التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الاثم واكلهم السحت. لبئس ما كانوا يصنعون - 00:00:00ضَ
هذه الاية الكريمة من سورة المائدة جاءت بعد قوله جل وعلى وترى كثيرا منهم يسارعون في الاثم والعدوان واكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون. لولا ينهاهم والاحبار عن قولهم الاثم واكلهم السحت. لبئس ما كانوا يصنع - 00:00:30ضَ
انتبه لقوله تعالى لبئس ما كانوا يعملون في حق العصاة والثانية لبئس ما كانوا يصنعون. في حق العاجزين والتاركين للامر بالمعروف والنهي عن المنكر يقول تعالى لولا ينهاهم الربانيون لولا بمعنى هل - 00:01:10ضَ
فهي هنا للتحظير والتوبيخ الا ينهار الربانيون والاحبار اولئك عملوا بالمعاصي. والاحبار ما نهوهم لولا ينهاهم الربانيون والاحبار الربانيون الى المراد بهم علماء النصارى. والاحبار علماء اليهود وقيل الكل في اليهود الا ان الربانيين ابلغ واقوى في العلم - 00:01:47ضَ
في من الاحبار وقيل الربانيون العباد والاحبار العلماء واقوال للعلماء رحمهم الله وهؤلاء هم المتعين عليهم النهي عن المنكر لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الاثم. ينهونهم عما يقولونه من الاثم والافتراء والكذب وشهادة الزور. والتكذيب بالحق الواضح - 00:02:41ضَ
بين واكلهم والسحت. السحت الحرام. الرشوة وغيرها مما حرم الله جل وعلا على العباد ان يأخذوه لا بأس ما كانوا يصنعون. بئس الصنيع صنيعهم. بئس العمل عملهم هناك قال جل وعلا لبئس ما كانوا يعملون في حق العصاة. وهنا قال - 00:03:25ضَ
بئس ما كانوا يصنعون في حق الربانيين والاحبار. فايهما ابلغ في في الطبيخ واللوم قال المفسرون رحمهم الله لبئس ما كانوا يصنعون ابلغ. لان الصانع هو المتقن. ويقال صانع بمعنى متقن للشيء. والعامل قد يتقن - 00:04:06ضَ
يتقن فالتوبيخ واللوم والتوعد في حق من لم ينه عن المنكر مع قدرته على ذلك ابلغ من النهي والزجر للعصاة عن المعصية ولهذا قال العلماء رحمهم الله لا يكفي من العالم او من العابد - 00:04:39ضَ
ان يكون مطيعا لله مجتنبا لما حرم الله. لا يكفي منه ذلك. بل يجب عليه ان ينهى عن المنكر. والا فصنيعه وعمله هذا اثم به فما يكفي من المرء ان يعمل بطاعة الله وحده. ولا يهتم للاخرين - 00:05:13ضَ
ولهذا جاء في الحديث ان الله جل وعلا امر الملائكة بان تقلب قرية كذا. فقالوا يا فيها عبدك فلان العابد. فقال به فابدأوا او به فابدأ فانه لم يتمعر وجهه في يوما قط او كما جاء. يعني ما يكفي من العابد والعالم ان - 00:05:43ضَ
كون صالحا في نفسه حتى يسعى في صلاح الاخرين. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من لم اهتم بامر المسلمين فليس منهم. وتوعد صلى الله عليه وسلم من لم ينه عن المنكر - 00:06:13ضَ
مع قدرته على ذلك وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما في القرآن اية اشد توبيخا من هذه الاية وقال الضحاك رحمه الله ما في القرآن اية اخوف عندي منها - 00:06:33ضَ
وفيها دلالة على ان تارك النهي عن المنكر بمنزلة مرتكبه. لان الله تعالى ذم فريقين في هذه الاية. وقد جاءت ايات كثيرة واحاديث صحيحة فيها الحث على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وتوعد من لم يهتم - 00:07:02ضَ
فبذلك ولم يقم به فحري بالمسلم بعد ان علم توبيخ الله جل وعلا يا اهل الكتابين لما تركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ان يهتم بهذه الناحية تبسط طاعته. ولا يكلف الله نفسا الا وسعها. وكما قال صلى الله عليه وسلم من رأى - 00:07:32ضَ
منكم منكرا فليغيره بيده. فان لم يستطع فبلسانه فان لم استطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل راتب مراتب تغيير المنكر ثلاث. فالذي يستطيع باليد ما يصح منه ان يغير باللسان فقط - 00:08:08ضَ
والذي يستطيع باللسان ما يصح منه ان يغير بالقلب. والذي لا يستطيع باليد ولا اللسان يكفي منه القلب والحمد لله. رفق ورحمة من الله جل وعلا بعباده متى يستطيع المرء ان يغير المنكر بيده؟ اذا كان في ولايته او في بيته او في من - 00:08:38ضَ
تغيير المنكر بيده ولا خطر ولا حرج عليه. احيانا ما يستطيع ان يغير يكون عند الجار او عند الرفيق او عند الاخ ما يستطيع ان يغير بيده وانما يستطيع بلسانه - 00:09:10ضَ
ينهى ويسجر ويغضب ويظهر الغضب والشدة احيانا ما يستطيع لا هذا ولا هذا ويعلم انه لو غير بلسانه لاوذي وعذب وحبس وضرب وكلف بما لا يستطيعه ففي هذه الحال يكون معذورا يغير بقلبه. وكيف التغيير - 00:09:30ضَ
قلب يبغض المنكر وصاحبه. ويعتبر بغيض عنده عدو له. لا ولا يحبه اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله بعض الناس والعياذ بالله ميت القلب ما عنده فرط بين صاحب المنكر وصاحب المعروف. وربما تجده يبش - 00:09:57ضَ
ويهش ويتبسم في وجه صاحب المنكر اكثر مما يهش في وجه صاحب المعروف وهذا دلالة على موت القلب. وانما المؤمن يحب الطاعة وصاحبها ويحب موالاته ويكره المعصية ويكره صاحبها. وقد يجتمع في الشخص المحبة والكراهية - 00:10:28ضَ
تحب وتكره مثلا كافر تكرهه كراهية كاملة لكن مسلم يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. لكن يتعاطى بعض المحرمات. او يترك بعض الواجبات. هذا ممكن. تحبه لاسلامه - 00:11:00ضَ
ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ولكونه يصلي ويصوم. وتكرهه وتبغضه لما يتعاطاه من المعاصي او لما يتركه من الواجبات. فقد يجتمع الحب والبغض في شخص واحد. يعني تحبه لشيء وتبغضه لشيء - 00:11:22ضَ
وانما الواجب على المؤمن ان يستشعر هذا الشيء الذي هو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب استطاعته بالله عليك لو ان كل واحد منا يمر على شخص متكاسل عن الصلاة. ثم يقول له اتق الله يا عبد الله - 00:11:42ضَ
صل مع المسلمين. ثم يأتيه الاخر ويقول له ذلك ثم يأتيه الاخر ويقول له ذلك. استحيا وصلى او اختفى لكن المصيبة ان الكثير منا يمر ويشاهد المنكر ويشاهد تارك الصلاة ويشاهد من - 00:12:02ضَ
المحرمات ولا يقول له شيء. وربما يسلم عليه ويحتفي به ويمشي ويتركه. لو كل واحد منا مر بشخص يستعمل الدخان في طريق المسلمين يؤذيهم برائحته. وكل واحد منا مر به ونهاه - 00:12:22ضَ
ونصحه برفق ولهم استحيا. لكن الكثير منا يمر به ولا يبالي. وهذا دلالة على موت القلب العياذ بالله وانما الانسان يقول بالمعروف وينهى عن المنكر وكما قال علي رضي الله عنه ان الامر - 00:12:42ضَ
قبل المعروف والنهي عن المنكر لا يقرب اجلا ولا يقطع رزقا. ما يقرب الاجل ولا يقطع الرزق وانت اذا امرت ونهيت ما انت مأمور بان تضربه او تسحبه او نحو ذلك وانما ادع الى - 00:13:02ضَ
لربك بالحكمة والموعظة الحسنة. لو استشعر كل واحد منا هذا لاختفت كثير من المنكرات. لكن ان الكثير منا لا يبالي بهذا صاحب المنكر ما يجد من يلومه او يؤبخه او يقول له استحي على نفسك او يقول - 00:13:22ضَ
اخف الله جل وعلا او لا تعرض نفسك للعقوبة لا تعرض نفسك للمرض لا تعرض نفسك للخطر العظيم في الدنيا والاخرة لو كل واحد منا استشعر هذا لاختفت كثير من المنكرات. ارجو الله ان يمن علي - 00:13:42ضَ
عليكم بالعلم النافع والعمل الصالح. وان يحيي قلوبنا بالعلم النافع وبذكره جل وعلا وقوله تعالى لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الاثم واكلهم السحت. لبئس ما كانوا يصنعون. يعني هلا كان ينهاهم - 00:14:02ضَ
والاحبار والاحبار منهم عن تعاطي ذلك. والربانيون هم العلماء العمال. ارباب الولايات عليهم والاحبار هم العلماء فقط. لبئس ما كانوا يصنعون. يعني من تركهم ذلك. وغير ربانيون النصارى والاحبار علماء اليهود وقيل الربانيون هم المتمكنون في العلم - 00:14:28ضَ
والمعرفة والاحبار عامة العلماء اقوال للعلماء رحمهم الله. وعلى كل فهم البارزون في اهل الكتاب. وهل المراد بهم من اليهود خاصة او من اليهود والنصارى. بعض العلماء يقول بعض المفسرين يقول في اليهود والنصارى ويقولوا - 00:14:57ضَ
الايات في اليهود خاصة. الربانيون والاحبار من اليهود. وهم فيهم علماء لكنهم لم يعملوا بعلمهم الا من هداه الله ومن عليه بالاسلام كعبد الله ابن سلام رضي الله عنه كان حبرا من احبار اليهود رضي الله عنه وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة واخبر انه ممن يؤتى - 00:15:17ضَ
فاجره مرتين. لانه امن بموسى عليه الصلاة والسلام وامن بمحمد صلى الله عليه وسلم نعم وقال ابن جرير عن ابن عباس قال ما في القرآن اية اشد توبيخا من هذه الاية - 00:15:47ضَ
توبيخ لاهل الكتاب ومن سلك مسلكهم من هذه الامة. ليست خاصة باهل الكتاب فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. فالله جل وعلا بين حال بعض اهل الكتاب لان لا نسلكها - 00:16:07ضَ
فمن سلكها منا فعليه من اللون والتوبيخ مثل ما عليهم. لان الله جل وعلا ليس بينه وبين عباده نسب نعم ما في القرآن اية اشد توبيخا من هذه الاية لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم - 00:16:27ضَ
الاثم واكلهم السحت. لبئس ما كانوا يصنعون. قال كذا قرأ وكذا قال الضحاك ما في القرآن اية اخوف عندي منها انا لا ننهى انا لا ننهى ابن ابي حاتم عن يحيى ابن يعمر قال خطب علي ابن ابي طالب فحمد الله واثنى عليه ثم قال ايها الناس انما هلك من كان - 00:16:47ضَ
ما قبلكم بركوبهم المعاصي ولم ينههم الربانيون والاحبار. فلما تمادوا في المعاصي اخذتهم العقوبات فمروا بالمعروف فامروا بالمعروف وانهوا عن المنكر. قبل ان ينزل بكم مثل الذي نزل بهم. واعلموا ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر - 00:17:15ضَ
لا يقطع رزقا ولا يقرب اجلا. وروى ابو داوود عن يلقي الشيطان احيانا في نفس العبد يقول يمكن اذا انك تكلمت بهذا الكلام تفصل من وظيفتك. او كذا او كذا او انك تحبس او انك تضرب او انك تعرض نفسك للقتل. لا - 00:17:35ضَ
تتعرض للناس لا تأتيهم بما يكرهون ونحو ذلك. فعلي رضي الله عنه يقول ان النهي عن المنكر لا اقطعوا رزقا ولا يقربوا اجلا. وروى ابو داوود عن جرير قال سمعت رسول الله - 00:17:55ضَ
صلى الله عليه وسلم يقول ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون ان يغيروا عليه فلا يغيرون الا اصابه الله بعقاب قبل ان يموتوا. يعجل الله لهم العقوبة في الدنيا قبل الاخرة مع ما يدخره لهم من - 00:18:15ضَ
عقوبتي في الاخرة فحري بالعبد ان يبرئ ذمته بما يستطيعه ولا يتكاسل ولا يظن انه تركي هذا يتحبب الى الناس او يحبونه او نحو ذلك. فهو يتحبب الى الله جل وعلا اولا وقبل كل شيء - 00:18:35ضَ
كل شيء ثم قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن. والذي جل جل وعلا يجعلها تحب من تحب او تكره من تكره والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:18:55ضَ
- 00:19:19ضَ