تفسير ابن كثير | سورة فصلت

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبد الرحمن العجلان | 10- سورة فصلت من الآية (40) إلى الآية (43).

عبدالرحمن العجلان

ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ما يقال لك الا ما قد قيل للرسل من قبلك - 00:00:04ضَ

ان ربك لذو مغفرة وذو عقاب اليم هذه الآيات الكريمة من سورة فصلت جاءت بعد قوله جل وعلا ومن اياته انك ترى الارض خاشعة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت - 00:00:58ضَ

ان الذي احياها لمحيي الموتى انه على كل شيء قدير ان الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا لما ذكر جل وعلا شيئا من اياته العظيمة الدالة على كمال قدرته - 00:01:33ضَ

جل وعلا وان هذا شيء مدرك محسوس يدركه كل احد انه شيء من العقل قال جل وعلا ان الذي احياها الارظ بعد الموت يا محيي الموتى انه على كل شيء - 00:02:05ضَ

وجل وعلا قادر على كل شيء لا يعجزه شيء انما امره اذا اراد شيئا من يقول له كن فيكون سيكون كما اراد جل وعلا اقام جل وعلا عليهم الحجة الايات البينات الواضحات - 00:02:41ضَ

فلم يبق عندهم الا العناد والمكابرة والكفر العظيم قال جل وعلا ان الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا وعيد شديد منذر يخوف ان الذين يلحدون يميلون الميل اللحد في القبر - 00:03:19ضَ

انه مائل عن حفر القبر به عن شمت الحفر فيدخل جهة القبلة والالحاد يطلق على امور كثيرة متقاربة المعنى يلحدون في اياتنا يجحدونها يلحدون في اياتنا يأولونها على غير الصحيح - 00:04:03ضَ

يلحدون في اياتنا يزيدون فيها او ينقصون منها او يحرفونها او يفسرونها على غير تفسيرها يميلون عن الحق والاستقامة في اياتنا بالطعن والتحريف والتأويل وصد الناس عنها واللغو والمكاء والتصدية - 00:04:42ضَ

عند تلاوتها كل هذا من الالحاد يقول جل وعلا يلحدون في اياتنا. قال ابن عباس رضي الله عنهما في الاية هو ان يضع الكلام في غير موضعه يشمل المعاني السابقة - 00:05:32ضَ

كلها قال مجاهد يميلون عن الايمان بالقرآن وقال ايضا يميلون عن عند تلاوة القرآن البكاء والتصدية الصفير والتصفيق حتى يضيعوا على الناس اجتماع القرآن وقال قتادة يكذبون في آياتنا وقال السدي - 00:06:03ضَ

يعاندون ويشاقون وقال ابن زيد يشركون المعاني متقاربة ان المراد بالالحاد بايات الله الانحراف فيها عن الصواب يقول جل وعلا لا يخفون علينا هذا الوعيد الشديد نحن على اطلاع على حالهم وامرهم - 00:06:45ضَ

وهم بيد الله وبقبضته لا يفلتون لا يخفون علينا مهما اخفى على الناس امره او تظاهر بالحق وهو على الباطل او اظهر الايمان وابطن الكفر والنفاق يقول جل وعلا لا يخفون علينا - 00:07:25ضَ

الخلق يخفى عليهم ما في القلب قد يصدقون المنافق ويعظمونه ويظنون انه من الدعاة الى الاسلام وهو يدس السم في الدسم والله جل وعلا يقول لا يخفون علينا انه جل وعلا - 00:07:53ضَ

يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم - 00:08:21ضَ

ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا وجل وعلا لا تخفى عليه خافية وبناء على علمه جل وعلا فهو يجازيهم بما يستحقونه على الحادهم وكفرهم وشركهم وجحدهم - 00:09:03ضَ

وتأويلهم على حسب ما يستحقونه لا يزيد في العقوبة جل وعلا لانه لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم الليمون وهذه الاية عامة ان قال بعض المفسرين في سبب خاص - 00:09:36ضَ

العبرة كما قال اهل الاصول في عموم اللفظ بخصوص السبب هذه وعيد لكل من الحد في ايات الله من قديم الزمان الى ان يرث الله الارض ومن عليها نزلت في ابي جهل - 00:10:17ضَ

وهو يلحد في ايات الله وتوعده الله جل وعلا كما توعد كل من كان على شاكلته وقال جل وعلا سؤال واستفهام تقرير افمن يلقى في النار خير امن يأتي امنا يوم القيامة - 00:10:55ضَ

افمن يلقى في النار خير هذا الذي يلحد في ايات الله من يأتي ثامنا يوم القيامة من امن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر يأتي امنا مطمئنا يوم القيامة موقن - 00:11:32ضَ

في ثواب الله جل وعلا لانه بشر بشر عند الاحتضار السعادة بشر بالقبر السعادة وبشر عند البعث السعادة فهو يأتي يوم القيامة امنا تصحبه الملائكة نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة - 00:11:59ضَ

ملائكة تقول للمؤمن كيف لا يأمن وهو يقال له هذا القول اطمئن ولهذا يقول في قبره رب اقم الساعة ولهذا يقول وهو يحمل على النعش ايصاله الى قبره عجلوني عجلوني - 00:12:30ضَ

يسمعه كل شيء الا الثقلين الانس والجن لانه بشر عند الاحتضار فاحب لقاء الله احب الله لقاءه. اسأل الله الكريم من فضله فمن يلقى في النار خير هذا الذي يعاند في ايات الله ويكابر - 00:12:58ضَ

ويجادل بالباطل امن يأتي امنا يوم القيامة فيها زيادة فائدة لم يقل جل وعلا فمن يلقى في النار خير ام من يدخل الجنة لان انه اذا قيل امن يدخل الجنة - 00:13:25ضَ

قد يقال يدخل الجنة لكن متى بعد المخاوف وبعد الخوف الشديد والذعر قال جل وعلا امن يأتي امنا يوم القيامة ايهما خير من هو الذي يأتي امنا يوم القيامة عامة في كل مؤمن - 00:13:50ضَ

فقال الله جل وعلا ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون كما تقدم في ايات قريبة فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب - 00:14:09ضَ

امن يأتي امنا يوم القيامة هو النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك انه افضل الخلق واحقهم بهذه الاية قيل في ابي بكر الصديق رضي الله عنه قيل في عمر رضي الله عنه - 00:14:29ضَ

قيل في عمان ابن ياسر رضي الله عنه قيل في ابي سلمة رضي الله عنه وهي منطبقة على كل مؤمن وقيل في حمزة رضي الله عنه انه بذل نفسه رضي الله عنه رخيصة في سبيل الله لاعلاء كلمة الله - 00:14:48ضَ

ونصرة الحق امن يأتي امنا يوم القيامة لا شك انه اذا جاء امن فانه من اهل الجنة ومبشر بالجنة ثم قال جل وعلا اعملوا ما شئتم اعمل ما تشاء ايها الكافر - 00:15:18ضَ

الفاجر والمنافق اعمل ما شئت سباحة امر اباحة اعمل ما شئت والشيء مباح لا هذا تهديد اعملوا ما شئتم الله جل وعلا مجازيكم على عملكم روي عن بعض الصحابة رضي الله عنهم انه قال هذه نزلت في اهل بدر - 00:15:59ضَ

اعملوا ما شئتم يعني فقد غفرت لكم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر ما اراد ان يقتل صاحب الكتاب الذي ارسله الى كفار قريش قال وما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم - 00:16:35ضَ

لان صاحب الكتاب من اهل بدر ممن شهد بدرا رضي الله عنه ولكنه ليس بمعصوم من الخطأ منع وصول الكتاب قبل ان يصل الى كفار قريش في خبر السما الذي جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:01ضَ

اعملوا ما شئتم الظاهر والله اعلم والاقرب انها تهديد ووعيد لاولئك الذين يلحدون في ايات الله مآلهم الى الله جل وعلا وهم يجازيهم على عملهم لفظه لفظ الامر ومعناه الوعيد - 00:17:32ضَ

انه بما تعملون بصير لا تقل عملي هذا يخفى خفي على الخلق ولن يخفى على الله جل وعلا اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير اجمل ما تريد وانا مطلع عليك - 00:18:13ضَ

وجل وعلا لا تخفى عليه خافية ويجازي العباد على ما في قلوبهم على الحقيقة والواقع يا على الظاهر فقط امور العباد الدنيا مبنية على الظاهر من اظهر خيرا قبل منه - 00:18:44ضَ

ومن اظهر سوءا اخذ به وقد يظهر الخير من يبطن السوء كالمنافقين كما قال الله جل وعلا عنهم اذا رأيتهم تعجبك اجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة اهل وجاهة - 00:19:08ضَ

وتقديم في المجالس الناس لان الناس لا يعلمون ما في قلوبهم ويقول صلى الله عليه وسلم في مجال المخاصمة والتحكم انما انا بشر ولعل بعظكم يكون الحن بحجته من بعظ - 00:19:41ضَ

احسب انه صادق فمن قضيت له بحق اخيه فلا يأخذه فانما هي قطعة من نار فليأخذها او ليدعها والذي يأتيه الوحي من السما يقول انما انا بشر لا يدري الا ما اطلعه الله جل وعلا عليه - 00:20:06ضَ

اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير ثم قال جل وعلا ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وانه لكتاب عزيز ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم كفار قريش ومن على شاكلتهم - 00:20:30ضَ

ومن اتبعهم في الكفر والضلال تقرير لما قبل اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير ثم تواعدهم جل وعلا فقال ان الذين كفروا بالذكر ما المراد بالذكر القرآن لان فيه - 00:21:02ضَ

تذكير وعظة وبيان تذكير للناس ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وانه لكتاب عزيز اين خبر ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه - 00:21:29ضَ

تنزيل من حكيم حميد ما يقال لك الا ما قد قيل للرسل من قبلك ان ربك لذو مغفرة وذو عقاب اليم ولو جعلناه قرآنا اعجميا لقالوا لولا فصلت اياته اعجمي وعربي كأنه ما جاء الجواب الى الان - 00:22:05ضَ

انه متأخر كثيرا كما قرر ذلك بعض المفسرين في قوله اولئك ينادون من مكان بعيد. قال بعض المفسرين جواه خبر ان ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم بعد ايات اولئك ينادون من مكان بعيد - 00:22:27ضَ

وقال بعض المفسرين خبر ان محذوف دل عليه السياق الذين كفروا بالذكر لما جاءهم يعاقبون ويجازون باعمالهم لان سياق الكلام يدل على هذا ان الذين كفروا بالذكر يعاقبون معذبون ثم - 00:22:54ضَ

اثنى جل وعلا على الذكر الذي هو القرآن بقوله وانه لكتاب عزيز لا يستحق ان يكفر به وهو كتاب جاء من عند الله جل وعلا عزيز منيع لا يستطيع احد - 00:23:28ضَ

ان تمتد اليه يده ممنوع محفوظ من قبل الله جل وعلا انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون والحمدلله بايدينا الان كما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم طريا كما نزل والحمد لله لان الله جل وعلا تكفل بحفظه - 00:23:59ضَ

ميزه جل وعلا بان جعله الشريعة الخالدة فحفظه ولم يكل حفظه الى غيره قوله جل وعلا انا نحن نزلنا الذكر وانا له وانا له لحافظون. حفظه الله جل وعلا قد يقول قائل التوراة والانجيل - 00:24:32ضَ

ليست كلام الله كيف امتدت اليها المخربين زيادة والنقص والتعويل والتحريف والعبث نعم لان الله جل وعلا لم يتكفل بحفظها الوكل حفظها الى اهل الكتاب ضيعوها قال الله جل وعلا بما استحفظوا - 00:24:57ضَ

من كتاب الله في ايات المائدة وهم استحفظوا على كتاب الله فضيعوه ولله في ذلك حكمة لانه جل وعلا لم يرد لهذين الكتابين البقاء من اراد لها النسخ اما القرآن - 00:25:32ضَ

لكون الله جل وعلا اراد له البقاء كما يستطيع مهما اوتي من قوة ان يبدل او يزيد او ينقص في ايات القرآن يقيض الله جل وعلا له من يرده ويمنعه - 00:25:54ضَ

ويظهر باطله الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وانه لكتاب عزيز. العزة المنعة يعني عزيز منيع والعزة الغلبة يعني يغلب - 00:26:18ضَ

اذا ادلي بحجة في القرآن غلبت كل حجة العزيز الغالي له قيمة عند الله جل وعلا وله قيمة في النفوس وانه لكتاب عزيز ما يستطيع احد ان يعارضه او ان يأتي - 00:26:56ضَ

او بعشر سور من مثله او بسورة واحدة من مثله تحد الله جل وعلا كفار قريش وهم ملوك الفصاحة والبلاغة والبيان فما استطاعوا ان يأتوا بسورة من مثله لان المخلوق - 00:27:34ضَ

مهما اوتي من البلاغة والفصاحة وقوة البيان لا يستطيع ان يأتي بشيء مما جاء به الله جل وعلا وكفار قريش عرفوا ذلك فاذعنوا له لكنهم ما امنوا لا يأتيه الباطل - 00:28:02ضَ

من بين يديه ولا من خلفه محفوظ بحفظ الله جل وعلا ما يستطيع احد ان ينقص او ان يزيد قال قتادة والسدي معنا الباطل على هذا الزيادة والنقصان قال مقاتل - 00:28:39ضَ

لا يأتيه التكذيب من الكتب التي قبله ولا يجيء من بعده كتاب فيبطله لانه لان القرآن العظيم اصدق ما جاء قبله من الكتب وهو لا يتعارض معها بما فيها من الحق - 00:29:15ضَ

ما فيها من الحق لا يتعارض مع القرآن ابدا وقيل الباطل الشيطان اي لا يستطيع ان يزيد فيه او ينقص يلقي على الناس اشياء يتوقعون انها قرآن او او يؤمنون بانها قرآن وليست بقرآن - 00:29:47ضَ

لا يستطيع الشيطان ان يزيد فيه او ينقص منه وقيل المراد بالباطل هنا التناقض يعني لا يوجد فيه شيء يناقض بعضه هل هو محكم تصدق بعضه بعضا ولا يخالف بعضه بعضا - 00:30:24ضَ

لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يعني من اي جهة كان من الجهات او مما خدامة الكتب السابقة لا تخالفه وكذلك لا يأتي كتاب بعده يناقضه او يكذبه - 00:31:04ضَ

لانه هو اخر الكتب والنبي صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد كأن سائلا يسأل يقول لما لا يأتيه الباطل - 00:31:42ضَ

لم لا يتطرق اليه وجاء الجواب لقوله جل وعلا تنزيل من حكيم حميد لانه تنزيل من حكيم حميد حكيم يضع الاشياء مواضعها محمود جل وعلا في افعاله واوامره ونواهيه واحكامه - 00:32:09ضَ

جل وعلا تنزيل وفي الاية دلالة على علو الله جل وعلا ان النزول يأتي من اعلى لادنى تنزيل من حكيم حميد والله جل وعلا موصوف في صفات الكمال منزه عن صفات النقص والعيب - 00:32:33ضَ

والاثبات لله جل وعلا توقيفي يعني لا نثبت لربنا من الصفات الا ما اثبته لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم لا نأتي بصفات لربنا من تلقاء انفسنا او من استحساننا او من عقولنا لا - 00:33:08ضَ

وننفي عن ربنا جل وعلا جميع صفات النقص والعيب والنفي اجمالا على حد قوله جل وعلا ليس كمثله شيء نفي عام وهو السميع البصير الاثبات تفصيلي يعني نقول الله لا يشبه بخلقه - 00:33:34ضَ

الله جل وعلا منزه عن جميع صفات النقص والعيب الله جل وعلا لا يتطرق اليه اي او نقص او عيب او مما يتصف به المخلوق من صفات النقص وهو جل وعلا موصوف بصفات الكمال وهي كما ثبتت له في الكتاب - 00:34:01ضَ

والسنة لا بالاستحسان فلا يثبت لله جل وعلا شيء من الصفات باستحسان العقول ان العقول لا تدرك ما يستحق الباري جل وعلا من صفات الكمال وقد يستحسن المخلوقون المخلوق وهي لا تليق بالخالق جل وعلا - 00:34:44ضَ

وعلى سبيل المثال كالولادة مثلا الرجل الذي يولد له افضل عندنا ممن لا يولد له والذي لا يولد له يتمنى ان يولد له الله جل وعلا منزه عن هذه الصفة لان المخلوق - 00:35:30ضَ

ولده يشبهه الله جل وعلا لا شبيه له ولا ند له ولا مثيل له جل وعلا تنزيل من حكيم حميد اي هو جل وعلا القرآن تنزيل القرآن تنزيل من حكيم حميد - 00:35:51ضَ

قال العلماء تنزيل خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو تنزيل اي القرآن المتقدم ذكره ثم اتى جل وعلا بتسلية النبي صلى الله عليه وسلم وقال جل وعلا ما يقال لك الا ما قد قيل للرسل من قبلك - 00:36:18ضَ

يعني قالوا لك هم كفار قريش محمد ساحر وقالوا كاهن وقالوا شاعر قالوا مجنون يا ايها الذي نزل عليه الذكر انك يا مجنون ما يجتمع ينزل عليه الذكر وهو مجنون - 00:36:53ضَ

قالوا اقوالا كثيرة وصلى الله عليه وسلم بريء منها كلها وهو نال من صفات الكمال التي ممكن ان ينالها مخلوق اعلاها ينال من صفات الخالق جل وعلا لا وانما من صفات المخلوق نال اعلاها جل وعلا - 00:37:17ضَ

عليه الصلاة والسلام الكمال التي يتصف بها مخلوق اتصف النبي صلى الله عليه وسلم باعلى الصفات ما يقال لك الا ما قد قيل للرسل من قبلك. يعني هذا القول الذي قيل لك - 00:37:45ضَ

ساحر وكاهن مجنون هذا قد قيل للرسل من قبلك هذه سنة الكفار طريقتهم اذا جاءهم صاحب الحق وصفوه بهذه الصفات حتى ينفروا الناس عنه فان جميع الرسل قالت لهم اممهم - 00:38:04ضَ

مثلما قال لك كفار قريش فلا يثنيك ذلك ولا تظن انه تكذيب لك يعرفونك لكنه رد للحق لا يريدونه وهذا هو الظاهر الذي عليه جمهور المفسرين وقيل المراد ما يقال لك من قبل الله جل وعلا - 00:38:38ضَ

من توحيد واخلاص العبادة لله الا شيء قد قاله الله جل وعلا واوحاه الى الرسل من قبلك ما يقال لك من الاحكام والشرائع توحيد والاخلاص والعبادة لله الا شيء قيل - 00:39:18ضَ

الرسل من قبلك امروا بذلك دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام واحدة ولقد بعثنا في كل امة رسولا اعبدوا الله واجتني بالطاغوت فدعوة الرسل الى توحيد الله جل وعلا واحدة. كلهم من اولهم الى اخرهم - 00:39:48ضَ

بخلاف الشرائع شرائعهم مختلفة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم نحن معاشر الانبياء اولاد علات ديننا واحد الذي هو العقيدة التوحيد والشرائع مختلفة تختلف صلاتنا عن صلاتهم ويختلف صيامنا عن صيامهم - 00:40:13ضَ

واحل لنا اشياء محرمة عليهم وهكذا الشريعة الاحكام الشرعية تختلف من من امة لامة اما الاصل الذي هو التوحيد والعقيدة ومن ادم عليه الصلاة والسلام الى ان يرث الله الارض ومن عليها العقيدة واحدة - 00:40:46ضَ

ما امر نبي او ابيح لنبي ان يجيز الشرك مع الله جل وعلا تعالى وتقدس ما يقال لك الا ما قد قيل للرسل من قبلك ان ربك لذو مغفرة وذو عقاب اليم - 00:41:11ضَ

ختمت هذه الايات الكريمة بهذه البشارة العظيمة والنذارة الواضحة الجلية اشارة ونذارة ان ربك لذو مغفرة لا تيأس ايها المؤمن المسلم الموحد من مغفرة الله جل وعلا مهما ارتكبت من الذنوب فاستغفر الله يغفر الله لك - 00:41:41ضَ

ربك لذو مغفرة كما قال الله جل وعلا قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم قال صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى انه قال - 00:42:11ضَ

يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة الشرك ابشر بالخير واما الشرك فيحبط العمل والعياذ بالله فلة ان ربك لذو مغفرة - 00:42:33ضَ

هو غفار للذنوب لا تيأس من كثرة الذنوب وانما بادر بالاستغفار والتوبة قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم - 00:42:58ضَ

وذو عقاب اليم. لا تأمن مكر الله عقابه شديد لا يوثق وثاقه احد فهو شديد العذاب لمن كفر به وعرض عن طاعته والمؤمن يكون بين الخوف والرجاء يخاف من عقوبة الذنوب - 00:43:27ضَ

ويرجو رحمة ربه ولا يغلب احدهما على الاخر لانه ان غلب الخوف اصابه اليأس والقنوط والعياذ بالله وهذا كفر وان غلب الرجا امن مكر الله ولا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون - 00:44:05ضَ

والله جل وعلا قد يمكر بالعبد المؤمن لا يأمن مكر الله يلجأ الى الله ويستغفر الله وقد يمقت الله جل وعلا العبد كلمة طلال يقولها الذي قال والله لا يغفر الله لفلان - 00:44:41ضَ

نهى اخاه عن المعصية محذرة فلم ينتهي واستمر على معصيته وقال كلمة عظيمة الدنيا هو اخرتها. قال والله لا يغفر الله لفلان قال الله جل وعلا من ذا الذي يتآلى علي يعني يحلف - 00:45:15ضَ

الا اغفر لفلان لقد غفرت لفلان واحبطت عملك قال كلمة عظيمة كلمة خبيثة تحجر رحمة الله وعفوه ومغفرته كما ورد في الحديث ان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله عليه بها سخطه الى يوم يلقاه - 00:45:36ضَ

المؤمن يكون على حذر من سخط الله جل وعلا وعلى رجا لمغفرة الله ورحمته ان ربك مغفرة وذو عقاب اليم فهو يغفر لمن تاب واناب ورجع الى ربه ويعاقب من - 00:46:07ضَ

كفر به واعرض عن طاعته وكثيرا ما يجمع جل وعلا هاتين الصفتين ليكون العبد دائما بين الخوف والرجاء اذا قال بعض السلف يكونان عند المؤمن كجناحي الطائر لا يغلب احدهما على الاخر. لا يغلب الخوف - 00:46:41ضَ

لا ييأس لا يغلب الرجا لا يأمن مكر الله الا انهم قال بعضهم يحسن في حال الصحة ان يغلب جانب الخوف يسيرا حتى يجتهد في الاعمال الصالحة. ويحذر الاعمال السيئة - 00:47:10ضَ

وفي حال المرض ما استطاع ان يعمل يغلب جانب الرجا حتى لا يصيبه اليأس والقنوط من رحمة الله جل وعلا عند عجزه عن العمل ان ربك لذو مغفرة لمن يستحقها - 00:47:36ضَ

من المؤمنين الموحدين الذين تابعوا الرسل واطاعوهم وذو عقاب اليم مؤلم شديد الكفار المكذبين المعاندين لرسل الله والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا وعلى اله وصحبه - 00:48:07ضَ

اجمعين - 00:48:32ضَ