التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الله بغيا من فضله على من يشاء من عباده. فباءوا بغضب على غضب - 00:00:00ضَ
وللكافرين عذاب مهين هذه الاية الكريمة من سورة البقرة جاءت بعد قوله جل وعلا ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم. وكانوا من قبل يستفتحون على اذا كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين - 00:00:40ضَ
بئس ما اشتروا به انفسهم الاية بئس كلمة ذم. بظدها نعم نعم الرجل زيد مدح بئس الرجل زيد ذنب. بئس ما اشتروا به انفسهم وهي فعل ماض بئس مثل نعمة لانشاء الذم - 00:01:15ضَ
وفاعله دائما يكون مستتر. مستتاره وجوبا تقديره هو يعود للشيء يفسره قوله تعالى ما اشتروا به انفسهم فما تمييز لذلك الفاعل المستتر وما بعدها صفة لها في السماء اشتروا به انفسهم - 00:02:04ضَ
ان يكفروا في تأويل مصدر يعني كفرهم ان يكفروا بئس ما اشتروا به انفسهم كفرهم وهو المخصوص بالذنب بئس ما اشتروا به انفسهم كف روحهم هو المخصوص بالذم هنا. وهو يعرب مبتدأ - 00:02:43ضَ
والجملة التي قبله خبر او خبر مبتدأ محذوف وجوبا قال ابن مالك رحمه الله في الالفية ويعرب المخصوص بعد مبتدأ او خبر اسم ليس يبدو ابدا. خبر لمبتدأ محذوف وجوبا - 00:03:20ضَ
وهذه تتكرر التي هي افعال الذم وافعال المدح. بئس ونعمة ما اشتروا به انفسهم تروا به انفسهم كلمة شراء واشترى قد تؤديان معنى واحد. وقد يقال شرى لمن باع واشترى لمن اخذ واشترى. فهم - 00:03:55ضَ
اخذوا لانفسهم العاقبة السيئة وفضلوا واختاروا الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالانبياء اختاروه وفضلوه على الايمان. وهم بهذا يوصلون انفسهم الى الحظير الى نار جهنم اختاروا لانفسهم العذاب على - 00:04:45ضَ
الرحمة والجنة. اثر حظ الدنيا الفاني القليل. على الحظ الباقي المستمر بئس ما اشتروا به انفسهم ان يكفروا بما انزل الله فهم اشتروا انفسهم يعني باعوا انفسهم الكفر بالله. ليستفيدوا حظا بخيسا حقيرا من - 00:05:25ضَ
من حظوظ الدنيا بئس ما اشتروا به انفسهم ان يكفروا بما انزل الله بغي وهم اخذوا هذا حملهم على هذا البغي والحسد واصل البغي الفساد. وقد على الطلب يقال للمرأة الزانية التي تبحث وتطلب من يفعل بها الفاحشة - 00:06:05ضَ
بغي يقال للمرأة الزانية بغي لانها تبحث عن هذا الشيء وتطلبه باغيا حسدا وعدوانا ان ينزل الله من فضله حسدا لمحمد صلى الله عليه وسلم وللعرب حيث جاء هذا النبي - 00:06:48ضَ
مرتقب منهم. ولم يأت من بني اسرائيل فهم كانوا يقولون نتوقع ان كوني منا كما كانت الانبياء فهم حسدوا ذرية اسماعيل عليه السلام ان يكون منهم هذا النبي. لانهم يقولون الانبياء كلهم من ذرية اسحاق - 00:07:18ضَ
فعلا جميع الانبياء الذين بعثوا بعد ابراهيم واسحاق واسماعيل كلهم من ذرية اسحاق سوى محمد صلى الله عليه وسلم فهو من ذرية اسماعيل فهم حسدوا اسماعيل وذريته ان يكون منهم هذا النبي - 00:07:48ضَ
بغيا ان ينزل الله من فضله على من يشاء. حسدوا من من نزل عليه فضل الله وهو الكتاب العزيز القرآن حسدوه على ذلك وهذا التنزيل تنزيل من الله جل وعلا وفيه اثبات صفة العلو لله - 00:08:18ضَ
جل وعلا لان التنزيل يكون من اعلى لادنى. ان ينزل الله من فظله الله جل وعلا ينزل من فظله وعطائه وجوده سبحانه كرما والا فلا يجب على الله شيء. وانما هذا - 00:08:49ضَ
موصوف بانه فظل من الله واحسان وجود وكرم ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده. يعني من من شاء ان ينزل عليها هذا القرآن حسدوه وبغوا عليه. كفروا به حسدا. على من يشاء من - 00:09:19ضَ
من عبادة ماذا كانت النتيجة على الحسد؟ وهذا البغي فباءوا رجعوا ابوء ارجع واعترف واتوب. فباءوا بغضب على غضب باء رجعوا يعني استفادوا من هذا البغي بان اخذوا غضب الله جل وعلا ووقع عليهم فباؤوا بغضب على غضب غضب على غضب - 00:09:49ضَ
ما هو الغضب الاول والغضب الثاني؟ قيل الغضب الاول بكفرهم بعيسى. والغضب والثاني من كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم. وقيل الغضب الاول بتحريفهم التوراة والثاني بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم. وقيل الغضب الاول بعبادتهم - 00:10:29ضَ
والثاني بكفرهم ومحمد صلى الله عليه وسلم. وقيل الغضب الاول بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم والغضب الثاني بافترائهم عليه. ومحاولة قضائي عليه. عليه الصلاة والسلام. اقوال عدة. لكن الانسب والله اعلم كما قال بعض المفسرين - 00:10:59ضَ
بغضب على غضب يعني جرائم مترادفة. جرائم مترادفة استحقوا عليها الغضب فكرر وكل ما ذكر هذه جرائم تحريفهم التوراة جريمة كفرهم بعيسى جريمة عبادتهم العجل جريمة. محاولة القضاء على محمد صلى الله عليه وسلم جريمة. يعني باءوا - 00:11:29ضَ
غضب على غضب غضب متكرر نتيجة الجرائم المتتابعة. فباءوا غضب على غضب وللكافرين عذاب مهين. للكافرين تسجيل عليهم الكفر ولم يقل جل وعلا ولا هم عذاب مهين. قال وللكافرين يعني اوتي بالظاهر - 00:11:59ضَ
بدل الظمير لتسجيل هذه الخصلة الذميمة عليهم وللكافرين عذاب مهين والعذاب المهين في الدار الاخرة هو عذاب الكفار واما تعذيب العصاة من الموحدين فلا يقال له مهين. وانما هو عذاب تطهير - 00:12:32ضَ
عذاب تطهير ثم ان العذاب انواع واشده العذاب المهين يعني قد يكون الشيء عذاب ومؤذي ومؤلم لكن ما في اهانة فرق مثلا بين ضرب الظهر ضرب الظهر وظرب الوجه كلاهما شاق - 00:13:03ضَ
لكن ظرب الوجه اشد اهانة فرق بين ان يسحب على ظهره او يسحب على بطنه وعلى وجهه كلاهما شاق لكن السحب على الوجه اكثر اهانة واحتقار والاهانة هذه نتيجة الكبر - 00:13:36ضَ
لان المرء اذا تكبر في الدنيا بغير حق فان الله جل وعلا يهينه لانه اخذ ما ليس له ولا ينبغي له سيعامل بنقيض قصده وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ان المتكبرين يحشرون يوم القيامة امثال الذر - 00:14:07ضَ
يطعاهم الناس احتقارا لهم لانهم ترفعوا في الدنيا ترفعا لا يليق بهم ولا يناسب لهم وانما هو نفخة من الشيطان وتعاظموا في انفسهم فيعاقبهم الله جل وعلا بان يكون عذابهم وعقابهم في الدار الاخرة مع كونه مؤلم - 00:14:36ضَ
فهو مهين فالعذاب المؤلم هو الشاق لكن اذا كان مهين فهو اكثر مشقة واشد على النفس كما تقدمت الامثلة لان الظرب يختلف والسحب يختلف واللوم والتوبيخ يختلف يكون الشيء مهين ويكون شيء شاق لكنه اقل اهانة - 00:15:06ضَ
فباءوا بغضب على غضب مترادف اليهود عليهم لعنة الله موصوفون بانهم مغضوب عليهم كما قال تعالى في سورة الفاتحة التي اعظم سورة في القرآن ما نزل في التوراة ولا في الانجيل ولا في - 00:15:47ضَ
لا بوري ولا في القرآن مثلها فاتحة الكتاب ولذا فرضها الله جل وعلا علينا في كل ركعة لما فيها من الامور العظيمة توحيد الله جل وعلا واثبات المعاد والاعتراف بالرسالة والايمان باليوم الاخر وسلوك - 00:16:12ضَ
طريق الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين والتبرأ من طريق المغضوب عليهم وطريقة الظالين. ففي قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم تقييم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين - 00:16:37ضَ
والمغضوب عليهم هم اليهود والغضب عليهم وعلى النصارى والضلال في اليهود وفي النصارى لكن الغضب في اليهود ابلغ والظلال في النصارى ابلغ وامر المسلم بان يسأل الله جل وعلا في كل ركعة من ركعات الصلاة - 00:17:05ضَ
ان يقول اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم. من هم الذين انعم الله عليهم المفسر في الاية الاخرى هم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون وحسن اولئك رفيقا وامر ان يستعيذ بالله ويسأل الله النجاة من طريقة اليهود الذين غضب الله عليهم ومن - 00:17:32ضَ
طريقة النصارى الذين ضلوا عن الصراط المستقيم في قوله تعالى بئس ما اشتروا به انفسهم قال السدي باعوا به انفسهم يقول بئس ما ما اعتابوا لانفسهم فرضوا به وعدلوا اليه من الكفر - 00:18:08ضَ
بما بما انزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم عن تصديقه ومؤازرته ونصره وانما حملهم على ذلك هو البغي والحسد والكراهية بان ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده - 00:18:37ضَ
وجاء في الحديث ان الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ولا حسد اعظم من هذا ومعنى باب حسدوهم على نعمة الله التي انعم الله بها عليهم ومعنا باء استوجبوا واستحقوا واستقروا بغضب على غضب. وجاء حسد ممدوح - 00:18:56ضَ
وهو الغبطة كما في قوله صلى الله عليه وسلم لا حسد الا في اثنتين رجل اتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل اتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها. فهذا حسد ممدوح - 00:19:24ضَ
وهو الغبطة يعني ما ينبغي ان يحسد او يغبط امرؤ الا على واحدة من من هاتين الاثنين والفرق بين الغبطة والحسد المذموم ان الحسد المذموم ان يتمنى زوال نعمة انعم الله بها على عبد من عباده - 00:19:48ضَ
والغبطة الممدوحة ان يتمنى ان يكون مثل هذا العبد في هذه النعمة التي انعم الله بها عليه. يعني يقول لو كان عندي مال لانفقته في طرق الخير هذا غبطة وهو ممدوح - 00:20:15ضَ
وهو بنيته اذا نوى هذا فهو بنيته لو لو ان عندي علم لعلمته ونشرته ودعوت اليه وبينته ووظحته. هذه غبطة يغبط المرء على ذلك ولا يتمنى زوال النعمة والحسد الممقوت المذموم ان يتولى ان ان يتمنى زوال نعمة - 00:20:37ضَ
انعمها الله على عبد من عباده ما يفعله اليهود هو الحسد الحسد المذموم وقال ابو العالية غضب الله غضب الله عليهم بكفرهم بالانجيل وعيسى عليه السلام ثم غضب كفرهم بالانجيل وعيسى وكفرهم بمحمد - 00:21:12ضَ
صلى الله عليهما وسلم. نعم. ثم غضب الله عليهم بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن وقال السدي اما الغظب الاول فهو حين غظب عليهم في العجل واما الغضب الثاني فغضب عليهم حين كفروا بمحمد عليه الصلاة والسلام - 00:21:39ضَ
وقوله تعالى وللكافرين عذاب مهين بما كان كفرهم سببه البغي والحسد ومنشأ ذلك التكبر قوبلوا بالاهانة والصغار في الدنيا والاخرة كما قال تعالى ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. داخرين حقيرين ذليلين صغيرين - 00:22:03ضَ
مهانين وهم ما حملهم على ترك العبادة لله الا الكبر والله جل وعلا يعاقبهم في الصغار والذلة والعياذ بالله والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:22:30ضَ
وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:22:51ضَ