذبوا رسلهم هل اتاك حديث الجنود - 00:05:22ضَ

المتحزبة المجتمعة ضد الانبياء فرعون وثمود. بدل من الجنود المراد بفرعون قوم فرعون وهو معهم ليس هو وحده وانما لكونهم اطاعوه في معصية الله واتبعوه وهو قائدهم الى النار صار الذكر له وحده - 00:05:52ضَ

وثمود من ارسل الله جل وعلا اليهم صالح على نبينا وعليه افضل الصلاة والسلام فرعون وثمود وفي هذا بشارة للنبي صلى الله عليه وسلم وتسلية لان الله جل وعلا سينتقم - 00:06:24ضَ

ممن عصاك وخالف امرك كمن ثقم من الامم السابقة التي عصت الانبياء وفيه تحذير لمن عصى محمدا صلى الله عليه وسلم بانه سيحل به مثل ما حل بالامم السابقة فرعون وثمود - 00:06:50ضَ

بل الذين كفروا في تكذيب بل هذه كلمة اضراب اضرب عن ذكر حال الامم السابقة الى حال من بعث فيه محمد صلى الله عليه وسلم بل الذين كفروا في تكذيب - 00:07:16ضَ

وجعل التكذيب بمثابة الظرف لهم كانهم كلهم حال تكذيب اشتمل عليهم التكذيب من جميع الوجوه ومن جميع الجهات فهم منغمسون في التكذيب والتكذيب محيط بهم فكأنه ظرف لهم وقال جل وعلا بل الذين كفروا ليشمل - 00:07:35ضَ

اليهود والنصارى ومشرك العرب وجميع الامم الكافرة كلهم يقال لهم كفار ولا يستثنى من ذلك احد الا من امن بالله وبمحمد صلى الله عليه وسلم بعد بعثته عليه الصلاة والسلام - 00:08:05ضَ

اليهود قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون فيهم من هو على الحق يهوديته والنصارى كذلك وبعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم نسخ الاديان كلها فلا دين الا الاسلام - 00:08:31ضَ

كما قال الله جل وعلا ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين وقال النبي صلى الله عليه وسلم والله لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي الا كان من اهل النار - 00:08:58ضَ

ما يقال ان اديانهم حق اذا تمسكوا بها اديانهم حق قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم اذا تمسكوا بالدين الحق اما بعثة اما بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم - 00:09:20ضَ

فهم كفار حتى وان تمسكوا فهم يزعمون انهم متمسكون وهم ليسوا متمسكين لان دينهم ونبيهم عليه الصلاة والسلام يأمرهم باتباع محمد واذا كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم فقد كفروا بدينهم - 00:09:40ضَ

وكفروا بنبيهم ان موسى امرهم بان يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم اذا بعث وعيسى امرهم ان يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم اذا بعث فاذا لم يؤمنوا بمحمد فقد كفروا بانبيائهم - 00:10:02ضَ

وكفروا بجميع الرسل فهم كفار ولا يستثنى من ذلك الا من امن بالله وبمحمد صلى الله عليه وسلم بعد ما يقال ان من تمسك باليهودي على حق يقال انه لا يوجد من يتمسك باليهودية الا من امن بمحمد - 00:10:24ضَ

لان المتمسك باليهودية حقا يلزمه ان يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم. لان اليهودية الحق تأمره باتباع محمد صلى الله عليه وسلم. التوراة كتاب الله يأمرهم باتباع محمد صلى الله عليه وسلم - 00:10:46ضَ

بل الذين كفروا يشمل الجميع ولا يستثنى من ذلك احد ليشمل المشركين كفار قريش واليهود والنصارى وسائر الكفار بل الذين كفروا في تكذيب والله من ورائهم محيط فيه وعيد شديد - 00:11:07ضَ

محيط الاحاطة من جميع الجهات المرء اذا خاف من عدو يجد له منفذ ويبعد عن عدوه اما الهرب من الله جل وعلا فليس بالامكان لانه محيط بجميع الخلق جل وعلا - 00:11:35ضَ

اين يهرب الى غير ارض الله من الذين كفروا في تكذيب والله من ورائهم محيط محيط بالكفار جل وعلا لا يفلتون من يده ثم امتدح جل وعلا كتابه العزيز وانه وان لم يقبله الكفار - 00:12:01ضَ

ولم يؤمنوا به فلا يظيره ولا ينقص من مرتبته بل هو قرآن مجيد بل هو قرآن ما جيت مجد ورفعة ورفعة لمن اتبعه وعلو شأن لمن امن به في لوح محفوظ - 00:12:28ضَ

في لوح محفوظ او في لوح محفوظ فيها قراءتان سبعيتان الرفع والجرأ الجر على انه صفة للوح في لوح محفوظ والرفع على انه صفة للقرآن بل هو قرآن مجيد محفوظ في لوح - 00:12:58ضَ

محفوظ صفة للقرآن وفي لوح فتح اللام وهذه قراءة الجمهور في لوح محفوظ وفيه قراءة اخرى في لوح لوح لوح قال اهل اللغة هو الفضاء اي محفوظ في لوح الفظا - 00:13:33ضَ

فوق السماء السابعة واللوح المحفوظ جاء عن ابن عباس رضي الله عنه في صفته انه من درة من ياقوتة عرضه جاء ما مثل ما بين السماء والارض وجاء مسيرة مئة عام وجاء مسيرة ثلاث مئة عام - 00:14:03ضَ

اي ان عرظه لا يقدر قدره الا الله والله اعلم فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال خلق الله اللوح المحفوظ كمسيرة مئة عام وقال للقلم قبل ان يخلق الخلق اكتب علمي في خلقي - 00:14:29ضَ

فجرى بما هو كائن الى يوم القيامة انا مقاتل اللوح المحفوظ عن يمين العرش قال اهل اللغة المراد باللؤوح باللوح اللام الهوى والفضاء الذي فوق السماء السابعة يقول تعالى هل اتاك حديث الجنود - 00:14:51ضَ

فرعون وثمود ايها البلغ كم بلغك ما احل الله بهم من البأس وانزل عليهم من النقمة التي لم يردوها عنهم احد وهذا تقرير لقوله تعالى ان بطش ربك لشديد اي اذا اخذ الظالم اخذه اخذا شديدا. اخذه اخذ عزيز مقتدر. يعني ان بطش ربك لشديد - 00:15:18ضَ

كما بطش جل وعلا بفرعون وثمود فيوشك ان ينزل البطش بهؤلاء اذا لم يؤمنوا قال ابن ابي حاتم عن عمرو ابن ميمون قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة تقرأ هل اتاك حديث الجنود - 00:15:49ضَ

فقام يستمع فقال نعم قد جاءني بل الذين كفروا في تكذيب ايهم في شك وريب وكفر وعناد والله من ورائهم محيط قادر عليهم قاهر لا يفوتونه ولا يعجزونه بل هو قرآن مجيد - 00:16:16ضَ

اي عظيم كريم في لوح محفوظ وفي الملأ الاعلى محفوظ من الزيادة والنقص والتحريف والتبديل والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:16:42ضَ