تفسير ابن كثير | سورة الأنعام

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبد الرحمن العجلان | 29- سورة الأنعام من الآية (60) إلى الآية (62).

عبدالرحمن العجلان

والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى اجل مسمى ثم اليه مرجعكم - 00:00:00ضَ

ثم ينبئكم بما كنتم تعملون وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى اذا جاء احدكم الموت توفته رسلنا توفته رسلنا وهم لا يفرطون ثم ردوا الى الله مولاهم الحق. الا له الحكم وهو اسرع الحاسبين - 00:00:29ضَ

هذه الايات الثلاث الكريمة من سورة الانعام جاءت بعد قوله جل وعلا وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها - 00:01:02ضَ

ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ذكر في الاية السابقة جل وعلا احاطة علمه بكل شيء - 00:01:27ضَ

لا تخفى عليه خافية يعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ورقة قلت او كبرت ولا حبة في ظلمات الارض والحبة قد لا ترى الا بالمكبر - 00:02:00ضَ

في ظلمات الارض في اسفل الارظ ولا رطب ولا يابس اخضر ولا يابس ولا حي ولا ميت الا في كتاب مبين. مسجل عند الله جل وعلا في اللوح المحفوظ في هذا - 00:02:39ضَ

اخبار من الله جل وعلا لعباده باحاطة علمه بكل شيء ثم اخبر جل وعلا عن علمه واحاطته وتصرفه فيهم انفسهم في المخلوقين وقال تعالى وهو الذي يتوفاكم بالليل يتوفاكم والمراد بالوفاة هنا - 00:03:11ضَ

النوم ما هي الوفاة الصغرى او الموتة الصغرى والموتة الكبرى التي هي في اخر عمر الانسان من الدنيا وهو الذي يتوفاكم بالليل في النوم. وهذا هو الغالب ان النوم في الليل - 00:03:48ضَ

واليقظة والعمل والحركة في النهار وهو يتوفى الانفس في الليل والنهار جل وعلا ويحيط بعملهم وجوارحهم وما يتصرفون فيه في الليل والنهار لكن جاء هذا على سبيل الغالب والاكثر وهو جل وعلا - 00:04:14ضَ

جعل الليل لباسا وجعل النهار ما عاش وهذه اية من ايات الله تبارك وتعالى تدل على كمال قدرته ينام الانسان فيرتاح ويفقد الوعي والتصرف ثم يعود اليه باذن الله تصرفه جل وعلا في الانسان - 00:04:42ضَ

ولا ينام في الغالب وهو يمشي او يعمل او يتحرك اذا حان وقت نومه نام على اي حال لا جعل الله جل وعلا للنوم اسباب وتهيؤ وهذه اية من ايات الله - 00:05:21ضَ

وكما قال جل وعلا ومن اياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فظله يعني منامكم بالليل وابتغائكم من فظله بالنهار والله اعلم ان في ذلك لايات لقوم يسمعون فهو جل وعلا يعظ عباده بهذا النوم - 00:05:46ضَ

الموتى الصغرى وهي الوفاة الصغرى يعقبها الوفاة الكبرى والموتة الكبرى التي لا رجوع الى الدنيا بعدها والله جل وعلا ينصب المواعظ العبادة والمواقف يتذكرون بها ويتذكرون في النوم الموت ويتذكرون باليقظة البعث - 00:06:18ضَ

ويتذكرون باجتماع الناس في الجمعة والاعياد الاجتماع في العرصات في عرصات القيامة والحشر والنشر بعد هذا ويعظهم جل وعلا فيما بين ايديهم لعلهم يستعدون للقاء الله ويتهيأون لنزل الجنة ويحذرون النار التي وقودها الناس والحجارة - 00:06:56ضَ

يقول جل وعلا افرأيتم النار التي تورون انتم انشأتم شجرة شجرتها ام نحن المنشئون؟ نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين المسافرين يتمتعون بها ويستفيدون منها نحن جعلناها تذكرة فالمرء يتذكر بهذه النار - 00:07:29ضَ

نار الآخرة وان كانت لا تقاس بها ولا تقاربها لكنها نار يذكر عباده بانهم في حال النوم ما يستطيعون التصرف ولا العمل ولا البيع ولا الشراء ولا الذكر ولا العبادة - 00:07:58ضَ

وهما فقدوا الحياة الحياة موجودة لكن التصرف غير موجود ويسألونك عن الروح قل الروح من امير الرب وما اوتيتم من العلم الا قليلا ما يستطيع الانسان ان ان يحيط وان يدرك ما هو فيه مشتمل عليه - 00:08:25ضَ

الروح ما هي ما يقال انها عرظ لان العرض ما تقبظ وتؤخذ ولا ترى ولا تدرك مستقلة اية من ايات الله جل وعلا حجب جل وعلا علمها عن الخلق استأثر بعلمها لا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل - 00:08:55ضَ

واليهود ارادوا التعجيز النبي صلى الله عليه وسلم سألوه عن الروح انزل الله جل وعلا يسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا. ما تستطيعون ادراكها - 00:09:29ضَ

وهي فيكم وفي انفسكم. ما تستطيعون وقد يكون فقد لحاسة من الحواس او لادراك من الادراكات وهو حي وفيه الروح والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا احي لكن مرفوع عنه القلم - 00:09:52ضَ

قد يفقد التصرف وهو حي قد يفقد نوعا من انواع التصرف ويتصرف في اكل وشرب وكذا لكن ما يتصرف في بيع وشراء واخذ وعطاء وجل وعلا يلفت نظر عبادة لهذه الايات العظيمة - 00:10:19ضَ

وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار. انظر الى نفسك حينما تنام وكيف تستيقظ واعلم انك تموت كما تنام وتستيقظ وتبعث كما تستيقظ - 00:10:46ضَ

كما جاء ان النبي صلى الله عليه وسلم وعظ كفار قريش في قوله والله لتموتن كما تنامون ولا تبعثن كما تستيقظون فيتذكر فينظر الانسان في نفسه ويتعظ بها والله جل وعلا يقول - 00:11:19ضَ

وفي انفسكم افلا تبصرون لو تأمل الانسان في ما في يجري في نفسه بين يديه لرأى العجائب وامن بقدرة الله جل وعلا وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار - 00:11:46ضَ

جرحتم نسبة الى الجوارح يعني ما عملت جوارحكم بالنهار وقيل نسبة الى الجرح وذلك ان الذنب بمثابة الجرح ويعلم ما جرحتم ما اذنبتم ما عملتموه من المعاصي بالنهار لا تخفى عليه خافية - 00:12:14ضَ

ما يكون من نجوى ثلاثة الا ورابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ويعلم ما جرحتم من نهار ثم يبعثكم فيه - 00:12:41ضَ

يعني بعد مماتكم بعد مماتكم الموتة الصغرى بعد النومة يبعثكم لتقضى اجل قد اجال قدرها الله جل وعلا وبينها قبل ان يحين وقتها يبعث المرء فاذا حان وقت الوفاة سواء كان نائم او مستيقظ تقبض روحه - 00:13:05ضَ

ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه اي في النهار في حال اليقظة ليقضى اجل مسمى بان لكل انسان اجل لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها واجلها فاتقوا الله واجملوا في الطلب - 00:13:39ضَ

ما يمكن ان يموت انسان قبل ان يستكمل اجله له اجل محدد لا يتقدم ولا يتأخر. فاذا جاء اجلهم فلا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون ليقضى اجل مسمى ثم اليه مرجعكم. فيما بعد - 00:14:05ضَ

رجوعكم الى الله جل وعلا بالموتة الكبرى بالموتة الاخيرة بالتوفي والوفاة التي ليس بعدها حياة في الدنيا ثم اليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون. احاط باعمالكم جل وعلا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها - 00:14:30ضَ

وجل وعلا يرخي ستره وكنفه على عبده المؤمن ويقرره بذنوبه. فعلت يوم كذا كذا وكذا. فعلت يوم كذا وكذا حتى يخشى انه هالك حينما تعد عليه سيئاته. ثم يقول جل وعلا غفرتها لك في الدنيا اغفرها لها وآخذك بها في الاخرة - 00:15:07ضَ

جل وعلا ثم اليه مرجعكم ثم ينبئكم. يعني يخبركم بما كنتم تعملون. لانه احاط بها علما جل وعلا ثم قال جل وعلا وهو القاهر فوق عباده وهذه الاية الكريمة من ادلة اهل السنة والجماعة - 00:15:33ضَ

على ان الله جل وعلا فوق عباده وهو جل وعلا مستو على العرش والعرش سقف المخلوقات ولئن فوق العرش مخلوق سوى الله تبارك وتعالى والله جل وعلا فوق عباده وهو القاهر عليهم - 00:16:07ضَ

وله القهر جل وعلا والعلو المطلق. من جميع الوجوه العلو علو القهر وعلو القدر وعلو الذات. وهذه لا تجتمع الا لله جل وعلا فله العلو المطلق علو القهر فهو القاهر فوق عباده ما احد يستطيع ان يخرج عما اراده الله جل وعلا - 00:16:30ضَ

وعلو القدر لا احد يستحق التقدير والتعظيم كما يستحقه الله تبارك وتعالى وعلو الذات في انه بذاته جل وعلا فوق خلقه والله جل وعلا فطر البهائم على ذلك. فضلا عن العقلاء - 00:17:01ضَ

وفرعون اللعين عرف ان ربه فوق فقال يا هامان ابن لي صرحا لعلي اطلع الى اله موسى يعرف انه في العلو وذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله انه لوحظ ان بعظ البهائم - 00:17:27ضَ

اذا حزبها الطلق واشتد عليها الكرب ترفع رأسها الى السماء تستغيث بالله جل وعلا فطرها الله جل وعلا على ذلك خلافا لما يقوله المبتدعة من نفي العلو وقد اثبته الله جل وعلا في كتابه - 00:17:51ضَ

واثبته رسوله صلى الله عليه وسلم فله جل وعلا العلو المطلق. يعني من جميع الوجوه والمخلوق قد يكون له نوع من انواع العلو وليس كاملا فمثلا قد يكون علو القهر يعني - 00:18:17ضَ

كبير الدولة يكون اعلى واحد فيها وهو المتصرف لكن قد لا تكون له المحبة والتعظيم والتقدير وقد يكون للعالم الجليل المحبة والتعظيم والتقدير. لكن ليس له تصرف وليس له امر ولا نهي - 00:18:42ضَ

وقد يكون للعامل الفقير المسكين في الدور الخمسين وما هو اعلى من ذلك علو الذات لكنه مسكين ما له شيء من الامر العلو انواع ولكنها كلها تجتمع في اكمل الوجوه لله تبارك وتعالى. وهو - 00:19:06ضَ

قاهر فوق عباده. قال فوق عباده ولم يقل القاهر لعباده قد يكون مرادا به علو القهر لكنه اثبت الفوقية له سبحانه. وكما هو في ايات كثيرة من كتاب الله جل وعلا. لا يحصيها - 00:19:30ضَ

ايات كثيرة واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. واجماع سلف الامة ممن يعتد قولهم من علماء السلف وهو القاهر فوق عباده. ويرسل عليكم حفظة ارسل الملائكة جل وعلا حفظ لبني ادم يتعاقبون بكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار - 00:19:50ضَ

ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد يرسل عليكم ويرسل عليكم حفظة يحفظون العبد من الشياطين ومن المهالك والمزالق التي لم تكتب عليه. يسلم منها باذن الله. عنده حفظة. والا لولا هذا فما بالك اذا - 00:20:24ضَ

فكان المرء نائم اعقد للادراك الشياطين تسلط عليه وتهلكه وتضربه وتؤذيه لانهما عنده مناعة لكنه بحفظ الله وبحفظ الملائكة التي وكلت بحفظه ويرسل عليكم حفظة حتى اذا جاء احدكم الموت هذه الموتة النهائية - 00:20:51ضَ

الموتة الاخيرة انتقال من الدنيا حتى اذا جاء احدكم الموت توفته رسلنا جاء في الوفاة توفته رسلنا وجاء توفاه ملك الموت وجاء توفاه الله جل وعلا. ووالكل يجتمع معناها بان الله جل وعلا هو الذي يتوفى عباده - 00:21:22ضَ

ويكون بقريب واسطة ملك الموت. وملك الموت قد يجوز ان يطلق عليه انه مجموعة وقد يكون له اعوان يعاونونه يتولون استخراج الروح حتى اذا وصلت الى الحلقوم قبظها ملك الموت - 00:21:52ضَ

ثم بعد قبض ملك الموت لها لا تدعها الملائكة في يده طرفة عين ان كان من اهل السعادة قبضته ملائكة الرحمة من ملك الموت وان كان من اهل الشقاوة قبضته والعياذ بالله ملائكة العذاب - 00:22:14ضَ

وكما جاء في الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا ثم كمل المئة وتخاصمت ثم جتاه ملك الموت فتخاصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب في الحديث في الصحيحين في البخاري ومسلم - 00:22:32ضَ

قالت ملائكة الرحمة انه جاء تائبا الى الله تبارك وتعالى. وقالت ملائكة العذاب نحن احق به لانه ما عملا خيرا قط وارسل الله جل وعلا اليهم ملك في صورة انسان - 00:22:51ضَ

تتحاكموا اليه وقال قيس ما بين البلدين فقاسوها فوجدوها اقرب الى بلد الاخيار بشبر وفي رواية بذراع وفي رواية انه نائب عنقه لما اتاه ملك الموت يدفع بنفسه الى البلد الذي هو متجه اليها - 00:23:09ضَ

وكان اقرب اليها بهذه النوعة فقبضته ملائكة الرحمة ودل على ان الروح اقبضها الملائكة من ملك الموت ما يدعونها في يده طرفة عين حتى يقبضوها والله جل وعلا على كل شيء قدير - 00:23:29ضَ

واعطى الملائكة من القدرة ما لم يعطي البشر جل وعلا وملك الموت واحد وله اعوان كثر. وهو الذي يتولى قبض الارواح. واعوانه يعاونونه حتى اذا جاء احدكم الموت توفته رسلنا. وهم لا يفرطون - 00:23:51ضَ

ما يتساهلون ولا يضيعون نفسا هذه فقيرة او هذه ضعيفة او هذه حقيرة. او هذه صغيرة ما يفرطون في شيء وهم ينزلون كل انسان منزلته التي انزله الله فان كان من اهل السعادة رفعوا روحه الى عليين - 00:24:19ضَ

وفتحت لها ابواب السماء ورحبت بها الملائكة في السماوات وان كانت من اهل الشقاوة والعياذ بالله لم تفتح لها ابواب السماء وتردها الملائكة فتقذف في سجين في اسفل السافلين والعياذ بالله - 00:24:44ضَ

وهم لا يفرطون ما يتجاوزون الحد ولا يكرمون من لا يستحق الاكرام ولا يهينون من يستحق الاكرام. بل يعطون كل انسان منزلته. ويهتمون بهذا اهتماما بالغا وهم لا يفرطون. ثم ردوا الى الله مولاهم الحق. بعد الموت - 00:25:06ضَ

مردهم الى الله جل وعلا ما هم الى الملائكة ولا الى غيرهم ردوا يعني جميع الخلق او ردوا هؤلاء الذين تحدث عنهم وهم عبارة عن الجميع ثم ردوا الى الله مولاهم الحق. هو المولى الحقيقي جل وعلا - 00:25:38ضَ

وهو العدل وهو الذي يتولاهم ولا يكل امرهم الى غيره سبحانه وتعالى يحاسب عباده كلهم محاسبة شخص واحد ما يعجزه شيء ولا يغفل عن احد بل الكل كما انه يرزق الجميع يحاسب الجميع محاسبة - 00:25:59ضَ

شخص واحد وهو اسرع الحاسبين جل وعلا ثم ردوا الي الله مولاهم الحق. لان فيه مولى في الدنيا مولى باطل ما هو بحق لكن المولى الحقيقي هو الله جل وعلا الذي يتولى امور عباده. وينزل هؤلاء الجنة وهؤلاء النار - 00:26:26ضَ

بحسب ما قدموا كما قال الله في الحديث القدسي يا عبادي انما هي اعمالكم. احصيها لكم ثم اوفيكم اياها. فمن وجد خيرا فليحمد الله الذي وفقه للخير وعمل الخير. ما هم باجتهاده ولا بنفسه. ولا يستطيع المرء ان يوفق نفسه. وانما الله الذي - 00:26:51ضَ

فليحمد الله ومن وجد غير ذلك اعمال سيئة كبائر ذنوب شرك بالله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. قامت عليه الحجة. ارسل الله الرسل وانزل الكتب ووهب العقول. وعصى المرء ربه على بصيرة - 00:27:18ضَ

عصا معصية عناد وشقاوة والعياذ بالله. فلا يلومن الا نفسه ثم ردوا الى الله مولاهم الحق الا له الحكم له الحكم وحده هو الذي يتولى الحكم بين عباده الدنيا يحكم حكام - 00:27:41ضَ

يخطئون ويصيبون يجتهدون ويوفقون ويجتهدون ولا يوفقون واخرون لا يحكمون بالحق ولا بالعدل ويقصدون ذلك. لكن في الدار الاخرة الحكم له وحده جل وعلا الا له الحكم وهو اسرع الحاسبين. يحاسب عباده جل وعلا كيف ما - 00:28:06ضَ

فشاء على ما يريد سبحانه وتعالى ويحاسب الخلق كما جاء في الحديث كلهم في وقت واحد يحاسبهم وكل واحد كأنه هو المقصود وحده بقدرة الله تبارك وتعالى وقدرة الله جل وعلا لا يحيط بها محيط ولا يقدر قدرها الا هو سبحانه وتعالى. وفي - 00:28:39ضَ

هذا تنبيه للعباد للاهتمام فيما خلقوا له وما قصد بهم وان هذا سبيلهم. واضح هو يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار. لا تقولون نخفى او نبتعد عن رؤية الله او نحجب انفسنا او - 00:29:08ضَ

ندخل في ابواب بيوت مظلمة ما يرانا احد. فهو جل وعلا لا تخفى عليه خافية هم بعد الوفاة في الدنيا وفاة الموت يكون البعث تذكرة للعباد بالبعث الاخير ثم من قضى اجله - 00:29:29ضَ

قبضت روحه وانتهى الى ربه ورد الى الله جل وعلا. فحري بالعبد ان يستفيد فيأخذ الذكر والعظة من ايات الله جل وعلا. فالله جل وعلا انزل القرآن تبصرة للعباد بيانا للحق وايضاح للامر. وقد تركنا نبينا صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها - 00:29:55ضَ

نهارها لا يزيغ عنها الا هالك والانسان يتصور ما امامه يدركك انه رأي عين من ايات الله واحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم فهذه الايات العظيمة فيها العظة والتذكرة والتبصرة للعباد لمن كان له قلب او - 00:30:46ضَ

والقى السمع وهو شهيد يقول تعالى انه يتوفى عباده في منامهم بالليل وهذا هو التوفي الاصغر. كما قال تعالى الله يتوفى الانفس حين حين موتها والتي لم تمت في منامها - 00:31:13ضَ

ذكر في هذه الاية الوفاتين الكبرى والصغرى. وهكذا ذكر في هذا المقام حكم الوفاتين الصغرى ثم الكبرى. وفاة الصغرى في قوله يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم الوفاة الاخرى في قوله حتى اذا جاء احدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون - 00:31:33ضَ

فقال تعالى وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ايوا اعلموا ما كسبتم من الاعمال بالنهار. وهذه جملة معترظة دلت على احاطة علمه تعالى بخلقه في ليلهم ونهارهم في حال سكونهم وحال حركتهم. كما قال تعالى - 00:31:59ضَ

سواء منكم من اسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار؟ لا تخفى علي خافية. السر والعلانية عنده سواء والظلمة والنور انه سواء جل وعلا احاط بكل شيء علما. نعم - 00:32:22ضَ

كما قال تعالى ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه اي في الليل ولتبتغوا من فضله اي في النهار. كما قال وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا. ولهذا قال تعالى ها هنا وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار - 00:32:42ضَ

اي ما كسبتم من الاعمال فيه ثم يبعثكم فيه اي في النهار قال له مجاهد وقتادة والسدي وقال ابن جريج اي في المنام والاول اظهر وقد روى ابن مردوي بسنده عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:33:02ضَ

مع كل انسان ملك اذا نام اخذ نفسه ويرد اخذ نفسه ويرد اليه فان اذن الله في قبض روحه قبضه والا رد اليه كذلك قوله وهو الذي يتوفاكم بالليل وقوله ليقضى اجل مسمى - 00:33:20ضَ

اي به اجل ان والله جل وعلا اخبر في كتابه عن انه يتوفى الانفس حين موتها يعني حين منامها والنبي صلى الله عليه وسلم كان اذا اخذ مضجعه من الليل قال باسمك نموت - 00:33:39ضَ

نحيا واذا استيقظ وقال الحمد لله الذي احيانا بعد ما اماتنا واليه النشور وكان عليه الصلاة والسلام يقول اللهم باسمك احيا وباسمك اموت واذا استيقظ قال الحمدلله الذي احيانا بعد ما اماتنا واليه النشور. وقد شبه صلى الله عليه وسلم - 00:34:01ضَ

الموتة الاولى من الموتة الثانية. والاحياء في الاولى بالاحياء في الثانية حتى يكون المرء على سيرة من امره وقال صلى الله عليه وسلم والله لتموتن كما تنامون ولا تبعثن كما تستيقظون - 00:34:28ضَ

ولا تحاسبن بما تعلمون. ولا تجزون بالاحسان احسانا. وبالسوء سوء كل نفس بما كسبت رهينة. نعم وقوله تعالى ليقضى اجل مسمى يعني به اجل كل واحد من الناس ثم اليه موقعكم اي يوم القيامة. ثم ينبئكم اي يخبركم بما كنتم تعملون. ويجزيكم على ذلك ان خيرا فخير - 00:34:50ضَ

ان شرا فشر وقوله تعالى وهو القاهر فوق عباده. اي وهو الذي وهو الذي قهر كل شيء. وخضع لجلاله وعظمته وكبريائه كل شيء ويرسل عليكم حفظة اي من الملائكة يحفظون بدن الانسان كقوله تعالى له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظ - 00:35:23ضَ

من امر الله وحفظة يحفظون عمله ويحصونه كقوله تعالى وان عليكم لحافظين. الاية وكقوله ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. وكقوله اذ يتلقى المتلقيان الآية وقوله تعالى حتى اذا جاء احدكم الموت اي احتضر وحان اجله - 00:35:46ضَ

توفته رسلنا اي ملائكة موكلون بذلك. قال ابن عباس وغير واحد لملك الموت اعوان من الملائكة يخرجون الروح الجسد فيقبضها ملك الموت اذا انتهت الى الحلقوم. وسيأتي عند قول الله تعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت - 00:36:10ضَ

احاديث المتعلقة بذلك الشاهدة لهذا بالصحة وقوله تعالى وهم لا يفرطون اي في حفظ رح المتوفى بل يحفظونها وينزلونها حيث شاء الله عز وجل. ان كان من الابرار ففي ففي عليين. وان كان من - 00:36:30ضَ

ففي سجين عياذا بالله من ذلك وقوله ثم ردوا الى الله مولاهم الحق. قال ابن جرير ثم ردوا يعني الملائكة ونذكرها هنا الحديث الذي رواه الامام احمد عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال - 00:36:48ضَ

ان الميت تحضره الملائكة. فاذا كان الرجل الصالح قالوا اخرجي ايتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجي حميدة وابشري وابشري بروح وريحان ورب غير غضبان. فلا تزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها. تخرج بسهولة كما جاء - 00:37:06ضَ

في الحديث الاخر انها تخرج كما تخرج القطرة من في السقا. يعني بسهولة ويسر روح المؤمن تخرج بسهولة ويسر نعم حينما تبشر ويفرح بلقاء الله جل وعلا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة اذا احب الله لقاء احب اذا احب العبد - 00:37:28ضَ

لقاء الله احب الله لقاءه. قالت يا رسول الله اذا كان لقاء الله بالموت فكلنا نكره الموت. فبين لها صلى الله عليه وسلم كما ان المؤمن اذا بشر بما اعد الله له من النعيم استبشر وفرح واحب لقاء الله فاحب الله لقاء - 00:37:54ضَ

اه والكافر والفاجر والايعاذ بالله اذا اخبر بما اعد الله له من العذاب والنكال تفرقت روحه في جسده ولا تحب ان تخرج. ثم تنزع كما ينزع السفود من الصوف المبلول. والسفود - 00:38:14ضَ

شوكة التي لها رؤوس متعددة تدخل في الشعر والصوف فتنشب فيه فتنزع تؤخذ بقوة وغلظة والعياذ بالله فلا تزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها الى السماء فيستفتح لها فيقال من هذا؟ فيقال فلان - 00:38:32ضَ

فيقال مرحبا بالنفس الطيبة. كانت في الجسد الطيب ادخل ادخلي حميدة وابشري بروح وريحان ورب غير غضبان الملائكة كما جاء في الحديث يعرفون ويحبون الرجل الصالح ويبغضون ويكرهون الرجل السوء كما جاء في الحديث ان الله جل وعلا اذا احب عبدا اوحى الى جبريل اني احب - 00:39:00ضَ

ايها الاحبة فيحبه جبريل ثم ينادي في جبريل في السماء ان الله يحب فلانا فاحبوه فيحبه اهل السماء ثم يوضع له القبول في الارض. هذه البشارة يوضع له القبول المحبة في الارض اذا ذكر ذكر بخير - 00:39:27ضَ

وهو وربما يكون الانسان ما يعرفه لو قابلهما عرفه. لكنه احبه في الخير والعكس بالعكس والعياذ بالله الرجل الفاجر والفاسق اذا ابغضه الله جل وعلا نادى جبريل اني ابغض فلانا فابغضه - 00:39:46ضَ

فيبغضه جبريل. ثم ينادي جبريل في السماء ان الله يبغض فلانا فابغضوه. فيبغضه اهل السماء كلهم ثم توضع له الكراهية في الارض والعياذ بالله وقال عليه الصلاة والسلام يوشك ان تعرفوا اهل الجنة من اهل النار. قالوا وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال بالثناء الطيبة والثناء - 00:40:03ضَ

الرجل الذي يذكر بالخير هذا دليله على القبول وانه من اهل الجنة. واللي بالشر والعياذ بالله والسوء دليل على انه من اهل النار والمراد اهل الاستقامة والحق ليس اهل الباطل والشقاوة والفسق وانما اهل - 00:40:30ضَ

الطامة والحق اذا اثنوا على الرجل خيرا فتلك علامة على قبوله عند الله جل وعلا نعم ولا تزال يقال لها ذلك حتى ينتهى بها الى السماء التي فيها الله عز وجل - 00:40:51ضَ

واذا كان الرجل السوء قالوا اخرجي ايتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث وابشري بحميم وغساق. واخر من شكله ازواج فلا تزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها الى السماء فيستفتح لها فيقال من هذا؟ فيقال فلان. فيقال لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث - 00:41:08ضَ

ارجعي ذميمة فانه لا يفتح لك ابواب السماء فترسل من السماء ثم تصير الى القبر فيجلس الرجل الصالح فيقال له مثل ما قيل في الحديث الاول ويجلس الرجل السوء فيقال له مثل ما قيل في الحديث الثاني - 00:41:35ضَ

ويحتمل ان يكون المراد بقوله ثم ردوا يعني يعني الخلائق كلهم الى يوم القيامة فيحكم فيهم بعدله كما قال تعالى قل ان الاولين والاخرين لمجموعون الى ميقات يوم معلوم. وقال تعالى وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا. ولهذا قال - 00:41:52ضَ

مولاهم الحق الا له الحكم وهو اسرع الحاسبين والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسول نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:42:12ضَ