تفسير ابن كثير | سورة الأنعام

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبد الرحمن العجلان | 3- سورة الأنعام من الآية (4) إلى الآية (6).

عبدالرحمن العجلان

نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وما تأتيهم من آية من آيات ربي من لا كانوا عنها معرضين - 00:00:00ضَ

فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم انباء ما كانوا به يستهزئون الم يروا كم اهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الارظ ما لم نمكن لكم وارسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الانهار تجري من تحتهم - 00:00:25ضَ

اهلكناهم بذنوبهم وانشأنا من بعدهم قرنا اخرين هذه الايات الثلاث الكريمة من سورة الانعام جاءت بعد قوله جل وعلا وهو وما تأتي وهو الله في السماوات وفي الارظ يعلم سركم وجهركم ويعلم - 00:00:53ضَ

وما تكسبون وما تأتيهم من اية من ايات ربهم الا كانوا عنها معرضين. الايتين لما رد الله جل وعلا على كفار قريش انكارهم الوهية الله تبارك وتعالى بقوله وهو الله في السماوات وفي الارظ يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون - 00:01:24ضَ

قال تعالى عقب ذلك وما تأتيهم من اية من ايات ربهم الا كانوا عنها معرضين ومع تأتيهم من اية يعني علامة من ايات الله الدالة على وحدانيته تبارك وتعالى الدالة على صدق محمد صلى الله عليه وسلم - 00:02:04ضَ

وما المراد بهذه الاية؟ قيل الايات المنزلة. يعني ايات القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فإتيان محمد صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن العظيم الذي اعجزهم وتحداهم ان يأتوا بمثله - 00:02:36ضَ

او بعشر سور من مثله او بسورة من مثله فعجزوا وهو اية وعلامة على وحدانية الله. وعلى صدق محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ان هذا القرآن من عند الله - 00:03:06ضَ

ايات منزلة او الايات التي يوجدها الله جل وعلا علامة على صدق محمد من شقاق القمر ونحو ذلك وقد انشق القمر كما ذكر الله جل وعلا في كتابه علامة على صدق محمد صلى الله عليه - 00:03:29ضَ

عليه وسلم لما طلبوا ذلك انشق القمر فزعم بعض كفار قريش ان هذا سحر وانه سحرهم وقال بعضه لبعض انظروا من كان خارج مكة من المسافرين من البعيدين عنا ان رأوا ذلك فذلك علامة - 00:03:55ضَ

وهو حقيقة وان لم يكونوا يروه فيحتمل انه سحرنا فرأينا انشقاق القمر ولم ينشق. والا هم رأوه باعينهم وسألوا القادمين فاخبروهم بانهم رأوا ذلك وهذا علامة واية على صدق محمد صلى الله عليه وسلم. وايات كثيرة اجراها الله - 00:04:21ضَ

جل وعلا على يد محمد صلى الله عليه وسلم وما تأتيهم من اية من ايات ربهم. من ايات ربهم يعني تأتيهم من الله. ما تأتيهم من من مخلوق وانما يأتي بها الله جل وعلا الا كانوا عنها معرضين. غير مبالين - 00:04:47ضَ

ولا ملتفتين لها ولا مهتمين لها معرضين عنها ثم قال جل وعلا وقد كذبوا بالحق وهذه اقوى مما قبلها في ذمهم وسبهم فانهم في الاية الاولى معرضين وفي الاية الاخرى كذبوا بالحق. ايهما ابلغ - 00:05:15ضَ

التكذيب بالحق لان الاعراض قد يكون اعراض عن غفلة او سهو او عدم مبالاة او نحو ذلك لكن التكذيب صراحة يكذبون بذلك هذا كذب وقد كذبوا بالحق. ما المراد بالحق - 00:05:46ضَ

قيل القرآن وقيل محمد صلى الله عليه وسلم ولا منافاة لان من كذب بالقرآن كذب بمحمد صلى الله عليه عليه وسلم. ومن كذب بمحمد صلى الله عليه وسلم كذب بالقرآن - 00:06:10ضَ

وقد كذبوا بالحق الذي هو البين الواضح. والصدق الذي جاء من عند الله تبارك وتعالى فسوف يأتيهم انباؤ ما كانوا به يستهزئون. هذا وعيد شديد وتخويف لمن في قلبه شيء من الحياة والادراك والعقل - 00:06:30ضَ

فسوف يأتيهم مثل ما تقولوا لمن مثلا انكر امرا ما ستر الخبر سترى الامر يعني سيقع فسوف يأتيهم انباء تعظيم ما قال نبأ والنبأ اصله الخبر الاهتمام الذي يهتم به الخبر العظيم - 00:06:56ضَ

ما يقال مثلا جاء زيد هذا نبأ. لا. هذا خبر وانما الانبا النبأ الواحد يدل على عظم الشيء. فما بالك اذا كان مجموعا وسوف يأتيهم انباء يعني اخبار ووقائع ما كانوا به يستهزئون. سيأتيهم الخبر - 00:07:24ضَ

وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لاهل القليب الذين رموا في قليب بدر السبعون من صناديد كفار قريش الذين قتلوا في بدر وقف عليهم صلى الله عليه وسلم بعد ثلاث وهم في القليب - 00:07:51ضَ

قال هل يا فلان ويا فلان ويا فلان يسميهم هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فاني وجدت ما وعدني ربي حقا وقال له قائل من الصحابة يا رسول الله ما تكلم من جيف - 00:08:07ضَ

كيف تكلمهم فقال ما انتم باسمع لما اقول منهم هم يسمعون لكن ما يستطيعون يجيبون ارواحهم تدرك الان وقعوا فيما وقعوا فيه والميت اذا مات رأى يرى منزله من الجنة او النار - 00:08:28ضَ

يرى البشارة او يرى التعذيب والعياذ بالله والقبر ايا كان ولو في جوف طائر او فيه حفرة او في جوف حيوان او اي كان فهو اما روضة من رياض الجنة واما حفرة من حفر النار - 00:08:47ضَ

ولا يدرك حقيقة ذلك الا الله جل وعلا فهو فهم يدركون ويعلمون ويأتيه تأتيهم يعني يدركون الخبر بعد الموت في حال الحياة ما يدرك وانما يكون بعد الموت المرء اذا مات - 00:09:09ضَ

فهو اما في روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار. كما جاء عن عثمان بن عفان رضي الله عنه انه اذا وقف على القبر بكى حتى تبتل الارظ بدموعه - 00:09:32ضَ

وقيل له يرحمك الله اذا وقفت على القبر يحصل عندك هذا بينما تذكر الجنة والنار ما تكون مثل ذلك الجنة والنار في نظرهم افظع وقال رضي الله عنه القبر اول منزل ممنزل الاخرة - 00:09:48ضَ

فان كان خير فما بعده خير منه وهو الجنة وان كان شر فما بعده شر منه اهل النار والعياذ بالله ولذا واذا وقف على القبر بكى رظي الله عنه وهو اول منزل من منازل الاخرة يعني ان المرء اذا مات اطلع - 00:10:12ضَ

انكشف له الامر وعرف هل هو من السعداء ام من الاشقياء؟ كما قال الله جل وعلا ان الذين قالوا ربنا الله تتنزل ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم - 00:10:37ضَ

توعدون. تتنزل عليهم الملائكة تبشرهم فسوف يأتيهم انباء ما كانوا به يستهزئون. يتهكمون ويستهزئون بمحمد صلى الله عليه وسلم كما اخذ منهم رميم كسرة عظم بالية ففتها بيديه وقال تزعم يا محمد ان هذه تبعث - 00:10:59ضَ

ثم نفخها في وجه النبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم الله يميتك ويبعثك ويوصلك الى النار او كما قال صلى الله عليه نعم من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم سبحانه - 00:11:32ضَ

وتعالى فسوف يأتيهم انباء ما كانوا به يستهزئون. هم يستهزئون بمحمد عليه الصلاة والسلام واذا قابل احدهم الاخر قال تعال انظر الى هذا الرجل هذا يقول انك اذا مت ابعث - 00:12:01ضَ

هذا يقول كذا اذا اختلطت بالتراب وصرت ترابا تبعث يتهكمون به عليه الصلاة والسلام وسوف يأتيهم انباء ما كانوا به يستهزئون يعني العذاب المحقق يأتيهم بعد البعث قبل الممات قد يكون اهل الشقاوة والعياذ بالله. اسعد في الدنيا من اهل التقى. لان الدنيا - 00:12:23ضَ

لا تزل عند الله جناح بعوضة ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء لكن لا قيمة لها الدنيا يعطيها الله للبر والفاجر عطاء الدنيا لا يدل على السخط كما لا يدل على الرضا. والله يعطي الدنيا من احب - 00:12:58ضَ

ومن لا يحب ولكن العلم والدين والدار الاخرة والجنة لا يعطيها جل وعلا الا من احب فسوف يأتيهم انباء ما كانوا به يستهزئون فيها وعيد شديد وتخويف لمن في قلبه شيء من الحياة - 00:13:21ضَ

ثم استدل عليهم جل وعلا بامور يدركونها ويرونها. فقال تعالى الم يروا كم اهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الارظ ما لم نمكن لكم الم يروا في رحلاتهم الصيف الى الشام - 00:13:47ضَ

وفي الشتاء الى اليمن ويسمع عن اخبار الامم السابقة قوم نوح وعاد وثمود وقوم ابراهيم وقوم لوط والامم السابقة يدركونها لانهم يعرفون ذلك وسمعوا اخبارها الم يروا كم اهلكنا من قبلهم قبل مجيئهم - 00:14:16ضَ

وقبل وجودهم في هذه الدنيا من قرن من قرن قارن مفرد وجمعه قرون والمراد به لكن ما هذا الزمان قيل مائة وعشرون سنة وقيل مئة سنة وقيل ثمانون وقيل سبعون وقيل اربعون وقيل عشرون اقوالهم كثيرة وقيل لا تحديد له - 00:14:43ضَ

زمن مجموعة من الناس ان كان نبي زمن النبي. وان لم يكن فيه نبي فمن فيه من شهرة من علماء زمن العلماء هؤلاء. زمن هؤلاء الرجال المتميزين هم القرن قل او كثر قد يكون سبعين سنة وقد يكون اكثر من هذا - 00:15:17ضَ

مثل اعمار الامم السابقة كانت اعمارهم تصل الى الالف وتزيد كما قال الله جل وعلا عن نوح عليه السلام انه لبث في قومه يدعوهم الى الله الف سنة الا خمسين عاما - 00:15:38ضَ

عمره في دعوة هؤلاء الذين كفروا به الف سنة الا خمسين عاما. تسع مئة وخمسون سنة وعمره قبل الوحي الله اعلم به وعمره بعدما ركب السفينة وذهب مع من انجى الله جل وعلا الله اعلم به - 00:15:56ضَ

وقيل ان عمر نوح عليه السلام كان الف وخمسمائة سنة هي جيدة او ينقص والله اعلم ولكن واضح من القرآن انه يدعو قومه الذين اغرقهم الله بالطوفان الف سنة الا خمسين عاما - 00:16:18ضَ

وقد يكون عمر المرأة اربعمائة سنة خمسمائة سنة اقل اكثر فقيل المراد هو زمن مجموعة من الناس او ما يدركه مجموعة من الناس يجمعهم ويقال وقد جاء في الحديث خير القرون قرني. وهم الذين وجدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم - 00:16:38ضَ

ورأوه صلى الله عليه وسلم وهم الصحابة رضي الله عنهم كم اهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الارض ما لم نمكن لكم يعني اعطيناهم من القوة والمال وقوة الاجسام - 00:17:06ضَ

والعتاد القدرة على تفتيت الصخور وعلى الغوص في البحار وعلى التصرف الذي ما تستطيعون انتم يا كفار قريش تتصرفونه واعطاهم الله ما اعطاهم من المال والانهار والجنان في الدنيا البساتين. وغير ذلك والثمار - 00:17:32ضَ

كما جاء ان القوم الذين ارسل رسل اليهم مجموعة سبعة من بني اسرائيل من اجل ان يرقموا هؤلاء الذين قال الله جل وعلا لبني اسرائيل ادخلوا عليهم فاذا دخلتم فانكم غالبون وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين - 00:18:05ضَ

الاخ قال سبعة ليرقبوا خبر هؤلاء فوجدهم واحد في مزرعته فالتقطهم ووضعهم في كمه السبعة وذهب بهم كأنه اخذ لسبع جراد وذهب بهم ورماهم عند مالكهم قال هؤلاء حملهم ما هو بشيء بالنسبة له - 00:18:32ضَ

من قبلنا اعطوا من القوة ما لم يعطه الله جل وعلا لكفار قريش واعطوا من امور الدنيا ما لم يعطى لهم واعطوا من الاعمار ما لم يعطى لهم. اعمار كفار قريش يعرفونها كما قال عليه الصلاة والسلام. امر امتي ما - 00:19:01ضَ

بين الستين والى السبعين وقليل من يجاوزه ذلك فاولئك اعمارهم تطول واولئك عندهم من القوة والمنعة الشيء الكثير ومكنهم الله واعطاهم الشيء العظيم ينحتون الجبال ويسكنون في داخلها على اساس انها حصن لهم من الاعداء - 00:19:24ضَ

ينحتون الجبال بيوتا الم يروا كم اهلكنا من قبلهم من القرون ما لم نمكن لكم قال اهلكنا من قبلهم من قبلهم من هم كفار قريش من قرن مكناهم الاولين الارض ما لم نمكن لكم من هم هم المخاطبون كفار قريش وهذا تنويع في الخطاب - 00:19:48ضَ

اول في حال غيبة اهلكنا من قبلهم خبر عن الغائب مكناهم كذلك في الارض ما لم نمكن لكم ايها المخاطبون. انتقل الى الخطاب وهذا من باب التنويع وتحسين الخطاب ولم نمكن لكم ما لم نعطكم من القوة - 00:20:24ضَ

وارسلنا السماء عليهم مدرارا. ارسلنا السماء يعني المطر ينزل عليهم بغزارة حسب الحاجة مدرارا يعني متتابع بكثرة وكلمة مدرار تدل على المبالغة وعلى الكثرة وانها كثرة غير مهلكة وغير مغرقة وانما هي كثرة متتابعة - 00:20:51ضَ

كلما احتاجوا الى المطر وقبل ان يحتاجوا اليه ينزل عليهم. وينزل بالتتابع والاستمرار وارسلنا السماء عليهم مدرارا. وجعلنا الانهار تجري من تحتهم. يعني في بساتينهم وفي بلدانهم تجري الانهار يوجهونها كيفما شاؤوا. يعني اعطوا من نعيم الدنيا الشيء الكثير - 00:21:19ضَ

لكن هل اغناهم هذا ونفعهم حينما جاء عذاب الله؟ لا والله وجعلنا الانهار تجري من تحتهم. فاهلكناهم بذنوبهم. فانتم يا كفار قريش لستم اقوى منهم ولا اعز على الله من اولئك - 00:21:46ضَ

فان استمررتم على ما انتم عليه من التكذيب فتحروا العذاب. وانزل الله عليهم العذاب. اكثر ما عذابهم في يوم بدء سبعون من صناديدهم وعظمائهم والذين يشار اليهم بالبنان اهلكوا. اهلكهم الله - 00:22:09ضَ

مع ما هم عليه من القوة والمنعة والظن ان الانتصار لهم كما لما اشار عليهم بعضهم واشار ابو سفيان بان ام بدر لانهم خرجوا لنصرة العير. والعير سلمت. قال ارجعوا لا حاجة لكم في القتال. قال ابو جهل لعنه الله لا والله حتى نريد - 00:22:29ضَ

ونشرب الخمر وتغني علينا القياد وننحر الجزر حتى يتحدث الناس بمقامنا فلا يزالون يهابوننا وهو حتفه لعنه الله. اهلكه الله فاهلكناهم بذنوبهم وعذاب الله اذا جاء لا يرده قوة قوي - 00:22:50ضَ

ولا مناعة منيع بل لا يرده شيء ويهلك الله جل وعلا من شاء باعدائه من اعدائه بما شاء من خلقه قد يهلك العظماء بشيء حقير. كما جاء ان الله جل وعلا اهلك النمرود ببعوضة. دخلت في انفه - 00:23:19ضَ

ودخلت في رأسه ودماغه وصار من يتقرب اليه يأتي يضرب رأسه بالمطرقة حتى كأنه يهدأ حس البعوض والمها حتى اهلكه الله بعوضة وفرعون اللعين اهلكه الله بالبحر بالماء وكان ينتصر ويتعزز بالانهار فيقول وهذه الانهار تجري من تحتي فاهلكه الله بها - 00:23:41ضَ

ويهلك من شاء بالريح ويوريك من شاء بالمطر ويهلك من شاء بنبع الارض من مياه ويهلك ممن شاء بما شاء من خلقه وان كان ضعيفا اذا سلطه على عدو من اعدائه قضى عليه - 00:24:16ضَ

على ما اراد سبحانه وتعالى واهلكناهم بذنوبهم يعني بسبب ذنوبهم وانشأنا من بعدهم قرنا اخرين اهلكهم الله جل وعلا وما نقص ذلك في ملكه ان كلهم ملك الله جل وعلا واهلكهم الله وملك الله على ما هو عليه - 00:24:35ضَ

ما يتضرع بفقدانهم وهم مثل المخلوق اذا اهلك عبيده او اماؤه او اهلك ما له وحلاله نقص حاله؟ لا. اهلكناهم وانشأنا بدلهم. انما امرهم اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون - 00:25:07ضَ

وانشأنا من بعدهم قرنا اخرين. اناس اخرين. اهلك الله الامم السابقة امة قبل امة وهكذا كل ما اهلك الله امة انشأ بعدها امة اخرى وانشأنا من بعدهم قرنا اخرين. فهذا فيه تخويف ووعيد وزجر لكفار قريش عن تكذيبهم - 00:25:30ضَ

لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم بانهم ان استمروا على تكذيبهم فالله جل وعلا الا يهلكهم بذنوبهم كما اهلك من قبلهم. فليسوا باعز على الله ممن سبق ممن كذب - 00:25:57ضَ

الرسل يقول تعالى مخبرا عن المشركين المكذبين المعاندين انهم كلما اتتهم من اية اي دلالة ومعجزة وحجة من الدلالات على وحدانية الله وصدقه وصدق رسله الكرام فانهم يعرضون عنها فلا ينظرون اليها. ولا يبالون بها. من اية من هذه بيانية - 00:26:17ضَ

ومن ايات ربهم من تبعيضية الاولى بيانية والثانية تبعيظية يعني بعظ الايات ما جاهم ايات الله كلها قال الله تعالى فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم انباء ما كانوا به يستهزئون - 00:26:50ضَ

وهذا تهديد لهم ووعيد شديد على تكذيبهم بالحق بانه لا بد ان يأتيهم خبر ما هم فيه من التكذيب وليجدن غبه وليذوقن وباله ثم قال تعالى واعظا لهم ومحذر ان يصيبهم بالعذاب والنكال الدنيوي - 00:27:13ضَ

ما حل باشباههم ونظرائهم من القرون الثالثة الذين كانوا اشد منهم قوة واكثر جمعا واكثر اموالا واولادا واستعلاء في الارض وعمارة لها فقال الم يروا كم اهلكنا كم اهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الارض ما لم نمكن لكم - 00:27:33ضَ

اي من الاموال والاولاد والاعمار والجاه العريض والسعة والجنود. ولهذا قال وارسلنا السماء عليهم مدرارا اي شيئا بعد شيء وجعلنا الانهار تجري من تحتهم. اي اكثرنا عليهم امطار السماء. ويا نبيع الارظ ويا نبيع الارظ. اي استدراج - 00:27:57ضَ

واملاء لهم فاهلكناهم بذنوبهم اي بخطاياهم. خطاياهم وسيئاتهم التي اجتراحوها. وانشأنا من بعدهم قرنا اخرين اي فذهب الاولون امس الذاهب وجعلنا البقاء على السيئات والوقوع فيها سبب للهلاك. واذا كانت السيئة - 00:28:19ضَ

قد خفيت وعمل بها صاحبها لا تظر الا هو. واذا ظهرت السيئة والمنكر والكبائر ولم تغير الصالح والطالح. ثم يبعثهم الله جل وعلا على نياتهم فاذا خفيت المعصية فلا تضره الا صاحبها لا تضر الاخرين - 00:28:43ضَ

واذا ظهرت ولم تغير عمت الجميع والعياذ بالله كيف ذهب الاولون كامس الذاهب وجعلناهم احاديث وانشأنا من بعدهم قرنا اخرين اي جيلا اخر لنختبرهم. فعملوا مثل اعمالهم فاهلكوا كاهلاكهم فاحذروا ايها ايها المخاطبون ان يصيبكم مثل ما اصابهم فما انتم باعز على الله منهم. والرسول الذي كذبتموه - 00:29:06ضَ

اكرم على الله من رسولهم فانتم اولى بالعذاب ومعاجلة العقوبة منهم لولا لولا لطفه واحزانه والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:29:40ضَ