تفسير ابن كثير | سورة الأنعام

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبد الرحمن العجلان | 4- سورة الأنعام من الآية (7) إلى الآية (9).

عبدالرحمن العجلان

والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم الله. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم رجيم. بسم الله الرحمن الرحيم ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بايديهم ولمسوه بايديهم لقال الذين كفروا ان هذا الا سحر مبين - 00:00:00ضَ

وقالوا لولا انزل عليه ملك ولو انزلنا ملكا لقضي الامر لقضي الامر ثم لا ينظرون ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون هذه الايات الكريمة الثلاث من سورة الانعام - 00:00:33ضَ

جاءت بعد قوله جل وعلا الم يروا كم اهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الارض ما لم نمكن لكم وارسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الانهار تجري من تحتهم فاهلكناهم - 00:01:08ضَ

فاهلكناهم بذنوبهم وانشأنا من بعدهم قرنا اخرين ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بايديهم. لقال الذين كفروا ان هذا الا سحر مبين الايتين في هذه الايات الكريمة بيان من الله جل وعلا - 00:01:33ضَ

عن شدة تعنت الكفار وعن صلابتهم في عدم قبول الحق مهما اوتوا من البينات والدلائل ومن المعلوم كما سبق ان هذه السورة سورة الانعام مكية والايات المكية تعنى بالدعوة الى التوحيد - 00:02:09ضَ

وتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم والايمان بالبعث في الاصل الاصيل وهو توحيد الله جل وعلا ونبذ الشرك واهله يقول الله جل وعلا ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بايديهم - 00:02:48ضَ

لقال الذين كفروا ان هذا الا سحر مبين هم يتحججون على النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون له ان اردت ان نصدقك ونؤمن بك فاجعل لنا الصفا ذهبا ان اردت - 00:03:21ضَ

ان نؤمن بك ونصدقك اتنا بكتاب من عند الله يقول امنوا برسولي محمد ان اردت ان نصدقك فاتي بكذا وكذا وهكذا يتحججون والنبي صلى الله عليه وسلم لرغبته وشدة حرصه - 00:03:47ضَ

على هدايتهم وايمانهم بالله ورسوله كان يجادلهم ويتلطف بهم لعلهم يؤمنون وخيره الله جل وعلا بين ان يستجيب لمطالبهم فان لم يؤمنوا عاجلهم العذاب وبين ان يمهلهم ولا يستعجل عليهم ولا يعطيهم ما طلبوا - 00:04:20ضَ

من الايات التي تستدعي تعجيل العذاب عليهم ان لم يؤمنوا فاختار عليه الصلاة والسلام لرأفته ورحمته وشفقته عليهم الامر الثاني لانه يخشى ان تأتي الايات فلا يؤمن فلا يمهل. ويعادل بالعذاب - 00:05:01ضَ

فاختار الامهال عليه الصلاة والسلام والله جل وعلا يعزي رسوله صلى الله عليه وسلم بانهم مهما اوتوا من الايات فلن يستجيبوا الا من اراد الله جل وعلا له الايمان والخير فانه يستجيب - 00:05:35ضَ

يقول جل وعلا ولو نزلنا عليهم كتابا في قرطاس لو استجبنا لمطلبهم وانزلنا عليهم ما يريدون ولمسوه بايديهم في قرطاس قرأوه ولمسوه بايديهم يعني جمعوا بين النظر وبين اللمس الذي لا شك فيه ولا مرية لان النظر وحده - 00:06:02ضَ

قد يكون فيه شيء من التخييل وغالبا السحرة يخيلون تخييلا واما الحقيقة فلا ما في حقيقة واذا كان نظر ولمس فهو حقيقة لا مجال الشك فيه لو اتاهم هذا الامر المؤكد الدال على نبوتك ورسالتك ما استجابوا - 00:06:36ضَ

تلمسوا حججا اخرى ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بايديهم. حقيقة لقال الذين كفروا ان هذا الا سحر مبين. قالوا سحرنا محمد ما ما هذا كتاب من السماء؟ هذا - 00:07:06ضَ

سحر لانهم عندهم من العناد والصلابة في عدم قبول الحق الشيء الكثير فقال الذين كفروا ان هذا الا سحر مبين. ما يقولون سحر ممكن يكون سحر ممكن يكون حقيقة فيقول لا هذا سحر بين واضح جلي. لا اشكال فيه انه سحر - 00:07:33ضَ

والقرطاس هو ما يكتب به من رق او ورق او جلد او كاغد او اي شيء يكتب به وهو في اللغة ما يكتب به وكسر القاف اشهر من ضمها وكسر القاف قرطاس - 00:08:03ضَ

اشهر من ظمها قرطاس والقاف كما جاء في كتب اللغة هذه فيها الحركات الثلاث الكسر وقرطاس وقرطاس الفتح وتأتي قرطشة بدا القرطاس قرطس على وزن جعفر وبالقاموس يقول مثلث القاف ايش معنى مثلث القاف - 00:08:44ضَ

يعني الفتح والكسر والله وكجعفر قرطسا جعفر ودرهم على وزن درهم يعني انها تأتي بالفاظ متعددة القرطاس وهو الكاغد والكاغد بالدال المهملة كغد دال والمهملة يعني غير منقوتة وربما قيل بالمعجمة وهو معرب يعني اصله اعجمي عرب - 00:09:30ضَ

وربما قيل بالمعجمة يعني كغد بدل ادى القاعة وبالقاموس الكاغد القرطاس وهو الصحيفة التي يكتب فيها يكون من رق وكغد وغيرها ولا يقال قرطاس الا اذا كان مكتوبا. والا فهو - 00:10:21ضَ

طرطس وكغد اذا كان مكتوم فيه يعني ما هو بورقة فقط مكتوبا فيها يقال لها قرطاس فلمسوه بايديهم يعني جمعوا بين النظر والمس باليد الحس ما امنوا لو حصل الامر ان - 00:10:54ضَ

ويشاهدون نزوله من السماء ثم لمسوه بايديهم ما امنوا ولمسوه بايديهم حتى يجتمع لهم ادراك الحاستين. حاسة البصر وحاسة اللمس حاسة البصر النظر ويشاهدونه وهو ينزل من السماء. ثم يلمسونه بايديهم - 00:11:23ضَ

فهو ابلغ من عاينوه يعني لمسوه ابلغ من عاينوه لانه انفى للشك. اذا لمسه المرء لأن السحر يجري على المرء ولا يجري على الملموس سحرة فرعون وما كونوه من الحبال والعصي لو جئت لتلمسها ما وجدت شيء وانما في نظر العين فقط - 00:11:54ضَ

لقال الذين كفروا ان هذا الا سحر مبين. يعني قالوا هذا هو السحر ولم يعلموا بما شاهدوا ولمسوه. واذا كان هذا حالهم في المرء المحسوس فكيف بما هو وحي من السماء. لان ما لمسوه ورأوه ابلغ - 00:12:32ضَ

مما وحي ينزل على محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا لولا انزل عليه ملك يقولوا كيف يأتينا رسول من عندنا منا ينزل عليه ملك يمشي معه ويخاطبه واحنا نسمع ويقول يا محمد قل لهم كذا وقل لهم كذا ويقول لنا محمد - 00:13:01ضَ

بلغنا يعني هذا تحجج من حججهم الواهية الباطلة لولا انزل عليه ملك هلا انزل عليه ملك اجاب الله جل وعلا بقوله ولو انزلنا ملكا لقضي الامر ثم لا ينظرون ولو اجعلناه ملكا لجعلناه رجلا - 00:13:36ضَ

لولا انزل عليه ملك يقول الله ولو انزلنا ملكا لقضي الامر لو اتينا بما طلبوا انزلنا على محمد ملك مثلا وكان معه ما امهل ان امنوا ولا في الحال يهلكون - 00:14:05ضَ

ولو انزلنا ملكا لقضي الامر لان الله جل وعلا يعطي الايات حسب الطلب فان استجابوا والا اهلكهم اما الايات التي يجريها الله جل وعلا على يد رسله فهي كافية في الحجة - 00:14:30ضَ

وجرى سنة الله في خلقه انه يمهل من لم يؤمن بذلك لان الفرق بين اية تأتي من عند الله مباشرة بدون طلب وبين اية تأتي من الله بناء على طلب من الكفار - 00:15:01ضَ

فاذا كانت بنا على طلب من الكفار ولم يؤمنوا اهلكوا في الحال مثل ما فعل الله جل وعلا بالامم السابقة لما طلب قوم صالح الاية الناقة قالوا تخرج لنا من هذه الصخرة ناقة - 00:15:23ضَ

عشراء تلد فاستجاب الله جل وعلا لطلبهم واخرج لهم الناقة ناقة ولدت وهم يشاهدون. وخرجت من الصخرة واجرى الله جل وعلا عليها انها تشرب ماءهم يأكلن الماء دفعة واحدة وتعطيهم مقابل هذا الماء لبن حليب - 00:15:42ضَ

واليوم الثاني يكون المال هم ولا حليب فيوم حليب ويوم اللبن نعمة من الله جل وعلا ودلالة على كمال قدرته على كل شيء. اخرج لهم من الصخرة ناقة فلما لم يؤمنوا - 00:16:18ضَ

وعقر الناقة كما ذكر الله جل وعلا في كتابه عاجلهم الله جل وعلا بالعقوبة وقد خير الله نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بين ان يعطيهم مطلبهم فان لم يؤمنوا اهلكهم في - 00:16:38ضَ

فاختار عليه الصلاة والسلام الامهال فيقول الله جل وعلا وقالوا لولا نزل عليه ملك لولا انزل عليه ملك من الملائكة يكون معه رد الله جل وعلا عليهم واتاهم بالجواب قال ولو انزلنا ملكا لقضي - 00:16:56ضَ

يا الامر لو انزلنا ملك ولم يؤمنوا لاهلكه قضي امرهم. انتهوا ثم لا ينظرون لا يمهلون. هذا قول كثير من المفسرين رحمة الله عليهم وقيل ولو انزلنا ملكا لقضي الامر. لو انزلنا ملك وشاهدوه ماتوا في الحال - 00:17:22ضَ

ما يستطيعون رؤية الملك على هيئته التي خلقه الله جل وعلا لان الانس الادمي ما يستطيع رؤية الملك بنفسه العادية الا بتكميل من الله جل وعلا له. والنبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل - 00:17:50ضَ

وهو في غار حراء كما خلقه الله جل وعلا له ست مئة جناح قد سد الافق وخر مغشيا عليه عليه الصلاة والسلام يريه الله جل وعلا الملك الذي يأتيه بصورة رجل يتحدث معه ويجلس بجواره - 00:18:15ضَ

وقد يأتيه عنده بعض امهات المؤمنين فتظن انه رجل من رجالات العرب كثيرا ما يأتي بصورة دحية الكلب رجل من رجالات العرب مشهور له شأن وله وجاهة وله هيئة حسنة يأتي جبريل عليه الصلاة والسلام - 00:18:39ضَ

الان في سورة دحية الكلب ويجلس معه ويخاطبه. واظن عائشة ومن عنده من الصحابة يظنون انه هذا دحية الكلبي ومثل ما جاءه جبريل عليه الصلاة والسلام في موضوع بيان الاسلام والايمان والاحسان جاءه في صورة رجل - 00:19:00ضَ

شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر. لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد يقول جبريل يقول عمر رضي الله عنه فالإنسي والآدمي ما يستطيع رؤية الملك على هيئته - 00:19:21ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى جبريل على صورته التي خلقه الله عليها له ست مئة جناح قد سد الافق حجب السماء كلها عن الرؤية عليه الصلاة والسلام وخر عليه الصلاة والسلام مغشيا عليه. فاتاه جبريل عليه الصلاة والسلام على صورة رجل ورفعه ومسح التراب عنه - 00:19:42ضَ

وجهه صحى عليه الصلاة والسلام. الذي روعه هو الذي صحاه عليه الصلاة والسلام يقول بعض المفسرين رحمه الله ولو انزلنا ملكا لقضي الامر ما ما بقوا لو نزلنا ملك وشاهدوه باعينهم - 00:20:07ضَ

ماتوا على طول قبل ان تقام عليهم الحجة ولو انزلنا ملكا لقضي الامر ثم لا ينظرون. ما يكون فيهم حال ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا هذا جواب اخر لو استجبنا لهم وجعلناهم ملك ما يمكن ان ننزل ملك على الادميين - 00:20:29ضَ

لجعلناه مثلهم وان كان ملك حولنا صورته وجعلناه مثلهم. ثم النتيجة هي هي شكهم الاول يكون شكهم اخير يقول لا هذا ما هو بملك هذا ادمي ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا. جعلناه يأتيهم على صورة رجل مثل ما اتاهم جبريل على - 00:21:00ضَ

ورد حية الكلبي رجلا ثم ماذا تكون النتيجة ولا لبسنا عليهم ما يلبسون. يعني وجد الشك الذي يريدون نفيه سابقا. شكوا قالوا لا هذا ما هذا؟ ما هذا ما هذا ملك ولا هذا جبريل. هذا رجل من الرجال جاء من مسافة بعيدة - 00:21:28ضَ

ما نعرفه المتحجج ما ترد حجته اذا كان معاند فرق بين من يطلب الحق يبين له ما بعث الله من نبي الا واعطاه من الايات ما على مثله امن البشر. ما هو كافي في الدلالة والبيان - 00:21:51ضَ

يعطي الله الايات للانبياء لاجل ان تؤمن الامم فمن يطلب الحق اذا سمع الايات امنوا مثل سحرة فرعون سحرة فرعون يقولون بعزة فرعون انا لنحن الغالبون يقسمون بعزة فرعون وجاؤوا يطلبون الاجر من فرعون الى اخره - 00:22:17ضَ

والتقريب منه ونحو ذلك. لكن رأوا من الايات ما بهرهم وعرفوا في الحال ان هذا ليس في مقدور البشر الذي اتى به موسى لانهم هم من اقدر البشر على التخييل والتمويه والكذب والسحر - 00:22:46ضَ

ما احد يظاريهم او يماثلهم فاتاهم بشيء ما يستطيعونه. على طول قالوا امنا برب موسى وهارون وكذلك كثير من ممن كان على الكفر اذا اخبره النبي صلى الله عليه وسلم بشيء ونحو ذلك - 00:23:06ضَ

تسارع في الايمان العباس رضي الله عنه كان جاء في مع كفار قريش في قتال بدر من نعمة الله عليه انه اسر. يريد الله جل وعلا له خير ما قتل في بدر - 00:23:30ضَ

وانما اسر كان من الاسرى فقال له النبي صلى الله عليه وسلم عليك ان تفتك نفسك ادفع الفدا حتى نطلقك وعليك ان تفك اسر عقيل ابن اخيك. ما له اولى منك - 00:23:51ضَ

وانت غني يعرفه الرسول صلى الله عليه وسلم عمه انه صاحب مداينات وصاحب ربا يتعامل بالربا قبل تحريمه وقال عليك فك اسر نفسك تدفع فداءك وتدفع فداء ابن اخيك عقيل - 00:24:12ضَ

ابن ابي طالب ونطلقك والا ما نطلقك قال انا فقير مسكين ما عندي شي ولا عندي مال ولا عندي ولا عندي قال اين المال الذي عرفته عندك لانه يعرفه يوم كان في مكة - 00:24:31ضَ

والرسول هاجر الى المدينة. اين المال اللي عنده قبل سنتين وثلاث سنوات عندي اموال كثيرة قال ذهب ضاع قال المال الذي ام الفضل وقلت لها خذي هذا فاحفظيه فان رجعت وجدته وجدته عندك - 00:24:48ضَ

وان لم ارجع يعني قتلت في بدر انفقيه على نفسك وعلى اولادك زوجته قال لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله واشهد انك رسول الله والله ما علم عن هذا احد حتى اكون اتاك بالخبر - 00:25:19ضَ

ما علم عن هذا احد الا جاك الخبر من السماء وانت رسول الله حقا فاسلم لانه اتاه شيء يقين يتيقن ان هذا ما يدركه الا من قبل الله الثلاثة الذين جلسوا - 00:25:40ضَ

حول الكعبة يوم الفتح والنبي صلى الله عليه وسلم نصره الله وايده الله وفتح مكة وجلس ثلاثة نفر يعزي بعضهم بعض انهم مغلوبين وقال عتاب ابن عسيد الحمد لله الذي - 00:26:03ضَ

لم يسمع اسيد هذا العبد يؤذن فوق الكعبة لسمع ما يسوءه يحمد الله النبوة مات حال الجاهلية قبل الاسلام ما سمع بلال يؤذن على الكعبة كان يموت غيظا. قال الحمد لله ان ابي مات ما سمع هذا العبد يؤذن - 00:26:29ضَ

فوق الكعبة وقال الاخر انا لو اعلم انه صادق اتبعته لان هذا واحد منا ما تكبر عليه لكن ما هو بصادق قال ابو سفيان ثالثهم انا ما استطيع اقول شيء لو اقول شيء الحجر هذا اللي حذر الحصى يعلم عنه - 00:26:52ضَ

السكوت خير لي وهو اسلم البارح ابو سفيان فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من الكعبة واتى اليهم وقال لهم ماذا تقولون؟ ثلاثة من صناديد قريش كبار ابو سفيان وحتى ابن اسيد هشام ابن عمرو اخو ابو جهل الذي قتل في بدر - 00:27:21ضَ

ماذا تقولون؟ قالوا ما قلنا شيء ما نقول شي قلتم قالوا ابد ما قلنا شيء قال قلت يا فلان كذا وقلت يا فلان كذا وقلت يا فلان كذا انت قلت يا عتاب قلت الحمد لله الذي اكرم او سيدا فلم يسمع - 00:27:50ضَ

الحبشي فوق الكعبة وقلت يا هشام بن عمرو كذا وقلت يا ابا سفيان كذا قالوا نشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله. لو كان معنا غيرنا لقلنا اخبرك لكن نحن الان بالحديث ولا عندنا احد - 00:28:11ضَ

الخبر جاءك من السماء مطالب الحق غالبا اذا اتاه البينة والدلالة والحجة القاطعة سارع واسلم لكن المعاند ما ما يستجيب ولذا قال الله جل وعلا ولو جعلناه ملكا ارسلنا اليهم ملك مع محمد - 00:28:30ضَ

لجعلناه رجلا لانه ما باستطاعتهم يتخاطبون مع الملك الملك ويتكلمون معه. نجعله على صورة رجل ثم نفس اللبس يكون هو هو يقول لا هذا ما هو بملك هذا فلان هذا من رجل من رجالات العرب هذا كذا هذا كذا - 00:28:56ضَ

ولا لبسنا عليهم ما يلبسون لانهم يتحججون وغير طالبين للحقيقة. غير طالبين للحق ولا الذي يطلب الحق جاءه من النبي صلى الله عليه وسلم ما هو دليل واضح على صدقه عليه الصلاة والسلام - 00:29:14ضَ

الشاعر من شعراء ومن فطاحل العرب مقبل الى مكة فخاف كفار قريش قالوا هذا ان اسلم ان سمع محمد اسلم. وان اسلم اسلم باسلامه امم هذا شاعر وفصيح وعربي اتوا اليه - 00:29:34ضَ

قالوا نحن نحبك وانت صاحبنا ونود لك ما نود لانفسنا. لا هذا ولا كلمة هو ساحر يصرفك عما انت عليه وعن دينك وعن دين ابائك. لا تسمع منه ونخشى ان سمعت منه ان تتبعه وهو ساحر - 00:29:53ضَ

يقول فكان يخوفوني وشددوا علي حتى كدت ان اضع في اذني القطر حتى لا اسمع منه اخاف اسمع منه شيء وانا عابر فيضرني هذا السماع اكدت ان اضع في اذني القطن - 00:30:35ضَ

ثم رجعت الى نفسي وقلت يا سبحان الله. انا مدرك فاهم كل كفار قريش ما هم شي بالنسبة لي معرفتي وبصيرتي الا اسمع من هو واشوف ان كان حق قبلت وان كان باطل رددته - 00:30:54ضَ

غبي ولا يخفى علي اتى الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له ان قومك ما زالوا بي. يخوفونني منك حتى كدت ان اضع في اذني القطن. ثم رجعت الى نفسي وقلت اسمع من منه. وارى - 00:31:09ضَ

اعرض علي ما عندك عرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن وبين له الحق فقال اشهد ان لا اله الا الله واشهد انك رسول الله. في الحال ظهر له الحق جلي مثل الشمس - 00:31:27ضَ

وهكذا فطالب الحق اذا سمعه استجاب وامان واتبع والمعاند والعياذ بالله ما ينفع في شيء ولو جعلناه رجلا ملكا لجعلناه رجلا ولا لمسنا عليهم ما يلبسون. يعني لا هذا تعزية للنبي صلى الله عليه واله وسلم. لا تظن يا - 00:31:46ضَ

محمد ان الايات فيها قصور عن الدلالة والايضاح بل هي واضحة بينة جلية اوضح من الشمس في رابعة النهار لكن قومك معاندون فانت اصبر عليهم وان اردت ان نعاجلهم بالايات المطلوبة ونهلكهم بعد ذلك عاجلناهم - 00:32:13ضَ

لكن رأفت ورحمته صلى الله عليه وسلم قال امهل وكما جاءه ملك الجبال فقال لقد سمع الله مقالة قومك لك وما قلت لهم انا ملك الجبال امرني الله ان اعتمر بامرك. فان شئت ان اطبق عليهم الاخشبين فعلت - 00:32:34ضَ

ما هما الاخشبين؟ هذا الجبل الذي وراءنا هو الجبل الذي امامنا اطبق عليهم الجبلين مكة ادمها عليهم ثم يصححها الله جل وعلا بعد هلاك الكافرين الظالمين فقال بل استأني بهم لعل الله ان يخرج من اصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا - 00:32:55ضَ

والا هم ما فيهم خير. لكن لعل الله ان يصلح اخرج الله منهم. واسلم الكثير منهم رضي الله عنهم اسلموا كثير منهم اسلموا ولا يجعلناه ملكا لجعلناه رجلا. يعني على شيئة رجل - 00:33:22ضَ

ولا لبسنا عليهم ما يلبسون وجد اللبس الذي يزعمونه ويدعونه ما امنوا يقول تعالى مخبرا عن المشركين وعنادهم ومكابرتهم للحق ومباهاتها ومباهاتها ومباهاتهم ومنازعتهم فيه. ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بايديهم. اي عاينوه ورأوه - 00:33:48ضَ

ورأوا نزوله وباشروا ذلك لقال الذين كفروا ان هذا الا سحر مبين. وهذا كما قال تعالى مخبرا عن مكابرتهم للمحسوسات ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا انما سكرت ابصارنا بل نحن قوم مسحورون. يعني لو فتح لهم باب من السماء ودخلوا - 00:34:23ضَ

اذا قالوا هذا سحر سحرنا محمد هذا ما هو بحقيقة نعم وفي قوله تعالى وان يروا كسفا من السماء ساقطا يقول سحاب مرخوم قطع من السما تسقط عليهم قالوا هذا سحاب - 00:34:48ضَ

ينكرون الحقيقة وقوله تعالى وقالوا لولا انزل عليه ملك اي ليكون معه نذيرا. قال الله تعالى ولو انزلنا ملكا لقضي الامر ثم لا ينظرون اي لو لو نزلت الملائكة على ما هم عليه لجاءهم الله بالعذاب كما قال الله تعالى - 00:35:09ضَ

ما ننزل الملائكة الا بالحق وما كانوا اذا منظرين. ما ينظرون بعد نزول الملائكة وعدم الاستجابة لا ينظرون. سنة الله في اذا انزل الملائكة وانزل الاية المطلوبة التي يطلبونها ثم لا يؤمنون عاجلهم الله جل وعلا بالعقوبة لا ينظرون لا يمهلون - 00:35:34ضَ

لو نزلت الملائكة على ما هم عليه لجاءهم من الله العذاب كما قال الله تعالى ما ننزل الملائكة الا بالحق وما كنا اذا منظرين وقوله يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين. الآية - 00:35:55ضَ

وقول الله تعالى ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا عليهم ما يلبسون ايوة لو انزلنا مع الرسول البشري ملكا اي لو بعثنا الى البشر رسولا ملكيا لكان على هيئة الرجل مخاطبته والانتفاع بالاخذ عنه - 00:36:17ضَ

ولو كان ولو كان كذلك لالتبس عليهم الامر كما هم يلبسون على انفسهم في قبول رسالة البشري كقول الله تعالى قل لو كان في الارض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا. كانت سنة الله جل وعلا في خلقه انه - 00:36:39ضَ

يرسل لكل جنس احد من جنسهم. وهذا من حكمة الله جل وعلا لانه لو نزل ملك من السماء يدعو الناس الى عبادة الله وحده ما استجابوا له ما عرفوه وما استطاعوا ان يتفاهموا معه. ولكن من حكمة الله جل وعلا انه ينزل الوحي على واحد منهم - 00:36:59ضَ

يعرفونه يعرفون صدقه وامانته ونسبه. يعرفون مكانته فيهم انه الصادق الامين قبل ان يوحى اليه. وهكذا اه ولو كان في في الارض ملائكة يمشون من ارسل الله عليه اليهم ادمي كان يرسل اليهم ملك من جنسهم يدعوهم - 00:37:19ضَ

والله جل وعلا يرسل لكل جنس من جنسه حتى ما يستوحش بعضهم من بعض نعم فمن رحمته تعالى بخلقه انه يرسل الى كل صنف من الخلائق رسلا منهم يدعو بعضهم بعضا ولينكن بعضهم ان ينتفع ببعض في المخاطبة والسؤال - 00:37:41ضَ

كما قال تعالى لقد من الله على المؤمن لقد من الله على المميت بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم قال الضحاك عن ابن عباس في الاية يقول - 00:38:09ضَ

لو اتاهم ملك ما اتاهم الا في صورة رجل لانهم لا يستطيعون النظر الى الملائكة من النور ولا لبسنا عليهم ما يلبسون. اي ولخلطنا عليهم ما يخلطون. وقيل لشبهنا عليهم - 00:38:25ضَ

يعني هزعل الشك منهم قالوا هذا ليس بملك والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:38:42ضَ