تفسير ابن كثير | سورة الروم

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبد الرحمن العجلان | 6- سورة الروم من الآية (20) إلى الآية (22).

عبدالرحمن العجلان

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن اياته ان خلقكم من تراب ثم اذا انتم بشر تنتشرون - 00:00:00ضَ

ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ومن اياته خلق السماوات والارض واختلاف السنة والوانكم - 00:00:31ضَ

ان في ذلك لآيات للعالمين هذه الايات الكريمة من سورة الروم في تقرير مبدأ البعث وان الله جل وعلا قادر على احياء الاموات وحشرهم وفي هذه الايات اثبات جمال قدرة الله جل وعلا - 00:01:05ضَ

في شيء يعترف به الخلق يعترف به المؤمن والكافر والله جل وعلا يقول ومن اياته الدالة على كمال قدرته على كل شيء وكرر ذلك ست مرات في هذه الايات التي تلوتها - 00:02:00ضَ

ثلاث مرات وتأتي البقية غدا ان شاء الله وختم هذه الست بقوله ثم اذا دعاكم دعوة من الارض اذا انتم تخرجون بين جل وعلا كمال قدرته ثم بين البعثة بعد ذلك فقال ثم اذا دعاكم دعوة من الارض - 00:02:44ضَ

اذا انتم تخرجون لا احد يمتنع كما انه في الايات السابقة بين جل وعلا كمال قدرته في قوله يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الارض بعد موتها - 00:03:27ضَ

وكذلك تخرجون يعني مثل هذا الاحياء والاخراج تخرجون من قبوركم والمشركون ينكرون البعث واليهود والنصارى يؤمنون بالبعث ولكنهم كذبوا وانكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وهذه الايات مكية نزلت بمكة - 00:04:04ضَ

لمجادلة المشركين البراهين الواضحة البينة الدالة على اثبات البعث وقال جل وعلا ومن اياته ان خلقكم من تراب من الايات الدالة على قدرة الله جل وعلا من خلق ادم من تراب - 00:04:54ضَ

وخلق ادم في هذا الشكل من هذا الاصل الذي هو التراب يدل على كمال القدرة الالهية لان التراب متفتت متناثر غير مجتمع خلقكم من تراب. قال خلقكم يعني خلق اباكم ادم من تراب - 00:05:30ضَ

وقال بعض المفسرين خلقكم يعني خلقكم انتم كذلك من تراب لان اصل الانسان النطفة والنطفة المني من اين نشأت من الغذاء والغذاء من اين نشأ من الارظ من التراب سواء كان نباتا - 00:06:13ضَ

او لحما ناشئ عن الغذاء الذي هو العلف النابت من الارض خلقكم خلق اباكم وكذلك خلقكم من تراب ثم اذا انتم بشر تنتشرون اتى جل وعلا بثم الدلالة على ان فيه مراحل - 00:06:48ضَ

ما كان المرء من تراب ثم على طول بشر لحم ودم سويا يمشي في الارض فيه مراحل فاتى بثم ثم اذا انتم واذا هذه يعبر عنها العلماء رحمهم الله بانها اذا الفجائية - 00:07:21ضَ

والغالب ان اذا الفجائية تأتي بعد الفاء الفاء هي التي غالبا تسبق الى الفجائية لكن سبقتها هنا في هذه الاية ثم لان المقام يقتضي ذلك يقتضي الترتيب والتمهل في فترة - 00:07:46ضَ

في اطوار الانسان ادم من تراب ثم النطف ثم العلقة ثم المضغة ثم العظام ثم تكسى لحما باذن الله ثم يخرج سويا ثم اذا انتم بشر تنتشرون. تنتشرون في الارض - 00:08:11ضَ

تنصرفون فيها وتذهبون بينما اصلكم الاصل الاصيل الاول من تراب ثم كان التكوين بعد ذلك من هذه الاطوار التي مر بها الانسان اليس القادر على ذلك اول الامر قادر على البعث من باب اولى - 00:08:45ضَ

بلى والله ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم من انفسكم قال المفسرون من جنسكم وقال بعضهم من انفسكم يعني جزء من الانسان التي هي حواء مخلوقة من ظلع ادم - 00:09:12ضَ

وكونها من انفسكم من جنسكم اقرب اي ان الله جل وعلا امتن على العباد بان جعل للرجال ازواجا من جنسهم يأنسون اليهن ويا انسنا اليهم ولم يجعل ازواج الرجال من غير جنسهم - 00:09:58ضَ

من الجن او من البهائم التي لا يأنس اليها الانسان بل جعلها من الجنس من جنس الانسان والله جل وعلا يقول لقد بعث فيكم رسولا من انفسكم لقد جاءكم رسول من انفسكم يعني من جنسكم - 00:10:27ضَ

من خلق لكم من انفسكم ازواجا. المراد حواء او بنات ادم اذا كان المراد خلق لكم من انفسكم ازواجا يعني خلق لادم زوجة فهي حواء مخلوقة من ظلعه او المراد العموم - 00:11:02ضَ

ويكون المراد بنات ادم لتسكنوا اليها. هذه نعمة يمتن الله جل وعلا بها على الرجال من خلق لهم النسا النساء مخلوقة للرجال دليل على علو الرجل على المرأة وفضله عليها - 00:11:31ضَ

وانها مخلوقة له خلقت له ولهذا فرغت من كثير من التكاليف الشرعية ليه تكون للرجل لتتفرغ للرجل فالمرأة تكاليفها الشرعية اقل بكثير من تكاليف الرجل الرجل مكلف بالجهاد والمرأة غير مكلفة بالجهاد - 00:12:05ضَ

الرجل مكلف بالقوامة على المرأة والمرأة غير مكلفة بالقوامة على الرجل الرجل مكلف بالنفقة والمرأة غير مكلفة بالنفقة لا يجب عليها ان تنفق على زوجها الا تبرعا والا فيشتدين الرجل لينفق على زوجته - 00:13:02ضَ

وان كان فقيرا وهي غنية فنفقتها على زوجها وان كانت واجدة للمال وهو فقير فلا يجب عليها ان تنفق عليه ولا يجب عليها ما دامت في عصمته ان تنفق على نفسها - 00:13:34ضَ

الرجل مكلف كما انه مكلف بدفع المهر للمرأة وحاجة المرأة الى الرجل كحاجة الرجل للمرأة او اكثر وهو يدفع لها المهر ولا تدفع المرأة المهر للرجل هو له السعي في طلب المعاش والكسب - 00:14:04ضَ

وهي عليها السكن والاستقرار في البيت وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية اذا الذين ينادون بخروج المرأة من البيت ينادون بعكس ما فطر الله جل وعلا المرأة عليه ويصادمون الايات القرآنية - 00:14:41ضَ

المرأة كما هو نص في هذه الاية مخلوقة للرجل والرجل مأمور بالقوامة على المرأة وطلبوا المساواة بين الرجل والمرأة مصادمة لكتاب الله جل وعلا والمرأة لها وظائف والرجل له وظائف - 00:15:22ضَ

ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها لتكون سكن يسكن اليها الرجل ويرتاح اليها ويأنس بها وجعل بينكم مودة ورحمة جعل الله جل وعلا المودة بين الزوجين - 00:16:04ضَ

لا يشبهها مودة استئناس كل واحد منهما بالاخر لا يشبهه استئناس بغير ذلك مودة طارئة ورحمة ازيد على من كان بينه وبينه علاقة منذ القدم ما المراد بالمودة بذلك عن الجماع - 00:16:33ضَ

والرحمة الولد وقيل المودة المحبة والرحمة الشفقة تجد الرجل يشفق على زوجته من ان يمسها سوء لان المحبة تختلف عن الشفقة المحبة قد توجد لكن الشفقة تكون قليلة بخلاف الزوجين - 00:17:09ضَ

فاوجد الله جل وعلا المحبة والشفقة وقيل المودة للشابة التي يستمتع بها الرجل الاستمتاع الكامل والرحمة المرأة الكبيرة وتجد الرجل يرحم امرأته الكبيرة ويشفق عليها شفقة عظيمة وان كان لا يستمتع منها بشيء - 00:17:50ضَ

لانها قد تكون في اخر الحياة بمثابة الصاحب او الاخت مثلا لا يستمتع منها بشيء من الاستمتاع اما تعطل الاستمتاع من قبله او من قبلها ومع ذلك الرحمة والشفقة موجودة - 00:18:33ضَ

والاستئناس بها ونحو ذلك وهذا مما اودعه الله جل وعلا في الزوجين وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ايات على قدرة الله جل وعلا وعظمته لمن - 00:18:56ضَ

لمن عنده فكر ويتأمل ويتدبر صنع الله جل وعلا ويستفيد من تدبره وفكره ويستدل بذلك على قدرة الله جل وعلا مما يترتب على ذلك الايمان بوحدانية الله جل وعلا والايمان بالبعث - 00:19:28ضَ

فاذا امن بوحدانية الله جل وعلا وامن بالبعث عمل لذلك اليوم العظيم العاقل يتفكر ويتأمل بفكره ليستفيد يجني منه الثمار النافعة في الدنيا والاخرة ومن اياته خلق السماوات والارض واختلاف السنتكم والوانكم - 00:19:58ضَ

ان في ذلك لايات للعالمين ان في ذلك لايات للعالمين ومن اياته الدالة على قدرته جل وعلا وعلى كمال وحدانيته وعلى انه المتصرف وحده وعلى انه قادر على البعث خلق السماوات والارض. هذه الاجسام العظيمة - 00:20:42ضَ

بهذا الشكل العظيم لا احد يقدر على ذلك سوى الله هذه السماوات بهذه الكثافة ملأى بالسكان بدون عمد وانما هي ممسكة بقدرة الله جل وعلا وليست سماء واحدة بل سبع سماوات - 00:21:16ضَ

فمن الذي خلقها؟ هو الله جل وعلا خلق السماوات والارض بهذا الشكل وهذا العظم وهذا التفاوت جبال وسهول واودية وانهار وبحار واشجار من الذي خلق هذه الاشياء؟ هو الله جل وعلا - 00:21:41ضَ

الخالق لهذه الاشياء الا يقدر على اعادة خلق الانسان مرة ثانية هلا والله ومن اياته خلق السماوات والارض. قال بعض المفسرين قدم السماوات على الارض لان السماوات بمثابة الرجل والارض بمثابة المرأة - 00:22:05ضَ

واللقاح ينزل من السماء الى الارض كما ينزل الماء من الرجل للمرأة ومن اياته خلق السماوات والارض واختلاف ال السنتكم هذه اللغات المتعددة وهذه اللهجات المتعددة كل واحد يتميز من صوت الاخر عن صوت الاخر - 00:22:29ضَ

اولا اللغات وهذا شيء ظاهر ثم نرجع الى نفس اللغة نجد فيها عدد من اللهجات والاشكال ثم نرجع الى الشكل الواحد لاهل البيت الواحد المتكلمون بلسان واحد لهجاتهم ونظرات الصوت تختلف - 00:22:59ضَ

اذا كلمت احدا منهم بالتليفون عرفت هذا بان هذا فلان وهذا فلان وهم اخوة ستة او سبعة كل واحد يتميز عن الاخر لهجته بقدرة الله جل وعلا ليست نبرات الصوت ومخارجها عند الناس سواء - 00:23:25ضَ

اكلمك الاف الرجال مثلا كل واحد تقول هذا فلان وهذا فلان وهذا فلان ممن تعرفه ما رأيته وانما نبرات الصوت عرفتها واختلاف السنتكم والوانكم اختلاف الالوان اولاد ادم على شكل واحد - 00:23:48ضَ

وصمت واحد لكن ما تجد اثنين يشتبهان. كل واحد لابد له من ميزة مع صغر المكان الذي فيه التميز الذي هو الوجه غالبا التميز في الوجه ما تجد اثنين بوجه على شكل واحد لا يتميزان ابدا - 00:24:13ضَ

ميز الله جل وعلا ذلك وجعل جل وعلا التمييز بشيئين والوجه خلق واللون اللسان لان الادراك التمييز بحاستين بالسمع والبصر الاعمى الذي لا يبصر يميز بالصوت يميز الاصوات اذا خاطبته قال - 00:24:36ضَ

فلان تميز اصوات الرجال من اصوات النساء يميز معارفه واحدا واحدا والذي لا يسمع يميز بالنظر وحاستان للتمييز نوه الله جل وعلا عنهما في هذه الاية ليكون التمييز كاملا للناس كلهم - 00:25:22ضَ

الذي يسمع ولا يبصر يميز بسمعه والذي يبصر ولا يسمع يميز ببصره واختلاف السنتكم بلغات متعددة ثم لهجات متفاوتة ثم مخارج الحروف بالنسبة لاهل البيت الواحد متفاوتة مخرج الصوت والوانكم - 00:25:57ضَ

احمر واسود وابيض واسفر والوان متعددة ان في ذلك لايات للعالمين العالمين قراءة الجمهور فتح اللام وقراءة حفص التي نقمع بها بكسر اللام للعالمين للعالمين كل ما سوى الله عالم - 00:26:39ضَ

اية يميز بها العالمون اذا قلنا العالم العالمين ان في ذلك لايات للعالمين دخل كل ما سوى الله جل وعلا يميز الحيوانات تميز اصحابها بالصوت واذا رأته عرفته واذا قلنا للعالمين فالمراد العالم الذي عنده علم - 00:27:24ضَ

وبصيرة يميز ويستنتج من هذا ويستدل به على وجود الله جل وعلا ثم على كمال قدرته جل وعلا ثم على انه هو الواحد وحده لا شريك له ثم انه القادر على البعث - 00:28:01ضَ

فاذا وفق العبد للايمان بذلك وحد الله جل وعلا وعبده ليسعد اذا لقيه بعد البعث الدنيا ينعم بها البر والفاجر ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء - 00:28:29ضَ

لكن الدنيا متاع يستمتع بها البر والفاجر والآخرة عند ربك للمتقين التمييز الحقيقي الدار الاخرة طريق في الجنة وفريق في السعير فمن وفق لاعمال فكره وعقله وذهنه واستعمل ما عنده من العلم - 00:28:58ضَ

استدل في هذه المخلوقات وهذه الموجودات على قدرة الله جل وعلا وكما قال الشاعر وفي كل اية وفي كل اية له وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد - 00:29:39ضَ

كل مخلوق يدل على وجود الخالق جل وعلا والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:30:02ضَ