التفريغ
نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان الابرار لفي نعيم. على ارائك ينظرون تعرف في وجوههم نظرة النعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك - 00:00:01ضَ
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون هذه الايات الكريمة من سورة المطففين جاءت بعد قوله جل وعلا الا ان كتاب الابرار لفي عليين وما ادراك ما عليون - 00:00:36ضَ
كتاب مرقوم يشهده المقربون ان الابرار لفي نعيم. الايات ذكر جل وعلا اولا كتاب الابرار وانه في عليين في جهة العلو وان كتاب الفجار لفي سجين في اسفل السافلين ثم ذكر جل وعلا - 00:01:13ضَ
مآلهم ذكر مآل الابرار واسكن الابرار وقال جل وعلا ان الابرار لفي نعيم في نعيم منعمون واولئك اصحاب الجحيم معذبون ان الابرار لفي نعيم ينعمون فيما يريدونه من المآكل والمشارب - 00:01:47ضَ
والمناكح وما يستمتع به وجاء في الحديث ان الله جل وعلا يقول اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وقرأ صلى الله عليه وسلم - 00:02:26ضَ
فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين. جزاء بما كانوا تعملون ان الابرار لا في نعيم يعني تنعم كامل على الارائك ينظرون على الارائك الارائك الاسرة في الحجاب - 00:02:58ضَ
والاسرة معروفة والحجال الغرف من القماش الفاخر الساترة لهذه الاسرة تسمى حجاب وهي اشبه ما تكون واقرب ما تكون بشبه بالناموسية التي تكون على السرير فيها من الحسن ما الله به عليم - 00:03:31ضَ
ولا يدرك حسنه في الدنيا لا يعرف كيف حسنه لان ما في الجنة ما يدرك حسنه اهل الدنيا وهم في الدنيا يعني فوق ما يتصورونه على الارائك ينظرون ينظرون ماذا - 00:04:07ضَ
قال المفسرون ينظرون الى وجه الله جل وعلا الكريم وقيل ينظرون الى ما اعطاهم الله جل وعلا من السعة والملك الجنة مسيرة الاف السنين وينفذه بصره يرى البعيد منه كما يرى القريب - 00:04:34ضَ
وهو على سريره وقيل ينظرون الى اهل النار وهم يعذبون فيها فيزداد سرورهم ونعيمهم واغتباطهم بما هم فيه وبما قدموه من طاعة الله جل وعلا حيث انهم لو عصوا مثل اولئك لكانوا معهم - 00:05:07ضَ
وكما قص الله جل وعلا في سورة الصافات قال هل انتم مطلعون؟ فاطلع فرآه في سواء الجحيم قال تالله ان كدت لترضيهم ولولا نعمة ربي لكنت من المحظرين لكنت معك. لولا ان الله هداني - 00:05:41ضَ
الايمان والعمل الصالح فانجاني من النار لكنت معك. يخاطب قرينه في الدنيا الشقي على الارائك ينظرون ولا منافاة بين هذه كلها وهو ينظر على وهو على سريره ينظر الى وجه الله جل وعلا - 00:06:01ضَ
وينظر ما اعد الله له من النعيم من المسافات البعيدة يستمتع ويتلذذ بهذا ويرى البعيد منه كما يرى القريب ويرعى يطلع على اهل الجحيم وهم يعذبون ومن اذوهم في الدنيا - 00:06:26ضَ
وتسلطوا عليهم يرتبطون اهل الجنة بتعذيبهم لما لانهم قدموا الاعمال السيئة على الارائك ينظرون حذف جل وعلا ما ينظرون اليه ليعم تعرف في وجوههم نظرة النعيم. النظرة هنا البهاء والسرور - 00:06:48ضَ
والبشر واثار السعادة ولا اطمئنان يعني اذا رأيت وجه المرء عرفت انه في نعيم وانه في سرور وانه اطمئن في حالة اه غبطة ومغتبط بما هو فيه بخلاف ما اذا كان في حالة بؤس وشقاء في ظهر هذا على بشرته - 00:07:22ضَ
البشارة يظهر اثرها على البشرة من سرور او عذاب وقد تطلق البشارة على العذاب لانه لانه اثر العذاب يظهر على الوجه كما قال الله جل وعلا فبشرهم بعذاب اليم يظهر اثر العذاب على الوجه كما يظهر اثر السرور والاغتباط والنعمة - 00:07:50ضَ
تعرف في وجوههم. يعني تعرف ايها الرائي من تتأتى منه الرؤية والنظر والادراك اذا رأيت الرجل عرفت ان هذا في نعمة يقول مثلا اذا رأيت رجلا في الدنيا قيل لك انه مثلا معذب تقول لا ما يظهر عليه اثر العذاب يظهر عليه اثر السرور - 00:08:20ضَ
والنعمة والانبساط فيما هو فيه السرور يظهر اثره على الوجه كما يظهر اثر الحزن والكآبة على الوجه يعرف في وجوههم وهذا يظهر على الوجه غالبا اكثر منه على غيره قد يظهر على البدن - 00:08:43ضَ
لكن ظهوره على الوجه اكثر تعرف في وجوههم نظرة النعيم انهم منعم انه منبسط بما هو فيه مسرور يسقون من رحيق مختوم. اقرأ يقول تعالى ان الابرار لفي نعيم اي يوم القيامة هم في نعيم مقيم - 00:09:09ضَ
وجنات فيها فضل عميم على الارائك وهي السرر تحت الحجل. ينظرون معروفة والحجال التي تكون مغطية للسرير بمثابة الغرفة من القماش من اه نوع خاص جعله الله جل وعلا لاهل الجنة - 00:09:37ضَ
على الارائك وهي السرور تحت الحجاز. ينظرون قيل معناه ينظرون في ملكهم وما اعطاهم الله من الخير والفضل الذي لا ينقضي ولا يتبدل وقيل معناه على الارائك ينظرون الى الله عز وجل - 00:10:03ضَ
وهذا مقابل لما وصف به اولئك الفجار كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. الكفار محجوبون عن رؤية الله جل وعلا والمؤمنون ينعمون ويتنعمون والذ نعيم عندهم هو النظر الى وجه الله الكريم - 00:10:25ضَ
فذكر عن هؤلاء انهم ينظرون الى الله عز وجل وهم على سرورهم وفروشهم كما الابرار هؤلاء الذين هم من اعلى اهل الجنة ينظرون الى وجه الله جل وعلا وهم في سررهم - 00:10:47ضَ
وارأيكهم نعم كما تقدم من حديث ابن عمر ان ادنى اهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه مسيرة الفي سنة يرى اقصاه كما يرى ادناه وان يرى البعيد مثل ما يرى قريب مسافة الفي سنة كما جاء في الحديث يعني مسافات بعيدة - 00:11:09ضَ
شاسعة يرى البعيد منه كما يرى القريب ويتلذذ بهذا ويتنعم وان اعلاهم لمن ينظر الى الله عز وجل في اليوم مرتين تعرف في وجوههم نظرة النعيم اي تعرف اذا نظرت اليهم في وجوههم - 00:11:34ضَ
نظرة النعيم اي صفة الترفة والحشمة والسرور والدعة والرئاسة مما هم فيه من النعيم العظيم يسقون من رحيم علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال عين في الجنة يتوضأون منها ويغتسلون - 00:11:56ضَ
فتجري عليهم نظرة النعيم. اي بهجة التنعم وطراوته قرأ الجمهور جمهور العلماء مفسرين والقراء تعرف في وجوههم نظرة النعيم وفي قراءة اخرى سبعية تعرف في وجوههم تعرف على البناء للمجهول - 00:12:20ضَ
تعرف يعني من رآهم عرف ذلك. او تعرف يعني انت ايها المخاطب تعرف في وجوههم نظرة النعيم يسقون من رحيق مختوم. يسقون من رحيق مختوم. يسقون. يعني يشربون بالرحيق الرحيق هو الخمر الخالص - 00:12:45ضَ
الصافي الخالص من الكدر وفي الجنة اربعة انهار في الجنة تجري من غير اخدود انهار الماء وانهار اللبن وانهار الخمر وانهار العسل وكل نهر من هذه الانهار منفية عنه العيوب التي تعرض - 00:13:11ضَ
هذا الشيء في الدنيا فالماء يعرظ له العسل يعني تغير رائحته والعسل يعرض له الخلط بالشمع وعدم الصفاوة عسل مصفى والخمر يعرض له فساد العقل وعدم الاستمتاع به من خمر ذلة للشاربين. يعني يتلذذ به الشارب ولا يصيبه اي كدر - 00:13:39ضَ
يسقون من رحيق يعني من الخمر الخمر الخالص الصافي وجاء في الحديث من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الاخرة. يعني يحرم منها في الاخرة والعياذ بالله وان دخل الجنة - 00:14:14ضَ
لان شارب الخمر مثلا لا يحرم من دخول الجنة اذا كان موحدا مختوم الختم من الختام او من الختم الذي هو الغطاء من خمر يسقون من رحيق مختوم يعني مختوم يعني بدل الطين - 00:14:32ضَ
الذي يختم به الشيء يعني يوضع على الغطاء حتى لا يفك هذا الختام يكون مسك او ختامهم مسك يعني مختوم يعني رائحة اخر شربة يتلذذ به برائحة المسك كما تلذذ باول شربة - 00:15:02ضَ
مختوم الاناء يعني بختم وجاء في الاية الاخرى انها انهار والانهار تختلف عن كان مختوما فكيف الجمع بينهما؟ قال المفسرون رحمهم الله الانهار عامة الانهار عامة انهار الخمر والماء والعسل واللبن - 00:15:28ضَ
تجري بغير اخدود لكن المقربون والابرار في الجنة الذين هم اعلى منزلة هؤلاء ما يعطون من الانهار وانما يأتيهم اشياء مختومة. ما تمس ولا يفك ختمها الا هم يتلذذون بذلك - 00:16:00ضَ
يسقون من رحيق مختوم. ختامه مسك يعني بدل ما يوضع الختم مثلا من الشمع او من الطين او من الغرا او من اي نوع من انواع المواد هذا ختامه مسك - 00:16:23ضَ
مختوما بالمسك الذي هو الرائحة الطيبة الذكية ختامه مسك او مختوم يعني اخرته اخره مسك او انه فيه الشرب مثلا من الخمر رائحته رائحة المسك يسقون من رحيق مختوم اي يسقون من خمر الجنة - 00:16:44ضَ
والرحيق من اسماء الخمر قاله ابن مسعود وابن عباس ومجاهد قال الامام احمد عن ابي سعيد الخدري اراه قد رفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم قال ايما مؤمن سقى مؤمنا شربة ماء على ظمأ - 00:17:17ضَ
سقاه الله تعالى يوم القيامة من الرحيق المختوم الجزاء من جنس العمل اذا سقى المسلم المسلم شربة على ظمأ عوضه الله جل وعلا عن ذلك واعطاه مقابلها ان الله جل وعلا يسقيه - 00:17:38ضَ
من الرحيق المختوم وايما مؤمن اطعم مؤمنا على جوع اطعمه الله من ثمار الجنة وايما مؤمن كسى مؤمنا ثوبا على عري كساه الله من خضر الجنة وقال ابن مسعود في قوله تعالى ختامه مسك - 00:18:00ضَ
اي خلقه مسك يعني خلطة وختامه يعني مخلوط بالمسك وقيل ختامه يعني ختمه الذي هو اعلاه ولا يوصل اليه الا بفك هذا الختم او ختامه يعني اخرته كونوا يفوح منه رائحة المسك - 00:18:24ضَ
او ختامه مسك يعني خلته يعني مخلوط بالمسك وقال ابن جرير عن ابي الدرداء ختامه مسك قال شراب ابيض مثل الفضة يختمون به شرابهم ولو ان رجلا من اهل الدنيا ادخل اصبعه فيه ثم اخرجها لم يبقى ذو روح الا وجد طيبها - 00:18:49ضَ
وقال ابن ابي نجيح عن مجاهد ختامه مسك. قال طيبه مسك طيبه ورائحته نعم. يعني في هذا النعيم قال جل وعلا وفي ذلك وذلك اشارة للبعيد وهو قريب في الذكر - 00:19:19ضَ
ما قال جل وعلا وفي هذا فليتنافس المتنافسون الاشارة بالبعد هنا الى علو المرتبة وعظم شأن هذا الرحيق وهذا الشراب وفي ذلك يعني في هذا النعيم العظيم فليتنافس المتنافسون. والتنافس هو التسابق على شيء ما. كل واحد يريد ان - 00:19:44ضَ
ليأخذ يقال تنافس في هذه السلعة فلان وفلان يعني كل واحد يزيد من اجل ان يأخذ هذه السلعة تنافسوا في هذا يعني تسابقوا اليه. يقول الله جل وعلا وفي هذا النعيم العظيم هذا الذي يستحق التنافس - 00:20:15ضَ
وهذا الذي يستحق التسابق اليه. هذا النعيم العظيم الباقي المستمر دائما وابدا. هذا الذي ينبغي ان يتسابق اليه المتسابقون ويتنافس فيه المتنافسون وفي ذلك فليتنافس المتنافسون وفي ذلك فليتنافس المتنافسون - 00:20:36ضَ
اي وفي هذه الحال فليتفاخر المتفاخرون وليتباهى ويكاثر ويستبق الى مثله المستبقون. كقوله تعالى لمثل هذا فليعمل هل العاملون ولهذا الذي يستحق ان يعمل العمل من اجله. والله جل وعلا يقول ذلك لعباده المؤمنين في الدنيا - 00:21:09ضَ
يعني تنافسوا في هذا تسابقوا في هذا آآ قدموا ما يجعلكم اهلا لهذا بتوحيد الله جل وعلا والعمل ومزاجه من تسنيم مزاجه مزاجه خلطه يقال مزجه بكذا يعني خلطه ومزاجه من تسليم تسليم هذه عين هي تنبع من اعلى الجنة - 00:21:37ضَ
وتأتي الى مساكن هؤلاء من فوق تصب من اعلى ولهذا سمي التسليم لان السنام العلو وسنام الابل اعلاها ويقال يسن تسنيم القبر يعني رفع تراب القبر قليلا والسنام الاعلى ومزاجه من تسنيم هذه اسم لعين تأتي من اعلى - 00:22:14ضَ
فتصب في اواني اهل الجنة مزاجه يعني خلط ومخلوط من هذه ما هي تسليم هذه يا ربي؟ قال جل وعلا عينا عين عين يشرب بها المقربون ومزاجه من تسليم ما هي تسنيم؟ عينا يشرب بها المقربون. فالمقرب - 00:22:50ضَ
اعلى درجة من الابرار الابرار تخلط لهم تسنيم مع شرابهم والمقربون يشربونها خالصة بدون خلق اعلى ومنازل اهل الجنة متفاوتة. والناس في الجنة متفاوتون تفاوتا عظيما عينا يشرب بها يعني منها المقربون الذين هم اقرب الى الله جل وعلا من اولئك - 00:23:17ضَ
ومزاجه من تسنيم اي ومزاج هذا الرحيق الموصوف من تسليم اي من شراب يقال له تسنيم وهو اشرف شراب اهل الجنة واعلاه ولهذا قال عينا يشرب بها المقربون ان يشربها المقربون منصوب على المدح - 00:23:52ضَ
يعني امدح او اخص عينا يشرب بها المقربون تسليم ما هو؟ قال عينا يشرب بها يشرب ومنها المقربون. نعم عيني يشرب بها المقربون ان يشربها المقربون صرفا. وتمزج لاصحاب اليمين مزجا. تمزج يعني تخلط - 00:24:20ضَ
وهي خالصة للمقربين والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:24:46ضَ