تفسير ابن كثير | سورة الشورى

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 7- سورة الشورى | من الأية 19 إلى 22

عبدالرحمن العجلان

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم الله لطيف بعباده يرزق من يشاء هو القوي العزيز من كان يريد حرف الاخرة نزد له في حرثه - 00:00:00ضَ

ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الاخرة من نصيب ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم - 00:00:37ضَ

مشفقين مما كسبوه وواقع بهم والذين امنوا وعملوا لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير هذه الايات الكريمة من سورة الشورى يقول الله جل وعلا الله لطيف بعباده - 00:01:02ضَ

يرزق من يشاء وهو القوي العزيز الله لطيف بعباده الله جل وعلا لطيف بالعباد رؤوف بالعباد رحيم بالعباد فهو جل وعلا ارحم من الوالدين ارحموا بعباده من الوالدين باولادهم وارحموا جل وعلا - 00:01:48ضَ

بعبادة من الولد بوالديه ولهذا وصى الله جل وعلا الوالدين بالاولاد وقال تعالى يوصيكم الله في اولادكم وقال جل وعلا في وصية الاولاد بالوالدين ووصينا الانسان بوالديه حسنا وهو جل وعلا - 00:02:25ضَ

لطيف بهم لطيف بالعباد ببرهم وفاجرهم بمحسنهم ومسيئهم رزق جل وعلا الكفار والعصاة مع معصيتهم ومخالفتهم له ولرسله فهو جل وعلا كثير اللطف بهم بالغ الرأفة لهم قال مقاتل لطيف بالبر والفاجر - 00:02:59ضَ

حيث لم يقتلهم جوعا بمعاصيهم وقال عكرمة بار بهم. وقال السدي رفيق بهم وقيل حفي بهم وقال القرطبي لطيف بهم في العرض والمحاسبة وقيل في ايصال النفع المنافع وصرف البلاء - 00:03:38ضَ

وقيل لطف بالغوامض علمه يعني ادركها وعظم عن الجرائم حلمه يعني يحلم جل وعلا مع ارتكابهم عظائم الذنوب وقيل اللطيف بعباده ينشر محاسنهم ويسر مشاويهم فهو جل وعلا لطيف بالعباد - 00:04:08ضَ

يدعوهم الى طاعته ليرحمهم ويثيبهم ويحذرهم من معصيته لان لا يقعوا في عقابه وعذابه يرزق من يشاء يوسع على من شاء الرزق ويضيق على من شاء لحكمة فهو يعطي لحكمة - 00:04:45ضَ

ويمنع لحكمة جل وعلا يبتلي العباد بعضهم ببعض يبتلي الغني بالفقير ويبتلي الفقير الغني ويختبر بعضهم ببعض جل وعلا يرزق من يشاء وهو القوي العزيز هو القوي ذو القدرة الباهرة - 00:05:17ضَ

الذي لا يعجزه شيء العزيز الذي غلب كل شيء قهرا جل وعلا فهو عزيز لا يغالب ثم بين جل وعلا حال الناس في الدنيا منهم من يسعى للاخرة فيعطيه الله جل وعلا الدنيا والاخرة - 00:05:51ضَ

ومنهم من يسعى للدنيا فقط فيعطيه الله جل وعلا ما قدره له من الدنيا ويحرم ثواب الاخرة من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرثه من طلب بعمله ثواب الاخرة - 00:06:25ضَ

لان الحرس الكشف وسمي الانسان حارث لانه كاسب ويعمل والاصل في الحرث انه البذر يوضع في الارض فاستعير للكسب الذي يكسبه المرء من عمل دنيوي او اخروي من كان يريث من كان يريد حرث الاخرة. يعني من يطلب - 00:06:52ضَ

بعمله ثواب الاخرة نزد له في حرثه يعطيه الله جل وعلا الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف. الى اضعاف كثيرة والله يضاعف لمن يشاء مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله - 00:07:25ضَ

كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة الحبة الواحدة بسبع مئة حبة. ثم قال جل وعلا والله يضاعف لمن يشاء. يعني يعطي اكثر فمن اراد الاخرة اعطاه الله جل وعلا من الاخرة ما اراد وزاده - 00:07:50ضَ

واعطاه من الدنيا فمن اراد الاخرة لا يحرمه الله جل وعلا من الدنيا بل يعطيه الدنيا والاخرة ومن اراد الدنيا فقط فالله جل وعلا يعطيه ما قدره له من الدنيا - 00:08:19ضَ

وليس له في الاخرة نصيب لان من عمل للدنيا فعمله لها ولا يتعداها ومن عمل للاخرة فعمله للاخرة والدنيا كذلك لان الله جل وعلا يعطيه من الدنيا ما لم يتوقعه العبد - 00:08:41ضَ

ومن كان يريد حرث الدنيا نعطيه منها نؤته منها لا ما اراد وانما ما اراده الله جل وعلا وقدره له المرء يعمل ويجتهد لكن شتان بينهما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:09:06ضَ

كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها كل يعمل اذا عمل للاخرة حصل على ثواب الاخرة واتته الدنيا وهي راغمة. ما قدر له من الدنيا لا يحرم اياه ومن عمل للدنيا - 00:09:39ضَ

لا يعطى الا ما قدر له في الدنيا قال قتادة رحمه الله ان الله يعطي على نية الاخرة ما شاء من امر الدنيا ولا يعطي على نية الدنيا الا الدنيا - 00:10:08ضَ

معنا هذا الكلام ان المرء اذا عمل من اجل الاخرة اعطاه الله جل وعلا الاخرة واعطاه الدنيا وهو لم يردها لكن تأتيه ومن عمل للدنيا فقط اعطاه الله جل وعلا ما شاء ما شاءه الله جل وعلا من الدنيا وليس له في الاخرة نصيب - 00:10:35ضَ

وما لهم في الاخرة من نصيب. ومن كان يريد حرف الدنيا نؤته منها ولم يقل جل وعلا نؤته اياها يعني يأتيه ما اراد؟ لا. وانما يعطيه الله جل وعلا منها ما اراده الله جل وعلا له - 00:11:04ضَ

وما له في الاخرة من نصيب. لانه عمل للدنيا فقط فلا نصيب له في الدار الاخرة كما قال الله جل وعلا ومن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وما له في الاخرة - 00:11:25ضَ

ومنهم من يقول ربنا ومن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اولئك لهم نصيب مما - 00:11:42ضَ

فكسبوا والله سريع الحساب فمن الناس من يطلب الدنيا فيعطيه الله جل وعلا ما قدره له ومن الناس من يطلب الاخرة او يطلب الاخرة ويسعى للدنيا كما روي ورد اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا. واعمل لاخرتك كانك تموت غدا - 00:11:57ضَ

يعني اعمل لدنياك كما قال الله جل وعلا ولا تنسى نصيبك من الدنيا والعبد يسأل ربه الدنيا والاخرة فعن ابي ابن كعب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - 00:12:23ضَ

بشر هذه الامة بالثناء والرفعة والنصر والتمكين في الارض ما لم يطلبوا الدنيا بعمل الاخرة فمن عمل منهم عمل الاخرة للدنيا لم يكن له في الاخرة من نصيب قد اخرجه الامام احمد والحاكم وصححه - 00:12:43ضَ

واخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن ابي هريرة قال تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يريد حرث الاخرة الاية ثم قال يقول الله ابن ادم تفرغ لعبادة - 00:13:09ضَ

املأ صدرك غنى واشد فقرك والا تفعل ملأت صدرك شغلا ولم اسد فقرك وعن علي رضي الله عنه قال الحرث حرثان فحرث الدنيا المال والبنون وحرث الاخرة الباقيات الصالحات الاعمال الصالحة او الاكثار من ذكر الله جل وعلا - 00:13:28ضَ

ثم قال جل وعلا امنهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله تقدم قوله جل وعلا شرع لكم من الدين ما وصى به نوح والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى. الاية - 00:14:03ضَ

وهنا قال جل وعلا ام لهم شركاء وشرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله الله جل وعلا شرع لكم من الدين ما وصى به الانبياء قبلكم وهؤلاء المشركون ما قبلوا - 00:14:28ضَ

وما اطاعوا وما استجابوا لك يا محمد فلا يخلو من امرين. هل لهم الهة شرعت لهم هذه الاشياء شرعت لهم الشرك هل لهم الهة امرتهم بذلك ام اتوا بها من قبل انفسهم - 00:14:46ضَ

الله جل وعلا شرع لكم ما شرع فلم لم يأخذوا بشرع الله ام لهم شركاء؟ قال ام منقطعة بمعنى بل والهمزة همزة الانكار الهم شركاء شرعوا لهم من الدين يعني امروهم بعبادة الاصنام - 00:15:08ضَ

وضمير شرعوا فاعل شرعوا عائد الى الشركاء ما لم يأذن به الله شرعوا لهم اشياء لم يأذن بها الله جل وعلا وهي الشرك لان الله جل وعلا شرع لكم الخير - 00:15:37ضَ

شرع لكم ما وصى به الانبياء قبل نبيكم صلى الله عليهم وسلم وهؤلاء الكفار من اين اخذوا الشرك ها هي اخذوه من الالهة التي تدعوهم الى عبادة غير الله والمراد بما لم يأذن به الله يعني لم يشرعه الله - 00:15:57ضَ

يعم عموما المعاصي من اكبرها الى اصغرها من الشرك بالله الذي هو اعظم الذنوب الى ما دون ذلك ولولا كلمة الفصل لولا ان الله جل وعلا قضى ازلا لان العذاب - 00:16:28ضَ

والحساب والجزاء في الدار الاخرة لم يجعله الله جل وعلا في الدنيا لان الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب كما قال الله جل وعلا ساعة موعدهم والساعة ادهى وامر - 00:16:50ضَ

ولولا كلمة الفصل يعني لولا ان الله قضى ازلا لان العذاب يكون في الدار الاخرة لقضي بينهم لقضى الله جل وعلا بينهم وبين المؤمنين في الدنيا. لكن الله جل وعلا قضى ازلا بان - 00:17:12ضَ

ان الحساب يكون في الدار الاخرة ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وان الظالمين لهم عذاب اليم يكون في الدار الاخرة اخر الله جل وعلا العذاب لهم في الدار الاخرة واخبر بذلك فقال وان الظالمين لهم عذاب اليم اي مؤلم - 00:17:33ضَ

ثم اخبر جل وعلا عن حال المؤمنين والكفار في الدار الاخرة في عرصات القيامة وقال تعالى ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم ترى يا من تتأتى منه الرؤية - 00:18:04ضَ

الظالمين الذين ظلموا انفسهم بالشرك بالله كما قال الله جل وعلا عن لقمان عليه السلام انه قال يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لا ظلم عظيم ترى الظالمين المشركين - 00:18:31ضَ

مشفقين خائفين خائفين من ماذا مما كسبوه مما عملوه من الاعمال السيئة يعني من حين قيامهم من قبورهم وهم في حالة وجل وخوف ورعب مما امامهم ثم ان الخائف في الدنيا - 00:18:51ضَ

من امر من الامور قد يسلم منه الخائف من امر من الامور في الدنيا قد يسلم منه قد يخاف من شيء ثم يسلم منه. فاخبر جل وعلا انهم لن يسلموا - 00:19:16ضَ

مما يخافونه وقال وهو واقع بهم. واقع بهم لا محالة لانهم لهم العذاب ولا حظ لهم ولا نصيب لهم في المغفرة ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا مما عملوه من الاعمال السيئة وهو واقع بهم - 00:19:34ضَ

يعني هم سائرون الى العذاب لا محالة والذين امنوا وعملوا الصالحات الذين امنوا بالله وصدقوا ايمانهم في العمل الصالح وقد يذكر الله جل وعلا الايمان وحده واحيانا يذكر العمل الصالح وحده - 00:19:59ضَ

واحيانا يذكر الايمان والعمل الصالح فاذا ذكر الايمان وحده شمل عمل القلب واللسان والجوارح الاعتقاد والنطق والصلاة والصيام والزكاة والحج والجهاد وسائر الاعمال الصالحة واذا ذكر العمل الصالح وحده شمل عمل القلب الذي هو الاعتقاد - 00:20:29ضَ

وعمل اللسان الذي هو النطق وعمل الجوارح التي هي الافعال الجوارح واذا ذكر الايمان والعمل الصالح معا شكر جميع فالمراد بالايمان عمل القلب الاعتقاد والمراد بعمل بالاعمال الصالحة اعمال الجوارح الصلاة والصيام والزكاة والحج والجهاد في سبيل - 00:21:03ضَ

سبيل الله وبر الوالدين وصلة الارحام هل يتأتى ان يأتي الايمان وحده وهل يتأتى ان يأتي العمل وحده نعم يتأتى هذا قد يؤمن المرء ويدخل الجنة وهو لم يسجد لله سجدة - 00:21:40ضَ

ما تمكن من العمل كسحرتي فرعون امنوا بالله امنوا بالله وصدقوا موسى وهارون عليهم الصلاة والسلام وقتلهم فرعون فمآلهم الى الجنة كثير من الصحابة ومن غيرهم ممن اسلم وشهد شهادة الحق - 00:22:08ضَ

في المعركة ثم تقدم خرج ليقاتل المسلمين فنور الله قلبه واسلم وشهد شهادة الحق واخذ سيفه يقاتل الكفار فقتل فاصبح شهيدا حي يرزق في الجنة ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا - 00:22:38ضَ

بل احياء عند ربهم يرزقون وهو لم يسجد لله سجدة استشهد بعد نطقه بالشهادتين فهؤلاء امنوا ولم يعملوا فنفعهم ايمانهم لانهم لم يتمكنوا من العمل ومن الناس من يعمل الاعمال التي ظاهرها الصلاح - 00:23:04ضَ

وهو لم يؤمن بقلبه فيكون في قعر نار جهنم والعياذ بالله عمل المنافقين صلوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم واعطوا النبي صلى الله عليه وسلم الزكاة ليفرقها على مستحقيها - 00:23:35ضَ

وخرجوا للجهاد مع النبي صلى الله عليه وسلم لكنهم فعلوا هذه الاعمال بدون ايمان لحقن دمائهم ولحفظ اموالهم صيانة والمحافظة على مراكزهم في المجتمع الاسلامي يعملون الاعمال بدون ايمان. هؤلاء المنافقون - 00:23:56ضَ

واخبر الله جل وعلا عنهم ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار اذا فيتأتى الايمان بدون عمل لمن لم يمهل اما مع البقاء في الدنيا فلا يصدق لان بعض الناس - 00:24:27ضَ

يجترئ ويقول كذبا وزورا. الايمان في القلب وانا قلبي طيب ولا يحتاج ان اعمل قل كذبت لو كان قلبك طيب لعملت الطاعات ما يتأتى ان يكون القلب طيب بدون العمل الصالح - 00:24:47ضَ

الا من لم يمكنه كما يتأتى العمل الذي ظاهره الصلاح ظاهره ما يفرق بينهم اثنان يصفان في صف واحد خلف امام واحد احدهما مؤمن والاخر منافق احدهم في الدرجات العلى من الجنة انه مؤمن - 00:25:07ضَ

والثاني والعياذ بالله في الدرك الاسفل من النار العمل واحد لكنهم اختلفوا في القلب المؤمن مصدق بقلبه يعمل الصالحات بجوارحه وقلبه مؤمن والاخر يعمل الصالحات ببدنه وقلبه فاجر. قلبه منافق - 00:25:32ضَ

مكذب الذين قالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اكذب السنا ولا اجبن عند اللقاء. القائلون خارجون مع النبي صلى الله عليه وسلم للجهاد وهم يعنون بهذا القول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:25:59ضَ

والصحابة رضي الله عنهم فقال الله جل وعلا لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم لان سب الرسول صلى الله عليه وسلم كفر ومن يسب الرسول صلى الله عليه وسلم لا تقبل توبته - 00:26:22ضَ

يقتل والذين امنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم في روضات الجنات روضات جمع روضة والروضة هي احسن مكان الشيء والروضة الشريفة هي افضل مكان في المسجد النبوي والروضة في الحديقة هي المكان المختار - 00:26:43ضَ

المكان الحسن دل على ان الجنة متفاوتة الذين اتصفوا بهذه الصفات الذين امنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات ومن دونهم في الجنات في روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم - 00:27:16ضَ

لهم ما يريدون كل ما يريدونه ويهوونه يحصل لهم تأتي السحابة من فوقهم وتقول ماذا تريدون ان امطر لكم قال بعض السلف لئن اشهدني الله اياها لاقول امطري لنا كواعب اترابا - 00:27:46ضَ

فتيات مزينات لهم ما يشاؤون عند ربهم شتان بين الفريقين ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين امنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤون لهم ما يتمنون وما يريدون - 00:28:14ضَ

يعني ما يتمنى الانسان شيئا ولا يحصل له كل ما تمناه ووقع في خاطره حصل له ويأتيه ما لم يتمنى وما لم يدركه وما لم يخطر على قلبه كما ورد في الحديث ان الله جل وعلا يقول اعددت لعبادي الصالحين - 00:28:40ضَ

ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر يعني مهما تصورت من نعيم الجنة فهو فوق ذلك شتان بين الفريقين اولئك خائفون وجلون وهو وما خافوا منه واقع بهم لا محالة. ليس مجرد خوف فقط بل مجرد خوف واقع حقيقي - 00:29:06ضَ

والذين امنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات والموفق من وفقه الله العمل الصالح والايمان بالله فيه طمأنينة في القلب وسعادة في الروح واستئناس ورضا بينما الكافر والفاجر والمنافق والعياذ بالله تجده خائف وجل في الدنيا وفي الاخرة والعياذ بالله - 00:29:39ضَ

المؤمن على اي حال هو فيها ولو كان مبتلى بانواع المصائب تجده راض بقضاء الله وقدره موقن بان هذا خير له لان الله جل وعلا لم يرد عذابه وانما اراد الخير له - 00:30:11ضَ

حتى في عذاب الدنيا فهو راضي لانه يعرف انه ينال به الدرجات العلا في الاخرة الصبر كما قال الله جل وعلا انما يوفى الصابرون يصبر على المرض. يصبر على الفقر. يصبر على الحاجة - 00:30:31ضَ

يصبر على الابتلاء باي نوع من انواع الابتلاء يرظى لان هذا ما جاءه من نفسه وانما شيء قدره الله جل وعلا ويعلم ان ما قدره الله جل وعلا له فهو خير له. يقول الحمد لله على - 00:30:54ضَ

الله وقدره والذين امنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم عند ربهم عند بجوار الله جل وعلا لما ابتليت امرأة فرعون في الدنيا بجوار اشقى خلق الله في وقته - 00:31:12ضَ

سألت جوار الله جل وعلا في الدار الاخرة فاعطاها الله ربي ابن لي عندك بيتا في الجنة. سألت الجوار قبل الدار ربي ابن لي عندك بيتا لم تقل لرب ابن لي بيتا - 00:31:38ضَ

وانما قالت ربي ابن لي عندك بيتا في الجنة. لهم ما يشاؤون عند ربهم. بجوار ربهم جل وعلا في روضات الجنات ذلك هو الفضل الكبير اذا قال الله جل وعلا والله جل وعلا هو الكبير - 00:31:58ضَ

وهو الاكبر واذا قال ذلك الفضل الكبير فمعناه هذا كبر عظيم ما يتصوره الانسان لان الكبير جل وعلا قال الكبير فالكبير العظيم لا يقول للشيء انه كبير وعظيم الا وهو يستحق - 00:32:22ضَ

هذا الوصف تماما ذلك هو الفضل الكبير فشتان ما بينهما. والله جل وعلا يذكر في كتابه العزيز ما اعده لاوليائه من النعيم المقيم وما اعده لاعدائه من العذاب الاليم ويذكر جل وعلا حال المؤمنين في الدنيا والاخرة وحال الكافرين في الدنيا والاخرة. لينظر العاقل ويقارن - 00:32:46ضَ

العاقل يدرك ويسأل الله جل وعلا الهداية والتوفيق والاستقامة على الحق والثبات عليه ويسأل الله جل وعلا حسن الختام وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يدعو بقوله يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك - 00:33:21ضَ

والخليل عليه السلام سأل الله جل وعلا بقوله واجنبني وبني ان نعبد الاصنام فاذا كان الخليل يسأل الله جل وعلا ان يجنبه عبادة الاصنام واذا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يسأل الله الثبات على الاستقامة على الحق حتى يلقاه فمن - 00:33:50ضَ

يأمن بعدهما ويحسن بالمرء ان يكثر من دعاء الله جل وعلا وسؤاله حسن الختام لان الاعمال بالخواتيم والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:34:19ضَ