التفريغ
وبعد بالله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقال وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر وما لهم بذلك من علم انهم الا يظنون واذا تتلى عليهم اياتنا بينات ما كان حجتهم - 00:00:00ضَ
ان كنتم صادقين ثم يميتكم ثم يجمعكم الى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن اكثر الناس لا يعلمون هذه الايات الكريمة من سورة الجاثية يقول الله جل وعلا وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر - 00:00:34ضَ
وما لهم بذلك من علم ان هم الا يظنون جاءت بعد قوله جل وعلا افرأيت من اتخذ الهه هواه واظله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة. فمن يهديه من بعد الله افلا تذكرون - 00:01:19ضَ
وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا الاية السابقة في من اتخذ الهه هواه يعني عبد هواه اطاع هواه ما تميل اليه نفسه وتهواه اتبعه فكأنه معبود لهواه وهذا الموصوف بهذه الصفة - 00:01:45ضَ
واشكاله انكروا البعث فقال الله جل وعلا عنهم وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا يعني لا حياة بعدها يعني لا بعث ولا قيامة ولا ساعة ولا جنة ولا نار يظنون ان ليس الا هذه الحياة - 00:02:18ضَ
ولو امنوا بالبعث لعملوا له ولا اتبعوا المرسلين وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا. يعني هذه الحياة التي نحن فيها فقط نموت ونحيا نموت ونحيا كنا اموات في قبل النفخ في الروح - 00:02:47ضَ
قبل نفخ الروح في الجسد في بطن امه كنا اموات فحيينا فنحن على حياتنا حتى يفنينا الدهر ويقضي علينا نموت كنا امواتا من قبل ونحيا بعد هذا الموت ثم يهلكنا الدهر فلا حياة بعد ذلك - 00:03:16ضَ
وقال بعض العلماء نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر فيه تقديم وتأخير يعني نحيا اولا ثم نموت بعد ذلك والذي يهلكنا هو مرور الايام والليالي فقط لانهم لا يعترفون بالله جل وعلا - 00:03:47ضَ
ولا يعترفون بالبعث ولا بالدار الاخرة وما يهلكنا الا الدهر يعني الزمن الايام والليالي تأتي علينا فتهلكنا تقضي علينا قال الله جل وعلا وما لهم بذلك من علم ما بنوا هذا على علم - 00:04:17ضَ
او على شيء جاءهم من كتب سابقة او اثار سابقة وانما هو مجرد ظن ان هم الا يظنون اي ما هم الا يظنون هذا القول ظنوه ظنا والظن لا يغني - 00:04:49ضَ
من الحق شيئها هؤلاء ينسبون الحوادث والامور الى الزمن لانهم لا يؤمنون بالله وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ان تنسب الامور الى الزمن او ان يسب الدهر - 00:05:14ضَ
فلا يقال مثلا هذا شهر نحش ونحو ذلك ولا ينسب الى الدهر شيء من الامور والتصرفات وقد ثبت في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:05:42ضَ
يقول قال الله عز وجل يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر بيدي الامر اقلب الليل والنهار واذا شب الامر المرء الدهر وقد سب الله جل وعلا لان الدهر لا تصرف له. والزمن لا تصرف له. وانما المتصرف هو الله جل وعلا - 00:06:12ضَ
فاذا سب المرء الدهر فكأنه سب الله جل وعلا وفي الموطأ عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن احدكم يا خيبة الدهر - 00:06:44ضَ
فان الدهر هو الله يعني الدهر وما يجري فيه بامر الله جل وعلا وليس الدهر اسم من اسماء الله جل وعلا كما حقق ذلك المحققون خلافا لمن قال ان الدهر اسم من اسماء الله جل وعلا - 00:07:05ضَ
وانما الدهر هو الزمن والله جل وعلا هو المتصرف في الدهر وهو المدبر للامور فمن سب الدهر فقد سب الله جل وعلا وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر وما له - 00:07:30ضَ
بذلك من علم رد الله عليهم بقوله وما لهم بذلك من علم ان هم الا يظنون اقرأ يخبر تعالى عن قول عن قول الدهرية من الكفار ومن وافقهم من مشرك العرب - 00:07:55ضَ
في انكار الميعاد وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا اي ما تم الا هذه الدار يموت قوم ويعيش اخرون وما ثم معاد ولا قيامة وهذا يقوله مشرك العرب - 00:08:15ضَ
المنكرون للميعاد ويقوله الفلاسفة وهم ينكرون البداءة والرجعة ويقوله الفلاسفة الدهرية المنكرون للصانع المعتقدون ان في كل ستة وثلاثين الف سنة يعود كل شيء الى ما كان عليه وزعموا والمنكرون للبعث - 00:08:33ضَ
اصناف وفئات كثيرة منهم من يقول اذا فني ومات الانسان انتهى ومنهم من يقول بتناسخ الارواح يعني ان المرأة اذا مات انت قلت روحه الى جماد الى شيء ميت فدخلت فيه فاصبح حيا - 00:08:56ضَ
تنتقل هذه الروح من هذا لهذا ومن هذا لهذا وهكذا ومنهم من قال ان الارواح والامور تكرر باستمرار كلما مضى ست وثلاثون الف سنة عادت الامور كما كانت سابقا. ردت من اولها وكل هذا تخرص وخلاف ما ثبت في الكتاب - 00:09:24ضَ
والسنة وزعموا ان هذا قد تكرر مرات لا تتناهى فكابروا وكذبوا وكذبوا المنقول. ولهذا قالوا وما يهلكنا الا الدهر قال الله تعالى وما لهم بذلك من علم انهم الا يظنون. واذا تتلى عليهم اياتنا - 00:09:54ضَ
بينات اذا تليت عليهم ايات القرآن الواضحة البينة المبينة لحال المرء من حين وجوده الى ان يفنى الى ان يبعث الى ان يكون اما الى جنة عرضها السماوات والارض او الى نار وقودها الناس والحجارة. اذا - 00:10:19ضَ
عليهم ايات الكتاب ايات القرآن بينة واضحة ماذا يحتجون به ينكرون ما يسمعون ويقولون ان كنتم صادقين في ان هناك بعث وحساب وجنة ونار فأتونا بابائنا ما قيل لهم ان الاباء يرجعون الى الدنيا - 00:10:49ضَ
يقولون فاتوا بابائنا نسألوهم المقرر في الكتاب والسنة ان من مات لا يبعث الا يوم القيامة وكونهم يسألون الاتيان بالاباء هذا تحجج لا محل له والله جل وعلا جعلها منهم بمثابة الحجة ما كان حجتهم - 00:11:21ضَ
من باب التحكم بهم والسخرية بهم والا فهذه ليست بحجة لان الرسول صلى الله عليه وسلم قال لهم انكم بعد الموت تبعثون بعد الموت تبعث هم قالوا اذا كان الامر كذلك فاتي بابائنا. ما قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم انا نأتي - 00:11:47ضَ
ابائكم في الدنيا او ان ابائكم يبعثون او يرجعون اليكم في الدنيا حتى يقولون ائتوا بهم نسألهم يقول عليه الصلاة والسلام البعث بعد قيام الساعة بعد فناء العالم كله الا الله جل وعلا - 00:12:14ضَ
يقول البعث حينئذ فيحتجون يقولون فاتوا بابائنا هذه حجة واهية وليست بحجة ما كان حجتهم الا ان قالوا اتوا بابائنا ان كنتم صادقين يعني في قولكم بان هناك بعث. ان كنتم صادقين فاتوا بابائنا - 00:12:35ضَ
هم صادقون بلا شك ولا يأتوا بالاباء في حال الدنيا لان الله جل وعلا قضى ان من مات في الدنيا لا تبعث فيها وانما يبعث في الدار الاخرة واذا تتلى عليهم اياتنا بينات - 00:12:57ضَ
اي اذا استدل عليهم وبين لهم الحق وان الله قادر على اعادة الابدان بعد ثنائها وتفرقها ما كان حجتهم الا ان قالوا ائتونا بابائنا ان كنتم صادقين اي احيوهم ان كان ما تقولونه حقا - 00:13:16ضَ
قال الله تعالى الله يحييكم اي كما تشاهدون ذلك قل الله يحييكم قل لهم يا محمد اذ حينما يقولون ائتوا بابائنا ان كنتم صادقين قل الله يحييكم ثم يميتكم من الذي احياكم اولا - 00:13:36ضَ
من الذي اوجدكم من العدم هل كنتم قدامى في الازل؟ لا وجدتم من الذي اوجدكم الله جل وعلا قل الله يحييكم. ثم يميتكم. هذا شيء مدرك. ما احد يستطيع ان ينكر الموت - 00:14:00ضَ
قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم الى يوم القيامة. الى بمعنى في ثم يجمعكم في يوم القيامة لا ريب فيه لا شك وهذا استدلال في الحياة الدنيا على الحياة الاخرة - 00:14:20ضَ
والاستدلال بهذا واضح لان من قدر على ايجاد الشيء من عدم فانه قادر من باب اولى على اعادة هذا الشيء بعد فنائه والله جل وعلا لا شيء صعب عليه لكن بالنسبة للمخلوق - 00:14:47ضَ
ايجاد الشيء من اول وهلة في صعوبة لكن اعادة الشيء بعد وجوده وفناءه اسهل من من ايجاده لاول مرة ولذا قال قل الله يحييكم هو الذي احياكم في الدنيا وانتم تدركون ذلك. تدركون الحياة - 00:15:12ضَ
ثم يميتكم عند انقضاء اجالكم والموت لا يستطيع احد منكم ان ينكره ثم يجمعكم يعني انتم واباؤكم الذين طلبتم حضورهم الان هذا متعذر لان الله جل وعلا قضى بذلك انهم لا يبعثون في الدنيا - 00:15:36ضَ
وانما يجمعكم جميعا يوم القيامة لا ريب فيه لا شك فيه لا ريب لا شك ولا مرية ولكن اكثر الناس لا يعلمون. لاعراظهم عن الحق وعدم رغبتهم في النظر فيه - 00:15:58ضَ
وهذا دليل على ان الاكثرية على الظلال وعلى الجهل وان القلة هم الذين على العلم والبصيرة ولهذا قيل لا تغتر لمن هلك كيف هلك انما العبرة فيمن نجا كيف نجا - 00:16:22ضَ
العبرة في من وفق لسلوك النجاة. اما طريق الهلاك فهو سهل وكثيرا في القرآن البيان بان الاكثرية على الظلال كما قال الله جل وعلا وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين. وان تطع اكثر من في الارض - 00:16:50ضَ
عن سبيل الله. وقال هنا ولكن اكثر الناس لا يعلمون. لا علم عندهم الكثير لاعلم عندهم والقليل هم الذين عرفوا وعملوا بما عرفوا واستناروا فهذا تحذير من الله جل وعلا لعباده بان يسلك المرء طريق الهالكين - 00:17:16ضَ
او يغتر بالكثرة او يقول كل الناس على هذا او اكثر الناس على هذا او انا مع الاكثرية لا يا اخي لا تقل هذا كن مع القلة. كن مع السالمين. كن مع الناجين وهم الاقل. وليسوا بالاكثر - 00:17:43ضَ
ولكن اكثر الناس لا يعلمون قل الله يحييكم اي كما تشاهدون ذلك يخرجكم من العدم الى الوجود كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم اي الذي قدر على البداية قادر على الاعادة بطريقة الاولى والاحرى - 00:18:03ضَ
وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه ثم يجمعكم الى يوم القيامة لا ريب فيه اي انما يجمعكم ليوم القيامة لا نعيدكم في الدنيا حتى تقولوا ائتونا بابائنا ان كنتم صادقين - 00:18:30ضَ
يوم يجمعكم ليوم الجمع. لما قالوا وما يهلكنا الا الدهر رد الله جل وعلا عليهم بقوله قل يا محمد اولى الله هو الذي احياكم. والله جل وعلا يميتكم. والله جل وعلا يبعثكم يوم القيامة - 00:18:49ضَ
اليوم الذي لا شك فيه ولا مرية لاي يوم اجلت ليوم الفصل وما نؤخره الا لاجل معدود وقال ها هنا ثم يجمعكم الى يوم القيامة لا ريب فيه اي لا شك فيه - 00:19:09ضَ
ولكن اكثر الناس لا يعلمون كيف لهذا ينكرون المعاد ويستبعدون قيام الاجساد. قال الله تعالى انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا ومن انكر البعث كفر لان الله جل وعلا يقول زعم الذين كفروا ان لا يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن - 00:19:30ضَ
ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير والايمان باليوم الاخر الذي هو البعث احد اركان الايمان الستة وهي ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره - 00:19:57ضَ
هذه اركان الايمان الستة التي لا يتم ولا يصح ايمان العبد حتى يؤمن بها كلها والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:20:20ضَ