التفريغ
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد سم بالله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان او اراد شكورا - 00:00:00ضَ
وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما. والذين يقولون ربنا اصرف عنا ان عذاب جهنم ان عذابها كان غراما. انها ساءت مستقرا ومقعما - 00:00:38ضَ
والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما يقول الله جل وعلا تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا هذه من الايات الدالة - 00:01:14ضَ
على عظيم قدرة الله جل وعلا وانه المستحق للعبادة وحده لا شريك له وقال جل وعلا تبارك الذي جعل في السماء بروجا. تبارك تعاظم وتقدس وتقدم لنا ان هذه الكلمة كلمة تبارك - 00:01:44ضَ
لا يصح ان تطلق الا على الله جل وعلا فلا تقلق على المخلوق ولا يقال تباركت علينا يا فلان بكذا. هذا خطأ وانما يقال فلان رجل مبارك او امرأة مباركة - 00:02:10ضَ
واما تبارك فهي لله جل وعلا ولا تتصرف لا يأتي عليها التصريف فلا يأتي منها مضارع ولا امر وانما يأتي منها اسم المفعول للمخلوق فيقال مبارك يعني جعل الله فيه بركة - 00:02:35ضَ
تبارك الذي جعل في السماء من هو الذي جعل في السماء بروجا؟ هو الله سبحانه وتعالى واصل البرج والبروج للقصور العالية العظيمة المرتفعة قال الحسن وقتادة ومجاهد هي النجوم الكبار - 00:03:10ضَ
سميت بروجا لظهورها وقال ابن عباس رضي الله عنهما هي هذه الاثنى عشر برجا منازل النجوم والكواكب العظيمة وهي الحمل ويسمى الكبش والثور والجوزاء والسرطان والاسد ويسمى الليث والسنبلة والميزان - 00:03:38ضَ
والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت هذه اثنا عشر برجا وهي هذه البروج الاثنى عشر منازل الكواكب السيارة السبعة الكواكب العظيمة السيارة التي تسير بامر الله جل وعلا وهي سبعة كواكب - 00:04:15ضَ
وهي المريخ وله من المنازل مما تقدم الحمل والعقرب والزهرة ولها الثور والميزان واطارد وله الجوزاء والسنبلة والقمر وله السرطان والشمس ولها الاسد والمشتري وله القوس والحوت وله والمشتري وله القوس - 00:04:49ضَ
والحوت والمشتري وله القوس والحوت وزحل وله الجدي والدلو على ما فصله بعض العلماء رحمهم الله المنازل اثنى اثنتا عشرة والنجوم السيارة سبعة خمسة منها لكل واحد مرجان منزلتان والشمس - 00:05:34ضَ
والقمر ولكل واحد منهما منزلة واحدة برج واحد وبعض العلماء رحمهم الله وزع هذه النجوم السيارة العظيمة في السماوات جعل منها ما هو في السماء السابعة ومنها ما هو في السماء السادسة والخامسة والرابعة والثالثة - 00:06:10ضَ
والثانية والاولى واعترض بعضهم على هذا التوزيع وقال ان الله جل وعلا بين ان هذه النجوم وعزينا كلها في السماء الدنيا كما قال الله جل وعلا ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها - 00:06:38ضَ
رجوما للشياطين والله اعلم بذلك وانما هذه البرود العظيمة دلالة على عظمة قدرة الله جل وعلا وعلى تصرفه في الكون جل وعلا كيفما يشاء فهذه النجوم الكواكب العظيمة تسير وتتحرك - 00:07:00ضَ
وليست خالقة لنفسها ولا مسيرة لنفسها فلابد لها من مسير وهو الله جل وعلا فهو خالقها ومسيرها تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا والسراج الشمس والله جل وعلا قال - 00:07:27ضَ
وجعل الشمس سراجا وقرأ سرج بالجمع النجوم العظام هذه الشمس والنجوم الاخرى الكواكب الاخرى التي معها وقمرا منيرا جعل الله جل وعلا القمر ينير الارض اذا طلع وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة - 00:07:54ضَ
لمن اراد ان او اراد شكورا وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة خلفة يعني يخلف بعضه بعضا يذهب الليل ويخلفه النهار ويذهب النهار ويخلفه الليل وقيل خلفة بمعنى مختلفين هذا ابيض - 00:08:30ضَ
مسفر وهذا اسود مظلم وجعل النهار مسفرا وجعل الليل مظلما وقيل بمعنى يتعاقبان في الظياء والظلام والزيادة والنقصان يزيد الليل فينقص النهار. ويزيد النهار فينقص الليل قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه - 00:08:59ضَ
وابن عباس رضي الله عنه والحسن بمعنى من فاته شيء من الخير بالليل ان يعمله بالنهار ومن فاته شيء بالنهار عمله في الليل وقال الحسن رحمه الله ان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه - 00:09:32ضَ
اطال صلاة الظحى صلى صلاة الضحى طويلة فقيل له صنعت اليوم شيئا لم تكن تصنعه من قبل فقال انه بقي علي من وردي شيء فاحببت ان اتمه او قال احببت ان اقضيه - 00:10:00ضَ
وتلا رضي الله عنه هذه الاية الكريمة وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان يذكر او اراد شكورا واستدل بقضائه لوالده من الليل في النهار في هذه الاية الكريمة - 00:10:29ضَ
قال العلماء رحمهم الله من فاته ورده من الليل اذ تحب ان يقضيه ضحى ما بين طلوع الشمس وارتفاعها قدر رمح الى ان تقف الشمس في وسط السماء ورؤي في هذا حديث - 00:10:58ضَ
فمن اداه في هذا الوقت فكأنما اداه في الليل لكنه لا يقضي الوتر ركعة واحدة وانما يقضيه شفعا فاذا كان يوتر بواحدة قضاه ركعتين لمن اراد ان يذكر رؤيا قري بالتشديد - 00:11:25ضَ
يذكر وقرأ يذكر بالتخفيف والتشديد بمعنى يتذكر يتذكر عظمة الله جل وعلا وقدرته وبالتخفيف من اراد ان يذكر الله جل وعلا والمعنى ان المتذكر المعتبر اذا نظر في اختلاف الليل - 00:11:58ضَ
والنهار علم انه لابد لهما من خالق يتصرف فيهما وهو الله جل وعلا لمن اراد ان يذكر او اراد شكورا اراد ان يشكر الله جل وعلا على ما اودعه في الليل والنهار - 00:12:32ضَ
وهذه الكواكب العظيمة من النعم العظيمة للعباد لمن اراد ان يتذكر او اراد شكورا واو هذه هي مانعة الخلو وليست مخيرة بينهما بل ممكن الجمع بينهما يمكن الجمع بالتذكر والشكر لله جل وعلا - 00:13:02ضَ
وحينما ذكر في الايات السابقة الكفار وحالهم وتعنتهم والقائهم الاسئلة على النبي صلى الله عليه وسلم الاحراج والتعنت ورد الله جل وعلا عليهم شبههم ذكر بعد ذلك شيئا من صفات عباد الرحمن الصالحين المطيعين لله جل وعلا - 00:13:34ضَ
على فقال تعالى وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما عباد الرحمن الاظافة هنا لله جل وعلا للرحمن اضافة تشريف وتفضيل والا فالخلق كلهم عباد الله وعباد الرحمن - 00:14:07ضَ
المطيع منهم امتثل ما خلق من اجله والعاصي منهم لم يمتثل وهو عبد لله جل وعلا شاء ام ابى امتثل او عصى وعباد الرحمن مبتدأ وخبره الموصول وما بعده مما عطف عليه - 00:14:45ضَ
وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا يمشون على الارض تهاون هينا ممشاهم بسكينة ووقار واحتشام وليس المراد معنى هونا انهم يمشون بضعف وتماوت هذا ممنوع في الشرع وعمر رضي الله عنه - 00:15:18ضَ
حينما رأى شابا يمشي في تماوت وضعف قال اانت مريض قال لا تعاله بالدرة ضربه قال لا تمش هذا الممشى الا ان كنت مريظ والنبي صلى الله عليه وسلم كان اذا مشى - 00:15:54ضَ
لانه ينحط من صمب من عال يعني يسرع في ممشاه عليه الصلاة والسلام والتماوت كما يفعله بعض الناس جهلا هذا ليس من صفة عباد الرحمن الاخيار وانما يمشي ممشى معتدلا - 00:16:20ضَ
وكان عمر رضي الله عنه كما وصف كان اذا مشى اسرع واذا قال اسمع واذا ضرب اوجع فاذا مشى اسرع وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا بسكينة ووقار وادب - 00:16:44ضَ
وذلك لمن طوت عليه نفوسهم من الاخلاق الفاضلة والادب مع الله جل وعلا ومع عباده الظاهر يدل على ما في الباطن الادب الظاهري يدل على الادب الباطني وعلى ما يتصف به القلب - 00:17:14ضَ
من الوقار وحسن التأدب مع الله جل وعلا ومع عباده وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكفأ في مشيه كأنما يمشي في صبب يعني في منحدر سرعته عليه الصلاة والسلام - 00:17:41ضَ
قال ابن عباس رضي الله عنهما هم المؤمنون الذين يمشون على الارض هونا اي بالطاعة والعفاف والتواضع وقال ايضا رضي الله عنه هونا اي علما وحلما اي متواضعين غير اسيرين ولا مرحين ولا متكبرين - 00:18:07ضَ
العلماء حكماء اصحاب وقار وعفة ولهذا كره بعض العلماء رحمهم الله الركوب في الاسواق لقوله جل وعلا يمشون على الارض هونا وقال جل وقال في صفة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:18:40ضَ
ويمشي في الاسواق ثم ان هؤلاء الاخيار قد يبتلون لاشرار يتعرضون لهم قد يبتلى المرء بجاهل يتسلط عليه امام موقفه من ذلك هل يجهل اذا جهل الجاهل عليه؟ لا قال جل وعلا - 00:19:07ضَ
واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما قد يتعرض الحكيم الى من يجهل عليه الشتم والسب والتعرض له بالاذى فهل يقابله بالمثل؟ لا يتحمل منه يتحمل من الجاهل ولا يرد عليه بمثل - 00:19:35ضَ
جهله وسفهه فلا يجهلون مع من يجهل ولا يشافهون احلى السفهي بمثل قولهم قال بعض المفسرين ليس هذا السلام من التسليم وانما هو من التسلم يعني قال قولا يسلم به - 00:20:10ضَ
من ان يؤذيه او ان يتعرض له وليس المراد انه يسلم عليه لانه قد يكون كافر لا يستحق ان يسلم عليه فليس المراد هنا بالسلام انه يسلم عليه وانما يسلم منه - 00:20:42ضَ
بان يتركه ويعرض عنه فيقول من المسالمة ومن المطاركة والاعراب قال مجاهد رحمه الله معنى سلاما يعني سدادا وليس المراد بها التحية سدادا يعني يقول قولا سدادا يسلم به من شر هذا المؤذي - 00:21:10ضَ
قال بعض المفسرين لم يؤمر المسلمون ان يسلموا على المشركين بل امروا الصفح والهجر الجميل يصفح اذا جهل الجاهل ويهجر اهجرا جميلا يسلم به من شره وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:21:41ضَ
يقف على اندية المشركين ويدانيهم ولا يداهنهم يدعوهم الى الله جل وعلا ويرغبهم في طاعة الله وتوحيده هذه صفة عباد الرحمن مع الخلق ثم بين جل وعلا صفتهم مع خالقهم - 00:22:12ضَ
وقال والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما تلك صفاتهم بالنهار في معاملة الناس وهذه صفتهم بالليل تعاملهم مع ربهم جل وعلا والذين يبيتون لربهم سجدا. على وجوههم يصلون وقياما على اقدامهم - 00:22:45ضَ
يمظون كثيرا من الليل في السجود والقيام وليس المراد بان يبيتون انهم يحيون الليل كله بالصلاة ليس هذا مراد فمن ادرك شيئا من الليل فقد بات فيه اي انهم يحيون شيئا من الليل - 00:23:18ضَ
الصلاة لله جل وعلا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله وقيام الليل - 00:23:52ضَ
فرضه الله جل وعلا على محمد صلى الله عليه وسلم وهو سنة في حق امته وقد رغب صلى الله عليه وسلم في قيام الليل ورغب في المحافظة على صلاة الوتر - 00:24:14ضَ
وصلاة الوتر من قيام الليل ووقت الوتر من بعد صلاة العشاء ولو مجموعة مع المغرب الى طلوع الفجر كل هذا وقت لصلاة الليل وصلاة الوتر وكلها تسمى قيام ليل وتسمى تهجد - 00:24:34ضَ
والصلاة بالليل افضل من الصلاة بالنهار وقد قال عليه الصلاة والسلام افضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وافضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل وذلك ان قيام الليل اقرب الى الاخلاص. لانه ابعد عن الناس. وابعد عن الرياء - 00:25:00ضَ
والمرء يصلي في بيته ولا يعلم عنه الا الله جل وعلا ولذا اثنى الله جل وعلا على قيام الليل وجعل قيام الليل من صفة عباد الرحمن الذين يحبهم الله جل وعلا ويحبونه - 00:25:30ضَ
والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم مع حسن معاملتهم للخلق ومعاملتهم لله جل وعلا وقيامهم الليل هم على خوف ووجل من ان ترد اعمالهم عليهم وان يكونوا من اهل النار - 00:25:59ضَ
يخافون من ذلك فهم يتضرعون الى الله جل وعلا خوفا من عذابه يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم يصرفه عنا وابعده عنا وابعدنا عنه وليس في الاخرة الا منزلتان النار والجنة - 00:26:28ضَ
فمن لم يكن من اهل النار فهو من اهل الجنة والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم وهكذا المؤمن يحتقر عمله ويستقله وانه لم يقم بما اوجب الله عليه كما يحب الله - 00:26:54ضَ
يزدري عمله ويزدري نفسه ويتضرع الى الله جل وعلا سائلا له النجاة من النار ان عذابها كان غراما هذا الختام يصح ان يكون من كلام الله جل وعلا الاية كلها من كلام الله - 00:27:20ضَ
لكن يصح ان يكون مما لم يقله عباد الرحمن وانما مما قاله الله جل وعلا عن النار ويصح ان يكون مما الله جل وعلا عن عباد الرحمن انهم يقولون ان عذابها اي النار كان غراما اي - 00:27:45ضَ
حقه ان عذابها كان غراما اي لازما لزوما كليا. وهذا بالنسبة للكفار لان الكافر اذا دخل النار لزمها فلا يخرج منها ابدا واما المسلم فان دخل النار للتطهير عن المعاصي التي اقترفها في الدنيا فانه يخرج منها - 00:28:07ضَ
والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما انها ساءت مستقرا ومقاما فهي بئس المقر وبئس المقام ومستقرا ومقاما كلاهما بمعنى واحد وقيل هما مختلفان المستقر للعصاة من المسلمين - 00:28:44ضَ
والمقام للكفار فانهم يخلدون فيها دائما وابدا انها ساءت مستقرا ومقاما والمخصوص بالذم محذوف تقديره هي اي جهنم فهم خائفون وجلون وكلما كان العبد بالله اعرف فهو منه اخوف كما قال الله جل وعلا انما يخشى الله من عباده العلماء - 00:29:22ضَ
وكلما علم العبد حق الله جل وعلا خشيه وخافه وخاف مكر الله جل وعلا والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا هذه صفتهم مع اهليهم والذين اذا انفقوا على عيالهم - 00:30:04ضَ
ومن تحت ايديهم ومن تلزمه نفقته تلزمهم نفقته لم يسرفوا ولم يقتروا الاشراف ممنوع والتقدير ممنوع والوسط هو المطلوب ولا تبذر تبذيرا ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا - 00:30:32ضَ
والذين اذا انفقوا لم يسرفوا لم يسرفوا لم ينفقوا نفقة لا محل لها ولا لزوم لها بل لا ينفقون الا في وجهه الشرعي لم يسرفوا ولم يقتروا بفتح الياء وضم التاء لم - 00:31:09ضَ
وقرأ بفتح الياء وكسر التاء. لم وقرأ بضم بضم الياء وكسر التاء اي لم يؤتر لم يقتروا والتقدير في النفقة هو التظييق قال بعض السلف رحمهم الله من امسك عن الانفاق - 00:31:39ضَ
في طاعة الله فهو مقتر ومن انفق في طاعة الله فهو القوام ومن انفق في غير طاعة الله فهو الاسراف قال يزيد ابن حبيب رحمه الله اولئك يعني الموصوفون بهذه الصفة - 00:32:17ضَ
اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا لا يأكلون طعاما للتنعم واللذة ولا يلبسون ثوبا للجمال ولكن كانوا يريدون من الطعام ما يسد عنهم الجوع ويقويهم على عبادة الله. ومن اللباس ما يستر عوراتهم. ويقيهم الحر والبرد - 00:32:46ضَ
والله جل وعلا يقول ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط قال ابن عباس رضي الله عنهما هم المؤمنون لا يسرفون فينفقوا في معصية الله ولا يقترون - 00:33:18ضَ
فيمنعوا حقوق الله قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه كفى شرفا الا يشتهي شيئا الا اشتراه واكله يعني ان يعطي نفسه هواها يقول يمنع نفسه عن كثيرا مما تشتهي ليؤدبها - 00:33:44ضَ
وكان بين ذلك قواما بفتح القاف وقرأ بكسرها قوام وقوامة يعني وسطا بين الامرين بين الاسراف وبين التقطير وهكذا تكون نفقة المؤمن والمراد الوسط في الانفاق على نفسه وعلى من يعول - 00:34:12ضَ
واما البذل في طاعة الله جل وعلا فلا اشراف في ذلك ولو بذل كل ما يملك لان النبي صلى الله عليه وسلم لما حث على الصدقة ذهب ابو بكر رضي الله عنه - 00:35:02ضَ
واحضر كل ما له رضي الله عنه وذهب عمر فاحضر نصف مالح نصف ما يملك قدمه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل النبي صلى الله عليه وسلم - 00:35:27ضَ
ابا بكر رضي الله عنه ماذا ابقيت لعيالك قال ابقيت لهم الله ورسوله ما عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم خير لهم يعني لم يبقي شيئا رضي الله عنه - 00:35:51ضَ
وقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وسأل عمر رضي الله عنه ماذا ابقيت لعيالك؟ قال ابقيت لهم النصف وعند هذه الواقعة قال عمر رضي الله عنه لا اسابق ابا بكر بعدها ابدا - 00:36:14ضَ
يعني لا انافسه. لانه رضي الله عنه توقع انه يسبق لما احضر نصف ما يملك فاذا بابي بكر رضي الله عنه احضر كل ما له رضي الله عنهم فالانفاق في طاعة الله لا اسراف فيه - 00:36:36ضَ
لو خرج المرء من كل ما يملك لله تقربا اليه في طاعته سبحانه من غير رياء ولا سمعة الله جل وعلا يثيبه على ذلك ولا يعتبر ذلك اسرافا بل مسارعة الى الخيرات - 00:36:59ضَ
ومسابقة في الاعمال الصالحة وكان بين ذلك قواما اي هؤلاء اذا انفقوا على انفسهم او انفقوا على من يعولونهم ينفقون نفقة وسط لا اسراف ولا تقتير يكتفون بالكفاف ويوفرون الزائد للانفاق في طاعة الله جل وعلا - 00:37:23ضَ
والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:37:54ضَ