تفسير ابن كثير | سورة المائدة

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 67- سورة المائدة من الآية (112) إلى الآية( 113).

عبدالرحمن العجلان

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم بالله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك ان ينزل علينا ماء - 00:00:00ضَ

من السماء قال اتقوا الله ان كنتم مؤمنين قالوا نريد ان نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم ونعلم ان قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين. حسبك هاتان الايتان الكريمتان من سورة المائدة - 00:00:29ضَ

جاءت بعد قول الله جل وعلا واذ اوحيت الى الحواريين ان امنوا به وبرسوله قالوا امنا قالوا امنا واشهد باننا مسلمون اذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك ان ينزل علينا - 00:01:07ضَ

ان ينزل علينا مائدة من السماء هل تستطيع ربك هل تستطيع ربك قراءة اخرى ان ينزل علينا مائدة من السماء الايتين يذكر الله جل وعلا عبده ورسوله عيسى ابن مريم - 00:01:37ضَ

على نبينا وعليه افضل الصلاة والسلام من النعم التي اجراها الله جل وعلا على يديه وبما صار بينه وبين الحواريين من حوار اذ قال الحواريون والحواريون كما تقدم هم خواص - 00:02:10ضَ

اصحاب عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام اذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم كثيرا ما يذكر الله جل وعلا عيسى بنسبته الى امه مريم بينما الرسل في الغالب ان يذكر اسمه فقط - 00:02:37ضَ

لدرء شبهة من يقول فيه ما لا يليق بانه عليه السلام منسوب الى امه فليس له اب والله خلقه جل وعلا لبيان كمال قدرته من ام بلا اب يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك - 00:03:09ضَ

هذه قراءة هل تستطيع؟ هل تستطيع ربك بنصب رب هل تستطيع ربك يعني ان تخاطب ربك او ان تسأل ربك هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من السماء لما سألوا هذا السؤال - 00:03:41ضَ

اعندهم شك في قدرة الله جل وعلا واستطاعته لكل شيء قيل الجواب لا شك عندهم في هذا ولو كان عندهم شك في قدرة الله لكفروا لان الشك في صفات الباري الشك في علمه - 00:04:15ضَ

في قدرته في سمعه في بصره كفر وكيف سألوا هذا السؤال هذا من باب الحرص والتحرير وليس شكا في كمال قدرة الله جل وعلا لان هؤلاء هم خواص عيسى ابن مريم - 00:04:40ضَ

وقد تقدم في الاية قبلها قالوا امن واشهد باننا مسلمون جمعوا بين الايمان والاسلام ولا شك عندهم في ذلك لكن هذا من باب الحرص على هذا الشيء والتحريظ عليه كأن تقول مثلا لصاحبك - 00:05:06ضَ

هل تستطيع ان تأتي الي غدا وانت تعلم انه يستطيع ذلك ولا يشق عليه هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من السماء الماء مائدة يعني من شيء مأكول يأكلون ينزل عليهم من السماء يرونه - 00:05:33ضَ

ما يأتيهم من يمين او شمال وانما يأتيهم من السماء والمائدة هي الاخوان الذي عليه طعام. يعني مثل ما تقول مثلا الطاولة الطاولة بدون طعام ما يقال لها مائدة واذا كان عليها طعام تسمى - 00:06:05ضَ

مائدة مائدة خصصوها من السماء ما ارادوا ان يؤتى بها من الارض او من البحر او من المطابخ او من بعض البيوت نكرمهم بهذا لا. ارادوها من السماء قال عيسى عليه السلام هذا طلب لا يناسب ولا يليق - 00:06:28ضَ

قال اتقوا الله لا تطلبوا هذه الامور والله جل وعلا قادر على كل شيء لكن اولا ما يليق بالانسان ان يسأل الله شيئا غير معتاد حصوله قال اتقوا الله ان كنتم مؤمنين لانكم قلتم قبل امنا ان كنتم صادقين في ايمانكم - 00:06:55ضَ

فاتقوا الله ان تسألوا شيئا غير مناسب كما كان بعض الداعين الذين يتتبعون الدعوات التي في القرآن قال رب هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي وهو انسان عادي - 00:07:26ضَ

والله جل وعلا قادر على ان يعطيه كل شيء. لكن ما يناسب ان يسأل ان يسأل العبد شيئا غير لائق وغير مناسب لمثله قال اتقوا الله ان كنتم مؤمنين فاتقوا الله وتقوى الله جل وعلا ان تجعلها نصب عينيك بالعمل بطاعة الله - 00:07:50ضَ

والبعد عن معصية الله وان لا يسأل الانسان ما لا يليق به كما سمع احد الصحابة رضي الله عنهم ابنه يقول اللهم ارزقني واجعل لي القصر الابيظ اذا دخلت الجنة عن يميني - 00:08:14ضَ

وقال له يا بني اسأل الله الجنة. فاذا دخلت الجنة وجدت فيها ما تريد. ولا تحدد القصر الابيض والاحمر ولا تحدد الذي على اليمين او على شمال فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله لا يحب - 00:08:37ضَ

المعتدين في الدعاء والله جل وعلا يقول ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين قال اتقوا الله لا تسألوا هذا السؤال تطلبوا مائدة من السماء مثل من يقول اطلبن الله جل وعلا ينزل لي عروس - 00:08:57ضَ

كم من السمع انا ما اريد عروس من بنات الدنيا وانما اريد عروس تنزل لي من السماء الله جل وعلا قادر على كل شيء. لكن ما يليق بالمسلم المؤمن ان يعتدي في دعائه - 00:09:20ضَ

قال اتقوا الله ان كنتم مؤمنين وهذا التعبير قولهم هل يستطيع ربك يعني كأنه يوحي بوجود الشك وعند التوجيه قالوا لا يدل على الشك وانما يدل على التحريض والحرص على هذا الشيء - 00:09:37ضَ

لما رد عليهم عليه السلام هذا الرد بينوا السبب الذي طلبوا من اجله ذلك. قالوا نريد ان نأكل منها لان جيع مائدة تنزل علينا نأكل ونشبع وتطمئن قلوبنا واذ قال ابراهيم ربي ارني - 00:09:57ضَ

كيف تحيي الموتى؟ قال اولم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي الايمان موجود لكن زيادة الايمان وتمكنه من من القلب مطلوب فهم ارادوا ما ارادوا ان يؤمنوا بعد هذه وانما ارادوا زيادة الاطمئنان - 00:10:28ضَ

وتطمئن قلوبنا ونعلم ان قد صدقتنا. اذا سألت ربك هذا السؤال واعطانا اياه علمنا وعرفنا مكانتك وقدرك عند ربك ونعلم انك مرسل من ربك الينا هنا اعلم ان قد صدقتنا - 00:10:57ضَ

ونكون عليها يعني على هذه المائدة من الشاهدين نراها تنزل فنشهد بذلك على كمال قدرة الله عند من لم يرى نزول الماء فبينوا مرادهم بهذا السؤال انهم جياع يأكلون والاطمئنان قلوبهم - 00:11:23ضَ

ويعلمون انه صدقهم عيسى عن الله تبارك وتعالى ويشهدون بها على كمال قدرة الله جل وعلا عند من لم ير نزول هذه ونكون عليها من الشاهدين. وسيأتي الكلام ان شاء الله في الايتين بعد هذا. عن هذه - 00:11:52ضَ

المائدة وهل نزلت او لا هذه قصة المائدة واليها تنسب السورة فيقال سورة المائدة وهي مما امتن الله به على عبده ورسوله عيسى عليه السلام لما اجاب دعاءه بنزولها فانزل الله اية باهظة وحجة قاطعة - 00:12:20ضَ

وقد ذكر بعض بعض الائمة رحمهم الله ان قصتها ليست مذكورة في الانجيل ولا يعرفها النصارى الا من المسلمين. فالله اعلم وقوله تعالى اذ قال الحواريون وهم اتباع عيسى عليه السلام - 00:12:54ضَ

يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك؟ هذه قراءة كثيرين هل يستطيع ربك هذه قراءة الكثيرين؟ نعم ان ينزل علينا مائدة من السماء والمائدة هي الاخوان عليه طعام وذكر بعضهم انهم انما سألوا ذلك - 00:13:15ضَ

لحاجتهم وفقرهم فسألوه ان ينزل عليهم مائدة كل يوم يقتاتون بها. ويتقوىون بها على العبادة قال اتقوا الله ان كنتم مؤمنين كيف اجابهم المسيح عليه السلام قائلا لهم اتقوا الله ولا تسألوا هذا فعساه ان يكون فتنة لكم - 00:13:40ضَ

وتوكلوا على الله في طلب الرزق ان كنتم مؤمنين قالوا نريد ان نأكل منها اي نحن محتاجون الى الاكل منها وتطمئن قلوبنا اذا شاهدنا نزولها رزقا لنا من السماء ونعلم ان قد صدقتنا اي ونزداد علما ايمانا بك وعلما برسالتك - 00:14:06ضَ

ونكون عليها من الشاهدين. اي ونشهد انها اية من عند الله. ودلالة وحجة على نبوتك وصدق ما جئت به والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:14:31ضَ

وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:14:52ضَ