التفريغ
سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم يا ايها الذين امنوا ليبلونكم الله. يا ايها الذين امنوا ليبلونكم الله - 00:00:01ضَ
تناله ايديكم. تناله ايديكم ورماحكم ليعلم الله ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم. هذه الاية الكريمة سورة المائدة جاءت بعد ايات تحريم الخمر تحريما - 00:00:31ضَ
قاطعا يقول جل وعلا في هذه الاية الكريمة يا ايها الذين ما امنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله ايديكم ورماحكم. تناله ايديكم ورماحكم ليعلم الله من يخسر قاطعوا بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم - 00:01:11ضَ
يخاطب الله جل وعلا عباده المؤمنين مناديا لهم بصفة الايمان مشعرا لهم بانه سيختبرهم وهذا من لطفه جعل جل وعلا ما اختبرهم بدون ان يعلم وانما من لطفه جل وعلا بهذه الامة ان - 00:01:51ضَ
ارى هم بذلك قبل ان يختبرهم. قائلا يا ايها الذين امنوا لا يبلونكم فهو جل وعلا اختبر اسرائيل بامور وما وفقوا فيها وما نجحوا فيها واشعر هذه الامة بانه سيختبرهم - 00:02:31ضَ
وهو جل وعلا يعلم ما العباد عاملون قبل ان يخلقهم لكن ليظهر عملهم الذي يستحقون عليه ايه الثواب والعقاب؟ فالله جل وعلا يأمر العباد وهو يعلم من سيطيع منهم ويعلم من سيعصي الامر منهم - 00:03:11ضَ
ثم على ضوء طاعتهم او معصيتهم يكون الثواب والعقاب. فالله جل وعلا ابتلى بني اسرائيل بامور. من ذلك انه ابتلاهم بان حرم عليهم صيد السمك يوم السبت. فاختبرهم جل وعلا بان جعل السمك يكثر حولهم يوم السبت ثم - 00:03:51ضَ
يبعد عنهم في الايام الاخر. وهذا ابتلاء وامتحان واخفقوا في هذا الابتلاء والامتحان فتحيلوا. وضعوا الشبابيك يوم الجمعة فدخل السمك فيها يوم السبت ولم يستطع الخروج واخذوا الشبابيك يوم الاحد. او حفروا حفرا يدخل فيها - 00:04:41ضَ
سامعك اذا تكاثر فما يستطيع الخروج منها فيصيدونه يوم الاحد وما بعده. وهذه حيلة والحيل محرمة حرمها الله جل وعلا على بني اسرائيل وعلى غيرهم. بل قال بعض العلماء من يأتي الحرام مباشرة قد يكون اخف من - 00:05:21ضَ
من يتحيل لان من يتحيل كانه يستجهل ربه تبارك وتعالى تعالى ويخادع الله كما قال جل وعلا عن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واختبر هذه الامة بان اخبرهم بانه سيبتليهم. بشيء - 00:06:01ضَ
من الصيد شيء قليل. وشيء لا يشق الصبر عنه فهم بامكانهم من وفقه الله منهم ان يصبر على هذا ليبلونكم الله من شيء قال العلماء التنكير هنا للتقليل. ليبلونكم ابتلاء يسير. ابتلاء قليل - 00:06:41ضَ
لا يبلغنكم الله بشيء من الصيد قيد البر والعرب عندهم مهنة الصيد معيشتهم على الصيد فهو محبب اليهم. فابتلاهم الله جل وعلا بذلك والمراد صيد البر. دون صيد البحر وابتلاه اختبرهم الله جل وعلا بان منعهم عن الصيد في حالتين - 00:07:21ضَ
واباح لهم ما في ما سوى ذلك. حالة الاحرام في اي مكان امن كانوا وحالة وجودهم في الحرم داخل الحرم. وبالاحرام على اي حال كان المرء داخل الحرم او خارجه. وفي اي بلد - 00:08:11ضَ
وفي حال الحرم سواء كان الموحد وكما سواء كان المرء محرما او هلالا بشيء من الصيد تناله تدركه وتقدر عليه تناله ايديكم. تمسكونه باليد صغار الصيد وبيض الصيد وما لا هروب عنده - 00:08:41ضَ
تناله الرماح لمن كان له هروب محاولة امتناع تناله ايديكم ورماحكم. ليعلم جل وعلا انا علما يستحقون عليه الثواب اذا اطاعوا او العق اذا عصوا والا فهو جل وعلا يعلم الشيء قبل وجوده. ليعلم - 00:09:21ضَ
يخافه بالغيب. حال كونه غائط. لا يرى الله والله جل وعلا يراه وحال كونه غائبا عن الاعين. يخافه بالغيب لان بعض الناس يظهر مخافة الله عند الناس. فاذا خلا بنفسه بارز الله في المعصية والعياذ بالله - 00:10:01ضَ
طبعا كان يخاف الله جل وعلا في حال غيبته عن الناس فهو جدير بان يخافه تعالى في مرأى من الناس فمن اعتدى بعد ذلك فيه من الله جل وعلا وتنبيه للامة قبل ان يحرم الصيد - 00:10:41ضَ
فيبنونكم الله بشيء من الصيد تناله ايديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيم ثم قال قال معنى هذه الاية كما سيأتينا ان شاء الله يا ايها الذين امنوا لا تقتلوا الصيد وانتم حرم. هذه الاية - 00:11:21ضَ
التحريم. والتنبيه والاعلام جاء قبل التحريم. رأفة ورحمة بالامة لان المرء اذا قيل له انتبه سنختبرك. يستعد بخلاف ما اذا اختبر مفاجأة فقد ينجح وقد لا ينجح فمن اعتدى بعد هذا الابتلاء والامتحان - 00:11:41ضَ
فله عذاب اليم. عذاب اليم في الدنيا ام في الاخرة ام فيهما معا؟ فيهما معا والله اعلم فله عذاب اليم عذاب قال العلماء يوم الربع يوم مس ظهره وبطنه بالجلد. والجلد يسمى عذاب - 00:12:21ضَ
لان الله جل وعلا قال في كتابه العزيز وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين يعني عند جلد الزاني امر جل وعلا ان لا في الخفاء وانما يعلن جلده حتى يكون رادع لغيره - 00:13:01ضَ
فله عذاب اليم. يعني عذاب مؤلم. في الدنيا وفي الاخرة ان لم يتب من ذلك قالوا اجلد في الدنيا ويؤخذ سلفه. يعني متاعه الذي معه وفي هذه الاية تفضيل الله جل وعلا لهذه الامة بانه - 00:13:31ضَ
حينما اختبأ حينما اراد اختبارهم وامتلائهم اعلن لهم ذلك بخلاف غيرهم من الامم فقد يبتليهم ثم يتحيلون لان المرء اذا عرف انه مبتلى بهذا غالبا يراقب الامر. ويهتم له ولا يتحيل - 00:14:11ضَ
انه مبتلى ومختبر في ذلك لكن من لا يعلم قد يلتفت يمينا وشمالا الحيل والمخادعة فيخسر حاله والعياذ بالله يا ايها الذين امنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله ايديكم ورماحكم - 00:14:41ضَ
ليعلم الله من يخافه بالغيب من يعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى يعني بعد هذا الانذار والتنويه لقد استحق العذاب الاليم اقرأ قال ابن عباس في قوله تعالى ليبلونكم الله بشيء من الصيد تآلوه - 00:15:11ضَ
ايديكم ورماحكم هذه عبر عنها العلماء رحمهم الله بانها لا موطئة للقسم. نعم قال هو الضعيف من الصيد وصغيره. يبتلي يبتلي الله به عباده في احرامهم. حتى لو شاءوا لتناولوه بايديهم. فنهاهم الله ان يقربوه. وقد جاءت الصيد الى الصحابة رضي الله - 00:15:41ضَ
عنهم وهم في الحديبية حتى خالطتهم في وصارت في متناول يد كل لواحد منهم ومع ذلك لم يتعرضوا لها. نعم. قال مجاهد تناله ايديكم يعني صغار الصيد وفراخه. ورباحكم يعني كباره. وقال مقاتل بن حيان انزلت هذه الاية في عمرة - 00:16:11ضَ
ليبيا فكانت الوحش والطير والصيد تغشاهم في رحالهم لم يروا مثله قط فيما خلا. فنهاهم الله عن قتله وهم ليعلم الله من ان صلح الحدودية هو اول احرام دخل فيه النبي صلى الله عليه وسلم - 00:16:41ضَ
بعد هجرته من مكة الى المدينة. هاجر من مكة الى المدينة بعد تمام ثلاث عشرة سنة على بعثته صلى الله عليه وسلم ومكث في المدينة ست سنوات فتوجه الى مكة لحج ولا عمرة. عليه الصلاة والسلام الا بالسنة السادسة. توجه محرما - 00:17:01ضَ
اه نعم ليعلم الله من يخافه بالغيب يعني انه تعالى يبتليهم بالصيد يغشاه في رحالهم يتمكنون من اخذه بالايدي والرماح سرا وجهرا لتظهر طاعة من يطيع منهم في سره او جهره كما قال تعالى ان الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة واجر كبير. وقوله ها هنا فمن اعتدى عليك - 00:17:31ضَ
فمن اعتدى بعد ذلك قال السدي وغيره يعني بعد هذا الاعلام والانذار والتقدم فله عذاب اليم اي المخالفته امر الله وشرعه. قال ابن عباس رضي الله عنه يوسع ظهره وبطنه - 00:18:01ضَ
جلدا يعني هذا من العذاب الاليم انه يضربه الامام وولي الامر اذا صاد وهو محرم او صاد في الحرم. والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:18:21ضَ