تفسير ابن كثير | سورة الحج

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 9- سورة الحج | من الأية 19 إلى 22

عبدالرحمن العجلان

تقدم لنا قوله جل وعلا ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين اشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة ان الله على كل شيء شهيد وهنا قال جل وعلا - 00:00:00ضَ

هذاني خصمان اختصموا في ربهم من هذان الخسمان يقول الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه فينا نزلت هذه الاية وانا اول من يجلس في الخصومة على ركبتيه بين يدي الله يوم القيامة - 00:00:34ضَ

فهذا يبين سبب نزول هذه الايات قال بعض المفسرين نزلت بالذين خرجوا وتبارزوا يوم بدأ وهم ثلاثة من جند الرحمن من المسلمين حمزة وعلي وعبيدة ابن الحارث رضي الله عنهم - 00:01:11ضَ

وثلاثة من حزب الشيطان وهم عتبة وشيبة ابن ربيعة والوليد ابن عتبة ابل وابنه واخوه من حزب الشيطان تبارزوا مع ثلاثة من حزب الرحمن من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:01:56ضَ

عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمه علي وابن عمه عبيدة ابن الحارث قال بعض المفسرين نزلت المسلمين الاخذين بشرع الله جل وعلا مع الكفار المعرضين عن شرع الله - 00:02:30ضَ

قالوا والعبرة في عموم اللفظ لا بخصوص السبب فالمسلمون خصماء مع الكفار وقد تقدم قوله جل وعلا ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين اشركوا ان الله يفصل بينهم - 00:03:08ضَ

هذا هو الفصل بينهم قال هذان خصمان الخصم الاول المؤمنون والخصم الثاني اليهود والصابئون والنصارى والذين اشركوا والمجوس والذين اشركوا خمسة اصناف من حزب الشيطان وصيف واحد حزب الرحمن وهم المؤمنون بالله - 00:03:39ضَ

قال الله جل وعلا في تلك الاية ان الله يفصل بينهم وفي هذه الاية اظهر جل وعلا خصومتهم وفصل بينهم ولا منافاة بين القولين قد يكون سبب نزولها كما قال الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه - 00:04:22ضَ

انها نزلت فيه وفي من معه رضي الله عنهم انهم خصماء مع الثلاثة الكفار وذلك سبب من اسباب نزولها وهي بعد ذلك تكون عامة المؤمنون خصم للكفار ايا كان نوعهم - 00:04:52ضَ

وقيل وهو قول ضعيف هذان خصمان اي الجنة والنار اغتصبتا الى الله جل وعلا وقد ورد في الحديث ان الجنة والنار اختصمتا وقالت النار الجبابرة والمتكبرون وقالت وقالت الجنة في الضعفاء - 00:05:26ضَ

والفقراء وقضى الله جل وعلا بينهما قال للجنة انت رحمتي ارحم بك من اشاء من عبادي وقال للنار انت عذابي اعذب بك من اشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها - 00:06:03ضَ

هذان خصمان اختصموا في ربهم اختصموا في ربهم اختصموا فيما يتعلق بالله جل وعلا في صفاته المؤمنون اثبتوا صفات الله جل وعلا على ما يليق بجلاله وعظمته والكفار نفوا ذلك وانكروه - 00:06:27ضَ

لما سمعوا الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الله ويدعو الرحمن قالوا لا نعرف الا رحمن اليمامة يعنون مسيلمة الكذاب فانكروا صفات الله جل وعلا واسماء اختصموا في اوامر الله جل وعلا - 00:07:03ضَ

المؤمنون امتثلوا امر الله جل وعلا وامر رسوله صلى الله عليه وسلم واخذوا بهما وعظوا عليهما بالنواجذ وانتهوا عما نهاهم الله جل وعلا عنه ونهاهم عنه رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:07:35ضَ

واما الكفار فلم يأخذوا بما امرهم الله جل وعلا به ولا بما امرهم به الرسول صلى الله عليه وسلم بل ظربوا بذلك عرض الحائط ولم ينتهوا عما نهاهم الله عنه او نهاهم عنه رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:07:58ضَ

فهم متخاصمون ويقال خصمان اذا تشاجرا وتنازع ويقال خصمان اذا اختلفا في امر من الامور وان لم يجري بينهما حوار فالمسلم خصم للكافر والكافر خصم للمسلم وان لم يجري بينهما نزاع - 00:08:23ضَ

لكن لان كل واحد منهما مختلف مع الاخر وكل واحد يقول الحق عندي وما عندك يقول للاخر ضلال وليس عندك هدى ويقال لهما خصمان وان لم يجتمعا للشجار والنزاع في امر من الامور - 00:09:00ضَ

اختصموا في ربهم فحكم الله جل وعلا بينهم بان بين ما لكل فريق وقال جل وعلا فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم الى اخر الايات - 00:09:32ضَ

بين جل وعلا ما اعده للكفار فالذين كفروا قطعت لهم ثياب تقطيع الثياب بمعنى تجزئة الملبوس حتى يخاطئ ويعد على قدر الجسم المراد انهم يكونون في داخل النار وتكون النار فوقهم والعياذ بالله طبقات - 00:10:08ضَ

وكأنها ثياب لهم وقيل المراد انه يفصل لهم ويلبسون ثياب من حديد من نحاس الذي هو اشد انواع المعادن حرارة اذا احمي النحاس والعياذ بالله قطعت لهم ثياب من نار - 00:10:48ضَ

ضيعت لهم هذه الثياب يقولون فيها ويقولون داخل النار والعياذ بالله يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصب من فوق رؤوسهم الحميم الحميم الماء الحار ويقول ابو هريرة رضي الله عنه - 00:11:24ضَ

بعدما تلا هذه الاية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الجمجمة الرأس حتى يخلص الى جوفه ينزل من الراس الى الجوف فيشلت ما في جوفه - 00:11:59ضَ

حتى يمرق من قدميه وهو السهر ثم يعاد كما كان والعياذ بالله وقال ابن عباس رضي الله عنه حبر هذه الامة وترجمان القرآن وابن عم النبي صلى الله عليه وسلم - 00:12:31ضَ

يمشون وامعاؤهم تتساقط وجلودهم وعنه رضي الله عنه قال يسقون ماء اذا دخل في بطونهم اذابها والجلود مع البطون والصهر الاذابة يسقون ماء اذا دخل في بطونهم اذابها يعني تذوب الامعاء داخل البطون - 00:13:03ضَ

وتذوب الجلود من الحرارة الداخلية والخارجية والعياذ بالله والسهر في اللغة هو الاذابة صهره بمعنى اذابه يقول صهرت الشيء فانصهر اي اذبته فذاب اي انه يذاب بذلك الحميم ما في بطونهم من الامعاء والاحشاء - 00:13:43ضَ

ويسحر به الجلود يسهر به ما في بطونهم يذاب والجلود ولهم مقامع من حديد المقامع السياق والمطارق التي يضرب بها يقمع بها الرأس يقال قمعه اذا ضربه على رأسه بالمقمعة - 00:14:18ضَ

وهذه المقامع يضربون بها وهي من الحديد الثقيل اخرج الامام احمد رحمه الله ابو يعلى والحاكم وصححه والبيهقي رحمهم الله عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - 00:14:56ضَ

لو ان مطمعا من حديد وضع في الارض فاجتمع الثقلان ما اقلوه من الارض ولو ضرب الجبل بمقمع من حديد لتفتت ثم عاد كما كان يتفتت فيكون ترابا الجبل لو ظرب ظربة واحدة بهذا المقمع والعياذ بالله - 00:15:23ضَ

ولهم مقامع من حديث فيجتمع عليهم انواع التعذيب والعياذ بالله ثياب من نار وهم في داخل النار ويصب من فوق رؤوسهم الماء الحار الشديد الحرارة الذي يسهر ما في البطون - 00:15:52ضَ

من الامعاء والاحشاء والجلود ثم مع ذلك ظرب بالمقامع على الرؤوس على رؤوسهم كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها تحملهم اللهب والنار فترتفع بهم فيتوقعون انهم يخرجون منها او انها ترميهم خارجها - 00:16:26ضَ

فتأتي هذه المقامع بايدي الزبانية الملائكة المعدة لتعذيب العصاة والكفار من بني ادم حب ما اليهم تعذيب الكفار كما حبب لابن ادم الطعام والشراب خلقوا لذلك فاذا ارتفعوا وتوقعوا انهم - 00:17:11ضَ

يخرجون والا فانهم لا يخرجون ولا ينفصلون منها. جاءتهم المقامع هذه على رؤوسهم فتقمعهم فينزلون الى اسفل النار والعياذ بالله كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم او في غم شديد - 00:17:39ضَ

وعذاب اليم يحشرهم ويأخذ بانفاسهم فلا يخرج النفس الا في شدة وقسوة اعيدوا فيها اي ردوا الى جوفها في هذه المقامع التي يقمعون بها والعياذ بالله هذا العذاب الذي يحسون به - 00:18:05ضَ

ولهم عذاب من نوع اخر وهو التبكيت والتوبيخ واللوم من الملائكة يقال لهم ذوقوا عذاب الحريق يعني انتم في هذا دائما وابدا وهذا طعامكم وشرابكم هذا العذاب كأنه الطعام لكم والشراب ذوقوه - 00:18:41ضَ

وانتم مستمرون عليه من باب التبكيت والتوبيخ لهم وذوقوا عذاب الحريق اي العذاب المحرق المؤلم والله جل وعلا بين ما لهذا الفريق من انواع العذاب لتقوم الحجة على العباد فمن عصى واعرض عن طاعة الله - 00:19:16ضَ

يكون اعرض وعصى عن بصيرة وعناد وعدم مبالاة بما توعد الله جل وعلا به العصاة ومن اراد الله جل وعلا له الهداية والتوفيق اذا سمع شيئا من اخبار اهل النار - 00:19:56ضَ

وما اعد الله جل وعلا لهم فيها ورجع وتاب وندم على ما فرط منه واستغفر الله جل وعلا فتاب الله عليه ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة - 00:20:24ضَ

الامر واضح جلي فمن اعرض عن طاعة الله جل وعلا ونام عن الصلوات الخمس وتساهل في الاوامر وضيعها ولم يبالي بها فهو والعياذ بالله متوعد في هذا الوعيد الشديد كما قال بعض السلف - 00:20:55ضَ

كيف استريح او تقر عيني والله جل وعلا لو توعدني ان عصيته بان يوقفني في الشمس لما اشترحت فكيف وقد توعد من عصاه بالنار التي وقودها الناس والحجارة الله جل وعلا بين - 00:21:25ضَ

وحكم ما لكل فريق من الفريقين فريق المؤمنين وفريق الكفار الذين امنوا فريق والذين هادوا والصابئون والنصارى والمجوس والذين اشركوا الفريق الاخر والمشرك يشمل امم واصنافا كثيرة من الكفار لان من ترك الصلاة - 00:21:58ضَ

فقد كفر ويسمى مشرك وان لم يعبد صنم لانه عبد هواه اطاع هواه في معصية الله جل وعلا فليتنبه المرء وليعد العدة للسؤال والنقاش والحساب في عبد الله جل وعلا - 00:22:37ضَ

على بصيرة من امره ويبتعد عن معصيته على بصيرة من امره وقد بين جل وعلا ما فصل به لمن عصاه وسيأتي في الايات اللاحقة ان شاء الله غدا ما اعده الله جل وعلا - 00:23:14ضَ

لعباده المؤمنين وهم الخصم الاخر ارجو الله جل وعلا ان يجعلني واياكم ممن امن به وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وبالقدر خيره وشره واجتهد في طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. وابتعد عن معصيته ومعصية رسوله - 00:23:50ضَ

صلى الله عليه وسلم وجعلنا جميعا من من حزبه المفلحين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:24:21ضَ