التفريغ
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم افمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه وويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله. اولئك في ضلال مبين - 00:00:00ضَ
الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله اه ذلك هدى الله يهدي به من يشاء. ومن يضلل الله فما له - 00:00:40ضَ
ومن هذا هاتان الايتان الكريمتان من سورة الزمر جاءتا ابعد قوله جل وعلا الم ترى ان الله انزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الارض. ثم يخرج به زرعا مختلفا الوانه ثم يهيجها - 00:01:10ضَ
فتراه مصفرا. ثم يجعله حطاما. ان في ذلك لذكرى. اللي اولي الالباب. الاية هذه فيها الدلالة على كمال بقدرة الله جل وعلا. وان هذا البيان الذي بينه جل وعلا ودلل - 00:01:40ضَ
على وحدانيته يتذكر به ويستفيد. اولوا الالباب اصحاب العقول وهم الذين شرح الله صدورهم الاسلام وقال تعالى افمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه. الهمزة للاستفهام الانكار - 00:02:10ضَ
والفاء عاطفة على مقدر يقتضيه سياق ويدل عليه اكل الناس سواء فمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه كمن قسى قلبه وظل افمن شرح الله صدره للاسلام - 00:02:50ضَ
اكل الناس سوى لا الاستفهام اذا انكاري كل الناس سوى فمن شرح الله صدره للاسلام مثل من قسى قلبه فقوله جل وعلا فويل للقاسية قلوبهم دليل على المحذوف كمن قسى قلبه. شرح الله صدره - 00:03:30ضَ
يعني وسعه الله جل وعلا لقبول الحق. وفتحه الى سبيل الخير. قال السدي وسع صدره للاسلام للفرح والطمأنينة اليه. وشرح الصدر للاسلام عبارة عن وجود الاستعداد والقبول له. لان من الناس من - 00:04:10ضَ
اذا عرض عليه الامر امر ما. يكون عنده استعداد للقبول. ومن الناس من يكون مغلق عن هذا الامر مهما شرحته وبينته لا يقبل مغلق لا قبول عنده. فالله جل وعلا يقول - 00:04:50ضَ
اهذا ام هذا خير؟ افمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور ينور الله بصيرته. فيجعله يقبل الحق ويهتدي اليه قيل نزلت في ابي بكر الصديق رضي الله عنه فهو على نور من ربه الخبر - 00:05:20ضَ
ما جاء فويل للقاسية قلوبهم هذا وعيد ولا يصلح ان يكون خبر وانما هذا دل على الخبر من شرح الله صدره الاسلام كمن قسى قلبه او كمن طبع على قلبه او كمن اعمى الله - 00:06:00ضَ
بصيرته فويل للقاسية قلوبهم متوعدون بالنار ويل عذاب عواد في جهنم. فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله. يعني قلوبهم قاسية. لا تستفيد من القرآن ولا من السنة. قلوبهم مقفلة مغلقة. وهي اشد - 00:06:30ضَ
عقوبة يعاقب الله جل وعلا بها المرأة في الدنيا. اذا قسى قلبه فانه لا يقبل معروفا ولا ينكر منكرا حينئذ والعياذ بالله. فويل للقاسم قلوبهم من ذكر الله اولئك في ضلال مبين. اولئك - 00:07:10ضَ
في ضلال بين ظاهر واضح. ظلوا عن الصراط المستقيم. فلا يقبلون هدى ولا يستفيدون من نور القرآن. فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال تلى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاية فقلنا يا نبي الله كيف - 00:07:40ضَ
انشراح صدره. قال اذا دخل النور القلب انشرح وانفسح قلنا فما علامة ذلك يا رسول الله؟ قال الانابة الى دار الخلود. يعني التوجه لما يعمر به المرء داره في الاخرة - 00:08:10ضَ
انابة الى دار الخلود. والتجافي عن دار الغرور. التي هي الدنيا. التقلل منها والتأهب للموت قبل نزول الموت. لان السعيد من استعد للقاء الله جل وعلا قبل نزول الموت به. لانه يعلم ان الموت نازل به لا محالة - 00:08:40ضَ
فمن استعد له فهو الكيس. ومن اهمل وغفل وذهل حتى يباغته الاجل وهو في غفلته فهو خاسر والعياذ بالله. وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رجلا قال يا نبي الله اي المؤمنين اكيس؟ يعني اعقل واجود. قال اكثرهم ذكرا للموت - 00:09:10ضَ
واحسنهم له استعدادا. واذا دخل النور في القلب انفسح واستوسع فقالوا ما اية ذلك يا نبي الله؟ قال الانابة الى دار وخلود التي هي الدار الاخرة. والتجافي عن دار الغرور التي هي الدار الدنيا. والاستعداد - 00:09:40ضَ
للموت قبل نزول الموت. فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله القاسية قلوبهم من ذكر الله من هنا بمعنى عن والحرفان يتناوبان كثيرا. فويل للقاسية قلوبهم عن ذكر الله. الذي هو - 00:10:10ضَ
القرآن والعمل للاخرة. لان الله جل وعلا يقول الا بذكر الله تطمئن القلوب فالقلوب المؤمنة تطمئن بقلب الله وتلين وتستجيب. والقلب الفاجر وقلب الفاجر والكافر قاس لا يستفيد من ذكرى ولا من موعظة. فقد - 00:10:40ضَ
يقول قائل كيف تقسو القلوب؟ بذكر الله اليس هو حياة للقلوب؟ نقول نعم حياة لمن وفقه الله جل وعلا للايمان. اما من اعرض عن الايمان وعن طاعة الله اه فالقرآن لا يزيده الا ضلالا. لانه يكفر به - 00:11:10ضَ
تزيد كفرا الى كفره. كما قال الله جل وعلا عند نزول الايات في حق المنافقين فزادتهم رجسا الى رجسهم. وماتوا وهم كافرون. فالنفوس الخبيثة اذا سمعت كلام الله جل وعلا زادت قسوة وكدرة وظلمة وقد يكون الشيء - 00:11:40ضَ
واحد نافعا لشخص ضارا لاخر كما في بعض الادوية نافعة فاذا استعمل هذا الدواء لهذا الداء المناسب له نفع باذن الله واذا استعمل لغير ما هو له ضراء وهو نافع - 00:12:10ضَ
وكما يقال حر الشمس يلين الشمع ويعقد الملح حر الشمس يلين اشياء ويقسي ويصلب اشياء. فكذلك يلين قلوب المؤمنين فتلين عند سماعه. ولا يزيد قلوب الكافرين الا قسوة وظلمة. قال مالك بن دينار رحمه الله ما ضرب عبد - 00:12:40ضَ
بعقوبة اعظم من قسوة القلب. لان قسوة القلب تحرمه خيري الدنيا والاخرة اخرة والعياذ بالله وما غضب الله تعالى على قوم الا نزع منهم الرحمة فنزع الرحمة من القلب دليل على غضب الله جل وعلا - 00:13:20ضَ
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله فان كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب. وان ابعد - 00:13:50ضَ
من الله القلب القاسي. اولئك اي الذين قست قلوبهم في ضلال مبين. بين واضح في هلاك وغواية وبعد عن الحق ثم لما بين جل وعلا ان هذا القرآن هدى ونور لمن وفقه الله. ولا يزيد الظالمين الا ظلالا - 00:14:10ضَ
امتدح كتابه جل وعلا بقوله الله نزل احسن الحديث روي ان الصحابة رضي الله عنهم قالوا يا رسول الله لو حدثتنا فانزل الله تعالى الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه - 00:14:50ضَ
جنود الذين يخشون ربهم. الله نزل احسن الحديث. الذي هو القرآن والانزال من اعلى من فوق لادنى. وفي هذا دلالة على علو الله جل وعلا والله جل وعلا له العلو المطلق. علو القدر وعلو القهر وعلو الذات - 00:15:20ضَ
احسن الحديث كتابا بدل من احسن الله نزل احسن الحديث ما هو كتابا متشابها صفة لكتاب اي يشبه بعضه بعضا في الحسن والاحكام والدلالة على المعاني وحسن الاسلوب والبلاغة والفصاحة فما فيه عيب - 00:15:50ضَ
ولا مدخل للغمز ولا لللمز فيه. لانه تنزيل من حكيم متشابها مثاني صفة اخرى لكتاب ومثاني جمع مثنى مثنى تجمع على مثاني من التثنية والتكرار. يعني القصص والبيان والعظة فيه - 00:16:30ضَ
مكررة للبلاغة ولفصاحته يعني لا عن الموضوع مرة واحدة ويكفي بل يكرر ذلك كما هو الحال. وقصص الانبياء مكررة وفي كل قصة فائدة غير ما وجد في القصة الاولى مثاني فيها قراءتان مسانيها بفتح الياء ومثاني باسكانها - 00:17:10ضَ
قال ابن عباس رضي الله عنه القرآن كله مثاني وعنه قال القرآن بعضه بعضا ويرد بعضه الى بعض. فما اشكل في موضع وجد تفسيره في موضع اخر. وعنه رضي الله عنه عن ابن عباس حبر هذه الامة وترجمان - 00:17:50ضَ
القرآن قال كتاب الله مثاني ثني فيه الامر مرارا تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم. اي تظطرب وتتحرك وتشمئز عند سماع الوعيد تتخوف ويحصل عندها خوف شديد ثم تلين جلودهم وقلوبهم. الى ذكر الله. الجنة - 00:18:20ضَ
ونعيمها الى ذكر الله الجنة ونعيمها وما اعده لاوليائه ذكر الله سعة الرحمة ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله اه فعن عبدالله بن عبدالله بن الزبير رضي الله عنه قال قلت لجدتي اسماء - 00:19:10ضَ
بنت ابي بكر الصديق كيف كان يصنع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اقرأوا القرآن. قالت كانوا كما نعتهم الله. تدمع اعينهم وتقشعر جلودهم قلت فان ناسا ها هنا اذا سمعوا ذلك تأخذهم عليه غشية - 00:19:40ضَ
اي يغشى عليهم فيفقدون الادراك والاحساس. قالت اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. يعني ليست هذه صفتهم. وروي ان ابن عمر رضي الله عنهما من لرجل ساقط فقال ما بال هذا؟ قالوا انه اذا قرئ عليه القرآن او سمع - 00:20:10ضَ
والله سقط. فقال ابن عمر انا لنخشى الله وما نسقط. يعني يحصل عنده خوف ويحصل عنده رغبة لكن لا يفقد ادراكه واحساسه ولا يسقط. وعنه قال ان الشيطان يدخل في جوف احدهم ما كان هذا صنيع اصحاب محمد - 00:20:40ضَ
صلى الله عليه وسلم لان الخشية تكون في القلب فيخشى المرء ربه فينزجر عن المحارم. ويفعل الطاعات. وهو على قوته وسماعه. ولا يفقد ادراكه. وذكر عند ابن سيرين الذين اذا قرأ عليهم القرآن فقال بيننا وبينهم ان يقعد احدهم على ظهر - 00:21:10ضَ
باسط الرجلين. ثم يقرأ عليه القرآن من اوله الى اخره. فان رمى بنفسه فهو صادق يقول يعني ان هذا الذي يتصنع السقوط والذهول ونحو ذلك هذا كاذب هذا متلاعب. وانما المؤمن يسمع ويتعظ وهو على حاله - 00:21:50ضَ
تقشعر منه جنود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله تقشعر الجلود من خوف وقع في القلوب. ثم تلين الجلود وتطمئن القلوب وتلين لذكر الله جل وعلا. فهم عند الخوف عند ذكر الوعد - 00:22:20ضَ
وعند ذكر الوعيد يخافون. وهكذا يكون المؤمن دائما بين الخوف والرجاء فهو يخاف من عقوبة الله ان عاقبه على ذنوبه ويرجو رحمته الله ذلك هدى الله. اي الخوف والرجاء الذي يكون في القلوب - 00:22:50ضَ
الخوف من العذاب والرجاء للرحمة. هدى الله يهدي به من يشاء. من يوفقه الله جل وعلا للهداية يهديه. فيكون راجيا خائفا وكما قال العلماء رحمهم الله ينبغي ان يكون الخوف والرجا عند المؤمن كجناحي الطائر - 00:23:20ضَ
يعني عنده خوف من ذنوبه. ومن عقوبة الله. وعنده رجا. لرحمة الله جل وعلا وقال بعضهم ينبغي ان يغلب المؤمن جانب الخوف في قال الصحة حتى يعمل ويجتهد. ويغلب جانب الرجا في جانب في حال - 00:23:50ضَ
المرض لانه في تلك الحال لا يستطيع ان يعمل فيغلب جانب الرجا حتى لا يصيبه اليأس والقنوط من رحمة الله اولئك الكتاب الموصوف بتلك الصفات هدى الله يهدي به من - 00:24:20ضَ
من يشاء. ومن يضلل الله من يظله الله جل وعلا عن الحق. فما له من لا احد يستطيع ان يهديه. وفي هذا بيان للنبي صلى الله عليه وسلم بانك لا - 00:24:40ضَ
استطيع يا محمد ان تهدي من اردت هدايته. وانما عليك البيان والايضاح قد اديت ما عليك والهداية والاظلال بيد الله جل وعلا. والهداية نوعان هداية دلالة وارشاد وهذه لله جل وعلا دل الناس على الخير في كتابه العزيز كما هي للرسل - 00:25:00ضَ
وللدعاة الى الله جل وعلا على بصيرة. وهداية بمعنى التوفيق والالهام وهذه بيد الله جل وعلا وحده لا يستطيع النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره ان يوفق احدا للحق. والله جل وعلا لم يكتب له الهداية. وقد بين الله جل وعلا - 00:25:30ضَ
الهدايتان في القرآن في قوله تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم. هذه هداية الدلالة والارشاد. وقال تعالى انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء. وهذه حكاية التوفيق والالهام. فمن يضلل الله فلا احد يستطيع ان يهديه ان - 00:26:00ضَ
الى الصراط المستقيم. والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:26:30ضَ