تفسير ابن كثير | سورة الأنعام

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبد الرحمن العجلان | 5- سورة الأنعام من الآية (10) إلى الآية (11).

عبدالرحمن العجلان

من قبلك فحاق بالذين سحروا منهم ما كانوا به يستهزئون. قل سيروا في الارض ثم كيف كان عاقبة المكذبين؟ حاثان الايتان الكريمتان من عام جاءتا بعد قوله جل وعلا وقالوا لولا انزل عليهم - 00:00:00ضَ

ملك ولو انزلنا ملكا لقضي الامر ثم لا ينظرون. ولو جعلناه ملكا جعلناه رجلا ولا لبسنا عليهم ولا لبسنا عليهم ما يلبسون ولقد استهزأ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم فحاق بالذين - 00:00:30ضَ

فسخروا منهم ما كانوا به يستهزؤون. الاية في هذه الاية الكريمة وهي من الايات المكية من اوائل ما نزل من قرآن اي في مكة قبل هجرته صلى الله عليه وسلم فيها تسلية للنبي صلى - 00:01:00ضَ

الله عليه وسلم وفيها وعيد وتهديد لمن كفر به صلى الله عليه وسلم وهذه من بلاغة القرآن يكون فيها تسلية من جانب واناث ادخال السرور على النبي صلى الله عليه وسلم وفيها تخويف وتحذير لمن كفر - 00:01:30ضَ

وبه عليه الصلاة والسلام. فقال تعالى ولقد استهزأ برسل من قبل اصبر يا محمد كما صبر الرسل من قبلك لا تستكثر استهزاء كفار قريش بك فقد تهزأ الكفار قبلهم بمثلك من رسل الله. صلوات الله وسلامه - 00:02:00ضَ

عليهم اجمعين. لا تظن ان هذا تقصير منك في البلاغ. او الايظاء اح او انك ما اتيتهم بحجة ولا بدليل لا تظن هذا هذه سنة الله في في خلقه الكفار يسخرون من الرسل قبلك. ولقد استهزأ - 00:02:40ضَ

رسل من قبلك. فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤون حقا بمعنى نزل بهم. نزل بهم واحاط بهم ما سلموا من مغبة استهزائهم فما غبة استهزائهم تعود عليهم. فحاق - 00:03:10ضَ

الذين سخروا منهم يعني من الرسل. ولقد استهزأ برسل. الذين سخروا منهم كانوا هارون بالرسل. صلوات الله وسلامه على رسل الله. ويستهزؤون بهم. وي وحذرون الناس من اتباعهم. كما جاء انه يأتي الرجل بولده الى نوح - 00:03:50ضَ

عليه الصلاة والسلام فيقول احذر هذا لا تتبعه فتهلك. فقد حذرني منه ابي وقد حذر ابي ابوه وهكذا. لانه مكث فيهم طويلا عليه الصلاة والسلام. وخلاص من امن به هم جزء ممن ركب في السفينة - 00:04:20ضَ

سفينة حملت من امن بنوح عليه السلام وحملت من كل حيوان زوجين اثنين. يبقى النسل باذن الله. سفينة واحدة حملة من امن بنوح مع اخرين. من الحيوانات والطيور والوحوش وغيرها. سفينة. ومكثه فيهم كم - 00:04:58ضَ

عشرة عشرين سنة الف سنة الا خمسين عاما يدعوهم الى الله. الف سنة الا خمسين عاما تسع مئة وخمسون سنة يدعو هؤلاء وهذه حصيلة المؤمنين لا تستكثر يا محمد. نوح اول رسول ارسله - 00:05:38ضَ

الله الى اهل الارض والا كان ادم عليه السلام نبي وكان الناس ما بين ادم ونوح يعبدون الله وحده. ووجد الشرك بسبب التصوير والشيطان اللعين طويل النفس. يصبر ويتحمل انما يريد ان تكون النتيجة في صالحه. وان لا يصبر يعطي الناس مهلة طويلة - 00:06:08ضَ

حتى تكون النتيجة في الاخير من نصيبه. اتى الى العباد يعبدون الله وحده ولهم مشايخ مضوا قبلهم صلحاء اشار اللعين على هؤلاء قال صوروا صورهم حتى اذا رأيتموهم نشدتم في العبادة - 00:06:48ضَ

في عبادة الله قالوا هذا حسن. صوروا صور مشايخهم وعلماءهم امامهم فلما ذهب هؤلاء جاء الى من بعدهم فقال هؤلاء كانوا يسألون الله بهم لانهم صلحاء. فيسألون الله بهم ما يريدون. فلما - 00:07:18ضَ

فهؤلاء جاء الى من بعدهم فقال هؤلاء ينفعون ويضرون ويتوجه اليهم بالعبادة فحدث الشركة. ولا كان اول عباد لله وحده من ادم الى مبعث نوح عليه السلام عشرة قرون يعبدون الله وحده. يقول الله جل وعلا - 00:07:48ضَ

حصل الاستهزاء بالرسل كما حصل بك. لا تظن انك انت وحدك المستهزأ به. ولقد فجاء برسل من قبلك فحاق هذا التخويف والتوعد. هذا التخويف لمن استهزأ صلى الله عليه وسلم. وقد حل بهم ما توعدهم الله به. لقوله انا كفيناك المستهزئين - 00:08:18ضَ

اخذهم الله اخذ عزيز مقتدر الا ان الامم السابقة كان الله جل وعلا يهلك الامة قاطبة وينجي الصالحين. لكن من رحمته جل وعلا بهذه الامة. ونبيها صلى الله عليه عليه وسلم نبي الرحمة. ما اهلك الله الامة كلها؟ وانما اهلك من كفر - 00:08:48ضَ

محمد صلى الله عليه وسلم. منهم من سلط الله عليه كلبا من كلابه كما جاء في الحديث. ومنهم اصحاب بدر سبعون من صناديدهم قظى الله عليهم في ظحوة يوم بدر - 00:09:18ضَ

فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون. كانوا يستهزئون هنا بمحمد صلى الله عليه وسلم فعادت نتيجة الاستهزاء هذا عليهم بالوبال. نادى محمد صلى الله عليه وسلم. وهم هلكى جيف في القليب في قليب بدر. لقد وجدت ما وعدني - 00:09:38ضَ

ربي حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ فقال احد الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم ما تكلم يا رسول الله اناس جيف. قذرة جيف ميتة. قال والله ما انتم - 00:10:08ضَ

لما اقول منهم. هم يسمعون لكن ما موتى ما يجيبون. تبكيت فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون نزل بهم العذاب. امية ابن خلف اللعين الذي اذى النبي صلى الله عليه وسلم. يتهكم به - 00:10:28ضَ

ويتوعد النبي قال انا اقتلك. يتوعد النبي صلى الله عليه وسلم لا بل انا اقتلك انا اقتلك ما هو ان تقتلني. فجاء وقد زجج بالسلاح يخلص اليه. نقطة بسيطة عند رقبته بارزة فسلط عليها النبي صلى الله - 00:10:58ضَ

الله عليه وسلم الرمح فصارت مثل قرصة البعوضة شي بسيط. فبدأ يولول ويصرخ ويصيح قالوا له ما بك بأس. ما جاك شي. قال هو قال لي في مكة انا اقتلك ومحمد ما يكذب - 00:11:28ضَ

محمد عليه الصلاة والسلام ما يكذب. ما يقول الا حق قتلني. قالوا ما بك بأس ضربة بسيطة اشبه ما تكون بوخذة شوكة او نحو ذلك. قال لا هو قال لي في مكة انا اقتلك - 00:11:48ضَ

فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون قل يا محمد قل لهم عذاب احياء ويملكون ويتمكن ترون وينظرون قل لهم قل سيروا في الارض ثم انظروا قل سيروا في الارض. السير يطلق ويراد به السير على الاقدام - 00:12:08ضَ

ويطلق ويراد به النظر فيما حول الانسان وان كان مستقر في مكانه قل سيروا في الارض ثم انظروا تدبروا انظروا ان كان سير على الاقدام فالنظر بصري. انظروا بابصاركم. ما حل بالامم السابقة قبلكم - 00:12:48ضَ

واذا كان السير بالفكر فالنظر بالبصيرة لا بالبصر ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين؟ ما هي العاقبة؟ ولا سحيق المكر السيء الا باهله. والعاقبة الاصل انها في الخير. والعاقبة للمتقين. وقد تأتي بالشر بشرط - 00:13:18ضَ

صافي هاه ما تكون باسم العاقبة فقط عاقبة المكذبين عاقبة الظالمين عاقبة الجاهلين مظافة. ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين ما هو مصيرهم؟ سيروا الناس يدركون ذلك ويعرفونه واسألوا وانظروا ما حل بالامم قبل - 00:13:58ضَ

لكم من الامم الكافرة انظروا وتأملوا وليسوا باظعف منكم. ولا انتم باعز منهم. ولستم اقرب الى الله منهم وهم عندهم من القوة والمنعة الشيء الكثير. ومع ذلك لما كذبوا الرسل اهل - 00:14:28ضَ

اهلكهم الله جل وعلا. ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين. والعاقل ينظر الامور ويخشع عاقب الله عبدا لمعصيته يحذر ذلك وكما جاء السعيد من وعظ بغيره. يحل العذاب نتمادى من كان عنده شيء من العقل والادراك والبصيرة تراجع. واخذ الحذر واتعظ بهذا - 00:14:58ضَ

ومن كان في لهو وغفلة والعياذ بالله فهو ساهل لاهل لا يدري حتى يحل به العذاب والعياذ بالله فاذا حل به العذاب ما يستطيع الدفع ولا الامتناع منه. ثم انظروا كيف كان - 00:15:38ضَ

انا عاقبة المكذبين. ما هي عاقبتهم؟ عاقبتهم ان الله جل وعلا عذبهم وقظى عليهم لك هم بما شاء من انواع العذاب. وانواع العذاب عند الله جل وعلا كثيرة. في الصيحة - 00:15:58ضَ

الصعقة في انزال العذاب من السمع بالغرق في الماء. وهكذا يعني انواع العذاب كثيرة. والله جل وعلا قد يسلط شيء بسيط. على الظالم العنيد كما سلط جل وعلا بعوضة على النمرود. وكما اهلك فرعون - 00:16:18ضَ

بالماء الذي يفتخر به يقول وهذه الانهار تجري من تحتي واهلك بعض الامم السحاب الذي كانوا يتوقعون فيه الرحمة يتوقعون فيه الرحمة وانه مطر. هذا عارظ ممطرنا. الاحقاف. فانزل الله عليهم العذاب بما يتوقعونه - 00:16:48ضَ

كما هو خير وعلم من شاء من عباده بالريح وعذب من شاء من عباده الصعقة ومن نفخة وغير ذلك من الامور التي يعذب بها جل وعلا امن شاء من عباده بما لا يتوقع. وقد يعذب العبد بشيء يتوقع انه خير. قد يعذب - 00:17:18ضَ

العبد بالمال يعطيه من المال الشيء الكثير فيظن ان هذه نعمة وهذا استدراج. يكون هلاكه وشقوته بسبب هذا المال يمنع حق الله فيه ويجمع المال من حلال وحرام ولا يمنع حق الله فيه فيكون هلاكه - 00:17:48ضَ

وبالمال الذي يود هو ويظن انه نعمة له. فالله جل وعلا يعذب من جاء من خلقه بما شاء من خلقه جل وعلا. فهو يحذر جل وعلا كفار قريش ما قال الله جل وعلا لهم فانذرتكم صاعقة مثل صاعقة عهد وثمود. فيحذر - 00:18:08ضَ

وعلا الظالمين تخويف لعلهم يرتدعون وينزجرون ويرعون ويعودون الى الله جل وعلا ومن لا يهتم لذلك ينزل به العذاب من حيث لا يشعر والعياذ بالله ولقد استهزأ برسل من قبلك فحاق - 00:18:38ضَ

الذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون. هذه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم. في تكذيب من كذبه من قومه ووعد له وللمؤمنين به بالنصرة والعاقبة الحسنة في الدنيا والاخرة. ثم قال تعالى قل سيروا في الارض - 00:19:08ضَ

ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين. اي فكروا في في انفسكم وانظروا ما احل الله بالقرون الماضية الذين كذبوا رسله رسله وعاندوهم من العذاب والنكال. نعم. والعقوبة في الدنيا مع مع من ادخر لهم من العذاب الاليم في الاخرة - 00:19:28ضَ

ومن ادخر الله لهم من العذاب الاليم في الاخرة لان الله جل وعلا يعذب من شاء بعذاب الدنيا وعذاب الاخرة من شاء بعافرة دون عذاب الدنيا. يعني بعض الظالمين ينتقل من الدنيا وما جاءه شيء من العذاب. هذا والعيال - 00:19:48ضَ

اعوذ بالله يكون مغفور له العذاب في الدار الاخرة. وقد يجمع بين عذاب الدنيا وعذاب الاخرة. خزي الدنيا وعذاب في الاخرة والعياذ بالله. نعم. وكيف نجى رسله وعباده المؤمنين والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:20:08ضَ

وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:20:38ضَ