تفسير ابن كثير | سورة الأنعام

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبد الرحمن العجلان | 16- سورة الأنعام الآية (33).

عبدالرحمن العجلان

على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم بالله. اعوذ بالله من بسم الله الرحمن الرحيم. لا قد نعلم انه ليحزن كالذي يقولون فانهم لا يكذبونك. فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون. حشرك هذه الاية - 00:00:00ضَ

الكريمة هي الاية الثالثة والثلاثين من سورة جاءت بعد قوله جل وعلا قد خسر الذين كذبوا بلقاء لا اله حتى اذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا قالوا يا فتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون وهم يحملون اوزارهم على - 00:00:40ضَ

فما الحياة الدنيا الا لعب ونحو والدار الآخرة خير للذين يتقون افلا تعقلون. قد نعلم ان كالذي يقولون الاية قد هذه يسميها العلماء للتحقيق. بتأكيد الخبر. قد نعلم ايعني قد علمنا يقينا انه يعني احطنا علما وعلمنا بذلك - 00:01:20ضَ

علمنا انه ليحزنك الذي يقولون. هو تكذيبهم بآيات الله جل وعلا. تكذيبهم لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم للقرآن تكذيبهم للايات التي اتى بها النبي صلى الله عليه وسلم ايات واضحة جلية واضح الصدق فيها - 00:02:10ضَ

والله جل وعلا ما ارسل رسولا الا واعطاه من الايات ما على مثله امن البشر. تقوم الحجة على البشر من اية التي يعطيها الله جل وعلا لرسوله. وغالب ايات الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. تنتهي بنهاية النبي - 00:02:50ضَ

اية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو القرآن فهو باق الى ان يرث الله الارض ومن عليها. ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. ما هو بقول - 00:03:30ضَ

ان هو الا وحي يوحى اليه صلى الله عليه وسلم من ربه تبارك وتعالى يسمعه جبريل عليه السلام ويبلغه للنبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يبلغه للامة - 00:04:00ضَ

والله جل وعلا تكفل بحفظه. ما وكل حفظه الى ملك مقرب ولا الى نبي مرسل. بل تكفل بحفظه لقوله تعالى انا نحن نزلنا ان الذكر وانا له لحافظون. لا تحرك به لسانك - 00:04:30ضَ

فليتعجل به ان علينا جمعه وقرآنه. فاذا قرأناه فاتبع القرآن. كان عليه الصلاة والسلام يسرع في القراءة خشية ان يفوت عليه شيء منه طمأنه ربه بان الله جل وعلا سيحفظه له. قد - 00:05:00ضَ

نعلم انه ليحزنك يتعبك ويؤذيك ويضايقك لانه عليه الصلاة سلام يحب ان تحرص يحبك ويحرص بان تؤمن الامة بايات الله الواضحة فلطف الله جل وعلا به وسلاه صلى الله جل وعلا - 00:05:30ضَ

الله بقوله فلا تذهب نفسك عليهم حسرات. لعلك اخر نفسك على اثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا لا تتعب نفسك. عليك البلاغ وانت مبلغ. وانت صدوق. وصادق صدقك انهم قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون. فانهم - 00:06:00ضَ

لا يكلمونك. ولما لم يؤمنوا وانما كذبوا ما جئت به. ما قبلوه والا فهم يعرفون صدقك ما يكذبونك. وقد امتدحه الشعراء بصدقه عليه الصلاة والسلام وامانته وكان معروف في صباه وفي صغر سنه بالصادق - 00:06:40ضَ

ويقول ابو جهل اللعين يعلم ان محمدا لا يكذب. والله لا نكذبك. ما نكذبك ولا وجهك وجه كذب. لما خاطبه ابو جهل وتلطف بالنبي صلى الله عليه وسلم وسمعه بعض شياطينه قالوا كيف تتلطف بهذا الصابع - 00:07:10ضَ

قال والله اني لاعرف انه نبي. اعرف انه نبي ما هو بكاذب. اعرف انه صدوق لكن تفاخرنا نحن وبنو عبد مناف واخذوا اللوا واخذوا سقاية واقل الحجابة. وكنا نسارع لنسبقهم. فقالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء فما فما ندرك - 00:07:40ضَ

والله لا نؤمن به والله لا نؤمن به. ما يؤمنون بالنبوة والا هم يصدقون محمدا صلى الله عليه وسلم فانهم لا يكلمونك ولكن الظالمين قال جل وعلا ولكن الظالمين ولم يقل ولكنهم - 00:08:10ضَ

تنويه وتشهير واعلان لظلمهم. لانه في هذا ظلمه ظلموا انفسهم قبل كل شيء. لان الانسان نفسه ليست ملكا له. فلا يتصرف وفيها الا بحضور الشرع. وبحضور ما جعل الله له. يعني لو احرق نفسه لكان جاهني ما يقول نفسي انا - 00:08:30ضَ

اتصرف فيها فهو مأمور بان ينصح لنفسه قبل كل شيء فهو لو امن لنصح لنفسه. واذا كفر اول من غش غش نفسه فانهم لا يكلمونك ولكن الظالمين تشهير بهم بصفة الظلم بانهم ظلمة في هذا ولكن الظالمين بايات الله يجحدون - 00:09:00ضَ

فانهم يجحدون ايات الله والا انت عندهم صدوق قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون فان هم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون. فهم لا يكذبونك انت وانما يجحدون ايات الله يجحدون التوحيد ما يريدون ان يوحدوا الله وانكروا على النبي - 00:09:40ضَ

الله عليه وسلم توحيده لله فقالوا اجعل الالهة اله واحدا ان هذا لشيء عجاب. وكانوا يستمتعون ويتلذذون بسماع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن. لانهم عرب فصحاء يدركون البلاء - 00:10:30ضَ

والفصاحة ويستمتعون بالكلام الفصيح. فلم يجدوا مثل فصاحة القرآن وبلاغته. كما قال قائل ما هو بقول البشر ما يستطيع البشر ان يأتي بمثل هذا الاسلوب. وسيأتينا قصة الثلاثة الذين يأتون - 00:11:00ضَ

يستمعون لقراءة النبي صلى الله عليه وسلم. ثم يتفرقون في الصباح فيجمعهم الطريق. فيتعاهد على الا يعودوا ثم يعودوا ثم يتعاهدون الا يعودوا ثم يعودوا. تستجلبهم فصاحة القرآن فيأتون مستمعين. وهم يعرفون ان هذا كلام الله لكنهم جحدوا ذلك - 00:11:20ضَ

بك وانكروه والجحود هو ان ينكر الانسان ما يعلم صحته ما ينكر شيء يشك فيه لا يعرف مثلا يقال مثلا جاحد او انكر يدعي عليه شخص مئة ريال يعرف ان عنده مئة ريال لهذا الشخص في باطنه لكن ينكر في الظاهر. يقول ابدا ما عندي له شي - 00:11:50ضَ

هذا الجحود جاحد اما الذي لا يدري هذا ما يقال له جاحد ما جاحد ما علم بهذا الشيء اقرأ يقول تعالى مسليا لنبيه صلى الله عليه وسلم في تكذيب قومه له ومخالفتهم اياه. قد نعلم انه ليحزن - 00:12:20ضَ

كالذي يقولون اي اي قد احطنا علما بتكذيبهم لك وحزن وحزنك وتأسفك عليهم. كقوله تعالى فلا تذهب نفسك عليهم حسرات كما قال تعالى في الاية الاخرى لعلك باخع نفسك الا يكونوا مؤمنين. فلعلك - 00:12:50ضَ

اتعب نفسك على اثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا. وقوله فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجهل لا يكذبون في عملنا يتهمونك بالكذب. نعم. اي لا يتهمونك بالكذب في نفس الامر - 00:13:10ضَ

ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون. اي ولكنهم يعاندون الحق ويدفعونه بصدورهم. كما قال ابو جهل للنبي صلى الله عليه وسلم انا لا نكذبك ولكن نكذب ما جئت به. فانزل الله فانهم لا يكذبونك ولكن - 00:13:30ضَ

بايات الله يجحدون. وقال ابن ابي حاتم عن ابي يزيد المدني ان النبي صلى الله عليه وسلم لقي ابا جهل فصافحه فقال له رجل الا اراك تصافح هذا الصابع؟ فقال والله اني لاعلم انه لنبي ولا - 00:13:50ضَ

لكن متى كان لبني عبد متى كنا لبني عبد مناف تبعا؟ يقول ما نرضى ان نكون لبني عبد والنبوة لان اذا صارت فيهم النبوة صرنا تبعا لهم. ونحن واياهم كفراسي رهان نتسابق الكرم. وهم كلهم - 00:14:10ضَ

من قريش لكنها بيوتات جهل بني مخزوم بيت النبي صلى الله عليه وسلم هو في بني عبد مناف. وكانوا يتسابقون ببيوت قريش. نعم. وتلاعبوا فانهم لا يكأ ابو يزيد فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون. وذكر محمد بن - 00:14:30ضَ

عن الزهري عن الزهري في قصة ابي جهل حين جاء يستمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم من الليل هو وابو سفيان والاخنس ولا يشعر احد منهم الثلاثة ابو جهل ويسمى عنده ابو الحكم وسماه النبي صلى الله عليه - 00:15:00ضَ

عليه وسلم ابو جهل. وهو ابو سفيان ابن حرب اسلم يوم الفتح رضي الله عنه ابو سفيان صخر بن حرب والاخنس بن شريق من بني زهرة من خوال النبي صلى الله عليه وسلم بان ام النبي صلى الله عليه وسلم من بني زهرة بنت - 00:15:20ضَ

بنت وهب. وسمي الاخنس لانه خنس ببني زهرة يوم بدأ جاء كفار قريش كلهم ومعهم بنو زهرة من بيوتات فنادى فيهم فنادى في بني زهرة الاخنس ابن شريق او شريق. فقال له - 00:15:50ضَ

يا بني زهرة ان محمدا ابن اختكم ولا خير لكم في قتاله و الركب لا داعي للقتال معهم. التجارة كلمة ذهب بها ابو سفيان بعيدا عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم العير التي خرج النبي لطلبها - 00:16:20ضَ

فالح عليهم بان يعتزلوا القتال يوم بدر. فاعتزلوا فكانوا يعترفون بها اولا للاخنس هذا ان هو السبب في نجاتهم لانه قتل كثير من صناديد قريش. ولو دخلوا المعركة لقوا قتل الكثير منهم. ويقال ان الاخنس انه اسلم. ثم انه يقال انه ارتد ثم اسلم. فهو - 00:16:50ضَ

عده ابن حجر رحمه الله من الصحابة بالاصابة في تمييز الصحابة ذكر انه اسلم ومن المؤلفة قلوبهم. فكان صاحب رأي فترفت برئاسته بنو زهرة لانه نجاهم سلمهم من القتال مع المشركين في بدر. وكان الثلاثة يأتون - 00:17:20ضَ

يستمعون ليلا لقراءة النبي صلى الله عليه وسلم ويتلذذون. حتى يسكت النبي صلى الله عليه وسلم وينتهي من القراءة في الصباح فيتورقون كل واحد يجلس في مكان ما يعلم عنه الاخر لكن اجتماعهم الطريق اذا انصرفوا كما - 00:17:50ضَ

سيأتي نعم فاستمعوها الى الصباح في الاهواء عن الزهري في قصة ابي جهل وذكر محمد ابن اسحاق عن الزهري في قصة ابي جهل حين جاء يستمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم من الليل هو وابو سفيان والاخنس ابن - 00:18:10ضَ

ولا يشعر احد منهم بالاخر. فاستمعوها الى الصباح. فلما هجم الصبح تفرقوا فجمعتهم الطريق. فقال كل منهم والآخر ما جاء بك فذكر له ما جاء به ثم تعاهدوا الا يعودوا لما لما يخافون من علم شاب قريش بهم لئلا يفتتنوا - 00:18:30ضَ

مجيئهم لانه اذا عرف الشباب ان هؤلاء الشيوخ الكبار معجبون بقراءة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول ربما منهم وخشية ان يسلموا تعاهدوا على الا يعودوا. نعم. ثم تعاهدوا - 00:18:50ضَ

فلما كانت الليلة الثانية جاء كل منهم ظنا ان صاحبيه لا يجيئان لما سبق من العهود. فلما اصبح جمعتهم الطريق فتلاوموا كل واحد يظن صاحبيه منهم ما يعودون يقول اروح وحدي ما يجون ثم يأتون ويجتمعون - 00:19:10ضَ

فلما اصبحوا جمعتهم الطريق فتلاوموا ثم تعاهدوا الا يعودوا فلما كانت الليلة الثالثة جاءوا وايضا فلما اصبحوا تعاهدوا الا يعودوا لمثلها ثم تفرقوا. فلما اصبح الاخنس ابن شريق اخذ عصاه ثم خرج حتى اتى ابا سفيان - 00:19:30ضَ

حرب في بيته فقال اخبرني يا ابا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد قال يا ابا ثعلبة والله لقد سمعت اشياء ان اعرفها واعرف ما يراد بها. وسمعت اشياء ما عرفت معناها ولا ما يراد بها. قال الاخنس وانا والذي حلفت به. ثم - 00:19:50ضَ

فخرجني مثلك انني سمعت اشياء عرفت معناها. نعم. ثم خرج من عنده حتى من عنده حتى جاء حتى اتى ابا جهل فدخل عليه بيته فقال يا ابا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد؟ قال ماذا سمعت - 00:20:10ضَ

قال تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف اطعموا فاطعمنا وحملوا فحملنا واعطوا فاعطينا حتى اذا تجاثينا على الركب وكنا كفر زي رهان. قالوا ما منا؟ قالوا منا نبي يأتيه يأتيه الوحي من السماء - 00:20:30ضَ

فمتى ندرك هذا؟ والله لا نؤمن به ابدا ولا نصدقه. قال فقام عنه الاخنس وتركه. وروى ابن جرير عن السدي في في قوله قد نعلم انه ليحزنك الذين يقولون فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون. لما كان يوم - 00:20:50ضَ

بدر قال الاخنص بن شضيق لبني زهرة يا بني زهرة ان محمدا ابن اختكم ابن اختكم ابن اختكم يعني المراد امنة بنت هي من بني زهرة. نعم. فانتم احق من ذب عن ابن اخته. فانه ان كان نبيا لم تقاتلوه - 00:21:10ضَ

يوم وان كان كاذبا كنتم احق من كف عن ابن اخته. قفوا حتى القى ابا الحكم. فان غلب محمد رجعتم سالمين وان غلب محمد فان قومكم لم يصنعوا بكم شيئا. فالتقى الاخنس وابو جهل فخلا الاخنس بابي جهل فقال - 00:21:30ضَ

يا ابا الحكم اخبرني عن محمد اصادق هو ام كاذب؟ فانه ليس ها هنا من قريش غيري وغيرك يستمع كلامنا. فقال ابو جهل ويحك. والله ان محمدا لصادق. هذا كلام ابو جهل. ان محمدا صادق ما يعرف عنه الكذب. نعم - 00:21:50ضَ

فقال ابو جهل ويحك والله ان محمدا لصادق وما كذب محمد قط. ولكن اذا ذهبت بني اذا ذهبت قصي باللواء والسقاية والحجابة والنبوة. فماذا يكون لسائر قريش؟ فذلك قوله فانهم لا يكذبون - 00:22:10ضَ

ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون. فايات الله محمد صلى الله عليه وسلم. والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده رسول نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:22:30ضَ