التفريغ
وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فاذا جاءت الطامة الكبرى يوم يتذكر الانسان ما سعى وبرزت الجحيم لمن يرى فاما من طغى واثر الحياة الدنيا واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى - 00:00:01ضَ
حسبك هذه الايات الكريمة من سورة النازعات جاءت بعد قوله جل وعلا اانتم اشد خلقا ام السماء بناها رفع سمكها فسواها واغطش ليلها واخرج ضحاها والارض بعد ذلك دحاها اخرج منها ماءها ومرعاها والجبال ارساها متى - 00:00:43ضَ
لكم ولانعامكم فاذا جاءت الطامة الكبرى الايات بعدما برهن جل وعلا على قدرته على البعث بين يدي الانسان وما هو مشاهد له بين جل وعلا امر البعث وبعد ما بين - 00:01:29ضَ
حال الانسان في دنياه بين جل وعلا مآله في اخرته وقال تعالى فاذا جاءت الطامة الكبرى الطامة الامر الفظيع الامر الشديد وهي اسم من اسماء يوم القيامة الطامة الصاخة والحاقة - 00:02:05ضَ
والقارعة وصف هذه الطامة على ان كلمة الطامة تدل على العظم يقال طم السيل الركية يعني غطاها لكثرته وطم السيل بمعنى علا وارتفع والطامة الامر الشديد العظيم وصفها مع انها طامة يعني كبيرة بانها طامة كبرى - 00:02:50ضَ
هناك طامة اقل منها وهذه كبرى والله جل وعلا العظيم هو الذي يقول الكبرى فمعناه انها كبرى حقا فاذا جاءت الطامة الكبرى يوم يتذكر الانسان ما سعى يتذكر يعني يذكر - 00:03:26ضَ
لانه يشاهد الشيخ مكتوب بين يديه كما قال الله جل وعلا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ويتذكر الانسان ما ينسى ما حصل منه يوم يتذكر الانسان ما سعى. يعني ما قدمه من عمل - 00:03:58ضَ
ما عمل ما ادى من خير وشر والمراد بالانسان والله اعلم الجنس كل انسان كل انسان بر او فاجر لان التفصيل سيأتي فيما بعد يوم يتذكر الانسان ما سعى وبرزت الجحيم - 00:04:28ضَ
لمن يرى والجحيم اسم من اسماء النار وبرزت اظهرت وبرزت وبانت لمن يرى لكل راع برا او فاجر وقيل لمن يرى المراد به اهلها الكفار ولعل الاول اولى والله اعلم - 00:04:56ضَ
لانها اذا ظهرت وبانت ورؤيا ما فيها من العذاب المؤمن يشار ويفرح ان الله جل وعلا سلمه منها ويراها فوق ما كان يتصور العذاب والفاجر يحزن وييقن انه صائر اليها - 00:05:26ضَ
وبرزت الجحيم لمن يرى لكل راع يراها عيانا بيانا بينا ثم جاء التفصيل من الله جل وعلا لان الناس في الدار الاخرة صنفان لا ثالث لهما فاما من واثر الحياة الدنيا - 00:05:52ضَ
يقول تعالى فاذا جاءت الطامة الكبرى وهو يوم القيامة قاله ابن عباس سميت بذلك لانها تضم على كل امر هائل مفظع كما قال تعالى والساعة ادهى وامر يوم يتذكر الانسان ما سعى - 00:06:21ضَ
اي حين اذ يتذكر ابن ادم جميع عمله خيره وشره كما قال تعالى يومئذ يتذكر الانسان وانا له الذكرى؟ انى له الذكرى يعني لا تنفع ذكراه يتذكر الانسان في ذلك اليوم لكن ما ينتفع بهذه الذكرى - 00:06:48ضَ
لانه مضى وقت التذكر والتفكر فذلك في الدنيا وبرزت الجحيم لمن يرى اي اظهرت للناظرين فرآها الناس عيانا فاما من طغى غرزت الجحيم لمن يرى قرأت يرى بالياء وقرأت بالفوقانية - 00:07:13ضَ
لمن ترى وبرزت لمن والجحيم لمن ترى. يعني لمن ترى انت يا محمد او لمن ترى الجحيم فاما من ترى الطغيان مجاوزة الحد والله جل وعلا خلق الخلق لامر عظيم وهو العبادة - 00:07:46ضَ
فمن تجبر وتكبر عن عبادة الله وطاعته فقد طهى تجاوز حده لان الله خلقه عبدا فهو عبد مأمور مربوب من الله جل وعلا مأمور منهي فاذا امتثل ما امر وانتهى عما نهي عنه فقد ادى ما عليه - 00:08:15ضَ
واذا رفض فقد طغى تجاوز حده وتكبر على مولاه فاما من طغى واثر الحياة الدنيا اثر تفظل الحياة الدنيا فضل الحياة الدنيا على الاخرة يعني جعل عمله للدنيا تشبه للدنيا - 00:08:43ضَ
همه للدنيا استمتاعه وما يستمتع به في الدنيا من حلال او حرام لا يبالي يعني جل همه ان يحصل مطلوبه في الدنيا. ولم يلتفت للاخرة واثر الحياة الدنيا فالحياة الدنيا والحياة الاخرة ضرتان - 00:09:12ضَ
من مال مع احدهما ظر بالاخرى فمن مال مع الدنيا خسر الاخرة ومن مال مع الاخرة اتته الدنيا وهي راغمة وان لم ترضى فهي راغمة لان ما قسم الله جل وعلا له في الدنيا سيأتيه. لا محالة - 00:09:39ضَ
واثر الحياة الدنيا يعني صار عمله وسعيه وجده واجتهاده لامور دنياه فقط. ولم يلتفت للاخرة فان الجحيم هي المأوى. فان الجحيم اسم من اسماء النار هي المأوى هي المآل والمصير - 00:10:06ضَ
وهو صائر اليها لا محالة هي المأوى يعني هي المأوى له او او مأواه فبعضهم يقول الالف واللام بدل الظمير المضاف اليه المأوى الاصل مأواه او المأوى له نعم اقرأه - 00:10:29ضَ
فاما من طغى اي تمرد وعتى واثر الحياة الدنيا قدمها على امر دينه واخرته فان الجحيم هي المأوى اي فان مصيره الى الجحيم وان مطعمه الزقوم ومشربه الحميم واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى. واما من خاف مقام ربه هؤلاء الصنف الاخر - 00:10:57ضَ
خاف مقام ربه خاف وقوفه وقيامه بين يدي ربه اذا خاف استعد قدم العمل الصالح اذا خاف توقف عن العمل السيء اذا راودته نفسه على العمل السيء خشي من عقاب الله - 00:11:32ضَ
فتوقف وعصى نفسه لان النفس بطبيعتها تأمر بالسوء وهي متفاوتة امارة بالسوء ولوامة ومطمئنة فهي متفاوتة عند الناس من الناس من نفسه امرة بالخير دائما وابدا فهي مطمئنة ومنهم من تكون نفسه لوامة تدفعه الى الشر ثم تلومه بعد قليل - 00:11:58ضَ
ومنها من تكون امارة بالسوء والعياذ بالله يعني دائما في السوء وتريد السوء وهنا وعماما خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى اذا امرته نفسه بما تهواه من ملذات الدنيا المحرمة او الكسب المحرم او العمل المحرم نهى - 00:12:33ضَ
نفسه وزجرها وانتهت وانا النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى وقال تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان فاذا خاف المرء قيامه بين يدي الله فانه يستعد لهذا وكل ما - 00:13:00ضَ
فكر في عمل سيء تذكر ان الله سائله عن ذلك ومناقش عليه ومعذبه عليه ان لم يعف عنه فينزجر ويتوقف ونهى النفس عن الهوى. يعني ما تميل اليه النفس نهاها - 00:13:28ضَ
لان النفس تحب السهولة وتحب الحاضر وتستبعد البعيد تميل الى ما تهواه في الدنيا من حلال او حرام والعاقل لا يعطي نفسه ما تتمناه فليعطيها ما تريده من الحلال وما هو عونا على الطاعة لانها كما جاء مطيته - 00:13:47ضَ
ما ينبغي له ان يهين نفسه ويمنع نفسه مما احل الله لها لا ولا يعطيها ما طلبت من حلال او حرام وانما يكون وسط ما احل الله له في الدنيا يستمتع به ويستفيد منه - 00:14:17ضَ
ويعطي نفسه حقها من الراحة والنوم والاكل وغير ذلك لكن يؤكد عليها في القيام بطاعة الله فلا يكن نومه عن وقت الصلاة ولا يكن اكله حرام يعطيها الاكل لكن في الحلال - 00:14:37ضَ
يعطيها الراحة والنوم لكن في غير وقت ما امر الله جل وعلا بفعله من صلاة وغيرها وهكذا ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى. هؤلاء مآلهم الى الجنة واسم الجنة يراد بها البساتين وسميت جنة لانها تجن اي تستر ما تحتها. فالجنة البساتين الاشجار - 00:14:59ضَ
الملتفة فان الجنة هي المأوى بين جل وعلا حالة الناس بعد قيام الساعة وانهم ينقسمون الى قسمين لا ثالث لهما. فريق في جنتي وفريق في السعير والعياذ بالله واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى - 00:15:32ضَ
خاف القيام بين يدي الله عز وجل وخاف حكم الله فيه ونهى نفسه عن هواها وردها الى طاعة مولاها فان الجنة هي المأوى اي منقلبه ومصيره ومرجعه الى الجنة والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:16:01ضَ
وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:16:28ضَ