التفريغ
الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يتساءلون قال قائل منهم اني كان لي قريب فاذا متنا وكنا ترابا وعظاما اعنا لمدينون - 00:00:00ضَ
ولولا نعمة ربي لكم كنت من المحضرين افما نحن بميتين الا موتتنا الاولى وما نحن بمعذبين ان هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليعمل العاملون بمثل هذا فليعمل العاملون هذه الايات الكريمة - 00:00:50ضَ
سورة الصافات يذكر الله جل وعلا فيها ما يدور حديث فيما بينهم اثناء انسهم ونعيمهم في الجنة وقبل هذه الايات قوله جل وعلا لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم - 00:01:54ضَ
على سرر متقابلين عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين ما فيها غول ولا هم عنها ينزفون وعندهم قاصرات الطرف عين انهن بيض مكنون فاقبل بعضهم على بعض يتساءل هم في نعيمهم - 00:02:35ضَ
وسرورهم يطاف عليهم بكأس من معين وتقدم لنا ان المراد بالكأس كأس الخمر التي وصفها الله جل وعلا بقوله بيضاء للشاربين ما فيها غول ولا هم عنها ينزفون ما هي - 00:03:17ضَ
موصوفة بهذه الصفات الطيبة الجميلة المحببة الى النفس بخلاف خمر الدنيا فهي شر كلها وهي ام الخبائث قد ورد من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الاخرة ان لم يتب من ذلك - 00:03:46ضَ
وعندهم قاصرات الطرف عين كانهن بيض مكنون فاقبل بعضهم على بعض يتساءلون اقبل بعضهم يعني بعض اهل الجنة على بعض على بعض اهل الجنة يتساءلون يسأل بعضهم بعضا وهم في حالة انسهم - 00:04:15ضَ
وسرورهم وشربهم لهذه الخمر الموصوفة بهذه الصفات الطيبة ما جرى لهم وما حالهم في الدنيا يستأنسون بهذا الحديث فيما بينهم وحديث الاحباب مع بعضهم وسرور وكمال لذة اذا سلم المرء من الافات والمؤذيات والمنغصات - 00:04:44ضَ
والتقدير فيقبل بعضهم يعني في تلك الحال يقبل بعضهم على بعض يتساءلون وانما عبر بالماضي عن المستقبل بتحقق وقوعه. يقول الله جل وعلا فاقبل بعضهم على بعض واقبل فعل ماضي - 00:05:21ضَ
وهذا الاقبال لم يحصل بعد سيكون في الجنة فيما بعد هذا يكون بتحقق الوقوع قال علماء اهل اللغة يعبر في الماضي عن المضارع المستقبل بتحقق الوقوع وهذا كثير في القرآن - 00:05:48ضَ
وهم يشربون ويتحدثون على الشراب كعادة الشراب في الدنيا الله جل وعلا يعوض الاخيار الذين منعوا انفسهم ارحم ما حرم الله ان يعوضهم في الجنة ما هو خير واكمل واطيب - 00:06:23ضَ
ومن المعلوم ان المرأة حال الشراب والاستئناس يستأنس بمن حوله وبالحديث معه. ويكون الحديث شيق وجميل وخاصة ان هؤلاء في الجنة لا يبعثون ولا يتعبون ولا يتخوفون من زوال النعمة - 00:06:50ضَ
وكما قال الشاعر في الدنيا فما بقيت من اللذات الا احاديث الكرام على المدام يمتدح اللذة في حال الدنيا حال استئناسه في جلسائه حال شراب الخمر قال قائل منهم يعني من ضمن حديثهم وفي اثناء حديثهم واستئناسهم - 00:07:17ضَ
قال قائل منهم يعني من اهل الجنة اني كان لي قرين ومن الحديث قال احدهم لاصحابه اني كان لي قرين صاحب من هذا الصاحب والقرين قال مجاهد رحمه الله شيطان - 00:07:49ضَ
يعني كان قرينه من الشياطين وقال ابن عباس رضي الله عنهما قرينه من الانس صاحبه من الانس ومن هذا قيل صاحب وقيل شريك وقيل اخ اخ له وعلى كل وبينه وبين هذا علاقة في الدنيا - 00:08:17ضَ
اني كان لي قرين يقول انك لمن المصدقين من القائل هذا القرين الكافر يقول لصاحبه المؤمن انك لمن المصدقين الحمزة للاستفهام والمراد بالاستفهام هنا الانكار والتوبيخ الكافر يوبخ وينكر على المسلم - 00:08:50ضَ
اعترافه باليوم الاخر يقول ائنك لمن المصدقين بالبعث وتتصدق وتعطي لانك من المصدقين بما يقال اننا نبعث. وهذا لا حقيقة له في نظر الكافر ولا صحة له ولن يقع انك لمن المصدقين - 00:09:27ضَ
ثم يعلل انكاره الكافر يعلل انكاره على المسلم المؤمن يقول فاذا متنا وكنا ترابا وعظاما ائنا لمدينون هل تصدق اننا نعود اذا متنا وبلينا وكنا ترابا صارت لحومنا تراب واختلطت بالتراب - 00:09:58ضَ
ولا تتميز عنه وعظامنا بليت وتلفت تبعث مرة اخرى ونحيا ونحاسب على ما قدمنا وما عملنا هذا لا حقيقة ثم انه قال هذا المؤمن لاصحابه الذين يتحدث معهم هل انتم مطلعون - 00:10:29ضَ
هل تريدون ان نطلع عليه على هذا الصاحب لو ان القائل الملائكة عليهم السلام لما سمعوا حديث هؤلاء قالوا لهم هل انتم مطلعون على ما يقول صاحبكم وترون وتطلعون على - 00:11:03ضَ
هذا الكافر في النار قال ابن عباس رضي الله عنهما في الجنة قوى ينظر منها اهلها الى النار هو جمع كوة او قوة يعني فرجة يطلع منها اهل الجنة على اهل النار - 00:11:30ضَ
يزداد اهل الجنة سرورا بما هم فيه وغبطة واستئناس حينما يرون المعارضين لهم في الدنيا والمعاوئين لهم والمعادين لهم والمقاتلين لهم وهم يصلون النار ويستأنس المؤمنون بذلك يعني فيه فرج - 00:12:03ضَ
يطلع اهل الجنة منها على اهل النار ولا يمسهم منها شيء قال هل انتم مطلعون اطلع يعني المؤمن الذي يتحدث عن صاحبه اطلع يهيأ له بان يراه فرآه في الجحيم - 00:12:35ضَ
كما قال المفسرون رحمهم الله وسط رأى صاحبه هذا الذي ينتقد عليه او يضحك منه او يسخر منه في الدنيا على عبادته وعلى عمله الصالح رآه في وسط الجحيم في وسط النار - 00:13:11ضَ
قال تالله ان كدت لترضين قال المؤمن الذي في الجنة وصاحبه الذي كان معه في الدنيا وهو من اهل النار قالت الله حتى هذه من حروف القسم والله والله وبالله - 00:13:50ضَ
اقسم بالله تالله ان كدت وكاد يفهم منها المقاربة يعني انت حاولت وكدت ان تغلبني ان تجعلني مثلك من اهل النار اذا كدت ان تهلكني كما هلكت ان الفاجر والمنافق - 00:14:16ضَ
وجليس السوء يحاول ان يصرف صاحبه عن الطاعة والصالح تجاهد نفسه احيانا وتميل الى هذا واحيانا يتغلب على نفسه وهواه ويبتعد عن قرين السوء المهم ان فيه صراع وفيه مجاهدة - 00:14:44ضَ
ومقاتلة فمن من الله عليه بالتوفيق الى صراط مستقيم ولم يلتفت الى قرناء السوء الى من يريد ان يفت في عضده عن الطاعة والاقبال على الله جل وعلا ومن اراد الله خذلانه وهلاكه - 00:15:22ضَ
استجاب لكرماء السوء وهلك مثلما هلكوا ويشتكي كثير من الاخيار يقول ان ولدي نشأ نشأة صالحة وربيته على الخير والاستقامة لكنه اقترن بقرناء السوء فترك اذا كنت ربيته عليه وانصرف عن طاعة الله الى قرناء السوء - 00:15:56ضَ
وترك الصلاة وترك الطاعة وانهمك في المعاصي يقع هذا يتسلط قرناء السوء على ضعيف الايمان يهلكوه ويأخذوه ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من قرناء السوء. وحذر منهم مسلهم - 00:16:32ضَ
بمثال تنفر منه النفوس ورغب صلى الله عليه وسلم بجليس الخير لانه لا يأمرك الا بالخير والطاعة وينشطك على محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم هنا يقرب الى ذلك - 00:17:03ضَ
وجليس السوء تنافخ الكير لا تسلم من شره ابدا اما ان يحرق ثيابك واما ان تنال منه رائحة كريهة ما دمت معه والله ان كدت لترضين. والرداء هو الهلاك يعني توقعني في الردى - 00:17:29ضَ
والهلا والهلاك ولا اردى ولا اهلك من وقوعه في النار والعياذ بالله ولولا نعمة ربي لولا تفضل ربي علي الهداية العصمة من الشر والتوفيق للطاعة اذا كنت معك من المحظرين في نار جهنم - 00:17:59ضَ
كنت واقعا معك فيما انت واقع فيه لكن نعمة ربي جل وعلا انقذتني منك ومن وساوسك ومن تلقيه علي مما تحاول ان تصرفني به عن طاعة الله كنت من المحضرين - 00:18:29ضَ
الى هنا انتهى الكلام مع القرين قال هؤلاء بعضهم لبعض افما نحن بميتين في هذا الاثنى واثناء الحديث فيما بينهم يلتفت بعضهم لبعض يقول افما نحن بميتين حمزة للاستفهام عاطفة على مقدر من السياق يعلم - 00:18:59ضَ
نعيش في الجنة على هذه الصفة الحسنة فما نحن بميتين ونسلم من جميع العاهات والافات والامراض والموت وغير ذلك فما نحن بميتين يستأنسون بهذا لانهم يرون ذبح الموت بين الجنة والنار - 00:19:38ضَ
قبل ذلك قد يخشون من وقوع شيء بهم وحينما يرون ذبح الموت يستأنسون ويسرون ويفرحون بذلك يستأنس بذلك اهل الجنة ويحزن بذلك اهل النار ان اهل الجنة يفرحون اذا علموا ان لا موت - 00:20:17ضَ
وانهم سيستمرون على هذه الحالة على حال حسنة واهل النار والعياذ بالله ينادون ما لك يا ما لك ليقضي علينا ربك يتمنون الموت ينادون ملك الموت مخازن النار يتمنون الموت على ما هم فيه من العذاب والعياذ بالله - 00:20:45ضَ
فحينما يطمئنون انه لا موت يقول بعضهم لبعض افما نحن بميتين نحن في هذا السرور دائما وابدا نحن في هذا الانس والصحة وكمال الرزق والنعم والحور العين دائما وابدا افما نحن بميتين - 00:21:10ضَ
الا موتتنا الاولى التي حصلت الدنيا لانهم حينما يرون الموتى يذبح بين الجنة والنار يعرفونه انه مر على كل واحد كل واحد يعرفه من الاخيار والاشرار الا موتتنا الاولى التي حصلت في الدنيا - 00:21:37ضَ
وما نحن بمعذبين نحن في هذه الحياة دائما حياة بلا موت ولا يمسها عذاب سلمنا من العذاب هذا لهو الفوز العظيم يقول بعضهم لبعض هذا هو الفوز وهذا هو السعادة - 00:22:11ضَ
وينسون ما مر بهم من بؤس وشقاء في الدنيا وتعب ونكد ان هذا يعني هذا النعيم وهذه الحياة وهذا الانس هذا لهو الفوز والسعادة الفوز العظيم الذي لا يشبهه شيء - 00:22:41ضَ
فقال الله جل وعلا او قالت الملائكة لو قال هؤلاء المتحدثون بعضهم لبعض كما قال المفسرون رحمهم الله لمثل هذا مثل هذا فليعمل العاملون بمثل ما نحن فيه هذا الذي يستحق العمل - 00:23:09ضَ
هذا الذي يستحق الجد والاجتهاد في الطاعة ما دامت هذه هي النتيجة لمثل هذا يعمل العاملون النبي صلى الله عليه وسلم رأى من في سكرات الموت تجود به نفسه قال عليه الصلاة والسلام - 00:23:32ضَ
لمثل هذا فليعمل العاملون وحينما رأى النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال كنت امشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:23:58ضَ
يده في يد ورأى جنازة فاسرع المشي حتى اتى القبر ثم جثى على ركبتيه فجعل يبكي وهو اكرم الخلق على الله جل وعلا جعل يبكي حتى بل الثرى ثم قال لمثل هذا فليعمل العاملون - 00:24:17ضَ
مثل للقبر ولما بعد القبر فليعمل المرء وعن انس رضي الله عنه قال دخلت مع النبي صلى الله عليه وسلم على مريض يجود بنفسه وقال لمثل هذا فليعمل العاملون يعني لمثل هذه الحالة وما بعدها - 00:24:44ضَ
فليعمل العاملون لانه اذا عمل خيرا سعادة لا يشقى بعدها ابدا وان عمل سوءا والعياذ بالله شقي لمثل هذا فليعمل العاملون فليتذكر المؤمن هذه الصفات الحميدة التي اعدها الله جل وعلا لمن اطاعه - 00:25:12ضَ
وما يقابلها من العذاب العليم مؤلم ترى فيه تغلي في نار جهنم والعياذ بالله وليقارن بين هذا وهذا فليسعى في فكاك نفسه وخلاصها من النار ما دام في دار المهلة - 00:25:44ضَ
والله جل وعلا يسوق هذه الايات لعبادة تتلى عليهم وكأنهم يشاهدون الامر لان هذا قد حصل وهو موعود به في الدار الاخرة. ولكن ليتعظ من كان حيا يتعظ من كان يريد النجاة لنفسه - 00:26:08ضَ
وليسأل الله جل وعلا الثبات والتوفيق والسداد انه لا يملك ذلك لنفسه الا بتوفيق الله جل وعلا وليكن في ذلك نذارة لمن اشتغل وضيع وقته في معصية الله جل وعلا بان هذا هو مصير الهالكين - 00:26:37ضَ
فليسأل العبد ربه جل وعلا حسن الخاتمة الاعمال بالخواتيم والتوفيق لمن وفقه الله جل وعلا فاهل الخير يسرون لعمل الخير ويختم لهم به واهل الشر والعياذ بالله ييسرون لعمل اهل الشر ويختم لهم به - 00:27:02ضَ
والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه - 00:27:26ضَ