تفسير ابن كثير | سورة ق

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 9- سورة ق | من الاية 41 إلى 45

عبدالرحمن العجلان

والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد بالله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج - 00:00:01ضَ

انا نحن نحيي ونميت والينا المصير يوم تشقق الارض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير نحن اعلم بما يقولون وما انت عليهم بجبار هذه الايات الكريمة هي خاتمة سورة قاف - 00:00:34ضَ

جاءت بعد قوله جل وعلا ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب واصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب - 00:01:16ضَ

ومن الليل فسبحه وادبار السجود واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب. الايات هذا امر من الله جل وعلا بعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ان يستمع الى ما يوحى اليه - 00:01:41ضَ

من احوال يوم القيامة والامر في هذا للتهويل والتفخيم هذا امر عظيم واستمع يوم ينادي المنادي وقيل المراد استمع ليس المراد السمع وانما بمثابة ان يقال ترقب او انه دنى الامر - 00:02:13ضَ

وسيقع قريبا انه عليه الصلاة والسلام يقول بعثت انا والساعة كهاتين واشار بالسبابة والوسطى يعني ان الامر قرب وانه حان وليس المراد الاستماع للنداء لان الاستماع للندا ليس خاصا النبي صلى الله عليه وسلم بل هو عام للجميع كل سيسمعه - 00:02:54ضَ

واستمع يوم ينادي المنادي يوم ينادي المنادي فيها قراءتان او اكثر بالنسبة للوصل والوقف الاثبات اثبات الياء في الوصل والوقف واثباتها او حذفها في الوصل والوقف او اثباتها في احدهما دون الاخر - 00:03:27ضَ

قراءات يوم ينادي المنادي المنادي من هو والمراد بهذا النداء المنادي جبريل والنافق في في الصور اسرافيل عليهما الصلاة والسلام وقيل المنادي هو اسرافيل حينما ينفخ في السور وذلك انه ينادي الناس - 00:03:55ضَ

هلموا الى الحساب ورد عنه يقول يا ايها الناس هلموا الى الحساب وقيل ينادي قائلا ايتها العظام البالية والاوصال المتقطعة واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة ان الله يأمركن ان تجتمعن لفصل القضاء - 00:04:32ضَ

فيجمع الله جل وعلا الاولين والاخرين بعد ان يرسل على الارض مطرا تنبت فيه الاجسام كما ينبت العشب في هذا المطر باذن الله جل وعلا فاذا اكتملت الاجسام في النبات - 00:05:08ضَ

نفخ اسرافيل في الصور فتطايرت الارواح فكل رح دخلت ودبت في الجسم الذي كانت تعمره في الدنيا بامر الله جل وعلا كل روح تذهب الى جسمها واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب - 00:05:32ضَ

قريب قيل بمعنى قريب اي متوسط من الارض من صخرة بيت المقدس وقيل بمعنى قريب انه قريب من كل شخص يعني استماع وسماع الناس له كلهم يسمعونه كأنه من قريب - 00:06:03ضَ

يسمعون هذه الصيحة كأنها قريبة من كل شخص بذاته وقيل القريب هو صخرة بيت المقدس انها متوسطة من الارض كلها يوم يسمعون الصيحة بالحق الصيحة بالحق الحق المراد به البعث - 00:06:33ضَ

لانه حق ثابت لا شك فيه والصيحة هذه صيحة البعث لان فيه صيحة الصعق وصيحة البعث صيحة الصعق التي يموت فيها الخلائق كلهم ولا يبقى الا الواحد القهار جل وعلا - 00:07:01ضَ

وصيحة الف الحياة الصيحة الثانية يقوم الناس ويحيون من قبورهم وقيل هي ثلاث صيحة الفزع يعني يفزع الناس ثم صيحة الصعق يصعق الناس فيموت ثم صيحة البعث الاخيرة والمراد هنا بالصيحة هذه صيحة البعث لانه يعقبها الحشر وجمع الناس الى المحشر - 00:07:29ضَ

يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج هي صيحة واحدة يفزع يقوم الناس كلهم ويحيون من قبورهم ذلك اي هذا اليوم الذي فيه الصيحة يوم الخروج يوم الخروج يوم البعث من الخبور يخرجون - 00:08:14ضَ

ويسمى يوم العيد بالنسبة للدنيا يوم الخروج ويوم البعث يسمى يوم الخروج لان الناس كلهم يخرجون من قبورهم الى المحشر ذلك يوم الخروج انا نحن نحيي ونميت انا نحن نحيي ونميت - 00:08:44ضَ

الحياة والاماتة الى الله جل وعلا وحده لا يشاركه احد في ذلك. كائنا من كان فهو الذي يحيي وهو الذي يميت انا نحن نحيي نحيي البعث يبعث الناس فيحييهم جل وعلا - 00:09:15ضَ

ونميت في الدنيا بعد الحياة الاولى الموت وقدم الاحياء على الاماتة وان كان الترتيب الزمني اولا الاماتة ثم الاحياء. اولا لان الواو لا تقتضي الترتيب وثانيا لان المجال والحديث في هذه الحياة - 00:09:41ضَ

الحياة الاخرة وقدمها للاهتمام بها ولانها المتحدث عنها لاجل ان يحسب لها المرء حسابا انا نحن نحيي في الاخرة ونميت في الدنيا والينا المصير. المرجع الى الله جل وعلا. وحده لا شريك له - 00:10:08ضَ

والنون والينا النون تقول للمعظم نفسه ولا احد يستحق التعظيم كما يستحقه الله جل وعلا قول المتكلم ومعه غيره والمراد هنا التعظيم لله جل وعلا والينا المصير المرجع والمآب فنجازي كل عامل بعمله - 00:10:43ضَ

لا يظلم الله جل وعلا الخلق شيئا وانما كل يوفى ما يستحق من قدم خيرا اعطي ثوابه ومن قدم غير ذلك نال عقابه ان لم يعفو الله جل وعلا عنه - 00:11:16ضَ

يقول تعالى واستمع يا محمد يوم ينادي المنادي من مكان قريب قال قتادة قال كعب الاحبار يأمر الله تعالى ملكا ان ينادي على صخرة بيت المقدس ايتها العظام البالية والاوصال المتقطعة - 00:11:39ضَ

ان الله يأمركن ان تجتمعن لفصل القضاء يوم يسمعون الصيحة بالحق يعني النفخة في الصور التي تأتي بالحق الذي كان اكثرهم فيه يمترون كفار مكة ومن نزلت عليهم هذه الايات - 00:12:04ضَ

يشكون ويمترون في هذا لكن هذا واقع لا محالة ذلك يوم الخروج اي من الاجداث انا نحن نحيي ونميت والينا المصير اي هو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه واليه مصير الخلائق كلهم - 00:12:27ضَ

ويجازي كلا بعمله ان خيرا فخير وان شرا فشر يوم تشقق الارض عنهم سراعا يوم تشقق بتخفيف الشين وفي قراءة سمعية يوم تشقق الارض بتشديد الشين يوم تشقق الارض عنهم - 00:12:55ضَ

هاي عن الناس اجمعين تراعا بامر الله جل وعلا يخرجون سراعا كما قال الله جل وعلا كأنهم الى نصب يوفظون يركظون وحشر الناس كما جاء في الاحاديث يتفاوتون منهم من يحشر على خيول - 00:13:27ضَ

ونوقن مجملة ومنهم من يساق سوقا يوم تشقق الارض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير هذا الحشر والشوق الى القيامة يسير على الله جل وعلا. وتشقق الارض يسير على الله جل وعلا. اولا - 00:13:59ضَ

لا يتخلف احد في بطن الارض فالكل ذات روح تخرج بامر الله جل وعلا ثم الحشر كذلك سوق الناس يساقون ولا ينفلت احد منهم او يشذ او يشرد او يميل - 00:14:31ضَ

او الجانب وانما كلهم يمشون الى هدف واحد وهو الى عرصات القيامة بامر الله جل وعلا ذلك حشر علينا يسير. يعني البعث وجمع الناس وسوقهم و دفعهم الى المحشر بسرعة يسير يعني سهل على الله جل وعلا - 00:14:53ضَ

ذلك حشر علينا يسير. نعم يوم تشقق الارض عنهم صراعا وذلك ان الله تعالى ينزل مطرا من السماء تنبت به اجساد الخلائق في قبورها كما ينبت الحب في الثرى بالماء - 00:15:24ضَ

فاذا تكاملت الاجساد امر الله كما ينبت الزرع بهذه هذا المطر الذي ينزله الله من السماء لا ينبت العشب وانما ينبت الخلق كلهم بما في ذلك الحيوانات والطير وغسائر الخلق - 00:15:46ضَ

لان الله جل وعلا يجمع الخلائق كلهم كل ذوات الارواح تجتمع ثم البهائم يقتص لبعضها من بعض ثم عند ذلك يقول الله جل وعلا لها كوني ترابا فعند ذلك يقول الكافر - 00:16:07ضَ

يا ليتني كنت ترابا. كما ذكر الله ذلك في سورة النبأ سورة عم. نعم واذا تكاملت الاجساد امر الله اسرافيل فينفخ في الصور الموكل بالنفخ في الصور. وقد التقمه. نعم - 00:16:25ضَ

وقد اودعت الارواح في ثقب في الصور فاذا نفخ اسرافيل فيه خرجت الارواح تتوهج بين السماء والارض فيقول الله عز وجل وعزتي وجلالي لترجعن كل روح الى الذي كانت تعمره - 00:16:48ضَ

فترجع كل روح الى جسدها. جميع الارواح في هذا السور ارواح الادميين وارواح الجن وارواح البهائم وسائر ذوات الارواح فتعوم بين السماء والارض بعد نفخ اسرافيل في الصور فيقول الله جل وعلا لها هذه البقالة وعزتي وجلالي لترجعن - 00:17:10ضَ

في عنا كل روح الى جسد الذي كانت تعبره في الدنيا فتذهب كل روح الى جسدها باذن الله جل سترجع كل رح الى جسدها فتدب فيه كما يدب السم في اللديغ وتنشق الارض عنهم. يعني تدخل فيه الحياة - 00:17:37ضَ

شيئا فشيئا كما يدب السم في اللديغ يعني السم يدخل مع القرصة مثلا مع لدغة الحشرة او العقرب او الحية ثم ينتشر في الجسم كذلك الروح باذن الله تدخل فيه ثم تدب فيه فتنتشر فيه كله - 00:17:59ضَ

وتنشق الارض عنهم فيقومون الى موقف الحساب. مبادرين الى امر الله عز وجل يقول الكافرون هذا يوم عسر وقال الله تعالى يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده يوم القيامة وتظنون ان لبثتم الا قليلا - 00:18:25ضَ

وفي صحيح مسلم عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا اول من تنشق عنه الارض هو اول من تنشق عنه الارض عليه الصلاة والسلام كرامة له - 00:18:54ضَ

عند الله جل وعلا نعم ذلك حشر علينا يسير اي تلك اعادة سهلة علينا يسيرة لدينا كما قال الله تعالى وما امرنا الا واحدة كلمح بالبصر مثل لمح البصر والناس والخلائق قيام باذن الله جل وعلا - 00:19:13ضَ

وقال تعالى ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة. بعث الخلائق كلهم كبعث نفس واحدة على الله جل وعلا لان الله جل وعلا لا يعجزه شيء الخلائق من اولهم الى اخرهم - 00:19:40ضَ

الى من خلق ادم الى ان يرث الله الارض ومن عليها كلهم بعثهم كنفس واحدة انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون نحن اعلم بما يقولون. ثم ان الله جل وعلا - 00:20:02ضَ

عز رسوله صلى الله عليه وسلم وسلاه بقوله جل وعلا نحن اعلم بما يقولون يعني لا يخفى علينا كلام كفار قريش المكذبين لك نحن نسمعه ونعلمه وسينالون جزاء بهم نحن اعلم بما يقولون - 00:20:24ضَ

وما انت عليهم بجبار. انت يا محمد لا تستطيع ان تجبرهم على الايمان لست عليهم بمسلط ما تستطيع وانما انت تدعو وتبلغ وقد دعوت وبلغت فحين اذ اديت ما عليك - 00:20:56ضَ

واما الجبر فانت لا تستطيع ان تجبرهم نحن اعلم بما يقولون وما انت عليهم بجبار لا تجبرهم على ما تريد منهم من الايمان. ونحن على اطلاع وعلم وسمع وبصر مما يقولون - 00:21:22ضَ

فذكر بالقرآن من يخاف وعيد. ذكر عظ ابين للناس واتوجه الى من يخاف الوعيد ويرجو الوعد اما من لا يخاف الوعيد ولا يصدق بالوعد فهذا لا فائدة فيه فذكر بالقرآن من يخاف وعيد - 00:21:44ضَ

ورد ان هذه الاية نزلت لما قال الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم لو خوفتنا يا رسول الله يعني ذكرت لنا شيئا مما امامنا مما يخاف منه - 00:22:22ضَ

من اجل ان نستعد لذلك ونتأهب ونخاف عقاب الله فانزل الله جل وعلا فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ابلغ ما يذكر به ويخوف به ويبشر به هو القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بعد - 00:22:41ضَ

بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد نحن اعلم بما يقولون اي نحن علمنا محيط بما يقول لك المشركون من التكذيب فلا يهدنك ذلك في قوله ولقد نعلم انه يضيق صدرك بما يقولون - 00:23:05ضَ

فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين وما انت عليهم بجبار ايها لست بالذي تجبر هؤلاء على الهدى وليس ذلك مما كلفت به قيل هذه الاية قال بعض المفسرين هذه الاية منسوخة - 00:23:32ضَ

في اية السيف يعني هذه الاية تشعر بانك لا تجبرهم على الايمان. لا تجبرهم على الاسلام ثم نسخ الله جل وعلا هذه الاية بالامر بالجهاد في سبيله لان هذه الاية مكية - 00:23:57ضَ

والامر بالجهاد في الايات المدنية والمراد باية السيف اذا قال بعض المفسرين هذه هذه منسوخة باية السيف ليس المراد بها اية واحدة بل هي يعني ايات الامر بالقتال. ايات الامر بالجهاد في سبيل الله - 00:24:18ضَ

فهو في اول الامر مأمور بان يعظ ويذكر ويبين ولا يقاتل. ثم امره الله جل وعلا ان يقاتل من ابى عن الاسلام فذكر بالقرآن من يخاف وعيد اي بلغت انت رسالة ربك - 00:24:42ضَ

فانما يتذكر من يخاف الله ووعيده ويرجو وعده كقوله تعالى وانما عليك البلاغ وعلينا الحساب وقوله فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر وقوله ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء - 00:25:04ضَ

وقوله انك لا تهدي من احببت. ولكن الله يهدي من يشاء. اي هذه الايات في هذا المعنى كثيرة كما اوردها الحافظ ابن كثير رحمه الله والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:25:32ضَ

وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:25:55ضَ