التفريغ
الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم ومن الذين قالوا انا نصارى اخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به - 00:00:01ضَ
فاغرينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة. وسوف ينبئهم الله ما كانوا يصنعون هذه الاية الكريمة هي الاية الرابعة عشرة من سورة المائدة جاءت بعد قوله جل وعلا فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية - 00:00:26ضَ
يحرفون الكلمة عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به الاية يقول تعالى ومن الذين قالوا انا نصارى اخذنا ميثاقهم فنسوا فنسوا حظا مما ذكروا به فاغرينا بينهم العداوة والبغضاء فاغرينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة - 00:01:01ضَ
وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون ومن الذين قالوا انا نصارى. قال الله جل وعلا في الاية التي قبل هذه والتي قبلها ولقد اخذنا ميثاق بني اسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا - 00:01:40ضَ
قال الله اني معكم. الاية قال تعالى ومن الذين قالوا انا نصارى اخذنا ميثاقهم اخذنا ميثاقهم الضمير وعودة قولان للعلماء رحمهم الله ومن الذين قالوا انا نصارى اخذنا ميثاقهم يعني ميثاق الذين قالوا - 00:02:15ضَ
انا نصارى وقيل اخذنا ميثاقهم يعني ميثاق اليهود على النصارى. يعني اخذنا على النصارى كما اخذناه على اليهود ما هذا الميثاق التوحيد لله تبارك وتعالى والايمان باي رسول يبعثه الله - 00:02:50ضَ
قال تعالى ومن الذين قالوا انا نصارى قالوا تشعر بانهم ما سماهم الله جل وعلا نصارى وانما هم تسموا بنصارى فقيل تسموا بنصارى وليسوا منهم وقيل تسمعوا بنصارى والنصارى تستسمي بالنصارى ليس فيه مفخرة - 00:03:26ضَ
ولا كرامة. انه نسبة الى بلد بلد تسمى ناصرة فسم النصارى نسبة اليها غير الحواريين الذين قالوا نحن انصار الله هؤلاء غير وغير وصف النبي صلى الله عليه وسلم لمن اسلم من المدينة بانهم انصار. انصار الله ورسوله - 00:03:58ضَ
غير وصف النبي صلى الله عليه وسلم للذين هاجروا من مكة الى المدينة بانهم مهاجرين هذه القاب شريفة القاب مفخرة ومعزة لانهم انصار الله ورسوله والمهاجرين من اوطانهم واهليهم الى الله ورسوله. اما - 00:04:27ضَ
الى بلد قالوا هذه ليس فيها مفخرة وليس فيها كرامة. لان البلد ينتسب اليه الخير والخبيث ينتصر ينتسب اليه المتقي والفاجر يقال هذا كذا نسبة الى بلد شامي مصري نجدي وهكذا يجتمع فيه الطيب والخبيث. فنصارى هؤلاء - 00:04:55ضَ
يعني هم قالوا انا نصارى يعني نسبة الى بلدهم. وقيل انهم ادعوا النسبة الى النصرانية ومناصرة عيسى وليس لهم ذلك لانهم ما قاموا به وان مات ادعوا ذلك ولذا ما قال الله جل وعلا انهم النصارى قالوا كذا وقال الذين قالوا انا نصارى ادعوا هذه - 00:05:23ضَ
بالنسبة لهم اخذنا ميثاقهم. فالله جل وعلا اخذ الميثاق على اهل الكتابين. اليهود والنصارى واخذ الميثاق على ادم عليه السلام اخذنا ميثاقهم فكأن سائلا يسأل يقول يا ربي هل قاموا بهذا الميثاق وادوه - 00:05:52ضَ
فوفوا به او لا؟ قال تعالى فنسوا حظا مما ذكروا به والحظ يطلق على الجزء الكبير والنصيب والنصيب الوافي يعني نسوا كثيرا مما امروا به والنسيان كما تقدم يطلق على الذهول ويطلق على عدم المبالاة بالشيء والاهتمام به - 00:06:18ضَ
ونسوا حظا مما ذكروا به. يعني ما ذكروا به من العهد وامروا به اخذ عليهم ما قاموا به اهملوه وضيعوه فما هو جزاءهم نسوا حظا مما ذكروا به فاغرينا بينهم العداوة والبغضاء - 00:06:52ضَ
الى يوم القيامة اغرينا بينهم الظمير بينهم من هم اليهود والنصارى. العداوة بينهم مستمرة وقيل الضمير يعود الى اقرب مذكور فقط واغرينا بينهم يعني بين النصارى. العداوة والبغظاء وهذا هو الاقرب والله اعلم - 00:07:20ضَ
ارينا بين فرق النصارى لانه اذا كان فرق النصارى نفسهم متعادون. فالنصارى مع اليهود اكثر عداوة. الا ان الجميع يتفقون على عداوة المسلمين اغرينا بينهم العداوة والبغضاء لان اليهود انقسموا والنصارى انقسموا الى طوائف - 00:07:47ضَ
كما يسمونهم اليعقوبية والملكانية. ثلاث طوائف امم كبيرة ولكل طائفة فرق متعددة. لكن كل واحد كل طائفة من هذه الطوائف عدوة اخرى وتكفر الاخرى ولا تسمح لها بدخول معابدها واغرينا بينهم العداوة والبغضاء اغرينا بمعنى حرضنا وقوينا واوجدنا بينهم - 00:08:15ضَ
عداوة والبغض الهبنا بينهم العداوة والبغضاء. سلط الله بعضهم على بعض بالعدل الدعوة والكراهية العداوة والبغضاء الى يوم القيامة حتى نهاية الدنيا ما يصطلح ما تصطلح هذه الفرق ثم توعدهم الله جل وعلا بقوله - 00:08:57ضَ
وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون. هذا وعيد وتخويف لهؤلاء لانهم سيحاسبون ويسألون ويقررون عما اقترفوه فهم اقترفوا من الاثام يوم القيامة. ولا يظلم ربك احدا. وما كان ربك نسيا. ما ينسى من افعال - 00:09:26ضَ
السيئة شيئا. سوف ينبئهم الله بها ويقررهم بها فيقرون بها رغم انوفهم ويعاقبون عليها بعد ذلك وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون بما بالذي صنعوه او بصنيعهم يصلح ان تكون - 00:09:59ضَ
موصولة وان تكون مصدرية قول الله تعالى ومن الذين قالوا انا نصارى اخذنا ميثاقهم. اي ومن الذين ادعوا انه نصارى متابعون للمسيح ابن مريم عليه السلام وليسوا كذلك اخذنا عليهم العهود والمواثيق على متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ومناصرته واقتفاء اثاره - 00:10:25ضَ
وعلى الايمان بكل نبي يرسله الله الى اهل الارض ففعلوا كما فعل اليهود خالفوا المواثيق ونقضوا العهود. ولهذا قال قال تعالى نسوا حظا مما ذكروا به فاغرينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة. النصيب وحظا نصيب وافر - 00:10:56ضَ
يعني ما قاموا بشيء من العهود والمواثيق فالقينا بينهم العداوة والبغضاء لبعضهم بعضا لا يزالون كذلك الى قيام الساعة. وكذلك طوائف لصقنا من الغرا وهو شدة اللسوق. لان الغرا هو الذي يلصق بالشيء - 00:11:18ضَ
يعني جعلنا الصقنا هذه العداوة بهم دائما وابدا ما ما بقوا القينا بينهم العداوة والبغضاء لبعضهم بعضا. لا يزالون كذلك الى قيام الساعة. وكذلك طوائف النصارى على اختلاف اجناسهم لا يزالون متباغضين متعادين يكفر بعضهم بعضا ويلعن بعضهم بعضا. فكل فرقة تحرم الاخرى ولا - 00:11:41ضَ
تلج معبدها تكفر اليعقوبية وكذلك الاخرون كل طائفة تكفر الأخرى في هذه الدنيا ويوم يقوم الأشهاد. ثم قال تعالى وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون. هذا حديد ووعيد اكيد للنصارى على ما ارتكبوه من الكذب على الله وعلى رسوله. وما نسبوه الى الرب عز وجل - 00:12:12ضَ
عن قولهم علوا تعالى وتقدس عن علو قولهم علوا كبيرا من جعلهم له صاحبة وولدا تعالى الواحد الاحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد لانها ما قالوه عن الله جل وعلا قولا فظيعا - 00:12:38ضَ
ما قاله الجهلة من مشركوا العرب. مشركوا العرب قالوا الملائكة بنات الله تعالى الله عما يقول لكن هؤلاء يقولون عيسى ابن مريم شريك الله او ابن الله او ثالث ثلاثة - 00:12:57ضَ
او الالهة ثلاثة الهة التي في السماء ثلاثة تعالى الله عما يقولون واليهود عليهم لعنة الله. قالوا عيسى ابن مريم ابن زنا. ومريم عليها السلام زانية. تعالى الله عما يقولون ما كان الله لاصطفيهم ويختارهم على من شاء من عباده الا وهم خيار - 00:13:14ضَ
والله جل وعلا لا يزكي الا الخيار فهذا تنقص في حق الله تبارك وتعالى. كذلك من يتنقص خيار هذه الامة هو اعتراض على الله جل وعلا لان الله جل وعلا اختارهم لصحبة نبيه صلى الله عليه - 00:13:42ضَ
عليه وسلم. واختارهم لخلافة نبيه صلى الله عليه وسلم. واختارهم لاقامة شرعه. فتنقصهم لله تبارك وتعالى فليحذر العاقل ذلك ان يقع في الكفر من حيث لا يشعر. والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:14:02ضَ