التفريغ
الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها - 00:00:01ضَ
وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواء للسائلين ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض وقال لها وللارض اتي يا طوعا او كرها قال اتينا طائعين - 00:00:32ضَ
وقضاهن سبع سماوات في يومين واوحى واوحى في كل سماء امرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا. ذلك تقدير العزيز العليم هذه الايات الكريمة من سورة فصلت يقول الله جل وعلا - 00:00:57ضَ
يقول لمحمد صلى الله عليه وسلم قل يا محمد الكفار قريش على سبيل التوبيخ والزجر والتقريع انكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين قل ائنكم - 00:01:33ضَ
انكم بهمزتين والهمزة الثانية مخففة هذه قراءة الجمهور وقراءة اخرى الهمزة الثانية تقلب ياء ساكنة خفيفة وان واللام التوكيد توكيد ماذا تأكيد الانكار واما للاشعار لان كفرهم لا يصدق به عاقل - 00:02:17ضَ
يصح ان يكون لي تأكيد الانكار عليهم منكرا جل وعلا عليهم كفرهم بسم الله الذي هذه صفته ويصح ان يقال ان التأكيد لكفرهم لان كفرهم لا يصدق به عاقل لان قائلا يقول - 00:03:27ضَ
لا يصح ان يكفروا لمن هذه صفته وقيل له ان كفرهم محقق واقع لانه لا ينبغي ان يقع الكفر بمن هذه صفته وهذه قدرته ستكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا - 00:04:06ضَ
سجل عليهم جل وعلا صفتين تميمتين الاولى كفرهم انكم لتكفرون كفرهم بالله الثانية جعلهم لله اصدادا ونظراء وشركاء ولا يليق ان يجعل مع الله من يماثله لانه لا مثيل له - 00:04:45ضَ
ولا كفؤ له ولا ند له قل ائنكم لا تكفرون لمن الذي خلق الارض في يومين هذه الاراضي العظيمة سبع اراضي وبهذا الشكل وهذه العظمة خلقها جل وعلا يومين وتجعلون له اندادا يعني تجعلون له نبراء - 00:05:23ضَ
واشباه تعالى الله ذلك الذي خلق الارض في يومين ذلك رب العالمين. ذلك مبتدأ ورب العالمين ذلك رب العالمين الذي ربى العالمين بنعمه والعالمون كل من سوى الله كل من سوى الله - 00:06:14ضَ
عالم الانس عالم والجن عالم والدواب عالم والطيور عالم والملائكة عالم وهكذا مخلوقات الله ذلك رب العالمين الذي ربى العالمين وفضله وعنايته وكفالته جل وعلا وقال جل وعلا ذلك رب العالمين - 00:06:50ضَ
لفت نظر كفار قريش لانكم كفرتم بربكم الذي رباكم وانعم عليكم ولم يقل جل وعلا في هذا الموطن بالهكم وانما قال برب العالمين لان الرب الذي ربى العالمين بنعمه وهو لا يليق - 00:07:47ضَ
ان يكفر به لانه هو المنعم المتفضل جل وعلا ثم بين جل وعلا من كمال قدرته فقال وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام - 00:08:22ضَ
دواء للسائلين خلق الارض في يومين وجعل فيها رواسي التي هي الجبال من فوقها وبارك فيها اي الارض وقدر فيها اقواتها ارزاقها وما فيها من الخيرات والنعم للعباد في اربعة ايام في تمام اربعة ايام - 00:08:58ضَ
يعني اليومين السابقين ومعهما يومان تتم جميعا اربعة ايام الله جل وعلا في غير ما اية يقول خلق السماوات والارض في ستة ايام في ستة ايام فالمراد في بقوله تعالى في اربعة ايام سواء للسائلين - 00:09:36ضَ
يومين مع اليومين السابقين تكون اربعة قال اهل اللغة مثل قول القائل خرجت من البصرة الى بغداد في عشرة ايام والى الكوفة في خمسة عشر يوما خرجت من البصرة الى بغداد في عشرة ايام - 00:10:15ضَ
والى الكوفة في خمسة عشر يوما يعني عشرة ايام من بغداد الى البصرة وخمسة ايام من البصرة الى الكوفة فيصبح الجميع كم خمسة عشر يوما وكذلك هنا خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام - 00:10:53ضَ
ما هذه الستة خلق الارض في يومين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في يومين اخرين يكون مجموعهما كم اربعة ايام سواء للسائلين ثم السواء الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين فقظاهن سبع سماوات - 00:11:24ضَ
في يومين وخلق الله جل وعلا الارض في يومين كما ورد في الحديث في يومي الاحد والاثنين وخلق ما على الارض في يومي الثلاثاء والاربعاء وخلق السماوات وما فيهما في يومي الخميس والجمعة - 00:11:54ضَ
وخلق الله ادم في اخر ساعة من ساعات الجمعة في ستة ايام وجعل فيها رواسي من فوقها. المراد بالرواسي الجبال لان الله جل وعلا خلق الارض على الماء وورد عن كعب الاحبار ان الله جل وعلا قال لجبريل امسكها - 00:12:22ضَ
فمسك الارض فجاءت الريح فغلبت جبريل وقال يا ربي ما استطعت وثبتها الله جل وعلا بهذه الجبال والجبال اوتادا يعني تثبت بها كما تثبت الخيمة بالاوتاد ودليل على كمال عظمة الله جل وعلا. هذه الارض العظيمة - 00:13:08ضَ
فتحركت فثبتها الله جل وعلا بالجبال والكل في قبضة الله جل وعلا وفي تثبيته جل وعلا وجعل الله الجبال مرتفعة ينتفع بها بامور كثيرة يا مثبتة في الارض لانها من اعلى الارض الى اسفلها الجبل - 00:13:39ضَ
ثبتوا لها وما ارتفع من الجبل لينتفع به الناس في امور كثيرة وعلامات يستفيدون منها علامات على الطرق ومرتفعات يستفيدون منها وتنبت ما لا تنبته المنخفضات وفيها مصالح عظيمة وجعل فيها رواسي من فوقها - 00:14:09ضَ
لترى وتشاهد والا ممكن ان تكون على مستوى الارض ومثبتة للارظ لكن الله جل وعلا رفعها لترى ولتدل على كمال قدرة الله جل وعلا وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها اي الارظ - 00:14:41ضَ
جعل فيها البركة ولهذا قال كثير من العلماء اكثر مطالب الرزق في الزراعة لان الله جل وعلا جعل البركة في الارض وبارك فيها وقدر فيها اقواتها يقتاته الناس قدره الله جل وعلا في الارض - 00:15:06ضَ
رزق العباد في الارض مضمون من الله جل وعلا خلافا لما يقوله من لا يؤمن بالله واليوم الاخر يقول ان الناس بعد كذا وكذا سنة ستنفذ الارزاق وتصيب الناس مجاعة - 00:15:42ضَ
هذا يقوله الكفار والله جل وعلا تكفل بارزاق العباد واودعها في الارض فهي كافية لهم. باذنه تعالى وبارك فيها وقدر فيها اقواتها ما يحتاجه الناس مقدر بانه كافي لا ينقص عما يحتاجه الناس - 00:16:09ضَ
باذنه تعالى في كم المجموعة هذي في اربعة ايام في اربعة ايام والله جل وعلا قادر على ان يخلق السماوات والاراضين ومن فيهن في قوله جل وعلا للشيء كن فيكون - 00:16:35ضَ
ولكنه جل وعلا ليعلم العباد وقالوا خلق الارض في اربعة ايام بما فيها وخلق السماوات على عظمتها في يومين ولم يقل في خلق السماوات سواء وانما قالها في خلق الارض - 00:17:03ضَ
كأن خلق السماوات لم يستغرق اليومين كاملين كما ورد انه بقي ثلاث ساعات من يوم الجمعة خلق الله جل وعلا فيهما ما خلق من غير ما في السماوات ليعلم جل وعلا العباد - 00:17:28ضَ
وما اعتادوه وما عرفوه من انه يهتم بالقاعدة اكثر مما يهتم بالسقف وانه يحتاج الى جهد وعناية في القاعدة اكثر مما يحتاج الى ما هو اعلى لان الحمل والثقل على القاعدة - 00:17:55ضَ
فجعل الله جل وعلا خلق الارض وما فيها في اربعة ايام وخلق السماوات مع ما فيها من السكان الاملاك والمخلوقات العظيمة في يومين وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام يعني مستوية لا زيادة ولا نقص - 00:18:22ضَ
السائلين لمن يسأل عن ذلك ثم استوى الى السماء وهي دخان الدخان معروف وما تصاعد من لهب النار يقال له دخان وهذا يكون اما من النار او من بخار الماء - 00:18:54ضَ
وكانت السماء قبل خلقها من بخار الماء فخلق الله جل وعلا من بخار الماء هذه السماوات العظيمة السبع ثم استوى يعني قصد ثم استوى وعمد الى السماء وهذا الاستواء يختلف عن قوله جل وعلا الرحمن على العرش استوى - 00:19:25ضَ
ان استواء الله جل وعلا على العرش صفة فعلية لله جل وعلا وهو جل وعلا مستو على عرشه كائن من خلقه واما الاستواء هنا فهو القصد ثم استوى الى السماء يعني قصد - 00:20:18ضَ
واتجه واراد الله جل وعلا بارادته خلق السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها. استجيبا لامري استجيب لما يراد منكما طوعا طائعتين فان لم تستجيبا طائعتين استجبتما - 00:20:42ضَ
كارهتين طوعا او كرها لا بد من الاستجابة لامر الله جل وعلا ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قد يقول قائل هذه الاية الكريمة - 00:21:14ضَ
دلت على ان الله جل وعلا خلق الارض في اربعة ايام ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات في يومين قالوا ثم تقتضي الترتيب والترتيب والتراخي اول الارض ثم بعد ذلك السماء - 00:21:42ضَ
ولكن جاء في سورة النازعات قوله جل وعلا والارض بعد ذلك دحاها. اخرج منها ماءها ومرعاها بعد خلق السماوات والارض قال جل وعلا والارض بعد ذلك دحاها قال بعد ذلك - 00:22:05ضَ
قال العلماء خلق الارض قبل خلق السماء كما ثبت في الاية وفي الاحاديث ثم خلق السماء ثم دحا الارض لان الخلق خلق الارض اولا ودحوها دكها ومواساتها واستوائها كان بعد خلق السماء - 00:22:31ضَ
ثم السماء الى السماء وهي دخان فقال لها وللارظ ائتيا طوعا قالتا اتينا طائعين. يعني استجبنا لامر الله جل وعلا ولا تستطيع الارض ولا السماء ولا احد ممن هو تحت قبظة الله جل وعلا وفي يده - 00:23:06ضَ
الا الاستجابة طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين يعني استجبنا لامرك يا ربنا بما اردت منا طائعين مختارين غير غير كارهتين قالتا الله جل وعلا خاطب الارض قال بعض العلماء هذه المخاطبة - 00:23:33ضَ
ما هي الله جل وعلا خاطب الارض ثم الارض والسماء استجابت. فهل هي تنطق نقول نعم ان الله جل وعلا على كل شيء قدير وهو قادر على انطاق ما يريد ان طاقه جل وعلا. لا يعجزه شيء - 00:24:02ضَ
ولا يقال ان الارض لا تتكلم. وكيف تكلمت الارض؟ الم يحن الجذع النبي صلى الله عليه وسلم لما تركه صلى الله عليه وسلم كان يخطب عليه ثم توقف عن ذلك - 00:24:24ضَ
وخطب على المنبر فحن الجذع وسمع الصحابة رضي الله عنهم حنين الجذع للرسول صلى الله عليه وسلم وهو جذع يابس قال بعض العلماء انهما استجابتا لامر الله جل وعلا ولم يكن هناك نطقا - 00:24:41ضَ
ولكن قول الجمهور اولى لان الله جل وعلا قادر على ان يخلق فيهما الكلام فتكلمتا قال بعض المفسرين ما تكلم من الارض هو ما كان في مكان الكعبة شرفها الله - 00:25:07ضَ
ولهذا عظم الله ذلك هذا المكان وما تكلم من السماء هو ما كان بحذاء الكعبة وعظمه الله جل وعلا فما كان بحذاء الكعبة من السماء فهو البيت المعمور وهو مكرم - 00:25:25ضَ
محترم في منطقة السماء ومكان الكعبة كرمه الله جل وعلا في الارض قالتا اتينا يعني استجبنا لما اردت منا يا الله طائعين وقضاهن هذا تفسير وتفسير وتفصيل لكون السماء لتكوين السماء المجمل - 00:25:50ضَ
ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين. ما هو هذا التكوين قال الله جل وعلا فقضاهن سبع سماوات في يومين انطلق السماوات وما فيها في يومين - 00:26:26ضَ
ولم يقل جل وعلا هنا سواء للسائلين قالوا لانه بقي من يوم الجمعة سويعات خلق الله فيها ما شاء غير خلق السماوات وما فيها في يومين هما على ما ورد في الحديث - 00:26:51ضَ
يوم الخميس والجمعة وفرغ منها جل وعلا في اخر ساعة منه وفيها في اخر ساعة من يوم الجمعة خلق ادم قال الامام المحلي رحمه الله ولذلك لم يقل هنا سواء - 00:27:14ضَ
ووافق ما هنا ايات خلق السماوات والارض في ستة ايام والمعنى انه مضى من المدة ما لو حصل هناك فلك وشمس فكان بمقدار ستة ايام ثم ان العلماء رحمهم الله قالوا ان الايام - 00:27:35ضَ
عرفت بعد خلق الافلاك. بعد خلق السماوات والارض وكيف قال جل وعلا خلقها في ستة ايام ولم يكن في ذلك الوقت ايام لان الوقت واحد قيل والله اعلم بمقدار ستة ايام - 00:27:53ضَ
او على فترات كل فترة تقدر بيوم بمقدار ست فترات او بستة ايام وهذه الايام بقدر ايام الدنيا ستة الاف سنة ان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون والله اعلم بذلك - 00:28:14ضَ
ودلت الايات على كمال قدرة الله جل وعلا فقضىهن سبع سماوات في يومين واوحى في كل سماء امرها ما اراده جل وعلا فيها من المخلوقات من الملائكة ومن الافلاك الشمس والقمر والنجوم وغير ذلك - 00:28:40ضَ
واحى في كل سماء امرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح. جمل الله جل وعلا السماء الدنيا بمصابيح التي هي النجوم. بمثابة السرج العرض هي النجوم في السماء بمصابيح وحفظا. يعني زين السماء بالمصابيح وزينها بما حفظها به - 00:29:06ضَ
من الشياطين او المصابيح النجوم جعلها الله جل وعلا مصابيح او وجعلها حفظا لها ترجم بها الشر الشياطين كما ورد في الحديث خلق الله النجوم لثلاث زينة للسماء وعلامات يهتدى بها ورجوما للشياطين - 00:29:35ضَ
فمن قال فيها غير ذلك فقد ضل وافترى اليس لها تصرف في الكون وليس لها خلق ولا دخل في ذلك وانما هي لهذه الامور الثلاث زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها في ظلمات البر والبحر - 00:29:59ضَ
وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا. ذلك اي هذا الخلق هذا الايجاد وهذا التكوين تقدير العزيز الذي عز فغلب كل شيء جل وعلا بعزته العليم باحوال عباده وبما كان وبما سيكون وبما - 00:30:23ضَ
هو كائن جل وعلا فلا تخفى عليه خافية الله جل وعلا العزيز العليم وهو جل وعلا موصوف بصفات الكمال منزه عن صفات النقص والعيب وصفات الباري جل وعلا تليق به ويجب اثباتها كما اثبتها الله جل وعلا لنفسه واثبتها له - 00:30:49ضَ
تعطيل وحفظ ذلك تقدير العزيز العليم. والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:31:30ضَ