تفسير ابن كثير | سورة السجدة

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبد الرحمن العجلان | 3- سورة السجدة من الآية (10) إلى الآية (12).

عبدالرحمن العجلان

الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقالوا ائذا ظللنا في الارض ائنا لفي خلق جديد بل هم في بل هم بلقاء ربهم كافرون - 00:00:00ضَ

قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم الى ربكم ترجعون ولو ترى اذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا ابصرنا ربنا ابصرنا وسمعنا فرجعنا نعمل صالحا انا موقنون - 00:00:36ضَ

هذه الايات الكريمة من سورة السجدة يقول الله جل وعلا وقالوا ائذا ظللنا في الارض انا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم هذه الاية جاءت بعد قوله جل وعلا - 00:01:15ضَ

وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون بين جل وعلا في الاية السابقة انه قليل منهم الشاكر وان هؤلاء الذين لا يشكرون لا يستحقون ان يخاطبوا جل وعلا عن مخاطبتهم - 00:01:41ضَ

الى قوله وقالوا اي قال هؤلاء المنكرون للبعث وقالوا ائذا ظللنا في الارض معنا ذهبنا وتألفنا وذهبت اعيننا وصرنا ترابا خلطنا بالتراب فاذا ظننا في الارظ تمزقنا وذهبنا في الارظ واختلطنا بالتراب - 00:02:14ضَ

انا لمبعوثون الاستفهام هنا استفهام انكار منهم لانهم ينكرون البعث يقولون لا يمكن اذا ذهبنا في الارض وتلفنا واكلت الارض لحومنا وابشارنا مرة ثانية كما كنا ورد الله جل وعلا عليهم - 00:03:01ضَ

قال هم ينكرون ما هو اعظم من ذلك ينكرون لقاء الله وهو الذي خلقهم ويعترفون بانه خلقهم ينكرون لقاءه قال جل وعلا في لقاء ربهم كافرون هل هم الكافرون بلقاء الله جل وعلا - 00:03:38ضَ

ولذا كفروا وانكروا البعث والله جل وعلا يسجل عليهم جريمتين كبيرتين انكار البعث وانكار لقاء الله جل وعلا واتوا بها على سبيل الاستفهام الانكاري لانهم مستبعدون لذلك منكرون له وفي قوله جل وعلا وقالوا اعذا ظللنا في الارض - 00:04:12ضَ

قراءتان سبعيتان ظللنا وظللنا في الارض بكسر اللام وفتحها قراءة الجمهور الفتح وقراءة اخرى ثانية الكسر ظللنا وقراءة ثالثة يروى عن بعض الصحابة رضي الله عنهم بالصاد في الارض ولنا - 00:05:15ضَ

وظللنا بمعنى واحد والذي هو الذهاب والفناء في الارض والاختلاط بالتراب وصللنا ظللنا بمعنى اجسامنا قال النحاس من اهل اللغة ولا يعرف في اللغة صللنا ولكن يقال صلى اللحم اذا امتنا - 00:06:04ضَ

قال الجوهري صلى اللحم يصل بالكسر اذا انتنا مطبوخا او نيا القراءة المشهورة ظللنا قراءة ثانية سبعية قراءة لبعض الصحابة وعللنا بالصاد بمعنى النتن. يعني اذا انتنتنت اجسامنا يعني ايجاد مرة اخرى - 00:06:42ضَ

ينكرون ذلك قال الله جل وعلا اضراب عن انكارهم للبعث الى انكارهم بما هو اعظم من ذلك وهو لقاء الله جل وعلا والمحاسبة على اعمالهم بل هم بلقاء ربهم كافرون يعني جاحدون منكرون لذلك - 00:07:25ضَ

وقال الله جل وعلا لهم قل يا عيني قل يا محمد والا فهم لا يصلحون الى ان يخاطبوا وليتوفاكم ملك الموت يعني ما بينكم وبين لقاء الله والبعث الا من يتوفاكم ملك الموت - 00:07:58ضَ

ثم تعودون الى البرزخ ثم بعد البرزخ الحياة الاخرة وليتوفاكم ملك الموت يتوفاه يقبض روحه ويستلمها كما يقول الرجل استوفى حقه يعني اخذ وقبض وليتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم - 00:08:24ضَ

قد يقول قائل ورد قوله جل وعلا قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم وقوله جل وعلا في سورة الانعام توفته رسلنا وهم لا يفرطون وقال جل وعلا في سورة الزبر - 00:09:00ضَ

الله يتوفى الانفس حين موتها فنسب الوفاة في الاية الاولى الى ملك الموت وفي الآية الثانية الى الرسل وفي الاية الثالثة اليه جل وعلا الله يتوفى الانفس حين موتها وهل بين هذه الايات تعارض؟ وحاشى ان يكون تعارض بين ايات القرآن - 00:09:25ضَ

اذا ما توجيه ذلك الله جل وعلا هو الذي يتوفى وهو الذي يأمر بالوفاة وملك الموت يقبض الروح والرسل هؤلاء اعوان لملك الموت ملائكة مع ملك الموت وملك الموت ورد ان الدنيا كلها بين يديه - 00:09:59ضَ

بمثابة طشت فيه شيء يأكل يأخذ منه ما اختار كما يكون بين يدي الرجل نحن فيه تمر يلقط منه واحدة واحدة وقد ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم حضر عند رجل من الانصار - 00:10:28ضَ

حضرته الوفاة فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ملك الموت وقال الطب وقال ارفق به فانه مؤمن ارفق بصاحبه يقوله صلى الله عليه وسلم لملك الموت ارفق بصاحبي فانه مؤمن - 00:10:56ضَ

وقال ملك الموت طب نفسا يا محمد فاني بكل مؤمن رفيق من يرفق بامر الله جل وعلا بارواح المؤمنين وكما ورد في الحديث الصحيح انه يكون عندها فيقول ايتها النفس المطمئنة - 00:11:17ضَ

اخرجي الى رب رحيم. فتخرج الروح وتنسل كما تخرج القطرة من فسيق من في السقا يعني فم السقا الذي فيه الماء تخرج بسهولة روح المؤمن واما روح الكافر والعياذ بالله فتتفرق في جسده اذا توعدها ملك الموت بالعذاب ثم ينتزعها - 00:11:42ضَ

كما ينتزع السفود من الصوف المبلول والعياذ بالله والسفود هو الشوكة ذات الرؤوس المتعددة في صوف كانت في وسطه فانها لا تنتزع الا بشدة وورد ان ملك الموت قال اني بكل اهل بيت اعرف بهم من انفسهم - 00:12:07ضَ

واني امر عليهم في اليوم كذا وكذا ورد ان ملك الموت قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا محمد لو اردت ان اقبض روح بعوضة ما استطعت الا بعد ان يأمرني الله - 00:12:41ضَ

جل وعلا ملك الموت لا يتصرف من نفسه ولا يختار ولا يلتقط الا بامر الله جل وعلا له وورد تسمية ملك الموت في بعض الاثار بعزرائيل قيل اسمه غير ذلك والله اعلم - 00:13:00ضَ

فليتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم وكله الله جل وعلا في قبض الارواح ثم الى ترجعون بعد ان يقبض ملك الموت ارواحكم ترجعون ترجعون الى الله ومعاليكم اليه ثم يكون البعث والنشور بعد ذلك - 00:13:36ضَ

ثم المجازاة بالاعمال ان خيرا فخير وان شرا فشر وكما قال الله جل وعلا في الحديث القدسي يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله - 00:14:20ضَ

ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه يعني هو المفرط وهو الذي اهمل وترك العمل الصالح فليتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم الى ربكم ترجعون. هذا لا مجال لانكاره بل انتم تشاهدونه - 00:14:47ضَ

وعلمتم النشأة الاولى علمتم مبدأ خلقكم والاعادة اهون على الله جل وعلا من البدء والكل هين لكنها على العباد اعادة الشيء على العبد اهون من بدأه ثم قال جل وعلا - 00:15:17ضَ

متوعدا المجرمين ومبينا ماذا يحصل لهم عند لقاء الله جل وعلا وقال جل وعلا ولو ترى اذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا ابصرنا وسمعنا فرجعنا نعمل صالحا انا موقنون - 00:15:46ضَ

ولو ترى يا محمد ولو ترى خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم. والخطاب للنبي خطاب لامته او الخطاب لكل من تتأتى منه الرؤية لان الامر فظيع يدركه كل انسان ولو ترى - 00:16:16ضَ

ماذا يحصل للمجرمين عند البعث ولو ترى اذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم ولو ترى لرأيت امرا فظيعا وهولا هائلا وشدة عظيمة لهؤلاء الذين يتبجحون بانكار البعث وتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:16:44ضَ

لو ترى لرأيت امرا عظيما ولو ترى اذ المجرمون هؤلاء الذين قالوا انكار البعث او كل كافر ويدخل هؤلاء ضمنهم اذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم رؤوسهم يعني منكسين رؤوسهم مطاطئين لرؤوسهم - 00:17:22ضَ

حياء وخجلا رؤوسهم عند ربهم عند الله جل وعلا حينما يؤولون اليه للحساب عند ربهم ربنا يتضرعون الى الله جل وعلا في ذلك اليوم حين لا ينفعهم التضرع ربنا اعطاف لله جل وعلا - 00:17:59ضَ

لكنه الوقت فات الاستعطاف والتوبة الرجوع الى الله جل وعلا في دار الدنيا واما الاخرة فلا جزاء ربنا ابصرنا وسمعنا رجعنا نعمل صالحا. ابصرنا وسمعنا يعني ادركنا بابصارنا ورأينا الهول العظيم - 00:18:33ضَ

وسمعنا باذاننا وعالمنا ان ما جاءت به الرسل حق ارجعنا الى الدنيا لنعمل العمل الصالح فان الان موقنون ان ما جاءت به الرسل حق وان البعث حق وانه يجب علينا ان نوحدك ولا نكفرك - 00:19:14ضَ

ارجعنا نعمل صالحا هؤلاء الذين يتبجحون الان بالانكار والكفر والضلال يندمون على ذلك ويتضرعون الى الله جل وعلا في ذلك الموقف بطلب العودة والله جل وعلا يعلم ازلا بانهم لو ردوا - 00:19:51ضَ

تعادوا لما نوا عنه كما قال الله جل وعلا في الايات الاخر ولو ترى اذ عرضوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بايات ربنا ونكون من المؤمنين بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا - 00:20:22ضَ

لما نهوا عنه ثم يرجعون الى انفسهم باللوم والتوبيخ بقولهم وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير بعدما يتضرعون الى الله بطلب العودة فلا يجابون قال ارجعون الى انفسهم باللوم والتوبيخ - 00:20:41ضَ

اذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا ابصرنا الحقيقة التي كنا نكذب بها وسمعنا ما كنا ننكره ونجحده ارجعنا الى الدنيا نعمل عملا صالحا اتوب اليك ونرجع ونصلي ونصوم ونؤدي الواجبات - 00:21:23ضَ

ونؤمن بك ونوحدك انا موقنون الان نحن مصدقون ورجعنا لعملنا الاعمال الصالحة انا موقنون يعني ايقنا وتأكدنا من صحة ما جاءت به الرسل وما بيننا وبين العمل الصالح الا ان نرجع الى الدنيا - 00:21:56ضَ

لكن لن يحصل ذلك يعني الشيء الذي كنا نشك فيه الشك عنا لانهم عاينوا انهم رأوا رأوا العذاب باعينهم وهم يرونه قبل ذلك هم يرونه عند حضور ملائكة العذاب لقبض ارواحهم - 00:22:33ضَ

يسألون الرجعة في مواطن في هذا الموطن الذي قال الله جل وعلا وارجعنا نعمل صالحا وعند معاينة الملائكة يتمنون الرجعة ويسألونها لكن لا يجابون اليها هيهات فاذا جاء اجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون - 00:23:05ضَ

والله جل وعلا يصور لعباده حالة العباد في تلك المواطن التي لم تحصل بعد لكنها شيء محقق المؤمن يراه بعيني قلبه كأنه يشاهده ان لم يكن يراه بعيني رأسه فهو يراه بعيني قلبه لان الله جل وعلا صور المشهد - 00:23:35ضَ

تصويرا واضحا جليا يرعوي العبد وليرجع الى الله جل وعلا ما دام في دار المهلة. فالله جل وعلا يصور حال الكفار وحال المؤمنين ايات متعاقبة حتى ان العاقل يدرك هذا وهذا - 00:24:08ضَ

واذا كان موفقا اختار لنفسه العمل الصالح الذي ينجو به في الدار الاخرة وان كان محروما مخذولا والعياذ بالله فانها تمر عليه الايات ولا كأنه يسمع وكأنه غير مقصود هو - 00:24:32ضَ

انما المقصود غيره قد قال الله جل وعلا في ايات كثيرة عن حالة المؤمنين مع ذكره حالة الظالمين في هذه الايات في قوله جل وعلا ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا - 00:24:50ضَ

تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا. وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون هذا عند الاحتضار عند احتضار المؤمن البشارة ولهذا يرى بعض الصالحين يتهلهل وجهه كأنه من الشرور والفرح حينما يرى ملائكة الرحمة تبشره بهذه البشارة العظيمة - 00:25:12ضَ

نحن اوليائكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة. ولكم فيها اي في الاخرة ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم هذه بشارة عظيمة يبشر بها المحتضر وهذه التي في هذه السورة العظيمة - 00:25:43ضَ

تحذير للظالمين الكافرين المجرمين ان امامهم لعلهم يرجعون الى الله والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله - 00:26:04ضَ