التفريغ
وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا غرتهم الحياة الدنيا. وذكر به لا تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع اولئك الذين ابسلوا بما كسبوا لهم شراب - 00:00:00ضَ
من حميم وعذاب اليم. وعذاب اليم بما كانوا يكفرون هذه الاية الكريمة من سورة الانعام جاءت بعد قوله جل وعلا واذا رأيت الذين يخوضون فيني اياتنا فاعرض عنهم حتى حتى يخوضوا - 00:00:30ضَ
في حديث غيره واما ينصينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين. وما على الذين يتقون من حساب ولكن ذكرى ولكن ذكرى لعلهم يتقون الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا الحياة الدنيا. الاية - 00:01:00ضَ
يقول الله جل وعلا وللذين اتخذوا دينهم ذر بمعنى اترك اتركهم الينا مرجعهم وعذابهم علينا. وعليك البلاغ وقد بلغتهم. وذر الذين اتقوا خذوا دينهم. الدين الذي امروا به الدين الحق الذي جئتهم به - 00:01:40ضَ
اتخذوه لعبا ولهوا. سخرية واستهزاء. يستهزؤون وبما جئت به وغرتهم الحياة الدنيا اغتروا بها. وانساق معها ولم يلتفتوا لما انذرتهم به من العذاب في الدار الاخرة وذكر به ان تبث نفس بما كسبت. عليك التذكير - 00:02:20ضَ
ذكر يا عم بين انذر ذكر به ان سأل نفس بما كسبت. تبسل بمعاني وردت. تحبس تمن تهلك وغير ذلك. يقال هذا باسل يعني مقدم. كانه يلقي بنفسه الى التهلكة. يعني عازم على ان يقذف نفسه في وسط المعركة - 00:03:00ضَ
كانه يريد ان يقتل. يعني يقتل من يقتل ثم يوقن بانه مقتول قال ابو عبيد المتبسل الذي يسلم نفسه الموت او الضرب. وان استبسل اي ان يطرح نفسه في الحرب - 00:03:50ضَ
ويريد ان يقتل. فالمعنى وذكر به خشية او مخافة او كراهة عن تهلك نفس بما كسبت. بما اقترفته من الاعمال السيئة وذكر به ان تبسل نفس ان لا تبسل ذكر به ان لا تقع في الهلاك - 00:04:30ضَ
الا تقيد نفسها بالهلاك نفس بما كسبت يعني بما اقترفته من الاعمال سيئة ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وان تعدل كل عدل لا يؤخذ منها. المرء اذا خشي ان يقع في الهلاك فهو يتعلق بامور - 00:05:00ضَ
يتعلق بان يجد من ينصره من اوليائه واقربائه فان فاته هذا طلب من يشفع له. فان فاته هذا طلب ان يدفع الفداء عن نفسه. فنفى الله جل وعلا هذه الامور الثلاثة - 00:05:40ضَ
انها لا تحصل لمن اوقع نفسه في الهلاك. لا يأمل ان يتولاه احد من اقربائه فينقذه. ليس له من دون الله ولي. ولا شفيع ولا يعمل ان يشفع له شافع - 00:06:10ضَ
وان تعدل كل عدل لا يؤخذ منها. لو طلب ان يبذل الى ما يبذل من مال عظيم ما نفعه ذلك. ولا يحصل له ذلك فالمرء اذا وقع في الهلاك يتأمل النجاة في واحد من ثلاثة - 00:06:40ضَ
ان اولياؤه ينصرونه. واما شفيع يشفع له عند من سيتولى تعذيبه او انه يبذل الفدية لينقذ نفسه. فنفى الله جل وعلا هذه الامور الثلاثة كلها لمن اوقع نفسه في الهلاك. ليس لها من دون الله - 00:07:10ضَ
اهي ولي نفي للولي. ولا شفيع نفي للشافع. وان تعدل كل عدل لا يؤخذ منها اذا طلب ان يؤخذ منه الفدا لا يقبل منه. النبي صلى الله عليه اسلم اخذ من بعظ اسرى بدر الفداء وهم يستحقون القتل لكن - 00:07:40ضَ
عليه الصلاة والسلام اخذ منهم الفدا واطلق سراحهم. اولئك عائشة الاشارة الى من اوقع نفسه بالهلاك اوقع نفسه في المعصية اولئك الذين ابشروا اهلكوا انفقوا. ادخلوا العذاب. حبسوا بما كسبوا هؤلاء حبسوا واوبقوا - 00:08:10ضَ
واهلك وابشر بما كسبوه من الاعمال السيئة هي التي اوقعتهم فيما فيه من العذاب. اولئك الذين ارسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم الحميم الحار الشديد الحرارة. شديد الغليان. لهم شراب من حميم شراب - 00:08:50ضَ
حار يقطع امعائهم كما جاء في الاية الاخرى. اذا شربوه يقطع امعائهم ويتمنون الموت ولا يحصل لهم. شراب من حميم وعذاب اليم بما كانوا تكفرون لهم عذاب داخل اجوافهم الماء الحار الشديد الحرارة. ولهم عذاب - 00:09:20ضَ
عليم في اجسادهم ظاهرها فالهم في العذاب في شدة العذاب داخل اجسادهم وخارجيا. لهم عذاب لهم شراب من حميم وعذاب اليم قم بما كانوا يكفرون بسبب كفرهم وبسبب عملهم. فالله جل وعلا ما ظلم - 00:09:50ضَ
فهم ولكنهم ظلموا انفسهم بما كانوا يكفرون. ما هذه يصلح ان تكون مصدرية يعني بكفرهم بسبب كفرهم. بما كانوا يكفرون. ومن حيث الاعراب الواو في كانوا اسم كان جملة يكفرون في محل نصب خبر كان لان خبر كان محله النصب - 00:10:20ضَ
كذلك لهم شراب خبر ومبتدأ لهم خبر مقدم متعلق محذوف وشراب منتدى مؤخر وشراب من حميم وعذاب اليم كذلك. مبتدأ وخبر. عذاب اليم بسبب كفرهم اقرأ يقول تعالى وللذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا اي دعوهم واعرض عنهم وامهلهم - 00:11:00ضَ
قليلا فانهم سائرون الى عذاب عظيم. ولهذا قال وذكر به اي ذكر الناس بهذا القرآن وحذرهم ما ياتي لعب ولهو يجمع جل وعلا بين الامرين ولكل واحدة معنى ومما قال - 00:11:40ضَ
العلماء رحمهم الله في معنيهما اللعب ما يشغل النفس عما تنتفع به يعني ينصرف بشيء لا ينفع يشتغل به عما ينفع واللهو صرفها عن الجد الى الهزل. يعني ما يأتي بشيء فيه جد - 00:12:00ضَ
وانما يكون تصرفه كله من باب الهزل الذي لا فائدة فيه نعم واي ذكر الناس بهذا القرآن واحذرهم نقمة الله وعذابه الاليم يوم القيامة قيل فيه وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا ان هذه الاية منسوخة باية السيف - 00:12:30ضَ
وقيل انها ليست منسوخة وانما هذا من باب التهديد كما في قوله تعالى ذرني ومن طلقة وحيدا. وكثيرا ما يقول العلماء التفسير رحمهم الله منسوخة باية السيف واية السيف ليست اية واحدة وانما الايات النازلة في الامر بالجهاد - 00:13:00ضَ
هل الكفار منها قوله تعالى اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير. بقوله تعالى يا ايها الذين امنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا في فيعبر علماء التفسير رحمة الله عليهم باية السيف المراد الايات التي - 00:13:30ضَ
فيها القتال لان النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان بمكة مأمور الصبر والصفح مهر للكافرين امهلهم رؤيدا والاعراض والسكوت والتحمل فلما هاجر الى المدينة وصار للمسلمين دولة في المدينة امر صلى الله عليه وسلم بقتال الكفار - 00:14:00ضَ
نزل عليه الايات التي فيها الامر بالقتال كقوله تعالى اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا ان الله على نصرهم لقدير. وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار - 00:14:30ضَ
فيكم غلظة والايات كثيرة في هذا. نعم. وقوله تعالى ان ترسل ثم ما كسبت اي لانها تبسل. قال ابن عباس والحسن والسدي تبسل تسلم. وقال الوالي عن ابن عباس يفتضح وقال قتادة تحبس وقال ابن زيد تآخذ وقال الكلبي تجزى وكل هذه الاقوال والعبارات - 00:14:50ضَ
في المعنى وحاصلها الاسلام للهلكة. والحبس عن الخير. ولان من يقع في الكفر كانه استسلم للهلكة استسلم للنار. والمطلوب التذكير تذكيره قبل ان يقع فيما وقع فيه الذي هو استحقاق العذاب. نعم. ان تبسل ان لا تحبس. يعني - 00:15:20ضَ
محذوفة اللام لفاعلي ادراك المعنى لانها معلومة من المعنى ان لا تحبس ذكر به ان لا تحبس نفس بما كسبت. نعم. وحاصلها الاسلام للهلكة والحبس على الخير والارتهان عن درك المطلوب كقوله كل نفس بما كسبت رهينة الا اصحاب اليمين وقوله ليس لها من - 00:15:50ضَ
الحمد لله ولي ولا شفيع. ايلا قريب ولا احد يشفع فيها. كقوله تعالى من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا لا خلة ولا شفاعة. والكافرون هم الظالمون. وقوله وان تعدل كل عدل لا يؤخذ منها. اي ولو بذلت - 00:16:20ضَ
مبذول من ما قبل منها كقوله تعالى ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من احدهم ملء الارض ذهب الاية. وكذا قالها هنا اولئك الذين ابصروا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب اليم - 00:16:40ضَ
بما كانوا يكفرون. والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:17:00ضَ